المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلب عاجل لا يتحمل التأخير



الخط الاحمر
18-12-2008, 05:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا قريبتي عندها درس تطبيقي يوم السبت أدب ثانيه ثانوي أدبي
عن المتنبي وبتحضر لها الموجهه وبتقيمها عليه
وتريد تحضير للدرس + شرح للأبيات + ورقة عمل مميزة ومبدعة
ارجوا مساعدتكم شاكره لكم مروركم على الموضوع :swords:

cramel
18-12-2008, 12:02 PM
ألخط آلأحمــر ..

آن شاء آلله تجدين من يسآعــدك ... مشرفين هذ1 القسم ما يقصرن فيهم آلخيرٍ وآلله

أبـو نـدى
18-12-2008, 07:12 PM
ألخط آلأحمــر ..

آن شاء آلله تجدين من يسآعــدك ... مشرفين هذ1 القسم ما يقصرن فيهم آلخيرٍ وآلله
إن شاء الله تجدين من يساعــدك ... مشرفو هذا القسم ما يقصرون فيهم الخير والله
للتصويب فقط
حياكِ الله أختي الفاضلة

ومشكورة على الثناء الحسن

وفقك الله لكل خير

أسيرة القدر
18-12-2008, 07:20 PM
وعليكم السلااام ورحمة الله وبركاته

سأترك بصمة..

لابد لها من تحضير مادتها بنفسها وأما الاخرون من المساعدين لها لن يساعدوها الا اذا وضعت المادة فان كان هناك قصور في الفهم سنتولى المساعدة

:)

كانت هنا<<<<<
أسيرة القدر

أبـو نـدى
18-12-2008, 07:57 PM
عذرا ممكن وضع الأبيات هنا

الخط الاحمر
18-12-2008, 08:04 PM
الشرح الذي نزلتها عن ابو تمام وانا ابغى المتنبي
شكرا

أبـو نـدى
18-12-2008, 08:12 PM
الشرح الذي نزلتها عن أبي تمام وانا ابغى المتنبي
شكرا

عذرا ممكن وضع الأبيات هنا

فروتي2008
19-12-2008, 10:51 PM
على قدر أهل العزم تأتي العزائم = وتأتي على قدر الكرام المكارم
و تعـظم في عين الصغير صغارها = وتصغــر في عين العظيم العظائم
يكلف سيف الــدولة اليوم همه = و قد عجزت عنه الجيوش الخضارم
و يطلب عند الناس ما عند نفسه = و ذلك ما لا تدعيه الضراغــم
يفدي أتم الطيــر عمرا سلاحه = نسور الفلا أحداثها و االقشاعم
و ما ضرها خلق بغير مخالب = وقد خلقت أسيافه و القوائم
هل الحدث الحمراء تعرف لونها = و تعلم أي الساقيين االغمائم
سقتها الغمام الغر قبل نزولــه = فلما دنا منها سقتها الجماجم
بناها فاعلى و القنا يقرع القنا = و موج المنايا حولها متلاطم
و كان بها مثل الجنون فاصبحت = ومن جثث القتلى عليها تمائم
طريدة دهــر ساقها فرددتها = على الدين بالخطي و الدهر راغم
تفيت الليالي كل شيء اخذته = و هن لما يأخذن منك غوارم
إذا كان ما تنويه فعلا مضــارعا = مضى قبل ان تلقى عليه الجوازم
و كيف ترجى الروم و الفرس هدمها = و ذا الطعن آساس لها و دعائم
و قــد حاكموها و المنايا حواكم = فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجــرون الحديــد كأنما = سروا بجياد مالهــن قوائــم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم = ثيابهم من مثلها و العمائم
خميس بشرق الأرض و الغرب = زحفه و في أذن الجوزاءمنه زمازم
تجمّــَع فيه كل لِِسْنٍ و أمة = فما يُفهم الحدَّاث إلا التراجم
فللّه وقت ذوب الغش ناره = فلم يبق إلا صارم أو ضبارم
تقطَّع مالا يقطع الدهر و القنا = و فر من الفرسان من لا يصادم
وقفت و ما في الموت شك لواقف = كأنك في جفن الردى و هو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة = و وجهك وضاح و ثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى = إلى قول قوم انت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة = تموت الخوافي تحتها و القوادم
بضرب اتى الهامات و النصر غائب = و صار إلى اللبات و النصر قادم
حقرت الردينيات حتى طرحتها = و حتى كأن السيف للرمح شاتم
و من طلب الفتح الجليل فإنما = مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم
نثرتهم فوق الأُحَيدب كله = كما نثرت فوق العروس الــدراهم

فروتي2008
19-12-2008, 10:53 PM
من درر المتنبي: على قدر أهل العزم...
أ. د. عبدالرحمن بن سعود بن ناصر الهواوي


ورد في شرح أبي البقاء العكبري لديوان المتنبي والمسمى بالتبيان في شرح الديوان أن سيف الدولة سار نحو ثغر الحدث (الحدث: قلعة بناها سيف الدولة وهي في بلاد الروم)، وكان أهلها قد سلموها

بالأمان إلى الدمستق (صاحب جيش الروم)، فنزل بها سيف الدولة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، فبدأ في يومه، فحط الأساس، وحفر أوله بيده ابتغاء ما عند الله تعالى. فلمّا كان يوم الجمعة نازله ابن الفقاس دمستق النصراني في خمسين ألف فارس وراجل من جموع الروم والأرمن والبلغر والصقلب، ووقعت الوقعة يوم الاثنين، سلخ جمادى الآخرة، وأن سيف الدولة حمل بنفسه في نحو خمسمائة من غلمانه، فقصد موكبه، فهزمه وأظفر الله به، وقتل ثلاثة آلاف من مقاتلته، وأسر خلقاً كثيراً، فقتل بعضهم واستبقى بعضهم، وأسر تودس الأعور بطريق سمندو (في أول بلاد الروم)، وهو صهر الدمستق على ابنته، وأسر ابن الدمستق، وأقام على الحدث إلى أن بناها، ووضع بيده آخر شرافة منها يوم الثلاثاء آخر ثالث عشر ليلة خلت من رجب.

وفي هذا اليوم أنشد أبو الطيب هذه القصيدة (على قدر أهل العزم...) لسيف الدولة بالحدث.

وهذه القصيدة تتكون من ستة وأربعين بيتاً. وتعد هذه القصيدة من أعظم قصائد المتنبي التي قالها وهو بحضرة سيف الدولة، حيث تطرق فيها إلى ماهية الرجال القادة، وكيف استطاع سيف الدولة بناء هذه القلعة رغم ما يحيط به من أعداء، ووصف جيش الروم وما كان عليه من عدة وعتاد وهو مقبل نحو الحدث، ثم تطرق إلى ما حدث في المعركة وكيف كان موقف سيف الدولة وهو في وسط المعركة.. والمعروف أن المتنبي كان بجانب سيف الدولة وهو يخوض هذه المعركة.. بدأ أبو الطيب قصيدته هذه بالأبيات الآتية التي تعد من أعظم الأبيات الشعرية التي وردت في أشعار العرب قاطبة، حيث قال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وهنا في هذين البيتين بيّن أبو الطيب أن عزيمة الرجل على مقداره، وكذلك مكارمه، أي أن الرجال قوالب الأحوال، إذا صغروا صغرت، وإذا كبروا كبرت. يقول نافع (1403هـ-1983م): إذا كان الإنسان المثل في نظره - في نظر المتنبي - بطلاً شجاعاً، وفارساً عظيماً، فهو رجل مجد أيضاً، يصنع مجده بيده لا يرثه عن آبائه وأجداده، بل هو وليد ساعته، وابن وقته.

والعزائم على قدر أهلها، تنبتها سواعد ذويها في أي لحظة، لا يحدها زمان ولا يقيدها مكان. ومن ثم فالرجل العظيم في نظر أبي الطيب من فاقت عزيمته كل المتحديات وصغرت في عينه الملمات. ومن هنا كان إعجابه وعشقه لسيف الدولة وتغنيه بعظمته عندما باشر ثغر الحدث على الرغم من تهديد الروم المستمر له وتوقع سقوطه بين لحظة وأخرى.

وعندما أحاط الرومان بهذا الثغر ونهض سيف الدولة للدفاع عنه، نهضت الكلمة جنباً إلى جنب مع السيف، واختلط صوت الطعنات بإيقاع الكلمات. وبعد هذين البيتين تطرق أبو الطيب إلى وصف سيف الدولة وما هو عليه من همة فقال:

يكلف سيف الدولة الجيش همه

وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه

وذلك ما لا تدعيه الضراغم

فسيف الدولة في نظر المتنبي صاحب همة وعزم يختص بهما وحده، حتى أن الجيوش الكبيرة تعجز عن أن تدرك همته، ومع هذا فهو يود أن يكون أصحابه مثله في الشجاعة والإقدام وعلو الهمة، وهذا شيء لا تصل إليه الأسود. وتطرق أبو الطيب في قصيدته أيضاً إلى ما حدث وسيف الدولة منشغل في بناء قلعة الحدث فقال:

هل الحدث الحمراء تعرف لونها

وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله

فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا تقرع القنا

وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت

ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها

على الدين بالخطيّ والدهر راغم

تساءل أبو الطيب: هل القلعة تعرف من الذي غير لونها إلى الحمرة؟ هل هو الغمام؟ أم هو دماء جماجم الروم؟؛ لأن سيف الدولة وهو يرفع بنيانها كانت القنا أي (الرماح) تقرع القنا وتلاطم موج الموت من حولها، وهي من هول ما يجرى من حولها كأن بها مثل الجنون، ولما علقت جثث قتلى الروم على جدرانها سكنت كأن الذي علق عليها عوذ لها عن جنونها.

وقد كانت هذه القلعة وهي في أيدي الروم طريدة الدهر بأن سلط عليها الروم، فردها سيف الدولة بالقوة إلى الإسلام.. ووصف أبو الطيب حال سيف الدولة وهو يقاتل وهو في وسط المعركة فقال:

وقفت وما في الموت شك لواقف

كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

وجَّه أبو الطيب خطابه لسيف الدولة وقال: وقفت يا سيف الدولة في حومة الوغى غير متهيب، وأقدمت غير خائف من الموت، كأنك منه في أنكر مواقفه - الردى - وهو معرض عنك، وكان الفرسان تمر بك جرحى منهزمة، وكلمى مستسلمين، ووجهك مشرق، وفمك باسم من الثقة بالنصر، وفي موقعك هذا ما حير العقول. يقول نافع (1403هـ- 1983م):... وما يكاد المتنبي يتصل بسيف الدولة حتى يعلق كل منهما بصاحبه. عشق المتنبي سيف الدولة بصفته بطلاً ومحرراً، وأعجب سيف الدولة بالمتنبي لفروسيته، ولأنه رأى فيه جريدته الحربية التي ستخلد ذكره إلى الأبد، وتنشر مآثره في الخافقين، وكان سيف الدولة مصاباً بهوى الحرب، فعبر أبو الطيب عن حقيقة هواه وظل يهدهد آماله الحربية الجسام في العزة والنصر ومفاخر الفتوح طوال عهده معه، ثم هو بعيد عنه مفارقه. وقصيدة المتنبي هذه تزخر بأوصاف غزيرة للجيش وزحفه وكره وفره.. يقول نافع: فإذا ما تحدث المتنبي عن زحف جيش الأعداء ومسار المعركة جعلنا عن طريق النغم نسمع ونرى معركة حقيقية نشهد فيها المطاردة والكر والفر، ونسمع قعقعة السلاح وجرجرة الحديد وصوت الطعنات وهي تحرق الدروع.. قال أبو الطيب في وصف جيش الروم:

أتوك يجرون الحديد كأنهم

سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم

ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه

وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمع فيه كل لسن وأمة

فما تُفهِم الحداث إلاّ التراجم

ويقول التونجي (1413هـ-1992م): .... وهو - المتنبي - عندما يصف البطل المقدام لا ينسى الجيش الذي يعده ويقوده، وكأنه صورة عن آمره. فمن قدرته الحربية أنه يتسلق الجبال، وإن تعذر عليه الصعود زحف كالثعابين. وتلوح هنا صورة جميلة هي تنكر فراخ الطير التي تعشعش في الأعالي وصوله إليها؛ لأن ذلك مقتصر على ذوات الأجنحة. قال المتنبي في وصف جيش سيف الدولة:

تدوس بك الخيل الوكور على الذرا

وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتك أنك زرتها

بأماتها وهي العتاق الصلادم

إذا زلقت مشيتها ببطونها

كما تتمشى في الصعيد الأراقم

يقول أبو الطيب في أبياته هذه: ظنت فراخ الفتك - إناث العقبان - لما صعدت خيل سيف الدولة إليها أنها أماتها - أمهاتها -؛ لأن خيل سيف الدولة كالعقبان شدة وسرعة وضمراً؛ وإذا زلقت هذه الخيل في صعودها، جعلها سيف الدولة وفرسانه تمشي على بطونها كما تفعل الحيات في الصعيد - وجه الأرض.

****

المراجع:

عبدالفتاح صالح نافع، (1403هـ - 1983م): (لغة الحب في شعر المتنبي)، دار الفكر للنشر والتوزيع - عمان - الأردن.

محمد التونجي (1413هـ - 1992م): (المتنبي، مالئ الدنيا وشاغل الناس) عالم الكتب.

(منقول وجزى الله صاحبه خيرا )

دعواتك لماما بالصحة والعافية

أبـو نـدى
19-12-2008, 11:06 PM
الفاضلة فروتي2008

الله يعطيكِ العافية

ويعافي لكِ أمكِ
جهد مميز جدا

تستحقين عليه الشكر والتقدير

أسعدنا حضوركِ

أ- منصور
19-12-2008, 11:08 PM
شرح قصيدة المتنبي

من درر المتنبي: على قدر أهل العزم...

ورد في شرح أبي البقاء العكبري لديوان المتنبي والمسمى بالتبيان في شرح الديوان أن سيف الدولة سار نحو ثغر الحدث (الحدث: قلعة بناها سيف الدولة وهي في بلاد الروم)، وكان أهلها قد سلموها

بالأمان إلى الدمستق (صاحب جيش الروم)، فنزل بها سيف الدولة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة، فبدأ في يومه، فحط الأساس، وحفر أوله بيده ابتغاء ما عند الله تعالى. فلمّا كان يوم الجمعة نازله ابن الفقاس دمستق النصراني في خمسين ألف فارس وراجل من جموع الروم والأرمن والبلغر والصقلب، ووقعت الوقعة يوم الاثنين، سلخ جمادى الآخرة، وأن سيف الدولة حمل بنفسه في نحو خمسمائة من غلمانه، فقصد موكبه، فهزمه وأظفر الله به، وقتل ثلاثة آلاف من مقاتلته، وأسر خلقاً كثيراً، فقتل بعضهم واستبقى بعضهم، وأسر تودس الأعور بطريق سمندو (في أول بلاد الروم)، وهو صهر الدمستق على ابنته، وأسر ابن الدمستق، وأقام على الحدث إلى أن بناها، ووضع بيده آخر شرافة منها يوم الثلاثاء آخر ثالث عشر ليلة خلت من رجب.

وفي هذا اليوم أنشد أبو الطيب هذه القصيدة (على قدر أهل العزم...) لسيف الدولة بالحدث.

وهذه القصيدة تتكون من ستة وأربعين بيتاً. وتعد هذه القصيدة من أعظم قصائد المتنبي التي قالها وهو بحضرة سيف الدولة، حيث تطرق فيها إلى ماهية الرجال القادة، وكيف استطاع سيف الدولة بناء هذه القلعة رغم ما يحيط به من أعداء، ووصف جيش الروم وما كان عليه من عدة وعتاد وهو مقبل نحو الحدث، ثم تطرق إلى ما حدث في المعركة وكيف كان موقف سيف الدولة وهو في وسط المعركة.. والمعروف أن المتنبي كان بجانب سيف الدولة وهو يخوض هذه المعركة.. بدأ أبو الطيب قصيدته هذه بالأبيات الآتية التي تعد من أعظم الأبيات الشعرية التي وردت في أشعار العرب قاطبة، حيث قال:

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

وهنا في هذين البيتين بيّن أبو الطيب أن عزيمة الرجل على مقداره، وكذلك مكارمه، أي أن الرجال قوالب الأحوال، إذا صغروا صغرت، وإذا كبروا كبرت. يقول نافع (1403هـ-1983م): إذا كان الإنسان المثل في نظره - في نظر المتنبي - بطلاً شجاعاً، وفارساً عظيماً، فهو رجل مجد أيضاً، يصنع مجده بيده لا يرثه عن آبائه وأجداده، بل هو وليد ساعته، وابن وقته.

والعزائم على قدر أهلها، تنبتها سواعد ذويها في أي لحظة، لا يحدها زمان ولا يقيدها مكان. ومن ثم فالرجل العظيم في نظر أبي الطيب من فاقت عزيمته كل المتحديات وصغرت في عينه الملمات. ومن هنا كان إعجابه وعشقه لسيف الدولة وتغنيه بعظمته عندما باشر ثغر الحدث على الرغم من تهديد الروم المستمر له وتوقع سقوطه بين لحظة وأخرى.

وعندما أحاط الرومان بهذا الثغر ونهض سيف الدولة للدفاع عنه، نهضت الكلمة جنباً إلى جنب مع السيف، واختلط صوت الطعنات بإيقاع الكلمات. وبعد هذين البيتين تطرق أبو الطيب إلى وصف سيف الدولة وما هو عليه من همة فقال:

يكلف سيف الدولة الجيش همه

وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه

وذلك ما لا تدعيه الضراغم

فسيف الدولة في نظر المتنبي صاحب همة وعزم يختص بهما وحده، حتى أن الجيوش الكبيرة تعجز عن أن تدرك همته، ومع هذا فهو يود أن يكون أصحابه مثله في الشجاعة والإقدام وعلو الهمة، وهذا شيء لا تصل إليه الأسود. وتطرق أبو الطيب في قصيدته أيضاً إلى ما حدث وسيف الدولة منشغل في بناء قلعة الحدث فقال:

هل الحدث الحمراء تعرف لونها

وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله

فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا تقرع القنا

وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت

ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها

على الدين بالخطيّ والدهر راغم

تساءل أبو الطيب: هل القلعة تعرف من الذي غير لونها إلى الحمرة؟ هل هو الغمام؟ أم هو دماء جماجم الروم؟؛ لأن سيف الدولة وهو يرفع بنيانها كانت القنا أي (الرماح) تقرع القنا وتلاطم موج الموت من حولها، وهي من هول ما يجرى من حولها كأن بها مثل الجنون، ولما علقت جثث قتلى الروم على جدرانها سكنت كأن الذي علق عليها عوذ لها عن جنونها.

وقد كانت هذه القلعة وهي في أيدي الروم طريدة الدهر بأن سلط عليها الروم، فردها سيف الدولة بالقوة إلى الإسلام.. ووصف أبو الطيب حال سيف الدولة وهو يقاتل وهو في وسط المعركة فقال:

وقفت وما في الموت شك لواقف

كأنك في جفن الرَّدى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمة

ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

إلى قول قوم أنت بالغيب عالم

وجَّه أبو الطيب خطابه لسيف الدولة وقال: وقفت يا سيف الدولة في حومة الوغى غير متهيب، وأقدمت غير خائف من الموت، كأنك منه في أنكر مواقفه - الردى - وهو معرض عنك، وكان الفرسان تمر بك جرحى منهزمة، وكلمى مستسلمين، ووجهك مشرق، وفمك باسم من الثقة بالنصر، وفي موقعك هذا ما حير العقول. يقول نافع (1403هـ- 1983م):... وما يكاد المتنبي يتصل بسيف الدولة حتى يعلق كل منهما بصاحبه. عشق المتنبي سيف الدولة بصفته بطلاً ومحرراً، وأعجب سيف الدولة بالمتنبي لفروسيته، ولأنه رأى فيه جريدته الحربية التي ستخلد ذكره إلى الأبد، وتنشر مآثره في الخافقين، وكان سيف الدولة مصاباً بهوى الحرب، فعبر أبو الطيب عن حقيقة هواه وظل يهدهد آماله الحربية الجسام في العزة والنصر ومفاخر الفتوح طوال عهده معه، ثم هو بعيد عنه مفارقه. وقصيدة المتنبي هذه تزخر بأوصاف غزيرة للجيش وزحفه وكره وفره.. يقول نافع: فإذا ما تحدث المتنبي عن زحف جيش الأعداء ومسار المعركة جعلنا عن طريق النغم نسمع ونرى معركة حقيقية نشهد فيها المطاردة والكر والفر، ونسمع قعقعة السلاح وجرجرة الحديد وصوت الطعنات وهي تحرق الدروع.. قال أبو الطيب في وصف جيش الروم:

أتوك يجرون الحديد كأنهم

سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض منهم

ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه

وفي أذن الجوزاء منه زمازم

تجمع فيه كل لسن وأمة

فما تُفهِم الحداث إلاّ التراجم

ويقول التونجي (1413هـ-1992م): .... وهو - المتنبي - عندما يصف البطل المقدام لا ينسى الجيش الذي يعده ويقوده، وكأنه صورة عن آمره. فمن قدرته الحربية أنه يتسلق الجبال، وإن تعذر عليه الصعود زحف كالثعابين. وتلوح هنا صورة جميلة هي تنكر فراخ الطير التي تعشعش في الأعالي وصوله إليها؛ لأن ذلك مقتصر على ذوات الأجنحة. قال المتنبي في وصف جيش سيف الدولة:

تدوس بك الخيل الوكور على الذرا

وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتك أنك زرتها

بأماتها وهي العتاق الصلادم

إذا زلقت مشيتها ببطونها

كما تتمشى في الصعيد الأراقم

يقول أبو الطيب في أبياته هذه: ظنت فراخ الفتك - إناث العقبان - لما صعدت خيل سيف الدولة إليها أنها أماتها - أمهاتها -؛ لأن خيل سيف الدولة كالعقبان شدة وسرعة وضمراً؛ وإذا زلقت هذه الخيل في صعودها، جعلها سيف الدولة وفرسانه تمشي على بطونها كما تفعل الحيات في الصعيد - وجه الأرض.

تاتي توتو
21-12-2008, 12:02 AM
شكككككككككككككككككككككككك ككككككككككككككككككر جزيل