المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها الأمــل… ما أوسعـــك!! ( قرأت لك )



سليمان الذويخ
10-05-2009, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


[/URL]

أيها الأمل .. ما أوسعك !


وقف أمامي،طفلٌ لم يتجاوز عمره السابعة،نحيل الجسم،رث الهيئة،مكسور الخاطر حدَّ التحطم!!

التقت نظراتنا للحظة،ثم قبلتُ وجوده في منزلي،فهو أخٌ لزوجي،توفي والده وهجرته أمه،فتنازعته أيدي الشقاء وهو بين زوجات أبيه وإخوانه،فالتقطته يد زوجي بعد أن وجده جائعاً،منطوياً أمام إحدى الحدائق العامة!

لم يكن عمري يتجاوز الخمسة عشر عاماً حين أدخلته الحمام وغيرتُ ملابسه بعد أن أخذ مني جهداً في التنظيف من وعثاء التشرد!

ولم أستطع قط نسيان ابتسامته حين رأى نفسه نظيفاً لأول مرة.قدمت له الطعام فالتهمه وهو يرمقني بنظرة الامتنان!

دخل المدرسة وتابعتُ دراسته حتى بعد أن أنجبتُ أبنائي،وحين وصل لنهاية المرحلة المتوسطة توفي زوجي ليتركني مع أبنائي الثلاثة وأخوه(ابني الأكبر طارق).فوجدت نفسي لأول مرة بمواجهة الترمل والفقر والحيرة،وأنا لم أبلغ الثالثة والعشرين من عمري.ولإجادتي الحياكة أصبحت هي مورد الرزق الوحيد لإعالة أبنائي الأربعة.

كان(طارق)يذهب برفقتي للسوق لشراء الأقمشة،كما كان يقوم بإيصال الملابس بعد حياكتها للزبائن والمحلات التي تبيعها،وتأخذ نصيبها وتسلمه نصيبي.وكان يشاركنا المنزل برغم حجابي المحكم،حيث يتخذ من ملحق المنزل مسكناً. ويقاسمني المسؤولية ويساعدني في تحمل رعاية الأبناء ويقوم بتدريسهم ومتابعتهم.ولم يتبرم قط من طعامٍ أو لباسٍ أو معيشة.

ولم تكن الإجازة راحةً واستجماما بل كان يستثمر وقتها بعملٍ شاق عدا عن عمله المسائي أثناء الدراسة،فهو يحلم بشراء سيارة للتنقل ولتوصيل أبنائي لمدارسهم،فهو عمهم الذي ما فتئ يشعر بالمسؤولية والأمانة تجاههم،والإحساس بالجميل لم يبرح مخيلته قط.

وهاهو يتخرج من الجامعة مهندساً ويُحضِرُ لي شهادته مؤطرة بكرم أخلاقه وشهامته التي لم تنفد،ولم تتبدد وسط أمواج عاتية من مآسي الحياة وإغراءاتها.

وحين بلغ طارق من العمر ثلاثاً وعشرين سنة،فارع الطول،وسيماً شهماً كريماً بسيطاً،كانت كل فتاة تتمنى الاقـتران به.وكنت أتساءل حينها كلما رأيتُ فتاة:ترى هل ستملأ عين طارق؟ وهل ستستطيع تحقيق آماله وطموحاته؟أخشى أن تجرحه بكلمة أو تخدش مشاعره بتصرفٍ أحمق!

في ليلة عجيبة كأني سمعتُ دوي انفجارٍ عنيف وأنا أستمع لأخي يطلق تساؤلاً أعجب:( طارق تـقدم خاطباً لك، فهل توافقين يا نوال؟!

يا إلهي..هل أتزوج ابني؟! إن طارقاً بالفعل ابني!كيف لامرأة أن تتزوج ابنها؟! وكان عمري إحدى وثلاثين سنة وولدي الأكبر على مشارف الثانوية!

رفضتُ وبكيت،ولكنه لم يملْ ولم ييأسْ!حيث وسَّط كل معارفه وأقاربه واستنجد بأبنائي..بل إنه خاطـَب حتى الجمادات،فلا تعجب حين تراه يُكلــِّم جداراً أو حجراً ليقول له:أرجوك أن تقنع نوال بالزواج مني،وأعدها أن أسعدها كما أسعدتني!

تقول نوال:وتزوجته وأنا في كامل خجلي،ولم أستطع أن أنظر إلى وجهه،وأنا أتذكر تلك النظرة الوحيدة حين استقبلته وهو صغير وكان في حالة بؤس وشقاء!وهو اليوم أمامي بكامل هيئته وهندامه،وهيبته! ولأول مرة أنظر له ملياً لألمح في عينيه نظرة الحب والامتنان!!

فأي مكافأة يا ربِ تمنحني إياها بعد رحلة الفقر والترمل والشقاء!وأي عملٍ جميل فعلته لتجزيني ـ ربي ـ بهذا الجزاء؟! فإن كنتُ قد عشتُ ثلاثين سنة شقاء،فإنني وأنا الآن في الخمسين قد نسيتها تماماً،وأتذكر أنني عشتُ مع طارق ثمانية عشر عاماً ثرية بالعطاء والسعادة.وهاهو فهد ابننا الأكبر يستعدُ لاجتياز امتحان القدرات.وأنا وأبوه نعيش لحظات ترقب ووجل!

حين التفت أبوه نحوي والتـقت نظراتنا تذكرنا لحظات الترقب والهلع خوفاً من أن ترد بضاعتنا من الخياطة التي كنا نقتات منها وتحفظ كرامتنا عن سؤال الآخرين.

ولا أحسبك متعجباً من رحمة ربي وزوجي يحتضنني ويربتُ على كتفي ويداعب شعري ويمسح دمعتي ويعدني بأن فهداً سيجتاز امتحان القدرات بامتياز ويدخل الجامعة،ويصبح مهندساً كوالده!

حينها غرقتُ بالبكاء لأتـنهد بتفاؤلٍ وأقول:أيها الأمل…ما أوسعك!!


منقول من مدونة الكاتبة :
رقية بنت سليمان الهويريني

[U]أيها الأمــل… ما أوسعـــك!! (http://www.rogaia.net/?p=1128)

الأحد, 29 مارس, 2009

منى الحمادي
10-05-2009, 10:05 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

%صموووود%
10-05-2009, 10:45 PM
(( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )).
قصة جميلة تتجلى فيها حقيقة الوفاء وحفظ الجميل لأهله ومقابلة الجميل بمثله.
فالوفاء للمحسن في أسمى صورة يتبين ويتأكد عندما ترد له الحسنة بمثلها وتتسامى.
نعم إن حفظ الجميل خلق نبيل وصورة مشرقة من صور أخلاق هذا الدين العظيم .
قال تعالى: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }.




أخي الفاضل: سليمان الذويخ


أشكركم قصة رائعة جداً كروعة شخصكم بوركت يمينكم و بارك الله فيكم دائماً و أبداً..

.. تحياتي و احترامي لكم ..

اميره الثلوج
10-05-2009, 11:01 PM
ياااااااااااالله قصه رااااااااائعه

وهذا دليل على ان الخير مهمااااا

طااااااااال الزمن لن يضيع

يعطيك العاااااااااافيه

**ونة خفوق**
11-05-2009, 02:24 AM
سلمت اناملك على الطرح الــراقي الجميل ,,
ننتظر جديدكــ
تقبل مروري,,

ينابيع الأمل
11-05-2009, 10:06 AM
ان الله لا يطيع اجر من احسن عمل
وعملها
الحسن هو منقذها
فقدت كل شيء في شبابها
وفي نهاية المطاف الله عوضها
الف شكر لك على القصة
التي تحمل بين طياتها
معاني كثير وعميقة
دمت بخير وعافية دائما وابدا

سليمان الذويخ
11-05-2009, 08:06 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .


اشكر لك حضورك

بارك الله فيك و وفقك و اسعدك في الدارين

سليمان الذويخ
11-05-2009, 08:08 PM
(( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )).
قصة جميلة تتجلى فيها حقيقة الوفاء وحفظ الجميل لأهله ومقابلة الجميل بمثله.
فالوفاء للمحسن في أسمى صورة يتبين ويتأكد عندما ترد له الحسنة بمثلها وتتسامى.
نعم إن حفظ الجميل خلق نبيل وصورة مشرقة من صور أخلاق هذا الدين العظيم .
قال تعالى: { من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }.




أخي الفاضل: سليمان الذويخ


أشكركم قصة رائعة جداً كروعة شخصكم بوركت يمينكم و بارك الله فيكم دائماً و أبداً..

.. تحياتي و احترامي لكم ..


وفيكم يبارك الرحمن

اشكر لك حضورك وإضافتك

جزاك الله خيرا و بارك فيك و وفقك و اسعدك في الدارين

سليمان الذويخ
11-05-2009, 08:09 PM
ياااااااااااالله قصه رااااااااائعه

وهذا دليل على ان الخير مهمااااا

طااااااااال الزمن لن يضيع

يعطيك العاااااااااافيه
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

لك مني أجمل تحية .

سليمان الذويخ
11-05-2009, 08:09 PM
سلمت اناملك على الطرح الــراقي الجميل ,,
ننتظر جديدكــ
تقبل مروري,,

اشكر لك حضورك

بارك الله فيك و وفقك و اسعدك في الدارين

سليمان الذويخ
11-05-2009, 08:11 PM
ان الله لا يطيع اجر من احسن عمل
وعملها
الحسن هو منقذها
فقدت كل شيء في شبابها
وفي نهاية المطاف الله عوضها
الف شكر لك على القصة
التي تحمل بين طياتها
معاني كثير وعميقة
دمت بخير وعافية دائما وابدا


بلا شك فالله سبحانه كريم ولا يضيع اجر من احسن عملا

بارك الله فيك و وفقك واسعدك في الدارين