همي رضا ربي
09-04-2009, 10:19 PM
أعلم أن النفس حجاب بينك وبين الله وأنك لا تصل
إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب كما قال أبو يزيد
رأيت رب العزة في المنام فقلت : يارب كيف الوصول
إليك ؟ فقال : خل نفسك وتعال
تنبيه
النفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله عز وجل وكل سائر لا طريق
له إلا على ذلك الجبل فلا بد أن تنتهي إليه ولكن منهم من هو شاق عليه ومنهم
من هو سهل عليه وإنه ليسير على من يسره الله عليه
وفي ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعليق وشبرق
ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ولا سيما أهل الليل المدلجين فإذا
لم يكن معهم عدد الإيمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الإخبات وإلا تعلقت بهم
تلك الموانع وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين المسير
فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته
والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه
فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته
فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله
وكلما رقى السائرفي ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه فإذا
قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أماناً وحينئذ يسهل السير وتزول
عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقاً واسعاً آمناً يفضى به إلى
المنازل والمناهل وعليه الأعلام وفيه الإقامات قد أعدت لركب الرحمن
فبين العبد وبين السعادة والفلاح : قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس
وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ابن قيم الجوزية
منزلة الإخبات من كتاب مدارج السالكين
إلى الله حتى يقطع هذا الحجاب كما قال أبو يزيد
رأيت رب العزة في المنام فقلت : يارب كيف الوصول
إليك ؟ فقال : خل نفسك وتعال
تنبيه
النفس جبل عظيم شاق في طريق السير إلى الله عز وجل وكل سائر لا طريق
له إلا على ذلك الجبل فلا بد أن تنتهي إليه ولكن منهم من هو شاق عليه ومنهم
من هو سهل عليه وإنه ليسير على من يسره الله عليه
وفي ذلك الجبل أودية وشعوب وعقبات ووهود وشوك وعوسج وعليق وشبرق
ولصوص يقتطعون الطريق على السائرين ولا سيما أهل الليل المدلجين فإذا
لم يكن معهم عدد الإيمان ومصابيح اليقين تتقد بزيت الإخبات وإلا تعلقت بهم
تلك الموانع وتشبثت بهم تلك القواطع وحالت بينهم وبين المسير
فإن أكثر السائرين فيه رجعوا على أعقابهم لما عجزوا عن قطعه واقتحام عقباته
والشيطان على قلة ذلك الجبل يحذر الناس من صعوده وارتفاعه ويخوفهم منه
فيتفق مشقة الصعود وقعود ذلك المخوف على قلته وضعف عزيمة السائر ونيته
فيتولد من ذلك الانقطاع والرجوع والمعصوم من عصمه الله
وكلما رقى السائرفي ذلك الجبل اشتد به صياح القاطع وتحذيره وتخويفه فإذا
قطعه وبلغ قلته انقلبت تلك المخاوف كلهن أماناً وحينئذ يسهل السير وتزول
عنه عوارض الطريق ومشقة عقباتها ويرى طريقاً واسعاً آمناً يفضى به إلى
المنازل والمناهل وعليه الأعلام وفيه الإقامات قد أعدت لركب الرحمن
فبين العبد وبين السعادة والفلاح : قوة عزيمة وصبر ساعة وشجاعة نفس
وثبات قلب والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم
ابن قيم الجوزية
منزلة الإخبات من كتاب مدارج السالكين