المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حمار الوزارة وحمار التلاميذ !!!



د/ عبدالله الفوزان
24-02-2009, 06:22 PM
في معرض نقده لأنظمة التعليم في الوطن العربي والقائم على التلقين يذكر الدكتور حامد عمار في كتابه المعنون بـ " في بناء الإنسان العربي " وهو كتاب قيم أتمنى على الجميع قراءته أقول يذكر الدكتور في كتابه هذا تحت عنوان " حمار الوزارة وحمار التلاميذ " أنه كان في يوم من الأيام يعمل موجها في وزارة التربية والتعليم بجمهورية مصر العربية وكان لديهم في التعليم الابتدائي مادة العلوم ويدخل ضمن هذه المادة تدريس " الأشياء والصحة " ومن بين المواضيع الداخلة في المادة موضوع " الحيوانات الأليفة ".

يقول الدكتور حامد عمار أن من بين الحيوانات الأليفة التي كان يدرسها التلاميذ " الحمار ". وفي يوم من الأيام يقول ذهبت موجها إلى قرية المنوفية وهي قرية يعتمد أهلها على الحمير بشكل كبير في الزراعة والتنقل ويتعرف عليها الطفل هناك منذ ولادته ويعرف ماذا تأكل ومتى تشرب ومتى تبرطع ومتى تصقل لأنه يتعايش معها منذ طفولته الباكرة.

ويسترسل حامد عمار قائلا: دخلت على المعلم في الصف فإذا به يردد بأعلى صوته على مسامع الطلاب أن الحمار من الحيوانات الأليفة ومن ذوات الأربع وله ذيل طويل وأذنان طويلتان ويستخدم في التنقل والزراعة ثم كتب المعلم الملخص على السبورة وطلب من التلاميذ نسخ الملخص في دفاترهم.

يقول حامد عمار هنا تدخلت كموجه وقلت للطلاب لحظة من فضلكم: الآن عرفتم حمار الوزارة ... فما الذي تودون معرفته أنتم عن الحمار؟ يقول أطبق الصمت لبعض الوقت فرفع أحد التلاميذ إصبعه وسأل: كم سنة يعيش الحمار يا أستاذ؟ وبعده تجرأ آخر فسأل: كيف يمكن معالجة الجروح التي في ظهر الحمار؟ ثم تجرأ الثالث فسأل: هل يختلف السعر من حمار إلى آخر؟

يقول حامد عمار من حسن حظي وحظ المعلم أن أعلنت الصافرة نهاية الحصة لتخرجني والمعلم من ورطة أسئلة الطلاب فقلت لهم إذهبوا لأهلكم واسألوهم فهم الأدرى بشؤون الحمير مني ومن معلمكم.

يقول حامد عمار تأملت في الحمار الذي أرادت الوزارة تعليمه للطلاب فوجدت أنه لم يضيف جديدا لمعلومات ومعارف التلاميذ لأنهم يعرفون أصلا أن الحمار من الحيوانات الأليفة لأنهم يعيشون معه كل يوم وخاصة في المنوفية ويعرفون أنه من ذوات الأربع وأن ذيله طويل وأذناه طويلتان ويستخدم في التنقل والزراعة فهم يرونه رأي العين في كل لحظة ... فماذا أضافت الوزارة لمعلومات الطلاب عن الحمار؟ إنها لم تضف شيئا جديدا على الاطلاق.

يقول المؤلف ثم تأملت في أسئلة الطلاب فوجدتها منطقية وتعبر عن تفكير عميق ورغبة في المعرفة: فبخصوص السؤال عن كم سنة يعيش الحمار: أليس لكل شيء بداية ونهاية وما بينهما هو سن الكئن الحي؟ وبخصوص السؤال الثاني: أليس لكل داء دواء إلا جرح الحب في قلوب بعض الشعراء؟ وبخصوص السؤال الثالث عن ثمن الحمير: أليس لكل شيء ثمنه بحسب قدرته على إنجاز المهام؟

يقول حامد عمار: بعد تأمل في حمار الوزارة وحمار التلاميذ وجدت أن حمار الوزارة لم يضف إلى معلومات التلاميذ شيئا فهو حمار ميت ... أما حمار التلاميذ فهو حقا الحمار الذي يود التلاميذ أن يعرفوا عنه معلومات غائبة عن أذهانهم فهو حمار حي جامح.

أراد حامد عمار أن يلفت انتباه القاريء إلى أهمية الحوار بين المعلم والتلاميذ حول الموضوع المطروح بدلا من التلقين ... ففي الحوار تحفيز لعقول التلاميذ وحثا لهم على التفكير وطرح الأسئلة والاستنباط والنقد والاستنتاج.

هكذا للأسف هي مناهجنا وأساليب التدريس في العالم العربي تخرج حفظة للمعلومات دون تساؤل أو نقاش وتدعو إلى تعطيل العقول لأنها تقدم معلومات جاهزة على التلاميذ أن يحفظوها كما هي دون أن يكون لهم رأي حولها أو إضافات أو نقد أو تساؤل.

بعد قراءتي لهذا الموضوع فتح ذهني الدكتور حامد عمار إلى نقطة مهمة في عملية تدريس التلاميذ وهي سؤالهم عن ماذا يرغبون في تعلمه من المادة المطروحة في جداولهم بدلا من أن أكتفي بالمنهج الذي أفرضه أنا عليهم ... فالمادة يجب أن تشبع رغبة التلاميذ وليس فقط رغبة المعلم ولابد أن يكون لهم رأي في محتوى المادة المقررة والمشاركة مع المعلم في وضع العناصر الأساسية لها بدلا من الدكتاتورية الفكرية التي يمارسها كثير من المعلمين والمعلمات على الطلاب والطالبات فلا يشركونهم في صناعة محتوى المادة ... فقد يرغب التلاميذ في معرفة أشياء معينة من دراسة المادة بينما يفرض عليهم المعلم أو المعلمة مالا يصب في ميولهم واهتماماتهم ... ومن هنا للأسف تتشكل أول خطوات الدلاخة الفكرية لدى كثير من طلابنا وطالباتنا وشيوع الاتكالية والكسل والخمول والملل لأنهم ببساطة لا يملكون الحق في المشاركة في صناعة محتوى المادة ولا يجدون فرصة للحوار والتأمل والإستنباط والنقد والإضافة والحذف وإعمال العقل والنتيجة النهائية لمثل هذا الإسلوب في التدريس هو مجموعة من الحفظة يرمون كتبهم بعنف بعد نهاية الاختبارات وينسون ما حفظوه بمجرد تسليمهم لأوراق الإجابة.

أعتذر على الإطالة مع شكري للجميع ... محبكم الفوزان
[email protected]

همس الرووح
24-02-2009, 06:36 PM
فالمادة يجب أن تشبع رغبة التلاميذ وليس فقط رغبة المعلم ولابد أن يكون لهم رأي في محتوى المادة المقررة والمشاركة مع المعلم في وضع العناصر الأساسية لها بدلا من الدكتاتورية الفكرية التي يمارسها كثير من المعلمين والمعلمات على الطلاب والطالبات فلا يشركونهم في صناعة محتوى المادة ... فقد يرغب التلاميذ في معرفة أشياء معينة من دراسة المادة بينما يفرض عليهم المعلم أو المعلمة مالا يصب في ميولهم واهتماماتهم ... ومن هنا للأسف تتشكل أول خطوات الدلاخة الفكرية لدى كثير من طلابنا وطالباتنا وشيوع الاتكالية والكسل والخمول والملل لأنهم ببساطة لا يملكون الحق في المشاركة في صناعة محتوى المادة ولا يجدون فرصة للحوار والتأمل والإستنباط والنقد والإضافة والحذف وإعمال العقل والنتيجة النهائية لمثل هذا الإسلوب في التدريس هو مجموعة من الحفظة يرمون كتبهم بعنف بعد نهاية الاختبارات وينسون ما حفظوه بمجرد تسليمهم لأوراق الإجابة.


ياسبحان الله اليوم كنت أتناقش

مع مجموعة من المعلمات الأوليات

حول الملتقى التربوي والذي عنوته


اين نحن من مناهجنا ؟؟؟؟


وكأن السؤال هذا يوضح لنا من

خلال المحاور والذي شاركت في


وضعها منها على الطلبة


مشاركة محتوى المادة الدراسية

كما المعلم له الدور الأكبر في توصيل


معلومات المادة إلى ذهن الطالب

عن طريق وسائل عدة منها

طريقة الاستقصاء / العصف الذهني


حتى تصبح مخرجات التعليم لها وزنها وذات

فائدة للكل والجميع فتعطي قوة للطالب


أخي الدكتور ثم لاتنسى الديكتاتورية في


التعليم فهم لا يعطون فرصة للطالب

بأخذ قسط من التفكير الموضوعي


للنقاش فيجعلونه متلقي وانا شخصياً

أرفض ذلك المبدا وبشدة ،،،،


اخي أعتذر عن الاطالة ففي القلب


الكثير من ؟؟؟؟؟

بارك الله فيك وفي طرحك الراقي

دمت بألف خير،،،،،،،،


***********

غـــربة الــروح
24-02-2009, 06:55 PM
للأسف الشديد هذا الفرق الشاسع الذي بين حمار الوزاره وحمار التلاميذ
ممكن يتغير وذلك بتغيير اسلوب توصيل المعلومه وهذا يوضع على عاتق المعلمين
فمن احب مادته بصدق ولم يحب مردودها سيجعل من التلاميذ تفهمها وبدون عناء
التلاميذ امانة في ايدي معلميهم ونادرا ما تجد طالب يعشق الماده بسبب طريقة الشرح المبسط
وطريقة الاسلوب الراقي وليس الحفظ الاجباري
فاين هم هؤلاء المعلمين النادرين الوجود ؟؟
اعتقد انهم يعدون على الاصابع !!!

دكتور عبدالله

جزاك الله خير على الطرح الراقي

د/ عبدالله الفوزان
24-02-2009, 07:30 PM
عزيزتي همس الروح سرني مرورك وتعقيبك ... اسلوب تعليمنا يقول للطالب انت لست مؤهلا للتفكير هناك من فكر نيابة عنك ووضعه في المقرر الذي امامك وما عليك سوى ان تردده كالببغاء وليس مطلوبا منك نقد المحتوى او الاتيان بافكار جديدة ... مثلا لماذا اذا كان أحد المعلمين يعلم الطلاب عن الصلاة لا يسألهم هم لماذا نصلي ياطلابي الأعزاء بدلا من الاجابة نيابة عنهم؟ لماذا لا يحفز المعلم او المعلمة روح التفكير والتساؤل والاستنتاج والاستنباط لدى الطلبة والطالبات؟ التلقين والحفظ يجمدان العقل ويعودان على الكسل والخمول العقليين ... متى نجد معلمين ومعلمات يستخدمون اسلوب الحوار وتشجيع التفكير بين الطلاب والطالبات بدلا من صب المعلومات في أذهانهم كقوالب جاهزة؟ ... مرة اخرى شكرا على مرورك الجميل

د/ عبدالله الفوزان
24-02-2009, 07:34 PM
الاخت بانا السعودية شكرا على تعقيبك الجميل ... أنتي تحدثتي عن نقطة مهمة وهي حب المعلم او المعلمة لمهنته واستعدادهما لتحمل المسؤولية ... عزيزتي نحن بحاجة الى تأهيل معلمين من نوع خاص فهم من انتاج نظام تعليمي تلقيني في الاصل فكيف ننتظر منهم استخدام طرق جديدة في التدريس فكل اناء بما فيه ينضح ... طرح الاسئلة وتحفيز أذهان الطلاب على التفكير وحل المشكلات يحتاج معلمين ومعلمات لديهم تاهيل مناسب لهذه المهمة ويحبون فعلا مهنتة التدريس ... اشكرك ... الفوزان

ابتسامة امل
24-02-2009, 07:59 PM
ارغم طلابنا على اسلوب تقليدي وهو اسلوب التلقي دون الانتباه لعقليات الطلاب ونفسياتهم واستعدادهم
ونسبة الذكاء لديهم.
يفترض ان يتبع المعلم خطوات متسلسلة متتالية ومترابطة لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف تعليمية محددة
ومنها.
1- السير من المعلوم إلى المجهول .
2- التدرج من البسيط إلى المركب
3- التدرج من المحسوس إلى المعقول
طرق التدريس :
أولا: الطريقة الإستنباطية
ثانيا : الطريقة الاستقرائية
ثالثا : طريقة حل المشكلات
رابعا : الطريقة الوصفية
خامسا : طريقة المحاضرة (الإلقاء)
سادسا : طريقة المناقشة والحوار
سابعا : العرض أو البيان العلمي
ثامنا : الأسلوب القصصي
تاسعا:ضرب المثل
وكل مدرس له طريقته واسلوبه حسب ثقافته ومستوى تعليمه ومدى استعداده للعطاء
وبذل المعلومه واضف الى ذلك حماسه وابداعه وتمكنه من المادة
بارك الله فيك اخي ووفقك ورعاك

محمد الدغيري
24-02-2009, 09:06 PM
فن الوصول للهدف . هو فن الحوار
وهذا ما إلتمسته في هذا الحضور هنا

صحيح أن فن الحوار بصفه عامه هو الفن الرائد لوصول المعلومات الصحيحه ودمجها من أكثر من مرجع .

ومن ناحيى أخرى آليه المناهج التعليمية كـ المثال الوارد هنا نجد أن اختلاف البيئات توجب تقنين المنهجية للجميع من زاوية .
ومن زاويه أخرى التعليم في المملكة ما هو إلى نظام توسعي من مرحلة لـ مرحله
من الابتدائي الصفوف الأولية كـ مرحله أولى
ومن 4 إلى 6
ويبدأ التوسع في محتوى المنهجية فر المرحله المتوسط
ويبدأ التعمق الفكري في المرحلة الثانويه

فلا بد أخي العزيز من التدرج في الطرح لا أن تسكب الماء في الوعاء دفعه واحده


كن بـ خير


تحيه ع ــطره

د/ عبدالله الفوزان
25-02-2009, 02:27 AM
أختي إبتسامة أمل مرورك وتعقيبك أضاف للموضوع رونقا وجمالا ومنطلقات علمية رائعة ... أشكرك من الأعماق

د/ عبدالله الفوزان
25-02-2009, 02:30 AM
أخي الحبيب محمد أتفق معك في مرحلية التعليم وحجم المعرفة لكل مرحلة ولكن تنمية العقل يجب ان تبدأ من بداية التعليم ... محبك الفوزان

إبداع
25-02-2009, 02:26 PM
في محاضرة لدكتوركان يدرسنا في الماجستير قبل ما يزيد على عقد من الزمان

" في جامعة غير جامة الملك سعود فلم أتشرف بعد بدخولها إلى اللحظة .. "

تناول في محاضرته طرق التربية واساليب التدريس .. عرض المحاضرة ومميزات

المحاضرة وعيوبها وكذا بقية الأساليب التي تناولها في ذاك اليوم ...

من عودنا عليه ان ينهي محاضرته بتقييم عشوائي لعدد من الدارسين لما عرض

في درسه .. فكنت من أؤلئك في هذا اليوم حيث سألني بماذا خرجت من المحاضرة

فقلت له مداعبا : عرضت يحفظك الله أساليب التدريس والتربية و مميزات وعيوب

المحاضرة في محاضرة جليت لنا عيوبها من خلال ما عشنا في عرضك

خلال الثلاث ساعات ... " طبعا أخذت أقل درجة في المجموعة ... "

أسأل الله أن يوفق ذلك الدكتور وان ينفع بعلمه وعمله ويجزاه عنا خير الجزاء


دكتور عبدالله وفقك الله

موضوعك ذكرني بذلك الموقف فذكرته إن رأيتم توافقه مع لب الموضوع ويمثل

له وإلا فهي حروف مرّت أرجو ألا تكون ثيلة على العيون والأذان

موضوع ثري وهادف .. ننتظر المزيد فلديك منه الكثير فلا تحرمنا الفائدة ..

د/ عبدالله الفوزان
26-02-2009, 05:11 AM
أخي الحبيب إبداع أنت تتفق معي في أهمية تنشيط العقول ... لا حرمنا الله من مرورك الجميل ... محبك الفوزان

حازمة
26-02-2009, 12:17 PM
بداية أهنيئ أعضاء غرابيل بعودة الدكتور عبد الله الفوزان

دكتور عبد الله صدقت في كل ما تفضلت به

اسمح لي بذكر موقف من خلال واقعنا التعليمي يثبت أن بعض الدروس لا تضيف للطالب شيئا

من خلال تدريسي لمادة الفقه والحديث للصف الأول متوسط

في مادة الفقه عندنا مثلا عدة دروس ( آداب قضاء الحاجة ، فضل السواك ، الوضوء ) طبعا الدروس على سبيل المثال وليس الحصر ، ( هذه الدروس في بداية المنهج )

وأجد في مادة الحديث في الأسابيع الأخيرة من المنهج نفس الدروس ( آداب قضاء الحاجة ، فضل السواك ، الوضوء )

وجميع الأحاديث سبق وأن تم شرحها في مادة الفقه كأدله لذلك فإن شرحها مرة أخرى لن يضيف للطالبات شيئا.

عندما مررنا بهذه الأحاديث سألوني الطالبات ( ليه نأخذها وندرسها مرة ثانية ؟ ، طفشنا )
وقالت أخرى أستاذة كلها أخذناه في ابتدائي ليه ما يعطونا شي جديد.

في بداية العام طلبت من مشرفة المادة أن أقوم بشرح دروس مادة الحديث المكررة في نفس الفترة التي سأقوم بشرح دروس مادة الفقه فيها لكي لا يمل الطالبات
رفضت ذلك رفضا قاطعا بحجة مخالفة خطة وتوزيع المنهج
وأزيدكم من الشعر بيت طلبت مني التوقيع على تعهد بعدم مخالفة الخطة ووجوب الالتزام بها!!!!!!!!

قد أكون خرجت عن صلب الموضوع لكن وجدتها فرصة أن أتكلم بشيء آلمني.

دكتور عبد الله الفوزان تقبل مروري وإن كان ثقيلا

د/ عبدالله الفوزان
26-02-2009, 01:35 PM
أهلا وسهلا أختي حازمة وصدقيني مرورك ليس ثقيلا بل أضاف نقاطا جوهرية تدين المنهج التعليمي لدينا وخاصة قضيتي الحشو والتكرار ... لك مني أطيب التحايا