المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال ما رأيكم فيه؟



محبةالفن
17-03-2009, 08:32 PM
اطلعت على هذا المقال بجريدة المدينة اليوم واريدكم ان تشاركو في النقاش حوله.


من الحياة التربية الفنية .. وقفة لا بد منها
سراج حسين فتحي
إن معظم مدرسي التربية الفنية تحولوا إلى عمال ديكور ونجارين ينفذون رغبات مدير المدرسة في تشكيل وتلوين جدران وممرات المدرسة بما يسعده ويشبع رغباته. كانت حماسة الأساتذة المحبين لفنهم قبل أربعة عقود هي أكبر الدوافع التي جعلت المعارض المدرسية وحصص التربية الفنية والاشغال اليدوية من أمتع الدروس وأكثر شغلا لهوايات الطلاب، ومدار اهتمام المسؤولين في الإدارات التعليمية آنذاك، رغم تدني تأهيل المدرسين العلمي وندرة المواد الخام، أما اليوم فمن المؤسف ان معظم المدارس لا تعطى الفرصة للطلاب لاشباع وتشجيع ميولهم الفنية، بل ان كثيرا من الإدارات المدرسية لا تعطي الفرص الكافية للمدرسين المتخصصين لممارسة تخصصهم بالصورة اللائقة، وقد قلت قبل اليوم ان معظم مدرسي التربية الفنية تحولوا إلى عمال ديكور ونجارين يعملون تحت إمرة مدير المدرسة لتنفيذ رغباته ومزاجه الشخصي في تشكيل وتلوين جدران وممرات المدرسة بما يسعده هو ويشبع رغباته الخاصة..! ان التربية الفنية في بلادنا تعيش أزمة خانقة في معظم مدارسنا الحكومية والخاصة معا، لانها أخرجت وأفرغت من محتواها، ولم تعد وسيلة لتنمية وتشجيع هوايات الطلاب، بل ان معظم حصص هذه المادة -الهامة جدا- أصبحت تدور في فراغات لا أول لها ولا آخر، وأصبحت الحصيلة رسومات لا طعم لها ولا ذوق فيها، ولا أدنى درجة من تربية للذوق والحس الفني لدى الطلاب وفي كل المراحل الدراسية، ولا أدري هل لدى الوزارة الجليلة فكرة جادة لإلغاء هذه المادة واشغالها بأي مادة أخرى أصبحت لها سيطرة على تفكير بعض العاملين في التربية والتعليم، واخشى ما اخشاه هو ان يأتي اليوم الذي لا نجد لهذه المادة -الهامة جدا- أي أثر في الجدول الدراسي أو أي بصمة واضحة في توجيه وتنمية قدرات وهوايات الطلاب، وهذا ما سيكون له آثاره السلبية الخطيرة على مستقبل أخلاقيات وسلوك الطلاب، ونحن نعيش بعضا من ذلك اليوم..! لقد أثار اهتمامي هذا الموضوع منذ سنوات، وفي كل عام دراسي وبمتابعتي لأبنائي من خلال دفاترهم وكراريسهم، وفي كل عام أتمنى ان يكون أفضل مما سبقه، لكنني أجد نفسي تزداد حسرة مما أجده في الكراريس من موضوعات ميتة ورسوم ضعيفة، رغم ما يشترونه من أفخر أدوات الرسم من ألوان مائية وزيتية وغيرها، ونفسي تزداد أسى لقلة ما يجده أبناؤنا من عناية بهذه الهواية الرائعة والراقية من قبل أساتذتهم ومدارسهم، ودوما أتساءل عن سبب اهمال هذه المادة، هل هو من ضعف اعداد معلميها في كليات المعلمين والتربية، أم هو من قلة وعي بعض مديري المدارس بأهمية الدور الذي يمكن ان تقوم به هذه المادة في تنمية ذوق وإحساس الطلاب، وهل كل من يدرس هذه المادة متخصص من حيث المبدأ، أم هي مجرد حصص يكمل بها جدوله ولو كان لا يدري ألف باء التربية الفنية..؟ تبرز أهمية مادة التربية الفنية فيما يمكن ان تقوم به من دور في تنمية وتهذيب الذوق والسلوك والارتقاء بالذوق، تماما كما تفعل مثيلاتها من المواد الدراسية الأخرى التي وضعت ضمن الجدول الدراسي، فمواد التربية الدينية كافة، ومواد اللغة العربية والتربية البدنية وسواها كل واحدة منها تقوم ببناء جانب من جوانب شخصية الطالب، وتأتي التربية الفنية لتتحمل قدرا كبيرا من تنمية الذوق والارتقاء بالحس الفني لدى الطلاب، ومعروف ان الإنسان صاحب الذوق الرفيع والحس المرهف لا يسمح لنفسه بان يكون وضيعا، ولا ان يمارس من السلوكيات ما يؤدي به لان يكون عضوا في فئة منحرفة سلوكيا أو فكريا، أو على الأقل في مجموعة غير مهذبة، بل يصل الأمر إلى ان تقوم هذه المادة بدور هام في توجيه الطلاب نحو التدين الناضج والواعي واستيعاب رسالة الإسلام التي تحث المسلم على ان يكون نظيفا في ملبسه، طاهرا في جسمه، عفيفا في نفسه ولسانه، واعيا بمسؤوليته نحو أمته والبشرية جميعها..! وهذا ما تهدف إليه التربية الفنية الحقيقية، بل هذا ما يدعو إليه الفن الراقي الحقيقي مهما كانت مجالاته وأنواعه، وهذا ما أظننا نسعى إليه ونبذل في سبيل تحقيقه والوصول إلى أفضل درجاته الكثير من المال والجهد والتفكير ونتحمل من أجله الهموم والعقبات ونواجه العديد من العراقيل والصعوبات لان لنا هدفا هاما في حياتنا وهو بناء مجتمع نظيف وآمن، واخراج أفراد منتجين واعين لديهم إحساس بالمسؤولية، ويشعرون بما يجب عليهم من واجبات نحو أمتهم وبلادهم ومجتمعهم وأسرهم، فهل ستجد هذه الاسطر من معالي وزير التربية والتعليم والمسؤولين في الوزارة من الاهتمام ما يمكن ان يعطي دفعة قوية لهذه المادة الهامة في تربية أبنائنا، وهل سيأتي اليوم الذي تختفي أساليب التعامل مع مدرس التربية الفنية من قبل المديرين ووكلائهم باعتبارهم نجارين وعمال ديكور..؟
منقول للامانة

تالينا
21-03-2009, 12:43 AM
لكل أنسان رأى مختلف .يقيس الامور من زوايا متعددة وأحترم رأى الكاتب ولكن لا اتفق معه