زين العابدين الاحمد
15-05-2009, 10:18 PM
مساؤُكِ الوردُ ..
..
..
عمر هزاع
مَسَـاؤُكِ الـوَردُ لَـولَا أَنَّـكِ الـوَردُ
وَ رَائِـقُ الشَّهـدِ لَـولَا أَنَّـكِ الشَّهـدُ
غُصنٌ مِن البَانِ , مَا نَقَّلـتِ فِـي تَـرَفٍ
رِجلَيكِ بِالخَطْوِ ؛ مَاسَ الخَصـرُ وَ القَـدُّ
وَ بَثَّتِ العِطرَ - فِي الأجـواءِ - دَالِيَـةٌ
مِـنْ ياسَمِيـنَ عَلَـى جَنْبَيـكِ تَمـتَـدُّ
تَأَرجَحَ الكَـرمُ - بِالعُنقُـودِ - مُعتَنِقًـا
وَ أَثمَـرَ الحَـبُّ لَـمَّـا ادَّوَّرَ النَّـهـدُ
خَمِيلَـةً عَـرَّشَ اللَّـبـلَابُ أَيكَتَـهـا
فِي شَعرِكِ اللَّيلِ مُـذْ أَغْفَـى بِـهِ الرَّنـدُ
مُمَرَّدٌ جِيـدُك الصَّـرحُ المُثِيـرُ ؛ فَمِـي
جَـوادُ شَـوقٍ عَلَـى بِلَّـورِهِ يَـعـدو
وَ حـارِقٌ ثَغـرُكِ النَّـارِيُّ ؛ مُـوقَـدَةٌ
نِيرانُـهُ فِـي أثَافِـي الشِّعـرِ إذْ يَشـدو
كَأَنَّنِـي - عِندَمـا ثَــارَتْ حَرَائِـقُـهُ
بِقَبضَةِ الرِّيـحِ لَمَّـا اشتَـدَّتِ - الوَقـدُ
يَدَيـكِ مُدِّيهِمـا , إِنِّـي أَرى بِهِـمـا
تِينًا ؛ وَ لَوزًا ؛ وَ مـا لِـي عَنهُمـا بُـدُّ
وَ بِي - أَنا - تَـوقُ عُصفُـورٍ لِطَلِّهِمـا
لِأَستَقِـي بَعـدَ أَنْ أَعيـانِـيَ الجَـهـدُ
أَنــا بِحُـبِّـكِ مُلْـتَـاعٌ تُعَذِّبُـنِـي
فِيكِ المَسَافَاتُ ؛ وَ التَّقرِيـبُ ؛ وَ البُعـدُ
يَــدِيَّ لَـمَّـا تَلَاقَيـنـا مَدَدتُهُـمـا
وَ عِندَما غِبتِ لَـمْ تَلْمِـسْ يَـدِي يَـدُّ
( لَا تَرحَلِي ) ؛ صَرخَةٌ ذَابَتْ عَلَى شَفَتِـي
مُنذُ اغْتَرَبتِ ؛ فَلَـمْ يَرفِـقْ بِهـا الصَّـدُّ
نَادَيتُ : ( إِنِّـيَ مَـا انفَكَّـتْ تُراوِدُنِـي
فِيكِ الظُّنُونُ ) ؛ وَ لَكِـنْ خَانَنِـي الـرَّدُّ
وَ صِحتُ : ( عُودِي ) , عَلَى عِلْمٍ بِأنِّيَ مِنْ
قَبلِ النِّـداءِ وَحِيـدٌ , ثُـمَّ مِـنْ بَعـدُ
صَدَى الضَّجِيجِ الَّـذِي يَغتَـالُ أَورِدَتِـي
يَمتَاحُ مِنْ قَلَقِـي - وَيحِـي - فَيَشتَـدُّ
وَ لَا سَبِيلَ إلـى لُقيـاكِ - مُـذْ غَرَبَـتْ
شَمْسِي - وَ لَا أمَلٌ - فِي دَاخِلِي - يَبدو
طُيوفُ وَجْهِكِ - فِي الفِنْجانِ - زَوبَعَـةٌ
كَمْ ساقَها - فِي طُقُوسِ القَهوَةِ - السُّهدُ !
وَ غَيمَـةٌ مِـنْ دُخَـانِ التِّبْـغِ أَنفُثُـهـا
تَدُورُ حَولَ احتِراقِي , وَ النَّـوى ضَهـدُ
وَ فِي كَـرايَ الـرُّؤَى تَهتَـزُّ نَصلَتُهـا
بِضَربَـةٍ فِـي حَنايـا النَّفْـسِ تَـرتَـدُّ
أَنـا بِشِعـرِ الهَـوى ؛ لَا أُمَّـةٌ غَلَبَـتْ
قَصِيدِيَ السِّحرَ . لَكِنْ ؛ بِالهَـوى فَـردُ
وَ لَا نَبِـيـلُ دَواةِ الحِـبْـرِ يَسبِقُـنِـي
بِشِعرِيَ الصَّنْجِ , أو عِشْقِي , وَ لَا وَغـدُ
مِلْحًا أُجَاجًا عَلـى شَـطِّ المُنـى رَسُبَـتْ
أبياتِـيَ الْـ: مَـا لَهـا صِنـوٌ وَ لَا نِـدُّ
فَاستَنزَفَتْ - بِاحتِلَالِ الرُّوحِ - صَبرِيَ مُذْ
تَلَاعَبَ الجَـزرُ فِـي طَـورَيَّ , وَ المَـدُّ
مَهزُومَـةٌ فِـي فُلُـولِ الحَـرفِ قَافِيَتِـي
مِنْ بَعدِ ما كَـانَ يَرنُـو نَحوَهـا المَجـدُ
وَ مُثْخَنٌ - بِالطُّعُونِ - الشِّعرُ ؛ مُذْ هَتَكَتْ
عَيناكِ أخيِلَتِـي , وَ اجتاحَنِـي الوَجـدُ
فَلْتَسمَعِينِي ؛ فَقَـدْ أَبحَـرتُ فِـي لُجَـجٍ
عَمِيقَةِ المَـوجِ , لَمَّـا خَانَنِـي القَصـدُ :
( مَساؤُكِ الوَردُ ؛ يا مَـنْ خَـدُّكِ الـوَردُ
وَ رائِقُ الشَّهدِ ؛ يا مَـنْ رِيقُـكِ الشَّهـدُ
دَعِي لَدَيَّ - هُنا - خَدَّيـكِ وَ ارتَحِلِـي
أَو فَارحَلِـي بَعـدَ أَنْ يَزَّهَّـرَ الــوَردُ
فَكَيفَ أَحيَا بِـلَا خَدَّيـكِ ؛ لَيلَكَتِـي !
وَ الوَردُ فِي غُربَتِي لَمَّـا يَـأَنْ بَعـدُ ؟ )
..
..
عمر هزاع
مَسَـاؤُكِ الـوَردُ لَـولَا أَنَّـكِ الـوَردُ
وَ رَائِـقُ الشَّهـدِ لَـولَا أَنَّـكِ الشَّهـدُ
غُصنٌ مِن البَانِ , مَا نَقَّلـتِ فِـي تَـرَفٍ
رِجلَيكِ بِالخَطْوِ ؛ مَاسَ الخَصـرُ وَ القَـدُّ
وَ بَثَّتِ العِطرَ - فِي الأجـواءِ - دَالِيَـةٌ
مِـنْ ياسَمِيـنَ عَلَـى جَنْبَيـكِ تَمـتَـدُّ
تَأَرجَحَ الكَـرمُ - بِالعُنقُـودِ - مُعتَنِقًـا
وَ أَثمَـرَ الحَـبُّ لَـمَّـا ادَّوَّرَ النَّـهـدُ
خَمِيلَـةً عَـرَّشَ اللَّـبـلَابُ أَيكَتَـهـا
فِي شَعرِكِ اللَّيلِ مُـذْ أَغْفَـى بِـهِ الرَّنـدُ
مُمَرَّدٌ جِيـدُك الصَّـرحُ المُثِيـرُ ؛ فَمِـي
جَـوادُ شَـوقٍ عَلَـى بِلَّـورِهِ يَـعـدو
وَ حـارِقٌ ثَغـرُكِ النَّـارِيُّ ؛ مُـوقَـدَةٌ
نِيرانُـهُ فِـي أثَافِـي الشِّعـرِ إذْ يَشـدو
كَأَنَّنِـي - عِندَمـا ثَــارَتْ حَرَائِـقُـهُ
بِقَبضَةِ الرِّيـحِ لَمَّـا اشتَـدَّتِ - الوَقـدُ
يَدَيـكِ مُدِّيهِمـا , إِنِّـي أَرى بِهِـمـا
تِينًا ؛ وَ لَوزًا ؛ وَ مـا لِـي عَنهُمـا بُـدُّ
وَ بِي - أَنا - تَـوقُ عُصفُـورٍ لِطَلِّهِمـا
لِأَستَقِـي بَعـدَ أَنْ أَعيـانِـيَ الجَـهـدُ
أَنــا بِحُـبِّـكِ مُلْـتَـاعٌ تُعَذِّبُـنِـي
فِيكِ المَسَافَاتُ ؛ وَ التَّقرِيـبُ ؛ وَ البُعـدُ
يَــدِيَّ لَـمَّـا تَلَاقَيـنـا مَدَدتُهُـمـا
وَ عِندَما غِبتِ لَـمْ تَلْمِـسْ يَـدِي يَـدُّ
( لَا تَرحَلِي ) ؛ صَرخَةٌ ذَابَتْ عَلَى شَفَتِـي
مُنذُ اغْتَرَبتِ ؛ فَلَـمْ يَرفِـقْ بِهـا الصَّـدُّ
نَادَيتُ : ( إِنِّـيَ مَـا انفَكَّـتْ تُراوِدُنِـي
فِيكِ الظُّنُونُ ) ؛ وَ لَكِـنْ خَانَنِـي الـرَّدُّ
وَ صِحتُ : ( عُودِي ) , عَلَى عِلْمٍ بِأنِّيَ مِنْ
قَبلِ النِّـداءِ وَحِيـدٌ , ثُـمَّ مِـنْ بَعـدُ
صَدَى الضَّجِيجِ الَّـذِي يَغتَـالُ أَورِدَتِـي
يَمتَاحُ مِنْ قَلَقِـي - وَيحِـي - فَيَشتَـدُّ
وَ لَا سَبِيلَ إلـى لُقيـاكِ - مُـذْ غَرَبَـتْ
شَمْسِي - وَ لَا أمَلٌ - فِي دَاخِلِي - يَبدو
طُيوفُ وَجْهِكِ - فِي الفِنْجانِ - زَوبَعَـةٌ
كَمْ ساقَها - فِي طُقُوسِ القَهوَةِ - السُّهدُ !
وَ غَيمَـةٌ مِـنْ دُخَـانِ التِّبْـغِ أَنفُثُـهـا
تَدُورُ حَولَ احتِراقِي , وَ النَّـوى ضَهـدُ
وَ فِي كَـرايَ الـرُّؤَى تَهتَـزُّ نَصلَتُهـا
بِضَربَـةٍ فِـي حَنايـا النَّفْـسِ تَـرتَـدُّ
أَنـا بِشِعـرِ الهَـوى ؛ لَا أُمَّـةٌ غَلَبَـتْ
قَصِيدِيَ السِّحرَ . لَكِنْ ؛ بِالهَـوى فَـردُ
وَ لَا نَبِـيـلُ دَواةِ الحِـبْـرِ يَسبِقُـنِـي
بِشِعرِيَ الصَّنْجِ , أو عِشْقِي , وَ لَا وَغـدُ
مِلْحًا أُجَاجًا عَلـى شَـطِّ المُنـى رَسُبَـتْ
أبياتِـيَ الْـ: مَـا لَهـا صِنـوٌ وَ لَا نِـدُّ
فَاستَنزَفَتْ - بِاحتِلَالِ الرُّوحِ - صَبرِيَ مُذْ
تَلَاعَبَ الجَـزرُ فِـي طَـورَيَّ , وَ المَـدُّ
مَهزُومَـةٌ فِـي فُلُـولِ الحَـرفِ قَافِيَتِـي
مِنْ بَعدِ ما كَـانَ يَرنُـو نَحوَهـا المَجـدُ
وَ مُثْخَنٌ - بِالطُّعُونِ - الشِّعرُ ؛ مُذْ هَتَكَتْ
عَيناكِ أخيِلَتِـي , وَ اجتاحَنِـي الوَجـدُ
فَلْتَسمَعِينِي ؛ فَقَـدْ أَبحَـرتُ فِـي لُجَـجٍ
عَمِيقَةِ المَـوجِ , لَمَّـا خَانَنِـي القَصـدُ :
( مَساؤُكِ الوَردُ ؛ يا مَـنْ خَـدُّكِ الـوَردُ
وَ رائِقُ الشَّهدِ ؛ يا مَـنْ رِيقُـكِ الشَّهـدُ
دَعِي لَدَيَّ - هُنا - خَدَّيـكِ وَ ارتَحِلِـي
أَو فَارحَلِـي بَعـدَ أَنْ يَزَّهَّـرَ الــوَردُ
فَكَيفَ أَحيَا بِـلَا خَدَّيـكِ ؛ لَيلَكَتِـي !
وَ الوَردُ فِي غُربَتِي لَمَّـا يَـأَنْ بَعـدُ ؟ )