المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أدب الحوار



سعد عيد
10-04-2009, 06:22 PM
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته
من شريط ( أدب الحوار ) للشيخ د صالح بن حميد :


البداية :



أحمد الله تباركـ وتعالى وأصلّي وأسلّم على رسوله وخيرته من خلقه و مصطفاه من رسله نبينا محمد رسول الله وعلى آله وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..... أما بعد :
أيها الإخوة : أشكر الله على هذا اللقاء الطيب , ثم أشكر من كان سببا في مثولي بين يديكم .
سوف يكون الحديث حول تعريف الحوار وبيان لغايته ثم إشارة إلى أصول الحوار ومبادئه وبعض آداب الحوار.
الحوار والجدال كلمتان لهما معناهما في اللغة, ويقوم إحداهما مقام الآخر .



( تعريف الحوار )


الحوار من المحاورة وهي المراجعة في الكلام, وهو المناقشة بين طرفين أو أطراف يقصد بها تصحيح كلام وإظهار حجة وإثبات حق ودفع شبهة.
والجدال من جدل الحبل إذا فتله, وهو مستعمل فيمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق, ثم استعمل في مقابلة الأدلة لظهور أرجحها. وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى :
( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشكي إلى الله والله يسمع تحاوركما ).



( غاية الحوار )


الغاية من الحوار : إقامة الحجة ودفع الشبهة والفاسد من القول والرأي.
يقول الذهبي : إنما وضعت المناظرة لكشف الحق وإفادته وإفادة العالم الأذكى العلم لمن دونه.
ثمّة غايات فرعية منها :
1- إيجاد حل وسط يرضي الأطراف .
2- التعرف على وجهات نظر الطرف الآخر.
3- البحث والتنقيب من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرؤى من أجل الوصول إلى نتائج أفضل ولو في حوارات ثانيه.



( الخلاف )


الحوار لا يكون في القطعيات وإنما في الأمور المختلف فيها . والخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار , وهو سنة الله في خلقه , فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم و... إلخ, هذا الاختلاف الظاهري, وهذا دال على الاختلاف في الآراء والاتجاهات, وكتاب الله يقرر هذا ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم ). يقول الرازي : المراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال.
واللام في ( ولذلكـ خلقهم ) ليست للغاية, ما خلقهم ليختلفوا وإنما للعبادة. واللام هنا للعاقبة والصيرورة, أي خلقهم ليكونوا فريقين.



( أصول الحوار )


1- سلوكـ الطرق العلمية والتزامها. مثل تقديم الأدلة المثبتة بدل أن يكون كلاماً في الهواء. وصحّة النقل في الأمور المنقولة } إن كنت ناقلاً فالصحّة وإن كنت مدّعياً فالدليل {. وفي التنزيل ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).
2- سلامة كلام المناظر ودليلة من التناقض. من الأمثلة : وصف فرعون لموسى : ( ساحر أو مجنون ) والسحر والجنون لا يجتمعان.
3- ألاّ يكون الدليل هو عين الدعوى, لأنه يكون إعادة للدعوى وهذا تحايل في أصول الحوار.
4- الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مسلّمة, مثل صدق الكلمة, أو مسلّمات دينية كالإيمان بربوبية الله وعبوديّته ونبوّة محمد وتحريم الزنا..., فالقضايا المسلّمة لا يجوز أن تكون محل نقاش.
ومع غير المسلم يكون النقاش معهم في أصل الديانة, في ربوبيّة الله وعبوديّته.
وينبني على هذا الأصل أن الإصرار على إنكار المسلّمات والثوابت مكابرة قبيحة, وليس هذا شأن طالب الحق.
5- التجرّد وقصد الحق والبعد عن التعصّب والالتزام بأدب الحوار., وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لاعوَج فيه .
يقول الشافعي: ما كلّمت أحداً قط إلا أحببت أن يوفّق وتكون عليه رعاية الله وحفظه, وما ناظرني فباليت ظهرت الحجّة على لسانه أو لساني.
6- أهليّة المحاوِر. إذا كان الحق ألاّ يُمنَعُ صاحب الحقِّ عن حقّهِ فمن الحقّ ألاّ يُعطى هذا الحق لمن لا يستحقّه.
من الخطأ أن يتصدّى للدفاع عن الحق من كان على الباطل, ومن لا يدركـ مسالكـ الباطل.
والذي يجمع لكـ ذلكـ كلّه : العلم. وقد قال الشافعي: ما جادلت أحداً إلا وغلبته, وما جادلني جاهلاً إلا وغلبني.
7- قطعيّة النتائج ونسبتها. من المهم في هذا العصر أن الرأي الفكري نسبي الدلالة على الصواب أو الخطأ ويندرج تحت المقولة : رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.
وبناء عليه فليس من شرط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الآخر.
8- الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصّل إليها المتحاورين والالتزام الجاد بها وما يترتب عليها . وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضرباً من العبث.



( آداب الحوار )


1- التزام القول الحسن وتجنّب منهج التحدّي والإفحام, " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن " ويُلحق بهذا الأصل تجنّب سوء التحدّي ولو كانت الحجّة بيّنة. فإن كسب القلوب مقدّم على كسب المواقف, وليحرص المحاور ألاّ يرفع صوته فالصوت العالي لا يجلب الحجّة بل إنه لم يعلُ صوته إلاّ لضعف حجّته في الغالب, كذلكـ ينبغي البعد عن استخدام ضمير المتكلم كفعلت وقلت وتجربتنا فهذا عنوان على الإعجاب بالنفس.
ينبغي ألا يستخدم الذكاء المفرط فيختزل العبارات ومن ثمّ فلا يُفهَم, كما لا يرتبط فيه الغباء فيبالغ في شرح ما لا يحتاج لشرح.
من الآداب الالتزام بوقت محدّد في الكلام. يقول ابن عقيل: وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة.
وأغلب أسباب الإطالة يرجع إلى ما يلي :
أ****- إعجاب المرء بنفسه.
ب****- حب الشهرة والثناء.
ت****- ظن المتحدّث أن ما يأتي به جديد على الناس.
ث****- قلّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم.
2- حسن الاستماع وعدم المقاطعة.
3- تقدير الخصم واحترامه.
4- حصر المحاورات في مكان محدد.
5- الإخلاص, ويدخل فيه توطين النفس إذا ظهر الحق على لسان الآخرين, ومن الإخلاص إيقاف الحوار إذا وجدت نفسكـ قد تغيّر مسارها ودخلت في مسار الجدال والخصام.
أ-ه


و أتمنى أن تحوز على رضاءكم



من إيميلي


و تقبلوا تحياتي

غـــربة الــروح
10-04-2009, 07:10 PM
الإخلاص, ويدخل فيه توطين النفس إذا ظهر الحق على لسان الآخرين,
ومن الإخلاص إيقاف الحوار إذا وجدت نفسكـ قد تغيّر مسارها ودخلت في مسار الجدال والخصام.


للاسف هذا ما افعله مع اغلبهم
التزام الصمت لانه سيغلبني بلسانه وصوته وكأن الدليل في يده
الخروج عن ادب الحوار يتحول الي جدال والجدال من الشيطان

سعد عيد

موضوع قيم ورائع ومفيد
جزاك الله خير وبارك فيك

سعد عيد
11-04-2009, 01:44 PM
بانا

مرورك أسعدني

و ردك أعجبني

%صموووود%
11-04-2009, 02:58 PM
أخي الفاضل: سعد عيد

أشكر فضيلة الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد على الموضوع القيّم الرائع وأشكركم على نقله بوركت يمينكم وجزاكم الله ألف خير..
تقبّلوا مروري ودمتم بكل خير..

سعد عيد
13-04-2009, 06:23 PM
صمووود

مرور جميل

عسى أن لا يكون كمرور الكرام

فلابد من أن يضع الموضوع في حياتنا بصمة

لأننا نحن المستفيدين منه

........... وشكرا

همس الرووح
14-04-2009, 04:31 PM
موضوع مهم ورائع

وطرح مفيد جداً

بارك الله فيك

*********

ولد الظهران
14-04-2009, 06:21 PM
يعطيك العافيه يا أخ سعد

معلومات نفتقدها كثيرا واخطاء كثيره نقع فيها جراء المناقشات

6- أهليّة المحاوِر. إذا كان الحق ألاّ يُمنَعُ صاحب الحقِّ عن حقّهِ فمن الحقّ ألاّ يُعطى هذا الحق لمن لا يستحقّه.

كلام اعجبني و مركب بصيغه جميله وسليمه

( آداب الحوار )

وليحرص المحاور ألاّ يرفع صوته فالصوت العالي لا يجلب الحجّة بل إنه لم يعلُ صوته إلاّ لضعف حجّته في الغالب..
صحيح يحصل الكثير ولما تدور عن السبب يقول ان رفع الصوت يخلني اقدر اقاطعك واكسب الحوار..وهذا الموقف حصل معي انا


ث****- قلّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم.
احيان ينصحونا اهاليانا او الناس الواعيه بان نستفيد من اللي اكبر منا او من الناس المثقفه,لكن معظمهم يطيلون في الكلام مايراعون اوقات الآخرين,وهذا السبب اللي مايخلينا احنا الشباب بان نتناقش ونستفيد منهم
ومن اضرار الاطاله في الكلام تلاقي المتحدث يخرج عن اطار الموضوعاو بمعنى اصح
يتشعب الموضوع ويدخل في تفاصيل ثانيه تبعده عن الموضوع المطرح
2- حسن الاستماع وعدم المقاطعة.
صحيح لها فايده وسمعت مقوله مو ذاكرها لكن معناها
(اذا كنت تريد ان تكون محب للناس فاجعل اكثر اوقاتك استماعا لهم)
غير انك راح تجني فوائد لما تستمع للشخص المتحدث مثل ما ذكر لنا الدكتور في هذا الموضوع

4- حصر المحاورات في مكان محدد.
عشان ما يتشعب الموضوع ويدخل في موضوع ثاني




اشكرك جزيل الشكر يا أخ سعد واتمنى منك طرح مواضيع مهمه مثل هذا الموضوع
حتى نستفيد

سفير الحرف
14-04-2009, 09:04 PM
مشكور اخوي سعد

موضوعك جميل ولاكن من زاده جمالا انتــــــــــــــــ

بفكرك المنير

تقبل مروري

سفير الحرفــــــــــــــــــــ ـ

ينابيع الأمل
18-04-2009, 06:58 AM
كلمات اغلى من الذهب
تسلم ايدك
التي خطت كل هذه الكلمات الذهبية
الله جعلها في ميزان اعمالك الحسنة

الف شكر لك

سعد عيد
18-04-2009, 04:11 PM
همس الرووح

ولد الظهران

سفير الحرف

ينابيع الأمل


مشكورين على المرور الطيب الذي أتحفني