ali67
27-03-2009, 01:33 AM
كثيرا ما نتساءل ما هو اللعب ؟ هل هو لعب كرة القدم الشائعة الانتشار في العالم . والألعاب الرياضية كالسباحة والعاب القوى وغيرها من الألعاب المتنوعة ؟ أم انه غير ذلك ؟ . وفي الحقيقة إن هذه الألعاب وغيرها . ما هي إلا نشاط داخلي تلقائي يقوم به الفرد بمحض إرادته ، ويكون قراره نابعا من ذاته وليس مستوحيا من الآخرين . كما انه نشاط حر يقوم به الفرد برغبته دون أجبار أو أكراه من احد . أن اللعب يعتبر نزعة عامة يشترك بها الإنسان والحيوان ، فكلاهما يمارس اللعب ولكن الاختلاف يكمن في النوعية والطريقة التي يمارس بها . يعد اللعب ظاهرة سلوكية تسود عالم الكائنات الحية ولاسيما الإنسان ويبرز دوره بشكل واضح في مرحلة الطفولة ، وهو يعد مفتاحا هاما للكبار يساعدهم على اكتشاف القدرات الكامنة للطفل ، ومن خلال اللعب تنمو مدارك الطفل العقلية والانفعالية والاجتماعية ، كما انه يسهم بدور حيوي في تكوين شخصية الطفل بإبعادها وسماتها كافة وهو احد المفردات الرئيسية في عالم الطفولة و احد أدوات التعلم واكتساب الخبرة ، لذلك تعد لعبة الطفل . من منظور علماء النفس والتربية ورقة في غاية الأهمية في ملف الطفولة. ويؤكد بعض العلماء بان اللعب في مرحلة الطفولة وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل من هذه المرحلة الحاسمة في النمو الانساني ولا ترجع اهمية اللعب الى
الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب ، بل انه يسهم بدور هام في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه اسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية . ويضيف ان اللعب هو استعداد فطري عند الطفل يتم من خلاله التخلص من الطاقة الزائدة فهو مقدمة للعمل الجدي الهادف، اذ يشعر الطفل فيه بقدرته على التعامل مع الاخرين ، وبمقدرته اللغوية والعقلية والجسدية ، ومن خلاله يكتسب الطفل المعرفة الدقيقة بخصائص الاشياء التي تحيط به، فللعب فوائد متعددة في هذه المرحلة والمرحلة التي تليها فمن خلاله يتعلم الطفل عادات التحكم في الذات والتعاون والثقة بالنفس ، والالعاب تضيف على نفسيته البهجة والسرور وتنمي مواهبه وقدراته على الابداع . ان تحديد مفهوم اللعب ليس بالامر البسيط بل هو في غاية الصعوبة ، اذ يشير الى مفهوم اللعب بانه "نشاط حر موجه او غير موجه يكون على شكل حركة او عمل ، يمارس فرديا او جماعيا ويستثمر طاقة الجسم الحركية والذهنية ويمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه بالدوافع الداخلية ولا يتعب صاحبه ، وفيه يتمثل الفرد المعلومات ويصبح جزءا من حياته ولا يهدف الا الى الاستمتاع ". ويمكن تقسيم اللعب الى نوعين رئيسين هما: اللعب الايجابي، واللعب السلبي ، والمقصود باللعب الايجابي: هو ان المتعة تاتي مما يفعله الفرد كالركض لمتعة الركض ،ومن الملاحظ ان انشغال الاطفال بهذا النوع من اللعب يقل كلما اقتربوا من سن المراهقة، وكلما تزايدت مسؤولياتهم المدرسية والمنزلية فضلا عن انخفاض مستوى الطاقة لديهم بسبب التغيرات الجسمية والنمو السريع ، اما اللعب السلبي: فهو ان المتعة تأتي من الانشطة التي يقوم بها الاخرون بينما يبذل القائم بهذا النوع من اللعب اقل قدر من الطاقة كالمتعة التي يجدها الطفل عند مراقبة الاطفال الاخرين في اثناء لعبهم او التفرج على الناس او الحيوانات في الطبيعة ، او على شاشة التلفزيون او ربما عن طريق تصفح الكتب او المجلات ، وقد تتساوى هذه المتعة مع المتعة التي يحصل عليها باذلو الجهد داخل الملعب ، ويقوم الاطفال بكلا النوعين من اللعب على مدى سني حياتهم ، الا ان المدة التي تخصص لكل نوع لا تعتمد على العمر بقدر ما تعتمد على الحالة الصحية والمتعة التي يمكن للطفل ان يحصل عليها من كل منهما ، فبينما يسود اللعب الايجابي في مرحلة الطفولة المبكرة واللعب السلبي في مرحلة الطفولة المتأخرة فان ذلك لا يعد قاعدة فهناك اطفال صغار يفضلون مشاهدة التلفزيون على ممارسة اللعب الايجابي لانهم لم يتعلموا او لم تتهيأ الفرصة لهم لكي يتعرفوا على الالعاب التي يقوم بها او يتمتع بها امثالهم في المرحلة العمرية نفسها .
بينما صنفت اللعب الى : " اللعب الحر واللعب الموجه" ، واللعب الحر: يعني انه نشاط تلقائي وموجه من جانب الطفل وهو افضل الالعاب للاطفال الصغار وينمي التعلم في المجال المعرفي والنفس-حركي ولكن من الصعب للمعلم ان يتوقع النتائج ويتضمن هذا النوع من اللعب كثيرا من الاختراع والخيال ويساعد على تطوير الشخصية الفردية والبصيرة والتخيل والمثابرة على العمل ، بينما اللعب الموجه يحدث عندما يهتم المعلم في تطوير تعلم محدد في المجالات المعرفية والانفعالية والنفس حركية ، فالمعلم يبني موقفا يحاول ان يدمج فيه الطفل في عملية التعلم ، وان العامل الاساسي الذي يبين ان اللعب الموجه هو حقيقة لعب ، هو الطريقة التي يدخل بها الطفل في النشاط والاستمرار فيه بارادته .
نظريات اللعب :
- نظرية الطاقة الزائدة :
ويعد الفيلسوف الانكليزي (هيربرت سبنسر) واضع النظرية ويؤكد على ان اللعب هو تصريف للطاقة الزائدة التي لا تستنفذها اغراض الحياة ، مهمته التخلص من الطاقة الزائدة . واذا طبقنا ذلك على الأطفال نرى ان الأطفال يحاطون بعناية اوليائهم ورعايتهم فيقدمون لهم الغذاء ويعنون بنظافتهم وصحتهم دون ان يقوم الاطفال بعمل ما فتتولد لديهم طاقة
زائدة يصرفونها في اللعب ، ان هذا معقول الى حد ما لكنه لايفسر حقائق اللعب كلها فاللعب هنا مقتصر على الطفولة وهذا لا ينطبق على الواقع ، اذ عند الكبار ايضا ميل الى اللعب بل يمارسه في الواقع ، فاذا كان اللعب مرتبطا بوجود فضل الطاقة ، فكيف يمكن شرح كيفية لعب الحيوان الصغير او الطفل الى درجة تنهك فيها قواه كما نشاهد ذلك غالبا في الحياة العادية ، ولا شك اننا في هذا الموقف نجد اتجاها يحرم اللعب من دوره النشط المؤثر في عملية النمو ، كما يحذف دور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وامكانية تاثير المحيط الانساني في اثارة هذه الطاقة وتوظيفها وتوجيهها لصالح الانسان .
- نظرية الإعداد للحياة المستقبلية ( ممارسة المهارات ) : صاحب هذه النظرية ستانلي هول ان اللعب للكائن الحي هو عبارة عن وظيفة بيولوجية هامة ، فاللعب يمرن الاعضاء وبذلك يستطيع الطفل ان يسيطر سيطرة تامة عليها ، وان يستعملها استعمالا حرا في المستقبل فاللعب اذن اعداد للكائن الحي لكي يعمل في المستقبل الاعمال الجادة المفيدة فالطفلة في عامها الثالث تستمر بشكل لاشعوري لتقوم بدور الام حيث تضع لعبتها وتهددها كي تنام وهكذا فان مصدر اللعب هو الغرائز ، ومما يثبت صحة هذه النظرية من الادلة ان اللعب ياخذ شكلا خاص عند كل نوع من انواع الحيوانات ، ولو كان اللعب مجرد تخلص من الطاقة الزائدة لجاءت الحركات بصورة عشوائية عند الحيوانات جميعها ولما اختلفت من كائن الى اخر وترى هذه النظرية ان الانسان يحتاج اكثر من غيره الى اللعب لان تركيبه الجسمي اكثر تعقيدا واعماله في المستقبل اكثر اهمية واتساعا ومن هنا كانت فترة طفولته اطول ليزداد لعبه وتتمرن أعضاؤه كما ترى ان اللعب من خصائص الحيوان الراقي ، بينما الكائنات الحية غير الراقية كالحشرات والزواحف مثلا لا تلعب ويعود ذلك الى ان الحيوانات الراقية تولد غير مكتملة النمو وغير قادرة على مواجهة صعوبات الحياة بنفسها من دون مساعدة كبارها بينما الكائنات الحية غير الراقية تولد بالغة مكتملة النمو تقريبا وتكون مستقلة عن كبارها وهذا يغنيها عن اللعب وهكذا نرى ان نظرية (غروس) هذه يصح تطبيقها على الانسان وعلى الحيوان مع احتفاظنا بالفارق بين حياتي الانسان والحيوان ، فحياة الانسان غنية بعناصرها وتفاعلاتها وحاجاتها المختلفة اذا ماقورنت بحياة الحيوان البسيطة والمحدودة.
- نظرية النمو الجسمي :
يرى العالم (كاد) الذي تنسب اليه هذه النظرية ان اللعب يساعد على نمو الاعضاء ولا سيما المخ و الجهاز العصبي ، فالطفل عندما يولد لايكون مخه في حالة مكتملة ، او استعداد تام للعمل لان معظم اليافه العصبية لا تكون مكسوة بالغشاء الدهني الذي يفصل الياف المخ العصبية بعضها عن بعض ، وبما ان اللعب يشتمل على حركات تسيطر على تنفيذها كثير من المراكز المخية فشأن هذا ان يثير تلك المراكز ويتكون بفضلها تدريجياً ما تحتاج اليه الالياف العصبية من هذه الاغشية الدهنية . وهذه النظرية تتفق مع نظرية الطاقة الزائدة في اللعب وهذه النظرية قديمة فهي ترجع الى زمن الفيلسوف ارسطو .
- نظرية الاستجمام :
تعود هذه النظرية الى كل من زاوس وباتريك زمفادها ان اللعب وسيلة تجديد للقوى المتعبة واسترخائ الاعصاب المتوترة والعضلات المتشنجة مثال ذلك لعب الرجل الكبير الذي يعود بعد يوم مثقل بالمتاعب يروح عن نفسه وجسمه المتعب .
- النظرية التلخيصية:صاحب هذه النظرية هو (ستانلي هول) في منتصف القرن التاسع عشر وتفترض هذه النظرية :
ان اللعب هو تلخيص لضروب النشاطات المختلفة التي يمر بها الجنس البشري عبر القرون والاجيال ، وليس إعداداً للتدرب على نشاط مقبل ومواجهة صعاب الحياة.
فالعاب القفز والصيد وجمع الاشياء المختلفة هي العاب فردية او جماعية غير منتظمة ولعل هذا يشير الى حياة الانسان الاول عندما كان يصطاد الحيوانات ويسخرها لمصلحته ، فالطفل حينما يجمع حوله جماعات الرفاق ليلعب معهم انما يمثل في عمله نشاة الجماعات الاولى في حياة الانسان كما انه اذا قدمنا له عددا من المكعبات فانه يشرع في بناء منزل او ما اشبه ، وهذه تمثل مرحلة من مراحل التقدم في الحياة ، اذن فالانسان يلخص في لعبه الادوار التي مرت عليه ، كما يلخص الممثل على المسرح تماما تاريخ امة من الامم في ساعات قليلة ، وقد واجهت هذه النظرية اعتراضات كثيرة منها :
ان هذه النظرية بنيت على افتراض ان المهارات التي تعلمها جيل من الاجيال والخبرات التي حصل عليها يمكن ان يرثها الجيل الذي يليه ، غير ان هذه النظرية القائلة بتوريث الصفات المكتسبة والتي يعد (لامارك) مؤسسا لها يعثر على مايؤيدها في دراسة الوراثة ، كما يرفض معظم علماء الوراثة في الغرب الراي القائل بامكان توريث الصفات المكتسبة وهذا كله ادى الى الغاء هذه النظرية اضافة الى ان الصغار ليسوا صورا مصغرة عن الكبار فركوب الدراجات واستعمال الهواتف مثلا ليس تكرارا لتجارب قديمة وانما هو من معطيات الجيل نفسه الذي يستخدمها.
الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب ، بل انه يسهم بدور هام في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه اسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية . ويضيف ان اللعب هو استعداد فطري عند الطفل يتم من خلاله التخلص من الطاقة الزائدة فهو مقدمة للعمل الجدي الهادف، اذ يشعر الطفل فيه بقدرته على التعامل مع الاخرين ، وبمقدرته اللغوية والعقلية والجسدية ، ومن خلاله يكتسب الطفل المعرفة الدقيقة بخصائص الاشياء التي تحيط به، فللعب فوائد متعددة في هذه المرحلة والمرحلة التي تليها فمن خلاله يتعلم الطفل عادات التحكم في الذات والتعاون والثقة بالنفس ، والالعاب تضيف على نفسيته البهجة والسرور وتنمي مواهبه وقدراته على الابداع . ان تحديد مفهوم اللعب ليس بالامر البسيط بل هو في غاية الصعوبة ، اذ يشير الى مفهوم اللعب بانه "نشاط حر موجه او غير موجه يكون على شكل حركة او عمل ، يمارس فرديا او جماعيا ويستثمر طاقة الجسم الحركية والذهنية ويمتاز بالسرعة والخفة لارتباطه بالدوافع الداخلية ولا يتعب صاحبه ، وفيه يتمثل الفرد المعلومات ويصبح جزءا من حياته ولا يهدف الا الى الاستمتاع ". ويمكن تقسيم اللعب الى نوعين رئيسين هما: اللعب الايجابي، واللعب السلبي ، والمقصود باللعب الايجابي: هو ان المتعة تاتي مما يفعله الفرد كالركض لمتعة الركض ،ومن الملاحظ ان انشغال الاطفال بهذا النوع من اللعب يقل كلما اقتربوا من سن المراهقة، وكلما تزايدت مسؤولياتهم المدرسية والمنزلية فضلا عن انخفاض مستوى الطاقة لديهم بسبب التغيرات الجسمية والنمو السريع ، اما اللعب السلبي: فهو ان المتعة تأتي من الانشطة التي يقوم بها الاخرون بينما يبذل القائم بهذا النوع من اللعب اقل قدر من الطاقة كالمتعة التي يجدها الطفل عند مراقبة الاطفال الاخرين في اثناء لعبهم او التفرج على الناس او الحيوانات في الطبيعة ، او على شاشة التلفزيون او ربما عن طريق تصفح الكتب او المجلات ، وقد تتساوى هذه المتعة مع المتعة التي يحصل عليها باذلو الجهد داخل الملعب ، ويقوم الاطفال بكلا النوعين من اللعب على مدى سني حياتهم ، الا ان المدة التي تخصص لكل نوع لا تعتمد على العمر بقدر ما تعتمد على الحالة الصحية والمتعة التي يمكن للطفل ان يحصل عليها من كل منهما ، فبينما يسود اللعب الايجابي في مرحلة الطفولة المبكرة واللعب السلبي في مرحلة الطفولة المتأخرة فان ذلك لا يعد قاعدة فهناك اطفال صغار يفضلون مشاهدة التلفزيون على ممارسة اللعب الايجابي لانهم لم يتعلموا او لم تتهيأ الفرصة لهم لكي يتعرفوا على الالعاب التي يقوم بها او يتمتع بها امثالهم في المرحلة العمرية نفسها .
بينما صنفت اللعب الى : " اللعب الحر واللعب الموجه" ، واللعب الحر: يعني انه نشاط تلقائي وموجه من جانب الطفل وهو افضل الالعاب للاطفال الصغار وينمي التعلم في المجال المعرفي والنفس-حركي ولكن من الصعب للمعلم ان يتوقع النتائج ويتضمن هذا النوع من اللعب كثيرا من الاختراع والخيال ويساعد على تطوير الشخصية الفردية والبصيرة والتخيل والمثابرة على العمل ، بينما اللعب الموجه يحدث عندما يهتم المعلم في تطوير تعلم محدد في المجالات المعرفية والانفعالية والنفس حركية ، فالمعلم يبني موقفا يحاول ان يدمج فيه الطفل في عملية التعلم ، وان العامل الاساسي الذي يبين ان اللعب الموجه هو حقيقة لعب ، هو الطريقة التي يدخل بها الطفل في النشاط والاستمرار فيه بارادته .
نظريات اللعب :
- نظرية الطاقة الزائدة :
ويعد الفيلسوف الانكليزي (هيربرت سبنسر) واضع النظرية ويؤكد على ان اللعب هو تصريف للطاقة الزائدة التي لا تستنفذها اغراض الحياة ، مهمته التخلص من الطاقة الزائدة . واذا طبقنا ذلك على الأطفال نرى ان الأطفال يحاطون بعناية اوليائهم ورعايتهم فيقدمون لهم الغذاء ويعنون بنظافتهم وصحتهم دون ان يقوم الاطفال بعمل ما فتتولد لديهم طاقة
زائدة يصرفونها في اللعب ، ان هذا معقول الى حد ما لكنه لايفسر حقائق اللعب كلها فاللعب هنا مقتصر على الطفولة وهذا لا ينطبق على الواقع ، اذ عند الكبار ايضا ميل الى اللعب بل يمارسه في الواقع ، فاذا كان اللعب مرتبطا بوجود فضل الطاقة ، فكيف يمكن شرح كيفية لعب الحيوان الصغير او الطفل الى درجة تنهك فيها قواه كما نشاهد ذلك غالبا في الحياة العادية ، ولا شك اننا في هذا الموقف نجد اتجاها يحرم اللعب من دوره النشط المؤثر في عملية النمو ، كما يحذف دور الظروف الاجتماعية والاقتصادية وامكانية تاثير المحيط الانساني في اثارة هذه الطاقة وتوظيفها وتوجيهها لصالح الانسان .
- نظرية الإعداد للحياة المستقبلية ( ممارسة المهارات ) : صاحب هذه النظرية ستانلي هول ان اللعب للكائن الحي هو عبارة عن وظيفة بيولوجية هامة ، فاللعب يمرن الاعضاء وبذلك يستطيع الطفل ان يسيطر سيطرة تامة عليها ، وان يستعملها استعمالا حرا في المستقبل فاللعب اذن اعداد للكائن الحي لكي يعمل في المستقبل الاعمال الجادة المفيدة فالطفلة في عامها الثالث تستمر بشكل لاشعوري لتقوم بدور الام حيث تضع لعبتها وتهددها كي تنام وهكذا فان مصدر اللعب هو الغرائز ، ومما يثبت صحة هذه النظرية من الادلة ان اللعب ياخذ شكلا خاص عند كل نوع من انواع الحيوانات ، ولو كان اللعب مجرد تخلص من الطاقة الزائدة لجاءت الحركات بصورة عشوائية عند الحيوانات جميعها ولما اختلفت من كائن الى اخر وترى هذه النظرية ان الانسان يحتاج اكثر من غيره الى اللعب لان تركيبه الجسمي اكثر تعقيدا واعماله في المستقبل اكثر اهمية واتساعا ومن هنا كانت فترة طفولته اطول ليزداد لعبه وتتمرن أعضاؤه كما ترى ان اللعب من خصائص الحيوان الراقي ، بينما الكائنات الحية غير الراقية كالحشرات والزواحف مثلا لا تلعب ويعود ذلك الى ان الحيوانات الراقية تولد غير مكتملة النمو وغير قادرة على مواجهة صعوبات الحياة بنفسها من دون مساعدة كبارها بينما الكائنات الحية غير الراقية تولد بالغة مكتملة النمو تقريبا وتكون مستقلة عن كبارها وهذا يغنيها عن اللعب وهكذا نرى ان نظرية (غروس) هذه يصح تطبيقها على الانسان وعلى الحيوان مع احتفاظنا بالفارق بين حياتي الانسان والحيوان ، فحياة الانسان غنية بعناصرها وتفاعلاتها وحاجاتها المختلفة اذا ماقورنت بحياة الحيوان البسيطة والمحدودة.
- نظرية النمو الجسمي :
يرى العالم (كاد) الذي تنسب اليه هذه النظرية ان اللعب يساعد على نمو الاعضاء ولا سيما المخ و الجهاز العصبي ، فالطفل عندما يولد لايكون مخه في حالة مكتملة ، او استعداد تام للعمل لان معظم اليافه العصبية لا تكون مكسوة بالغشاء الدهني الذي يفصل الياف المخ العصبية بعضها عن بعض ، وبما ان اللعب يشتمل على حركات تسيطر على تنفيذها كثير من المراكز المخية فشأن هذا ان يثير تلك المراكز ويتكون بفضلها تدريجياً ما تحتاج اليه الالياف العصبية من هذه الاغشية الدهنية . وهذه النظرية تتفق مع نظرية الطاقة الزائدة في اللعب وهذه النظرية قديمة فهي ترجع الى زمن الفيلسوف ارسطو .
- نظرية الاستجمام :
تعود هذه النظرية الى كل من زاوس وباتريك زمفادها ان اللعب وسيلة تجديد للقوى المتعبة واسترخائ الاعصاب المتوترة والعضلات المتشنجة مثال ذلك لعب الرجل الكبير الذي يعود بعد يوم مثقل بالمتاعب يروح عن نفسه وجسمه المتعب .
- النظرية التلخيصية:صاحب هذه النظرية هو (ستانلي هول) في منتصف القرن التاسع عشر وتفترض هذه النظرية :
ان اللعب هو تلخيص لضروب النشاطات المختلفة التي يمر بها الجنس البشري عبر القرون والاجيال ، وليس إعداداً للتدرب على نشاط مقبل ومواجهة صعاب الحياة.
فالعاب القفز والصيد وجمع الاشياء المختلفة هي العاب فردية او جماعية غير منتظمة ولعل هذا يشير الى حياة الانسان الاول عندما كان يصطاد الحيوانات ويسخرها لمصلحته ، فالطفل حينما يجمع حوله جماعات الرفاق ليلعب معهم انما يمثل في عمله نشاة الجماعات الاولى في حياة الانسان كما انه اذا قدمنا له عددا من المكعبات فانه يشرع في بناء منزل او ما اشبه ، وهذه تمثل مرحلة من مراحل التقدم في الحياة ، اذن فالانسان يلخص في لعبه الادوار التي مرت عليه ، كما يلخص الممثل على المسرح تماما تاريخ امة من الامم في ساعات قليلة ، وقد واجهت هذه النظرية اعتراضات كثيرة منها :
ان هذه النظرية بنيت على افتراض ان المهارات التي تعلمها جيل من الاجيال والخبرات التي حصل عليها يمكن ان يرثها الجيل الذي يليه ، غير ان هذه النظرية القائلة بتوريث الصفات المكتسبة والتي يعد (لامارك) مؤسسا لها يعثر على مايؤيدها في دراسة الوراثة ، كما يرفض معظم علماء الوراثة في الغرب الراي القائل بامكان توريث الصفات المكتسبة وهذا كله ادى الى الغاء هذه النظرية اضافة الى ان الصغار ليسوا صورا مصغرة عن الكبار فركوب الدراجات واستعمال الهواتف مثلا ليس تكرارا لتجارب قديمة وانما هو من معطيات الجيل نفسه الذي يستخدمها.