تصحيح
30-04-2004, 08:53 AM
الارهـــــــــــــابي
القصة التالية مكونة من أربعة أجزاء
كتب الجزء الاول منها زميل تحت أسم سي فوود في حوار سياسي بمنتدي محاورات المصريين
و كتبت أنا باقي الاجزاء ( ثلاثة فصول )
قصة بقلم Seafood
الفصل الاول
مين فينا الارهابي
كانت الشمس على وشك المغيب , وكان لون الشفق يلوح في الأفق خلف الجبال .. وهناك .. في سفح أحد الجبال في " تورا بورا " .. كان يقبع مقهى حديث .. وقد جلس في داخله مجموعة من الشباب والشابات الأفغان .. أمام شاشات الكومبيوتر .. وكان هذا هو المقهى الوحيد الذي يمكن الدخول منه إلى الإنترنت في كل الوادي .. وقد أطلق صاحبه عليه إسم " تورا.كوم- بورا.نت"
وقد تم إفتتاح هذا المقهى بُعيد قدوم القوات الأمريكية الغازية , ولا يُعرف من الذي يملكه على التحديد , وحتى من كان يعمل به لم يكونوا من التورابوريين , صحيح كانت ملامحهم قريبة من ملامح سكان الوادي وينطقون الأفغانية بطلاقة , لكن شيئاً ما كان يُشعر من حولهم من مرتادي المقهى بأنهم من طينة أخرى غير الطينة التورابورية ...
وكان تواجد هذا المقهى في هذا المكان بالذات غريباً , صحيح أنه جذاب من الخارج وخاصة صور الفتيات الحسناوت المعلقة على جدرانه .. ولكن هذه الفخامة لم تكن لتنسجم مع ما يحيط بها من جبال ووديان وكهوف وبيوت من طين ..
وهذا التناقض الملحوظ هو ما جعل كل أفغاني يمر بجانب المقهى فيتعجب له , فهو ليس من الطراز الذي إعتاد عليه , ويظل يحوم حوله مرة ومرات قبل أن يفكر في الدخول إليه . وبعضهم , وخاصة المتقدمين في السن منهم , كان يقف بالساعات أمامه يحملق من خلال زجاج المقهى ليعرف ما الذي يدور بداخله .. وكأنه صندوق الدنيا ... أو طبق طائر قد هبط عليهم من كوكب آخر ...
وأكثر شيئ كان يحيرهم فيه أنهم كانوا لا يعرفون ما هذه الصناديق البيضاء التي يجلس الشباب أمامها بالساعات وهم يلعبون بأصابعهم على لوح آخر أبيض , وبعض هؤلاء الشباب كان يجلس مشدوداً طوال الوقت تتنقل عينيه بين اللوح والصندوق في حركات متتابعة , وبدو وكأنهم يتحدثون إلى الصندوق , بينما نظراتهم تتراوح بين الشك والريبة , والإبتسامة والضحكة , والحنق الذي كان يدفع بعضهم إلى أنه يكاد أن يكسر اللوح الذي أمامه وهو يضغط عليه باصابعه ..
كان الشباب والشابات قد دخلوا جميعاً كالعادة على الموقع المفضل لديهم , وهو موقع لأحد ساحات الحوار الأفغانية على الإنترنت .. كان الموقع يدعى " شؤون قندهارية " , وكان الوقت في أعقاب تفجيرات مارس , أو ما بات يعرف في جندهار بــ "غزوة مدريد" .. وقد كان هذا الوقت مفعماً بالمناقشات الحادة حول عمليات التفجير هذه , ومن الذي وراءها , وأين ومتى ستكون الغزوة القادمة .. وأنشغل الشباب المتحمس بالتحليلات , وإبداء الآراء وخاصة على هذا الموقع الحواري الجندهاري الذائع الصيت في الوسط الأفغاني , فقد كان يرتاده كثير من المثقفين التنويريين الأفغان ...
وفي هذه الأثناء كان هناك على الجانب الآخر من الكرة الأرضية , فتيً شاب من أبناء مدريد كان قد درس اللغة الأفغانية وهو في الجامعة في مدريد , وهو أمر غريب بحق أن يهتم شاب مدريدي باللغة الأفغانية فيعكف على دراستها ...
لكن هذا الفتى كان قد بدأ نظره يتحول إلى هذا الجزء من الكرة الأرضية عندما كان طالباً في الإبتدائية في مدرسة "سانتا ماريا دو كامينيو" بأحدى ضواحي "سانتياجو دي كومبوستيللا" على شاطئ الأطلنطي , وكان له في ذلك الوقت صديق , وكان هذا الصديق من أبوين أفغانيين . وكان أبوصديقه قد هاجر هو وأسرته في أعقاب غزو السوفيت لأفغانستان , وظل يتنقل بين العواصم الأوروبية بحثاً عن عمل إلى أن أستقر به المقام في أسبانيا . وقد كانت تربطه بعائلة هذا الصديق علاقة حميمة .. فكان كثيراً ما يذهب إليه في بيته , ويلعب معه هو وأخوته الأفغان .. ثم يتناول معهم الأطعمة وخاصة الأرز الأفغاني الشهير ,
كان هذا الفتى المدريدي النشأة يدعي "فيرديناندو جارسيا مارتينيذ" , وهو شاب في العشرينيات من عمره .. ومتفتح الزهن متقده , ويبدو أنه كان له أصولاً عربية قد ورثها من أحد أبويه , وتبدو واضحة جلية في ملامح وجهه المائل إلى السمرة , وعيناه الواسعتين اللتين تتقدا حماساً .. على غير هيئة سكان هذا الجزء الشمالي الغربي من أسبانيا ..
وقد كان لهذا الأصل وهذه النشأة أثراً في تكوين شخصية "فيرديناندو", فقد نشأ مختلفاً عن أقرانه , وكان ودوداً محباً للغير عطوفاً على كل من حوله , يساعد كل من يراه في حاجة إلى المساعدة حتى دون أن يسأله أحد , وعندما كبر كان متعاطفاً مع دول العالم الثالث الفقيرة , وأحس بالظلم الواقع عليها , وقد دفعه هذا للإنضمام إلى جمعيات حقوق الإنسان في أسبانيا .. وجمعيات مناهضة العولمة ..
وكان لفيرديناندو نظرة خاصة في الأحداث التي تدور حوله , لم يكن ليدع للإعلام حوله أن يؤثر على رؤيته للأمور , وكان شغوفاً بالبحث والتحري حتى يصل إلى الحقيقة من مصادرها , وهذا قد جعل منه مفكراً من الطراز الأول , فلأول وهلة من الحديث معه , توقن بأن هذا الإنسان يفكر قبل أن يتحدث , ولا يدع لسانه يسبق عقله ...
وكانت له أيضاً نظرة غير تقليدية في "أثنار" , إذ كان يرى أنه أسوأ من فرانكو الدكتاتور في زمانه , وكان مقتنعاً أن أسبانيا قد خسرت كثيراً في عهد أثنار , وخاصة بسبب التبعية الغير مبررة لأمريكا , والتي دفعت بأثنار إلى أن يلقي بجنوده الأسبان في حربين لا طائل من ورائها , يُقتل فيها أبرياء , وكان كلما تذكر أن هناك جنوداً أسبان يشاركون في قتل الأفغان , أصابته غصة في حلقه , لأنه كان يتذكر على الفور الأرز الأفغاني الذي كان يتناوله مع صديقه الأفغاني " مسعود " .. أو كما كان يناديه هو " مسؤد "
ورغم عدم توافقه مع الحزب الإشتراكي إلا أنه كان على إستعداد للتصويت له في الإنتخابات , حتى ينزاح "أثنار" وحزبه من الساحة , بل أنه كان على إستعداد ليصوت في صالح "فرانكو" لو عاد إلى الحياة من جديد , فعلى الأقل كان لأسبانيا في عهده وضع في العالم , و لم تكن مجرد ذيل لأمريكا , لا بل هي لم تصل بعد إلى مقام الذيل , لأن الذيل أخذته إنجلترا عن إستحقاق ورضيت به ...
على أي حال فقد كان "فيرديناندو" شغوفاً بمعرفة أخبار أفغانستان وخاصة في هذه الفترة .. فكان يحلو له أن يتصفح المواقع الأفغانية على قلتها .. وذات يوم وبالصدفة عثر على هذا الموقع الحواري , "شؤون جندهارية" , وكان باللغة البشتونية التي يتقنها .. فبرقت عيناه وكأنه قد عثر على كنز , وقرر فيرديناندو الدخول إليه والتسجيل فيه , وإختار أن يكون لقبه " فيرديناندو لابومبا " حتى يلفت الأنظار إليه كعضو جديد ...
أخذ فيرديناندو يتصفح الموقع , بعد أن سجل فيه , فأُعجب بالمواضيع المثارة فيه .. وإستقر رأيه على أن يشارك أول ما يشارك, في موضوع ساخن , بلغ عدد صفحاته العشرين , والمشاركين فيه بالعشرات , ومشاهدته تعدت البضع ألاف ..
فقال " فيرديناندو لابومبا " في نفسه .. لا بد أن أدخل في هذا الحوار .. خاصةً بعد أن قرأ عنوان الموضوع المثير .. فلم يكن يتصور أنه سيجد في قلب "جندهار" نفسها , من يفتح موضوعات بهذه الجرأة ,...
وكان عنوان الموضوع ...
" إستفتاء : أنقذوا مدريد من سفاحي تورا بور ... "
لأول وهلة إعتقد "فيرديناندو لابومبا" , أن لغته الأفغانية قد خانته , وأنه لم يعد يعرف الفاعل من المفعول به فيها , ولكنه تأكد من صحة النحو في الجملة , فقال في نفسه ربما أن كاتب المقال يقصد " أنقذو تورا بورا من سفاحي مدريد ".. وخانه التعبير فعكس الجملة ..
على أي حال , فقد قرر "فيرديناندو لابومبا" أن يدخل إلى الموضوع لقراءته أولاً قبل أن يشارك فيه , وقد يفسر له المحتوى إن كان هو من خانته اللغة , أم أن كاتب الموضوع هو من خانه التعبير ...
لكن بمجرد أن دخل إلى الموضوع ليقرأه , عرف أن العنوان ليس فيه خيانة , فقد رأى في أول القصيدة شيئ آخر ... شيئ غير الخيانة ..
كان كاتب المقال ويدعى ... "خان الأفغان خان" .. قد بدأ موضوعه قائلاً ..
ما ذنب الأبرياء في مدريد , ما ذنب هؤلاء النسوة والأطفال والشيوخ والأبرياء الذين كانوا متوجهين إلى أعمالهم , فتشردوا وتيتموا , ومات عائلهم ... الويل لكم أيها الأفغان , الويل لكم من عقاب رب السماء , الويل لكم كيف تؤيدون قتل الأبرياء , وتفتحوا المواضيع تلو المواضيع التي تمجد في القتلة والإرهابيين ...
كانت هذه هي الكلمات التي بدأ بها الموضوع .. والتي كانت كفيلة بأن تتوالى الردود على العضو .. " خان الأفغان خان " .. كالمطر في غابات الأمازون ....
[line]
بقلم تصحيح
الفصل الثاني
قانون اللعبة
خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" من مقهى النت علي أرجل متثاقلة بعد أن دارت رأسه ربما بسبب ما قرأه علي شاشة الكومبيوتر وربما من تأثير دخان السجائر المختلط بدخان بعض أنواع المخدرات و التي لم يستطع أن يحدد كنهها.
وقف قليلا خارج باب المقهى يهز رأسه بقوة فاتحا صدره ليشم بعض هواء العصر النظيف و راودته نفسه أن يعود و يكتب ردا في موضوع..... و لكن ماذا و كيف يكتب...
و مع التفاتة سريعة لمح بعض الفتيات الأفغانيات يتمايلن ضاحكات في دلال وهن يسرعن الخطي...
اتسعت حدقتا عيناه و شخص بصره عليهن و هن مارات أمامه فالشعر مصفف بعناية و علي الوجوه كثير من المساحيق أما الزى فهو خليط ما بين أفغاني ترتديه بعضهن و الذي يتكون من فستان واسع من فوق سروال فضفاض و أخريات يرتدين تي شيرت قصير يظهر منطقة وسط البطن عليه شعار أحب أمريكا أو غيره من الشعارات مع بنطلون جينز شديد الضيق يظهر كل تفاصيل الجزء الأسفل من جسم الفتاة.
و بدون إدراك منه وجد نفسه يسير خلفهن علي مبعدة خطوات قليلة غير مصدق عيناه... لم يدري كم خطوة سار ... و كم من الوقت مر فقد وجد نفسه فجأة داخلا ساحة كبيرة ذابت فيها الفتيات وسط حشد كبير من شباب تورا بورا و هم يشكلون حلقة كبيرة....
تقدم قليلا ليستطلع أمرا التجمع لكن الزحام شديد... طلب من الشاب الواقف أمامه بلغة البشتو و في لهجة مهذبة أن يسمح له بالمرور فنظر إليه الأخير شذرا كما لو كان يطلب الاقتتال فاثر فيرديناندوالانسحاب
أثناء خروجه من الساحة لمح ثغرة بين الحشود فتوجه من فوره إليها و نفذ منها إلي بدايات الحلقة الداخلية.. و التي يقوم علي حراسة حدودها عدد كبير من الرجال الأشداء المدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة النارية.
كانت الأرض ترابية مستوية جيدا و مرسوم عليها مستطيل و في المنتصف تقريبا دائرة و يخرج من مركزها خط ذو لون أبيض بعرض المستطيل و خارج المستطيل بعدة أمتار مرسوم علي الأرض مباشرة مربعات تكفي جالس القرفصاء و في الطرف الأيسر و الأيمن انتصبت قوائم مرمي لكرة القدم من مواسير ألمنيوم جديدة تماما و معلق عليها شبكة خضراء زاهية الألوان..
إذا هنا ستقام مباراة لكرة القدم.. حدثته نفسه بأن المتعة قادمة فهو أسباني أصيل و من عشاق مشاهدة مباريات كرة القدم حتى لو كانت في أفغانستان..
لم يمنعه من التقدم إلي المربعات المرسومة علي الأرض سوي فوهة مدفع أو بندقية آلية يحملها أحد الحراس صائحا في وجهه تلك هي المقصورة يجلس فيها علية القوم مع الحاكم العسكري الأمريكي من تظن نفسك حتى تجلس معهم..
و بذكاء رد عليه لكنني سأدفع المطلوب فأنا أسباني.. رد عليه الحارس اعطني دولارات أمريكية أسمح لك بالتقدم..
أخرج من جيبه عدة أوراق نقدية أختار منها الحارس ورقة من ذات الخمسة دولارات و أفسح له الطريق ليجلس القرفصاء في أحد المربعات يتبعه صوت الحارس قائلا اختار ما تشاء من مقاعد.
لم يمر وقت طويل حتى شغلت كل مربعات المقصورة برجال و قليل من النساء جالسين القرفصاء تبدو عليهم مظاهر الثراء الحديث و في منتصف الصف الأول يجلس أمريكي بزي عسكري علي كرسي ضخم أحضره منذ قليل عدد من الأفغان.
بدأت المباراة بنزول الفريقين و الحكام وعلي غير ما اعتاد فيردينا ندو أن يشاهده كان الفريقان و الحكام يلبسون نفس الزى ( الزى الأفغاني --- جلباب قصير بعض الشيئ و من تحته بنطلون فضفاض )
مال فيردينا ندو علي جاره سائلا بين من ستقوم المباراة فرد عليه بلهجة عليها مسحة من العنف: بين فريق مدينتا الفاضلة و فريق مدينة خوست الخائنة..
كانت لهجة الرجل الجافة و الإجابة كفيلة بأن تخرس فيردينا ندو حتى أخر المباراة لكنه تجرأ و سأل جاره مرة اخري من هم فريق خوست فأشار بيده دون أن ينطق إلي بعض اللاعبين.
لاحظ فيردينا ندو أن العسكري الأمريكي يتكلم بلهجة آمرة إلي الجالس القرفصاء بالقرب منه و الذي انتفض بدوره واقفا مخاطبا حكم المباراة احضر هنا..
أسرع حكم المباراة مهرولا حتى اقترب من الرجل المعمم وسمع منه حديثا قصيرا لم يستطع فيردينا ندو أن يفهم فحواه بالرغم من الصوت العالي بين الرجلين.
عاد الحكم و بعد نقاش قليل بينه و بين اللاعبين خلع لاعبي فريق خوست الجلباب ليبقى كل منهم عاري الصدر يتدلى من سرواله الحبل الصوفي الطويل المستعمل جزء منه في ربط السروال إلي الخاصرة.
سمع فيردينا ندو صوت خشن يقول هذا حرام فعورة الرجل من الصرة و حتى الركبة.. هذا غير شرعي.. و علي الفور رد عليه أكثر من صوت اسكت و دعنا نستمتع بالمباراة .
بدأت المباراة بصوت مزمار كبير يحمله الحكم.. و في نفس الوقت جري حاملي الراية كل منهم إلي مكانه يحمل في يده اليمني علم صغير للولايات المتحدة الأمريكية.
التقط أحد لاعبي خوست الكرة علي قدمه اليسري بمهارة شديدة ثم تقدم بها مراوغا عدد كبير من لاعبي تورا حتى قارب الوصول إلي المرمي و لم يعد أمامه إلا لاعب واحد و الذي أخرج من جيب سرواله سكين ملوحا به في وجه لاعب خوست ... فأطلق الحكم مزماره و توقف اللعب فأشار الحكم بأن الخطأ علي فريق خوست حيث كان ينوي لاعب خوست المرور بالكرة من اللاعب الأخير بعد أن يلكمه بقوة قبل أن يطعنه الأخر.. وعلي ذلك فالفاول علي خوست...
اعترض لاعبي خوست قليلا ثم عاد اللاعبون إلي أماكنهم و تعود المباراة و الكرة في حوزة فريق تورا.
امسك لاعب فريق تورا القصير جدا الكرة بيده و جرى بها و هي بين يديه و الحكم يجرى خلفه إلي أن وصل أمام مرمي خوست ثم وضع الكرة علي الأرض بعد نقطة الجزاء قليلا و ركلها بقوة ناحية المرمي الخالي حيث تم قتل حارس المرمي منذ قليل... إلا أن الكرة مرت بجوار القائم خارج المرمي فأطلق الحكم مزماره و أشار ناحية منتصف الملعب معلنا إحراز أول أهداف المباراة.. اعترض اللاعبون و دخل الملعب رئيس نادي خوست و المدربين فشرح لهم الحكم وجهة نظره... كان المرمي خالي و المسافة قليلة جدا و نية لاعب بورا هي إحراز هدف... و ليس من العدل أن نحرم فريق تورا من هدف محقق...
ساد الهرج الساحة ثم بدأ الاشتباك بين المشجعين... و حتى لا يخرج امن تورا بورا عن السيطرة أمسك الحاكم العسكري الأمريكي بمكبر الصوت قائلا في صوت جهوري علي الجميع و خاصة فريق و مشجعي فريق خوست ضبط النفس و إلا........
بعدها ساد الملعب صمت عميق و عاد اللاعبون إلي المباراة من جديد و فورا خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" متوجها إلي مقهى النت ليكتب ردا في موضوع العضو.. " خان الأفغان خان " ..
.
القصة التالية مكونة من أربعة أجزاء
كتب الجزء الاول منها زميل تحت أسم سي فوود في حوار سياسي بمنتدي محاورات المصريين
و كتبت أنا باقي الاجزاء ( ثلاثة فصول )
قصة بقلم Seafood
الفصل الاول
مين فينا الارهابي
كانت الشمس على وشك المغيب , وكان لون الشفق يلوح في الأفق خلف الجبال .. وهناك .. في سفح أحد الجبال في " تورا بورا " .. كان يقبع مقهى حديث .. وقد جلس في داخله مجموعة من الشباب والشابات الأفغان .. أمام شاشات الكومبيوتر .. وكان هذا هو المقهى الوحيد الذي يمكن الدخول منه إلى الإنترنت في كل الوادي .. وقد أطلق صاحبه عليه إسم " تورا.كوم- بورا.نت"
وقد تم إفتتاح هذا المقهى بُعيد قدوم القوات الأمريكية الغازية , ولا يُعرف من الذي يملكه على التحديد , وحتى من كان يعمل به لم يكونوا من التورابوريين , صحيح كانت ملامحهم قريبة من ملامح سكان الوادي وينطقون الأفغانية بطلاقة , لكن شيئاً ما كان يُشعر من حولهم من مرتادي المقهى بأنهم من طينة أخرى غير الطينة التورابورية ...
وكان تواجد هذا المقهى في هذا المكان بالذات غريباً , صحيح أنه جذاب من الخارج وخاصة صور الفتيات الحسناوت المعلقة على جدرانه .. ولكن هذه الفخامة لم تكن لتنسجم مع ما يحيط بها من جبال ووديان وكهوف وبيوت من طين ..
وهذا التناقض الملحوظ هو ما جعل كل أفغاني يمر بجانب المقهى فيتعجب له , فهو ليس من الطراز الذي إعتاد عليه , ويظل يحوم حوله مرة ومرات قبل أن يفكر في الدخول إليه . وبعضهم , وخاصة المتقدمين في السن منهم , كان يقف بالساعات أمامه يحملق من خلال زجاج المقهى ليعرف ما الذي يدور بداخله .. وكأنه صندوق الدنيا ... أو طبق طائر قد هبط عليهم من كوكب آخر ...
وأكثر شيئ كان يحيرهم فيه أنهم كانوا لا يعرفون ما هذه الصناديق البيضاء التي يجلس الشباب أمامها بالساعات وهم يلعبون بأصابعهم على لوح آخر أبيض , وبعض هؤلاء الشباب كان يجلس مشدوداً طوال الوقت تتنقل عينيه بين اللوح والصندوق في حركات متتابعة , وبدو وكأنهم يتحدثون إلى الصندوق , بينما نظراتهم تتراوح بين الشك والريبة , والإبتسامة والضحكة , والحنق الذي كان يدفع بعضهم إلى أنه يكاد أن يكسر اللوح الذي أمامه وهو يضغط عليه باصابعه ..
كان الشباب والشابات قد دخلوا جميعاً كالعادة على الموقع المفضل لديهم , وهو موقع لأحد ساحات الحوار الأفغانية على الإنترنت .. كان الموقع يدعى " شؤون قندهارية " , وكان الوقت في أعقاب تفجيرات مارس , أو ما بات يعرف في جندهار بــ "غزوة مدريد" .. وقد كان هذا الوقت مفعماً بالمناقشات الحادة حول عمليات التفجير هذه , ومن الذي وراءها , وأين ومتى ستكون الغزوة القادمة .. وأنشغل الشباب المتحمس بالتحليلات , وإبداء الآراء وخاصة على هذا الموقع الحواري الجندهاري الذائع الصيت في الوسط الأفغاني , فقد كان يرتاده كثير من المثقفين التنويريين الأفغان ...
وفي هذه الأثناء كان هناك على الجانب الآخر من الكرة الأرضية , فتيً شاب من أبناء مدريد كان قد درس اللغة الأفغانية وهو في الجامعة في مدريد , وهو أمر غريب بحق أن يهتم شاب مدريدي باللغة الأفغانية فيعكف على دراستها ...
لكن هذا الفتى كان قد بدأ نظره يتحول إلى هذا الجزء من الكرة الأرضية عندما كان طالباً في الإبتدائية في مدرسة "سانتا ماريا دو كامينيو" بأحدى ضواحي "سانتياجو دي كومبوستيللا" على شاطئ الأطلنطي , وكان له في ذلك الوقت صديق , وكان هذا الصديق من أبوين أفغانيين . وكان أبوصديقه قد هاجر هو وأسرته في أعقاب غزو السوفيت لأفغانستان , وظل يتنقل بين العواصم الأوروبية بحثاً عن عمل إلى أن أستقر به المقام في أسبانيا . وقد كانت تربطه بعائلة هذا الصديق علاقة حميمة .. فكان كثيراً ما يذهب إليه في بيته , ويلعب معه هو وأخوته الأفغان .. ثم يتناول معهم الأطعمة وخاصة الأرز الأفغاني الشهير ,
كان هذا الفتى المدريدي النشأة يدعي "فيرديناندو جارسيا مارتينيذ" , وهو شاب في العشرينيات من عمره .. ومتفتح الزهن متقده , ويبدو أنه كان له أصولاً عربية قد ورثها من أحد أبويه , وتبدو واضحة جلية في ملامح وجهه المائل إلى السمرة , وعيناه الواسعتين اللتين تتقدا حماساً .. على غير هيئة سكان هذا الجزء الشمالي الغربي من أسبانيا ..
وقد كان لهذا الأصل وهذه النشأة أثراً في تكوين شخصية "فيرديناندو", فقد نشأ مختلفاً عن أقرانه , وكان ودوداً محباً للغير عطوفاً على كل من حوله , يساعد كل من يراه في حاجة إلى المساعدة حتى دون أن يسأله أحد , وعندما كبر كان متعاطفاً مع دول العالم الثالث الفقيرة , وأحس بالظلم الواقع عليها , وقد دفعه هذا للإنضمام إلى جمعيات حقوق الإنسان في أسبانيا .. وجمعيات مناهضة العولمة ..
وكان لفيرديناندو نظرة خاصة في الأحداث التي تدور حوله , لم يكن ليدع للإعلام حوله أن يؤثر على رؤيته للأمور , وكان شغوفاً بالبحث والتحري حتى يصل إلى الحقيقة من مصادرها , وهذا قد جعل منه مفكراً من الطراز الأول , فلأول وهلة من الحديث معه , توقن بأن هذا الإنسان يفكر قبل أن يتحدث , ولا يدع لسانه يسبق عقله ...
وكانت له أيضاً نظرة غير تقليدية في "أثنار" , إذ كان يرى أنه أسوأ من فرانكو الدكتاتور في زمانه , وكان مقتنعاً أن أسبانيا قد خسرت كثيراً في عهد أثنار , وخاصة بسبب التبعية الغير مبررة لأمريكا , والتي دفعت بأثنار إلى أن يلقي بجنوده الأسبان في حربين لا طائل من ورائها , يُقتل فيها أبرياء , وكان كلما تذكر أن هناك جنوداً أسبان يشاركون في قتل الأفغان , أصابته غصة في حلقه , لأنه كان يتذكر على الفور الأرز الأفغاني الذي كان يتناوله مع صديقه الأفغاني " مسعود " .. أو كما كان يناديه هو " مسؤد "
ورغم عدم توافقه مع الحزب الإشتراكي إلا أنه كان على إستعداد للتصويت له في الإنتخابات , حتى ينزاح "أثنار" وحزبه من الساحة , بل أنه كان على إستعداد ليصوت في صالح "فرانكو" لو عاد إلى الحياة من جديد , فعلى الأقل كان لأسبانيا في عهده وضع في العالم , و لم تكن مجرد ذيل لأمريكا , لا بل هي لم تصل بعد إلى مقام الذيل , لأن الذيل أخذته إنجلترا عن إستحقاق ورضيت به ...
على أي حال فقد كان "فيرديناندو" شغوفاً بمعرفة أخبار أفغانستان وخاصة في هذه الفترة .. فكان يحلو له أن يتصفح المواقع الأفغانية على قلتها .. وذات يوم وبالصدفة عثر على هذا الموقع الحواري , "شؤون جندهارية" , وكان باللغة البشتونية التي يتقنها .. فبرقت عيناه وكأنه قد عثر على كنز , وقرر فيرديناندو الدخول إليه والتسجيل فيه , وإختار أن يكون لقبه " فيرديناندو لابومبا " حتى يلفت الأنظار إليه كعضو جديد ...
أخذ فيرديناندو يتصفح الموقع , بعد أن سجل فيه , فأُعجب بالمواضيع المثارة فيه .. وإستقر رأيه على أن يشارك أول ما يشارك, في موضوع ساخن , بلغ عدد صفحاته العشرين , والمشاركين فيه بالعشرات , ومشاهدته تعدت البضع ألاف ..
فقال " فيرديناندو لابومبا " في نفسه .. لا بد أن أدخل في هذا الحوار .. خاصةً بعد أن قرأ عنوان الموضوع المثير .. فلم يكن يتصور أنه سيجد في قلب "جندهار" نفسها , من يفتح موضوعات بهذه الجرأة ,...
وكان عنوان الموضوع ...
" إستفتاء : أنقذوا مدريد من سفاحي تورا بور ... "
لأول وهلة إعتقد "فيرديناندو لابومبا" , أن لغته الأفغانية قد خانته , وأنه لم يعد يعرف الفاعل من المفعول به فيها , ولكنه تأكد من صحة النحو في الجملة , فقال في نفسه ربما أن كاتب المقال يقصد " أنقذو تورا بورا من سفاحي مدريد ".. وخانه التعبير فعكس الجملة ..
على أي حال , فقد قرر "فيرديناندو لابومبا" أن يدخل إلى الموضوع لقراءته أولاً قبل أن يشارك فيه , وقد يفسر له المحتوى إن كان هو من خانته اللغة , أم أن كاتب الموضوع هو من خانه التعبير ...
لكن بمجرد أن دخل إلى الموضوع ليقرأه , عرف أن العنوان ليس فيه خيانة , فقد رأى في أول القصيدة شيئ آخر ... شيئ غير الخيانة ..
كان كاتب المقال ويدعى ... "خان الأفغان خان" .. قد بدأ موضوعه قائلاً ..
ما ذنب الأبرياء في مدريد , ما ذنب هؤلاء النسوة والأطفال والشيوخ والأبرياء الذين كانوا متوجهين إلى أعمالهم , فتشردوا وتيتموا , ومات عائلهم ... الويل لكم أيها الأفغان , الويل لكم من عقاب رب السماء , الويل لكم كيف تؤيدون قتل الأبرياء , وتفتحوا المواضيع تلو المواضيع التي تمجد في القتلة والإرهابيين ...
كانت هذه هي الكلمات التي بدأ بها الموضوع .. والتي كانت كفيلة بأن تتوالى الردود على العضو .. " خان الأفغان خان " .. كالمطر في غابات الأمازون ....
[line]
بقلم تصحيح
الفصل الثاني
قانون اللعبة
خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" من مقهى النت علي أرجل متثاقلة بعد أن دارت رأسه ربما بسبب ما قرأه علي شاشة الكومبيوتر وربما من تأثير دخان السجائر المختلط بدخان بعض أنواع المخدرات و التي لم يستطع أن يحدد كنهها.
وقف قليلا خارج باب المقهى يهز رأسه بقوة فاتحا صدره ليشم بعض هواء العصر النظيف و راودته نفسه أن يعود و يكتب ردا في موضوع..... و لكن ماذا و كيف يكتب...
و مع التفاتة سريعة لمح بعض الفتيات الأفغانيات يتمايلن ضاحكات في دلال وهن يسرعن الخطي...
اتسعت حدقتا عيناه و شخص بصره عليهن و هن مارات أمامه فالشعر مصفف بعناية و علي الوجوه كثير من المساحيق أما الزى فهو خليط ما بين أفغاني ترتديه بعضهن و الذي يتكون من فستان واسع من فوق سروال فضفاض و أخريات يرتدين تي شيرت قصير يظهر منطقة وسط البطن عليه شعار أحب أمريكا أو غيره من الشعارات مع بنطلون جينز شديد الضيق يظهر كل تفاصيل الجزء الأسفل من جسم الفتاة.
و بدون إدراك منه وجد نفسه يسير خلفهن علي مبعدة خطوات قليلة غير مصدق عيناه... لم يدري كم خطوة سار ... و كم من الوقت مر فقد وجد نفسه فجأة داخلا ساحة كبيرة ذابت فيها الفتيات وسط حشد كبير من شباب تورا بورا و هم يشكلون حلقة كبيرة....
تقدم قليلا ليستطلع أمرا التجمع لكن الزحام شديد... طلب من الشاب الواقف أمامه بلغة البشتو و في لهجة مهذبة أن يسمح له بالمرور فنظر إليه الأخير شذرا كما لو كان يطلب الاقتتال فاثر فيرديناندوالانسحاب
أثناء خروجه من الساحة لمح ثغرة بين الحشود فتوجه من فوره إليها و نفذ منها إلي بدايات الحلقة الداخلية.. و التي يقوم علي حراسة حدودها عدد كبير من الرجال الأشداء المدججين بأنواع مختلفة من الأسلحة النارية.
كانت الأرض ترابية مستوية جيدا و مرسوم عليها مستطيل و في المنتصف تقريبا دائرة و يخرج من مركزها خط ذو لون أبيض بعرض المستطيل و خارج المستطيل بعدة أمتار مرسوم علي الأرض مباشرة مربعات تكفي جالس القرفصاء و في الطرف الأيسر و الأيمن انتصبت قوائم مرمي لكرة القدم من مواسير ألمنيوم جديدة تماما و معلق عليها شبكة خضراء زاهية الألوان..
إذا هنا ستقام مباراة لكرة القدم.. حدثته نفسه بأن المتعة قادمة فهو أسباني أصيل و من عشاق مشاهدة مباريات كرة القدم حتى لو كانت في أفغانستان..
لم يمنعه من التقدم إلي المربعات المرسومة علي الأرض سوي فوهة مدفع أو بندقية آلية يحملها أحد الحراس صائحا في وجهه تلك هي المقصورة يجلس فيها علية القوم مع الحاكم العسكري الأمريكي من تظن نفسك حتى تجلس معهم..
و بذكاء رد عليه لكنني سأدفع المطلوب فأنا أسباني.. رد عليه الحارس اعطني دولارات أمريكية أسمح لك بالتقدم..
أخرج من جيبه عدة أوراق نقدية أختار منها الحارس ورقة من ذات الخمسة دولارات و أفسح له الطريق ليجلس القرفصاء في أحد المربعات يتبعه صوت الحارس قائلا اختار ما تشاء من مقاعد.
لم يمر وقت طويل حتى شغلت كل مربعات المقصورة برجال و قليل من النساء جالسين القرفصاء تبدو عليهم مظاهر الثراء الحديث و في منتصف الصف الأول يجلس أمريكي بزي عسكري علي كرسي ضخم أحضره منذ قليل عدد من الأفغان.
بدأت المباراة بنزول الفريقين و الحكام وعلي غير ما اعتاد فيردينا ندو أن يشاهده كان الفريقان و الحكام يلبسون نفس الزى ( الزى الأفغاني --- جلباب قصير بعض الشيئ و من تحته بنطلون فضفاض )
مال فيردينا ندو علي جاره سائلا بين من ستقوم المباراة فرد عليه بلهجة عليها مسحة من العنف: بين فريق مدينتا الفاضلة و فريق مدينة خوست الخائنة..
كانت لهجة الرجل الجافة و الإجابة كفيلة بأن تخرس فيردينا ندو حتى أخر المباراة لكنه تجرأ و سأل جاره مرة اخري من هم فريق خوست فأشار بيده دون أن ينطق إلي بعض اللاعبين.
لاحظ فيردينا ندو أن العسكري الأمريكي يتكلم بلهجة آمرة إلي الجالس القرفصاء بالقرب منه و الذي انتفض بدوره واقفا مخاطبا حكم المباراة احضر هنا..
أسرع حكم المباراة مهرولا حتى اقترب من الرجل المعمم وسمع منه حديثا قصيرا لم يستطع فيردينا ندو أن يفهم فحواه بالرغم من الصوت العالي بين الرجلين.
عاد الحكم و بعد نقاش قليل بينه و بين اللاعبين خلع لاعبي فريق خوست الجلباب ليبقى كل منهم عاري الصدر يتدلى من سرواله الحبل الصوفي الطويل المستعمل جزء منه في ربط السروال إلي الخاصرة.
سمع فيردينا ندو صوت خشن يقول هذا حرام فعورة الرجل من الصرة و حتى الركبة.. هذا غير شرعي.. و علي الفور رد عليه أكثر من صوت اسكت و دعنا نستمتع بالمباراة .
بدأت المباراة بصوت مزمار كبير يحمله الحكم.. و في نفس الوقت جري حاملي الراية كل منهم إلي مكانه يحمل في يده اليمني علم صغير للولايات المتحدة الأمريكية.
التقط أحد لاعبي خوست الكرة علي قدمه اليسري بمهارة شديدة ثم تقدم بها مراوغا عدد كبير من لاعبي تورا حتى قارب الوصول إلي المرمي و لم يعد أمامه إلا لاعب واحد و الذي أخرج من جيب سرواله سكين ملوحا به في وجه لاعب خوست ... فأطلق الحكم مزماره و توقف اللعب فأشار الحكم بأن الخطأ علي فريق خوست حيث كان ينوي لاعب خوست المرور بالكرة من اللاعب الأخير بعد أن يلكمه بقوة قبل أن يطعنه الأخر.. وعلي ذلك فالفاول علي خوست...
اعترض لاعبي خوست قليلا ثم عاد اللاعبون إلي أماكنهم و تعود المباراة و الكرة في حوزة فريق تورا.
امسك لاعب فريق تورا القصير جدا الكرة بيده و جرى بها و هي بين يديه و الحكم يجرى خلفه إلي أن وصل أمام مرمي خوست ثم وضع الكرة علي الأرض بعد نقطة الجزاء قليلا و ركلها بقوة ناحية المرمي الخالي حيث تم قتل حارس المرمي منذ قليل... إلا أن الكرة مرت بجوار القائم خارج المرمي فأطلق الحكم مزماره و أشار ناحية منتصف الملعب معلنا إحراز أول أهداف المباراة.. اعترض اللاعبون و دخل الملعب رئيس نادي خوست و المدربين فشرح لهم الحكم وجهة نظره... كان المرمي خالي و المسافة قليلة جدا و نية لاعب بورا هي إحراز هدف... و ليس من العدل أن نحرم فريق تورا من هدف محقق...
ساد الهرج الساحة ثم بدأ الاشتباك بين المشجعين... و حتى لا يخرج امن تورا بورا عن السيطرة أمسك الحاكم العسكري الأمريكي بمكبر الصوت قائلا في صوت جهوري علي الجميع و خاصة فريق و مشجعي فريق خوست ضبط النفس و إلا........
بعدها ساد الملعب صمت عميق و عاد اللاعبون إلي المباراة من جديد و فورا خرج "فيردينا ندو جارسيا مارتينيذ" متوجها إلي مقهى النت ليكتب ردا في موضوع العضو.. " خان الأفغان خان " ..
.