المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غزل على ضفاف لألم



عبدالله بن فهد
27-05-2009, 11:41 PM
( غزل على ضفاف الألم )

في استراحة أحد أقسام التنويم في المستشفى 00 تتجمع الوجوه التي تحاول مقاومة

الألم 00 التي تريد مغادرة السرير الأبيض ولو على بعد أمتار منه00 اختلفت

الوجوه والأعمار والبقع الجغرافية ، لكن الألم صهرها فكأنما أصبحت وجها واحداً

00 أختصر الوقت وقرب المسافات والقلوب فلم يكن شراً كله00 كان هناك رجل

خمسيني من رواد هذه الاستراحة ، ليس معه مرافق وكان من مدينة أخرى لا يأتيه

زوار 00 كان شخصاً محبوباً للجميع 00وكان يتمتع بروح شفافة رغم ملامحة التي

ترتسم عليها قسوة الحياة 00 أتضح بعد الكشف عليه وجود ورم خبيث في كبده ،

قرروا إجراء عملية جراحية لاستئصاله لكنه رفض .

بعث الفريق الطبي

- رئيس الفريق طبيب من جنسية أوروبية - المشرف على حالته أحد أعضاءه وكانت

طبيبة سعودية حباها الله جمالاً فاتناً و عيوناً لو رآها جرير قائل بيت:

إن العيون التي في طرفها حور = قتلننا ثم لم يحيين قتلانا


لجير لها هذا البيت وختمه بختم لا يصرف إلا للمستفيد الأول .

وربما غير علي أبن الجهم المكان والزمان في قصيدته :

عيون المها بين الرصافة والجسر= جلبنا الهوى من حيث أدري ولا أدري

وربما لم يكن بحاجة إلى دار الخليفة المتوكل التي وهبها له على شاطيء دجلة

والقريبة من الجسر ببستانها ونسيمها العليل حتى ينشد هذه القصيدة .

كانت تتمتع بدماثة الأخلاق حتى أنها عندما تحدث مريضاً كبيراً في السن تجلس عند

أقدامه على السرير ، وتقول كيفك ياوالد إن شاء الله أحسن ، كانت تحاول التخفيف

عنهم فسبحان من جمع الجمال بنوعيه .

بحثت عنه في غرفة التنويم ولم تجده وجاءت للاستراحة فوجدته واستأذنت بالجلوس

فسمح لها 00 بدأت تشرح له طبيعة حالته وضرورة التدخل الجراحي لإزالة الورم

وعندما أتمت حديثها قال لها بلهجته العامية: خلصتي قالت : أيوه قال: من اللي

بيسوي العملية الخواجة والا انتي قالت : كلنا فريق واحد والخواجة رئيسنا واحنا

معاه : قال: اسمعي يابنت الحلال الكبد أكلها المرض وما بقى منها الا شوي ، إذا

بتعالجينها أنتي وتلمسينها بيدينك وتطببين فيها ما عندي مانع ، إن طابت الحمد لله

وإن راح الباقي فدوة لك 00 أما يقطعها الخواجه يخسى ويعقب ما يلمسها 00

تبسمت الطبيبة وأطرقت رأسها ليس حياءاً فهو في سن والدها ، ولكن لتفكر في

طريقة لإقناعه فربما فهمت أنها الرمز لما في داخله ( لأن الشخص يحدث إنسانة في

داخلة أو على الأقل يتصور أنه يحدثها - حقوق الملكية الفكرية في هذا الاقتباس

محفوظة للأخت حلم ) ، ربما أدركت أنه يريد أن يكون بين يديها حتى ولو كانت هذه

الأيدى بالقفازات والمشرط 00 ربما أراد نوماً عميقاً بين هاتين اليدين.

أكملت إقناعه حتى وافق ، ولكن بعد أن يخرج لمدة أسبوع يسلم على أهله في

مدينة أخرى ويقضي عيد الأضحى معهم ويعود لإجراء العملية 00لم يعد ولا ندري هل

هو فوق الأرض أو تحتها الآن 00 اللهم أرحمه فوق الأرض وتحتها 00

ساقتنا الأقدار إلى ذات المكان مرة أخرى 00لم أجد أحداً من تلك الوجوه 00كان

بوجوه أخرى 00وربما بقصص أخرى .

أوراق كثيرة في ذاكرتي تعمدت عدم كتابتها 00 تركتها للزمن ليمارس عليها أدواره في الطي والنسيان 00 لكنها تقاوم عوامل التعرية وتحاول التمرد00 وهذه أول ورقة تنجح في ذلك 00آمل أن تحملوا هذا الوليد بين أيديكم وأن ترفقوا به 00 وأن لا تأدوه في المهد
م ن ق

يتم
28-05-2009, 10:12 AM
؛



رحمه الله حياً كان او ميتاً ..
قصة رآئعه يا عبد الله ..لاعدمناك يارجل :)


احترامي

هَذْيَّان
28-05-2009, 10:14 AM
.


رُبّمَــ!
كَانَ أمَلُ خَانِق بِالشِّفَاء
أنَا أقُوُل رُبّمــ!


ربِّ شافِه أن كَان حيًا وأرحَمهُ أن كَانَ مَيِّتًا

أ . عَبْدالله

شُكرًا كَبْيِرة


.
.

عبدالله بن فهد
01-06-2009, 02:21 PM
؛



رحمه الله حياً كان او ميتاً ..
قصة رآئعه يا عبد الله ..لاعدمناك يارجل :)


احترامي



شرفني مرورك وتعليقك الرائع

عبدالله بن فهد
01-06-2009, 02:24 PM
.



رُبّمَــ!
كَانَ أمَلُ خَانِق بِالشِّفَاء
أنَا أقُوُل رُبّمــ!



ربِّ شافِه أن كَان حيًا وأرحَمهُ أن كَانَ مَيِّتًا


أ . عَبْدالله


شُكرًا كَبْيِرة



.



اسعدني مرورك وتعليقك لك فائق احترامي وتقديري وكل ....