المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لــــوحـــة .....



سياج الصمت
16-12-2008, 12:14 AM
تتباعدُ الألوان في لوحتك الجافة
حين تميل بالفرشاة على وجهها ترسمه مدورا كخطوط الليل في كفك المستكين ..
ترتفع حرارة المرآة حين تعكس شعاع وجهها متألقا كتوهج الألوان في ألق الدجى ، كتوابع سلسلة من أغصان الشجر ترقص كلما لاطفها نسيمٌ عليل ..
تُضحكها مرتين ، مرة حين تداعب وجهها بيديك ، ومرة حين تحلم بها بين يديك عنقودا من الكرم المعتق .......
تُسلمك للحزن أحيانا حين تُخفي بصدرها أحلامها وتسجنها في خدرها معلقةً قلبك على مشجب الأمل ، والترقب ....
تُفرحك أحيانا حين تداعب يديك وتميل لتقبيلها ، أو حين تنطق إحدى كلمتين (بحبك ، وحشتني)
أحيانا أخرى تجد في ملامحها قسوة حين تمر الفرشاة على فمها الصامت أغلب الوقت ، أو حين تحاول بث روح الحياة بألوانك الصاخبة في جنبات دمائها ....
تحاول يداك دائما العبث بعينيها ، وزرع رموش طويلة لعلها تستطيع وضعك في عينيها وغلق رموشها السمراء الطويلة لتظل دائما قريبا منها وقادرا على عشقها ..
وحين تتعب يداك وتجد الفرشاة غصة في انسياب الألوان على عنقها الطويل ، ترتاح قليلا وتفكر
هذا الحب الذي يتسع كلما حاولت إثارته بفضولي ، ورسمه على لوحة جافة ....
ماذا سيحدث لو دبت فيه روح مينرفا الجميلة ، أو دعوات بيجماليون المتعاقبة ...
هل ستطيب النفس حين تكون بين يديك عاشقة تبادلك رقصات الحب في عناق طويل ؟؟
وإذا راقت لصدرك فاحتضنتها ، ولجسدك فاحتويتها أتظل الألوان متألقة في الفراغ الكبير؟؟
عندما تغمض عينيك ستحلم كثيرا أن تكون عالمك الأوحد ، وتكون لوحتك التي رسمتها بكل ما تملك من أوجاع ، وكل ما يعتريك من روح تواقة للفرح ..
الآن عليك اختيار مكان تضع فيه لوحتك بعد اكتمالها
ربما تفلح دائما أن تراودك كلما نظرت إليها ، وتكون لك دفئا وكونا حتى يواريك الثرى ...
الآن عليك الصمت والتأمل
ومراجعة كل لحظات لوحتك الجميلة الباردة ...