المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حَنْيِن فَاسِد ..!



هَذْيَّان
21-06-2009, 10:11 AM
.



نَايِف..!
هَكذا كانَ أسمه ، هكذا كان أسم من يخنقنِي الآن بِزفرات الحنين
هكذا كان أسم من يتأوّه كُلما تعثرت وجُرحت ، يلهثُ راكِضًا والدّم ماسحًا [ صغيرتِي ]
وحين يُطلقها كنت أشعر أنني مِن مُقتنياتُه حقًا ، حتى آمنتُ أننا لن نفترق أبدًا , وما أبرعنِي حين تخيلتنِي مُرافِقة لِهَذا الإنسان مدى الحياة
هكذا أنا وبِبساطة سريِعة التعلّق بِروائِحهُم والإختِناق بِدُخانهم فيما لو زارهم العطب ومِرارًا
هكذا أنا سريِعة الإندِفاع كما تصف سارا نفسها وكما أصفنِي أنا الآن
على كُل حال ، فهذا كُلّه كان عُمره ثمانية عشرة سنة
أيا نايِف ، هل تطعنكَ الذكريات الآن كما أنا ، هل تذكر ذرات الرّمال الـ نثرها عاطِف فوق شعري وكيف أنّكَ ضربته
هل تذكر اللّعبة الـ سرقها مجنون الحارة آنذاك فاضِل وكيف ركضتُ إليكَ لاهِثة وتتقطع أنفاسِي وأمسكُ بِتي شيررتك أهزّكَ بِها وفقط أُشيِرُ بِسبابتِي إلَيِه..!
وكيفَ أنّك ركضت إلَيه وبِسرعة أعدتها
آه يانايف ، لاتتساءل الآن عن الماضِي الذي أبى أن يكون ماضيًا ولا الأمام الذي لازال أمامًا ولا الخلف الذي مافتأ أن يكون خلفًا
لاتتساءل عن كُلّ الزّوايا الخنقت طفولتنا
لازلتُ أذكر كيف ودّعتنِي حِين أُضطر أبوكَ كارِهًا لِترك المنطقة والإنتِقال مِن بيت جدتك لِبيت كبيِر فِي منطقة بعِيدة جِدًا ، جِدًا
كنتُ أبكِي وتمسح دمعِي ، وتُشد ساعديكَ وكأنك تستعد لِضرب أحدهم وتقول : سآتِي إليكِ مشيًا وما أمكننِي حينها سوى الإبتِسام بأمل وماكنتُ أعرف إلى أين تسير بِي الحياة
وكُلِلّت أيامِي كُلّها بِإنتِظارات
ليتكَ حينها يانايف ضربتَ الفراق ، ليتك ضربت الوجع وحذرتهم أن لايقتربوا مِن صغيرتك ، ليتكَ فعلت
كنتُ أبات بِبيت جدتِي الذي أخشى كثيرًا النوم فيه ، لأن بقرتهم ذات مرّة أقتربت منِي فَفررتُ صارِخَة ، تذكر، يوم أخبرتكَ أن سحرًا
لاتخشى المرور أمام هذهِ البقرة وأننِي ما أن رغبتُ بِـ مُثلجات جدتِي التِي تصنعها مِن اللبن فأنها سوف تأتِي لِي بِواحدة ، وعبوسك ستمرضين ياحُلوة
ودلالِي حينها ورغبتِي بِبقاءك : سآكل كثيرًا أن لم تأتِي :(
مممم ، الآن أشمُّ رائِحة البقر والنخيِل وأشتاق لِكُلّ شئ ، حتى شُعث شعورنا بعد العوم أو التظاهر بِذلك أمام الكِبار فِي مياه العين القريبة
مِن بيت جدتِي ، كنتُ أرفض أن أدخلها دونك وكم كانوا يُعارِضون لأنك صبِي
آه يانايِف ، تصدّع الماضِي الآن ولم يبقى سِوى نتُؤات تُجاهِد لِتقصص لنا بعضٍ مِن ظلِّها وتُجيب أستفهامات حنيننا
فقط لو تعلم يانايِف مافعلت الدُّنيا بِصغيرتك ، فقط لو أخبرتك جدتُك كم مِن الصباحات وجدتنِي عند بابها طارِقَة ويدي فِي فمِي [ ماجاء نايِف ..! ]
فتستطرد بِقسوة : لا ، ملامحها قاسِية جِدًا ، وأخبرتُكَ مرارًا بِهذا وقلتَ سأحميكِ حتى منها وعدتُ أجر أذيال الخيبة وأرمِي الرمال
بِقدمي اليُمنى وأحرص على ألاّ أتعثر فنايف ليسَ هُنا
ومرّت الأيام تتلوها الأيام والأسابيع تبتلع الأخرى والشهور فِي تزايد والأسى مُستمر
حتى مرّ الآن الكثيِر الكثيِرمِن السنين ، ولازلتُ أشتاق خوفك عليّ ودفء أحضانكَ الصغيرة ، كيف وقد كبُرت الصغيرة وشبّ الفتى
أعلم أن هذا أن حدث الآن فهو شئ سئ وجِدًا ، لكن ماسرّ كتابتِي إليكَ الآن..!
لِمَ الآن ..!

مُبارك يانايفِـ[ـي ] _مع ياء النسب _ فلازلتُ أراك شئ يخصُنِي ، رُغم أنّكَ أصبحتَ مُلكًا لأخرى وأبًا لِطفلة جميِلة جِدًا
كم أتمنّى لو تكبُر وتتعرف إلَى عمتها خُلود
مُباركُ زواجك
أيا أخِي كُن بِخير والسلام يا مأمن خوفِي :)

لانا9999
02-09-2009, 09:04 PM
http://abeermahmoud.********************************************/341-jzaaka.gif