المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نتؤات 00امرأة !!



مهنا صالح الدوسري
15-07-2009, 08:54 PM
نتؤات 00امرأة
كانت ليلتها عاصفة بالحيرة متسربلة بالمرارة والحسرة, أمطرتها الظنون بوابل من العذاب الجاثم على كبريائها كالطود الشامخ, مما جعلها تفكر ملياً بالتخلص من هذا ( القلق ) الذي مافتئ ينغص عليها جميع مناحي حياتها غير آبهاً بمشاعرها المجنحة وتضحياتها الجسام, وهذا العمر الممتد قرابة ربع قرن سجين أمل00 يتبدد كلما تقدمت إليه بصدر رحب .. طالما راودتها هذه ألأحاسيس الطارئة00 ولكنها في هذه الليلة المكفهرة اشتدت ضراوتها وأدخلتها في معمعة متوهجة , تتساقط عليها المآسي كالنيران الحارقة 00 تحجرت الدموع في مآقيها , وهي ترى قلبها آيلا للانكماش ومقلتيها المكدودتين تنكمشان كالوميض الذي شارف على الرحيل نحو ظلام دامس , فزعة من أمسها ويومها وغدها..حتى أولادها الخمسة لم تجد فيهم العزاء مما يعتلج في صدرها من حرج وضيق 00 فهي دائما نبعا للعطاء والمواساة دونما مقابل يذكر .. ترى فيهم صورا ووجوها وأجسادا وهمية تتحرك من أجل أن تتلاشى ذات يوم مخلفة ركام يصعب إزالته من الذاكرة مما يعمق مأساتها الفعلية التي بدأت منذ ( أول يوم زواج ) عندما اكتشفت أن اختيارها قادها نحو حتفها 00 لم تحاول الفرار لأن ساقيها آنذاك كانتا ضعيفتين واهنتين وعندما قويتا تجذرتا في تربة قوية الوشائج , مترابطة كالغابة لا يغادرها من تشكل في محيطها الموحش إلا بثمن الموت! 00واقعها الشائك حتم عليه الانحناء والتصادم من أجل البحث عن بصيص ضوء خافت يمنحها القدرة على البقاء.

ضعضعتها أهوال الحياة المحصورة في عينيها مابين يدي رجل تراه آسن اللسان لم يحسن إليها يوما ما 00 وأولاد تراهم له تبعا, وعندما نصحوها بالمفارقة لم تجد متكئا يمنحها ضميرا صامتا يحررها من غلواء المذلة سوى الاستمرار بالاحتراق , قالت : سأعيش فجراً يمتد في أعماقهم يمسح مساحات العتمة لعلهم يبصرون ذات يوم أجنحة ترفرف عليهم بالمحبة والسلام 0
قال لها اليأس: لكنهم عُمي البصيرة لن يروك سوى بمنظار متعال 00 سليطة اللسان 00 فاشية أسرار 00 تأكلين وتتنكرين 00لاتعرفين للوفاء لون أو طعم00 ماعترفت يوما بخطأ اقترفته يداك ؟؟ وحملت زوجك مالا يحتمل00 نثرت أسراره في الهواء نثرا 00وقلبت الحقائق رأساُ على عقب 00 وبعد أن تطاول الأولاد حاولت تجنيدهم لصالحك ولكن ؟؟
تململت 00انكمشت على نفسها كالجنين ؟؟ تجسد لها ( العناد ) من اللاوعي 00 صار الهواء خانقاً كأن الأوكسجين قد فرغ من المكان 00 تمثل لها وهو يداعبها ( كالدمية ) كرهت منه تلك المداعبة سألها سؤلاً: لماذا لا تنكصين إلى الوراء ؟؟ لماذا 00 لماذا 00 استلد السؤال سؤلاً آخر حول السؤال ذاته 00 استنسخ السؤال أسئلة أخرى , أسئلة مثل الدبابيس تخترق مسامات الجسد المتصلب 00 كرهت نفسها 00كرهت الحياة والناس , أصبح وجهها كومة عظام يحمل عينين ناتئتين بعدما كانت تتدفق بالحياة , أجهشت بالبكاء00 محصنة هي ضد آفات النسيان وشطحا ته 00ماذا ؟! أتعيرينني لأنني تدثرت بالكبرياء وتشكلت بأطياف الأقوياء؟ يداك أوكتا حالات تتلبسني كالجنون 00 مابيننا لاذنب ولا مغفرة 00نتساوى بل نتحد مع الزمن اللامؤكد 00 وأنت تدفعني نحو إحراق القلوب , وإعطاب المشاعر 00 جموحي إلي التوحد معك أعتى من صحوتي !! تلذذت كثيرا وأنا أتلقي منك المدد00 وحدي اجتررت العذاب, وتجرعت الهوان 00من ربيع عمري الطفل وأنت سلاحي ( الأسود )00 ظلاميتك قتلت براعم حبي وسعادتي التي زرعتها في أصص بيتنا الهادئ الجميل !! أين المفر00أين المساق 00أين الطريق 00وأنت تشاركني ثمالة التشفي دونما هوادة 00 ترى هل أخطئت وأنا أنتقم ؟؟ هل أخطئت عندما جعلتك تسري في شراييني كالدم 00 حدسي أنت 00قادني نحو ( الاستعلاء بالذات ) أمام كل النظراء والدخلاء !! جميعهم تذوقوا مرارة الهزيمة من صدى الصمت المزري والنظرات المتساقطة عليهم كالسياط الجارحة00 أختي قالت لصديقتها ذات يوم غابر : أنني ولدت هكذا ( معانده ) الناس قالوها أيضاً , ومازالوا يرددون تلك المقولة بصوت مبحوح أستسيغ رتمه الواهن حتى الثمالة لأنه دليل نصري وفوقيتي الامتناهية !! ( أنت عودي أيها الشقي ) أهش بشقوته قطيع من قفر موحش, وقسوة حياة, وضراوة أنداد, 00 أنى لهذا الظل الاستواء وأنت مابين ظهرانيهم معوج, سهامك الطائشة ( شهوة ناشزة ) تسكنني كالمس لم يستطع أحد إيقافها أو الحد من اندفاعها00وهأنت تأتي خانقا متبرئا من تضاريس رسمتها يداك, بخطوط حمراء في ذهنية متقوقعة متحجرة, لم يسبر أغوارها سواك 0ازهارنا كلها سوداء000لارائحة لها ولا روح فيها 00أنا لم أتغير 00الطبع لايتغير00عانقني أيها المستحيل 00فلعناقك طعم الموت !!

وجن محمد
15-07-2009, 09:14 PM
ماشاء الله تبارك الله
استمتعت بما قراته
بارك الله فيك

**عشــق البــدر**
16-07-2009, 12:39 AM
سلمت يمينك اخوي مهنا
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

غـــربة الــروح
16-07-2009, 01:02 AM
الله يعطيك العافيه

استمعت بالقراءة

ينابيع الأمل
16-07-2009, 06:49 AM
قصة من اورع القصص
الف شكر لك
بارك الله فيك وسدد خُطالك
والله يعطيك العافية
على جهودك
المبذولة هنا