نـــــواف
18-07-2009, 11:28 PM
مجالس عزاءات للفشخرة والحكايات
نساء يودعن الموتى بـ «مكياج العزاء» وعباءات مزركشة للحزن
تعددت مظاهر الحضارة والمدنية وانضمت مجالس العزاء الى قائمة التباهي والتفاخر مثلما طال التحضر والتطور كل جوانب الحياة المختلفة ولم تعد مجالس العزاء مكانا لتأدية واجب العزاء فحسب كالسابق بل أصبحت مناسبة للتفاخر وحب الظهور حالها كحال الأعراس ومناسبات الأفراح وكما ان حفل زواج الأثرياء فاخر وفخم كذلك العزاء ينبغي ان يكون هو الآخر مختلفا ويتناسب مع الطبقة المخملية والناس تحرص كل الحرص على تأدية العزاء لهؤلاء الطبقة وتتهافت عليه حيث يكون بدون بطاقات دعوة. وتبدل هذا الموروث الاجتماعي الى شكل خرج عن المألوف وعن العادات والتقاليد .
اسطوري
وتتحدث معالى بكل استغراب عن عزاء إحدى العوائل الثرية والمعروفة في البلد وتقول لان هذه العائلة ثرية للغاية ومشهورة على مستوى المملكة فكان عزاؤهم غير شكل تصور ان يشتمل العزاء على (بوفيه مفتوح) وكبير يتضمن كل أصناف الطعام من شتى المطابخ كالمطبخ الايطالي والأطباق الهندية والشرقية الى جانب أصناف التمور المتراصة والتى تباع فى أرقى وأشهر محل بيع تمور في المملكة والقهوة التي تصب من ماكينات والناس تؤدي العزاء ومن ثم تتناول الطعام وهي مستمتعة بألذ الأطباق واشعر ان الناس تتمنى ان يزداد المتوفون من هذه العائلة لتحظى بهذه المناسبة المحزنة المفرحة.
طقوس
وتبدأ «ميثة» حديثها معنا بمثل شهير «عش رجبا ترى عجبا» فالنساء حينما يذهبن لتأدية العزاء بدلا من ان يظهر عليهن التأثر والأسى لتعزية اهل المتوفى ومواساتهم أصبحت النساء الآن يذهبن بأجمل العباءات ويضعن المكياج فهناك مكياج جديد ظهر يعرف باسم «مكياج العزاء» بالاضافة الى احاديث النساء والتي تتمحور في امور دنيوية كالموضة والازياء والاسهم واجهزة الهواتف النقالة والادهى انه يتم تشغيل «البلوتوث» وتبادل الرسائل دون الالتفات الى حرمة مناسبة العزاء ومراعاة شعور اهل المتوفى اصحاب العزاء.
مباهاة
وتشاركها الرأي «ام عماد» وترى ان غاية تأدية واجب العزاء خرجت في الوقت الراهن عن الهدف الانساني السامي وهو مشاركة الناس احزانهم كما نشاركهم افراحهم والعجيب والغريب ان الناس اصبحت تتحدث عن العزاء وتتفاخر به كأنه عرس خاصة بين العوائل الثرية والمقتدرة ماديا واصحاب الاموال حيث يأتيهم اصحاب معال ووزراء وأمراء لذلك يوجد تباين شديد وواضح بين عزاء هؤلاء الناس وبين الناس العاديين لكن حتى الأشخاص العاديين تـأثروا بهذه الحداثة الدخيلة على المجتمع فذات مرة تخبرني احدى معارفي انه بعد وفاة والد زوجها ذهبت سريعا لتكلف اختها بان تذهب الى السوق وتشتري احدث موديلات الصواني والكاسات ودلات القهوة واشترت ايضا مصاحف صغيرة وزعتها على الناس لان العزاء كان في منزلها وكونها زوجة الابن الاكبر ولا تريد ان تظهر باقل مستوى عن غيرها حتى في مناسبة العزاء والمضحك انه بعد انقضاء مدة العزاء تسأل قريباتها كيف كان عزاؤهم ولم ينقصها الا ان تسأل ان كانوا قضوا وقتا ممتعا هناك!!
موعظة
سيدة اخرى ترى انه من المهم في فترة العزاء ان يكون هناك وعظ وارشاد وتذكير بالموت وما بعد الموت والحساب وعذاب القبر وقراءة آيات وسور من القرآن الكريم ليكون هناك اجواء حقيقية للعزاء ويعلو وجه الانسان التذلل والخشية من الله وتكون مناسبة العزاء فرصة للتوبة ومحاسبة النفس لكن ما نراه للاسف الشديد العكس تماما فالنساء تأتي وتسلم ومن ثم تجلس وتتبادل اطراف الحديث مع غيرها وبعضهن يضع مكياجا وتأتي العزاء بعباءة مزركشة وملونة وكأنها ذاهبة لفرح.
اصول
اما «ابو احمد» فانتقد الشباب الذين يأتون للعزاء بملابس غير لائقة ويفترض ان يلبس الرجال الثوب لكن هناك من الشباب من يأتي العزاء وهو يرتدي بنطالا وقميصا وشعره طويل وسلاسل فوق الرقبة وهذا المنظر لا يليق لتأدية العزاء لكن شباب هذه الايام غير مبالين بالاصول والادب.
ميزانية
ويؤكد عبدالحميد الصالح مسئول مبيعات باحد الفنادق ان العزاء اصبح مكلفا كالزواج ويتطلب مبلغا كبيرا وميزانية فهناك بعض العوائل تستأجر عمالا من فنادق ليقوموا بخدمة الناس التي تؤدي العزاء ويصبوا القهوة والماء وفي حال وجود غرباء قادمين من مكان بعيد تذبح لهم الذبائح والبعض يقوم بتوزيع التمور والمعمول مع القهوة ويعتبر العزاء في الوقت الراهن نوعا من المظاهر والتفاخر واكبر دليل اعلانات النعي والتعزية التي توضع في الجرائد لكبار العوائل والمعروفين.
انشغال
ويشير «ابوجاسم» الى ان تكاليف العزاء قد تفوق الـ25 الفا كالمهر تماما تشمل القهوة والضيافة والغداء والعشاء والمكان الذي سيقام فيه العزاء والاشخاص الذين يصبون القهوة ويقدمونها للناس وبعض منشورات الادعية والآيات التي توزع على الناس والمحزن في الامر ان الناس تأتي لتأدية العزاء فتجد الرجال يتحدثون في احاديث مختلفة في الحياة كالمشاريع والاسهم والاستثمار متناسين وغافلين عن استثمار الدنيا في مرضاة الله.
نساء يودعن الموتى بـ «مكياج العزاء» وعباءات مزركشة للحزن
تعددت مظاهر الحضارة والمدنية وانضمت مجالس العزاء الى قائمة التباهي والتفاخر مثلما طال التحضر والتطور كل جوانب الحياة المختلفة ولم تعد مجالس العزاء مكانا لتأدية واجب العزاء فحسب كالسابق بل أصبحت مناسبة للتفاخر وحب الظهور حالها كحال الأعراس ومناسبات الأفراح وكما ان حفل زواج الأثرياء فاخر وفخم كذلك العزاء ينبغي ان يكون هو الآخر مختلفا ويتناسب مع الطبقة المخملية والناس تحرص كل الحرص على تأدية العزاء لهؤلاء الطبقة وتتهافت عليه حيث يكون بدون بطاقات دعوة. وتبدل هذا الموروث الاجتماعي الى شكل خرج عن المألوف وعن العادات والتقاليد .
اسطوري
وتتحدث معالى بكل استغراب عن عزاء إحدى العوائل الثرية والمعروفة في البلد وتقول لان هذه العائلة ثرية للغاية ومشهورة على مستوى المملكة فكان عزاؤهم غير شكل تصور ان يشتمل العزاء على (بوفيه مفتوح) وكبير يتضمن كل أصناف الطعام من شتى المطابخ كالمطبخ الايطالي والأطباق الهندية والشرقية الى جانب أصناف التمور المتراصة والتى تباع فى أرقى وأشهر محل بيع تمور في المملكة والقهوة التي تصب من ماكينات والناس تؤدي العزاء ومن ثم تتناول الطعام وهي مستمتعة بألذ الأطباق واشعر ان الناس تتمنى ان يزداد المتوفون من هذه العائلة لتحظى بهذه المناسبة المحزنة المفرحة.
طقوس
وتبدأ «ميثة» حديثها معنا بمثل شهير «عش رجبا ترى عجبا» فالنساء حينما يذهبن لتأدية العزاء بدلا من ان يظهر عليهن التأثر والأسى لتعزية اهل المتوفى ومواساتهم أصبحت النساء الآن يذهبن بأجمل العباءات ويضعن المكياج فهناك مكياج جديد ظهر يعرف باسم «مكياج العزاء» بالاضافة الى احاديث النساء والتي تتمحور في امور دنيوية كالموضة والازياء والاسهم واجهزة الهواتف النقالة والادهى انه يتم تشغيل «البلوتوث» وتبادل الرسائل دون الالتفات الى حرمة مناسبة العزاء ومراعاة شعور اهل المتوفى اصحاب العزاء.
مباهاة
وتشاركها الرأي «ام عماد» وترى ان غاية تأدية واجب العزاء خرجت في الوقت الراهن عن الهدف الانساني السامي وهو مشاركة الناس احزانهم كما نشاركهم افراحهم والعجيب والغريب ان الناس اصبحت تتحدث عن العزاء وتتفاخر به كأنه عرس خاصة بين العوائل الثرية والمقتدرة ماديا واصحاب الاموال حيث يأتيهم اصحاب معال ووزراء وأمراء لذلك يوجد تباين شديد وواضح بين عزاء هؤلاء الناس وبين الناس العاديين لكن حتى الأشخاص العاديين تـأثروا بهذه الحداثة الدخيلة على المجتمع فذات مرة تخبرني احدى معارفي انه بعد وفاة والد زوجها ذهبت سريعا لتكلف اختها بان تذهب الى السوق وتشتري احدث موديلات الصواني والكاسات ودلات القهوة واشترت ايضا مصاحف صغيرة وزعتها على الناس لان العزاء كان في منزلها وكونها زوجة الابن الاكبر ولا تريد ان تظهر باقل مستوى عن غيرها حتى في مناسبة العزاء والمضحك انه بعد انقضاء مدة العزاء تسأل قريباتها كيف كان عزاؤهم ولم ينقصها الا ان تسأل ان كانوا قضوا وقتا ممتعا هناك!!
موعظة
سيدة اخرى ترى انه من المهم في فترة العزاء ان يكون هناك وعظ وارشاد وتذكير بالموت وما بعد الموت والحساب وعذاب القبر وقراءة آيات وسور من القرآن الكريم ليكون هناك اجواء حقيقية للعزاء ويعلو وجه الانسان التذلل والخشية من الله وتكون مناسبة العزاء فرصة للتوبة ومحاسبة النفس لكن ما نراه للاسف الشديد العكس تماما فالنساء تأتي وتسلم ومن ثم تجلس وتتبادل اطراف الحديث مع غيرها وبعضهن يضع مكياجا وتأتي العزاء بعباءة مزركشة وملونة وكأنها ذاهبة لفرح.
اصول
اما «ابو احمد» فانتقد الشباب الذين يأتون للعزاء بملابس غير لائقة ويفترض ان يلبس الرجال الثوب لكن هناك من الشباب من يأتي العزاء وهو يرتدي بنطالا وقميصا وشعره طويل وسلاسل فوق الرقبة وهذا المنظر لا يليق لتأدية العزاء لكن شباب هذه الايام غير مبالين بالاصول والادب.
ميزانية
ويؤكد عبدالحميد الصالح مسئول مبيعات باحد الفنادق ان العزاء اصبح مكلفا كالزواج ويتطلب مبلغا كبيرا وميزانية فهناك بعض العوائل تستأجر عمالا من فنادق ليقوموا بخدمة الناس التي تؤدي العزاء ويصبوا القهوة والماء وفي حال وجود غرباء قادمين من مكان بعيد تذبح لهم الذبائح والبعض يقوم بتوزيع التمور والمعمول مع القهوة ويعتبر العزاء في الوقت الراهن نوعا من المظاهر والتفاخر واكبر دليل اعلانات النعي والتعزية التي توضع في الجرائد لكبار العوائل والمعروفين.
انشغال
ويشير «ابوجاسم» الى ان تكاليف العزاء قد تفوق الـ25 الفا كالمهر تماما تشمل القهوة والضيافة والغداء والعشاء والمكان الذي سيقام فيه العزاء والاشخاص الذين يصبون القهوة ويقدمونها للناس وبعض منشورات الادعية والآيات التي توزع على الناس والمحزن في الامر ان الناس تأتي لتأدية العزاء فتجد الرجال يتحدثون في احاديث مختلفة في الحياة كالمشاريع والاسهم والاستثمار متناسين وغافلين عن استثمار الدنيا في مرضاة الله.