المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في الذكرى الثامنة لمذبحة قانا،،،، صور مبكية وقاسية فالتمتنعوا ياضعاف القلوب



نظـــرة أمـــل
18-04-2004, 03:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم


http://www.nizar.net/photos/qanna6.jpg

http://www.nizar.net/photos/q29.jpg

http://www.nizar.net/photos/qanna4.jpg

http://www.nizar.net/photos/qanna5.jpg

http://www.nizar.net/photos/qanna2.jpg

http://www.nizar.net/photos/qanna8.jpg

http://www.nizar.net/photos/q24.jpg

http://www.nizar.net/photos/qanna3.jpg

http://www.nizar.net/photos/q15.jpg

http://www.nizar.net/photos/ambulance.jpg

http://www.nizar.net/photos/q21.jpg

http://www.nizar.net/photos/q14.jpg

نظـــرة أمـــل
18-04-2004, 03:45 PM
http://www.bayynat.org/www/arabic/hadathwamawkif/qana006.jpg

http://www.bayynat.org/www/arabic/hadathwamawkif/qana005.jpg

http://www.bayynat.org/www/arabic/hadathwamawkif/qana001.jpg

http://www.bayynat.org/www/arabic/hadathwamawkif/qana004.jpg

http://www.bayynat.org/www/arabic/hadathwamawkif/qana005.jpg



http://www.moqawama.tv/arabic/gallery/clip/real.gif

المشاهد الاولى لمجزرة قانا

للحفظ
http://www.moqawama.tv/arabic/gallery/clip/real.gif

http://www.moqawama.tv/arabic/gallery/clip/real.gif

نظـــرة أمـــل
18-04-2004, 03:50 PM
18 نيسان 1996، قانا:

بعد ظهر يوم 18 نيسان 1996 اطلقت المدفعية "الاسرائيلية" المتمركزة على الحدود اللبنانية ـ "الاسرائيلية" مزيجا فتاكا من القذائف على القاعدة المترامية الاطراف لقوة حفظ السلام الدولية في قانا الكبيرة، ما ادى إلى قتل اكثر من 100 من الاطفال والنساء والرجال الذين كانوا لجأوا هناك. واصيب بعض الناجين بجروح فظيعة ووصلوا إلى المستشفيات المحلية باجساد مشوهة ومحروقة ومصابة بشظايا. ويرجع العدد المرتفع للضحايا جزئيا إلى نوع القذائف التي استخدمت في القصف ـ حوالي ثلثي المجموع من القذائف التي تنفجر في الجو فوق الهدف. وهذه القذائف الشديدة الانفجار اسلحة مضادة للافراد مصممة لتنفجر فوق الارض وتنشر الشظايا على امتداد منطقة واسعة بهدف زيادة حجم الاصابات على الارض إلى اقصى ما يمكن. ولنا ان نتخيل سكان قرية شقرا، الواقعة شرق قانا على خط النار في جنوب لبنان، ولسان حالهم يقول: "سبق ان حذرناكم".

كنت زرت شقرا قبل مجزرة قانا بثمانية اشهر. وعلى رغم ان القرية كانت هادئة في 18 آب 1995، فان العائلات هناك تحملت اكثر من قسطها من الموت والاصابات والاضرار التي لحقت بالممتلكات بسبب القصف المدفعي "الاسرائيلي" مع استمرار احتلال الاراضي اللبنانية واستدامة النزاع العسكري. وابلغني سكان غاضبون ان رماة المدفعية "الاسرائيلية" بدأوا يطلقون نوعا جديدا من القذائف في وقت سابق تلك السنة. واوضح احد رجال القرية ان "الناس لم يعرفوا في البداية ماذا يجري. كنا نفتش عن مواقع سقوط القذائف على الارض. ثم ادركنا ان هذه القذائف الانشطارية" لوصف هذه الاسلحة، وذكروا انها استخدمت في هجوم اصيب فيه خمسة مدنيين في شقرا صباح 14 حزيران 1995. فاطمة الزين، التي بلغ عمرها حوالي 60 سنة، اصيبت بشظايا في بطنها بينما كانت واقفة امام منزلها، وكان بين الجرحى محمد علان (اصيب بشظايا قرب قلبه) وزوجته سعاد وولديهما احمد (9 سنوات) ومحمد (3 سنوات).

بعد ذلك باسبوع، في صور، عرضت ما اخبرني به سكان القرية على تيمور غوكسيل كبير المستشارين السياسيين في عملية حفظ السلام الدولية في لبنان "يونيفيل". واكد ان القذائف "المتفجرة في الجو"، المزودة بصواعق تفجير عند الاقتراب من الهدف اطلقت على شقرا، وقال ان هذه الاسلحة مصدر قلق اضافي بالنسبة إلى جنود حفظ السلام.

كان هذا القلق مبررا تماما. ويمكن للمرء ان يجادل بان حادثة قانا كانت، بالحد الادنى، ستقع لا محالة. وقال الجنرال فرانكلين فان كابن، المستشار العسكري الهولندي للامين العام للامم المتحدة آنذاك بطرس غالي، في تقريره بتاريخ 1 ايار 1996 حول الهجوم على قانا، انه "كانت هناك ادلة مهمة على انفجار قذائف مدفعية، مزودة بصواعق تفجير فعند الاقتراب من الهدف، فوق المجمع مباشرة، وتغطيتها لجزء كبير من مساحته. وعلى رغم ان عدد (القذائف) لا يمكن ان يحدد بالضبط، فان الادلة المتوفرة تشير إلى ان ثماني قذائف من هذا النوع انفجرت فوق المجمع ولم تنفجر سوى قذيفة واحدة خارجه".

لم تخف مشاعر الغضب والانفعال في لبنان التي اثارها الهجوم على قانا. وخلفت محاولات الحكومة والمسؤولين العسكريين في "اسرائيل" لتوضيح الكارثة وراءها عددا من التصريحات المتضاربة والاسئلة التي بقيت بلا جواب.

وقال موظف لبناني في "يونيفيل" كان يعمل في قاعدة قانا انه جلب عائلته إلى القاعدة في 12 نيسان، في اليوم الثاني من القتال. وقال لي ان "البوابات كانت مغلقة. وكان هناك 300 شخص خارج القاعدة يريدون الدخول. وسمح للمدنيين خلال الايام القليلة التي اعقبت ذلك ان يدخلوا المعسكر، وسرعان ما زاد عددهم على 800". لكن الجيش "الاسرائيلي" تمسك بادعائه ان "الصور الفوتوغرافية الملتقطة من الجو للمعسكر في الايام السابقة لم تظهر أي ادلة على وجود عدد كبير من المدنيين في المعسكر". لكن واحدا على الاقل من كبار المسؤولين العسكريين "الاسرائيليين" اعترف بان الجيش كان يعرف فعلا ان مدنيين يحتمون في قواعد للامم المتحدة في انحاء الجنوب. وربما يكون عن الحادث كله : "كان اجلاء مدنيين من القرى إلى منشآت تابعة للامم المتحدة معروفا لدينا منذ اليوم الثاني للعملية. ولم يجر أي نقاش في جناح الاستخبارات حول ما اذا كان هناك 200 او 600 من المدنيين في قانا. السؤال المناسب هو هل كان صائبا ان تطلق النار في مثل هذه الظروف؟".

وذكرت "يونيفيل" في تقرير علني صدر في تموز 1996 ان القوات البرية "الاسرائيلية" كانت تنشط في لبنان شمال المنطقة المحتلة، وان هذه الوحدات قامت، في مرتين على الاقل خلال عملية "عناقيد الغضب" بـ "زرع الغام وشراك مفخخة". صدرت ايضا وقتذاك تقارير مفادها ان وحدة اغتيال "اسرائيلية" سرية كانت تنشط في الاراضي اللبنانية مستهدفة حزب الله. كما نشرت رواية اخرى في صحيفة "الاوبزرفر" الاسبوعية البريطانية في 19 ايار 1996، الا انها لم تؤكد. وفي كانون الاول 1996، بعد مرور 7 اشهر، كشف الجيش "الاسرائيلي" علنا وجود وحدة للقوات الخاصة، يرمز لها باسم "ايغوز" كانت تعمل داخل المنطقة المحتلة في لبنان وما وراءها. وتألفت الوحدة من بضع عشرات من المتطوعين من كتيبة "غولاني" الخاصة، وهي الوحدة التي شكت في شباط 1995 وبدأت عملياتها في لبنان في تموز 1995، حسب رئيس القيادة الشمالية للجيش الجنرال اميرام ليفين. وقال الجنرال ليفين، نافيا ان تكون "ايغوز" فرقة اغتيال: "احتجنا إلى وحدة واحدة على الاقل تعني بالتركيز والتشديد على الحرب الخاصة ضد الثوار. حيثما يتحرك او يعيش مقاتلو حزب الله نسعى إلى مطاردتهم، واضاف موضحا لماذا قرر الجيش "الاسرائيلي" اخيرا ان يكشف وجود الوحدة الخاصة: شعرنا ان الوقت حان لاعطاء الجنود ما يستحقونه واعلام الجمهور ان جنودنا الذين يؤدون خدمتهم في جنوب لبنان ليسوا متقاعسين بل ينقلون الحرب إلى العدو".

وبعد اطلاق قذائف الهاون رفعت قاعدة قانا "تقريرا عن الحادث" إلى قيادة "يونيفيل" واصدرت تحذيرا عبر اجهزة الميكروفون الى جنود القوة الدولية بان عليهم ان يرتدوا السترات الواقية من الرصاص، حسب ما ابلغني الكولونيل واهمي. وقال ان اولى القذائف بدأت تسقط قرب موقع الهون بعد انقضاء حوالي 8 إلى 10 دقائق على التحذير الموجه عبر الميكروفون، في الساعة 2.08 او 2.10 تقريبا بعد الظهر، ثم تعرضت القاعدة ذاتها إلى القصف، وسقطت القذيفة الاولى على محيط المجمع، قرب المدخل الرئيسي، ودمرت بنايتين من النوع المسبق الصنع. وادت القذائف الثلاث الاولى إلى تدمير خطوط الكهرباء والاتصالات. وقال الكولونيل واهمي: "كانت مواقعنا في التلال تنقل الينا ما يجري كنا هنا في انتظار الموت. لم يكن هناك اطلاقا ما يمكن ان نفعله". واضاف: "كان هناك الكثير من الصراخ، وكانت المباني تشتعل لم نستطع ان نصدق ان قاعدتنا تتعرض إلى هجوم، كان صوت القذائف آلاتية، تعقبها الانفجارات، ومنظر القتلى يفوق حدود الوصف. كانت هناك اشلاء في كل مكان".

وابلغني موظف في "يونيفيل" كان موجودا اثناء الهجوم، لكنه رفض الكشف عن هويته، ان العائلات المشردة كانت متجمعة في ثمانية مواقع في القاعدة. ودمر القصف بشكل كامل ثلاثة مبان جاهزة كانت تؤوي حوالي 240 شخصا ـ كل ما تبقى عند زيارتي للمكان حفرة مستطيلة ضخمة احدثها القصف وقال : "كان هناك 126 شخصا اخرين داخل منزل "فاتوا" حيث انفجرت قنبلة في الجو فوقه وقتلت 52 شخصا".

والقى الجنرال فليناي (ضابط "اسرائيلي") مسؤولية استمرار المذبحة على قوات حفظ السلام. ونقل عنه قوله "انهم لم يبلغونا ابدا ان القذائف كانت تتساقط داخل المعسكر". لكن تقارير متزامنة لصحافيين سمعوا الاتصالات اللاسلكية، وشهادات لضباط في "يونيفيل" تناقض ادعاء الجنرال، وابلغني مسؤول رفيع المستوى في "يونيفيل" ان "الضابط المسؤول عن العمليات ضغط على زر الاتصال السريع (في جهاز الهاتف لديه" وابلغ "الاسرائيليين" حول الهجوم". واضاف: "كان القصف يتواصل. ثم اتصلوا، واعطونا انذارا بالقصف… بينما كان القصف مستمرا قلنا اننا نعرف ان هناك قصف. وابلغناهم ان يوقفوا القصف". وادعى رئيس اركان الجيش "الاسرائيلي" الجنرال امنون شاحاك في 18 نيسان ان "الامم المتحدة ابلغت باسرع ما يمكن". حول القصف. ويترك هذا سؤالا من دون جواب: لماذا لم يغير الجيش "الاسرائيلي" اتجاه القصف او يوقفه بعدما تم اشعار القيادة الشمالية بان قاعدة قوة حفظ السلام الدولية تتعرض إلى هجوم مباشر؟

وبين اكثر القضايا اثارة للخلاف في شأن حادثة قانا هو ما اذا كان الهجوم "الاسرائيلي" عرضيا ام متعمدا. وما اذا كان القذائف التي سقطت داخل القاعدة قذائف طائشة ـ تعرف بـ "نثار المدفعية".

وعبر مسؤول كبير في "يونيفيل" عن قناعته بان الهجوم على قانا لم يكن حالة "نثار مدفعي". وقال لي: "كان يمثل تغييرا في الهدف، ليس هناك ادنى شك في انه جرى تغيير الهدف". ولم يجادل هو ايضا بان القاعدة استهدفت بشكل متعمد، لكنه اعتبر ان القصف "الاسرائيلي" تميز بالاهمال: "كانوا يعرفون انهم يطلقون النار قرب قاعدة تابعة للامم المتحدة. كان الخطر الحقيقي هو مدفعية الهاون، وكان مثالا على الاهمال. كان قرارا اتخذته القيادة الشمالية (للجيش "الاسرائيلي") باطلاق النار على منطقة مكتظة بالمباني. هناك خط دقيق يفصل بين انعدام الحرص والاهمال وبين القتل المتعمد في هجوم مقصود".

مُذهِلــــة
18-04-2004, 04:01 PM
صور حقيقة يقشعر لها البدن بصراحة ما قدرت أكملها

الرحمة انعدمت من قلوبهم

صور ماساوية بكل ما تحمله هذه الكلمة

اللهم دمر عدو الله وعدونا

و انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان

جزاك الله خير

ويعطيك العافية

نظـــرة أمـــل
18-04-2004, 04:03 PM
الصحافي الانكليزي المعروف روبرت فيسك، والعامل في صحيفة "اندبندت" البريطانية، كان في لبنان عند بداية العدوان "الاسرائيلي" في نيسان من العام 1996.

وفور انطلاق المدافع والقذائف "الاسرائيلية" باتجاه لبنان، منذرة بعدوان واسع، توجه روبرت فيسك الى الجنوب اللبناني ليغطي وقائع الاحداث لصحيفتة الانكليزية، ولقد حوصر فيسك مع مئات الآلاف من الجنوبيين اللبنانيين آنذاك، حيث عمدت "اسرائيل" الى محاصرة الجنوب عن طريق البر والبحر والجو.

وخلال 16 يوما من الاعتداءات المستمرة، شهد روبرت فيسك، على الفظائع التي ارتكبتها القوات "الاسرائيلية"، ومن ضمنها بطبيعة الحال، مجزرة قانا التي راح ضحيتها اكثر من مائة قروي جنوبي كانوا يختبئون في مركز لقوات الامم المتحدة.

وهذه الوقائع فضلا عن مشاهداته الحية للمجزرة "الاسرائيلية"، ارسلها فيسك الى صحيفته في لندن، ونشرتها بتاريخ 19/4/1996، وهذا نصها:



كانت مجزرة، لم ار الأبرياء يذبحون بهذا الشكل منذ مجزرة صبرا وشاتيلا. اللاجئون اللبنانيون نساء واطفالا ورجالا مطروحون على الارض في اكوام، بعضهم بلا ايد او اذرع او سيقان، مقطوعي الرؤوس او منزوعي الاحشاء، عددهم يتجاوز المئة. ثمة طفل كان ملقيا بلا رأس.

لقد حصدت القذائف "الاسرائيلية" اجسادهم وهم راقدون في ملجأ الامم المتحدة، معتقدين بانهم في امان تحت حماية العالم. كان مسلمو قانا مخطئين كمسلمي Serbrnica في البوسنة.

امام بناء يحترق في مركز الكتيبة الفيدجية التابع للامم المتحدة، حملت فتاة جثة بين ذراعيها، كانت جثة رجل اشيب الشعر، عيناه تحدقان فيها، وراحت الفتاة تهز الجثة جيئة وذهابا، تندب، تنوح وتبكي فقيدها مكررة الكلمات ذاتها: "ابي، ابي".

وقف جندي فيدجي وسط خضم من الجثث، ومن دون ان ينبس بكلمة، رفع عاليا جثة طفل مقطوع الرأس. "لقد قال لنا "الاسرائيليون" منذ لحظات انهم سيتوقفون عن قصف المنطقة"، قال جندي تابع للامم المتحدة، وهو يهتز من الغضب: "هل من المفروض علينا ان نشكرهم؟".

في بقايا بناء مشتعل، وفي قاعة المؤتمرات للمركز الفيدجي كانت كومة اخرى من الجثث المحترقة. لقد شق اللهب طريقه عبر السقف ليحط في اجسادهم، حارقا جثثهم امام عيني. وحين مشيت نحوهم انزلقت فوق يد بشرية. اذا، لماذا قتل "الاسرائيليون" كل هؤلاء اللاجئين المدنيين - مائة وخمسة حسب اخر احصاء - ويستمرون في ارسال القذائف، خمس وعشرين قذيفة الى الناجين والجثث المنتشرة حولهم بعد مرور عشر دقائق من وصول الدفعة الاولى.

جندي فيدجي كان ينظر الى امرأة ميتة مطروحة امام قدميه، قال ببساطة: " "الاسرائيليون" يعلمون اننا هنا، لقد كان المكان مركزا لكتيبة الامم المتحدة لمدة ثماني عشرة سنة، وهم يعلمون ان هناك ستماية لاجيء لدينا". بالفعل كانوا على علم بذلك. "الاسرائيليون" يدركون ان خمسة آلاف ومئتي معدم، وصل الفقر بهم الى حد منعهم من الهروب الى بيروت، كانوا يحتشدون في مجمعات الامم المتحدة. ومن ناحية اخرى، فان المركز الفيدجي التابع للامم المتحدة معروف وبشكل واضح في خرائط "اسرائيل" العسكرية. اما مباني الامم المتحدة فهي مميزة بالجص الابيض والاسود الذي يكسوها والذي يعتبر علامة للامم المتحدة. واثناء الليل تضاء الانوار في هذه المنشآت. وما من شخص في جنوب لبنان يجهل مواقعها.

لقد كانت المذبحة التي اقترفتها "اسرائيل" ضد المدنيين في اليوم العاشر من اعتدائها الرهيب والذي سقط فيه مئتان وستة اشخاص حتى ليلة امس، مذبحة متعجرفة للغاية، وضارة للغاية، وما من لبناني سيسامح هذه المجزرة. فقد حدث هجوم على سيارة اسعاف يوم السبت، وهناك ايضا الاخوات اللواتي قتلن في يحمر يوم الجمعة، والطفلة ذات السنتين التي قطع رأسها صاروخ "اسرائيلي" قبل اربعة ايام. وفي وقت مبكر من يوم امس، ذبح "الاسرائيليون" عائلة مؤلفة من اثني عشر شخصا اصغرهم طفل في اليوم الرابع من عمره، وذلك عندما اطلقت طائرات مروحية الصواريخ باتجاه منزلها.

وبعد ذلك بوقت قصير، اسقطت ثلاث طائرات حربية "اسرائيلية" قنابل على بعد مئتين وخمسين مترا فقط من قافلة تابعة للامم المتحدة كنت بداخلها، وفجرت بيتا بكامله تطايرت اجزاؤه نحو ثلاثين قدما في الجو. جرى ذلك كله امام ناظري، وفي طريق عودتي الى بيروت ليلة امس لارسل تقريري عن مجزرة قانا، كانت هناك سفينتان حربيتان تطلقان النار على السيارات المدنية فوق جسر النهر شمالي صيدا.

يصاب كل جيش اجنبي بالاخفاق في لبنان. فمجزرة صبرا وشاتيلا التي قامت بها الميليشيات المتحالفة مع "اسرائيل" ضد الفلسطينيين عام 1982 اخفقت الغزو "الاسرائيلي" في العام ذاته.

العالم العربي لن ينسى تلك المشاهد المرعبة التي واجهتنا يوم امس. دماء كل اللاجئين كانت تجري جداول من مطعم مجمع الامم المتحدة حيث سعى المسلمون الشيعة الذين جاؤوا من قراهم الجبلية في جنوب لبنان الى الحماية بشكل مثير للشفقة بعد ان امرت "اسرائيل" بمغادرة المنازل.

سحب الجنود الفرنسيون والفيدجيون مجموعة اخرى من الموتى، كانوا في البطانيات او في الشراشف بشكل محزن، اذرعهم مطوقة حول بعضها البعض. ثمة جندي فرنسي يافع راح يتمتم ويقسم غاضبا وهو يفتح كيسا كان يرمي فيه ارجلا، واصابع، واشلاء من اذرع.

اثناء مسيرنا في خضم هذا الهول، اندفع حشد من الناس الى داخل المجمع. كانوا قوافل من صور. وبدأ هؤلاء بنزع البطانيات عن جثث امهاتهم وابنائهم وبناتهم وهم يصرخون عاليا "الله اكبر". ثم راحوا يهددون قوات الامم المتحدة: لقد تحولنا فجأة بنظرهم من قوات للامم المتحدة وصحافيين، الى غربيين، أي حلفاء "لاسرائيل"، واصبحنا هدفا للكراهية والحقد.

رجل ملتح راح يحدق فينا بعينيه البغيضتين، كان وجهه قاتما من الغيظ: "انتم اميركيون"، صرخ فينا. "الاميركيون كلاب. انتم فعلتم هذا، الاميركيون كلاب".

لقد جعل الرئيس كلينتون نفسه حليفا "لاسرائيل" في حربها ضد "الارهاب" واللبنانيون، في اساهم، لم ينسوا هذا. "اتمنى ان اتحول الى قنبلة لكي افجر نفسي وسط "الاسرائيليين" "، قال رجل عجوز.

اصوات يائسة تنطلق غير مسموعة والقنابل تهطل وبالا.

لقد سمعنا القذائف الصاروخية التي قتلتهم. فمن التقاطع فوق الطريق الى الساحل، ربما اربعة اميال الى جنوب قانا، كانت المدفعية "الاسرائيلية" عيار 155 ملم تطلق نيرانها فوق رؤوسنا ونحن ننتقل في قافلة للامم المتحدة من تبنين الى صور، كانت الساعة تشير الى ما بعد الثانية عصرا.

كانت "اسرائيل" تطلق النار على الجنوب اللبناني طيلة هذا اليوم. وكنت في عداد موكب انساني يقوده القائد ايمون سميث، وضابط من دبلن تابع للامم المتحدة، نمر على الطريق الساحلي، بعد الفطور بقليل، ابتعدت ثلاث طائرات حربية "اسرائيلية" عن اعيننا واسقطت ثلاث قذائف على بعد مئتين وخمسين مترا الى يميننا، وراحت ترش عربات الامم المتحدة بكتل من الحجارة. وحين اقتحمت الطائرة الثالثة المكان، تبع صوت الانفجار الذي ولدته، مشهد بيت يطير بكامله، بجدرانه، وبسقفه، ثلاثين قدما نحو السماء.

احتمينا خلف جدران موقع فيدجي تابع للامم المتحدة ثم تابعنا الرحلة بحذر شديد، ننقل معنا البطانيات، والماء، والغذاء الى اللاجئين، في المجمعات الايرلندية التابعة للامم المتحدة، والقذائف تئز فوقنا.

وفي طريق عودتنا سمعنا المدافع التي ستعطي معنى جديدا للاعتداء الذي سماه "الاسرائيليون" بشكل يتعذر تفسيره، والذي من غير ريب يندمون عليه اليوم وبعمق "عملية عناقيد الغضب".

ثمة انفجار كان صداه وكأنه ينم عن اطلاق صواريخ "كاتيوشا" من منطقة قانا. الا ان ذاكرتي تصر على ان هذا الصوت جاء خلال وليس قبل ان تطلق المدافع الثقيلة نيرانها ناحية قانا. لقد استطعنا سماع هبوط القذائف بضربات ثقيلة ونحن داخل عربتنا. كانت الساعة تشير الى الثانية والدقيقة العاشرة بعد الظهر، حيث اعلن الراديو في مقدمة العربة "مركزنا يتعرض للقصف"، صوت جندي فيدجي، تشوبه مسحة من القلق. ثم حصل تأكيد من مركز العمليات التابع للامم المتحدة في الناقورة وعاد الصوت الى السمع: "القذائف تسقط هنا الان".

سمعنا "الكاتيوشا" مرات عدة خلال اليوم وهي تطلق عبر الجبال. الا انه لم يكن ثمة اشارة اليها في خطوط الراديو، وفي واقع الامر، قد لا يكون العامل في قانا قد سمعها على الاطلاق.

انها الثانية والدقيقة الثانية عشرة بعد الظهر، ومركز عمليات الامم المتحدة يعود الى الاعلان: "نحن نتصل بقوات الدفاع "الاسرائيلي" "، من الواضح انه صوت لضابط ايرلندي. ولكن صوت الجندي الفيدجي عاد وكان يائسا هذه المرة: "هل تفهمون؟" صرخ عاليا: "انهم يطلقون القذائف علينا الان. المركز ضرب". وسمعنا صوت الضربات الثقيلة ذاتها، مصدرها الوادي، حيث انفجرت القذائف في قانا. ورجع صوت الفيدجي يائسا الى حد ان العاملين في مركز العمليات للامم المتحدة لم يفهموا قوله.

انها الساعة الثانية والدقيقة العشرون الان. الشمس عالية في وسط المساء، والرؤية حسنة. كنا لا نزال نستطيع سماع الصوت البعيد، القذائف والمدافع التي كنت اسمعها كانت بمعدل قذيفة كل خمس دقائق.

رجل لبناني تابع لقوة الارتباط التابعة للامم المتحدة جاء من المركز المشتعل في قانا وقال: "الناس تموت هنا، نحتاج الى المساعدة". ثم رد عليه مركز الناقورة: "المساعدة في طريقها اليكم، المساعدة في طريقها اليكم، المساعدة في طريقها اليكم". وسمعنا فرق الطوارئ Medevac التابعة للامم المتحدة تؤمر بالذهاب الى قانا مع 70 عاملا من هيئة الاسعاف، ومع كل سيارة اسعاف متوفرة "ميديفاك في طريقها الى قانا"، قال صوت، واعتقد انه من مركز العمليات: "لدينا جرحى، لدينا جرحى، مات ستة على الاقل". نظر الي القائد سميث ولم يقل شيئا. كلانا يعرف ان هناك ستمائة لاجيء في مركز الكتيبة الفيدجية لا بد انهم يموتون بالعشرات.

لدى وصولي الى صور متجها شرقا الى قانا، اعلنت غرفة العمليات التابعة للامم المتحدة ان "اسرائيل" قد امرت بوقف كل القصف عبر منطقة الامم المتحدة وسمحت للمساعدة بان تصل الى قانا. لم يكن هذا صحيحا. وبعد دقيقتين تقريبا اذاعت القوات الايرلندية التابعة للامم المتحدة من تبنين ان منطقة كتيبتهم تتعرض للقصف "الاسرائيلي".

وفيما عربتنا تجتاز بسرعة قصوى الطرقات المملؤة بالحفر والمؤدية الى قانا، كانت اصوات الضربات العنيفة بعيدة. وعندما اقتربنا من قانا، رأينا غيوما كثيفة من الدخان الابيض تتصاعد من المركز الفيدجي. وحين وصلنا وجدت عند البوابة مجموعة من اثار اقدام ملطخة بالدم، ثم سيل من الدم يجري من مبنى مهدم في الداخل.

اذا ما هو المبرر لحمام الدم هذا؟ نتساءل، "الاسرائيليون" يعلمون بان منشآت الامم المتحدة كانت هناك وبانها كانت تأوي اللاجئين، بل انهم كانوا يتصلون عبر مركز عمليات الامم المتحدة بالكتيبة الفيدجية.

كنت اسمع طوال الصباح مواقع الامم المتحدة في الجنوب اللبناني وهي تتلقى تهديدات "اسرائيلية" بشن هجمات جوية على مناطقها. وقبل يوم واحد فقط، تعين على القوات الايرلندية التابعة للامم المتحدة الانسحاب من قرية برعشيت بعد ان تلقى "الاسرائيليون" معلومات تفيد بان هذه القوات تأخذ مؤنا انسانية الى القرية.

ويوم امس قال لي الجنود الفيدجيون بانهم لم يتلقوا أي تهديدات "اسرائيلية" بشأن اطلاق القذائف الصاروخية. كل ما كانوا يعرفونه هو عندما جاءت الدفاعات الاولى لتكتسح ستماية رجل، وامرأة وطفل في منشآتهم.


ومن المعروف أن الكاتب روبرت فيسك حيادي وقلمه لايخط الا الحقيقه وله عدة مقالات عن حكم طالبان وعن حرب أفغانستان والعراق وتحدث كثيراً في وسائل الأعلام فقد ظهر مؤخراً في برنامج خاص عن مراسل قناة الجزيرة طارق أيوب رحمه الله الذي قتل أثر قصف مكتبها في العراق...

الجريح
18-04-2004, 07:55 PM
يعطيك العافيه اختي