المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإعجاز الربّاني في سورة البقرة



songofil
04-05-2009, 09:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المصففى و آله و صحبه و من اهتدى
أما بعد
حسب ما تعلمناه فإن سورة البقرة هي أعظم سورة أنزلت للناس.. لماذا ؟؟
إنها السورة التي تفصّل التاريخ الكامل و الشامل لبني إسرائيل و أسباب استبدالهم بقوم لا يخونون العهد و الأمانة بعدما اتضحت نوايا بني إسرائيل للعامة ففيها تاريخهم و ما فعلوا بأنبيائهم من تكفير و تكذيب و تقتيل رغم أن صبحانه و تعالى قد فضّلهم آنذاك على العالمين و لكنهم لا يعرفون الشكر و الحمد إذ كانت البقرة رمزا لذلك.
لقد بدأ عزّ و جلّ سورة ب "ألم" و أنا أعتقد أن ذلك نوع من القسم الرّبّاني للتأكيد على صحة ما يأتي بعده أي:



الم

ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين

هنا أرى و الله أعلم تأكيدا لما جاء من قرآن كريم موجه للناس أجمعين مهما كانت صفتهم و دياناتهم السابقة و الدليل على ذلك ما جاء في الآية 21 :
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" و لم يقل عزّ و جلّ "المسلمون أو المؤمنون " بل الناس " مهما كانت صفتهم تأكيدا لما جاء في بداية السورة أي هو كتاب يهدي المتقين و لا كتاب غيره !!
أما الإعجاز الثاني يخص علم الغيب غندما نتأمل الآية 30:
"وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "
إن عظمة رب العرش العظيم و السماوات و الأرض تكمن في علمه للغيب من خلال الآية الكريمة إذ أخبر الملائكة عليهم السلام بخلافة آدم عليه الصلاة و السلام على الأرض و هو ما زال في الجنّة إذ كان عزّ و جلّ يعلم أن إبليس سيخرج آدم عليه السلام من الجنّة
ثم الإعجاز الثاني يأتي في قول الملائكة أن الإنسان سيفسد في الأرض ...و بما أنهم عليم السلام لا يعلمون الغيب كما جاء في الآية 32 :

"قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ " فهذا معناه و مرجّح أن يكون خلق آخر قبل آدم لم يؤدوا الأمانة و لم يحفظوا العهد و الميثاق كما فقل بنوا إسرائيل من بعد فقام سبحانه باستبدالهم و الله أعلم إنه هو علاّم الغيوب

و في الآية 34 : يذكّر تعالى بتفضيله للإنسان على سائر المخلوقات حين قال :
"وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ "
فكيف يكفر الإنسان بخالقه الذي اختصة بخلافة الأرض ؟؟
فبعد خلق آدم و حواء عليهما السلام و سجود الملائكة للآدم عليهم السلام جميعا أزله الشيطان و أخرجه من الجنّة التي خلقها رب العالمين قبل ذلك و الدليل دخول آدم إليها
ينتقل عزّ و جلّ بعد ذلك ليذكّر بني إسرائيل بفضائله عليهم :"يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ " الآية 47
ثم تذكير رالرحمة الإلهية : وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ*وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِن بَعْدِهِ وَأَنتُمْ ظَالِمُونَثُمَّ عَفَوْنَا عَنكُمِ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ 49-52
و يخاطب سبحانه و تعالى بني إسرائيل و ما فعلوه بالرسل عليهم الصلاة و السلام و الكشف عن حقيقتهم و هي :
"وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ "87
و بعد ذلك يخاطب سبحانه أشرف خلق الله الحبيب المصطفى عليه أزكى الصلوات و السلام :
"قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ*مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ"97-98
ثم يعود سبحانه إلى بني إسرائيل ليذكرهم بنعمه و قصة سليمان عليه الصلاة و السلام ...
بعدها يخص سبحانه أمة الإسلام بميزة لم تعهدها أمم قبلهم و هي :
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" 186
أي انعدام الوساطة بينه سبحانه و عباده على عكس ما كان قبل ذلك في عهود بني إسرائيل و هذا يدل على نهاية الرسل و أن محمّد عليه الصلاة و السلام هو خامت الأنبياء بدليل إلغاء الوساطة بين الله سبحانه و عباده
في الأخير أدعو ربّي أن يغفرلي ذنوبي و لكم إنه هو الغفور الرحيم و إن أخطأت فأستغفر الله و للحديث بقية

جميل الثبيتي
04-05-2009, 05:44 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين

غفر الله لنا ولكم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات لأحياء منهم والأموات

جزاك الله خيرا على هذا لنقل العظيم جعلنا الله وإياكم من أهل لقرآن وخاصته

وفقكم الله

songofil
04-05-2009, 06:04 PM
شكرا و أعزك الله و القول مني و ليس منقولا و أنا أستاذ -جامعي- فهذا مجرّد اجتهاد و الله هو عالم الغيب و لم أنقله فالأمانة العلمية لا تسمح لي بالنقل دون الإشارة إلى ذلك و الله يعلم أني سأواصل قدر الإمكان تحليل هذه الصورة العظيمة قريبا.
أما فيم يخص الدعاء فإنه وصل القلب و لمس الفؤاد و أسكنك رب السماوات و الأرض و ما بينهما جنات عدن و جعلك من الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون

همس الغصون
04-05-2009, 07:37 PM
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سمووره
04-05-2009, 08:00 PM
الله يبارك فيك ويجزاك عنا كل خير
في موازين اعمالك يارب
الف شكر

songofil
04-05-2009, 08:17 PM
دعاء مقبول لنا جميعا إن شاء الله مما يشجعني على المواصلة لتفصيل ما كتب لي ربي من السور بحوله

ينابيع الأمل
26-05-2009, 11:55 AM
الف شكر لك على الموضوع الرائع
جزاك الله خيرا
و
جعله الله في ميزان حسناتك
وجعل الله مثواك الجنة ان شاء الله

سعد عيد
26-05-2009, 03:02 PM
مشكور و جزاك الله خيرا

و تقبل مروري

أخوكم : سعد عيد

همس الرووح
27-05-2009, 12:21 PM
http://www.up.3ros.net/get-2-2009-ucnmkin3.gif (http://www.up.3ros.net/)

songofil
07-06-2009, 10:17 PM
ألف شكر لكم و لله الحمد

mido 3asali
07-06-2009, 10:22 PM
طرح شيق واسلوب امثل

جزاك الله خير

الف شكر

songofil
07-06-2009, 10:54 PM
شكرا أخي

جومانة 55
08-06-2009, 01:41 AM
جزاك الله خير الجزاء على ما نقلت
ولايخفى علينا مالسورة البقرة من فوائد عديدة
قال الرسول صلى الله عليه وسلم عن سورة البقرة(أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة)
وتقبلو تحياتي

songofil
08-06-2009, 10:20 AM
جزاك الله خير الجزاء على ما نقلت


لم أنقل شيئا هذا مجرد اجتهاد و سأحاول نشر دراستي كاماة إن شاء الله رب العالمين في وقت لاحق

al7aiera
08-06-2009, 02:36 PM
الله يعطيك العافيه
ويجزاك كل خير