دفء البوح
08-02-2009, 12:04 PM
أنا صار لازم أودعكم
http://www.yahoo7.net/upfiles/fjM56732.jpg
محمد البكر
لكل بداية نهاية.. والإنسان يمر بين بدايته ونهايته بمراحل مختلفة. وتبقى هذه المراحل كما لو كانت أسرته وأبناءه الذين يحن إليهم ولذكراهم حتى لو كان من بينهم من يحمل ذكريات مرة أو حزينة.
هذه هي الحياة ... مجموعة صور يرتبها الزمان والقدر في ألبوم تعود ذاكرة الإنسان لتستعيد تلك اللحظات والأحداث وتستعرض تلك الوجوه التي مرت في شريط ذكرياته فتتوقف الذاكرة أحيانا مع هذا المشهد أو تلك الصورة أو ذلك الحدث ...
تجربتي مع الكتابة كانت في الجامعة قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة عندما كتبت قصة اسمها (عيسى) تحكي تلك القصة حياة احد الشباب الذين انحرفوا فقصدوا السرقة ثم نفذ فيه الحد وقطعت يده. لقد كتبت تلك القصة من جانبها الإنساني وتأثرت بأحداثها. ولأنها كانت صادقة فقد حققت المركز الأول وحصلت على قيمة الجائزة وهي 300 ريال. وبعدها بعثت برسالة لجريدة الرياض أطالب فيها بصرف مكافآت لطلاب كلية التجارة التي كنت احد طلابها وكانت تلك الرسالة بداية الخير للطلاب فتحقق حلمهم ولازال بعضهم يتذكر تلك المقالة.
مضى أكثر من ثلاثين سنة على أول مرة كتبت فيها كمراسل صحفي لجريدة المدينة . وبين تلك البداية عام 1399هـ وبين هذه اللحظة مرت بي مئات الأحداث وآلاف الوجوه وعشرات القضايا والقصص منها ما يبكي ومنها ما يسر الخاطر وهذه هي سنة الحياة.
لم أظن ذات يوم أنني سأتوقف عن العمل الصحفي إلى أن جاءتني الفرصة لأصبح معلقا رياضيا بعد تلك البداية بثماني سنوات فتحول سلاحي من القلم إلى اللسان.
سنة بعد سنة تتضاعف المشاهد ويتضاعف معها أعداد المتابعين والعارفين بك وبأدق تفاصيل حياتك ومع هذه الأعداد يدرك المرء أن رضا الناس غاية لا تدرك فينقسمون بين محبين مدافعين عنك وبين كارهين ومهاجمين لك.
كانت مرحلة التعليق من أهم وأخطر مراحل حياتي، ففيها تجرعت الكثير من التعب والألم والحزن فالمشاهد تلك كادت تطغى على مشاهد الفرح والشهرة والأضواء التي كنت أسبح في فضائها.
معارك كانت تدور في السر والعلن ومؤامرات تحاك أحيانا أمامك وكثيرا من خلفك.. وبقيت كما لو كنت في قارب تتقاذفه الأمواج ولكن ومع ذلك كنت مرناً فلم تكسرني تلك الأمواج وقويا فلم تخيفني أو تعيدني من حيث أتيت.
لم يبكني شيء إلا رحيل أم أريج – يرحمها الله – فقد شعرت وكأن الأرض قد اهتزت من تحت أقدامي وتخيلت أن الحياة بالنسبة لي قد انتهت في ذلك الفجر المهيب لكن الله أراد لي درساً يهزني لكنه لا يسقطني وقد عاودت الركض أكثر قوة وإرادة ونضوج وقد كافأني الله على صبري واحتسابي بزوجة صالحة جمعت كل ما كنت أتمناه.
لا أنسى أبداً أننا كنا عائدين برفقة منتخبنا الوطني من الكويت وكنت قد علقت لأول مرة على مباراة تجمعنا بالمنتخب الكويتي وكنا قد خسرنا المباراة وغضب سمو الراحل الكبير الأمير فيصل بن فهد – يرحمه الله – فاستدعى كل البعثة بما فيهم المعلق لمقابلته في اليوم التالي . فقيدنا الكبير كان ذا شخصية غير عادية يهابها الكبير قبل الصغير لكنه كان يحمل أطيب قلب في الدنيا فرغم شدته وحرصه على تجسيد حب الوطن في قلب الجميع ورفضه لأي تهاون من أي شخص إلا انه كان إنسانا بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة.
قال لي منفعلاً وقد كنت أول من قابله في تلك اللحظة أنت المعلق!؟ قلت نعم سمو الأمير.. ثم قال (كيف تقول أن منتخبنا أفضل من منتخب الكويت وان لاعبينا أفضل من لاعبيهم وان أداءنا أفضل من أدائهم رغم أن العكس صحيح فقد كانوا الأفضل في كل شيء عكس ما قلته أنت). والحقيقة أنني لم أكن اعرف كيف أوضح له وقد ارتبكت فلم أتعود مقابلة بهذه السخونة مع مثل هذه الشخصية الكبيرة. وقبل أن يأذن لي بالجلوس قال (لا تروح لبيتكم وبعدين ترسل لي خطاب اعتذار عن التعليق بل ستستمر رضيت أم أبيت). وبعد سماعي هذا الكلام كنت اسعد إنسان على الإطلاق فقد كانت تلك هي شهادة نجاحي التي كنت ابحث عنها وأتمناها وقد جاءت من أهم شخصية رياضية آنذاك على الإطلاق.
لا استطيع أن أنسى النخبة الذهبية للكرة السعودية من أمثال ماجد عبد الله وصالح النعيمة وعبد الله الدعيع وعبد الجواد والمصيبيح والهريفي وصالح خليفة وعبد الله صالح ويوسف خميس وكذلك من جاء من بعدهم كسامي الجابر والثنيان وفؤاد أنور ومحمد الدعيع وعبد الغني واحمد جميل والخليوي وغيرهم من المبدعين الذين كانت لنجوميتهم الدور الكبير لترسيخ صوتي مع الانجازات الوطنية الكبرى.
يتبع
http://www.yahoo7.net/upfiles/fjM56732.jpg
محمد البكر
لكل بداية نهاية.. والإنسان يمر بين بدايته ونهايته بمراحل مختلفة. وتبقى هذه المراحل كما لو كانت أسرته وأبناءه الذين يحن إليهم ولذكراهم حتى لو كان من بينهم من يحمل ذكريات مرة أو حزينة.
هذه هي الحياة ... مجموعة صور يرتبها الزمان والقدر في ألبوم تعود ذاكرة الإنسان لتستعيد تلك اللحظات والأحداث وتستعرض تلك الوجوه التي مرت في شريط ذكرياته فتتوقف الذاكرة أحيانا مع هذا المشهد أو تلك الصورة أو ذلك الحدث ...
تجربتي مع الكتابة كانت في الجامعة قبل أكثر من خمسة وثلاثين سنة عندما كتبت قصة اسمها (عيسى) تحكي تلك القصة حياة احد الشباب الذين انحرفوا فقصدوا السرقة ثم نفذ فيه الحد وقطعت يده. لقد كتبت تلك القصة من جانبها الإنساني وتأثرت بأحداثها. ولأنها كانت صادقة فقد حققت المركز الأول وحصلت على قيمة الجائزة وهي 300 ريال. وبعدها بعثت برسالة لجريدة الرياض أطالب فيها بصرف مكافآت لطلاب كلية التجارة التي كنت احد طلابها وكانت تلك الرسالة بداية الخير للطلاب فتحقق حلمهم ولازال بعضهم يتذكر تلك المقالة.
مضى أكثر من ثلاثين سنة على أول مرة كتبت فيها كمراسل صحفي لجريدة المدينة . وبين تلك البداية عام 1399هـ وبين هذه اللحظة مرت بي مئات الأحداث وآلاف الوجوه وعشرات القضايا والقصص منها ما يبكي ومنها ما يسر الخاطر وهذه هي سنة الحياة.
لم أظن ذات يوم أنني سأتوقف عن العمل الصحفي إلى أن جاءتني الفرصة لأصبح معلقا رياضيا بعد تلك البداية بثماني سنوات فتحول سلاحي من القلم إلى اللسان.
سنة بعد سنة تتضاعف المشاهد ويتضاعف معها أعداد المتابعين والعارفين بك وبأدق تفاصيل حياتك ومع هذه الأعداد يدرك المرء أن رضا الناس غاية لا تدرك فينقسمون بين محبين مدافعين عنك وبين كارهين ومهاجمين لك.
كانت مرحلة التعليق من أهم وأخطر مراحل حياتي، ففيها تجرعت الكثير من التعب والألم والحزن فالمشاهد تلك كادت تطغى على مشاهد الفرح والشهرة والأضواء التي كنت أسبح في فضائها.
معارك كانت تدور في السر والعلن ومؤامرات تحاك أحيانا أمامك وكثيرا من خلفك.. وبقيت كما لو كنت في قارب تتقاذفه الأمواج ولكن ومع ذلك كنت مرناً فلم تكسرني تلك الأمواج وقويا فلم تخيفني أو تعيدني من حيث أتيت.
لم يبكني شيء إلا رحيل أم أريج – يرحمها الله – فقد شعرت وكأن الأرض قد اهتزت من تحت أقدامي وتخيلت أن الحياة بالنسبة لي قد انتهت في ذلك الفجر المهيب لكن الله أراد لي درساً يهزني لكنه لا يسقطني وقد عاودت الركض أكثر قوة وإرادة ونضوج وقد كافأني الله على صبري واحتسابي بزوجة صالحة جمعت كل ما كنت أتمناه.
لا أنسى أبداً أننا كنا عائدين برفقة منتخبنا الوطني من الكويت وكنت قد علقت لأول مرة على مباراة تجمعنا بالمنتخب الكويتي وكنا قد خسرنا المباراة وغضب سمو الراحل الكبير الأمير فيصل بن فهد – يرحمه الله – فاستدعى كل البعثة بما فيهم المعلق لمقابلته في اليوم التالي . فقيدنا الكبير كان ذا شخصية غير عادية يهابها الكبير قبل الصغير لكنه كان يحمل أطيب قلب في الدنيا فرغم شدته وحرصه على تجسيد حب الوطن في قلب الجميع ورفضه لأي تهاون من أي شخص إلا انه كان إنسانا بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة.
قال لي منفعلاً وقد كنت أول من قابله في تلك اللحظة أنت المعلق!؟ قلت نعم سمو الأمير.. ثم قال (كيف تقول أن منتخبنا أفضل من منتخب الكويت وان لاعبينا أفضل من لاعبيهم وان أداءنا أفضل من أدائهم رغم أن العكس صحيح فقد كانوا الأفضل في كل شيء عكس ما قلته أنت). والحقيقة أنني لم أكن اعرف كيف أوضح له وقد ارتبكت فلم أتعود مقابلة بهذه السخونة مع مثل هذه الشخصية الكبيرة. وقبل أن يأذن لي بالجلوس قال (لا تروح لبيتكم وبعدين ترسل لي خطاب اعتذار عن التعليق بل ستستمر رضيت أم أبيت). وبعد سماعي هذا الكلام كنت اسعد إنسان على الإطلاق فقد كانت تلك هي شهادة نجاحي التي كنت ابحث عنها وأتمناها وقد جاءت من أهم شخصية رياضية آنذاك على الإطلاق.
لا استطيع أن أنسى النخبة الذهبية للكرة السعودية من أمثال ماجد عبد الله وصالح النعيمة وعبد الله الدعيع وعبد الجواد والمصيبيح والهريفي وصالح خليفة وعبد الله صالح ويوسف خميس وكذلك من جاء من بعدهم كسامي الجابر والثنيان وفؤاد أنور ومحمد الدعيع وعبد الغني واحمد جميل والخليوي وغيرهم من المبدعين الذين كانت لنجوميتهم الدور الكبير لترسيخ صوتي مع الانجازات الوطنية الكبرى.
يتبع