ابو ابراهيم1
26-09-2009, 01:23 AM
http://www.montdabishah.net/vb/images/icons/icon1.gif بعض أخطاء المصلّين في صلاة تحية المسجد يوم الجمعة :11oto:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه إلى يوم الدين وبعد
تتعدّد أخطاءُ النّاس من أوّل دخولهم المسجد يوم الجمعة ، ومن الأخطاء الشائعة في صلاة تحية المسجد ما يلي :
1. جلوس بعض المصلين دون أداء صلاة تحية المسجد ، خصوصاً إنْ جاء متأخّراً ، والإِمام يخطب .
جاء عند البخاري ومسلم وغيرهم بالفاظ مختلفة إنكارالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب للجمعة لما رأى رجلاً قد جلس ، ولم يفعل ما هو مشروع من تحية المسجد ، أمره بركعتين ، فقال : ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإمام يخطب ، فَلْيَرْكع ركعتين ، وَلْيَتَجوَّزْ فيهما)).
أي : إنَّ خطبة الإمام ، والاستماع لها ، غير مانعين من تحيّة المسجد
ولعل هذا الفريق يستدل بما روي عن ابن عمرو مرفوعاً : ((إذا صعد الخطيب المنبر ، فلا صلاة ولا كلام)) !!
ولكنه حديث باطل ، أخرجه الطبراني في ((الكبير)) وفيه ((أيوب بن نهيك)).
وهو ـ مع ضعف إسناده ـ يخالف الحديث السابق ، إذ هو (صريح بتأكد أداء الرّكعتين ، بعد خروج الإِمام ، بينما هذا الحديث ينهى عنهما !!
فمن الجهل البالغ أن ينهى بعضُ الخطباء عنهما مَنْ أراد أن يصليهما ، وقد دخل ، والإِمام يخطب ، خلافاً لأمره صلى الله عليه وسلم ، وأني لأخشى على مثله أن يدخل في وعيد قوله تعالى :{ أَرَءَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى }.
وقوله : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
ولهذا قال النووي ـ رحمه الله : ((هذا نص لا يتطرق إليه التأويل ، ولا أظن عالماً يبلغه ويعتقده صحيحاً ، فيخالفه)).
والحديث السابق يدلّ بمفهوم قوله : ((والإمام يخطب)) أن الكلام والإمام لا يخطب ، لا مانع منه . ويؤيّده : جريانُ العمل عليه في عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ كما قال ثعلبة بن أبي مالك : ((إنهم كانوا يتحدّثون حين يجلس عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على المنبر ، حتى يسكت المؤذّن ، فإذا قام عمر على المنبر ، لم يتكلم أحد حتى يقضي خطبتيه كلتيهما)).
فثبت بهذا أن كلام الإمام هو الذي يقطع الكلام ، لا مجرّد صعوده على المنبر ، وأن خروجه عليه ، لا يمنع من تحية المسجد ، فظهر بطلان حديث الباب ، و الله تعالى الهادي للصّواب)).
قال الحافظ ابن حجر : ((قال شيخنا الحافظ أبو الفضل في ((شرح الترمذي)) : كل مَنْ نقل عنه ـ يعني من الصحابة ـ منع الصّلاة ، والإمام يخطب ، محمول على مَنْ كان داخل المسجد ، لأنه لم يقع عن أحد منهم التصريح بمنع التحيّة، وقد ورد فيها حديثٌ يخصّها ، فلا تترك بالاحتمال)).
قال الإِمام الشافعي : ((نقول ونأمر مَنْ دخل المسجد ، والإِمام يخطب ، والمؤذّن يؤذّن ، ولم يصلّ ركعتين ، أن يصليهما ، ونأمره أن يخففهما ، فإنه روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتخفيفهما )).
وقال أيضاً : (( وسواء كان في الخطبة الأولى أم في الآخرة ، فإذا دخل ، والإمام في آخر الكلام ، ولا يمكنه أن يصلّي ركعتين خفيفتين ، قبل دخول الإِمام في الصلاة ، فلا عليه أن يصلّيهما ، لأنه أمر بصلاتهما حيث يمكنانه، و حيث يمكنانه مخالف لحيث لا يمكنانه . وأرى للإِمام أن يأمره بصلاتهما ، ويزيد في كلامه ، بقدر ما يكملهما ، فإن لم يفعل الإِمام كرهت ذلك له ، ولا شيء عليه)) 0
. وبعضهم يجلس عند دخوله المسجد ، حال الخطبة الأولى ، فإذا جلس الخطيب ، قبل شروعه في الثّانية ، قام ، وصلّى التحيّة [ بين الخطبتين ].
وهذا جهل ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإِمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما)) 0
3. وبعضهم يأتي ، بعد جلوس الخطيب ، على المنبر ، والمؤذّن يؤذّن الأَذان الثاني ، فلا يدخل في صلاة التحية مباشرة ، وإنما ينتظر حتى ينهي المؤذّن الأذان ، ويشرع الخطيب في خطبة الجمعة ، فيحرم بصلاة التحيّة .
وهذا خطأ ، لأن الاستماع إلى الخطبة فرض ، وإجابة المؤذّن سنة .
والله تعالى أعلم .
من كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ / مشهور حسن بتصرف وإضافة .
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وسار على نهجه إلى يوم الدين وبعد
تتعدّد أخطاءُ النّاس من أوّل دخولهم المسجد يوم الجمعة ، ومن الأخطاء الشائعة في صلاة تحية المسجد ما يلي :
1. جلوس بعض المصلين دون أداء صلاة تحية المسجد ، خصوصاً إنْ جاء متأخّراً ، والإِمام يخطب .
جاء عند البخاري ومسلم وغيرهم بالفاظ مختلفة إنكارالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب للجمعة لما رأى رجلاً قد جلس ، ولم يفعل ما هو مشروع من تحية المسجد ، أمره بركعتين ، فقال : ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإمام يخطب ، فَلْيَرْكع ركعتين ، وَلْيَتَجوَّزْ فيهما)).
أي : إنَّ خطبة الإمام ، والاستماع لها ، غير مانعين من تحيّة المسجد
ولعل هذا الفريق يستدل بما روي عن ابن عمرو مرفوعاً : ((إذا صعد الخطيب المنبر ، فلا صلاة ولا كلام)) !!
ولكنه حديث باطل ، أخرجه الطبراني في ((الكبير)) وفيه ((أيوب بن نهيك)).
وهو ـ مع ضعف إسناده ـ يخالف الحديث السابق ، إذ هو (صريح بتأكد أداء الرّكعتين ، بعد خروج الإِمام ، بينما هذا الحديث ينهى عنهما !!
فمن الجهل البالغ أن ينهى بعضُ الخطباء عنهما مَنْ أراد أن يصليهما ، وقد دخل ، والإِمام يخطب ، خلافاً لأمره صلى الله عليه وسلم ، وأني لأخشى على مثله أن يدخل في وعيد قوله تعالى :{ أَرَءَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى }.
وقوله : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
ولهذا قال النووي ـ رحمه الله : ((هذا نص لا يتطرق إليه التأويل ، ولا أظن عالماً يبلغه ويعتقده صحيحاً ، فيخالفه)).
والحديث السابق يدلّ بمفهوم قوله : ((والإمام يخطب)) أن الكلام والإمام لا يخطب ، لا مانع منه . ويؤيّده : جريانُ العمل عليه في عهد عمر ـ رضي الله عنه ـ كما قال ثعلبة بن أبي مالك : ((إنهم كانوا يتحدّثون حين يجلس عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ على المنبر ، حتى يسكت المؤذّن ، فإذا قام عمر على المنبر ، لم يتكلم أحد حتى يقضي خطبتيه كلتيهما)).
فثبت بهذا أن كلام الإمام هو الذي يقطع الكلام ، لا مجرّد صعوده على المنبر ، وأن خروجه عليه ، لا يمنع من تحية المسجد ، فظهر بطلان حديث الباب ، و الله تعالى الهادي للصّواب)).
قال الحافظ ابن حجر : ((قال شيخنا الحافظ أبو الفضل في ((شرح الترمذي)) : كل مَنْ نقل عنه ـ يعني من الصحابة ـ منع الصّلاة ، والإمام يخطب ، محمول على مَنْ كان داخل المسجد ، لأنه لم يقع عن أحد منهم التصريح بمنع التحيّة، وقد ورد فيها حديثٌ يخصّها ، فلا تترك بالاحتمال)).
قال الإِمام الشافعي : ((نقول ونأمر مَنْ دخل المسجد ، والإِمام يخطب ، والمؤذّن يؤذّن ، ولم يصلّ ركعتين ، أن يصليهما ، ونأمره أن يخففهما ، فإنه روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتخفيفهما )).
وقال أيضاً : (( وسواء كان في الخطبة الأولى أم في الآخرة ، فإذا دخل ، والإمام في آخر الكلام ، ولا يمكنه أن يصلّي ركعتين خفيفتين ، قبل دخول الإِمام في الصلاة ، فلا عليه أن يصلّيهما ، لأنه أمر بصلاتهما حيث يمكنانه، و حيث يمكنانه مخالف لحيث لا يمكنانه . وأرى للإِمام أن يأمره بصلاتهما ، ويزيد في كلامه ، بقدر ما يكملهما ، فإن لم يفعل الإِمام كرهت ذلك له ، ولا شيء عليه)) 0
. وبعضهم يجلس عند دخوله المسجد ، حال الخطبة الأولى ، فإذا جلس الخطيب ، قبل شروعه في الثّانية ، قام ، وصلّى التحيّة [ بين الخطبتين ].
وهذا جهل ومخالف لقوله صلى الله عليه وسلم : ((إذا جاء أحدكم يوم الجمعة ، والإِمام يخطب ، فليركع ركعتين ، وليتجوز فيهما)) 0
3. وبعضهم يأتي ، بعد جلوس الخطيب ، على المنبر ، والمؤذّن يؤذّن الأَذان الثاني ، فلا يدخل في صلاة التحية مباشرة ، وإنما ينتظر حتى ينهي المؤذّن الأذان ، ويشرع الخطيب في خطبة الجمعة ، فيحرم بصلاة التحيّة .
وهذا خطأ ، لأن الاستماع إلى الخطبة فرض ، وإجابة المؤذّن سنة .
والله تعالى أعلم .
من كتاب القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ / مشهور حسن بتصرف وإضافة .