المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثواب الصّدق في سورة مريم



songofil
15-05-2009, 10:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على الصادق الوعد الأمين و آله و صحبه أجمعين و على الملائكة و الأنبياء و المرسلين إلى يوم الدين

السلام عليكم و رحمة الله رب العالمين و نسأله أن يجعلنا من عباده الصالحين

أما بعد :

لقد كانت سورة مريم مثالا ليس كمثله في الثناء و العطاء - في الكون - حيث ذكّر سبحانه و تعالى بفضله و رحمته على النّبييّن و مكانتهم التي خصّ كل صدّيق و وفي و تقيّ تذكرة لكل من يعبد ربّ السماوات و الأرض و ما بينهما فله ما وعده الرحمن في الدنيا و الآخرة بداية من زكريا عليه السلام :

" ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا" 2

"يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا" 7


فالرحمة الربّانية كانت على ثلاث جوانب الأول أن وهب له ولدا و زوجته عاقر لا تلد ، و الثاني أنه ذكر يحمل إسمه و يتحمل أعباء اعائلة من بعده أما الثالث أن جعل له إسما مميّزا لم يكن من قبل ليكون من المقرّبين أي من النبيّين

ثمّ نتمعّن في قوّة الإيمان و صدق العبادة حين يدعو زكريا عليه السلام ربّه ليبيّن له وسيلة يحمد بها ربّه أليس ذلك الفوز العظيم و الصّدق و التّقوى ؟؟؟



"قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا" 10


و الثواب الآخر هو ما قدّره عز وجلّ ليحي عليه السلام



و إذ كان إبنا بارا و لم يفرّط في والديه

"وَحَنَانًا مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا" 13



فلا خوف عليه إذ فاز بمكانة مقرّبة عند ربّه

"وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا" 14


"وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا"15


ثم إبراهيم الخليل عليه الصلاة و السلام :


"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا "42
"إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا"

"فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا" 49


فكان أن شاء الحيّ القيّوم أن وهب له من ذريّته أنبياء



"وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا"50


كما أن إخلاص موسى في آداء الرسالة و صدقه كان من المقرّبين



"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"51

"وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا"52

"وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا"53


فكان ثوابه أن كلّمه الله سبحانه و جعل هارون مساعدا له و نبيا عليهما السلام



و كان إسماعيل من المقرّبين و من الذين أنعم الله عز و جلّ عليهم

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا"54"وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا"55


و هو الثواب الذي كان من نصيب إدريس عليه السلام الذي كان صدّيقا

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا"56

"وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا"57

"أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا "


فالصدق له ثوابه في عبادة الخالق دون أن نشرك به شيئا و لا يغرب عن بالنا أننا في سورة مريم

و هذا يعني أن الخطاب الربّاني موجّه للصليبيين الذين قالوا اتخذا ولدا –سبحانه- دون أن يدركوا الإثم العظيم من هذا الإفتراء على من "لم يلد و لم يولد "


"وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا"88

"لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا"89

"تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا"90


و لكن الساعة قادمة و كلّ يقول نفسي و الحساب فرديّ :



"إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا" 93


أما الذين كانوا مخلصين في خشوعهم و عباداتهم فمكانتهم مع المقرّبين


"تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا" 63


و ما هو غريب في ذهني هو كيف يفترون على الله كذبا و يقولون أنه اتخذ ولدا –سبحانه- ثم يقتلون ذلك النّبي –عيسى عليه السلام ( شبّه لهم و لقد رفعه سبحانه إليه ) ثمّ ينتخبون من بينهم البابا في الفاتيكان و يقولون بعد ذلك أنه مبعوث عيسى –عليه السلام"و كيف يقتلونه و هذا معناه أنه بشر ثم حسب زعمهم يقولون أنه إبن الله –سبحانه – اللهم نجينا من الشرك بك سبحانك ؟؟؟ و نشهد أن عيسى نبيّك و رسولك و أنت الأحد الصمد

قد قال عز وجل في كتابه: "وَمَاقَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [النساء:157-158]


حان الوقت أيها الغربيون للعودة إلى الصواب و المعقول :



"يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا[الأنعام:158]،


مثل شروق الشمس من مغربها... يوم لا ينفع الندم


فلا يغفر سبحانه أن نجعل له أندادا أو أن ندعو غيره و يغفر لنا ما دون ذلك إن شاء برحمة منه .....و الله أعلم

و إن أخطأت استغفر الله الحيّ القيّوم و أتوب إليه و أسأله الرحمة و المغفرة فلا مفرّ منه إلا إليه و لا ملجأ إلا إليه و لا إله غيره ، ربّ الأولين و الآخرين سبحانه و لا منجّي غيره
وفقها لما يحبّه و يرضاه الهم اغفرلنا و للمؤمين و انصر إخواننا في العراق و فلسطين و أفغانستان و غيرها من الشعوب المستضعفة ..و الحمد لله وحده آمين

همس الرووح
15-05-2009, 04:07 PM
http://up.3ros.net/get-5-2009-604hrpv7.gif (http://up.3ros.net)

عاشق الحزن
15-05-2009, 04:16 PM
جزاك الله خير على جهدك وكريم عطائك
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

جميل الثبيتي
15-05-2009, 04:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك ربي خير الجزاء وأنعم عليكم نعمه ظاهرة وباطنة
وفقكم الله

songofil
15-05-2009, 04:36 PM
آمين لنا جميعا و الدعاء وصل الفؤاد مما يشجعني على المواصلة فدعاء صادق خير من زينةالحياة الدنيا...
و أسأل الله عز و جلّ أن يرزقنا جميعا توبة قبل الموت و شهادة عند الموت و جنّة بعد الموت

جومانة 55
15-05-2009, 06:16 PM
جزاك الله خير الجزاء وجعله في موازين حسناتك

سعد عيد
15-05-2009, 07:58 PM
جزاك الله ألف خير