المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه.



بلال بن رباح
29-04-2009, 10:21 PM
http://www.al-wed.com/pic-vb/1038.gif

انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها، فائتوني به،

فخرجنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا‏:‏ أخرجي الكتاب‏.‏ قالت‏:‏ ما معي كتاب‏.‏ قلنا‏:‏ لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، فأخرجته من عقاصها

فأتينا به النبي صلى الله عليه وسلم فإذا فيه من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ما هذا يا حاطب‏؟‏ قال‏:‏ لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا من قريش، ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم‏:‏ قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أصطنع إليهم يدا يحمون بها قرابتي،

وما فعلت ذلك كفرا ولا ارتدادا عن ديني

فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ صدق،

فقال عمر‏:‏ دعني يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأضرب عنقه،

فقال إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم،

ونزلت فيه ‏{‏يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة‏}‏‏.‏

ويوجد روايات عديدة سنذكر مقاطع منها فيما يلي



أولا ينبغي التنبيه أن ظاهر فعل حاطب كان الكفر والنفاق

والخلاف الحاصل هل هو كفر على الحقيقة وإنما منع تكفير حاطب التأويل وتصديق الرسول - عليه الصلاة والسلام - له المؤيد بالوحي ،،وهذا ما رجحه الحافظ ابن حجر

أو أن حقيقة فعل حاطب هو كبيرة دون الكفر ،، بتصديق الرسول - صلى الله عليه وسلم - له ولم يأخذه بالظاهر

فالرسول عليه الصلاة والسلام كان أحيانا لا يأخذ بالظاهر

ومعرفة ما في القلب أمر لا يقدر عليه البشر الا بالوحي !!

فهذه شبهة حاطب التي يدندن بها مرجئة العصر للدفاع عن طواغيت العصر !!


فهم يجهلون او يتناسون ما رواه البخاري عن عمر رضي الله عنه قوله : ‏

إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم
فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة.


وتناسوا قول حاطب ((وَلَمْ أَفْعَلْهُ ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي وَلا رِضًا بِالْكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلام))

وقوله (( أما والله إني لمؤمن بالله وبرسوله، وما كفرت منذ أسلمت ولا شككت منذ استيقنت )) مما يدل على أن ظاهر ما عمله كفرا بواحا

وقوله : (( أما إني لم أفعل غشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفاقا قد علمت أن الله مظهر رسوله ومتم له ))

وقول حاطب ايضا ((فقلت أكتب كتاباً لا يضر الله ولا رسوله))

وقوله (( فكتبت إليهم بشيء قد علمت أن لن يغني عنهم من الله شيئا أراده أن أدرأ به عن أهلي ومالي، ))

وهذا يدل على أن ما فعله حاطب ولو وصل الكتاب الى الكفار لن يضر الله ولا رسوله كما كان يتأول ويرى والدليل

فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقَ وَلا تَقُولُوا لَهُ إِلاَّ خَيْرًا


فهذا تصديق من رسول الله صلى الله عليه وسلم لما في قلب حاطب

أما ظاهر هذا الفعل فهو كفر ونفاق لا شك ، ولا يلتفت لمن قال غير هذا ، فانظر الى اقوال عمر رضي الله عنه لحاطب

كقوله (( فقلت‏:‏ أضرب عنقه يا رسول الله فقد كفر، ))

وقوله (( يا رسول الله خل عني وعن عدو الله هذا المنافق فأضرب عنقه، ))

وكونه حاطب بدريا فقد منع ذلك ايقاع العقوبة عليه

حيث كان جواب رسول الله صلى الله عليه وعلى أله وسلم

(( إنه شهد بدرا وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال‏:‏ اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم، ))

وقوله (( وما يدريك يا ابن الخطاب أن يكون الله أطلع على أهل العصابة من أهل بدر‏؟‏ فقال‏:‏ ‏"‏اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم‏"‏‏.‏ ))

وقوله (( أتقتل رجلا من أهل بدر، وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر وقال‏:‏ ‏"‏اعملوا ما شئتم‏"‏‏ ))


أما بعد الرسول عليه الصلاة والسلام فالعمل على الظاهر وفقا ما قال به عمر رضي الله عنه الذي رواه البخاري

(( إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم
فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة. ))

فهذا هو الفهم الصحيح لهذه الحادثة المطابق للنصوص والروايات الثابتة ولا عبرة لمن خالف هذا ، ففعل الجاسوسية ان كان من اجل دين او دنيا كفر اكبر ،

الا اذا دل دليل قطعي انه لم يقصد فيه الا ما قصده حاطب ، وهذا قد يمنع عنه الكفر لكن لا يمنع عنه عقوبة الخيانة وهي القتل كما بينها عمر رضي الله عنه

وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام بقتل المرأة التي حملت كتاب حاطب إلى كفار قريش عام الفتح، ومن دون أن تُستتاب.

كما في الحديث في سنن النسائي عن سعد بن أبي وقاص قال: لما كان يوم فتح مكة، أمَّن رسول الله الناس إلا أربعة نفر، وامرأتين من هاتين المرأتين هذه المرأة التي حملت رسالة حاطب إلى كفار قريش، واسمها أم سارة


وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال‏:‏ (( أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الفتح إلا أربعة‏:‏ عبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح وأم سارة، فذكر الحديث قال‏:‏ وأما أم سارة فإنها كانت مولاة لقريش فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكت إليه الحاجة، فأعطاها شيئا، ثم أتاها رجل، فبعث معها بكتاب إلى أهل مكة يتقرب بذلك إليها لحفظ عياله، ... ( وهو حاطب ) .. الى اخر الحديث ))

قال الإمام سحنون: إذا كاتب المسلم أهل الحرب قتل ولم يُستتب، وماله لورثته.

وفي المستخرجة قال ابن القاسم في الجاسوس: يُقتل ولا تُعرف لهذا توبة، هو كالزنديق

وقال ابن تيمية في الفتاوى 28/109: ذهب مالك وطائفة من أصحاب أحمد إلى جواز قتل الجاسوس

وهذا ما اتفق عليه المسلمون بالحكم على الظاهر وليس على الباطن

إلا المرجئة


يقول الإمام الطبري في تفسير قوله تعالى (( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ))

(( ... غير أنه لا شك أن الآية نزلت في منافق كان يوالي يهود أو نصارى، خوفا على نفسه من دوائر الدهر، لأن الآية التي بعد هذه تدل على ذلك، وذللك قوله: {فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة}... الآية. ))





ويلخص هذا كله العلامة حمد بن عتيق فيقول :

وأما المسألة الثالثة وهي ما يعذر به الرجل على موافقة المشركين وإظهار الطاعة لهم ، فاعلم أن إظهار الموافقة للمشركين له ثلاث حالات :


الحالة الأولى : أن يوافقهم في الظاهر والباطن فينقاد لهم بظاهره ، ويميل إليهم ويوادهم بباطنه ، فهذا كافر خارج من الإسلام ، سواء كان مكرها على ذلك أو لم يكن . وهو ممن قال الله فيه (( ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب أليم )) ...

الحالة الثانية : أن يوافقهم ويميل إليهم في الباطن مع مخالفته لهم في الظاهر فهذا كافر أيضا ، ولكن إذا عمل بالإسلام ظاهرا عصم ماله ودمه ، وهو المنافق ...

الحالة الثالثة : أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن وهو على وجهين :

أن يفعل ذلك لكونه في سلطانهم مع ضربهم وتقييدهم له ، ويهددونه بالقتل فيقولون له : إما أن توافقنا وتظهر الإنقياد لنا ، وإلا قتلناك ،

فإنه والحالة هذه يجوز له موافقتهم في الظاهر مع كون قلبه مطمئنا بالإيمان ، كما جرى لعمار حين أنزل الله تعالى (( من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان )) وكما قال تعالى (( إلا أن تتقوا منهم تقاة )) فالآيتان دلتا على الحكم كما نبه على ذلك ابن كثير في تفسير آية آل عمران ..

الوجه الثاني : أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن وهو ليس في سلطانهم وإنما حمله على ذلك إما طمع في رياسة أو مال أو مشحة بوطن أو عيال ، أو خوف مما يحدث في المآل فإنه في هذه الحال يكون مرتدا ولا تنفعه كراهته لهم في الباطن ، وهو ممن قال الله فيهم

(( ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين )) فأخبر أنه لم يحملهم على الكفر الجهل أو بعضه ولا محبة الباطل ، وإنما هو ان لهم حظا من حظوظ الدنيا فآثروه على الدين

(( يقول علماء السوء انه في هذه الحالة مرتكب كبيرة يا لله العجب !! )) ...

هذا معنى كلام شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله تعالى وعفا عنه ...

انتهى من كتاب مجموعة التوحيد من رسالة الشيخ : سبيل النجاة والفكاك من موالاة المرتدين وأهل الإشراك ص 364 ـ 365

....

(( يقول علماء السوء انه في هذه الحالة مرتكب كبيرة يا لله العجب !! )) ...

**********************

هذا ماورد عن قصة أم سارة

والله تعالى اعلى واعلم
http://www.uaekeys.com/fwasel/www.uaekeys.com80.gif

جميل الثبيتي
30-04-2009, 03:13 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزك لله خيرا على هذ النقل الطيب وفقكم الله

المسؤلة عن المدارس الأهلي
30-04-2009, 03:16 AM
الله يجزاك الجنة

*الفارس*
30-04-2009, 02:07 PM
بارك الله فيك

وجزاك الله خيرا

ونفع بك