تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تكفون...



M اح ـبك موت
27-01-2009, 07:26 PM
بسمه تعالى
السلام عليكم
:weeping:تكفون ابي مقال وصفي ضروري ضروري:weeping:
وابي اثنين لا تطير عشرين درجة في الجو
وكمان ابي حل تدريبات القراءة ايم العرب

أبـو نـدى
27-01-2009, 08:35 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اختاري ما شئت - منقول

اقنعة القاع

الخريف يتفقد ابناءه

الى هادي ياسين علي



كتابات - جمال حافظ واعي



1



الخريف – طائر الاحزان كما يسمونه - هو الرنين الخفي للفداحة ، فداحة ماستؤول اليه ، او تتجاور معه ، ذلك المشاع ستتشكل هويته فينا ، ونحمل صورته الاخيرة ، الختم الكبير على الاجساد الزاحفة اليه او التي يزحف اليها ومناديل ملوحة في الاتجاهات التي لا تؤدي ، حيث تُختزل فلسفة النهايات في الحلول ، الحلول في العُري ، في الهيئة التي خرجنا منها ، اذ تتجلى المطابقة الكلية بين الصورة والاصل ، فما تساقط من الاشياء يُعاد تشكيلها في الجوهر ، انه الذاكرة الكونية للمراثي التي تعقب الفقدان ، او بوق ينفخ فيه العدم اناشيد الزوال والامّحاء ، ذلك المهرّب الكوني لأشيائنا الجميلة التي استشرسنا في الحفاظ عليها وانفقنا اعمارنا من اجل الظفر بها وحيازتها ، فما نحن الاّ اشكال منزاحة ينبغي دفعها خارجا او اشكال استطالت في لوحة الوجود يجب حذفها لتعود اللوحة الى براءتها الاولى.

هو فعالية خالصة وبنية عضوية محكومة بانشقاقها وتشظيها ومتوالية زمانية تقول : ما انتم الا نباتات طفيلية نبتت في الفجوات وقد آن اجتثاثكم وان الكائن هو ذلك المرحّل في التقاويم ، اذ تبتدئ نُذر الخريف بسقوط المطر الاول وهبوب الرياح القوية وتشكّل الغيوم السوداء في السماء وسقوط اوراق الاشجارومن ثم هجرة الطيور الى ملاذاتها القصية ، وربما لخص ذلك احد امثال الشعوب عندما وصف الخريف من خلال المرأة قائلا : في الربيع عذراء وفي الشتاء زوجة وفي الصيف ام وفي الخريف ارملة!!

ليس الخريف فصلا يتعاقب وانما هو نوع من انواع استيفاء الديون المعلقة ، فيده هي اليد الطولى التي سنقبّلها صاغرين ، حيث تحتشد المرئيات في وقفتها المريبة لتتمرن على الظلام القادم وهو يتلو وصاياه ، ذلك الاذعان هو خلاصة دروس الحياة ، فكل الفصول السابقة هي اطار نظري تمهيدي اما الخريف فهو المختبر الحقيقي الواقعي لما اغفلته الفصول وانهمكت من اجل ان تقول سواه!! فمن خريف الموجودات الى خريف العقول ، تتآزر الاجناس لتؤدي رقصتها وهي تقترب رويدا رويدا من الحافات النهائية للاشتباك ، وكأنها في ركضة محمومة او حفلة هي اشبه بالمؤامرة والتواطؤ ، والكل يتدافع بسعار من اجل ان يحجز له مقعدا في الصالة ، فيبدأ الحوار بلا اقنعة ، لأن التسمية الحقيقية من اولى اشتراطات المشهد الجديد.



2



نحن مثلك ايها الخريف عندما نبالغ في تكديس اوراقنا في سجلات الزمن ونحشر كواغدنا المجلدة او الصادرة عن دور النشر ، ونستعرضها على الواجهات ، ونظنها ابداعنا الخلاّق ومروياتنا التي ينبغي ان تتداولها الالسن ، وهي في حقيقة الامر فضيحتنا ، فهل تسترد الذات المهزومة ، المتصدعة ، ضرائب الغفلة حيث الضد يتأبط ضده في نزهة تستدرج الخواء.

ان الخريف الذي يقودك الى تخومه ليس هو الخريف الذي اتخمتك رياحه ، فالاول هو انزلاق يومي والثاني استباق الرؤيا ، ان تمضي في الخريف غير ان يمضي فيك ، وان يزاحمك على الاقتراب من راياته غير ان تكون راية له ، الخريف نحن عندما تكون فصولنا بلا معنى وعندما يلتهم الفصل السابق الفصل الذي يليه ، وعندما تكون خطواتنا بداية مقتولة ، انه اشجارنا التي تترقبه بشوق مؤذٍ وذلك لكي تتخلص من اوراقها التي استحالت شكلا للجريمة ، وهو وجوهنا المستباحة في فصول الاخر ، فعندما يكون خريف السياسة هو المتحدث الرسمي نيابة عن الفصول فانك لابد ان تنحني كل لحظة لتلتقط اعضاءك المتساقطة قبل التصفيق!!



3



اترانا نشم رائحة الوقائع التاريخية المريبة في لونك الرمادي ايها الخريف السياسي الذي يبقّع الوطن؟! وهل نراوغك كما هو دأبنا لنقول لك : مرحبا ايها المربي الفاضل لأننا نتقدم اليك بأنخذالنا وبشذوذنا ، فنحن مَنْ يتشبث بأورامه ويتوطد فيها بمنأى عن العاصفة المطهّرة ، هكذا نبتكر انفسنا في فصل الدم او خريف السياسة ، فما دمت فصلا انتقاليا بين انصاف الحقائق ، بين الظاهر والباطن ، بين الشمس والعتمة ، لابد ان نتساءل : هل استعار سياسيونا مزاجك المتقلب في اقاليم الليل والنهار؟!



4



تُرى ماهو الفرق بين سياسة الخريف وخريف السياسة ؟!

سياسة الخريف هي استلاب برغبتك او دونها ، ومسرح تنطفئ انواره وتُسدل ستائره ، انها نوايا واضحة وقصد معلن وساحة مكشوفة ومبشرون مبثوثون في كل خلايا الوجود ، سياسة الخريف تقول : ان كل شيء باطل الاباطيل وقبض ريح.

اما خريف السياسة فهو ادعاءات تنظيرية هي اقرب الى المهزلة وادوار يتلبسها الطارئون وقد يتحول في كثير من الاحيان الى ركن للهواة يستعرض فيه الاخرون اصواتهم النشاز ، انه صفقات خفية وصناعة للدسائس ومحاصصة للغنائم وبيانات تتلى بعد فوات الاوان ومقابر متقابلة ومشيّعون بلا ادلاء ووطن يباع في المزادات وتهم جاهزة عند الضرورة ونكرات تتناسل وحشرات تملأ الارض في غير مواسمها وظلام تمطّه الخفافيش ، واطفال لايعرفون طعم الشكولاتة وانما يعرفون طعم المفخخات التي تنسف اجسادهم .



الكون من حولنا

الأرض


قال الله تعالى : (( و الأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها و مرعاها و الجبال أرساها متاعاً لكم و لأنعامكم )) سورة النازعات من آية 30-33

من الطبيعي أن يهتم الإنسان بالأرض التي يعيش عليها أكثر من اهتمامه بالكواكب و المجموعات الشمسية الفلكية الأخرى ، و من الطبيعي أن تكون دراسة الأرض أسهل علينا من دراسة الأجرام السماوية البعيدة عنا ، و لهذا فإن المعلومات عن تركيب الأرض و بنيتها قد ازدادت في السنوات الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل ..

· شكل الأرض و مقاييسها

مع تقدم العلم الحديث استطاع الإنسان الحزم بأن الأرض شبه كروية الشكل ، إذ هي منبسطة قليلاً عند قطبيها ، و نصف قطرها الاستوائي يساوي 6378 كيلومتر ، بينما يعادل شعاعها القطبي 6357 كيلومتر ، فيكون هكذا نصف قطرها الاستوائي أطول بـ 21 كيلو متر من نصف قطرها القطبي ، كما أن انبساط الأرض في القطب الجنوبي أكثر منه في القطب الشمالي .

و بالاستعانة بقانون الجاذبية يمكن أن نحسب وزن الأرض ، فنجد أنه يعادل 6000000000000000000000000كجم ، و إذا قسمنا وزن الأرض على حجمها نحصل على كثافة متوسطة للأرض و قدرها 5.5كجم / سم3

· ماذا عن الأرض

تكونت الأرض منذ أكثر من أربعة آلاف مليون سنة و كانت حامية جداً ، و يعتقد أنها ابتدأت ككتلة هائلة من اليابسة ، و منذ حوالي مائتي مليون سنة انقسمت هذه الكتلة من اليابسة ببطء إلى قطعتين . ثم انقسمت القطعتان تدريجياً فتكونت منهما القارات الستة المعروفة اليوم , و عبر ملايين السنين تغير سطح الأرض كثيراً و لا يزال يتغير . فظهرت سلاسل الجبال و الأنهار و الصحارى و غير ذلك من المعالم الجغرافية .

و التغيرات في باطن الأرض قليلة بالمقارنة مع التغيرات في سطحها ، و المسافة من سطح الأرض إلى مركزها تبلغ نحو 6400 كيلومتر تقريباً . و هناك عدة طبقات مختلفة التركيب بين السطح و المركز . و تعرف الطبقة الخارجية بالقشرة و هي مؤلفة من صخور تكون القارات و قاع المحيطات ، و تبلغ سماكة هذه القشرة ما بين 5 و 32 كيلومتر ، و هي أشد ثخانة تحت الجبال .

و تتألف القشرة نفسها من طبقتين متميزتين ، تدعى الخارجية منها سيال أو القشرة السطحية ، و تتألف من صخور صلبة قليلة الكثافة كالغرانيت ، و تحت السيال و في مناطق أشد حرارة توجد طبقة من مواد صخرية اكثف تدعى السيما أو الصهارة ، و من هذه المادة تتألف الصخور على سطح الأرض ..

أما الطبقة تحت القشرة فهي الدثار ( أو الطبقة المغلفة ) و تبلغ سماكتها نحو 2900 كيلومتر و تمتد حتى نصف المسافة بين مركز الأرض ، و صخر الدثار أكثف من السيال و السيما فوقها و أشد حرارة و مادتها مائعة و قابلة للتشكل ، و يتألف جوف الأرض المسمى اللب من جزء داخلي معدني صلب تلفه طبقة سائلة تتألف غالبيتها من الحديد و النيكل ، و تبلغ سماكة اللب نحو 3500 كيلومتر .

و تحدث الهزات الأرضية ( الزلازل ) بفعل تحركات أو اهتزازات متسلسلة في قشرة الأرض أو في طبقة الدثار تسبب ارتجاف سطح الأرض و تحركه و تدعى الاهتزازات أمواجاً صدمية أو أمواجاً زلزالية . و هذه التموجات يمكن كشفها و تسجيلها بالسيسموغراف ( مرسمة الزلزال ) ، و هكذا تعرف طبيعة الزلزال و قوته .

و الهزات الأرضية في العصر الحاضر أقل عنفاً و شدة من الهزات قديمأ .

و تحدث البراكين نتيجة لشقوق أو صدوع في سطح الكرة الأرضية تنبثـق منها الصهارة الصخرية عبر قشرة الأرض ، و عندما تقذف هذه الصهارة من بركان تدعى حمماً بركانية أو لابة . و تحوي هذه الحمم رماداً حاراً و قطع صخرية و بخار ، و توجد البراكين عادة في المناطق التي تكثر الزلازل فيها و تكون جبالاً أحياناً ، و البراكين مثل الزلازل لها علاقة بتحركات طبقة الدثار الغلافية ، و من أعظم التفجيرات البركانية و أشدها ثوران بركاني حصل في جزيرة [ كراكاتووا ] قرب سومطرة عام 1883م ، فقد احدث هذا الانفجار موجة مدٍ تأثرت بها المحيطات في جميع أنحاء العالم .

و يجدر بالذكر أن أكثر مناطق العالم تعرضاً للزلازل و البراكين هي حول حوض المحيط الهادي و في وسط المحيط الأطلسي ، و في مناطق جبال الألب و القوقاز و الهملايا .


أين ينتهى البحر

كان عقلي الصغير يوهمني أن البحر ينتهي عند منتهى النظر، وكنت أظن واهماً أنّ الشمس وقت المغيب تغسل وجهها بماء البحر، وتستريح بعد ذلك من عناء عملها طوال النهار فتنام ليلاً حتى مطلع الفجر.
اعتقدت طويلاً، ولم أسأل الناس متحققاً من صحة اعتقادي، ربما لأنني أحب دائما الاحتفاظ بخيالاتي "المتحمسة" كيلا تدوسها خيول الحقيقة.. اعتقدت - واهما أيضاً - أنّ خط نهاية البحر الوهمي في عقلي يسكن سداً صلبا، يحول دون تسرب الماء من البحر فلا يتحول الى وادٍ سحيقٍ عميقٍ.. سداً يقف كالجبل الشامخ، يحجز الماء عن تدفقه...
ظننت أن العالم ينتهي عند هذه النقطة.. وأن الماء لو تسرب من فجوة ما لسال في الفضاء..
ياااه.. يا له من خيال مضحك..
ومع ذلك لم أكن أريد تغيير "الحقيقة"..
لكني اكتشفت - غصباً عني - أنّ الأحلام شيء و"البحر" شيء آخر..

عندما أصطحبني أبي برحلة بحرية بالحاح شديد مني.. نظرت الى بعيد بعيد..
وكلما أوغلت السفينة في أعماق البحر؛ ابتعد السد الوهمي عني حتى كاد يتلاشى.. وكنت أظنني أقترب منه..
لم أجرؤ على البوح بهذا الوهم "الحقيقة"..
وددت الصراخ بأعلى صوت.. آمر البحارة بأن يقودوا السفينة نحو "السد"..
كانت ضربات قلبي تشتد بارتفاع السفينة وهبوطها..
صعدت الى أعلى مكان في السفينة.. ساعدني أحد البحارة لأصل الى منارة السفينة... أعطاني منظاراً كبيراً.. اعتقدت أخيراً أني سأشاهد نهاية البحر.. أعتقد البحار أنني سعيد بما أراه من بحر عظيم.. صرت أبحث في كل اتجاه.. أبحث عن نهاية البحر، لا عن هيبته وجلاله..
تخيّلت في عقلي الصغير كيف يمكن للبحر أن يتجمد في نقطة ما من الأرض، ويصبح صلباً كالصخر..
وفيما بعد اكتشفت وهم طفولتي.. أحلام نهايات البحر..
وحزنت عندما اكتشفت: براءة الأحلام من حقيقتها..

***
لكن بعض أحلامي الطفولية تحققت..
رضيت من بقايا الطفولة الساحرة..
علمت أنّ في الأرض قطعاً من بحر متجمد..
رأيت بعينيّ كيف يصبح البحر جامداً كالصخر (حقا حقا)؟.
عرفت أنّ هناك مناطق شاسعة متجمدة تماماً.. وأنّ الحرارة عند طرفي الأرض في شمالها وجنوبها وما يحيط بنقطة ارتكازها التي نراها في مجسمات أرضية، تهبط بشكل مخيف، ويصبح ميزان الحرارة دائما تحت الصفر بعشرات الدرجات..
رأيت كيف يصبح هذا البحر الهادر قطعة من الأرض..؟
وكيف يسير الناس بمراكب متزحلقة تجرها كلاب فوق ماء متجمد..
وهناك يحفر صيادون "البحر"..
نعم..
يشقونه بفأس أو منشار، لا ليغرسوا شجرة بل ليرموا خيوط صيودهم الدقيقة وفي رأسها حديدة مسننة عليها شريحة سمك شهية، تجذب رائحتها الأسماك من أعماق بحر متجمد في قمته.. سائل في قعره..
تخيّلت في عقلي - الذي مازال يحلم - كيف يستقرّ الجامد فوق متحرك؟
وكيف يحفظ البارد الدافئ؟
ويثبت ناس ويسيرون بهدوء وسكون واطمئنان فوق جليد يخفي أمتاراً من أعماق مائية المتحركة..

****
دهشت أكثر عندما رأيت جبالاً بيضاءً.. جبالاً ناصعة..
ودهشت أكثر وأكثر عندما علمت أنّ هذه الجبال الضّخمة ليست سوى قمماً لجبال مخفية..
وأنّ ما في البحر منها ما هو أضخم بمرات من قممها الظاهرة..
ولاحظت أنّ سكان القطب المتجمد بيوتهم من صخر مائي متجلد.. وكذلك أثاث بيوتهم..
عجبت كيف أنّ بيوتهم هذه مصنوعة من قطع ثلج مرصوصة بدقة بالغة، وبطريقة عجيبة، تجعل البيت دافئاً من الداخل، فلا يتسلل برد الى ساكنيه.. وكأنهم يرددون قول الشاعر العربي القديم: وداوني بالتي كانت هي الداء..

***
درست في مدرستي بعد ذلك أنّ السّحب العظيمة التي نراها عادة في فصل الشتاء، عبارة عن ماء متجمع في طبقات الجو العليا..
تنقله الرياح الى حيث أمرها الله.. لتُسقط الماء.. يبقى على حاله أو يتحول برداً أو ثلجاً..
أدركت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها..
وعلمت أنّ الهواء الذي يدخل في رئتيّ يحوي هو أيضاً كمية كبيرة من ماء..
وأنّ جسمي الذي أعيش فيه كان في الأصل ماءً وتراباً..
ذهب التراب بأصله وشكله وبقي الماء المتغلغل في تفاصيل الجسد.. من لحم وعظم ودم.. فلا توجد خلية حية بغير ماء..
وقد كان العرب قديماً يقولون لمن مات: "ذهب ماؤه", وهذا يعني أنّ الماء سرّ الحياة..
ألم يقل الله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)؟
وعلمت أن الماء هي الحياة نفسها..
حتى الدماء التي تسري في أنحاء الجسم اذا جفت وذهب ماؤها لا يبقى غير ذرات حمراء باهتة اللون..
وكنت ألاحظ ذلك إذا جرحتُ نفسي أثناء لعبي مع أقراني الصغار..
ومثل هذه عصائر الفاكهة، لو تركتُ في كأس عصيراً حتى جف تماماً لَمَا بقي غيرُ بقايا ملونةٍ في قعر الكأس..
وقد لاحظت أن أمي تضيف إلى الحليب المجفف أضعافاً من حجمه ماء ليصبح حليباً سائلاً أشربه..

***
وعلمتُ أنّ الأنسان يستطيع البقاء حياً أسابيع طويلةً من دون أن يأكل لقمة واحدة، لكنّه يموت إذا لم يشرب ماء لأيام قليلة وربما لساعات، كما أن الانسان يستطيع أن يحيا على لقيمات بسيطة طوال عمره لكنه لا يستغني عن كمية وافرة من الماء ليشربها يومياً..
ورأيت المريض الذي لا يستطيع تناول الطعام والشراب يقومون بحقنه بمصل في شرايينه، وهذا المصل عبارة عن ماء وبعض المغذيات..
ورأيت أيضا حرص الناس الشديد على الماء في البلاد التي ليس بها ينابيع وأمطار..
رأيتهم كيف يصنعون من ماء البحرالمالح ماء حلواً طيب المذاق..
رأيت الينابيع على أنواعها..
الصافي البارد الرقراق، الفوار الحار، المعدني الأحمر مثل حديد مهترئ..
علمت أن في أعماق البحر ينابيع كثيرة، وفي جوف الأرض أنهاراً لا تعد، وفي الجبال بين الصخور مخابئ مياه عجيبة..

***
لم أكن لأصدق أن مياه البحر التى أراها واحدة متصلة قد تكون في بعض الأماكن من البحار أو المحيطات مياها متعددة.. وبحارا منفصلة.. يحدها جدار مائي وهمي حقيقي،، لا يمكن للعين أن تراه بوضوح.. فالمياه متلاصقة متلاحمة، ولهذا أسماك ولذلك أسماك.. للأول حرارة وللثاني حرارة مختلفة.. ومواصفات مختلفة ..
لم أصدق كما قلت في أول الأمر.. ولكنّها حقيقة أقرب الى حلم..
وعلمت أن الكرة الأرضية هي في الواقع كرة مائية.. فالماء يشكل أكثر من ثلثي الأرض.. واليابسة ليست سوى جزيرة تشكل الثلث فقط او أقل..
فأدركت أن الماء هو الذي يحمل الأرض وليست الأرض هي التي تحمل الماء..
وعرفت أن عمق الأرض يسيل.. وأن اليابسة تسبح على بحر ملتهب.. يخرج إلينا من حين لآخر من فوهات براكين نراها في العالم..

***
ورأيت أيضا أن البحر في حقيقته ثائر.. لا كما يبدو هادئاً وديعاً..
وقد شاهدت - وشاهد العالم مثلي - ما حدث في شرق آسيا الجنوبي يوم اكتسح الماء أعالي الجبال، في مشهد قلما يتكرر، سمي حينها بكارثة تسونامي..
ورأيت فيضانات عجيبة في الفلبين وسيرلنكا والهند وأعاصير هوجاء في أنحاء متفرقة من العالم، حيث تنقض رياح مصحوبة برعود ومياه جارفة تترك الأرض خراباً ودماراً..

***
ليس هذه فقط..
بل علمت أنّ ماء في زمن بعيد بعيد تحول الى فضاء أغرق الأرض كلها ولم يبقِ غير سفينة واحدة عليها بعض أجدادنا المؤمنين الذين أبقوا على الأرض بشرا، ولولاهم لغرق الناس جميعاً، كما تقول قصة النبي نوح عليه وعلى نبينا السلام...
وبعد ذلك كله... ما زلت أحلم بأن للبحر آخر..
ركبت سفناً وقطعت بحاراً من شطآن الى شطآن..
لكني ما زلت أحلم بأنّ للبحر نهاية..
لكن، أين ينتهي البحر؟؟ مازلت أحلم..

د. طارق البكري.

المصدر/ ناشري




الكون من حولنا

القمر

القمر أقرب جار لنا في الفضاء ، و أول جرم فضائي يزوره الإنسان و يراه . يبلغ معدل بعد القمر في مداره حول 384000 كيلومتر ، و هي مسافة ضئيلة فلكياً و نعتبره عند عتبة الدار ، في مدى 27 يوم يكمل القمر دورة في فكله و في المدة نفسها يكمل دورة على محوره ، لذلك يظل نفس الوجه منه في مواجهة الأرض دائماً .

و القمر غير منير بذاته ، و هو يشرق ليلاً بفضل ما يعكسه من ضوء الشمس ، و عندما يقع القمر بين الأرض و الشمس لا نتمكن من مشاهدة القمر ، لكن عندما ينتقل في مداره يبدو أنه يكبر و يتغير شكله لأن الشمس تنير المزيد منه تدريجياً حتى يصبح بدراً ، ثم يأخذ بالتناقص حتى يختفي ثانية ، و تدعى تلك الأشكال المختلفة أوجه القمر ، و القمر البدر الكامل الاستدارة هو أحد وجوهه ، و تتكرر أوجه القمر كل 29 يوماً .

و تظهر على القمر بقع داكنة ، و كان غاليليو أول إنسان يستخدم المرقاب ، فقد ظنها بحاراً بدت مسطحة مستوية ، و هي في الواقع سهول جافة متسعة و نحن لا نزال ندعوها بحاراً . و الثابت هو أن ليس على القمر ماء و لا هواء . و ليس بإمكان إنسان العيش هناك إلا إذا حمل معه حاجته من الهواء ، و ظروف القمر لا تشجع على الإقامة فيه ففي النهار ترتفع درجة الحرارة في الجانب المواجه للشمس إلى 100 درجة مئوية ، بينما تهبط في الليل إلى – 155 درجة مئوية ( 155 درجة مئوية تحت الصفر ) .

و يتساوى الليل و النهار في القمر و يدوم كل منهما 14 يوماً أرضيا ..

أما سطح القمر فهو صخري ووعر للغاية ، و يحيط بالبحار ( السهول ) غالباً جبال عالية جداً . و يبلغ ارتفاع أعلاها حوالي 10000 متر غالباً و ذلك أعلى من ارتفاع جبل إفرست . و هناك أودية واسعة وشقوق صغيرة تدعى [ حزوزاً ] أو [ ريلات ] .

و تنتشر على سطح القمر آلاف الفوهات البركانية يراوح حجمها بين فجوات صغيرة و سهول واسعة تحيط بها سلاسل جبال . و يبلغ قطر أكبر الفوهات و تدعى [ بيلي ] نحو 300 كيلومتر . و بعض الفوهات يصل عمقها إلى 7000 متر .

و القمر أصغر من الأرض ، إذ يبلغ قطره 3476 كيلومتر ( أكبر قليلاً من ربع قطر الأرض ) . و القمر أخف وزناً من الأرض بحوالي 81 مرة . و مع هذا فالقمر ذو قوة جذب قوية تؤثر في بحار الأرض أثناء دورته حولها . و شد الجاذبية هذا يسبب ظاهرة المد و الجزر اليومية في الأرض .

و قد أطلق عدد من الصواريخ حول القمر و بعضها هبط عليه ، و في عام 1959م التقطت مركبة فضائية روسية لأول مرة صوراً للجانب الآخر من القمر الذي لا نتمكن من مشاهدته . و قد هبط على سطح القمر لأول مرة فضائيون أمريكيون عام 1969م و عادوا بنماذج من ترابه و صخوره عكف العلماء على دراستها لمعرفة المزيد عن عمر القمر و تركيبه . و يعتقد بعض العلماء أن القمر تكوّن في نفس الوقت كالأرض ، و أنه لما كان أصغر منها أسرته فدار في فلكه حولها و أصبح تابعاً طبيعياً لها بإرادة الله عز و جل ..



الكون من حولنا

الشمس


الشمس أقرب نجم إلى الأرض و تبعد نحو 150 مليون كيلو متر عن الأرض . و الشمس بالمقارنة مع بعض النجوم الأخرى صغيرة لا يؤبه لها ، و لكنها بالنسبة إلى الأرض كبيرة جداً . و يبلغ قطرها نحو 1392000 كيلومتر ، و هذا أكثر من 109 أضعاف قطر الأرض . و هي أيضاً أثقل من الأرض بمقدار 333000 مرة . و الشمس تزوّدنا بالحرارة و الضوء و هما قوام الحياة .

و درجة الحرارة في مركز الشمس عالية جداً لدرجة أن أي جسم معروف على الأرض ينصهر و يتبخر للتو هناك . فدرجة الحرارة تبلغ 14000000 درجة مئوية بينما لا ترتفع درجة حرارة الأرض عادة عن 50 درجة مئوية .

يتألف قلب الشمس من غاز الهيدروجين ، و درجة حرارة الهيدروجين العالية تؤدي إلى تفاعلات معقدة جداً في داخل الشمس ، و تعرف هذه بتفاعلات الاندماج . و هذه التفاعلات تنتج مقادير عظيمة من الحرارة و الضوء تنبعث للخارج باستمرار من سطح الشمس . و يدعى سطح الشمس بـ [ الفوتوسفير ] أي السطح النيّر ، و هو أبرد كثيراً من داخلها . لكنه مع ذلك حار جداً إذ تبلغ درجة حرارة سطح الشمس 6000 درجة مئوية . و يبدو سطح الشمس متقطع غير منتظم بسبب الغازات التي ترتفع إليه من الداخل . و كثيراً ما تندلع مع هذه الغازات سحب من الغاز المتوهج تعرف بـ [ الشواظات ] الشمسية و تشاهد هذه الشواظات بوضوح أثناء الكسوف الشمسي . و هذا يحدث عندما يمر القمر بين الشمس و الأرض فيحجب ضوء الشمس عنا .

تدور الشمس على محورها مرة كل 25 يوم . و يقيس العلماء هذه الحركة بمراقبة حركة بقع مظلمة كبيرة على سطح الشمس تعرف بـ [ الكلف الشمسية ] . و تظهر هذه البقع مظلمة لأنها أبرد مما يحيط بها بمقدار 2000 درجة مئوية . و يرافق الكلف الشمسية بقع لامعة تدعى [ الصياخد ] بالإضافة إلى تأججات عظيمة في جو الشمس تعرف بـ [ الإندلاعات ] . و هذه الإندلاعات الشمسية تدوم لفترة قصيرة فقط . و في مدى 11 سنة يتزايد عدد الكلف الشمسية حتى يصل حده الأقصى ثم تتناقص ثانية و تعرف هذه الظاهرة بدورة الكلف الشمسية . و عندما يصل عدد الكلف إلى الحد الأدنى تبدأ الدورة ثانية . و يرافق فترة الذروة في عدد الكلف تزايد في عدد الإندلاعات الشمسية و لمعانها . تشوش هذه الإندلاعات على البث الإذاعي و تعطل انتقال الإشارات اللاسلكية حول سطح الكرة الأرضية . و يتباين حجم الكلف الشمسية و قد يبلغ قطر بعض الكبار منها عدة أضعاف قطر الأرض . هذه يمكن مراقبتها بالعين المجردة . و أفضل طريقة لمشاهدة الكلف الشمسية هو بإسقاط صورة بواسطة مرقاب ( تلسكوب ) على قطعة كرتون بيضاء .

و إياك و التطلع مباشرة إلى الشمس بالمرقاب أو حتى بالنظارات السوداء ، فالحرارة و الضوء و الأشعة الصادرة من الشمس المركزان على العين سوف يتلفان شبكية العين و يؤذيانك .

M اح ـبك موت
27-01-2009, 08:49 PM
مشكوووور على هذا المجهود الرائع

بالتوفيق