المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأمن العقائدي



طـــــارق
03-05-2004, 06:11 AM
الأمن العقائدي

لا يمكن تصور حياة المجتمع الإنساني بدون أمن حيث انه يحافظ على سلامة وكرامة الإنسان حتى يتمكن من التفاعل السوي مع الحياة ومع الآخرين في محيطٍ من تأمين الاستقرار والسلامة والطمأنينة سواء كان على المستوى الفردي أو الجماعي وبما يكفل في النهاية الإنجاز الحضاري و تفعيل حركته في عالم قد تعقدت فيه سبل الحياة ومتطلباتها لدى كل من الأفراد والمجتمعات.
وإزاء ذلك يمكن القول إن تحضّر المجتمع _أي مجتمع_ إنما يقاس بمدى تحقيق الاستقرار فيه فضلاً عن تنمية موارده والارتفاع بمستوى التعليم فيه والرقي بوسائل الثقافة, ومسارات التنظيم الاجتماعي, فلا أمن دون تنمية ولا تنمية بدون أمن, ولذا فإن الأمن والأمان والاستقرار والسلام من دعائم المجتمع بما يلزم جهات التخطيط بالاعتماد على سياسات إذكاء معرفة الحقوق والواجبات بالنسبة لجميع أفراد المجتمع, وتنمية روح الانتماء ودعم قيم العدالة ومخرجات ذلك السلوك السوي والنائي عن المخاطر والاضطراب حيث يتحقق الاستقرار والطمأنينة.
إن مفهوم الأمن ليس مقصوراً ولا محصوراً على الأمن السياسي أو الوطني ، وللأسف الشديد فكثير من الناس يعيش ضيقاً في الأفق، ومحدودية في التفكير فما إن تذكر عنده كلمة أمن إلا ويتبادر إلى ذهنه ذلك الإنسان الذي يرتدي تلك البذلة العسكرية.
إن مفهوم الأمن اشمل من ذلك بكثير .. ولعلنا نتطرق لأحد أبعاد الأمن وهو الأمن العقدي من خلال قوله تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) فالأمن هو ثمرة الإيمان ونتاج العقيدة التي لم يخالطها شرك_ ظلم _ ، ولو تطرقنا أيضاً للأحداث الأخيرة التي شهدتها بلادنا المباركة ، لوجدنا أنها كانت نتيجة لخلل عقدي وفكري ، ولا محالة إن الخلل في الأمن العقدي والفكري كان له دور هام في هذه النكبات التي خلفتها على الأمة هذه الفئة التكفيرية ، فالشبهات التي يتعلق بها التيار التكفيري ناتجة عن أزمة في الأمن العقدي، وأسلوب الإصلاح الذي ينتهجه هذا التيار ناتج أيضاً عن خلل في الأمن الفكري، فلابد من مراجعات ولا بد من وقاية بل لا بد من وجود حصون منيعة للحفاظ على الأفكار والعقائد، وصونها عن كل من أراد أن يعبث بها، ولابد من ربط الشباب بالعلماء الثقات إذ بين الإمام الشاطبي - رحمه الله- إن أول الابتداع والاختلاف المذموم في الدين المؤدي إلى تفرق الأمة شيعا، وجعل بأسها بينها شديداً أن يعتقد الإنسان من نفسه أنه من أهل العلم والاجتهاد في الدين، وهو لم يبلغ تلك الدرجة فيعمل على ذلك ويعد رأيه رأيا وخلافه خلافا.
ولعلنا نجد أن علماؤنا الكبار كابن باز والألباني وابن عثيمين ـ رحمهم الله ـ وآل الشيخ والفوزان وغيرهم حفظهم الله لم يألوا جهدهم في الجواب على الشبهات المطروحة، وبيان أسلوب الإصلاح الذي ينبغي أن يسلك؛ ولكن تغييب فتاوى العلماء وأقوالهم وكتمها، وتهميش دور العلماء، ووصفهم بأبشع الأوصاف وأقذعها كان له الدور الرئيس في زعزعة الأمن العقدي لدى هذه الفئة .
لذا علينا أن نؤمّن أنفسنا وأبنائنا ضد هذا الخلل العقدي .. وأن يكون إيماننا جازما .. وحقيقا.. علماً واتصافاً .. كما يقول بن خلدون في مقدمته ..أن الإيمان بالشيء لا يعني العلم به فقط .. بل يعني أن يتصف به الإنسان أيضاً ..
ومن صور الخلل العقدي التي اجتاحتنا، وسممت ولوثت فكر بعض شباب هذه الأمة هي تلك المذاهب الفكرية التي نافست منهج أهل السنة والجماعة السائرين على طريقة السلف الصالح، وزاحمت كتب أهل العلم، وراجت بين الشباب وتربوا عليها، وذلك لأن منظري هذا المذهب وأربابه قد كتبوا في الإسلام وقضايا الأمة، ودسوا السم في العسل، وجعلوا من قضايا الأمة شعاراً لهم لترويج بضاعتهم. فالخلل الفكري فيها أنها تحمل شعار التكفير للمجتمعات وكذلك حرصهم الشديد على التنظيمات الباطنية واللقاءات السرية والرحلات الخلوية، أضف إلى ذلك الإشادة بالانقلابات والدعاية للتفجيرات والتخريبات.
إن هذا الفكر ـ وللأسف الشديد ـ صار ينظر له وتغذى جذوره من بعض أبناء جلدتنا وممن يتكلمون بألسنتنا، ممن تعلم العقيدة الصافية، ودرس منهج أهل السنة والجماعة، وعرف طريقة السلف الصالح ثم هو يعزف عن هذا كله، ويعيش في ظلال كتبهم.
اخوكم الصغير
مغربل

رهيب 1
04-05-2004, 09:40 AM
اخي الغالي مغربل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ما ذكرته حقيقة ولكن نسال الله ان يهيئلهذه الامه امر رشدها ويثبتها على الحق وان يؤامنا في اوطاننا
جزاك الله خيرا
تقبل تحياتي
اخوك الرهيب

طيف الوله
04-05-2004, 04:40 PM
الرااائع مغربل

ما تطرقت اليه اخي هو الواقع فمن شذ شذ في النار وهذه الفئه الشاذه قد انحرفت عن طريق الحق

لا اعلم اي عقل يملكون واي فكر يتبعون فما يفعلونه لا يرضاه عقل بشري

من وجهة نظري المتواضعه ان زرع مفهوم الامن يجب ان يبدأ منذ الصغر ويتشبع به الجيل القادم ليسير بخطى ثابته امام ما يواجهه ديننا ووطنا من مؤامرت دنيئه للنيل من امن واستقراره

كل الشكر والتقدير لطرحك هذا الموضوع الذي سيكون له الاثر الطيب في نفس كل من مر من هنا

أمل عبدالعزيز
04-05-2004, 06:56 PM
0
0
0

تحية طيبة وبعد:

لو لم تسطر يمينك سوى هذه" ربط الشباب بالعلماء الثقات "

فقط

فقط


لكان الأم العقائدي في أوج قوته ونضارة شبابه فأين العقلاء..!!!

تحية لك بكل المعاني...........

أبوعبدالرحمن
04-05-2004, 11:03 PM
فعلا اخي مغربل ..

وضعت قلمك على نقاط بمنتهى الاهمية ..

فالأمن العقائدي اساس لمجتمع متماسك وليس لبنه في هذا المجتمع ..

والحمد لله الذي جعلنا مؤمنين امنين واشتق لنا هذا الاسم من اسمائه سبحانه وتعالي ( المؤمن )

مغربل ..

يعطيك العافية...

تحياتي لك

aass
05-05-2004, 04:38 AM
اخي الغالي مغربل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل ما ذكرته حقيقة ولكن نسال الله ان يهيئلهذه الامه امر رشدها ويثبتها على الحق وان يؤامنا في اوطاننا
جزاك الله خيرا
تقبل تحياتي

الرئيسة
05-05-2004, 09:37 AM
الحمد لله ,
الحمد لله الذي قال:( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً هُمْ نَاسِكُوهُ فَلا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدىً مُسْتَقِيم . وإن جادلوك فقل الله أعلم بما تعملون. الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون ).

والحمد لله الذي قال:( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام)(الزمر:36).


ونحمد الله أن المجتمع عرف تلك الفئة الضالة وتنبه لها

نعم ياأخي هذه الفئة عملت الكثير

ولكن مايؤسفنا أن هذه الفئة فيها طائفة من شبابنا الأذكياء
والتي استولت على عقولهم هذه الفئة وأصبح بوقاً لمثل هذه الفئة الضالة

ولكننا نقول لكل أب وأم يجب أن لاتتركوا أبنائكم في أيدي هذه الفئة
المتسترة باسم الدين
وراقبوهم وراقبوا أعمالهم والله لقد ذكرت لي من أثق بها

أن هذه الفئة تعلم الأبناء الكذب والحلف بالله على الكذب باسم التعريض
والتعريض بريء من مثل هذه الأعمال
فيبدؤن تعليمهم الكذب على أشياء بسيطة مثلاً يقولوا لهم إذا رأيتم في المنزل شريط أغاني قم بكسره بشيء في يدك واكسره في المطبخ وإذا أتى أحد وسألك
فأقسم بالله أنك لم تكسره لإنك لم تكسره الذي كسره الذي في يدك
انظر لمثل هذا التبرير على هذا الكذب

نعم نحن نعلم أن الغناء حرام ولكن هناك طرق للنصح منه
فهذا جزء من حيلهم وتعليمهم الأبناء فعل أشياء في البداية بسيطة ولكنها
في النهاية عظيمة
وليس ذلك فقط بل الطالب الذي يخبر هذه الفئة أنه قام بفعل مثل
هذا يبجل ويكرم وماذا نتوقع من الأبناء عندما يرون مثل ذلك بل يعزز الطالب

ولكننا نقول لهم سيرد الله كيدكم في نحوركم

ويكفي أن بيننا من كتب هذا الموضوع وغيره

ممن نسأل الله أن يعز بهم هذا الدين

وجزاك الله خير

مُذهِلــــة
06-05-2004, 05:58 PM
مشكور وجزاك الله كل خير أخونا الصغير مغربل

الأمن مطلوب في كل مجتمعٍ كان وفي أي زمان ومكان سوا كان الأمن

الاجتماعي أو الأمن العقائدي أو الأمن السياسي أو الأمن الإقتصادي

و يعتبر الأمن دعامة أساسية وركيزة مهمة من دعائم الحياة، وهو ضرورة

اجتماعية قصوى، ولا يمكن أن تستقيم حياة المجتمعات بدونه، والكل يعلم الآثار

المدمرة لزعزعة الأمن في المجتمعات الإنسانية على مدى تاريخها الطويل،

وحاجة الإنسان للأمن حاجة جـُبل عليها وهي فطرة ملحة لا تقل أهمية

عن حاجته للطعام والشراب والعيش والسكن الهانيء وهو حق ومطلب

وبها يستطيع الإنسان أن يؤدي جميع الحقوق المفروضة عليه بيسر وسهولة

قال الله تعالى

(( فليعبدوا رب هذا البيت ،الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ))

وقد قلت و أجدت في القول وليس لي أن أضيف على مقولتك الشيء

الكثير فقد كانت شافية وكافية

فنحن بحاجة ماسة إلى إقاظ الضمير وشحن الهمم بكل ما فيه بقاء ودوام

ديننا ونفع شبابنا ومجتمعنا وحتى لا تعصف بهم التيارات المعاكسة

فإذا كان المسلم صاحب عقيدة و إيمان حي يؤمن بالله، يصدق به ولديه يقين

تام بأن كل ما جاء به الله تعالى حق وما قاله نبيه صدق وعقيدته هذه توحد

الطاقات الخاصة به وبملكاته، وتوحد بين عواطفه وإحساسه، وتوحد بين قلبه

وعقله وتحميه من عوامل التشرد والانشطار والبعثرة النفسية، ثم ما يترتب على

هذه العقيدة من واجبات والتزامات في شتى المجالات المختلفة.

فالإيمان من أهم مصادر الأمن، وصاحب الإيمان من أكثر الناس أمناً، وهو أمر

نسبي فمن قوي إيمانه، وقوي يقينه ظهر أمنه، وذهب خوفه، ويتدرج الأمن على

حسب الإيمان قوة وضعفاً.

وقد وضح القرآن الكريم بأن الأمن يقطن ويكمن في الإيمان، متعلق به يوجد

بوجوده وينعدم بعدمه ، ووضح كذلك أن الخوف والقلق مرتبط بالكفر، وأن الكافر

يتخبط في حياته، ويتقلب فيها.

قال تعالى: (( فمن \تبع هداي فلا يضل ولا يشقى ، ومن أعرض عن ذكري فإن له

معيشة ضنكا ))

((الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى" والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر

وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون ))


نصيحة //

على كل من ضل أن يهتدي وكل من مال أن يستقيم وكل من تاه أن يبحث

ويستدل وكل من حاد عن الطريق أن يتوب ويسلك طريق الهداية والتقوى



لك مني وللجميع أصدق و أجمل تحية