المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب مساعدة



أم حسام 2009
10-05-2009, 07:38 PM
أريد شرح وتحليل الرسالة الهزلية والجدية لابن زيدون
وفقكــــــــــــــــم اللـــــــــــــــــــه ورعاكــــــــــــــــــــ ـــم

أبـو نـدى
10-05-2009, 08:20 PM
الرسالة الهزلية لابن زيدون - منقول

الرسالة الهزلية لابن زيدون
أحبائي وأصدقائي في هذا المنتدى الكريم
بعد أن انتهينا من تلخيص كتاب
طوق الحمامة في الألفة والألاف
سأحاول أن أقدم دراسة في الرسالة الهزلية لابن زيدون
ومن المعلوم أن لابن زيدون رسالتين
الهزلية والجدية
ويؤسفني أن أقول لكم
أنه ليس لدي
شرح الرسالة الهزلية
والذي قدمه لنا جمال الدين بن نباتة المصري
وسماه
سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون
ولا شرح الرسالة الجدية
الذي قدمه لنا صلاح الين الصفدي
وسماه
تمام المنون شرح رسالة ابن زيدون
وكل من الرسالة الهزلية والجدية
غنية بالأعلام والأمثال
والوقائع التاريخية
والأشعار المقتبسه
الأمر الذي يدل على وفرة ثقافة ابن زيدون
وكثرة محفوظه
وسعة إطلاعه
وبراعة استشهاده
بحيث احتاجت كل رسالة
- لكي يفهمها القارئ --
إلى شرح وتعليق
وتعريف بأعلامها
وما ذكر خلالها من أمثال
وأشعار وأخبار
ولأن شرحها ليس تحت يدي
وليس عندي
فسأحاول أن أشرحها شرحا صغيرا
وأعرف ببعض أعلامها
وأعزو أشعارها
وأشرح أمثالها
وطبعا سيكون من الظلم أن تعقد مقارنة
بين شرحي وشرح ابن نباته
وهل يصل الثرى للثريا
ثم إن الغرض من شرحي
ليس تأليف كتاب يشرح رسالة ابن زيدون
ولكن الغرض هو تعريف رواد هذا المنتدى الكريم بهذه الرسالة
وليس الغرض هوالشرح
في إنتظار ردودكم
لنبدأ إن شاء الله في هذه الرسالة
تحياتي للجميع


الرسالة الهزلية (2)

التعريف بابن زيـــدون
اسمه ونســـبه
هو أبو الولـيد أحـمد بن عبد الله بن أحـمد بن غالـب بن زيـدون المخزومي الأندلسي القرشي .
لا يعرف شيء تفصيلي عن أجداد الشاعر
ولا عن تاريخ دخولهم الأندلس
وبعض الباخثين يرى أنهم كانوا من اوائل
الداخلين على الأندلس
الفتح ، وأنهم كانوا من أنصار بني أمية في الأندلس ، وأنهم نالوا بعض المناصب الرفيعة خلال العصر الأموي هناك .
كما أن جدُّه لأمه صاحب الأحكام الوزير أبو بكر محمد ابن محمد بن إبراهيم، وكلمة صاحب الأحكام تعني أنه اشتغل بالفقه والقضاء.

مولده ونشأته
ولد ابن زيدون عام 394 من الهجرة على الأرجح ، عام 1003 م
وكانت ولادته في ضاحية الرحبانة قرب قرطبة
وليس لدينا الآن شيء مفصل عن طفولة الشاعر ونشأته ، شأنه في ذلك شأن أكثر الشعراء ومشاهير العصور القديمة .
وكل ما نعرفه عن نشاته الأولى أنه فقد أباه وهو في الحادية عشر من عمره ، فتولى جده لأمه أمره
ومن هنا نستطيع أن نتصور نشأة ابن زيدون نشأة علمية أدبية فاضلة بعيدة عن الحرمان أو السوقية
نأخذ ذلك من معلوماتنا القليلة عن حياة أسرته المعروفة بالعلم والأدب والتي يشتغل بعضها بالقضاء ويشيع فيها الجد والترفع عن الدنايا .
تعلَّم ابن زيدون في جامعة قرطبة التي كانت أهم جامعات الأندلس يَفِدُ إليها طلاب العلم من الممالك الإسلامية والنصرانية على السواء .

عصر الشاعر

عاش ابن زيدون آخر العصر الأموي في الأندلس ، وشهد مولد عصر جديد ، وهو عصر ملوك الطوائف وهذا العصر هو الذي ينسب إليه ابن زيدون
وأهم سمات هذا العصر الضعف السياسي ، والتفوق الحضاري ، والتحرر الإجتماعي
أما الضعف السياسي فسببه إنقسام الأندلس إلى دويلات .
وأما التفوق الحضاري فسببه التنافس في العلوم والفنون بين ملوك الطوائف في الأندلس
وأما التحرر الإجتماعي فيرجع إلى ضعف النفوذ الفقهي الذي ساعد عليه سلوك ملوك الطوائف أنفسهم
.
مشاركته في الحياة العامة
وقد تقلد ابن زيدون بعض المناصب في آخر الدولة الأموية في الأندلس
ولمع بين أقرانه كشاعر.. وكان الشعر بداية تعرُّفه بفراشة ذلك العصر ولادة بنت المستكفي الخليفة الأموي الضعيف المعروف "بالتخلف والركاكة، مشتهرًا بالشرب والبطالة، سقيم السر والعلانية، أسيرالشهوة ، عاهر الخلوة.
ثم كان من زعماء القرطبيين الثائرين على الفساد في الحكم في أواخر العصر الأموي ، ومن المساعدين على الإطاحة بهذا الحكم
وإقامة حكم جديد وهو الحكم الجماعي وهو ما يشيه الحكم الجمهوري
حيث اتفق الزعماء على أن يولوا وحد منهم وهو أبو الحزم بن جهـور
فكان ابن جهور لا يقطع أمرا إلا إذا رجع إلى هؤلاء الزعماء من الفقهاء والعلماء والأدباء ، فكان يحكم باسم الجماعة ، وتصدر أوامره باسم الجماعة ، ولم ينفرد بالسلطة دونهم ، ولم يتخذ قرار دون الرجوع إليهم .
وقد إرتفعت منزلة ابن زيدون بعد قيام النظام الجديد ، وأصبح من وزراء ابن جهور ، إلا أن خصومه وشوا به ، واتهمه ابن عبدوس بأنه ضالع في مؤامرة سياسية لقلب نظام الحكم وزُجَّ به في السجن .
وكتب ابن زيدون قصائد كثيرة يستعطف فيها "أبا الحزم
جهور" حاكم قرطبة، كما كتب قصائد أخرى لأبي الوليد بن أبي الحزم ليتوسط لدى أبيه، وكان أبو الوليد يحب ابن زيدون، لكن وساطته لم تنفع، فهرب ابن زيدون من السجن، ولجأ إلى أشبليه وكان يحكمها في ذلك الوقت المعتضد بن عباس الذي أفسح لابن زيدون وأكرمه
لكن الحنين استبد بالشاعر فعاد مستخفيا إلى قرطبة واخذ يتشفع عند ابن جهـورويرسل المراسيل إلى الوليد وأبيه حتى تمَّ العفو عنه، فلزم أبا الوليد حتى تُوُفِّيَ أبو الحزم وخلفه أبو الوليد الذي ارتفع بابن زيدون إلى مرتبة الوزارة .
وما لبث أن اتهم مرة أخرى بالاشتراك في محاولة قلب نظام الحكم على أبي الوليد بن جهور الذي غضب عليه، فارتحل ابن زيدون عن قرطبة وذهب إلى بلاط المعتضد بن عباد في أشبيلية، وهناك لقي تكريمًا لم يسبق له مثيل، وولاّه وزارته، وفوض إليه أمر مملكته ثم زادت مكانته وارتفعت في عهد المعتمد بن المعتضد، ودان له السرور وأصبحت حياته كلها أفراحًا فأقام مبجّلاً مقرباً إلى أن توفي باشبيلية في أيام المعتمد على الله ابن المعتضد في الخامس عشر من رجب سنة 463 هجرية

حياته العاطفية
أهم ما في حياة ابن زيدون العاطفية حبه لولادة بنت المستكفي الأمويالتي كان لها أثر كبير في حياته وشعره
والحق أن الشعر الكثير الذي صاغه الشاعر في هذه التجربة العاطفية لم يكن مبعثه فشل الشاعر في تلك التجربة فحسب ، وإنما كانت من أسبابه أيضا تلك الأحداث المريرة التي مرت بالشاعر من سجن وغربة وكيد أعداء وغير ذلك مما ألهب عواطفه وضاعف أحاسيسه وبعثه على الشكوى
----
والبكاء والحنين مركزا كل ذلك حول موضوع ولادة
التعريف بولادة الرسالة الهزلية (3)
ولادة بنت المستكفي

هي ولادة بنت المستكفي محمد بن عبد الرحمن الناصري
أحد الخلفاء الأمويين الذين تولوا الخلافة في الأندلس في أواخر العهد الأموي هناك ، وقبيل سقوط الدولة الأموية في الأندلس نهائيا
كانت في نساء أهل زمانها واحدة أقرانها حضور شاهد ، وحرارة أوابد، وحسن منظر ومخبر ، وحلاوة مورد ومصدر ، وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار العصر ، وفناؤها ملعبا لجياد النظم والنثر ، وكانت ولادة أديبة جميلة متحررة بالنسبة لمقاييس عصرها حيث كانت تلتقي بالأدباء والشعراء في بيتها الذي كان منتدىً أدبيا ، وصالوناً فنياً بلغة عصرنا
وقد ذكر عنها أنه قد بلغ من تحررها أنها كتبت على كتفيّ رداءها هذين البيتين من الشعر


أنا والله أصلح للمعالي
وأمشي مشيتي وأتيه تيها
وأمكن عاشقي من لثم خدي
وأعطي فبلتي من يشتهيها


والغلب أن هذا الشعر موضوع من بعض من أراد الإساءة إليها, ولكن في الوقت نفسه يدل على أنها كانت من التحرر بحيث يسمح تحررها بأن ينسب إليها بعض أعداءها مثل تلك الأبيات.
ومهما يكن من أمر فقد كان الشعراء الذين يرتادون ندوتها ويتنافسون في كسب قلبها ، وكان في مقدمتهم ابن زيدون ، وكان من الطبيعي أن تتعلق روح ولادة بهذا الوزير الخطير ، والأديب الشهير ،فجمع بينهما حب الأدب ، فتبادلا كؤس المحبة ، وتراشفا أنخاب الغرام ، وكانت ولادة تغار على ابن زيدون من جواريها، فهي تريده لنفسها .
أما سبب الهجر الذي حدث بينهما فيحكيه ابن زيدون نفسه كما جاء في الذخيرة لابن بسّام :
وكانت عتبة ـ جارية مغنية من جواري ولادة ـ قد غنتنا :


أحبتنا أني قد بلغت مؤملي
وساعدني دهري وواصلني حبي
وجاء يهنين البشير بقربه
فأعطيته نفسي وزدت له قلبي


فسألتها الإعادة بغير أذن ولادة فخبا منها بريق التبسّم ، وبدا عارض التجهم ، وعاتَبَت عتبة ، فبتنا على العتاب على غير اصطحاب ، ودم المدام مسفوك ، ومأخذ اللهو متروك ، فلما قام خطباء الأطيار على منابر الأشجار .......
ويقول المقري في نفح الطيب
إن ابن زيدون لم يزل يروم دنو ولادة فيعتذر ، ويباح دمه ويهدر لسوء أثره في ملك قرطبة وواليها ، وقبائح كان ينسبها إليه ويواليها ، أحنقت بني جهور عليه ، وسدّدت أسهمهم إليه ، فلما يأس من لقياها ، وحُجِبَ عن محيّاها ، كتب إليها يستديم عهدها ، ويؤكد ودّها ، ويعتذر من فراقها ، بالخَطْبِ الذي غشيه ، والإمتحان الذي خشيه
غير أن عبث ولادة المعجبة بجمالها ، المختالة بمكانتها دعاها لمداعبة بعض رواد منتداها من أدباء وظرفاء قرطبة ، ورويت عنها أبيات من الشعر فيها الكثير من المجون والخلاعة مثل أبياتها التي أرسلت بها إلى شاعر يدعى الأصبحي حتى إن ابن زيدون عاتب عليها هذا العبث وتلك الخلاعة
كل ذلك يجري أمام أعين أبو عمر أحمد بن عبدوس غريم ابن زيدون ومنافسه في المكانة والوزارة ، وهو يترقب الفرصة للوصول إلى قلبها ، والتمتع بوصالها .
وكانت ولادة تحب أن تعبث بابن عبدوس ، لا تقرّبه كل القرب ، ولا تحرمه كل الحرمان ، وكأنها تريد أن تحتفظ به لتتباهى به كواحد من جملة عشّاقها ، والمغرمين بها ، ويبدو أن ابن عبدوس استطاع القرب من ولادة ، وتمكن من وصالها ، ذكر ذلك ابن زيدون نفسه في أبيات له يتهم فيها ولادة بخيانة عهده ووصال غريمه ابن عبدوس الذي غلبه على حبها بمساعدت الظروف التي عانى منها شاعرنا في أن تتقطع الصلات بينه وبينها

متلهفة للتقى
07-03-2011, 11:19 PM
جزاك الله خير الجزاء ، أتحفتنا بهذا العطاء ,