المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لست أبو زيد .....وما أنا بالجازية



أعذب ميسان
06-08-2009, 12:12 AM
كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حين دخلت عليه زوجته فوجدته يجلس أمام شاشة كمبيوتره العتيق ينفث دخان سجارته وكأنه يخرج نارا تحرق قلبه
سألته وهي مما هو عليه في عجب
لماذا تجلس هنا على غير عادتك ألم تكن قد نمت
أجابها قائلا : أي نوم هني وأي حياة كريمة ومايحدث يشيب من هوله الرضيع
لاعليك فلدي من مخزون النوم مايكفيني لعشرات السنين
نمنا كثيرا حتى إشتكى النوم منا أما آن لنا أن نصحى من هذا السبات العميق
إستغربت هذه الإجابة لكن كان لها في باطن عقلها من الكلمات مايشبهها والتى سمعتها كثيرا بل ربما إلتصقت بذاكرتها في مرحلة من الزمن
تناست ذلك وأجابته متغابية : لازم ننام عشان نصحى ونحن نشيطيون لنقوم بأعمالنا ومتطلبات الحياة اليومية
ضحك وقال لها : بل ننام لنصحى كي نعود لننام
وبين كل نوم ونوم نحشوا بطوننا أكلا وشربا
أليس هناك توقف عن هذا النوم العميق وهذا السبات السرمدي
أما آن لهذا الليل أن ينجلي
وردد بيت من قصيدة لأمرء القيس بن حجر
ألا أيها الليل الطويل ألا إنجل ......بصبح وما الإصباح عنك بأمثل
أيضاأجابته بنفس الطريقة الأولى وكأنها تحاو ل أن تخفف عنه فهي تعلم تماما مايعاني
ياحبيبي هذه سنة الحياة ولم أعهدك في يوم ممن يعترض على قدرة الله وسننه في خلقه
قال لها: بعد أن نفث دخان سجارته التى أصبح رأسها كإحدى حمم بركان أنا لاأقصد هذا النوع من النوم
إنما أقصد نوم من نوع أخر أصبحنا نغرق فيه حتى الثمالة
فهمت ماكان يقصد ولكنها قالت له : هل أصنع لك كوب من الشاي أو القهوة
قال : إن كنت ترين أنه سيساعدني على الراحة فإفعلي
فقالت :بلاش من القهوة والشاي ... مارأيك في كوب من العصير
قال: هات ماعندك كوب عصير كوب شاي كوب دم
نعم إغرفي لنا من هذه الدماء دون عناء منك أو تعب فما عليك إلا أن تنزلي إلى شوارع بلاد المسلمين وأقرب جثة من تلك الجثث التى على قوارع الطرق أملئي إبريقك منها وأسكبي فلم يبق من النذالة فينا إلا أن نشرب دماء قومنا وأظن أنه ليس هناك أرخص من الدماء فلقد أصبحت أرخص من حفنة تراب مالضير في أن نشرب الدم بعد أن تهاونا في إراقته وأهدرناه حتى اصبحت الأرض تشرب بدل الماء دما
أتدرين هنيئا لأراضينا بدماء الشرفاء فربما هي من سيعطيها القوة على الصمود والعزة والإباء والقدرة على لفظ الخونة والجبناء
زاد بها القلق فلقد تأكدت أنه قد فاض به وأن أيام الشقاء التى عاشتها وهو بعيد عنها
ينقل من معتقل إلى معتقل والشوق بها وبأبنائها يقتلهم لرؤيته
قالت : على ماذا نويت
قال : نويت أن أكون رجلا


قالت: وأنت الآن ألست برجل
قال:كيف أكون رجلا وأنا أرى ما أرى وأسكت
قالت : أما يكفي غيرنا ماأخذ منك أليس فيما بقي منك حق لنا
قال : وهو يضحك وماذا أعطيت ومن أعطيت ومن أخذ مني ياإمرأة
أمسكت بجهازه وهي تقول له إنظر إلى هذا الجهاز وإلى مافيه وأنت تعرف أن كل حرف وكلمة خطتها يدك هنا كانت علي وعلى أبنائك حمما ونارا
قال أترينها حقا أم باطلا
قالت : بل هي حق والله يعلم أنها حق
قال : إذن
قالت :أنت تنفخ في قربة مثقوبه وتضرب في حديد بارد
قال : في يوم ما حتما سيأتي من يرقع القربة ويشعل النار تحت الحديد
وستمتلئ القربة ويلين الحديد
قالت : أعرف تماما أنه ليس هناك فائدة من الكلام معك ولن يثنيك عن ماتريد شيئ في الدنيا
ولكن قلي بربك ماذا تريد بالتحديد دون أن تدخلني في متاهات أجهلها
نظر إلى الأرض ثم رفع رأسه وقال وهو يضحك أريد أن أكون ملك الدنيا وإزدادت قهقهاته حتى كاد يستيقظ الصغار
ضحكت معه وهي تقول لو أخذتها فأنت وأمثالك من الأحرار أجدر بها ممن تربع على عروشها ولكني واثقة بأنه ليس هدفك وأستطيع أن أقسم على هذا
قال : نعم والله ماأريده من هذه الدنيا ومن فيها هو عزة ديننا وشرفنا وكرامتنا وعنفواننا وسؤددنا
وأن نعود وجها للدنيا كما كنا بعد أن أصبحنا لها مؤخره
أمسكت بزر الماوس وهي تقول له إنظر إلى جهازك هذا ومافيه فلقد أصبح كأكبر مكتبة في العالم
بما حوته صفحاته من حبر مدادك وحروف قلمك ماذا فعلت وماذا غيرت
لم أرى أن هناك من يقرأ ومن يقرأ لايفهم ومن يفهم يدير للخير ظهره ويشفق من قوة الجبابرة فيختار الدنيا على الأخرة
تعبت فأنا أحبك وأحب أبنائي وأحب أن أقضي حياتي معك ومعهم صبرت وتحملت وكتاباتي لاتقل عن كتاباتك شيئا لكني قد وصلت مرحلة الإقتناع بأن مايحدث أشبه بالسحر فالحال التى وصلنا إليها أشبه بحياة المسحور الذي لايستطيع ان يفعل أكثر مما يأمره به ساحره فيفعل
لم نستطيع التغيير بأيدينا لأنه خطر على ديننا وعقيدتنا ووطننا ولم نوافق أحد على فعله مهما كان
ولكننا حاولنا بل إستمتنا في التغيير بألسنتنا والتى هي أقلامنا سنين طويلة ونحن نكتب الحروف ونطلقها كالسهام فتعود إلينا مكسورة مسمومة
أما يكفينا اليوم أضعف الإيمان ياسيدي وتاج رأسي
وما إن إلتفتت إليه حتى رأته قد حنى رأسه وأماله على قدميه
مدت يديها وأمسكت برأسه ورفعته فوجدت عيناه قد إغرورقت بالدمع
فقالت : لست أبو زيد ولست بالجازية
قال : وهو في هذه الحالة صدقت لست بأبو زيد
ولكن مهما فعلنا فالمطلوب منا أكثر مهما كانت التحديات أماترين مايحدث أماترين كيف يشن أعداء الدين والوطن حربهم الشعواء على ديننا وقيمنا ومبادئنا ألا ترين مايحدث لشبابنا وفتياتنا أما ترين التغريب قد دخل كل بيت أماترين التنصير قد أصبح يطرق الأبواب إلى متى ستصمد هذه الأبواب إلى متى آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ثم آآآآآآآآآآآه
ثم ألاترين أنني لست وحدي ألاترين بفضل الله كم من الأحرار يشحذ قلمه ويسنه ويسكب مداد حبره بلسما يشفي به جراح الأمة ويستنهض بها الهمم
ألاترين الشهداء في كل ثغر يشرعون صدورهم للرصاص إبتغاء مرضاة الله
أما ترين المعتقلات والسجون قد ملئت بالأحرار
أما ترين الجلادين قد كلت أيديهم وتبت
أماترين المقابر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب قد إمتلأت بجثث الشهداء والإحرار
أما ترين اليهود تقتل الرجال والنساء والشيوخ ومعهم الأمريكان
أما ترين الماجدات في فلسطين والعراق وأفغانستان والشيشان وكل أنحاء أرض المسلمين ينجبن الرجال يموت المئات ويحيا الألآف
أما تسمعين نحيب فلسطين ولسان حالها يقول :
أعيش ظلام دامس طوله ستون عاما أنتظر إشراقة صباح
ستون عاما وجراحي تنزف وأبنائي تقتل
ستون عاما فيها كنت مطية الأنذال وأحقر البشر للوصول لغاياتهم الدنيئة
ستون عاما ينسج اليهود وعملائهم فيها كفني
ويعدون بها نعشي
ويحٌفرون فيها قبري
ستون عاما وأقصاي الشريف تحن أركانه لقراءة القرآن
ستون عاما ومآذني تحن لتراتيل الأذان
ستون عاما والذل والهوان يتسربل به الأحرار من شعبي
ستون عاما وأطفالي تذبح وأعراضي تنتهك وأرضي مغتصبه
ستون عاما لم أعرف الخنوع ولا الذلة
ألا يعني لنا هذا شيئا
آآآآآآآه ثم آآآآآآآه
إفتحي التلفاز وإقلبي ماشئت من القنوات وإستمعي إلى من بها وبماذا يهذي
الا ترينهم يجرمون المغتصب ويؤازرون الغاصب
ألاترين أن كل الإعلام يشن حربا ضروسا على ديننا وقيمنا
أترين هؤلاء كيف يستميتون في نشر الفساد والخراب والدمار في بلادنا
إذا كان هؤلاء يخدمون أسيادهم وهم خلق من خلق الله أليس الأولى أن نخدم دين الله وعقيدته
أليس من الأولى أن نكون أحرارا حتى في دواخلنا
أليس من الأولى أن نكون أقوى منهم بعقيدتنا وديننا ومبادئنا وقيمنا
نعم نحن أقوى منهم مع القوة التى يملكونها لكننا نملك أنفسناوعقيدتنا وحريتنا وسؤددنا وكبريائنا ونخوتنا ومروءتنا وهم قد خسروها
إنظري إلى الضياع الذي إبتلي به شبابانا غاية أحدهم في دنياه سجارة حشيش وإبرة ماكس داخل سيارة فارهة
وفتياتنا يعبث بهن أحقر البشر وغاية إحداهن أن........ أيعقل ان يبعن شرفهن على أرض الطهارة والنقاء ببطاقة شحن قيمتها عشرة ريالات
أيعقل أن يبيع الشرفاء وأبناء الشرفاء وأحفاد الصحابة أنفسهم من أجل حقنة ماكس أو قطعة حشيش أو حبة مخدر
أيعقل أن يكون هؤلاء هم خير أمة أخرجت للناس



محال أن يكون هذا هو منتهى أمآل أبنائنا وبناتنا وهم أبناء الماجدين والماجدات
حتما هو امر دبرلنا ولهم بليل ودهليس أعد لهم بإحكام حتى إدخلوا فيه برغم أنوفهم
أيعقل أن نرضى بأن يكون هذا المصير الذي إختاره أعدائنا هو مصيرنا ومألنا
أونسكت ونرضى الهوان أيعقل أن نسكت على العملاء والخونة ليعيثوا في بلادنا فسادا والأحرار خلف القضبان
محال أن يكون هذا مايريده الله لنا ....لا...لا..لا
بل هذا مايريده أعدائنا لنا ويستخدمون أراذلنا للنيل منا
وإن سكتنا فالله لن يغفر لنا ولن يخرجنا من الظلمات إلى النور إلا حين نكون أهلا لهذا النور
نعم لست بابو زيد ولست بالجازية
لأننا لانملك مايملك أبو زيد ولاالجازية من الإيمان بالهدف والعزة الإباء والرغبة في العيش بكرامة
لكن علينا أن نحاول أن نكون على الأقل محترمين أمام أنفسنا وأن لانقبل أن يخطط وينظر لحياتنا حثالة من البشر قدموا عقيدتهم ودينهم وكرامتهم وعزتهم وإبائهم قربانا تحت أقدام الغرب والأمريكان فأصبحوا لهم مطية ينشرون فسادهم وخبثهم من خلال إعلام موبوء ومسرطن هدفه القضاء على العقيدة داخل قلوب المسلمين وأسرهم بالشهوات وإفتانهم ببريق حضارتهم الزائفة
إن لنا عقيدة ودين و دولة قامت وتأسست على الشريعة الإسلامية تحكم بكتاب الله وسنة نبية كان عهدا عليها أن تقيمه فعليها اليوم أن تقيمه وأن تلجم أفواه هؤ لاء المرتزقة والحثالة من البشر من أن ينالون من ديننا ودنيانا وإفساد أبنائنا وبناتنا
وأن توقف كل كلب أرعن عند حد
نعم لست بأبي زيد ولست أنتي الجازية
ولكن على الأمة أن توقف هذا النزف وهذا العار الذي يتسربل به أبناء السنة
عليهم أن يوقفوا عملاء الغرب وناشري الفساد والرذيلة المنصرين في بلاد التوحيد
عليهم أن يوقفوا هؤلاء المجوس عند حدهم عليهم أن يكونوا أهلا للدفاع عن العقيدة والدين
لاأريد ان أكون أبوزيد ولاأريدك الجازية
فزمننا غير زمن أبو زيد والجازية
ولكن مع قسوة زمننا وتكالب أعدائنا إلا أنه حتما سيخرج من أمتنا من يكون خيرا من أبو زيد وأخرى خيرا من الجازية


بقي لي ولها سؤال يستصرخ الإجابة
إلى متى وكل حر أبي يسعى جاهدا لإحقاق الحق ونصرة الدين وقول الحق والمطالبة بعيشة كريمة في ظل دين قويم وشريعة سمحه وحياة كريمة ودنيا سعيدة يعز فيها أهل الطاعة ويذل فيها أهل الشرك والنفاق
إلى متى وهؤلاء مكلومين محاطون بالحديد مسجونين
ليس لهم ذنب إلا أنهم قالوا كلمة حق يبتغون بهارضى الله ورسوله وعزة دينهم وكرامة دنياهم وأن يلقوا الله يوم لقائه وهو عنهم راض



تقبلوا جميعا تقديري وإحترامي





أخوكم





أعذب ميسان

وجن محمد
06-08-2009, 12:20 AM
أيعقل أن يكون هؤلاء هم خير أمة أخرجت للناس؟

نعم هذا هو حالهم للاسف الشديد
نسال الله العافية

الف شكر لك على الانتقاء الرائع

ينابيع الأمل
06-08-2009, 09:33 AM
تبدلت الاحوال وتغيرت حتى الاسماء !
بابتعدنا عن تعاليم الدين
والخنوع للمستعمرين
وقبِلناالاستعمار بكل انوعه
طلبا للتدمن والرقي
وما تجلبه حضارة الغرب من
ذل وهوان لنا
رضينا فتبدلت احوالنا
والغرب يضحك علينا خفيةً
وكثيراً علَنا ً...
نهبوا الخيرات نهبوا الشرف
سلبوا الحياء ..
وماذا عساني اقول ولمن
تخط واخط انا
الشكوى الله
هو المخلص من كيدى العدى


مشكور
على الموضوع
الذي يحمل بين طياته
كل اسى
وعلى كل جهودكي البارزة هنا
دمت بخير وعافية
دائما وابدا

غرابيــل
06-08-2009, 05:47 PM
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/3/6464564.gif

قيـس
06-08-2009, 10:15 PM
قصه طيبه

شكراً

غرام المشاعر
07-08-2009, 01:36 AM
http://up.arab-x.com/Aug09/sRH96366.gif (http://up.arab-x.com/)

اشتقت لأيامك
07-08-2009, 04:34 AM
بارك الله فيك

أنين الورد
07-08-2009, 08:39 AM
بارك الله فيك

ولدالمدينة
07-08-2009, 03:34 PM
http://img380.imageshack.us/img380/7775/2d99ee8915yp3oi8.gif
يسلــم آيـآديـك ع طرحــك الرآئـعِ والجميــل ..
دآئـم مميــز في آختيـــارِك الآفضــل .. آلله يعطــك الـف الـف عـآفيـــه
والـف الـف شكـــر لـك ع مجهودآتـــك الرآئـــعة


http://img376.imageshack.us/img376/9531/3cec6a3e49ty0.gif

أعذب ميسان
08-08-2009, 12:36 AM
أخواني وأخواتي الكرام
جزيل شكري وعظيم إمتناني لكم على تفاعلكم ومشاركتكم في الموضوع
وتنوير متصفحنا المتواضع
غاية أمانينا أن يكون فيما نكتب مايمكن إعتباره
وفيه رضى لله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والكرام أمثالكم

لضيق الوقت كان ردي هذا للعموم وإن سمحت لي الظروف سأرد عليكم جميعا

تقبلوا تحياتي وتقديري لكم

أعذب ميسان