المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين الابوه والبنوه



مهاجرة بإحساس
26-04-2004, 02:25 PM
المـزج بين ثقافة القديم والجديـد.. أسلوب التربية الأمثل

ما هو الأسلوب الأمثل للتربية، هل هو اتباع النهج القديم وما يحويه من ارث تربوي، او التوجه نحو الاسلوب الحديث الذي تفرضه الحياة المعاصرة، أم ان سر التربية يكمن في الدمج بينهما.

ترى كيف يمكن اتباع النهج الحداثي في التربية، كيف يمكن جعل المختبر المنزلي ينتج أجود الأبناء، هل التربية معادلة محددة المعطيات أم انها مغامرة حياتية يحكمها تطور الحياة وزيادة متطلباتها.

كثيراً ما تراودنا هذه التساؤلات التي تقضي بضرورة عقلنة أسلوب التعامل مع الأبناء ورسم حدود التربية بين ضفتي الممكن واللا ممكن، ومحاولة استنساخ الشروط المجتمعية التي تحكم تربية جيل المعلوماتية الحديث.

بين الأبوة والبنوة مساحة تتطلب الاستغلال في مد جسر تواصل متين، يضمن مجاراة طموح الأبناء وعدم قمع أهوائهم في ظل الأخلاق والعادات المتوارثة.
فلا ينبغي ان نربي جيلا جديدا بمقاسات وتحديدات قديمة لا تخلف النموذج التربوي الأمثل، ولا تواكب طبيعة الانتقالات المجتمعية.

نخوض في هذا الموضوع لاكتشاف خلاصة فكر الأجيال، نستطلع فيه آراء أصحاب التجربة لنتوج الحديث بآراء الاختصاصيين في هذد المعضلة التربوية.
»الشبل من ذاك الأسد« هو مثال من بين مئات الأمثلة العربية التي يحرص الآباء على تجسيدها في تربيتهم لأبنائهم من خلال جعل نموذج التربية التي تلقوها وتربوا عليها، وجعلوها الخط المحدد لتنشئة الصغير وتربية القاصر والراشد معاً.

التوافق المستحيل
بالرغم من التطورات التي عرفتها المجتمعات، مازالت أساليب تربيتهم للأبناء تتبنى مرجعية الآباء والأجداد وتعتبرها نموذجاً ناجعا في التنشئة الصحيحة، هذا الارتباط غير المقنع -حسب قول مريم عبدالله »مُدرسة ****٨٢‬ سنة- يورط الأبناء في وضعية نشاز بين ما تربوا عليه وبين ما اصبح يفرضه المجتمع الجديد بانتقالاته الكبيرة التي تتطلب نقلة أيضاً في تربية الأولاد وتواصل قائلة: »من خلال مهنتي كمدرسة، أجد أن احتكاكنا اليومي بالتلاميذ في الفصل يعكس مواقف عن تربية الآباء لهم والتي يجسدونها في سلوكيات يغلب عليها، حسب ملاحظتي، التردد والخوف واللاوضوح.

هذا الوضع يؤثر أكثر على بنائهم النفسي وعلى اختياراتهم التى تظل في غالبيتها رهينة بمدى توافقها مع ما دأبوا عليها في مختبر التربية الأول وهو البيت.
والأكيد أن تغييب الأبناء عن مناخ زمنهم من خلال مدهم بأسلوب تربية متآكل ومشابه لما تلقاه الآباء يصعب إمكانات التوافق بينهم وبين الجيل الذي ينتمون اليه«.

بين »الخوف« و»الدلع«
أما موقف فاطمة علي »ربة بيت ****٠٤‬ سنة« فيتعصب لتربية العقاب والتخويف ورسم حدود الممكن واللاممكن بشكل مرعب، واعتبار حاجيات الأبناء من المعلومات والدروس الخصوصية واللغات الأجنبية مجرد »دلع« جنبت أبناءها الابتلاء به، لاعتقادها بأن هناك كفايات غير مكلفة ولا تحمل ماركة الموضة فحسب.

تقول فاطمة علي: »لا أرى من داع لتعقيد تربية الأولاد خارج انماط التربية وعوائدها التي أوجدتني وأوجدت غيري، ولم نكن أقل تقدير من الكثيرين من الجيل الحالي، بل اعتقد اننا في درجة القيمة الحقيقية، ولهذا لم اتخلف عن تدريس ابنائي في المسجد تماما كما فعل ابواي معي في بداية علاقتي بالقراءة والكتابة، ولم أجد بالمقابل من جاذبية للانجذاب الى ظاهرة الرياض، رغم ان كل أقاربي وصديقاتي والجيران ايضاً يتباهون بأسماء الرياض التي يسجلون بها أبناءهم وتعودوا أن تكون خطوات البداية لأطفالهم بها.

أحيانا تصيب أولادي نوبة المطالبة بولوج المدارس الأجنبية والاستعانة بالدروس الخصوصية واستغراق أوقات طويلة في نادي الألعاب الالكترونية، الا انني اسيطر دائماً على الوضع باعتبار هذه الطلبات لا تضيف شيئاً الى قيمة ذاتهم ولا تنقص من قدرتهم.
فلماذا اذن اجاريهم فيما لم اقتنع به ومالم يتوفر لدي؟«

لن أعيش في جلباب أبي
بعضهم يسقط حرمانه من أمور كثيرة على ابنائه ولا يعتبر ذلك اساءة لمستقبلهم، ولو ان واقع حالهم ينطق بعكس ذلك تماماً، بالنظر الى ان هذا الاسلوب قد يفوت فرصاً كثيرة للتواجد على نفس المستوى التأهيلي الذي توفر لأبناء آخرين، والبعض الاخر تنبه الى ان الزمن اصبح يفرض عقلنة اسلوب التعامل مع احتياجات ابنائه، لا باعتبارها ترفاً وانما متطلبات عصر جديد، تضمن تحقيق التوافق الملح معه.

شكيب عباس »موظف ****٨٢‬ سنة« يشكل نقيض الرأي السابق، بتشديده على ان تربيته لأبنائه استجابت أكثر لخصوصيات جيلهم بالضرورة لا لما تلقنه هو عبر ربع قرن من الزمن من قبل والديه اللذين تقف عندهم التربية في صف متوازن مع العقاب، يقول شكيب: »إنني لا أجاري طموحهم بعشوائية الأعمى، ولا أقمع أهواءهم بسلطة اللاءات الجافة، لقناعتي بأن التربية هي مسألة حساسة جداً، وليس مجرد اسلوب تمرير اخلاقيات ووضع علامات ممنوع على بعضها بشكل غير مبرر في الأساس، لهذا لا أعرف طريقاً للعقاب على خطأ ما في علاقتي بأولادي، وأقصد العقاب الجسدي حتى لا أقع في الصورة النمطية للأب التقليدي، كما حاولت ان اعوض الخصاصات التي حرمني منها والدي في أبنائي على المستوى الدراسي تحديداً، منها فقري في اللغات وشبه أميتي في المعلوميات وعجزي عن ابداء رغبتي في أمور كثيرة وكذا حرصي على الامتثال لمنطق »عيب«.

حاولت ان اجنب اولادي المعاناة منها مثلما عانيت أنا، لهذا اقتنعت بحتمية الا يختلفوا عن مستلزمات زمنهم بتربيتهم على نيل حظهم من اللغات المؤهلة لولوج سوق العمل عموماً، وتعزيز ذلك بخبرة كافية في المعلوميات، وأعتقد ان حدود دوري التأهيلي لأولادي اعتمد على توجيه اختياراتهم بدل فرض اختيارات خارجة عن ميولاتهم ورغائبهم، وهذا سهل الحياة بيننا، ولم يعقد امكانيات التوافق على أمر يحتاج منا الى نقاش وأخذ ورد لتحقيق قناعة بشأنه، لا حسم نهائي من جهتي باعتباري السلطة المتكلفة والمانحة ماديا، وهذه الظروف التي حرصت على تمتيع أبنائي بها أعتبرها تعويضاً عن كل ما حرمت منه، وأعتقد انها ستجنبهم الامتثال لنفس الخط القهري الذي وجدتني فيه مرغما، بحكم منطق تربية غير كاف ومقنع، بوعي أو بدون وعي«.

لكل جيل تربية خاصة
قد يكون التعويض عن حالة الخصاص والحرمان ما تحكم فعلاً في »تحرير« أبناء شكيب من الخضوع لمنطق »العصا لمن عصى« وتعويضه بالمنطق البديل »اذا كبر ابنك خاويه« الا ان قناعة شيخة هجرس »موظفة« تقضي بأن وتيرة الزمن تسير بسرعة فائقة، تستلزم أن تتحول معها ايضاً اساليب تربية الأبناء واسلوب التعامل معهم، لهذا وجدت من الحرج ان تظل وفية لنموذج من التربية يفوق في سنوات عمره سنها هي كأم، تدرك ان احتياجاتها لم تكن بنفس إلحاحية احتياجات ابنائها، وتنتقد بشدة طريقة العقاب والتخويف في تربية الأولاد، او تعويدهم استحضار ردة فعل الوالد والوالدة في اتخاذ قرار ما أو الارتياح لخيار آخر، توضح شيخة في هذا الاطار موقفها بالقول: »لا أتنكر لبعض الجوانب من التربية التي لقنني اياها والداي، لكن لا أجدها مناسبة لتنشئة أبنائي عليها وبناء شخصيتهم وفقها، خصوصا في المراحل الأولى من طفولتهم التي أعتبرها حساسة وحاسمة أيضاً، لهذا لم أعودهم على ان ينتظروا مني مجازاة على تفوقهم الدراسي لكي لا أخلق لديهم شعوراً بأنه في حالة عدم وعدي لهم بهدية النجاح ستتحول علاقتهم بالدراسة الى نشاط مجاني وغير مربح، بالمقابل، أحرص على أن اوضح لهم حقيقة ما يعنيه التفوق الدراسي في تحديد مؤشرات مستقبلهم، وأتجنب مواجهة فشلهم بحرمانهم من الاستجمام او السفر كما يفعل الكثيرون ومنهم والدي في طفولتي، لاعتقادي بأن مواجهة الفشل بالعقاب زيادة في الاحباط النفسي للأطفال، لذلك تعودت على أن أضع الاصابع على الجرح في حد ذاته، ولا أتخفى وراء شيء آخر لمناقشتهم فيه، وكان هذا أساس الصراحة التي عودتهم عليها، وأصبحت جزءاً من سلوكهم اليومي عكس ما تعودت عليه في علاقتي بوالدي«.

السفر - الاستجمام- مضيعة للوقت..
إن تربية الأبناء على أسلوب تعامل حداثي، ممنهج ومتفتح من أجل الارتقاء بعلاقة الآباء والأبناء الى مستوى عال من الحوار والوضوح والاقتناع بالحاجيات، هو تسهيل للتعايش بين الطرفين في حدود ما تسمح به علاقة الأبوة والبنوة، لكن ماذا لو كان الآباء يعتدون بطرق قهر أبنائهم تحت مبرر واحد وهو أنها تعودهم على تحمل الصعاب، والاستعداد لمواجهة الحياة بنفس القوة على التحمل التي تعودوا عليها هم في الصغر؟

هذا ما أكد عليه حسن علي »تاجر« الذي يرى في تشغيل أطفاله خلال العطلة الصيفية، طريقة لبناء شخصيتهم وتمتين علاقاتهم بسوق العمل، وكذا تأهيلهم للاحتكاك بالواقع بدل السفريات المضيعة للوقت والتي لا تجدي في شيء، وهو نفس الأسلوب الذي تربى عليه هو في بيت والديه منذ أن كان عمره ست سنوات، ولا يرى من داع لكي يوفر لأولاده شروط عيش مخالفة لتلك التي عاش فيها، وهي التي صنعت مه رجلا بكل معنى الكلمة.

الأصول تفرض نفسها
استنساخ الشروط المجتمعية ذاتها والشخصية نفسها في تربية جيل المعلوميات الذي بدأ يعي بأن القوانين تحصنه بحقوق انسانية، هو تقصير في انصاف الأبناء بما يستحقه نموهم وتربيتهم من انفتاح، على ما يضمن لشخصيتهم الانسجام مع احتياجات الواقع المعاش، فالاعتزاز بأسلوب تربية جيل الآباء ليس سلبياً في كليته، لكنه ليس ايجابيا ايضاً فباسقاط نتائجه على ابناء اختلفت ظروف عيشتهم الضامنة لانخراطهم الحقيقي في مجتمع يفرض المواكبة والانفتاح واتاحة فرص النجاح للأبناء، من خلال تربيتهم التربية الصحيحة لا المتعصبة لما تم التعود عليه كما هو الشأن عند حسن وعند كثيرين غيره ممن لا يعترفون بعطلة الطفل بعد سنة دراسية فيها جهد وارهاق واحتياج للراحة وتجديد النفس لموسم جديد، لهذا اصبح ادماجهم في العمل الموسمي شكلاً آخر من أشكال التربية المزعومة، والمبرر غير المقنع انها تعوضهم عن »الدلع« وتكسبهم الثقة بالنفس والاعتماد على القدرات الذاتية تماما كما كان الآباء وقبلهم الاجداد.

رأي ماجدة جناحي »ربة بيت ****٩٣‬ سنة« يفتح المجال للتفكير ببعد عميق في الموضوع، ذلك بالنظر الى الارتباك الذي يمتلكها من بعض المواقف التي تعجز عن الحسم في ايجابياتها او سلبيتها فقط، لأنها تمثل »العيب« في منطق والديها وهو ما تربت عليه، تقول ماجدة: »وجدتني في موقف من الاحراج حين رفضت ان تستدعي ابنتي زملاءها الأولاد لحفلة عيد ميلادها العاشر، وقد بررت لها موقفي بأن عاداتنا تعتبر دعوة الغرباء عن جنسها عيبا وليس أخلاقيا في مثل سنها، ابنتي التي تعودت على أن تحتفل بعيد ميلادها عائلياً واجهتني بما أحرجني أكثر، وهو أنها تدرس في مدرسة مختلطة وتجلس الى جانب زميل لها في الطاولة، فهل كل هذا عيب أيضاً؟ حاصرني سؤالها، ولم أجد من داع لكي اسقط عليها ما مورس وصار جزءاً من تربيتي، لكن مع ذلك رفضت ان ترفع الحدود في علاقتها بالآخرين، ولم أتخل عن مراقبتي لكل تصرفاتها من باب التوجيه لا الارغام«.

حزم وسماحة
ان التعامل مع مسألة التربية بالدقة اللازمة هو وعي بما لهذه المسئولية من تأثير بالغ على النمو الصحيح لشخصية الأبناء، ومقابل هذا الاهتمام تظل التربية العشوائية التي تعجز عن الخروج من دائرة ما كان متوفراً وجاهزاً في ذاكرة الآباء والأجداد محاطة بنتائج غير ذات جدوى، بالنظر الى ان الشروط ومتطلبات عصر الأبناء تجاوز الحدود الضيقة التي كان يعيش عليها الأوائل، كما تجاوزت أساليب العقاب والحرمان والتخويف والاهمال التي تتأسس عليها بعض علاقات الأبوة والبنوة كأسلوب للتنشئة لكن، مقابل كل هذا وذاك، يميل بعض الأولياء الى الجمع بين ثقافة القديم والجديد في تربية أبنائهم لاقتناعهم بأن عادات التربية التي تعودوا عليها لها ايجابياتها وأخلاقياتها الضرورية، كما للأسلوب الجديد ايجابيته أيضاً، لهذا يظل التوفيق في نظر هؤلاء ملح لإكمال النظرة الصحيحة للتربية.

يقول عبدالله الحايكي »موظف ****٠٣‬ سنة« عن قناعته بالاعتدال في تربية أولاده: »تعاملي مع اطفالي يجمع ما بين الحزم والسماحة، وهو في رأيي الأسلوب الأنجح لحياة مستقيمة، مثلا أمنع أطفالي عن الكلام في حضور الكبار وأواجه تجاوزهم لذلك بالعقاب إن اقتضى الأمر، كما أحذرهم من الاختلاط بالضيوف اذا وجدوا بالبيت، وأوضح لهم السلوك بأن كلام الكبار لا يفيدهم ولا يعنيهم، ومقابل ذلك، أمتلك أذنا جيدة للاستماع الى ما يطلبونه ويستحق أن أجاهد لتحقيقه لأنه ضرورة، كالحصول على جهاز الكمبيوتر بالمنزل والذهاب الى مقاهي الانترنيت، ودعوة أصدقائهم وكذا اختيار جهة عطلتهم، وحتى اختيار نوع اللباس الذي يلائم زمنهم ويحمل ماركة الموضة، وهذا في اعتقادي حقهم الأساسي.


لكن ما لا أقبله هو ان يفعلوا شيئاً دون ابلاغي به مسبقاً لأن دوري كأب يبدأ من استشارتي وأخذ رأيي، لا التنفيذ بدون الرجوع الي«.

الجمع بين القديم والجديد
وحول هذا الموضوع، وبعد ما استقرأنا الآراء السابقة والتي تبين اختلافها من شخص لآخر حسب ثقافته وتوجهه وبعد نظره، تقول بهية رضي نائبة رئيس جمعية الاجتماعيين في كلمتها »للأسرة«: »التربية الصحيحة عماد الحياة وهي ليست رهينة بعصر ما أو ثقافة ما فمثلا، لا يمكن ادانة اساليب التربية القديمة بشكل مجاني، اذ بها ما يمكن المحافظة عليه وما يمكن تجديده وفق نظرة جديدة ومتجددة، ثم ما يمكن تجاوزه، واعتبارا لهذا التصنيف، ارى ان تربية الأجداد تجربة لها شروطها وظروفها الحاسمة في أن تتخذ الشكل الذي هي عليه، ولا أقول أنها سلبية حتى لا يفهم بأن المقصود هو احداث قطيعة مطلقة معها، كل ما أقوله هو أن الكثير من الأمور تغيرت، منها الثقافي والعلمي والفكري وتبقى التربية القديمة تزخر بالقيم والمبادئ الحسنة.

وعن المطلوب في اطار هذه التغييرات لتربية الأبناء التربية التي تليق بزمنهم، تقول بهية إن الآباء المتعلمين المتنورين هم الذين يستوعبون حقيقة هذه التغييرات والتطورات في الواقع المجتمعي والمدرسي، والمطلوب هو تربية الأبناء وفق هذه التغييرات كجيل مغاير لا يخرج في مواقفه وافكاره على خط ان يصبح طرفا في صراع الاجيال.
وعن اساليب العقاب المحددة في الضرب والعنف والتي مازالت تحكم الكثيرين في علاقتهم بأبنائهم، تقول بهية رضي، »هذا السلوك، مع الاسف، ليس مقتصراً على الدول المتخلفة، بل حتى أكثر الدول تقدما وصلت فيها الظاهرة الى تسجيل ارقام لضحاياها، وهنا أحب التأكيد على أن العقاب لا يجدي في الترية وإنما على الجيل المربي أن يعطي القدوة بالسلوك العملي وأن يفتح مع الأبناء علاقة الحوار والاستماع والتوجيه، وهذا اسلوب التربية الصحيح الذي يبتعد عن الإكراه والاغصاب.

أداة ذات بعدين
أما أحمد ابراهيم الملاح اخصائي توجيه متقاعد فيقول: »اذا كنا نتحدث عن التربية بصفتها اداة او وسيلة لنقل الخبرات والمعارف والثقافات والتجارب من جيل الآباء الى الأبناء فإننا إنما نتحدث عن اداة ذات بعدين، البعد الأول هو البعد الثابت والذي يتمثل في المعتقدات والقيم والمبادئ والاخلاقيات وما الى ذلك، أما البعد الآخر فهو البعد المتغير والذي يتمثل في ثقافة الفرد والمجتمع والخبرات والتجارب الخاصة وما شابهها حيث انها أمور تتغير بتغير المعطيات في الوسط المحيط لذا فإننا نرى أن هناك اختلافات مستمرة فيما يتعلق بالأساليب التربوية من جيل لآخر ولا ينقص هذا الأمر بطبيعة الحال أسلوب جيل او يمتدح آخر وانما كما ذكرنا هو تغيير طبيعي مرتبط بمعطيات البيئة الاجتماعية.

وفي الختام، لابد من التأكيد بأن التربية عملية صعبة للغاية، لأن فيها تفاعلات وترسبات وثوابت ومتغيرات، تتطلب من المربي أن يكون يقظا في تمرير ما يصلح فيها لابنه، ككائن يتفاعل ويتمرد ويفكر وليس »انساناً آلياً« نبرمجه وعليه تطبيق ما هو مبرمج له، وكما قال سيدنا علي رضي الله عنه »أعدوا أبناءكم لزمان غير زمانكم«.

منقـــــوول

مجروحة الزمن
26-04-2004, 02:44 PM
تسلمين وحده بايعتها علي طرحك المميز والمفيد

ويعطيك الف عافيه

سلامو
:برافو:

سود العيون
26-04-2004, 04:39 PM
أختي الكريمة وحدة بايعيتها

أشكرك على هذا النقل الهام جدا

الذي لا يخلو ابدا من فائدة ، تهم وتفيد الحياة الأسرية على مدار الأيام ـ ـ ـ


لك كل ود وتحية

أختك سووووود العيون ـ ـ ــ

مهاجرة بإحساس
26-04-2004, 07:17 PM
ميجي

تسلمين ياقلبي

وتسلم لي ردودك يالغاليه .. , , :eek:

مهاجرة بإحساس
26-04-2004, 07:18 PM
مشرفتنا الغاليه سود العيون

اشكرك جزيل الشكر على ردك ..

تقبلي تحياتي ,, :eek:

الأميرة الناعمة
26-04-2004, 10:28 PM
تسلمين بعبووعة قلبي على النقل الرائع :اموه:

مهاجرة بإحساس
27-04-2004, 03:35 PM
الله يسلم قلبك سوسي :اموه:

قوت القلوب
29-04-2004, 03:51 PM
موضووووووووع بقمة الفاااايده والاهميه
موضوع قيم بالمبادئ والقيم
يعطيج العافيه وعساج على القوه
يسلمووو والف شكر لج يالغاليه
تحياتي
:برافو: