المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ارجووكم ساعدوني



أسرآر
21-03-2009, 04:25 PM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أخواني وأخواتي اريد بحث عن آفات اللسان..الوقت ضيق وانا اريد ان أنجزه ارجووووكم
المحاور:دور المربين في معالجه آفات اللسان
اثر افآت اللسان على المجتمع المدرسي خاصه
منزله اللسان وعظيم أثره
فضل الكلام الحسن
اثر آفات اللسان على العلاقات الأجتماعيه
مقدمه للبحث
وخاتمه:weeping:

اللـــــيث
21-03-2009, 09:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


آفات اللسان . . .


قال تعالى : (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ...

اللسان نعمة عظيمة من نعم الله : (( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوهآ إن الله لغفور رحيم)) . .

اللسان له في الخير مجال واسع . . . وله في الشر ذيل طويل . . . فمن أطلق لسانه وسلك به سبل الشيطان فإن مصيره الهلاك بلا شك ، و لا ينجو الإنسان من شر اللسان إلا من قيده بأمور الشرع فلا يتكلم إلا بما ينفعه في الدنيا و الأخرة . . .

واللسان أعصى الأعضاء على الإنسان وهو أعظم وسيلة يستخدمها الشيطان ضد بني آدم ، ومن هنا فإن النبي صلى اله عليه وسلم قال : (( من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة )) متفق عليه ، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : (( كف عليك هذا )) يعني اللسان فقال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد السنتهم )) رواه الترمذي . .

واعلموا أحبتي في الله أن جميع أعضاء الجسم تطالب اللسان بالاستقامة فما من صباح يصبح فيه الإنسان إلا و أعضاؤه تذكر اللسان وتقول له : اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا و إن اعوججت اعوججنا . . .

واللسان فيه آفتان عظيمتان إن تخلص من إحداهما لم يتخلص من الآخرى آفة الكلام و آفة السكوت فالساكت عن الحق شيطان أخرس عاص لله مراء . . و المتكلم بالباطل شيطان ناطق عاص لله . .

ومن الحكم : عثرة القدم أسلم من عثرة اللسان . . . إياك أن يضرب لسانك عنقك . . . ضربه اللسان أسوأ من طعنة الرمح . . كلام المرء بيان فضله ، وترجمان عقله . . بلاء الإنسان من اللسان . .

أما أهل الوسط وهم أهل الصراط المستقيم فقد كفوا السنتهم عن الباطل و أطلقوها فيما يعود عليهم نفعه في الدنيا و الآخرة فكن و كوني منهم واحرصوا ألا تقولوا إلا ما يرضي الله و رسوله صلى الله عليه وسلم ....



طرق التخلص من آفات اللسان . . .


أما طرق التخلص من هذه الآفات هي :-

* التوبة إلى الله _ التوبة النصوح _ منها جميعاً . .

* الاكثار من ذكر الله عز وجل (( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب )) . . .

* أن يعلم قبح هذة الآفات ، وأنه متعرض بسببها لغضب الرب تعالى . .

* أن يعلم أن هذه الآفات محبطة لحسناته يوم القيامة و مثقلة لميزان سيئاته . . أن رسول الله قال: «أتدرون ما المفلس؟» قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتي، يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هـذا، وقذف هـذا، وأكل مال هـذا، وسفك دم هـذا، وضرب هـذا. فيعطى هـذا من حسناته وهـذا من حسناته. فإن فنيت حسناته، قبل أن يقضى ما عليه. أخذ من خطاياهم فطرحت عليه. ثم طرح في النار». رواه مسلم . .

* ألا يجلس في المجالس التي فيها آفات اللسان كالغيبة و النميمة و الكذب و الغناء و اللعن و السب و السخرية و الاستهزاء ، حتى لا يكون معاوناً لهم على الإثم و العدوان . . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك إلا غُفر له ما كان في مجلسه ذلك )) _ كفارة المجلس _ . . .

* أن ينكر على الذين يقعون في أعراض المسلمين ويفترون عليهم الكذب ، فيمكن أن يكون ذلك دافعاً إلى توبتهم ورجوعهم . . .

* أن ينظر في عيوب نفسه ، فإنه ينشغل بذلك عن الناس . .

* أن يلتمس لإخوانه المسلمين الأعذار ، ويقبل منهم معاذيرهم ، فإن ذلك يدعوه إلى عدم الطعن فيهم وتناولهم بالغيبة و النميمة .. .

* أن يحب لإخوانه المسلمين ما يحب لنفسه ، فكما لا يرضى أن يتناوله الناس بألسنتهم ، فعليه ألا يرضى ذلك لغيره . . .

* أن يقطع جميع الأسباب الباعثة على تلك الآفات كالغضب و الحسد و الكبر و المباهاة و الغرور و تزكية النفس و التعلق بغير الله . . .


" اللهم إنا نسالك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل وما قضيت من قضاءٍ فاجعل عاقبته لنا رشداً ربنا تقبل توبتنا ومحص ذنوبنا وسيئاتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخائم صدورنا واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت و اصرف عنا سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت " . . .

اللـــــيث
21-03-2009, 09:37 PM
ملخص الخطبة
1- الإنسان محاسب على ما يقوله 2- خطورة ما يصدر عن اللسان 3- الكذب وعاقبته في الآخرة 4- إشاعة الفاحشة بين المؤمنين في وسائل الإعلام 5- الوقوع في أعراض العلماء
عبد الله بن صالح القصير
الخطبة الأولى
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذنوبكم، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت، فإن الله تعالى قال: لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما [سـورة النساء:114].
أيها الناس: اتقوا خطر ألسنتكم، فإن كلام ابن آدم كله محفوظ عليه؛ يقول تعالى: وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون [سورة الانفطار:10-12]. وكل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا ذكر الله وما والاه. وفي الحديث عن النبي قال: ((وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم، إلا حصائد ألسنتهم))؛ والمراد بحصائد ألسنتهم جزاء الكلام المحرم وعقوباته، فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات أو السيئات، وكل سيحصد ما زرع يوم القيامة، فمن زرع خيرا حصد كرامة ومن زرع شرا حصد ندامة.
وفي الصحيح عن النبي قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله له بها رضوانه. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يظن أن تبلغ ما بلغت يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)).
أيها المسلمون: كان ابن عباس رضي الله عنهما يأخذ بلسانه ويقول: ويحك، قل خيرا تغنم أو اسكت عن سوء تسلم، والذي لا إله إلا هو ما على الأرض من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان، وفي الترمذي عن أبي هريرة عن النبي قال: ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى فيها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار)).
أيها المسلمون: ما أكثر الناس اليوم الذين يتصدرون المجالس والمنتديات بكلام لا يرون به بأسا، فيعرضون أنفسهم لهذا الوعيد، فما أكثر الذين يتصدرون المجالس بالكذب! وقد قال : ((إياكم والكذب؛ فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)). وقد وصف الله الكاذبين بأقبح ما وصف به الكافرين الجاحدين لآيات الله فقال: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون [سورة النحل:105].
أيها المسلمون: تتفاوت درجات الكذب بحسب ما يحدثه من الضرر، ويجره من الشر، فأعظم الكذب إثما القول على الله ورسوله وفي دينه بغير علم، والجرأة على التحريم والتحليل دون برهان؛ قال تعالى: ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون [سورة النحل:116].
وفي الصحيح عن النبي قال: ((من كذب علي متعمدا – وفي لفظ: من قال علي ما لم أقل – فليتبوأ مقعده من النار)).
وقد رأى النبي ليلة الإسراء رجلا يشرشر شدقه إلى قفاه، هكذا يعذب إلى يوم القيامة، فسأل عنه، فقيل له: هو الرجل يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق. وما أكثر الذين يختلقون الأكاذيب ليضحكوا الناس، أو ليضلوهم، أو ليصلوا بواسطة الكذب إلى أغراض خبيثة وأهداف دنيئة، ثم ينشرون هذه الأكاذيب في المجالس أو عبر وسائل الإعلام المتنوعة، فيقلبوا الحق باطلا والباطل حقا، ويظهروا الحسنات على أنها سيئات والسيئات بمظهر الحسنات، بواسطة زخرف القول. وصدق الله العظيم إذ يقول: شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون [سورة الأنعام:112-113].
أيها المسلمون: ومن أنواع الكلام المذموم الذي ينتشر في بعض مجالس الناس الخوض في الباطل، وهو الكلام في المعاصي، والتحدث عنها بما يروجها بين الناس، أو يهون وقعها على مسامعهم، ويشيع الفاحشة بينهم. ومنه التحديث بما يقع في المجتمع من المخالفات التي يرتكبها بعض الأفراد حيث يتحدث بها من له اطلاع عليها ممن قل فقهه في مجالس العامة، والتحديث عنها مما يفرح الأشرار والمنافقين، ويشيع الفاحشة بين المؤمنين. وقد قال تعالى: إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون [سورة النور:19].
ومن نشر الفاحشة بين المؤمنين ما تقوم به بعض المؤسسات، وبتعاون من بعض الآباء وأفراد الأسر من نشر وترويج الأفلام والمسلسلات الهابطة التي تغري بالزنا، وتهون البغاء، وتعلم الأحداث فنون الإجرام وألوان التمرد على سلطة الآباء والحكام.
أيها المسلمون: ومن أخطر أنواع الكلام المذموم الذي يعد من حصائد الألسنة، وتفوح به كثير من مجالس من ينتسبون إلى الخير، ما يشيع في تلك المجالس من القيل والقال التي محصلتها الوقيعة في أعراض الأكابر من العلماء، والتحريض على نزع يد الطاعة من أولي الأمر، وإحداث النفرة والفرقة بين خيرة الإخوان والدعاة إلى الله تعالى، بسبب الخوض في الأحاديث، ونقل الأخبار، ودون وعي وتثبت، مطيتهم في ذلك زعموا، وقالوا، وحدثني من أثق بعلمه، ونحو ذلك من المصادر المهلهلة والتي هي من أسلحة الفتنة التي تخرب الناس، وتشتت الكلمة، وتزرع الضغائن والأحقاد في الصدور، وتفسح المجالس للمغرضين والمتربصين بهذا المجتمع الآمن الدوائر.
وفي الصحيح عن حذيفة قال: ((بئس مطية الرجل زعموا)) وفي الصحيح عن النبي قال: ((إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث)). ومن كلام بعض أهل العلم: وما كل ما يعلم يقال. وقال ابن مسعود : ((إن الشيطان ليتمثل بصورة الرجل، فيأتي القوم يحدثهم بالحديث من الكذب فيتفرقون، ويقول الرجل منهم: سمعت رجلا أعرف وجهه ولا أدري، من هو سمعته يحدث)).
وهذا فيه التنبيه على خطر كيد شياطين الإنس والجن، ومن يفعل فعلهم من بسطاء الناس وذوي الأهواء منهم، الذين ينقلون الأخبار المكذوبة، ويصنعون الحوادث الملفقة المفتعلة، ثم يشيعونها في مجالس الناس وكأنها قضايا مسلمة، فيكون لها الأثر السيء في الإرجاف لبعض الناس، وتثبيط همم آخرين عن الخير، وإساءة الإخوان بعضهم ببعض، وإثارة الفتن، وتخريب الناس، نتيجة حادثة مكذوبة أو خبر مغرض أو نحو ذلك.
ولو تأملت كثيرا مما يحدث في مجالس الناس اليوم تجد كثيرا منه لا سند له صحيح، يعتمد عليه في النقل، وإنما هو بواسطة زعموا، ويقولون، وحدثني من أثق به، وما صح منه. فلا يعرف وجه وقوع الفعل ومناسبة القول حتى يحكم عليه أو له، مع أن كثيرا من الحوادث الصحيحة والأخبار الصادقة لابد أن تترجح المصلحة في روايتها وإشاعتها، وإلا فإن الإنسان معرضا للوقوع في الغيبة أو النميمة، وينطبق عليه قوله تعالى: وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم [سورة النساء:83].
فاتقوا الله في كلامكم، واحذروا حصائد ألسنتكم، لا تشيعوا الفاحشة، ولا تتكلموا بالبهت، ولا تتسببوا في إثارة الفتن وتخريب الأمة، فإن كلامكم مستطر، ومجزيون به يوم العرض الأكبر.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا جميعا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم











ملخص الخطبة
1 – نعمة اللسان 2 – خطورة اللسان 3 – اللسان وسيلة للخير والشر 4 – الإنسان محاسب على كل كلمة صغيرة وكبيرة 5 – اللسان من أسباب دخول النار
محمد بو سنه
الخطبة الأولى
فمن نعم الله عز وجل التي لا تحصى أن أحسن خلق الإنسان، وعدله وألهمه نور الإيمان، فزينه به، وجمله وعلمه البيان، فقدمه به وفضله، وأمده بلسان يترجع به عما حواه القلب وعقله، فاللسان أخي المسلم حصانك إن صنته صانك، وإن زنته زانك، وإن خنته خانك، فتدبر أمرك، وأعلم أن اللسان صغير حجمه عظيم خطره وجرمه، به يصون الإنسان ماله ونفسه وعرضه في الدنيا، ويسعد في الآخرة به، ويهلك في الدنيا ويسعد في الآخرة وأن أصر على الكفر ينل منه في الدنيا ويشقى في الآخرة.
حفظه الله بالأسنان والشفتين لكيلا تعجل بإطلاقه والتفكر فيما تقول، فإن كان خيراً قلته وإن كان شراً سكت عنه، باللسان تقرأ القرآن وتذكر الله تعالى وتسبحه وتهلله وتصلي على النبي وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدل على الخير وتنهى عن الشر وتصلح بين الناس وتقول الحق والصدق وتنشر العلم وتدعوا الى الفضيلة وتنفر من الرذيلة، وباللسان يرتكب الكذب والغيبة والنميمة والخصومة والحلف بغير الله واللعن والسب والشتم والقذف وغير ذلك، فأعجب لهذا العضو وخطورته، يروى أن لقمان الحكيم أمره سيده أن يذبح شاة ويأتيه بأطيب عضو فيها فذبحها وأتاه باللسان وقال له: هذا أطيب عضو في الشاة. وبعد مدة أمره سيده بذبح شاة أخرى وأن يأتيه بأخبث عضو فيها فذبحها وأتاه باللسان، وقال له هذا أخبث عضو فيها، فاللسان سلاح ذو حدين يستعمل في الخير ويستعمل في الشر وأعضاء الجسم كلها تخشى اللسان وآفاته فقد روى الترمذي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: ((اذا أصبح إبن آدم أصبحت الأعضاء كلها تذكر اللسان تقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك فإن إستقمت إستقمنا وإن اعوججت اعوججنا)).
أخي المسلم إن الكلام من العمل وأنت محاسب عليه لا تظنن أن الأمر هزل فأهل النار يتعجبون حينما يرون كل ما عملوه من صغير وكبير قد أحصاه الله عليهم وقالوا ياويلتنا مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها فلا تعجب بعد قول الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد لا تعجب بعد قول الله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ، وقد أوضح لنا رسول الله عظمة أمر اللسان وخطورته، وأنه مكمل لسائر أعمال الخير من صلاة وصيام وزكاة وحج وقيام ليل وجهاد، وأن سائر الأعمال قد ينقص فضلها وأجرها بل قد تحبط وتمحى كلها باللسان، بين رسول الله ذلك كله لمعاذ بن جبل حين سأله عما يدخل الجنة ويبعده عن النار، أخي المسلم هاك الحديث بتمامه فاسمعه بإمعان، حتى تدرك عظمة اللسان وخطورته: روى الترمذي عن معاذ رضي الله عنه قال: قال يارسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني عن النار؟ قال: ((لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله تعالى عليه: تعبد الله ولا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن إستطعت إليه سبيلاً ثم قال: ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل أي وسطه ثم تلا تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ يعلمون ، ثم قال: الا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه – أي أعلاه- قلت: بلى يارسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا، قلت: يارسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس في النار على وجههم إلا حصائد ألسنتهم)) فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع الخير من قول أو عمل حصد الكرامة، ومن زرع الشر من قول أو عمل حصد الندامة.
إن حديث النبي هذا يدل على أن أكثر مايدخل الناس به النار النطق بألسنتهم، فإن معصية النطق يدخل فيها الشرك، وقد علمتم أنه أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ويدخل فيها القول على الله بغير علم وهو قرين الشرك أيضاً، ويدخل فيها شهادة الزور والسحر والقذف والكذب والغيبة والنميمة، ولقد كان اللسان بهذه الخطورة والأهمية كان حفظه شعبة من شعب الإيمان، فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يعملا على حفظ ألسنتهما من كل ما يشين وأن يجتهدا في ألا يتكلما إلا بما يزين، والذي يشين اللسان هو كل ما حرمه الله عليك، فواجب عليك الانتهاء عنه قطعاً.
فاتقوا الله أيها الناس واحفظوا ألسنتكم ولا تطلقوا عنانها فتهلككم، إذا أردتم الكلام في شيء فتذكروا قول ربكم وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وتذكروا قول نبيكم : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).


الخطبة الثانية
قال الله تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً فلا تقل يا عبدالله رأيت وأنت لم تر شيئاً، ولا تقل سمعت وأنت لم تسمع ولا علمت وأنت لم تعلم، فإن ذلك عين الكذب الذي نهانا عنه رسول الله وأمرنا بخلافه فيما يرويه مسلم عن إبن مسعود قال: ((عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي الى البر وإن البر يهدي الى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عندالله صديقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي الى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً))، الكذب – عباد الله – هو أن تخبر بالشيء ماهو خلاف ما عليه الواقع، والكذاب جبان له وجهان، لا يجرؤ على الصدق، ولذلك فهو معدود من المنافقين، اذ المنافق يظهر خلاف ما يبطن، ولا ينفصل الكذاب عن النفاق حتى يصدق في الحديث فإذا صدق زال عنه اسم النفاق، روى مسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب واذا عاهد غدر واذا وعد أخلف واذا خاصم فجر))، الكذب ذنب كبير من تخلق به كان بعيداً عن الإيمان فقد سأل أحد الصحابة رسول الله : ((المؤمن يزني؟ قال: قد يكون ذلك، قال: المؤمن يسرق؟ قال: قد يكون ذلك، قال: المؤمن يكذب؟ قال: لا. قال الله تعالى: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله أولئك هم الكاذبون ))، إن بعض الناس يعتبرون الكذب أمراً هيناً فيجعلونه قسمين: كذبة بيضاء وكذبة سوداء، الا فليعلموا أن الكذب حرام كله، حتى الكذب المزاح ليضحك به الناس فقد روي عن أبو داود والترمذي عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده رضي الله عنهم قال: سمعت رسول الله يقول: ((ويل للذي يحدث بالحديث ليضحك به القوم فيكذب))، الكذب كله مذموم، وإنما يتساهل بعض الآباء فيكذبون على أبنائهم وبناتهم، ويعدونهم وعوداً كاذبة، والطفل يتعلم من أبويه أخلاقهما، فينشأ في حديثه على الكذب لأنه تربى على ذلك، ورسول الله لم يغفل عن التربية والتوجيه، فقد سمع إمرأة تعد ولدها وعداً فوجه إليها النصح والإرشاد، وبين لها أنها لولم تطعمه ما وعدت لكان كتب عليها كذبة، ويكثر الكذب في مجالس النساء خاصة فإن كثيراً من النساء إذا جلسن إلى بعضهن تساهلن في أحاديثهن وكذب فيها إفتخاراً، فتدعي إحداهن أمام صويحباتها أن زوجها إشترى لها واشترى وأعطاها وسافر بها إلى كذا وكذا، وصرف عليها كذا وكذا، والحال كله كذب، أو تقول: إشترى لي الثوب بكذا وكذا أضعاف قيمته فلتعلمي أختي المسلمة أنه لايحل لك أن تلوني لسانك الذي أمرت بحفظه بالكذب، وإسمعي ما قاله نبيك محمد فيما يرويه مسلم عن أسماء وكذا البيهقي عن عائشة رضي الله عنهما أن إمرأة جاءت النبي فقالت: يا رسول الله إن لي زوجاً ولي ضرة وإني أتشبع من زوجي، أقول: أعطاني كذا وكساني كذا وهو كذب، فقال رسول الله : ((المتشبع بمالم يعط كلابس ثوبي زور)) يرى الناس عليه ثوبين يظنون أنهما له وليسا له فهو متشبع بما ليس له.
أخي المسلم قد تحلف على شيء تظن صدقك فيه ثم يظهر لك خلافه كأن يقول لك ولدك أعطيني مبلغ كذا فتجيبه: والله ما معي ما تطلب وأنت معتقد صدق ما تقول وإنه لا يوجد لديك المبلغ المطلوب، ثم تمد يدك الى محفظتك فتجد أضعاف المبلغ، فهذا يمين لا مؤاخذة فيه لأن الكذب فيه غير مقصود، ووقع خطأ ويسمى هذا اليمين لغو الذي قال الله فيه: لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الإيمان واليمين اللغو إن كان لا مؤاخذة فيها فعليك أيها المسلم أن تحفظ إيمانك فلا تحلف بالله على كل شيء فإن الأتقياء البررة ينزهون إسم الله فلا يحلفون به ولو كانو صادقين، أما الحلف بالله كاذباً قصداً فحرام، وعليك أخي المسلم وأختي المسلمة أن تصونا ألسنتكما عنه، فقد حذر رسول الله من إقترافه وسمي اليمين الكاذبة غموساً، لأنها تغمس صاحبها في النار وهي من أكبر الكبائر فقد أخرج البخاري وغيره عن عبدالله بن عمرو بن العاص عن النبي قال: ((الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين واليمين الغموس)) وفي رواية أن إعرابياً جاء الى النبي فقال: يا رسول الله ما الكبائر؟ قال: ((الإشراك بالله، قال: ثم أي؟ قال: اليمين الغموس، قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقتطع مال إمرئ مسلم –أي يأخذه- بيمين وهو فيها كاذب))، واليمين الغموس فسحة الكذابين يسارعون إليها مستهينين بعذاب الله وما دروا هؤلاء أنهم سيلقون الله وهو عليهم غضبان، فقسمهم يشترون به حطاماً فانياً وعرضاً زائلاً ويظلمون بها غيرهم ويسلبونهم حقوقهم فهم يقسمون ليبطلوا حقاً أو يحقوا باطلاً، كما هو الشأن في شهادة الزور، فالنار مثواهم إلى أن يتوبوا ويردوا الحقوق الى أصحابها، روى البخاري ومسلم وأصحاب السنن عن إبن مسعود أن النبي قال: ((من حلف على مال امرئ مسلم بغير حقه لقي الله وهو عليه غضبان)) قال عبدالله ثم قرأ علينا رسول الله من كتاب الله عز وجل: إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً أولئك لاخلاق لهم في الآخرة و لايكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب آليم .
فاللهم اهدنا لأحسن الأخلاق والأعمال إنه لايهدي لأحسنها إلا أنت، وجنبنا منكرات الأخلاق والأعمال إنه لايصرفها إلا أنت وسبحانك اللهم وبحمدك وأشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك





ملخص الخطبة
1- عظيم فضل الله على الإنسان بخلقه لحواسه ومنها اللسان. 2- إطلاقات اللسان في اللغة. 3- حال الأنبياء مع اللسان. 4- الحرص على حفظ اللسان والتحذير من إطلاقه في الشر. 5- الحذر من الوقوع في التعيير بقصد النصيحة.

الخطبة الأولى
عباد الله: إن الله تعالى امتن على عباده في كتابه الكريم وعلى لسان رسول الله بما ركب فيهم من حواس وملكات يدركون بها الأمور ويميزون بها الخير من الشر، وهذه الركبات الحسية صالحة للإستعمال في الخير والشر قال الله تعالى: ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين وهديناه النجدين ، وإن من أعظم نعم الله تعالى اللسان إذا استعمل في الخير وكف وسجن عن الشر، ذلك أن اللسان ترجمان ما في القلب وما تقع عليه العين وما تسمعه الأذن ويطلق اللسان ويراد به اللغة، ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ، وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ، بلسان عربي مبين ، فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون .
عباد الله: ويطلق اللسان على هذه المضغة الصغيرة التي بين فكيك أيها الإنسان، صغيرة ولكنها فتاكة، سلاح ذو حدين، علم أنبياء الله تعالى أهمية إطلاقه في الخير وما يجلب للناس منافع، فدعوا الله أن يطلقها لهم وأن يجعلها دائماً صادقة، فهذا إبراهيم عليه السلام يتوجه إلى ربه بدعوات جامعة نافعة في سورة الشعراء يقول فيها: وأجعل لي لسان صدق في الآخرين ، وهذا موسى عليه السلام لما نبأه الله وأرسله وقد علم من نفسه ما علم قال: رب إني أخاف أن يكذبون ويضيق صدري ولاينطلق لساني فأرسل إلى هارون ولما علم أن الأمر غير قابل للإحالة وإنها النبوة والرسالة قال: وأخي هارون هو أفصح مني لساناً فأرسله معي ردء يصدقني إني أخاف أن يكذبون ثم توجه إلى الله تعالى بأدعية جامعة نافعة قال فيها في سورة طه: وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي وفي معرض المن، ولله المن يقول الله تعالى عن إسحاق ويعقوب: ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً وانظروا رحمكم الله إلى أثر استعمال هؤلاء الأخيار لألسنتهم في الخير وقارنوا بطائفة من الناس تدعي اتباعهم كيف صرفت وانحرفت عن نهجهم وإن منهم لفريقاً يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وماهو من الكتاب ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ومن الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياً بألسنتهم وطعناً في الدين فهل ذكر القرآن لنا هذا عنهم لنشبههم فيه أم لنعلم أنهم من الهالكين فنتجنب سبيلهم.
عباد الله: وإن نبينا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين أمرنا بالإقتداء به والتأسي به، وإنه عظم شأن اللسان وحث المتكلم على قول الخير أو الصمت وقرن ذلك بالإيمان ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) وكان ذلك هديه إذا قرأت شمائله، إذ كان طويل السكوت لايتكلم في غير حاجة، واذا تكلم تكلم بجوامع الكلم وبكلام فصل لافضول فيه، ويحذر من كثرة الكلام بغير ذكر الله، ويشنع على الثرثارين والمتفيهقين والمرائين والمجادلين والكذابين والنمامين والمغتابين والمزورين وأهل الفحش في القول عامة، ويحذرنا من ذي الوجهين واللسانين وأن يقول المرء قولاً يوافق ما في قلبه ولو كان من المصلين كما في البخاري: ((وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه)).
وفي مقابل ذلك علمنا الإستعاذة من شر اللسان وخصوصاً أيام الفتن وحثنا على إنكار المنكر به وقراءة القرآن والسنة وتعليم الجاهل والصلح بين الناس والإكثار من الذكر والدعاء، فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((الإيمان معرفة بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان))1، وعن ثوبان رضي الله عنه قال: لما نزل في الفضة والذهب ما نزل قال: فأي المال نتخذ؟ قال عمر فأنا أعلم لكم ذلك، فأوضع على بعيره فأدرك النبي وأنا في أثره فقال: يارسول الله أي المال نتخذ؟ قال: ((ليتخذ أحدكم قلباً شاكراً ولساناً ذاكراً وزوجة مؤمنة تعين أحدكم على أمر الآخرة)) هذا لفظ إبن ماجة.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه يرفعه قال: ((إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان فتقول: اتق الله فينا فإنما نحن بك، فإن إستقمت إستقمنا وإن اعوججت اعوججنا))2، وعن عبدالله بن بشر أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به؟ قال: ((لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله ))3 وعن سفيان بن عبدالله الثقفي قال: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: ((قل: ربي الله ثم أستقم، قال: قلت: يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسان نفسه ثم قال: هذا ))4.
عباد الله: أيكم لا يعرف حديث معاذ: ثكلتك أمك يا معاذ ((وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ))5، وأينا لايحفظ حديث مالك في الموطأ: ((من وقاه الله شر اثنين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه)) .
عباد الله: إننا لابد أن ندعوا دائماً بهذا الدعاء الذي علمه النبي لشكل بن حميد العبسي حيث قال: قلت يا رسول الله: علمني دعاء، قال: قل: ((اللهم إني أعوذ بك في سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر فمي ))6، ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً .



________________________________________


الخطبة الثانية
عباد الله: هل يليق بأحد منا بعدما سمعنا من نصوص الوعد والوعيد الواردة في اللسان أن نشابه أهل الكتاب الذي حرفوا الكتاب وانحرفوا عنه؟ هل يرضى مسلم أن يوصف بأنه من الذين قالوا سمعنا وعصينا؟ هل يرضى أن يصنف مع الذي يحرفون الكلم عن مواضعه ويطغون في الدين ويلوون فيه وبه ألسنتهم؟
أم هل تريد يا عبد الله أن تشابه المنافقين من هذه الأمة الذين وصفهم الله بشدة العداوة للمؤمنين وإظهار الإستهزاء بالرسول وفضلاء الأمة: سيقول لك المخلفون من الأعراب شغلتنا أموالنا وأهلونا فاستغفر لنا يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ، إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ، فإذا ذهب الخوف سلقوكم بألسنة حداد ، هذا ديدن المنافق وخصوصاً أيام الحروب والفتن، وإن بعض الناس هدانا الله وإياهم ممن يظهر عليهم سيما الصلاح وإرادة الإصلاح لايفرقون بين النصيحة والتعيير والوقيعة فيطلق أحدهم لسانه في علماء الأمة وأمرائها ووجهائها في ثوب الناصح الناقد، وإننا نرشد أمثال هؤلاء لقراءة كتاب الحافظ ابن رجب الحنبلي: الفرق بين النصيحة والتعيير، وهو كتاب صغير الحجم كبير الفائدة في بابه، ثم نذكر هؤلاء وأولئك بقول الله تعالى: يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ، ونذكرهم بحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((ستكون فتنة صماء عمياء من أشرف لها استشرفت له وإشراف اللسان فيها كوقوع السيف)) وبحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنها ستكون فتنة تستنطق العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد من وقع السيف)) وبحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قالوا يا رسول الله: أي الإسلام أفضل قال: ((من سلم المسلمون من لسان ويده))7.





ملخص الخطبة
1- خطورة اللسان. 2- ذكر بعض زلات اللسان. 3- الكذب قبحه وعاقبته في الآخرة. 4- وجوب التثبت في الأخبار قبل نقلها. 5- الغيبة وعقوبتها في الآخرة وتحذير الإسلام منها. 6- النميمة وعقوبتها في القبر ، وواجب المسلم تجاهها.
ابن المعثيمين
الخطبة الأولى
أيها الناس اتقوا الله تعالى واحفظوا ألسنتكم فإن حصائد اللسان هلاك الإنسان فعن معاذ بن جبل قال: ((قلت: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال: لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تَعبُد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت، ثم قال : ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطايا كما يطفئ الماءُ النارَ وصلاة الرجل في جوف الليل ، يعني تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ثم تلا: تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ: يعملون ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا قلت: يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)).
أيها الناس: إن حصائد اللسان هي أقواله المحرمة وهي أنواع كثيرة منها ما يوصل إلى الكفر ومنها دون ذلك فالاستهزاء بالله ودينه وكتابه ورسله وآياته وعباده الصالحين فيما فعلوا من عبادة ربهم كل هذا كفر بالله ومخرج عن الإيمان وهو من حصائد اللسان. والكذب والغيبة والنميمة والفحش والسب واللعن كل هذا من حصائد اللسان. وفي الحديث: ((إن الله ليبغض الفاحش البذيء)).
أيها الناس: لقد شاع في كثير من الناس أخلاق سيئة من حصائد اللسان فكثير من الناس لا يبالون بالكذب ولا يهتمون به ولم يحذرون من قول النبي : ((إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا)). كثير من الناس يظنون ظنونا كاذبة فيشيعها في الناس من غير مبالاة بها وربما كانت تسيء إلى أحد المسلمين وتشوه سمعته وليس لها حقيقة فيبوء بإثم الكذب وإثم العدوان على أخيه المسلم ويخشى أن يكون ممن قال فيهم النبي : إن الرجل يتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوي بها سبعين خريفا في النار ، وفي صحيح البخاري عن سمرة بن جندب في رؤيا النبي : ((أتاه ملكان فمروا على رجل مستلق على قفاه وآخر قائم عليه بكلوب من حديد فإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه ومنخره وعينيه إلى قفاه ثم يفعل بالشق الآخر كذلك فما يفرغ منه حتى يعود الجانب الأول صحيحا فيرجع إليه في شرشره كما فعل في المرة الأولى فقال الملكان للنبي : هذا كذاب يكذب الكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به هكذا إلى يوم القيامة)).
هؤلاء الذين ينقلون للناس ما يفكرون به من أوهام لا حقيقة لها ربما يكون في كلامهم إلقاء للعداوة والبغضاء بين المسلمين فيتفكك المجتمع وتتفرق الجماعة من أجل أمور وهمية وظنون كاذبة . كثير من الناس ينقلون الكلام عن غيرهم بمجرد الإشاعات وربما لو بحثت عن هذا النقل لوجدته كذبا لا أصل له أو محرفا أو مزيدا أو منقوصا والمؤمن العاقل هو الذي يتثبت في الأخبار ويتحرى في نقلها حتى لا ينقل إثما ولا كذبا وفي الحديث الصحيح عن النبي : ((إن الرجل ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها أي ما يتثبت ولا يعلم هل هي خير أو شر صدق أو كذب؟ يزل لها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)). وفي الحديث عن النبي أنه قال: ((كفى بالمرء إثما وفي رواية كذبا أن يحدث بكل ما سمع)).
فيا أيها المسلمون احفظوا ألسنتكم لا تطلقوا عنانها فتهلككم إذا أردتم الكلام في شيء فتذكروا قول الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وقوله : ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)) واعلموا أنكم محاسبون على كل كلمة تخرج من أفواهكم فما جوابكم يوم القيامة إذا سئلتم ألم تتكلم بكذا وكذا؟ فمن أين وجدت ذلك؟ وكيف تكلمت ولم تتبين الأمر؟ أيها المسلم لا تطلق لسانك بالقول لمجرد ظن توهمته أو خبر سمعته فلعلك أن يكون ظنك كاذبا ولعل الخبر أن يكون كاذبا وحينئذ تكون خاسرا خائبا.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم . . [الأحزاب:70-71]. إلى آخر السورة.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وحماني وإياكم من الزلل في الأقوال والأفعال إنه جواد كريم.




الخطبة الثانية
الحمد لله جعل المؤمنين إخوة يتعاونون بينهم على البر والتقوى ويحترم كل واحد منهم الآخر في نفسه وماله وعرضه فكل المسلم على المسلم حرام، كما قال ذلك النبي المصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له رب الأرض والسماء، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل البر والوفاء، وعلى التابعين لهم بإحسان ما تتابع القطر والندى، وسلم تسليما.
أما بعد:
أيها الناس اتقوا الله تعالى واحترموا حقوق إخوانكم المسلمين وذبوا عن أعراضهم كما تذبون عن دمائهم وأموالهم.
أيها المسلمون لقد شاع بين كثير من المسلمين داءان عظيمان لكن السلامة منهما يسيرة على من يسرها الله عليه، أيها المسلمون فشا فينا داء الغيبة وداء النميمة، أما الغيبة: فهي ذكر الإنسان الغائب بما يكره أن يذكر ما فيه من عمل أو صفة، فإن كثيرا من الناس صار همه في المجالس أن يأكل لحم فلان وفلان ، فلان فيه كذا وفيه كذا ومع ذلك لو فتشت لرأيته هو أكثر الناس عيبا وأسوأهم خلقا وأضعفهم أمانة وإن مثل هذا الرجل يكون مشؤوما على نفسه ومشؤوما على جلسائه لأن جلساءه إذا لم ينكروا عليه صاروا شركاء له في الإثم وإن لم يقولوا شيئا.
أيها المسلمون لقد صور الله الإنسان الذي يغتاب إخوانه المسلمين بأبشع صورة، مثّله بمن يأكل لحم أخيه ميتا ويكفي قبحا أن يجلس الإنسان على جيفه أخيه من لحمه ويأكله.
أيها المسلمون إن الواجب عليكم إذا سمعتم من يغتاب إخوانه المسلمين أن تمنعوه وتذبوا عن أعراض إخوانكم؛ ألستم لو رأيتم أحدا قائما على جنازة رجل من المسلمين يأكل لحمه ، ألستم تقومون عليه جميعا وتنكرون عليه؟ إن الغيبة كذلك تماما كما قال الله تعالى: ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه [الحجرات:12]. ولا يبعد أن يعاقب من يغتاب إخوانه يوم القيامة فيقربون إليه بصورة أموات ويرغم على الأكل منهم كما روي في ذلك حديث عن النبي ولقد مر النبي ليلة المعراج بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم فقال: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم وقال عليه الصلاة والسلام: ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته)).
أيها المسلمون إن كثيرا من أهل الغيبة إذا نصحوا قالوا: نحن لا نكذب عليه هو يعمل كذا ولقد قيل للنبي : ((أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهتّه)). فبين لأمته أن الغيبة أن تعيب أخاك بما فيه أما إذا عبته بما ليس فيه فإن ذلك جامع لمفسدتين البهتان والغيبة ، ولقد نص الإمام أحمد بن حنبل وفقهاء مذهبه على أن الغيبة من كبائر الذنوب فاحذر أيها المسلم منها واشتغل بعيبك عن عيب غيرك وفتش نفسك هل أنت سالم؟ فربما تعيب الناس وأنت أكثرهم عيبا وإن كنت صادقا في قولك مخلصا في نصحك فوجدت في أخيك عيبا فإن الواجب عليك أن تتصل به وتناصحه، هذا هو مقتضى الأخوة الإيمانية والطريقة الإسلامية.
أما الداء الثاني الذي انتشر بين بعض الناس فهو داء النميمة وهي أن ينقل الكلام بين الناس فيذهب إلى الشخص ويقول قال فيك فلان كذا وكذا لقصد الإفساد وإلقاء العداوة والبغضاء بين المسلمين وهذه هي النميمة التي هي من كبائر الذنوب ومن أسباب عذاب القبر وعذاب النار قال النبي : ((لا يدخل الجنة نمام)) ومر بقبرين فقال: ((إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير أي في أمر شاق تركه عليهما أما أحدهما فكان لا يستبرئ من البول وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة)).
أيها المسلمون إن الواجب على من نقل إليه أحد أن فلانا يقول فيه كذا أن ينكر عليه وينهاه عن ذلك وليحذر منه فإن من نقل إليك كلام الناس فيك نقل عنك ما لم تقله قال الله تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشّاء بنميم [القلم:10-11].
وفقني الله وإياكم لمحاسن الأخلاق وصالح الأعمال وجنبنا مساوئ الأخلاق ومنكرات الأعمال وهدانا صراطه المستقيم إنه جواد كريم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

اللـــــيث
21-03-2009, 09:39 PM
باب ما جاء في آفات اللسان

--------------------------------------------------------------------------------

في حديث معاذ الذي رواه الترمذي قلت: يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال: "ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوهم، أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟".


قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه: من العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والاحتراز من أكل الحرام، والظلم والزنى والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغير ذلك، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، وكم نرى من رجل متورع عن الفواحش والظلم، ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ولا يبالي ما يقول.



[قال الإمام النووي رحمه الله: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام، إلا كلاما ظهرت فيه المصلحة، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة، والسلامة لا يعدلها شيء.

فمن استقام لسانه استقامت جوارحه، ومن عصى لسانه وخاض في أعراض الناس عصت جوارحه وانتهكت حرمات الله، وقد ثبت عن النبي  أنه قال: "إذا أصبح ابن آدم، فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا" [رواه الترمذي].

قال النووي رحمه الله: معنى "تكفر اللسان" أي تذل وتخضع.
وقال الألباني: رحمه الله: أو هو كناية عن تنـزيل الأعضاء اللسان منزلة الكافر بالنعم.


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

احاديث كثيرة تدل علي ان اللسان يهوي بصاحبه في النار
منها:

قال النبي صلي الله عليه وسلم(فيما معناه) اكثر ما يدخل الناس الجنة
تقوي الله وحسن الخلق واكثر ما يدخل النار الاجوفان: الفم والفرج
سأل احدهم رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما النجاة ؟
قال : امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابكي علي خطيئتك
قال النبي صلي الله عليه وسلم: اكثر خطايا بن ادم في لسانه
حديث: من يضمن لي ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنة
حديث: ان الرجل ليتكلم كلمة في سخط الله تعالي لا يلقي بها بالا يهوي بها
في نار جهنم 70 خريفا
...
تقول الجوارح يومياً للسان: اتق الله فينا فانك ان استقمت استقمنا
وان اعوججت اعوججنا
قال الرسول صلي الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل : راس الامر الاسلام وعموده
الصلاة وذروة سنامه الجهاد . الا ادلك علي ملاك ذلك كله
قال معاذ : بلي يا رسول الله
قال : امسك عليك هذا ..( وامسك لسانه)
فيا اخواني من ملك لسانه ملك الخير كله

من افات اللسان
1-الخوض في الباطل : مثل التحدث في :
الخيانات الزوجية .. الاماكن السيئة .. شرب الخمر .. افات المجتمع
قال النبي صلي الله عليه وسلم: اعظم الناس خطايا يوم القيامة اكثرهم
خوضا في الباطل في الدنيا
2- الخوض في اعراض النساء ( او الناس عموماً)
3- الجدل :
قال النبي صلي الله عليه وسلم : انا زعيم (ضامن) بيت في وسط الجنة
لمن ترك مراء وان كان محقاً

4- البذاءة :
بذاءة اللسان
قال النبي صلي الله عليه وسلم : ان الله يبغض الفاحش والبذئ .
واتمني من الجميع ان يعمل حسابه في النكات البذيئة
قال النبي صلي الله عليه وسلم : ان الرجل يتكلم بالكلمة
لا يلقي بها بالا ليضحك جلسائه يوي بها في جهنم ابعد
ما بين السماء والارض
5- السخرية والاستهزاء
6- افشاء الاسرار
ان من اعظم الخيانة التي تتحدث المراة بخبر زوجها اذا
تحدثت بالمعاشرة
يقول النبي صلي الله عليه وسلم : كمثل شيطان غش شيطانة
والناس ينظرون اليهما.

7- الوعد الكاذب :
وجميعنا نقع فيه كثيرا
8- النميمة
الحديث : لا يدخل الجنة نمام
9- الغيبة:
10- الكذب :
قالت السيدة عائشة للنبي صلي الله عليه وسلم : اني ادعوا الي الطعام
واقول لا اشتهيه وانا اشتشهيه اتكتب كذبة ؟
قال : نعم
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
تجد أكثر الناس هداهم الله في المجالس أو في المكاتب أو التجمعات أو في أعمالهم بجميع أشكالها

يتكلمون بكلام يخرجهم من الملة ، عند تعرضهم أعراض الناس ، وهتك أعرض الناس وفي اللسان

فيه آفتان الكلام والسكوت ، فربما يكون سكوته عن الحق ، أو التكلم بالباطل أو الوشاية أو الكذب ،

فإن اللسان من نعم الله العظيمة صغير في حجمه وكبير في جرمه يعبر ألإنسان به عن نفسه ويعبر به

ب ما في داخله وبه يدنو ألإنسان وبه الرفعة والعلو وقد حذر الله في محكم كتابه العزيز ومن أشد

أمراض اللسان انتشار الغيبة.

فقال تعالى

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ

أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12) }

وقال تعالى:

{ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18) }

وقال تعالى:

{ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا (36) }


ومن ألأحاديث ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

)) من كان يؤمن بالله واليوم ألأخر فليقل خيرا أو ليصمت ((

[ رواه مسلم ] .

وقال عليه الصلاة والسلام :

(( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ))

[ متفق عليه ] .

وحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل النار ؟

قال : (( الفم والفرج ((

[ رواه الترمذي ] .

قال رسول صلى الله عليه وسلم :

)) إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بهاء إلى النار أبعد مما بين المشرق ((

[ رواه مسلم ] .




الكلام اللين يغلب الحق البين .... الابتسامة كلمة معرف من غير حروف

حـب لأخيــك ما تحبه لنفــــك .... وحـــاسب نـفسك قبـــل أن تــحــــاسب .

ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــ
قال تعالى (( ولايغتب بعضكم بعضا ))


وقال تعالى ((ولا تطع كل حلاف مهين _ هماز مشاء بنميم ))


بالايه الأول نستخرج آفة الغيبه : )

وبالايه الأخرى نستخرج آفة النممية : )

فمالفرق بينهما


هذا تفصيل بالفرق بين الغيبة والنميمة لفضيلة الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله

مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه

السؤال: أرجو من الله أن يمدكم بالصحة والعافية لمواصلة هذا الطريق الخير لمساعدة المسلمين على تجاوز مشكلاتهم ونظراً لأن لدي سؤال من شقين احترت بينهما وهو ما معنى الغيبة والنميمة وما معنى النهي عن المنكر هل من الغيبة والنميمة أن نقول للناس إن هذا الشخص فعل كذا ليحذره الناس وما جزاء من يقول مثل ذلك؟

الجواب
الشيخ: الغيبة ذكرك أخاك بما يكره في غيبته بأن تقول في غيبته إنه فاسق إنه متهاون بدين الله إن فيه كذا وكذا من العيوب الخِلْقية التي تعلق بالبدن إن فيه كذا وكذا من العيوب الخلقية التي تتعلق بالخلق فإذا ذكرت أخاك في غيبته بما يكره في دينه أو بدنه أو خُلقه فتكل هي الغيبة إن كان منه ماتقول أما إن لم يكن فيه ما تقول فإن ذلك غيبة وبهتان كما قال النبي عليه الصلاة والسلام حين سئل أراءيت يا رسول الله إن كان في أخي ما تقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته أي بهته بالاضافة إلى غيبته هذه هي الغيبة والغيبة إذا حصلت في حضور المغتاب صارت سباً وشتماً

وأما النميمة فليست هي الغيبة النميمة نقل كلام الغير إلى من تكلم فيه بقصد الافساد بينهما مثل أن تذهب لشخص فتقول قال فيك فلان كذا وكذا لتفسد بينهما وهي أي النميمة من كبائر الذنوب كما إن الغيبة أيضاً من كبائر الذنوب عل القول الراجح سواء أي في النميمة كانوا الذين نِّمْتَ فيه قد قال ما قال أو لم يقل فلا يحل لأحد أن ينقل كلام أحد إلى من تكلم فيه فيلقى العداوة بينهما بل إذا تكلم أحدهما في شخص فانصحه وحذره من النميمة وقل له لا تنقل إليّ كلام الناس في وأتق الله حتى يدع النميمة واعلم أن من نمّ إليك نمّ منك فأحذره

ولهذا قال الله تعالى (وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يدخل الجنة قتات أي نمام وثبت عنه أنه مر برجلين يعذبان في قبورهما فقال لأحدهما إنه يمشي بالنميمة وأعظم النميمة أن ينم الإنسان بين العلماء علماء الشرع فينقل عن هذا العالم إلى هذا العالم الكلام بينهما ليفسد بينهما ولاسيما إن كان كذباً فإنه يجمع بين النميمة والكذب يذهب إلى العالم ويقول إن فلاناً من أهل العلم يقول فيك كذا وكذا و كذا فإن هذا من كبائر الذنوب وفيه مفسدة عظيمة وايقاع للعداوة بين العلماء فيحصل في ذلك تفكك في المجتمع تبعاً لتفكك علمائهم

هذا هو الفرق بين الغيبة والنميمة أما قول السائل هل من الغيبة أن يتكلم بأوصاف يعرف الناس المتصف بها بعينه من غير أن يسميه المتكلم فالجواب أن نقول نعم إذا تكلم الإنسان بأوصاف لا تنطبق إلا على شخص معين معلوم بين الناس فإن هذا من الغيبة لأن الناس قد يعلمونه بوصفة الذي لا يتصف به ألا هو ولكن إذا كان هذا الوصف الذي ذكره من الأمور التي يجب تغييرها لكونها منكراً فإنه لا حرج أن يتكلم على من أتصف بها وإن كان قد تُعلم عنه وقد كان من عادة النبي عليه الصلاة والسلام إذا خالف أحد من الناس شريعة الله أن يتحدث فيهم فيقول ما بال قوم أو ما بال رجال أو ما أشبه ذلك مع إنه ربما يعرف الناس من هؤلاء لتتبع ويتفرع من ذلك أن الإنسان لو اغتاب شخصاً داعية سوء وعينه باسمه ليحذر الناس منه فإن هذا لا بأس به بل قد يكون واجباً عليه لما في ذلك من إزالة الخطر على المسلمين حيث لا يعلمون عن حاله شيئاً.

اللـــــيث
21-03-2009, 09:45 PM
ان شاء الله اللي موجود فيه خير وبركة واسف على التاخر

أسرآر
23-03-2009, 11:34 PM
أخوي الليث جزآآآآك الله خير على معلوماتك المفيدهالتي ذكرتها لي وعلى خدمتك لي فمن فرج على مؤمن فرج الله عنه يوم القيامه....أسأل الله العظيم ان يجعل هذا المجهوود في ميزان حسناتك....ولكن! اتمنى ان تذكر لي اسم المرجع لأوثق معلوماتي بالمرجع المذكور..وعذرآ ان كنت اثقلت عليك..

طيبه عجام
27-03-2009, 10:37 PM
ماقصرت اخي الليث

جهود طيبه تذكر بكل خير

ملكةالقمر
25-02-2011, 10:05 AM
ارجوكم اريد مطوية عن افات اللسان مع خالص شكري لكم :Lopez...yes: