المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الخاطرة رقم 4) لا تتعجلوا على الله



همي رضا ربي
06-07-2009, 11:04 PM
رأيت من البلاء العجاب أن المؤمن يدعو فلا يجاب , فيكرر الدعاء وتطول المدة , ولا يرى أثراً للإجابة , فينبغي له أن يعلم أن هذا من البلاء الذي يحتاج إلى صبر .
وما يعرض للنفس من الوسواس في تأخير الجواب مرض يحتاج إلى طب . ولقد عرض لي من هذا الجنس . فإنه نزلت بي نازلة , فدعوت وبالغت , فلم أر الإجابة , فأخذ إبليس يجول في حلبات كيده .
فتارة يقول : الكرم واسع والبخل معدوم , فما فائدة تأخير الجواب ؟
فقلت له : اخسأ يا لعين , فما أحتاج إلى تقاضٍ , ولا أرضاك وكيلاً . ثم عدت إلى نفسي فقلت : إياك ومساكنة وسوسته , فإنه لو لم يكن في تأخير الإجابة إلا أن يبلوك المقدر في محاربة العدو لكفى في الحكمة .
قالت : فسلني عن تأخير الإجابة في مثل هذه النازلة .
قلت : قد ثبت بالبرهان أن الله عز وجل مالك , وللمالك التصرف بالمنع والعطاء , فلا وجه للاعتراض عليه .
والثاني : أنه قد ثبت حكمته بالأدلة القاطعة , فربما رأيت الشيء مصلحة والحق أن الحكمة لا تقتضيه , وقد يخفي وجه الحكمة فيما يفعله الطبيب من أشياء تؤذي في الظاهر ويقصد بها المصلحة فلعل هذا من ذاك .
والثالث : أنه قد يكون التأخير مصلحة , والاستعجال مضرة , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزال العبد في خير ما لم يستعجل , يقول دعوت فلم يستجب لي ) .
والرابع : أنه قد يكون امتناع الإجابة لآفة فيك فربما يكون في مأكولك شبهة , أو قلبك وقت الدعاء في غفلة , أو تزاد عقوبتك في منع حاجتك لذنب ما صدقت في التوبة منه .
فابحث عن بعض هذه الأسباب لعلك توقن بالمقصود , كما روي عن أبي زيد - رضي الله عنه - : أنه نزل بعض الأعاجم في داره , فجاء , فرآه فوقف بباب الدار , وأمر أصحابه فدخل , فقلع طيناً جديداً قد طينه , فقام الأعجمي وخرج , فسئل أبو زيد عن ذلك فقال : هذا الطين من وجه فيه شبهة , فلما زالت الشبهة زال صاحبها .
وعن إبراهيم الخواص - رحمه الله عليه - أنه خرج لإنكار منكر , فنبحه كلب له فمنعه أن يمضي , فعاد ودخل المسجد , وصلى ثم خرج , فبصبص الكلب له فمضى , وأنكر فزال المنكر , فسئل عن تلك الحال فقال : كان عندي منكر , فمنعني الكلب , فلما عدت تبت من ذلك , فكان ما رأيتم .
والخامس : أنه ينبغي أن يقع البحث عن مقصودك بهذا المطلوب , فربما كان في حصوله زيادة إثم , أو تأخير عن مرتبة خير , فكان المنع أصلح . وقد روي عن بعض السلف أنه كان يسأل الله الغزو , فهتف به هاتف : إنك إن غزوت أسرت , وإن أسرت تنصرت .
والسادس : أنه ربما كان فقد ما تفقدينه سبباً للوقوف على الباب واللجأ , وحصوله سبباً للاشتغال به عن المسئول . وهذا الظاهر بديل أنه لولا هذه النازلة ما رأيناك على باب اللجأ .
فالحق عز وجل علم من الخلق اشتغالهم بالبر عنه , فلذعهم في خلال النعم بعوارض تدفعهم إلى بابه , يستغيثون به , فهذا من النعم في طيء البلاء . وإنما البلاءالمحض ما يشغلك عنه , فأما ما يقيمك بين يديه , ففيه جمالك .
وقد حكي عن يحيى البكاء أنه رأى ربه عز وجل في المنام , فقال : يا رب كم أدعوك ولا تجيبني ؟ فقال : يا يحيى إني أحب أن أسمع صوتك .
وإذا تدبرت هذه الأشياء تشاغلت بما هو أنفع لك , من حصول ما فاتك من رفع خلل , أو اعتذار من زلل , أو وقوف على الباب إلى رب الأرباب .

همس الرووح
07-07-2009, 05:10 AM
http://www.dohaup.com/thumbnails/2523_700x2147483647.jpg

همي رضا ربي
07-07-2009, 05:18 AM
وجزاك ربي

غرابيــل
07-07-2009, 08:14 AM
http://www.up.zeidanphy.com/files/3iqy69qu7oo2o8e9icbm.gif

http://www.up.zeidanphy.com/files/i716hj0yigwojsjswz0u.gif

نـــــواف
07-07-2009, 08:47 AM
جزاااااااااااااكـ اللهـ كلـ الخيررر
وباركـ اللهـ فيكـ على الطرح الجميل والراائع
وتقبل الله منااا ومنكم صااالح الأعمااال
تقبل مروري
أخوك

أنين الورد
07-07-2009, 08:55 AM
يسلموووووووووووووووو

سعد عيد
07-07-2009, 11:13 AM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

و جزاك الله ألف خير

و تقبلوا مروري

أخوكم : سعد عيد

همي رضا ربي
07-07-2009, 10:11 PM
وجزاكم ربي وغفرلنا وبارك فيكم

جميل الثبيتي
08-07-2009, 12:58 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك ربي خيرا ورفع قدرك وكتب أجرك

وفقكم الله

همي رضا ربي
08-07-2009, 01:06 AM
جزاكم الله خير