المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تهذيب النفس وأثرها في تهذيب الغير!!



ابتسامة امل
02-06-2009, 05:22 AM
http://www.dubaieyes.net/gallery/data/media/25/t-r-7%20(1).gif

http://smiles.al-wed.com/smiles/60/11ert.gif


لقد أمرنا الله تبارك وتعالى بأن نهذب أنفسنا ونزكيها ونطهرها من المعايب فقال جلا وعلا في كتابه الكريم : ( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) سورة الشمس آيه :" 9:10 " فالفلاح في تزكية النفس والخسران في إهمالها وتركها بدون تزكية وتهذيب فيُترك لها العنان في أن تقترف من الذنوب ما تشاء وتُحصل من المباحات ما تهوى دون محاسبة ومعاتبة، وانظر إلى كلام النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول " الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني " ، ولهذا نبه الكثير من الصالحين على ضرورة محاسبة النفس فقال ميمون بن مهران " إن التقي أشد محاسبة لنفسه من سلطان عاص ومن شريك شحيح " ، وقال أيضا : " لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه . ولهذا قيل : النفس كالشريك الخوان إن لم تحاسبه ذهب بمالك "، وقال الحسن البصري : " إن المؤمن والله ما تراه إلا يلوم نفسه على كل حالاته ، يستقصرها فيندم ويلوم نفسه ، وإن الفاجر ليمضي قدما لا يعاتب نفسه " .

إن المسلم يحتاج في حياته إلى تهذيب النفس حتى تستقيم له فتكون نفساً مطمأنة طيبة تدعوه إلى الخير وتحببه فيه وتنهاه عن المنكر وتنفره منه وهذا التهذيب لن يكون إلا إذا عاد المرء إلى نفسه فعلمها و أدبها وذكرها بتقصيرها في حق ربها ثم جعل لها القرآن قائدا والرسول أسوةً وانظر إلى حال مالك بن دينار حينما يدعو إلى العبد الذي يرجع إلى نفسه فيهذبها ويذكرها بتقصيرها فيقول: "رحم الله عبداً قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله عزوجل فكان لها قائدا ً " .

وإذا كان المسلم العادي يحتاج إلى تهذيب نفسه حتى تقوى صلته بالله فما بالنا بالدعاة والمصلحين وأصحاب الهمم الذين يحملون همّ الدعوة والإصلاح ويسيرون بين الناس هنا وهناك لنشر دعوتهم فلهم أشد حاجة إلى تهذيب أنفسهم حتى يستطيعوا أن يهذبوا غيرهم ولهذا رأينا الأمام علي رضي الله عنه ينصح الأئمة والدعاة والمصلحين فينادي عليهم قائلاً : " من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتهذيب نفسه قبل تهذيب غيره ، وليكن تهذيبه بسيرته قبل تهذيبه بلسانه ، ومعلم نفسه ومهذبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومهذبهم" : - بالطبع إذا ترك تعليم نفسه وتهذيبها – فانظر أخي إلى هذا الكلام الراقي الذي يفتقده الكثير من الدعاة والمصلحين خاصة من طلبة العلم وأهل الألتزم الجدد الذين ينصبون أنفسهم في بعض الأحيان أئمة يريدون أن يهذبوا الناس على الرغم من أنهم لم يهذبوا أنفسهم وتجد أفعالهم وسلوكياتهم وأخلاقهم بعيدة كل البعد عن أقوالهم وأحاديثهم ، فيامن تنصب نفسك إماماً وداعيا لهذا الدين راجع نفسك وهذبها وأعلم أنك مسؤول وأن الناس ينظرون إليك ويقتدون بأفعالك فاحذر أن تكون معول هدم دون ان تشعر .

ولقد حذر الكثير من أهل العلم والصلاح من ترك الإنسان لتهذيب نفسه مع إقدامه على تهذيب غيره ، واسمع إلى هذه النداءات التي نحتاج إلى فهمها والوقوف معها : " من لم تهذبك رؤيته فاعلم أنه غير مهذب ، ومن لم ينعشك عبيره من على بعد فاعلم أنه لا طيب له ولا تتكلف لشمه "
" من لم ينفعك لحظه لم ينفعك لفظه " .

وانظر إلى سير الصالحين لتدرك أنهم كانوا يدعون الناس بسلوكهم وجميل سيرتهم وحسن أخلاقهم فيكاد الناس ينتفعون بأدبهم وبرؤيتهم أكثر من انتفاعهم بعلمهم وأقوالهم وأضرب لذلك بمثالين فقط : أحدهما : للإمام مالك رحمه الله- صاحب المذهب العروف والكتاب المشهور- الذي يقول عنه صاحبه : " ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه " والثاني : للحسن البصري رحمه الله – صاحب الأقوال الباهرة والكلمات الرققيقة المعبرة والمواقف القوية الرائعة – الذي قالوا عنه : كان الرجل إذا نظر إلى الحسن انتفع به وإن لم يرعلمه ولم يسمع كلامه " ، فانظر إلى الأدب وحسن السيرة وجميل الخلق كيف يكون لهم الأثر الكبير في إحداث الإصلاح وقبول الدعوة ونشر الخير فعلينا أن نهذب أنفسنا ونلزمها الخير والسلوك الطيب حتى نتمكن بعدها من تهذيب الغير بيسر وسهولة فيتحقق الخير للأمة وينتشر الدين بين الناس فيسعد الجميع في الدنيا والآخرة .

وتهذيب النفس وتزكيتها أمر واجب على كل مسلم ومسلمة ، وقد بعث الله سبحانه نبيه صلى الله عليه وسلم لتزكية النفوس كما قال سبحانه :( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164) ، وبين سبحانه أن المفلح هو من يزكي نفسه كما قال عزوجل :( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) 0 وتزكية النفس ليس أمرا سهلا ، بل يحتاج إلى صبر ومصابرة ومجاهدة طويلة ، ويمكن تحقيق هذا الهدف بأمور :
1- أن تعلم أهمية تزكية النفس وتهذيبها ، وأن المسلم لا يمكن أن يعيش مرتاح البال منشرح الصدر إلا بعد أن يزكي نفسه 0
2- أن تدعو الله بصدق أن يهديك ويشرح صدرك ويزكي نفسك ، وأن يكون هذا الدعاء في أوقات الإجابة ، ومن أهمها الثلث الأخير من الليل 0
3- أن تحسن الظن بربك بأنه سيوفقك للخير وتزكية نفسك وتهذيبها ، فإن الله سبحانه - كما جاء في الحديث - مع ظن عبده : إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله 0
4- أن تحافظ محافظة تامة على أذكار الصباح والمساء والنوم فإنها سبب في حفظ الانسان من العين والحسد والشيطان مما يعين على تهذيب النفس وتزكيتها 0
5- تجب المحافظة على الصلوات المفروضة - في المسجد للرجل ، وفي أوقاتها للمرأة - مع الحرص على أدائها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها وخشوعها 0
6- الاهتمام الشديد ببر الوالدين والإحسان إليهما بجميع أنواع الإحسان ، فإن هذا البر من أنفع الأمور لصلاح القلوب وتهذيب النفوس بسبب دعاء الوالدين المستجاب 0
7- مساعدة الفقراء والمحتاجين وتلمس حاجاتهم ، وهذا العمل الجليل يسبب تزكية النفس وخلوها من أمراض الكبر والعجب بالنفس أو الاغترار بها 0
8- كثرة قراءة القرآن ومحاولة قراءتة بتمهل وتدبر ، فهذه القراءة المتأنية تساعد على اطمئنان النفس وانشراح الصدر 0
9- الرضا التام بقضاء الله وقدره وعدم الاعتراض على القدر وإن كان ظاهره شر ، لأن الله سبحانه لا يخلق شرا محضا ، بل حتى الشر الذي نراه هو في حقيقته خير للمؤمن لما يترتب عليه من تكفير الذنوب وتمحيص المؤمن واختباره ثم رفعة درجته عند ربه إن احتسب الأجر والثواب 0



تريد لي الأيام أن أتـــــــــقيدا
وأطلــــــــــب فيها أن أكون المجــــــــــــددا
وتقعد بي دون المدى في خطوبها
وغاية هم النـــــفس أن أبلغ الــــــــــــــــــمدى
كفى لصريح العقل قيداً لمطلقٍ
من الناس يبغي أن يكون مقـــــــــــــيدا
لعمر الهدى إن النهى ليس من صوى
سواها لمن ضلوا الطريق إلى الهدى
فما بال هذا العقل أمسى معطلا
لدينا كأن الله أوجــــده ســــــــــــدى
أيخلقنا كر الجــديدين ضــلة
ولم نتقمـــــــــص فيــــــــهما ما تجـــددا
فيا منجدي فيما أريد من العلي
ولولا العلى لم أطلــــب الدهر منجدا
أعني على ما لو تحـــقق كونه
لما كان لـــــي بل للأناســـي مــسعدا
تجهز من الحسنى بما أنت قادرٍ
عليه ولا تقبل سوى الـــعقل مرشدا
وأحسن إلى من قد أساء تكرماً
وإن زاد بالإحســــان منك تـــمردا
وحب الذي عاداك إن رمت قتله
فإني رأيت الحـــــــب أقتل للعدا
فليس مضرا في العلى بالذي أرى
على كل حالٍ أن تحب من اعتدى
إذا دفع الشر القبـــــــــــيح بمثله
تحصل شر ثالث وتولـــــــــــــــــــــ ــدا


http://smiles.ksacam.com/smiles/32/sss1414.gif (http://www.ksacam.com/)

همس الرووح
02-06-2009, 07:06 AM
ولولا العلى لم أطلــــب الدهر منجدا
أعني على ما لو تحـــقق كونه
لما كان لـــــي بل للأناســـي مــسعدا
تجهز من الحسنى بما أنت قادرٍ
عليه ولا تقبل سوى الـــعقل مرشدا
وأحسن إلى من قد أساء تكرماً
وإن زاد بالإحســــان منك تـــمردا
وحب الذي عاداك إن رمت قتله
فإني رأيت الحـــــــب أقتل للعدا



يعطيج العافية طرح رائع

ونصائح راقية

بوركتِ


*****

ينابيع الأمل
02-06-2009, 07:14 AM
إن المسلم يحتاج في حياته إلى تهذيب النفس حتى تستقيم له فتكون نفساً مطمأنة طيبة تدعوه إلى الخير وتحببه فيه وتنهاه عن المنكر وتنفره منه وهذا التهذيب لن يكون إلا إذا عاد المرء إلى نفسه فعلمها و أدبها وذكرها بتقصيرها في حق ربها ثم جعل لها القرآن قائدا والرسول أسوةً وانظر إلى حال مالك بن دينار حينما يدعو إلى العبد الذي يرجع إلى نفسه فيهذبها ويذكرها بتقصيرها فيقول: "رحم الله عبداً قال لنفسه : ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها ، ثم خطمها ، ثم ألزمها كتاب الله عزوجل فكان لها قائدا ً "


الف شكر لكِ
على الموضوع الممميز والهادف
بوركت جهودك ِ
وسلمت يمينكِ
على كل ما تقدميه
دمتي بخير وعافية دائما وابدا

ابتسامة امل
02-06-2009, 01:19 PM
يعطيج العافية طرح رائع

ونصائح راقية

بوركتِ


*****

http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/BbU05075.gif

سفير الحرف
02-06-2009, 05:28 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ابتسامة امل
02-06-2009, 06:57 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

http://www.alamuae.com/gallery/data/media/123/0407.gif

%صموووود%
02-06-2009, 10:44 PM
إن عملية التكامل لا يمكن لها أن تنطلق في طريقها الصحيح إلاَّ من خلال تهذيب النفس وتصفيتها من شوائبها أولاً ثم تزيينها بمكارم الأخلاق ومحاسن الطباع.
وتهذيب النفس عملية صعبة في حد ذاتها لأنها تتطلب بذل جهد كبير لمخالفة الرغبات والشهوات وقسرها على تحمل المشقَّات والتضحيات، وهو خلاف ما تميل إليه النفس البشرية بطبعها، فكان السالك العامل على ترويض نفسه أشبه شي‏ء بمن يجدف مركبه بعكس التيار، ولهذا كان بذل هذا الجهد جهاداً، بل هو جهاد أكبر كما عبَّر عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما خاطب جماعة من أصحابه كانوا في سريَّة وعادوا منتصرين: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر.

فقيل له: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟ فقال: جهاد النفس.

قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: "وأيم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً ولأدعنّ‏ مقلتي كعين ماءنضب معينها مستفرغة دموعها".


عزيزتي: ابتسامة أمل


موضوع مميز كالعادة و في غاية الروعة بوركت يمينكم و بارك الله فيكم و دمتم بألف خير..

.. تحياتي العطرة لكم ..

ابو تركي سعد
02-06-2009, 11:10 PM
يعطيك العافية

ابتسامة امل
03-06-2009, 05:18 AM
إن عملية التكامل لا يمكن لها أن تنطلق في طريقها الصحيح إلاَّ من خلال تهذيب النفس وتصفيتها من شوائبها أولاً ثم تزيينها بمكارم الأخلاق ومحاسن الطباع.
وتهذيب النفس عملية صعبة في حد ذاتها لأنها تتطلب بذل جهد كبير لمخالفة الرغبات والشهوات وقسرها على تحمل المشقَّات والتضحيات، وهو خلاف ما تميل إليه النفس البشرية بطبعها، فكان السالك العامل على ترويض نفسه أشبه شي‏ء بمن يجدف مركبه بعكس التيار، ولهذا كان بذل هذا الجهد جهاداً، بل هو جهاد أكبر كما عبَّر عنه رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما خاطب جماعة من أصحابه كانوا في سريَّة وعادوا منتصرين: مرحباً بقوم قضوا الجهاد الأصغر وبقي عليهم الجهاد الأكبر.

فقيل له: يا رسول الله، وما الجهاد الأكبر؟ فقال: جهاد النفس.

قال أمير المؤمنين في نهج البلاغة: "وأيم الله يميناً استثني فيها بمشيئة الله لأروضنّ نفسي رياضة تهشّ معها إلى القرص إذا قدرت عليه مطعوماً، وتقنع بالملح مأدوماً ولأدعنّ‏ مقلتي كعين ماءنضب معينها مستفرغة دموعها".


عزيزتي: ابتسامة أمل


موضوع مميز كالعادة و في غاية الروعة بوركت يمينكم و بارك الله فيكم و دمتم بألف خير..

.. تحياتي العطرة لكم ..
حياك الله وبارك فيك ووفقك ورعاك سعدت بطيب المرور

http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/l6J06884.gif

ابتسامة امل
03-06-2009, 05:22 AM
يعطيك العافية
امين وياكم جميعا يارب وفقك الله واحسن اليك

http://www.arb-up.com/files/arb-up-2008-6/qKE05426.gif

جميله العنزي
05-06-2009, 04:04 PM
هي سنة النبي علية افضل الصلاة والسلام

وان في لزومها تمام السلامة وجماع الكرامة لاتطفأ سرجها ولاتدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها ندم

اذ هي الحصن الحصين والركن الركين الذي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد

فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجال والمغبوطون بين الأنام في العاجل

سلمت يمينك ورعاك الله

عاشقة كاكا
05-06-2009, 08:10 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ابتسامة امل
06-06-2009, 09:14 PM
هي سنة النبي علية افضل الصلاة والسلام

وان في لزومها تمام السلامة وجماع الكرامة لاتطفأ سرجها ولاتدحض حججها من لزمها عصم ومن خالفها ندم

اذ هي الحصن الحصين والركن الركين الذي بان فضله ومتن حبله من تمسك به ساد ومن رام خلافه باد

فالمتعلقون به أهل السعادة في الآجال والمغبوطون بين الأنام في العاجل

سلمت يمينك ورعاك الله

علية افضل الصلاة والسلام

سعدت بمرورك يارعاك الله
http://www.al3malka.com/up/uploads/9656991ab3.gif (http://www.al3malka.com/up/)