المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أزمة الإبداع العربي .. إلى أين ؟؟



مهافيصل
07-05-2009, 12:30 AM
أزمة الإبداع العربي .. إلى أين ؟
الدكتور / ماهر عباس جلال

الإبداع موهبة وحرية وعبقرية ، وهو مطلب حضاري جوهري لجميع الأمم . وهو ليس ترفاً بل ضرورة من ضرورات البناء ، ومقياس من مقاييس تطور الأمم ، ودليل على التقدم الحضاري . وهو الدافع لأي تقدم علمي أو فكري أو فني .
والمبدعون هم ثروة الأمة التي لا يمكن الاستغناء عنها ، وهم الشموس التي تضيء غياهب التخلـُّف ، وعقولهم تخترق حواجز التقليد ، وتبحر صَوْب المجهول . ومن ثم فبقدر ما تنجح أمة في الكشف عن الطاقات الإبداعية لأبنائها والإفادة منها ، تكون أمة متقدمة ومتطورة حضارياً .
العرب والإبـداع :
وقد تنبه العرب قديماً إلى أهمية الإبداع ، فمنهم من ألف عن الأذكياء لما للذكاء من علاقة وطيدة بالإبداع ، مثل ابن الجوزي وكتابه ( الأذكياء ) . ومنهم من ألف عن الذين تنسب إليهم أوائل الابتكارات والممارسات ، مثل ( الأوائل ) لأبي هلال العسكري ، و ( الوسائل إلى مسامرة الأوائل ) ، وغيرها .
واهتم الحكام والعلماء العرب قديماً بالإبداع ، فظهر كثير من المبدعين العرب في شتى المجالات النظرية والتطبيقية ، أمثال الجاحظ ، والمتنبي ، وابن سينا ، وابن الهيثم ، وابن رشد ، والأئمة الأربعة أصحاب المذاهب الفقهية ، وغيرهم خَلْق كثيرون شيدوا حضارة عربية عالمية زاهرة لا نزال نعيش على ذكراها ، ونقتات بنتاجها ، ونزهو أمام الأمم بها .
تعريف الإبــداع :
لكن دعونا نتساءل : ما الإبداع ؟ لا شك أن الإبداع عملية معقدة يصعب تعريفها ، ولكن بشيء من التبسط يمكن استخلاص تعريفين للإبداع من الدراسات الحديثة التي دارت حوله ، فالإبداع ابتكار الشيء على غير مثال سابق . أو هو : إنتاج شيء ما ، على أن يكون هذا الشيء جديداً في صياغته ، وذا تأثير في مجاله ، وإن كانت عناصره موجودة من قبل .
شروط العمل الإبداعي :
يتضح من التعريفين السابقين أن أي عمل إبداعي ينبغي أن يتوافر فيه شرطان اثنان ، الأول : أن يكون هذا العمل جديداً مبتكراً بعيداً عن النمطية والتقليد . وهذا لا يعني أن الإبداع ينشأ من فراغ ، فهو يمر في مراحله الأولى بالتقليد ، لكن لا يقتصر عليه ، وبمعنى آخر : إذا كان يُقْبَل من الشخص المبدع أن يقلد غيره في بداية حياته الإبداعية ، فلا يقبل منه – بحال من الأحوال – أن يظل أسيراً لهذا التقليد ، فأي تقليد ، وإن كان تقليداً ناجحاً ، لا يمكن عَدٌّه من باب الإبداع في قليل أو كثير .
والشرط الثاني : أن يحمل هذا العمل الإبداعي جديداً إلى الناس والحياة ، بحيث يُشَكِّل إضافة نوعية حقيقية للمجال الذي ينتمي إليه ، ويؤثر تأثيراً جاداً وواضحاً في البيئة المحيطة ، وإلا كان لغواً لا قيمة له . فالإبداع لابد أن يسهم في تطوير الحياة والمجتمع والناس ، ويخطِّط لمستقبل أفضل ، وهذا هو الدور الحقيقي للمبدعين في مجتمعاتهم في أي زمان ومكان.
صفات شخصية المبدع :
ونؤكد في هذا المقام على شخصية المبدع ، إذ المبدع شخص من طراز خاص ، يمتاز عن غيره من البشر بصفات خاصة تجعله جديراً بأن يكون مبدعاً . وأولى هذه الصفات الإحساس المرهف ، ذلك الإحساس الذي يجعله يشعر بما لا يشعر به الآخرون من غير المبدعين ، وينتبه إلى ما لا ينتبه إليه غيره . ويتصف المبدع كذلك بالخيال الواسع ، والذكاء ، والحرية ، بالإضافة إلى ما حباه الله به من موهبة الإبداع .
فالخيال الواسع يمكِّنه من اكتشاف علاقات جديدة بين الأشياء أو العناصر لم تكن موجودة من قبل ، كما يساعده هذا الخيال النشط على تصميم نماذج جديدة ، وصياغة أطر مبتكرة ، ولا يتأتى له ذلك إلا بالذكاء والفطنة . وباختصار المبدع شخص عبقري من طراز خاص .
إن المبدع في الأصل شخص موهوب ، لكنه لابد أن ينمي موهبته ويُصقلها بالتجارب ، وهو في حاجة ماسة إلى حرية حقيقية ، لينفلت من إسار الواقع والتقليد ، ويحلق في آفاق جديدة ، وليبحر صوب المجهول ، ولذا فإن التقاليد الصارمة ، والموروثات النمطية ، والحدود المصطنعة ، والروتين ، كلها مواد سامة تصيب المبدع في مقتل ، وتقضي على إبداعه ، بعد أن تُكبِّله وتسجنه وتشل تفكيره وخياله .
البيئة والإبــداع :
والإبداع – أياً كان فكرياً أو أدبياً أو فنياً – يحتاج إلى عوامل مهيِّـئة تساعد على نموه ، فهو يتطلب تربة خصبة وصحية لتنبت فيها بذوره التي لو لم تجد رعاية وعناية خاصة ، فلن تكتب لها الحياة ، فالمبدع بحاجة إلى أجواء نفسية صحية تتناسب وصفاته الشخصية ، من رهافة الحس ، وسعة الخيال ، والذكاء ، والحرية . فلا يُعْقَل أن يحيا الإبداع في بيئة تسودها العقد النفسية ، والضجيج ، والأمراض النفسية ، ويسيطر عليها الروتين ، والمنافع الشخصية ، والمحسوبيات ، وتسودها الأحقاد .
واقع الإبداع العربي :
ونظرة إلى عالمنا العربي وواقع الإبداع فيه ، تجعلنا نجزم بأن الإبداع العربي في أزمة حقيقية ، نظراً لما يعانيه المجتمع العربي في هذا العصر من مشكلات متراكمة ، وما يسوده من موروثات بائدة ومنغـِّصات قاتلة ، وما يستشري في أوصاله من أمراض تعمل كلها ضد الإبداع ، وتجرفه بلا رحمة ، لتسرع به في النهاية إلى مثواه الأخير .
إن العالم الغربي يطالعنا في كل يوم بالجديد من الاختراعات والاكتشافات والقفزات الإبداعية السريعة والمتلاحقة التي تنقطع أنفاسنا من دون اللحاق ببعضها ، وفي الجانب الآخر يبدو الإبداع العربي شاحباً وبطيئاً ومَهِيض الجناح . فهو الحاضر الغائب ، وبصراحة قلما نعثر على إبداع عربي حقيقي ، مما يجعلنا نتساءل : ما السر في هذه الحالة المتردية التي يبدو عليها الإبداع العربي ؟ هل يعود السر إلى جمود العقلية العربية أو تخلفها ؟ في الواقع لا يعود السر إلى جمود العقلية العربية أو تخلفها ، بل يعود إلى عوامل ومعوِّقات عدة في مجتمعاتنا العربية . فما يقتل الإبداع في مجتمعاتنا العربية عوامل كثيرة ، أهمها عشق التقليد ، والولوع بالعيش في عباءة الماضي ، بدعوى أن ليس في الإمكان أبدع مما كان . وكذلك التسلط والقهر ، وقولبة الآخرين - كل هذه أمور عمت بها البلوى في المجتمع العربي ، نراها داخل الأسرة العربية ، وداخل المؤسسات التعليمية العربية ، وفي مختلف الهيئات والمؤسسات العربية المختلفة وبخاصة الحكومية منها .
فالتسلط الأبوي يقتل روح الابتكار والمغامرة لدى الأطفال الموهوبين ، كما أن تنميطهم وإخضاعهم للنمط السلوكي للكبار يعيق نموهم وجدانياً وعقلياً نمواً سليماً ، ويشل تفكيرهم ، ويُكبِّل خيالهم الإبداعي ؛ لأن الإبداع خيال واستكشاف .
كما أن تدجين الطلبة وإخضاعهم لنزعة الامتثال في المؤسسات التعليمية العربية ، وقصر نشاطهم على الحفظ والتلقين فحسب – يقتل موهبتهم الإبداعية ، وخاصة في المراحل الأولى من التعليم .
أضف إلى هذا ما يلقاه الطلبة المبدعون من تجاهل وعدم مراعاة الفروق الفردية بينهم وبين غيرهم . وكل ما سبق يتم تحت شعار مقدس ، وهو غرس القيم الخُلقية ، مثل : الاحترام ، والطاعة ، والنظام ، والمساواة ، والعدالة . والنتيجة المحتومة أن يتحول الطلبة المبدعون إلى أداة راضخة ، وإلى آذان صاغية ، وتصير عقولهم مجرد أوعية لا تصلح إلا للحشو من قبل الأساتذة بما يريدون من معارف وأفكار وآراء غير قابلة – معاذ الله – لأي نقد ، فهي لا يأتيها أبداً الباطل من بين يديها ولا من خلفها .
ولا يبدو الأمر أحسن حالاً في المؤسسات والهيئات العربية الأخرى ، فمعظمها يرفع شعار التسلط والقهر من جانب المسؤولين لمرؤوسيهم ، فما يراه المسؤول هو عين الصواب ، ووحي مُنزَّل غير قابل للتعديل أو مجرد النقاش ، فالمسؤول يريد أن يرى مرؤوسوه بعينه هو، وأن يفكروا بعقله هو ، ومن تمرد أو حاد عن تعليماته قيد أنملة كانت في انتظاره العقوبات والخصومات والتهديدات بالفصل وغيره . هذا فضلاً عن تجاهل الكفاءات المبدعة في أغلب الأحوال ، وإسناد الوظائف والأعمال إلى غير أكفاء لها ، نظراً للمحسوبية والمجاملات والوساطات التي تنخر في جسد الأمة العربية صباح مساء .
في سبيل علاج الأزمة :
بعد كل هذا لا نتوقع للإبداع العربي أن ينمو نمواً طبيعياً أو أن تُكتب له الحياة أصلاً : فالمبدعون الحقيقيون قلما يهتم بهم أحد ، وكثيراً ما يُضطهدون وتوصد في وجوههم الأبواب ، ويُحارَبون من ذوي المصالح النفعية والآفاق الذهنية الضيقة ، فيدب اليأس في نفوس بعض هؤلاء المبدعين ، ويستسلمون للعاصفة ، ويُقبَر الإبداع حياً في عقولهم ووجدانهم .
وفريق ثان ينجو بإبداعه وبنفسه إلى الخارج ، ليجد ذراع الغرب مهيأة لاستقباله واحتضان إبداعه . وبين هؤلاء وأولئك فريق ثالث آثر أن يثبت أمام إعصار معوقات الإبداع العربي ، وأن يتحمل في سبيل إبداعه كل الصعوبات . فهذا الفريق قد يصل بعض مبدعيه بعد عناء وجهد جهيد وينحت لإبداعه مكاناً بين الصخور ، وكثير منهم يموتون وتموت معهم إبداعاتهم وابتكاراتهم ، بعد أن يصابوا بالإحباط واليأس ، نتيجة البيروقراطية والروتين ، وتجاهل المسؤولين لهم ، وعدم توافر الأموال اللازمة لتمويل إبداعاتهم ، وانصراف وسائل الإعلام العربي عن هذه الإبداعات ، فقد صار كثير من وسائل إعلامنا العربي حكراً على بعض المنتفعين ، فلا تكاد تعنيها الفكرة الجيدة ولا العمل الإبداعي الجاد ، بقدر ما تعنيها المصالح المتبادلة أو المنافع المادية الزائلة .
ترى : هل يُفيق المجتمع العربي من غفوته ويدرك قيمة الإبداع الحقيقي لا الإبداع المزيف الذي تصطنعه بعض وسائلنا الإعلامية العزيزة ؟ وهل سيدرك حقيقة أن الإبداع العربي في أزمة ؟ وأخيراً نتساءل : ماذا لو عاش المبدعون والمبتكرون العرب المهاجرون ، مثل الدكتور أحمد زويل ، والدكتور مجدي يعقوب وغيرهما ، في المجتمع العربي ، هل كانوا سيُبْدِعون ويخترعون أو سيسمع أصلاً بهم أحد ؟!!
نعم ، نؤكد على أن الإبداع العربي في أزمة حقيقية ، وهي أزمة ليست بالمرض المستعصي الذي يستحيل علاجه ، وإن كان علاجها صعباً وطويل الأمد ، يحتاج صبراً وتكاتفاً من كل مؤسسات المجتمع العربي وأنظمته المختلفة .
صحيح أن عملية الإبداع فردية تتعلق بشخصية المبدع ، لكنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمجتمعها ، فإذا لم يحتضنها بجميع فئاته ومؤسساته وأنظمته ، ويوفر لها الرعاية والعناية اللازمتين ، ويهيئ لها الظروف المناسبة والأجواء الصحية الضرورية لنمائها - ضعفت واضمحلت وانتهت .
وفي سبيل علاج هذه الأزمة لابد من وجود قيادات عربية تؤمن بأهمية الإبداع الحقيقي ، وتُجنِّد كل الإمكانات المتاحة لتفيد من جميع الطاقات الإبداعية ، وتعمل على توفير المناخ المناسب لها والصالح لنمو إبداعاتها . وقبل هذا كله العمل الدؤوب لاكتشاف هذه الطاقات الإبداعية ، والبحث عن أنسب السبل لتنميتها وتقديم الرعاية اللازمة لها ، لتصبح طاقات إبداعية خلاقة وفاعلة في مجتمعها العربي .
فمسؤولية أي أمة تسعى إلى الرقي والتقدم الحضاريين ، أن تبحث عن المبدعين من أبنائها ، لا أن تنتظرهم حتى يبحثوا هم عنها . وأي مجتمع متحضر في العالم يبدأ بالتعرف على ميول الفرد ومواهبه منذ سن الطفولة ، ليس في المدرسة فقط ، وإنما في المنزل كذلك ، وفي الروضة ، والنادي ، وإن كان العبئ الأكبر في هذا الصدد يقع على عاتق وزارات التربية والتعليم في العالم العربي .
وكما يقال ( اليد الواحدة لا تصفق ) ، فلا بد من تعاون الأسرة مع المدرسة ، فالوالدان إن لم يكن لديهما وعي بمعنى الإبداع وأهميته ، واستعداد للتعاون مع المدرسة لاكتشاف هوايات أبنائهما وميولهم ومواهبهم الإبداعية – فلن يتحقق الهدف المنشود .
ولتحقيق ذلك عملياً يمكن للمدرسة أن تخصص سجلاً خاصاً بكل طالب تدون فيه كل ما يتصل به من مواهب وميول وصفات شخصية ، وتسجل فيه كذلك علاقاته مع زملائه وأساتذته


ومشكلاته .. إلخ ، على أن تتابع الأسرة هذا السجل متابعة يومية دقيقة ، وتدون هي الأخرى فيه ملاحظاتها حول ما سبق ، وترصد فيه كل تغير أو تطور يطرأ على حياة الطالب ، وتساعد المدرسة على تنمية الإيجابي من هذه التطورات ومعالجة السلبي منها .

سبل اكتشاف الطاقات الإبداعية :
كما لابد من تعاون جميع مؤسسات المجتمع العربي في اكتشاف الطاقات الإبداعية العربية ، وتوفير المناخ الصحي لتنميتها ، وتبادل الخبرات في هذا الشأن ، فتضافر الجهود العربية ضرورة حتمية للعناية بالمبدعين والاستفادة من أعمالهم الإبداعية ، بخاصة أننا في عصر التكتلات والعمل المؤسسي الجماعي .
ومما يساعد على اكتشاف هذه الطاقات الإبداعية وتنميتها ، نشر الثقافة الإبداعية ، سواء أكانت فكرية أم أدبية أم فنية ، وترجمة الأعمال الإبداعية العالمية من أجل الاستفادة من تجارب الأمم الأخرى . وتكون هذه الأعمال المنشورة بأسعار تتناسب مع معدلات دخل المواطن ، بحيث تصير في متناول الجميع أو معظم فئات المجتمع على الأقل .
ومما يُجدي نفعاً في هذا الصدد أيضاً عقد دورات لتدريس بعض الأعمال والفنون الإبداعية ، تشرف عليها وزارات الثقافة العربية . ويتم تبادل الاستشارات في هذا الشأن . فذلك يؤدي إلى تفتـُّق الموهبة الإبداعية الكامنة داخل عقول بعض الناشئة ووجدانهم ، إذا ما أعجبوا بأعمال إبداعية رائعة تكون بمثابة نماذج رائدة لهم ، يقتبسون منها ويطورون أنفسهم حتى يتخطوها إلى أعمال إبداعية من إبداعهم وابتكارهم الخالص .
إذن ، فالعناية بالنماذج الإبداعية الرائدة أمر ملح ، وذلك بنشرها في الصحف والمجلات وتحليلها وعرضها في وسائل الإعلام المختلفة ، كما أن الإكثار من المسابقات الدورية الإبداعية للناشئة يسهم في التعرف إلى طاقاتهم الإبداعية ، بحيث ترصد جوائز للأعمال الإبداعية الفائزة ، ما يخلق نوعاً من المنافسة الشريفة بين الناشئة ، ويحفزهم على تنمية مواهبهم وإبداعاتهم .
الحريــــة المنضبطــــة :
ومن الضروري تشجيع الأعمال الإبداعية للشباب والناشئة لتكتمل الدائرة ، ورصد الأموال اللازمة لتمويلها من خلال مؤسسات خاصة تنشأ لهذا الغرض ، ثم نشر المتميز من هذه الأعمال وتثمينه ، والعناية بنقده وتحليله نقداً إيجابياً هادئاً وموضوعياً ، بعيداً من التعصب والانفعال والنقد اللاذع والاعتبارات الشخصية التي لا تخدم الإبداع ، مع الأخذ في الحسبان عامل السن وقلة التجارب ، وبما لا يتعارض مع حرية الإبداع . أما الخوف والقمع والإرهاب الفكري أو الثقافي أو الفني ، فتقف حجر عثرة وسداً منيعاً أمام العمل الإبداعي . فالحرية المنضبطة أو لنسمِّها ( المسؤولية ) هي متنفس الإبداع وإكسير الحياة الإبداعية .
ولا ننس ما للتربية العربية من دور بارز وأساسي في اكتشاف الطاقات الإبداعية ، وتنميتها واحتضانها ، والإخفاق في هذه التربية يعني وأد الإبداع وقتل الطاقات الإبداعية ، ومن ثم يتخلف المجتمع عن ركب الحضارة العالمية ، وتزداد الهوة الحضارية بين المجتمع العربي والمجتمعات الغربية المتحضرة ، حتى يتسع الخرق على الراقع ، وينفلت زمام الأمور من أيدينا لا قدر الله .

همس الرووح
24-09-2009, 08:05 PM
ويتصف المبدع كذلك بالخيال الواسع ، والذكاء ، والحرية ، بالإضافة إلى ما حباه الله به من موهبة الإبداع .
فالخيال الواسع يمكِّنه من اكتشاف علاقات جديدة بين الأشياء أو العناصر لم تكن موجودة من قبل ، كما يساعده هذا الخيال النشط على تصميم نماذج جديدة ، وصياغة أطر مبتكرة ، ولا يتأتى له ذلك إلا بالذكاء والفطنة . وباختصار المبدع شخص عبقري من طراز خاص



يعطيك العافية

جهد رائع

الابتسامه المهاجرة
14-10-2009, 08:02 AM
الله يعطيك العافيه

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

الابتسامه المهاجرة
14-10-2009, 08:02 AM
الله يعطيك العافيه

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .