المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مشروع ودعوة للتسامح



الرحال العجيب
08-10-2009, 12:16 PM
أحبتي في الله سوف أسرد لكم اليوم مقالاً لي وأعلم أنه مكرر وألتمس العذر في عرضه لأننا بحاجة إلى تجديده في كل وقت وحين حتى نذكر بعضنا فقد قال الله سبحانه في محكم تنزيله ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) ، لذا كونوا معي ولعلي أجد آذاناً صاغية وقلوباً واعية بإذن الله تعالى :
قال تعالى ( إنما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم ) الحجرات : 10
( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) الأنفال : 1
( وأن تعفوا أقرب للتقوى . ولا تنسووا الفضل بينكم ) البقرة : 237
( فمن عفا وأصلح فأجرة على الله ) الشورى : 40

وأمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالعفو عن أصحابه والاستغفار لهم، كما قال تعالى: (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك، فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين). آل عمران: 159
وأثنى سبحانه على المتصفين بالعفو عن الناس وكظم الغيظ وجعل تلك الصفة من الصفات التي يستحقون بها مغفرة الله وعفوه ودخول جنته.

كما قال تعالى: ((وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)آل عمران: 133ـ134.

ومن الآيات القرآنية الكريمة التي أنزلها الله تعالى، لتسمو بالمؤمن إلى أعلى درجات العفو والتسامح، تلك الآية التي نزلت في شأن أبي بكر الصديق وابن خالته مسطح بن أثاثة، الذي شارك في حديث الإفك الباطل، فقد كان مسطح من فقراء المهاجرين، وكان أبو بكر، رضي الله عنه ينفق عليه لقرابته منه، فلما وقع حديث الإفك، وعلم أن مسطحاً كان من المتورطين فيه، حلف أن لا ينفق عليه أبد الدهر لظلمه لابنته ووقوعه في عرضها.
فأنزل الله تعالى في ذلك: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم، والله غفور رحيم)النور:22، وراجع الجامع لأحكام القرآن (12/207ـ209) في تفسير الآية].
لقد كان أبو بكر، رضي الله عنه رفيقا رحيما كثير الشفقة والرحمة، ولم يكن من عادته الشدة والقسوة، كما هو معروف عنه وعن سيرته رضي الله عنه، ولكن شأن هذه الحادثة المفتراة كان لا يحتمل، فقد كان يتناول عرض ابنته أعف نساء العالم وامرأة أفضل الأنبياء والرسل، ينزل جبريل في بيتها فيتلو وحي الله على نبيه، فلم يكن غضب أبي بكر رضي الله عنه انتقماً لنفسه وإنما كان لله - وإن كانت نفسه البشرية لا ترضى بالضيم الواقع عليها – وكان ما ينفقه على مسطح فضلا منه وإحسانا -.

فرأى أنه لا يستحق ذلك الفضل والإحسان، لعظم مساءته التي اقترفها، فقطع عنه النفقة، ومع ذلك يؤكد الله تعالى عليه تلك التأكيدات المتوالية، ليعفو ويصفح عن مرتكب ذلك الذنب العظيم، ويعيد إليه فضله: فقد نهاه في الآية الأولى عن الاستمرار في حلفه: ((ولا يأتل)) وذكره بالقرابة التي شرع الله وصلها، وبالمسكنة التي يستحق صاحبها الرحمة والإحسان، وبالهجرة التي هي من أعظم ما يتقرب به المسلم إلى ربه في سبيل دينه، ثم أمره بالعفو والصفح.

ثم أتبع ذلك بالتشويق الذي لا يقدر المؤمن العادي على عدم الاستجابة له، فضلا عن أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه: ((ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)) وكأن الله تعالى يذكر المؤمن بأنه إذا اعتدى عليه أخوه المؤمن فليغضب لانتهاك حرمة الله المتعلقة به، ولكن عليه أن يتجاوز عن زلة أخيه ويعفوكما يحب أن يعفو الله عنه إذا عصاه.
ومن المعلوم أن نفسية المؤمن حينما تكون متخلقة بأخلاق الحلم والعفو والتسامح فإنه يكون مثلا يُحتذى في الملاطفة وسمو الخلق ولين الجانب وحسن المعشر ..
ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك إلى هذا الخلق فقال : ( لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخواناً ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه البخاري.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهم الله ورسوله: الحلم والأناة)
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقاً . وخياركم خياركم لنسائهم)
وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول: ( إني لأسمع بالغيث يصيب بلداً من بلدان المسلمين فأفرح ومالي به سائمة!)
نشرت بعض الصحف مؤخراً خبراً من جامعة ( ليدز ) شمال إنجلترا يذكر أن أستاذ علم النفس بالجامعة يقوم بتعليم البريطانيين التسامح ، وقد سجل أكثر من سبعين شخصاً أسماءهم للالتحاق بالدورة التعليمية التي تستمر عشرين أسبوعاً وتعتبر الأولى من نوعها في العالم كما يقولون ، وقد صرح الأستاذ ( كين هارت ) القائم على المشروع أن الكراهية التي نشعر بها داخلنا ورم ٌ خبيث وأضاف أن كبت الغضب يؤدي إلى أمراض مثل ارتفاع في ضغط الدم وامراض قلبية و أصبحت الكراهية والمرارة والرغبة في الثأر السبب الحقيقي وراء تأزمهم وأصبحت مثل هذه الدورات مواد تدرس في الجامعات الغربية وحتى أن هناك مؤسسات بعينها ترعى مثل هذه المحاضرات والدورات .

أحبتي في الله ألسنا أحق من هؤلاء أهل الغرب والشرق ، أليس ما يرمون إليه من تعاليم ديننا الحنيف، بلى والله ولكن حالنا وحال إخواننا من المسلمين في أرجاء العالم عكس ذلك فنجد الغيبة والنميمة وازدراء الآخرين هي المنتشرة فيما بيننا إلا من رحم ربي .
أعلم يقيناً أن ضغوط الحياة كثيرة هذه الأيام، من غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور والظلم والفساد وغيرها، أعلم كل هذا لأني ببساطة أعيش في هموم هذا البلد، لكن هناك حلاً ولو مؤقتاً وهو أن نبحث عن أي شيء يدخل السعادة إلي قلوبنا، أو نشغل أنفسنا بعمل مثمر ومفيد أو شيء نحبه وما كان هذه المنتدى والصرح إلا أحد المنابر التي نجتمع ونلتقي بها لننشر كل ما فيه الخير والسعادة والفائدة للجميع .

أحبتي في الله لِمَ لا نحاسب أنفسنا قبل الغضب على أحد ونسأل أنفسنا عن سبب ذاك الغضب :
أهوَ في حد من حدود الله أم في تطاول على الله سبحانه جلَّ جلاله أو حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم أو في عِرضٍ من أعراض المسلمين فإن لم يكن لك كله فلا أعتقد أن هناك داعٍ موجب للغضب والهجر وما يشمل ذلك من كلمات السوء التي تخرج من اللسان دون رادع وتفكير ، إليكم أحبتي حكمة قرأتها لأحد الكتاب أسردها عليكم : إن القلوب كالبيوت تمتلئ بالتراب والغبار، ولكن تراب القلوب لا يكنس بالمكانس الكهربائية، بل يكنسه التسامح والنسيان.
لتسمحوا لي بأن أطرح عليكم

«هذه الدعوة المجانية للتسامح والحب»
فتعالوا نتصالح مع أنفسنا ويحب بعضنا البعض الآخر، ونلتمس الأعذار للآخرين، يعني إذا أسأنا لأحد فيجب أن نعتذر، وإذا أساء أحد لنا يجب أن نسامحه وأذكركم مرة أخرى بقول الله سبحانه وتعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) ومن منا لا يحب أن يغفر الله له ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أسوة حسنة فلنقتدِ بهم حتى تسمو نفوسنا وحتى نكون خير خلفٍ لخير سلف .

أخوكم في الله
الرحال العجيب

بندر النايف
08-10-2009, 03:47 PM
حياك الله

أخوي

والتسامح جميل ورائع ...


,,.

وجن محمد
08-10-2009, 07:53 PM
الرحال العجيب
مااجمل ان تكون هنا اقلام مضيئة تذكرنا بين الفينة واخرى بما يغفل عنه البعض

بارك الله فيكم وفيما كتبتم ورزقكم الله الفردوس الاعلى
وجعل ماتكتبونه في ميزان حسناتكم

الرحال العجيب
10-10-2009, 01:03 PM
احبتي في الله ( بندر النايف ، وجن محمد ) :
سرني والله لقياكم هنا على ضفاف صفحتي فشكرا جزيلا لكما من القلب .
دمتما بخير وود .

@السيف الصامت@
10-10-2009, 11:37 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية
الرحال العجيب قلمك رائع فلله درك

قاصد خيــر
11-10-2009, 12:08 AM
بارك الله فيك

تقبل مروري

الرحال العجيب
11-10-2009, 11:33 AM
أحبتي في الله ( السيف الصامت ، قاصد خير ) :
شكرا جزيلا لكما على المرور العطر والرائع .
دمتما بخير وود .

%صموووود%
11-10-2009, 10:11 PM
نعم فالعفو و التسامح من صفات المؤمنين ولنكن كما قال الشاعر :

كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً

يرمى بصخر فيلقي أطيب الثمر


أخي: الرحَّال العجيب


طرح رائع بوركت يمينكم و بارك الله فيكم ورعاكم..

.. تحية عطرة ..

ينابيع الأمل
13-10-2009, 10:51 PM
الف شكر لك على كل كلمة
خطتها اناملك الرائعة
جزاك الله خير الجزاء
وجعل مثواك الجنة

حزين77
13-10-2009, 10:56 PM
تسلم مقال جميل ويستحق التثبيت

ما اجمل التسامح والحب صفات ماتت
عند اغلب الناس

الرحال العجيب
15-10-2009, 10:45 AM
احبتي في الله ( %صموووود%، ينابيع الأمل ، حزين 77) :
شكرا جزيلا لكم من القلب على المرور الرائع والعذب.
دمتم بخير وود .