المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلبتكم لا تردوني



المتفوقه
17-04-2009, 11:09 AM
بليييييييييز أبغى بحث عن
البيئه الجبليه
البيئه المائيه

وشكراً...

ميسلووون
20-04-2009, 11:54 PM
http://www.turathuae.com/images/oldHouser8www_tawyeen_com.jpg



البيئة الرعوية الجبلية

وهم سكان الجبال والسهول والوديان والواحات وينتسبون إلى قبائل عريقة ، وقد عاشوا في هذه الربوع التي تعد المقر الرئيسي
لإقامتهم في الروابي .
ولهم صلات كبيرة بأهل المدن والأرياف ، ولا سيما أن بينهم روابط اقتصادية تتعلق بطلب الرزق والمعيشة ، وهم يعتمدون في
حياتهم على الزراعة وتربية المواشي التي تمثل المصدر الأساسي لرزقهم ، كما يبيعون منتجات الألبان والمواشي ويعملون
مزارعين عند أصحاب النخيل والمزارع ، ويسمون ( البيدار ) .
وهم يقومون بأعمال الحراثة والسقي والعناية بالأشجار وفرش الأراضي التي تزرع فيها الحبوب مثل القمح والشعير والذرة .
وقد اضطر بعضهم للعمل في البحر والغوص ، أو العمل في الحكومة في الحراسة ونقل السلاح وحراسة المنافذ والحصون والقلاع
خوفا من السطو .
وكان اعتماد هؤلاء السكان في الري على الأفلاج وكانوا يتناوبون عليها فيما بينهم ، فواحد يسقي زرعه من الصباح إلى الظهر
وآخر من الظهر إلى المغرب وثالث من المغرب إلى العشاء ، وهكذا دواليك .
وكانوا ينتظرون قدوم التجار إليهم لأخذ المحاصيل ولا سيما التبغ الذي كانوا يقتلعونه من أحواضه ويعلقونه داخل عشش واسعة حتى
يجف ثم يصفونه ويضعونه في ربطات كبيرة ليصبح جاهزا للبيع ، وكان التجار يأتون ويعقدون الصفقات مع المزارعين وعندما يتم
الاتفاق تنقل البضائع إلى الساحل حيث تنقلها المراكب أو السفن بعد ذلك .
وربما دفع بعض التجار سلفا لبعض المزارعين من أجل ضمان الحصول على الموسم القادم .
والحديث عن هؤلاء السكان يقودنا إلى الحديث عن الأفلاج التي كانت مصدر سقايتهم ، وهي حسب تصنيفاتهم نوعان : داوودي
وغيلي .
أما الأولى فمياهها جارية ليلا نهارا طوال العام وأما الثانية فتعتمد على مياه الأمطار فإذا ما قلت الأمطار جفت تلك الأفلاج .
وتجدر الإشارة إلى أن بناء هذه الأفلاج يحتاج إلى خبرة هندسية ومعرفة دقيقة ، وكان الناس يعتمدون على فطرتهم وخبرتهم معا في
تحديد موقع الحفر ، كما أن هناك مهنة كانت شائعة ومعروفة عندهم ، وهي مهنة " العريف " وهو رجل يعرف حسابات تحرك
النجوم وظهورها على مدار السنة ، وهو يعرف قياس الظل بالأقدام نهارا ، وكان السكان ينيطون بهذا الرجل توزيع المياه ومواعيد
السقاية ، كما كانوا يلجؤون إليه عند أي خلاف يحدث بينهم .
ويشارك هؤلاء السكان في الفزعات والمعارك عندما يشعرون بالخطر على أنفسهم وعلى وطنهم ، ولا يقتصر العمل على الرجال
بل يشارك به الصغار الذين يتولون رعي المواشي فيما تقوم المرأة بنقل المياه وجمع الحطب وتشارك في بيع المنتوجات اليدوية
والنباتات وتقوم المرأة بصناعة بعض الفخاريات التي تصلح للاستخدامات المنزلية .
وكان التعاون والتكافل من أهم سمات المجتمع في هذه البيئة ، ويتجلى ذلك في الفزعات التي كانوا يقيمونها لمساعدة بعضهم في
مواسم الحصاد ، فإذا حان موعد حصاد القمح عند واحد منهم دعا أهل القرية ليساعدوه ، وكانوا يهبون إلى نجدته رجالا ونساء ،
ويوزعون العمل فيما بينهم حتى ينجزوه في أسرع وقت .
ولكن التعاون كان يبلغ أشده في أيام هجوم الجراد ، فقد كانوا يخرجون جميعا ، رجالا ونساء شيبا وأطفالا ، لمكافحة الجراد وإقصائه
عن أراضيهم ، وكانوا يلجؤون إلى تجميع السعف وإحراقه لأن دخان السعف يساعد على طرد الجراد ، وربما استمر ذلك أياما إلى
أن يرحل الجراد .
وتكون منازلهم مبنية من الحجارة الجبلية ، وهي تشبه المغارات في الجبل .
ولهم عاداتهم وتقاليدهم التي يحافظون عليها ، وهم يعيشون نمطا من الحياة توارثوه عن آبائهم وأجدادهم .
ولعل هذا ما يفسر استمرارهم في أماكنهم ، وقد قامت الدولة بتشييد كثير من المجمعات السكنية الحديثة لهم اعترافا بما قدموه من
خدمة لوطنهم وبما بذلوه من جهد في سبيل الدفاع عن أرضهم وحماية تراث الإمارات وعاداتها .


البيئة الجبلية في المملكة


تتركز الجبال العالية في المنطقة الجنوبية وأجزاء من المنطقة الغربية
امتداد جبال السر وات من منطقة الطائف الى منطقة عسير .







لا تختلف البيئة الجبلية عن البيئة الصحراوية
حيث لا يوجد فوارق في المناخ وبالتالي لا يوجد فوارق كبيرة بين انواع الكائنات الحية .







وتمتاز المناطق الجبليه :
1- درجة الحرارة :
لا يوجد فوارق كبيرة بين درجات الحرارة الكبرى والصغرى .
وأيضا درجات الحرارة صيفا وشتاء.







2- الغطاء النباتي :
تختلف كثافته من مكان الى اخر , ويزداد تركيز النباتات في اقصى الجنوب .

هذا يساهم في:
أ- ثبات درجات الحرارة .
ب- يوفر مكان ملائم لمعيشة الحيوانات .







3- الملا جيء الطبيعية :
وعورة الجبال حيث توفر مكان آمن لمعيشة انواع كثيرة من الحيوانات .
من الامثلة على النباتات :
الطلح , السلم , العرعر , الزيتون البري .







من الامثلة على الحيوانات :
القرود , والوبر .

ميسلووون
20-04-2009, 11:59 PM
http://pr.sv.net/aw/2006/feb2006/arabic/images/36-1.jpg

احتفل العالم منذ أكثر من عام بيوم البيئة العالمي تحت عنوان "البحار والمحيطات مطلوبة حية لا ميتة"، وكالعادة ساهمت المملكة العربية السعودية في هذا الاحتفال، فدولتنا الرشيدة اهتمت ولا تزال تهتم كثيراً، ليس بالحفاظ وصيانة البيئات المائية وحسب، وإنما يشمل هذا الاهتمام دائماً البيئات الأرضية والهوائية في ربوع بلادنا الحبيبة وعلى نطاق العالم بأسره، فساهمت بالفعل والقول في هذه الأمور، وشاركت في المؤتمرات العالمية الخاصة بصون البيئة وحمايتها، وقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ورئيس اللجنة الوزارية للبيئة، ورئيس مجلس إدارة الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، في مناسبات عديدة، أن الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية أصبح في مقدمة سلم أولويات حكومة خادم الحرمين الشريفين.

اهتمام عالمي
http://pr.sv.net/aw/2006/feb2006/arabic/images/36-2.jpgولعل ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بمناسبة يوم البيئة العالمي لهذا العام يترجم حقيقة اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بسلامة البيئة حين قال:
"إن الاحتفال بيوم البيئة العالمي لهذا العام تحت عنوان البحار والمحيطات مطلوبة حية لا ميتة، لم يأت بالتأكيد من فراغ أو بمحض الصدفة، بل جاء بهدف تسليط الضوء على المشكلات المتعلقة بتلوث البحار والمحيطات التي أخذت تتفاقم مؤخراً بسبب الملوثات الناجمة عن مختلف الأنشطة البشرية الصناعية والسياحية والتنموية القائمة في الكثير من دول العالم المطلة على البحار والمحيطات، وكذلك الملوثات الناجمة عن حوادث السفن، والصراعات الإقليمية، والنفايات الخطرة والسامة التي تقوم بعض الدول الصناعية بإلقائها أو دفنها في أعماق المحيطات، الأمر الذي أصبحت تشكل معه تلك الملوثات في مجملها أكبر خطر يهدد الحياة البحرية في البيئات المختلفة للبحار والمحيطات، نظراً لما تسببه من تدمير للشعاب المرجانية والنباتات والأعشاب البحرية المهمة بالنسبة لتكاثر الأسماك وتوالدها، وامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو، بالإضافة إلى تعطيلها لفرص الحصول على المياه المحلاة منها من قبل الكثير من الدول التي تعاني من الجفاف وانعدام الأنهار، وفرص الاستفادة من البحار والمحيطات وسواحلها وشواطئها"
وامتداداً لهذه الاهتمامات، وخوفاً على صحة الإنسان وحفاظاً على سلامة البيئة، فقد بذل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز جهوداً عظيمة لحماية البيئة والكائنات الحية، فحاز سموه على درع رجل البيئة العربي الأول لعام 1996م لما بذله، ويبذله سموه دائماً من الجهود لهذا الغرض في المملكة والعالم العربي، والجدير بالذكر أنه قد سبق أن تم اختيار سموه ضمن العشرة العازمين على إنقاذ الأرض من التلوث على مستوى العالم، فقد ساهم سموه حفظه الله من خلال رئاسته لمجلس إدارة الهيئة واللجنة الوزارية للبيئة في نجاح العديد من البرامج الإنمائية وإعادة توطين مختلف المناطق المحمية في المملكة العربية السعودية.

مصدر يهدد الحياة البحرية
http://pr.sv.net/aw/2006/feb2006/arabic/images/37-1.jpgموضوعنا في هذا المقال يلقي الضوء على أحد المصادر التي تهدد الثروة السمكية والشعاب المرجانية، ويسبب مشكلات بيئية مختلفة، ومضايقات كبيرة للناس، هذا المصدر يتمثل في تصريف مياه الصرف الصحي في ماء البحر. ولقد أدركت الدولة خطورة هذا المصدر، ومشكلاته العديدة، فأنفقت الأموال الطائلة من أجل إيقاف تدفق مياه الصرف الصحي في مياه البحار، ومن ذلك على سبيل المثال الجهود التي بذلت، والأموال التي رُصدت، حتى تم وقف تدفق المياه الآسنة في قلب مدينة جدة وبالذات في بحيرة الأربعين، والميزانية التي خصصت لتنظيف هذه البحيرة مما تركته مياه الصرف الصحي فيها، كما توسعت الدولة في إقامة مشاريع محطات معالجة مياه الصرف الصحي، وكان أحد هذه المشاريع الضخمة، مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي الذي رُصدت له الميزانية لإنشائه في الركن الجنوبي الشرقي من مطار الملك عبد العزيز، القريب من منطقة الكورنيش الشمالي.
ويتفق الجميع من عامة الناس والمتخصصين على الأهمية البالغة لإنشاء هذا المشروع، بل إن الناس من مدة بعيدة يتطلعون بشدة عظيمة إلى إنشاء هذه المحطة، خاصة بعد أن أصبحت مشكلات مياه الصرف الصحي تزيد يوماً بعد يوم، وأخذت تشكل أخطاراً صحية على صحة المواطن والمقيم، وتسبب مشكلات بيئية مختلفة، فإنشاء مثل هذه المحطات أصبح من الضروريات، والحاجة إليها غدت ملحة جداً، غير أن إقامة هذا المشروع في هذا الموقع، قد يكلف الدولة أعباءً عظيمة بيئية وصحية، أموالاً باهظة جداً لمعالجة المشكلات التي يتوقع أن تنتج في المستقبل لا قدر الله، وكنا منذ فترة قد تابعنا ما كتبه الأستاذ الدكتور علي عدنان عشقي في جريدة "المدينة المنورة" قي ثلاث مقالات متواصلة، تحدث فيها عن الآثار البيئية السلبية للمشروع، ثم عقبت عليها في نفس الجريدة، ولا ندري ماذا تم في هذا الشأن، وها نحن نلقي الضوء مرة أخرى على هذا الموضوع، إذ إن هذا الموضوع هو في غاية الأهمية، لأن تنفيذه في هذا الموقع كما سبق أن أشرنا قد يمثل عبئاً ثقيلاً على دولتنا الرشيدة، وعلى بيئة وطننا الغالي، إن تم تنفيذه على النحو المزمع إنشاؤه عليه، لذا فإن الواجب الديني والواجب الوطني يُملي علينا جميعاً، وعلى كل متخصص غيور على بلده، وعلى بيئة وطنه من أي مؤثر يؤثر فيها ويضر بها، أن يدلي بدلوه، لمناقشه هذا الأمر المهم، فالكل مطالبٌ أن ينمي الوطنية في نفوس مواطنينا وأولادنا وأن يغرس في نفوسهم حب الوطن والغيرة عليه من كل شيء يؤثر فيه، لننبه إلى ضرورة التقيد بما أصدرته الدولة من أنظمة ومقاييـــس لتحفــــظ بيئة هذا الوطن الغالي من التلوث وتصون موارده من التلف.

الموقع غير ملائم
من خلال ما نشر عن موقع المشروع المزمع إنشاؤه، فإن الجميع يتفق مع ما أشار إليه الدكتور علي عشقي وتساءل عن معقولية إنشاء محطة معالجة مياه للصرف الصحي طاقتها تصل إلى مليون متر مكعب في اليوم الواحد في منــــطقة تحدها المناطق السكنية من جهاتها الأربع، مع قربها الشديد من مطار الملك عبد العزيز الدولي، وقربها أيضاً من المتنفس الجميل الذي نتباهى به ويلجأ إليه المواطن والمقيم والزائر، من أجل أن يستمتع بمنظره الجميل، وهوائه المنعش العليل، فإذا هبت الرياح من أي جهة فإنها ستنقل الروائح الكريهة والسامة إلى جميع من يسكن أو يكون موجوداً في المنطقة الشمالية.
ولن يقتصر انتقال الروائح الكريهة المنطلقة من محطة المعالجة على السكان الذين يسكنون في المنطقة الشمالية فحسب، وإنما ستنتقل هذه الروائح إلى كل زائر وضيف ينزل في مطار الملك عبد العزيز الدولي.

كمية الماء المعالج
تهدف المرحلة الثالثة من المشروع إلى ضخ مليون متر مكعب يومياً من مياه الصرف الصحي، في ساحل الكورنيش الشمالي، ورأى الدكتور علي أن هذا الكم من المياه الذي سيضخ يومياً كاف - في غضون شهور قليلة - ليحول ساحل الكورنيش الشمالي من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه إلى بحيرة من مياه الصرف الصحي يضاهي حجمها أضعافاً مضاعفة حجم بحيرة المسك.
ولعل ترجمة هذا القول بتعبير آخر يجعلنا نستوعب الحجم الضخم الذي سوف يضخ في ماء البحر يومياً، فضخ مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي، يوازي ويساوي تماماً ضخ كمية من الماء بحجم بحيرة طولها ربع كيلو متر، وعرضها 160 متراً بعمق مبنى يتجاوز ارتفاعه سبعة طوابق، لذا ففي خلال أربعة أيام فقط، فإن كمية الماء التي ستضخ في البحار تساوي حجم ماء بحيرة بنفس العمق وبنفس العرض ولكن بطول كيلومتر واحد، وقد يتبادر إلى بعض الأذهان أنه مهما كان حجم الماء الذي سيضخ في ماء البحر، فهو بالطبع يظل متواضعاً جداً أمام أحجام المياه العذبة التي تضخها الأنهار في البحار، ونجيب على ذلك ونقول: إن المياه العذبة التي تضخها الأنهار في البحار قد كونت في البحر منذ آلاف السنين بيئات خاصة تعرف بمصبات الأنهار، وتكونت فيها أنظمة بيئية خاصة بها، توجد فيها كائنات حية دقيقة وكائنات نباتية وكائنات حيوانية تأقلمت منذ عصور زمنية مضت، تستطيع أن تتحمل الظروف المتذبذبة في نسبة ملوحة الماء، وتتصف جميع الكائنات الحية التي تعيش في هذه البيئات بأنها قادرة على تحمل التغيرات التي تطرأ على درجة حرارة المياه ودرجة ملوحتها، ومعدل تركيز الرواسب العالقة فيها، فحال تركيب الماء في هذه البيئات غير مستقر، وهذا الوضع كما سنناقشه في ما بعد لا يمكن أن تتحمله الكائنات الحية التي تعيش في البحار، وإن قبلنا تجاوزاً مبدأ تأقلم بعض الكائنات الحية البحرية مع الظروف الجديدة، فإن سؤالاً يطرح نفسه: هل ستكون المحطة قادرة على معالجة جميع هذه الكمية، المعالجة الثلاثية التي تضمن خلو هذه المياه من المواد الملوثة، والمواد العضوية؟، وإن كانت قادرة على ذلك، فهل نضمن أو نأمن مع مرور السنين أن تقوم هذه المحطة بكامل طاقتها، أو نأمن عدم تعرضها للعطل، أو وصول كميات كبيرة من المياه الآسنة تفوق قدرة استيعابها؟ كل هذه الأمور محتملة الحدوث في أي وقت وأي زمن، الأمر الذي سيؤدي إلى تصريف المياه غير المعالجة مباشرة في ماء البحر، وهنا تكمن الخطورة العظيمة على البيئة والنظام البيئي البحري وعلى صحة الإنسان.
ما المشكلات التي ستنتج من ضخ مياه الصرف الصحي المعالجة في البحر؟
نعود إلى ما ذكرناه أعلاه عن تأثير المياه العذبة المعالجة، والمياه غير المعالجة التي يحتمل التي ستضخ في البحر، فهذه المياه التي ستصب في البحر ستمثل خطراً يجثم على حياة جميع الكائنات الحية، فيقضي عليها جميعاً، ويحرم الإنسان من هذه النعم العظيمة، ومن الكائنات المهمة جداً التي ستتعرض للتدهور والدمار، (حيوان المرجان).
وقد تساءل منذ مئات السنين الفخر الرازي - رحمه اللّه - في تفسيره عن أهمية المرجان ونفعه فقال:
"أي نعمة عظيمة في اللؤلؤ والمرجان حتى يذكرهما الله مع نعمة تعلم القرآن وخلق الإنسان ؟"
وقد نجد شيئاً من الإجابة على هذه التساؤلات ونقول:
لعل الناس في زمن الرازي لم يعرفوا عن فائدة المرجان في البحار، سوى علاقته بدور الزينة في تلك العصور، غير أنه مع تقدم العلم والمعرفة، بدأ الإنسان يُدرك أشياء أخرى من فوائد المرجان ونفعه، ليس للإنسان فحسب، وإنما لتشمل هذه الفوائد والمنافع، البيئة والمخلوقات الأخرى، لذا فلو عرفنا دور وأهمية المرجان في البحار، فإننا سنعرف شيئا عن هذه النعم العظيمة التي خفيت على الناس في تلك الأزمنة الماضية.
أهمية المرجان
للمرجان دور عظيم، وأهمية كبيرة للبيئة وللكائنات الحية التي تعيش في البحار، بل إن هذه الأهمية تتعلق بالإنسان بشكل مباشر وغير مباشر، لذا فلو قتلته مياه الصرف الصحي، فإن ذلك يؤدي إلى جعل البحر ميتاً لا حياً، ونلخص على أية حال أهمية ودور المرجان في الآتي:
http://pr.sv.net/aw/2006/feb2006/arabic/images/38-1.jpg● يوفر الشعب المرجاني الواحد المأوى والغذاء ومتطلبات الحياة الأخرى لكثير من الكائنات الحية المتنوعة، فالشعاب المرجانية غنية بأنواع الحياة البحرية، إذ ربما يتجاوز عدد الكائنات الحية التي يؤويها الشعب المرجاني الواحد، ويُوفر لها متطلبات حياتها المختلفة 3000 نوع، تتضمن المرجان والأسماك والقشريات والرخويات، ومن أنواع المحار التي يبلغ عددها عشرة آلاف، يعيش أربعة آلاف نوع على الشعاب المرجانية أو بالقرب منها. وتشمل الكائنات الحيوانية الأخرى التي تعيش في بيئة الصخور المرجانية الروبيان والسرطانات وقنافذ البحر ونجم البحر والمرجان الرخو وشقائق البحر ومروحة البحر والإسفنجيات والديدان. وهكذا توفِّر الشعاب المرجانية للإنسان والحيوان الطعام والغذاء بكميات كبيرة.
● تتغذى كثير من الكائنات الحيوانية البحــــرية المتنــوعة على حيوان المرجان، ولا يُستهلك عادة المرجان نتيجة لهذا الأمر، لأن الفاقد منه يُعوَّض بنشوء مستعمرات جديدة، أو نمو المستعمرات القديمة.
● نتيجة لنمو وتكاثر المرجان، تتشكل في البحر حدائق جميلة جداً، ذات ألوان متنوعة جذابة يُطلق عليها حدائق المرجان، تتكون من المرجان الحي، وجبال من الصخور المرجانية ترتفع من أعماق البحر لتصل إلى قرب سطح البحر، خلال المياه الصافية الزرقاء، التي تعمل بسهولة على اختراق اشعة الشمس في مياه البحر، فتتعرض الشعاب المرجانية لكمية كبيرة من ضوء الشمس، مما يساعد الطحالب التي تعيش في أجسام المرجان على القيام بعمليات البناء الضوئي بشكل أمثل، فيزداد نمو المرجان وتمتد وتتسع الشعاب المرجانية وتتلون بألوان جميلة جذابة، تكشف عالماً من الجمال الخلاق، الذي أوجده خالق الكون جلت قدرته في بيئاتنا البحرية، فتبدو وتظهر للغواصين وراكبي الطائرات المروحية بأشكال رائعة متألقة، خاصة لتجمع أعداد كبيرة من الأسماك الملونة، وشقائق البحر، ونجم البحر، وهذه نعمة أخرى أوجدها الله سبحانه وتعالى في المرجان، فبالإضافة إلى كونه يستخدم للزينة في صناعة المجوهرات، فهو كائن حي، تتزين به البحار أيضاً، وهذه النعمة العظيمة لم يعرفها أغلب الناس قبل عصر تطور وسائل النقل والمواصلات.
فالمياه التي ستضخ في البحر، سواء كانت معالجة أو معالجة جزئياً أو غير معالجة، إن وصلت إلى حيوانات المرجان ستقضي عليها، وتقضي على الكائنات البحرية الأخرى التي يوفر لها المرجان المأوى الملائم لحياتها ويوفر لها أيضاً متطلبات حياتها الأخرى.
ومن ناحية أخري، فإن مياه الصرف الصحي التي لم تعالج، أو المعالجة جزئياً تعمل على تعريض ماء البحر إلى ظاهرة تسمى ظاهرة التشبع الغذائي التي ربما تسبب ظاهرة المد الأحمر الخطير.
فهل شــاهد أحدنا يوماً أو سمع أن ماء البحر يتلون بلون أحمر أو بلون بني أو بلون أصفر؟؟
ثم هل عرفنا أن هناك أخطاراً عظيمة قد تتعرض لها الأسماك والكائنات البحرية، وربما يتعرَّض لها الإنسان نتيجة تلون ماء البحر؟
فالمد الأحمر مصطلح يستخدم للدلالة على ظاهرة بيئية عجيبة تظهر في مياه البحر أساساً أو في مياه البحيرات أو الأنهار نتيجة لزيادة فجائية في عدد بعض الطحالب الدقيقة التي لا يمكن رؤيتها إلا تحت الفحص المجهري، أي بواسطة الميكروسكوب، وهذه الكائنات تتحرك بواسطة الأسواط، ولذلك تسمى السوطيات الدوارة، وهي التي تسبب ظاهرة المد الأحمر، إذ تحدث هذه الزيادة كقنبلة تنفجر، وتنتشر في البيئة المائية فجأة أعداد هائلة من هذه الكائنات الحية، حيث يصل بشكل مفاجئ عدد هذه الكائنات في اللتر الواحد من ماء البحر إلى ملايين عديدة، وتتراكم الكائنات الحية التي تسبب حدوث المد الأحمر بأعداد هائلة جداً عندما يتوافر لها عدد من العوامل من أهمها توافر المواد المغذية بكمية كبيرة، والتي قد تأتي مع مياه الصرف التي تضخ في البحر.
ومعظم المدود الحمراء غير ضارة، غير أن منها السام الذي يضر بالحياة البحرية، أو بالإنسان، فتأثير السموم التي تفرزها الطحالب السامة التي تسبب المد الأحمر قد يكون مباشراً أو غير مباشر، وتعتبر التأثيرات المباشرة غير قاتلة عادة، في حين تكون التأثيرات غير المباشرة أشد خطورة، وربما تكون قاتلة في الفور.
فتأثيرات السموم غير المباشرة ربما تؤدي إلى موت الإنسان عندما يأكل الكائنات البحرية التي تم صيدها أثناء حدوث المد الأحمر، أو بعد زواله بفترة زمنية وجيزة
ومنذ حوالي عامين تقريباً، طالعتـنا الصحف اليومية بعناوين كبيرة لافتة للانتباه، مثل: (أنوار مشعة تنبعث من أعماق بحر جازان)، ثم توالت الكتابة عن هذا الموضوع لأيام عديدة، فقد كتبت الصحف عند بداية حدوث هذه الظاهرة، إن بحر جازان في إحدى الليالي أخذ يطلق ضوءاً ووميضاً خافتاً، مما جعل الشاطئ يكتظ بأعداد غفيرة من الناس، ولم يغمض في تلك الليلة للشاطئ جفن إلا في ساعة متأخرة من الليل، إذ شهد هذا الشاطئ كثافة في أعداد المواطنين لمشاهدة هذه الظاهرة الغريبة، واستمرت ظاهرة الأنوار المشعة التي تنبعث من مياه البحر، وربما كان من أسباب حدوث هذه الظاهرة ارتفاع تركيزات المواد المغذية التي قد تكون وصلت إلى مياه البحر عن طريق مياه الصرف الصحي، ولسنا هنا في مقام تفسير حدوث هذه الظاهرة، ولكن المشكلات التي ربما نواجهها من إلقاء مياه الصرف الصحي في البحر، تفرض علينا أن نشير إلى هذه الأمور.
وبالرغم من أن البحار تمتلك قدرة كبيرة على التنقية الذاتية، فهي عالم لا يساعد على نمو معظم الجراثيم المرضية، لكن ضخ كميات كبيرة من مياه الصرف قد يحول مياه الشواطئ إلى بؤرة ملائمة لنمو الجراثيـــم، وبالرغم مــــن أن الميـــكروبات لا تمثل خطراً عظيماً على الأشخاص الذين يستحمون قرب الشواطئ، إلا في حالات التلوث الشديدة، إلا أنها قد تمثل خطورة للذين يأكلون المحار الذي يعيش في مياه الشواطئ، إذ إنها تمتص وتحتفظ بعدد كبير من الميكروبات الضارة بصحة الإنسان، وعندما انتشر وباء الكوليرا في إيطاليا عام 1973م، فقد كان ذلك راجعاً في الغالب إلى كثرة تناول بلح البحر الملوث من هذا المصدر.


http://pr.sv.net/aw/2006/feb2006/arabic/images/38-2.jpg

دراسة متكاملة
وقبل أن أختم هذا المقال فإنه ينبغي علينا جميعا أن نضم أصواتنا إلى صوت الدكتور علي عدنان عشقي، في الآتي:
* أنه يلزم على كل من ينوي إنشاء مشروع صناعي، أو حيوي استراتيجي أن يقوم بدراسة التقويم البيئي للمشروع، وأخذ الموافقة عليه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، سواء كانت الجهة التي تنوي إقامة المشروع حكومية أو أهلية.
* الاستفادة من تجارب وخبرات الشعوب التي تضررت من ضخ مياه الصرف الصحي في البحار.
وأضيف إلى ذلك أن لدينا في المملكة العربية السعودية جهات تعليمية استشارية، تتمثل في كليات جامعية متخصصة، مثل كلية علوم البحار، وكلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة، وكليات العلوم، ولا أعني هنا الاستعانة بأفراد من هذه الكليات، فهذا الأمر قائم، ولا يشك أحدنا أبداً في قدرة وكفاءة من يستعان بهم في الاستشارة، وعلى الجهات الحكومية أن تقوم بتكليف عدد من هذه الجهات العلمية المتخصصة للقيام بدراسة أو استشارة للمشاريع الوطنية الضخمة التي تنوي القيام بها، وأعني هنا بالجهات العلمية المتخصصة، الجامعات والكليات بجميع أقسامها المختلفة، ليساهم كل عضو فيها في هذه الدراسة الوطنية، حتى تخرج كل جهة علمية متخصصة بنتائج دراساتها وتخطيطاتها، ومرئياتها، ومن ثم إقامة ورشة عمل، تضم جميع فرق الجهات العلمية المشكلة من الكليات المتخصصة في الجامعات المختلفة، لبلورة دراسات هذا المشروع والخروج بتصميم واحد.
فالجامعات في المملكة وغيرها من دول العالم تمثل ثروة استشارية عظيمة، إذ إنها تزخر عموماً بأعداد كبيرة من الخبراء والمتخصصين على مستوى عال رفيع في جميع الشؤون العلمية، كما تتوافر لديها الأجهزة والآلات المتطورة الحديثة، والإمكانات العظيمة المعملية والمخبرية المتنوعة، الأمر الذي جعل الجهات الحكومية المختلفة، والمؤسسات الخاصة، ورجال الأعمال يتطلعـــون بشــكل دائم إلى الاستعانة بهذه المؤســسات التعليمية من أجل الاســــتفادة من خبــــرات الخبراء الموجودين فيها.
إن الإمكانات العظيمة والطاقات الهائلة التي تملكها الجامعات لا يمكن أن تتوافر غالبا في جهة استشارية واحدة، وقد تتطلب بعض المشروعات التي يراد إنشاؤها أموالاً كثيرة، وجهوداً مضنية وتخطيطات سليمة متروية، تحتاج إلى فرق متكاملة من العلماء والخبراء ذوي الكفاءة العالية (وهذا الأمر تتميز به الجامعات عن بقية الجهات والمؤسسات الأخرى الحكومية أو الخاصة)، ولذا فإن المشاريع الوطنية الحيوية التنموية التي تكلف الدول آلاف الملايين تحتاج إلى هذه الدراسات الواعية، المتأنية من قبل فرق من الخبراء الذين يغطون كل جانب من جوانب المشروع، فأي عيب يظهر بعد تمام المشروع إن تم تنفيذه قبل أن يأخذ حظه الوافي من الدراسة والتمحيص والتدقيق، فإنه يصبح من الصعب جداً تدارك ومعالجة الأخطاء والسلبيات التي فيه http://pr.sv.net/aw/main/images/END-POINT2.gif




* أستاذ علم التلوث البيئي والتسمم البيئي، وكيل معهد البحوث والاستشارات بجامعة طيبة -المدينة المنورة
ورئيس وحدة البحوث البيئية والصحية -جامعة أم القرى بالمدينة المنورة

ميسلووون
21-04-2009, 12:08 AM
اتمنى ان تفيدك هذذذذذذذذذذذذذذذذه المعلومات