المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرات في أشرطة سيرة الصديق والفاروق و أشرطة قصص من التاريخ لطارق سويدان . 5



أهل الحديث
15-05-2004, 07:38 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-
انتهينا في الحلقة الماضية من التعليق على الشريط الرابع و اتضح عدم صلاحية مادته لأن تكون عنواناً لمحاضرة أو درس ، أو حتى من أجل أن يستخلص منها الدروس والعبر ؛ و ذلك لضعف مروياتها ، واليوم إن شاء الله نكمل ما بدأناه .
الشريط الخامس : موقعة الجمل - آراء الصحابة ..
ذكر المحاضر وفقه الله عدداً من الروايات التي تحدثت عن أحداث معركة الجمل من طريق سيف بن عمر ، و جل هذه الروايات ضعيف لا يستند إلى دليل ، فقد ذكر المحاضر أنه بعد أن اشتبك القتال أرسل علي إلى كبار قادة جيش الجمل .. فقال علي لطلحة : لعمري لقد أعدتما سلاحاً و رجالاً .. فقال طلحة ألبت علينا بعد أن ألبتم على عثمان .. الخ .
قلت : - رحمك الله - هذه الرواية ضعيفة لا يصلح الاستدلال بها فهي تعارض ما ثبت من عدالة الصحابة رضوان الله عليهم ، كما وأنها تخالف الروايات الصحيحة التي تنص على أن أصحاب الجمل ما خرجوا إلا للإصلاح ، فكيف ينسجم هذا الفعل منهم مع الهدف الذي خرجوا من مكة إلى البصرة من أجله ؛ ألا وهو للإصلاح بين الناس ؟!! و تعارض ما ثبت من براءة الصحابة و بالأخص علي من دم عثمان رضي الله عنهما .
ذكر المحاضر وفقه الله بعد ذلك عن وصول رسول علي إلى عبد الله بن الزبير ، و دار بينهم حديث انتهى إلى أن مضى ابن الزبير رافضاً الصلح .. الخ .
قلت : - رحمك الله - هذا الفعل من ابن الزبير يرده ما ثبت من عدالة الصحابة رضوان الله عليهم ، و لما ثبت من أن قدوم أصحاب الجمل من أجل الإصلاح لا من أجل الأخذ بالثأر من قتلة عثمان .
و روى ابن عساكر وابن كثير أن الزبير رضي الله عنه لما عزم عل الرجوع إلى المدينة عرض له ابنه عبد الله فقال : مالك ؟ قال : ذكرّني علي حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم و إني راجع ، فقال له ابنه : و هل جئت للقتال ؟ إنما جئت تصلح بين الناس ، و يصلح الله هذا الأمر . تاريخ دمشق (18/410) و البداية و النهاية (7/242) . و هذا يرد على تلك المزاعم .
ذكر المحاضر وفقه الله أن الزبير رضي الله عنه عندما رجع اعترضه ولده عبد الله و دار بينهما هذا حوار ( .. يا أبتي جمعت الناس وتفر ؟ فقال : إليك عني .. هنا أدرك عبد الله أن والده سيفر !! فقال له : لعلك أخافتك سيوف بني عبد المطلب .. الخ ) .
قلت : - رحمك الله - هذه الرواية فيها افتراء كبير على الزبير و على ولده رضي الله عنهما ، و هذا الفعل منهما يخالف ما ثبت من عدالتهما ، و هذا الحوار فيه نعرة جاهلية ، والصحابة الكرام منزهون عن هذه الأفعال .
ثم ذكر المحاضر وفقه الله بعد ذلك عدداً من الروايات الضعيفة في أحادث المعركة جلها من طريق سيف بن عمر و أبي مخنف الكذاب ، و تحدثت عن بطولة عبد الله ابن الزبير و قتاله مع الأشتر النخعي .
قلت - رحمك الله - هذه الرواية ضعيفة ، والصحيح أن الذي تقاتل مع الأشتر و قال : اقتلوني و مالكاً هو عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد كما قال الطبري (4/520) و ابن أبي شيبة (15/228) .
ذكر المحاضر بعد ذلك أحداثاً كثيرة تصف إصرار ابن الزبير و علي رضي الله عنهما على القتال إلى غيرها من الأمور .
قلت : - رحمك الله - هذا الفعل من الاثنين يعارضه ما ثبت من عدالة الصحابة رضوان الله عليهم .
ذكر المحاضر وفقه الله أنه بعد أن توقف القتال قام محمد بن أبي بكر وعمار بن ياسر بأمر من علي رضي الله عنهم أجمعين بالرحيل بعائشة إلى البصرة ، فكانت في دار عبد الله بن خلف .. الخ .
قلت : - رحمك الله - الثابت أن عائشة رضي الله عنها نزلت في دار عبد الله بن بديل ، و هو أصح ما جاء في هذا الموضوع .
فقد أخرج ابن أبي شيبة بسند صحيح أن عبد الله بن بديل قال لعائشة : يا أم المؤمنين أتعلمين أني أتيتك عندما قتل عثمان فقلت ما تأمريني ، فقلت الزم علياً ؟ فسكتت فقال : اعقروا الجمل فعقروه قال : فنزلت أنا و أخوها محمد و احتملنا الهودج حتى وضعناه بين يدي علي ، فأمر به علي فأدخل في بيت عبد الله بن بديل . المصنف (15/285) و أورده الحافظ في الفتح (13/62) .
ذكر المحاضر وفقه الله أن المعركة كانت في خمسة جمادى الآخرة سنة ستة و ثلاثين هجرية .
قلت - رحمك الله - الثابت الصحيح في هذه المسألة ما أخرجه خليفة بن خياط في تاريخه ( ص 184، 185 ) أن الفريقين التقيا يوم الخميس في النصف من جمادى الآخرة سنة ستة وثلاثين ، و كانت الوقعة يوم الجمعة . و هذا الإسناد أصح ما ورد في تحديد تاريخ هذه الوقعة .
ذكر المحاضر وفقه الله في ( شريط الرابع : أحداث البصرة ) : ( أن عدد جيش أصحاب الجمل ثلاثون ألفاً ، بينما كان عدد جيش علي عشرة آلاف .. ) ، و ذكر في ( الشريط الخامس ) أن عدد قتلى المعركة بلغ : ( عشرة آلاف قتيل ، خمسة آلاف من كل جيش ، و كان أكثرهم من الصحابة والتابعين .. الخ ) .
قلت - رحمك الله - كان عدد جيش علي في أصح الروايات كما عند الطبري من طريق محمد بن الحنفية تسعة آلاف و سبعمائة رجل تقريباً . تاريخ الطبري (4/506) .
فإذا علمنا أن الغلبة في معركة الجمل كانت لمعسكر علي رضي الله عنه ، فإنه من المرجح أن تعداد جيش أهل البصرة كان قريباً من تعداد جيش علي رضي الله عنه .
و أما عن عدد قتلى معركة الجمل فقد بالغ المؤرخون في ذكرهم فمن مقلل و من مكثر على حسب ميل
الناس و أهوائهم . لكن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل فقد كان ضئيلاً جداً للأسباب التالية :-
1- قصر مدة القتال . حيث أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن القتال نشب بعد الظهر ، فما غربت
الشمس و حول الجمل أحد ممن كان يذب عنه . أورده الحافظ في الفتح (13/62) .
2- الطبيعة الدفاعية للقتال . حيث كان كل فريق يدافع عن نفسه ليس إلا .
3- تحرج كل فريق من القتال لما يعلمون من عظم حرمة دم المسلم .
4- قياساً بعدد شهداء المسلمين في معركة اليرموك - ثلاثة آلاف شهيد - تاريخ الطبري (3/402) ، و معركة القادسية - ثمانية آلاف و خمسمائة شهيد - تاريخ الطبري (3/564) ، و هي التي استمرت عدة أيام ، فإن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل يعد ضئيلاً جداً ؛ هذا مع الأخذ بالاعتبار شراسة تلك المعارك و حدتها لكونها من المعارك الفاصلة في تاريخ الأمم .
5- أورد خليفة بن خياط بياناً بأسماء من حفظ من قتلى يوم الجمل ، فكانوا قريباً من المائة . تاريخ خليفة (7-190) .
فلو فرضنا أن عددهم كان مائتين و ليس مائة ، فإن هذا يعني أن قتلى معركة الجمل لا يتجاوز المائتين .
و هذا هو الراجح للأسباب و الحيثيات السابقة . أنظر حول هذا الموضوع كتاب : استشهاد عثمان و وقعة الجمل لخالد الغيث (ص214-215) .
ذكر المحاضر وفقه الله بعد ذلك عدداً من الروايات التي تحدثت عن استعداد علي للتوجه نحو الشام ، ثم ذكر عدد جيش علي بأنه : ( مائة و عشرين ألف مقاتل .. ) ، وأن جيش الشام كان : ( .. تسعين ألف مقاتل .. ) .
قلت : - رحمك الله - إن العدد التقريبي لجيش علي رضي الله عنه هو ما قدرته الروايات ما بين خمسين ألفاً و مائة و خمسين ألفاً مقاتل . تاريخ خليفة (ص193) بسند حسن .
في حين كان عدد جيش الشام كما قدرته بعض الروايات الضعيفة بستين ألفاً أو سبعين ألفاً أو مائة وعشرين ألفاً . الذهبي تاريخ الإسلام - عهد الخلفاء الراشدين - (ص545) بدون سند و تاريخ خليفة (ص193) بسند فيه مجاهيل و البداية و النهاية لابن كثير (7/275) بدون سند ، أنظر : عصر الخلافة الراشدة لأكرم العمري (ص465) .
ذكر المحاضر وفقه الله أن جيش معاوية احتل مناطق الماء و حدث نوع من القتال الصوري بين الجيشين من أجل السيطرة على الماء .
قلت : - رحمك الله - وإن كان هذا الخبر يذكر في كتب التاريخ ، لكن تلك الرواية التي استشهدت بها ضعيفة من طريق أبي مخنف الكذاب .
على أن هناك رواية أخرى ترد القتال من أصله أخرجها عبد الله بن الإمام أحمد قال : حدثني أبي قال : حدثنا أبو المغيرة الخولاني - ثقة - حدثنا صفوان بن عمرو - ثقة - حدثني أبو الصلت سليم الحضرمي - ذكره ابن أبي حاتم و لم يذكر فيه جرحاً و لا تعديلاً ، الجرح و التعديل (4/212) . و لو وقف على توثيق له لنسفت هذه الرواية روايات أبي مخنف الكذاب من أصلها - ، قال : حلنا بين أهل العراق و بين الماء ، فأتانا فارس ، ثم حسر فإذا هو الأشعث بن قيس فقال : الله الله يا معاوية في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ! هبوا أنكم قتلتم أهل العراق ، فمن للبعوث و الذراري ؟ أم هبوا أنا قتلناكم ، فمن للبعوث و الذراري ؟ إن الله يقول :{ و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما }

اعداد :
أهل الحديث

صائد الطرائد
15-05-2004, 08:48 AM
بارك الله فيك اخي أهل الحديث

مجروحة الزمن
15-05-2004, 03:16 PM
جزاك الله خيرا اخي علي الموضوع

وان شاء الله تكون في ميزان حسناتك

تحياتي لك

ziko
15-05-2004, 06:27 PM
بارك الله فيك ياخوي على هالمجهود

قوت القلوب
16-05-2004, 06:16 PM
جزااااااك الله كل خير
تحياتي