المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مابين المجاهره بالمعصيه والتوبه



tameem010
02-05-2004, 10:48 AM
أخي الشاب اختي الشابه
قد تقولون اننا ارتكبنا الذنوب الكثير وتبتنا إلى الله ، ولكن الذنوب تطاردنا ، وتذكري لما عملته ينغص علي حياتي ويقض مضجعي ، ويؤرق ليلي ويقلق راحتي ، فما السبيل إلى إراحتي 0

فأقول لك أيها الأخ/الاخت المسلم ، إن هذه المشاعر هي دلائل التوبة الصادقة ، وهذا هو الندم بعينه ، والندم توبة فالتفت إلى ماسبق بعين الرجاء ، رجاء أن يغفر الله لك ، ولا تيأس من روح الله ، ولا تقنط من رحمة الله ، والله يقول : ( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون ) " الحجر : 56 " 0

قال ابن مسعود رضي الله عنه : " أكبر الكبائر الإشراك بالله والأمن من مكر الله ، والقنوط من رحمة الله ، واليأس من روح الله " 0

والمؤمن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء وقد يغلب أحدهما في بعض الاوقات لحاجة ، فإذا عصى غلب جانب الخوف ليتوب ، وإذا تاب غلب جانب الرجاء يطلب عفو الله 0

يانفس توبي فان الموت قد حـانـا ***** واعـصى الهوى فـانه مازال فتانا
اما تـرين المنــايا كـيـف تلتقـطنا ***** لـقــطـا وتـلحـق اخـرانا بـاولانــا
في كـل يـوم لـنـا مـيـت نـشــيعـه ***** ونـرى بـمصـرعـه اثــار موتـانـا
يانفـس مالي وللامـوال اتركيـهـا ***** خلفي سأخـرج من دنيـاي عريانا
أبعد خمســين قـد قـضيتها لـعـبـا ***** غــدا تقـتـصـري قـد آن قـد آنــا
مابـالنا نــتعامى عن مصـائرنـــا ***** وننسى بغـفلـتنا من ليس ينسانا
نزداد حرصـا وهذا الدهر يزجرنا ***** وكأن زاجرنا بالـحرص قد اغرانا
اين الملوك وابنــاء الملوك ومن ***** كـانـت تـخر لهم الاذقـان اذعـــانـا
صاحت بهم حوادث الدهرفنقلبوا ***** مستبدلين من الاوطــان اوطــــانــا
خلوا مدائـن كان العز مفرشـهــا ***** واستفرشوا حفـرا غـبرا وقيـعانـــا
يا راكضا في ميادين الهوى مرحا***** ورافلا في ثـيـاب الـغي نـشـوانــــا
مضى الزمان وولى العمر في لعب***** يكفيك ما قـد مضى قد كـانما كـانــا


إيــاك والمجــاهرة

كما أن الطاعات تتفاوت مراتبها ودرجاتها بحسب الأعمال ذاتها ، وبحسب العامل ، والوقت ، والسر والجهر ، فالمعاصي كذلك فالمعصية الواحدة يختلف إثمها ووزرها بحسب العامل وحرمة الزمان ، والمكان ، والجهر والإسرار 0

وقد دلت النصوص الشرعية على أن المعصية التي يستتر بها صاحبها أخف جرما من التي يعلنها ، فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :
سمعت رسول الله : صلى الله عليه وسلم : " كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ، ثم يصبح وقد ستره الله فيقول : يا فلان عملت البـارحة كذا وكذا ، وقد بات يسـتره ربه ، ويصبح يكشف ستر الله عنه " ( رواه البخاري ) 0

وبوب البخاري ـ رحمه الله ـ على هذا الحديث باب " ستر المؤمن على نفسه" وأورد في الباب أيضا حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا سأله : كيف سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في النجوى ؟ قال " يدنو أحدكم من ربه حتى يضع كنفه عليه فيقول عملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، ويقول : وعملت كذا وكذا ؟ فيقول : نعم ، فيقرره ثم يقول : اني سترت عليك في الدنيا ، فأنا اغفرها لك اليوم " 0

فحين يبتلى الله أحداً من عباده فتغلبه نفسه الأمارة بالسوء ويدعوه هواه لمقارفة معصية ، وارتكاب حرمة وقد خلا عن الناس وأرخى على نفسه الستار ، حينها عليه أن يستتر بستر الله ولايهتك هذا السياج 0

إن المؤمن هو الذي يخاف مولاه ، ويعظمه ويجله ، إنه وإن أوقعته نفسه في المعصية وقارفها فهو يمقت هذه المعصية ومايذكره بها من قريب أو بعيد ، فكيف يحدث الناس أنه عمل وعمل ؟

فيا أيها الشاب والشابه ـ بارك الله فيكم ـ حين تبتلى بمعصية فاستتروا بستر الله وجاهدوا نفسكم على ترك المعصية ما استطعتم ، أسأل الله لك التوفيق والاعانة إنه سميع الدعاء .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.

اخوكم تميم

صدى الآهات
02-05-2004, 10:56 AM
سيدي tameem010

جزاك الله خير الجزاء

وجعلها الله في موازين حسناتك يوم لقائه

صائد الطرائد
02-05-2004, 11:16 AM
بارك الله فيك أخوي tameem010

موضوع مهم وقد غفل عنه الكثير

تحياتي لك

الرئيسة
02-05-2004, 06:54 PM
جزاك الله خير

وينبغي للإنسان إن لايجعل الله أهون الناظرين إليه

وستحي من الناس ولايستحي من الله فإذا استشعر الإنسان أن الله يراها
فلامحالة أنه يرتدع ويخاف من الله ويستحي منه

ويجب على الإنسان أن يستر على نفسه إذا ستره الله

فبارك الله فيك

طيف الوله
02-05-2004, 10:38 PM
جزاك الله كل خير اخي

كم نحن بحاجه الى مثل هذه المواضيع

tameem010
04-05-2004, 03:50 PM
اخواني واخواتي

صدى الاهات , الرائــد ,الرئيسه , طيف الوله

شكرا على مروركم الكريم والله يقدرني على كل مافيه خير

تحياتي لكم

تميم

الأميرة الناعمة
04-05-2004, 11:05 PM
جزاك الله خير اخوي الغالي

خــــالـــــد
05-05-2004, 12:36 AM
جزاك الله خير أخوي الكريم تميم ( tameem010 ) على المشاركة الرائعة

اسمح لي بالإضافة هذي
.

.

ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “كل أمتي معافى إلا المجاهرون”؟


قبل ان نجيب على السؤال نذكر الحديث ونصه كما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “كل أمتي معافى الا المجاهرون، وان من المجاهرة ان يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه، فيصبح يكشف ستر الله عليه”.

فالمجاهرة اذاً واضحة من نص الحديث، وهي إفشاء المعصية التي كانت قد سترت، وذلك لأن هذا الفعل فيه محادة لله تعالى، وعدم مبالاة بالمعصية، مما يدل على انه غير مكترث بأمر الله تعالى ونهيه، لذلك يعامله الله تعالى بعدله، ويعاقبه بسوء فعله، فلم يكن جديراً لأن يعفو الله تعالى عنه.

اما من ستر على نفسه المعصية فإن الله تعالى يقول له: “اني سترت عليك في الدنيا فأنا اغفرها لك اليوم” كما اخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وذلك هو اللائق بالكريم، حينما يلقاه العبد الضعيف المشفق من ذنوبه، وهذا هو المعنى المراد والله تعالى اعلم.








تحياتي