المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابغى موضوع



نبع الإخاء
06-12-2008, 01:23 PM
تكفون ابغى موضوع عن أثر الكذب والغيبة والنميمة وقول الزور والقذف والخصومة على هدم العلاقات الاجتماعية

newone_01
07-12-2008, 01:35 AM
السلام عليكم ورحمة الله

قصة عن خطر الغيبة والنميمة

خطر الغيبة والنميمة






قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم (2581)


فكم بهذه الألسنة عُبد غير الله تعالى وأشرك
وكم بهذه الألسنة حُكم بغير حكمه سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسنة أُحدثت بدع.. وأُدميت أفئدة.. وقُرحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت.. وأوصال تحطمت.. وقلوب تفرقت
كم بهذه الألسنة نزفت دماء.. وقُتل أبرياء.. وعُذب مظلومون
كم بها طُلّقت أمهات.. وقذفت محصنات
كم بها من أموال أُكلت.. وأعراض أُنتهكت.. ونفوس زهقت

يموت الفتى مـن عثـرة بلسانـه *** وليس يموت المرء من عثرة الرجل

في يوم من الأيام ألقيتُ محاضرة في أحد السجون.. جُمع لي السجناء في المسجد الكبير قرابة 500 أو الألف سجين ..
انتهيت من المحاضرة.. أول ما انتهيت قال لي أحد الأخوة الذين كانوا مرافقين معي وهو مشرف على بعض المحاضرات في السجن، قال: يا شيخ هنا الجناح الخاص بأصحاب القضايا الكبيرة والجناح الانفرادي لم يحضروا معك المحاضرة فليتك أن تمر بهم وتلقي عليهم كلمة وتجيب على أسئلتهم إن كان عندهم أسئلة.. قلت: حسناً..
أقبلنا فإذا مجموعة كل واحد في زنزانة خاصة به.. مررنا بهم.. ألقيت عليهم كلمة يسيرة ثم أجبت على أسئلتهم .. مررت في أثناء ذلك بزنزانة فيها شاب عمره تقريبا 23 سنة أو في الخامسة والعشرين سنة تقريبا كان جالساً هادئاً في زنزانته، مررت به وسلمت عليه كان هادئاً لطيفاً ثم تجاوزته، سألت صاحبي قلت: ما قضيته؟! يعني هو عليه سرقات أم مضاربة مع أحد أو أدت إلى قتل ذلك الشخص مثلاً ما قضيته؟!
قال: هذا الشاب يا شيخ عليه جريمة قتل لزوجته..
قلت: قتل لزوجته! ما هو السبب؟!
قال: هل تصدق أنهما ما مضى على زواجهما إلا قرابة ثلاثة أشهر وقتلها
قلت كيف قتلها أعوذ بالله يعني كمثل وجدها على فعل معين أو محرم أو فاحشة أو وجدها مع رجل مع أنه لا يجوز أنه يعاملها بالقتل بمثل هذه المواقف لكن أحيانا أن بعض الناس يثور ويتهور ويضربها بشيء فتموت بسببه
قال: لا، ذبحها بالسكين
إنا إليه راجعون.. كيف؟!
قال: هذا تزوج وسكن مع زوجته على أحسن حال.. حقد عليه مجموعة من الناس ربما بينه وبينهم مشاكل في القديم أو أنهم كانوا يريدون أن يتزوجوا هذه الفتاة، المقصود أنهم حقدوا عليه فأقبل إليه أحدهم فقال له: يا فلان
قال الشاب: ما تريد؟
قال: أنت اشتريت سيارة خضراء بدل سيارتك؟ وذكر له أحد أنواع السيارات
الشاب: لا ، أنا والله ما اشتريت، أنا سيارتي السوداء التي معي تعرفونها
قال: والله ما أدري لكن أنا أمس الضحى وأنت في العمل خرجت في حاجة ومررت أمام بيتك ورأيت سيارة خضراء واقفة عند الباب فخرجت امرأة من بيتك وركبت معه وبعد ساعتين رجعت إلى البيت، أنت عندك يمكن في البيت أحد يمكن...
قال الشاب: لا والله ما فيه إلا زوجتي حتى ما عندي خادمة ولا عندي أحد
قال: ما أدري إن شاء الله ما تكون زوجتك.. ومضى..

بعدها بيومين الرجل بدأ يشك يسأل زوجته: فيه أحد جاء ، فيه أحد ذهب..

بعدها بيومين، ثلاثة، أقبل إليه رجل آخر قد اتفق مع الأول فقال له: يا فلان
قال نعم
قال: أنت غيرت سيارتك، اشتريت سيارة بيضاء؟
قال: لا والله هذه سيارتي تحت واقفة
قال: والله ما أدري بس أنا أيضا أمس العصر يبدو إنك ما كنت في البيت، فيه سيارة بيضاء وقفت عند الباب وأقبلت امرأة وركبت معها وذهبت.
جعلوا الرجل ينتفض ..

ثم جاءوا إليه في اليوم الثالث وزادوا عليه الكلام..

جاءوا إليه في اليوم الرابع ..

- أنظر كيف الألسنة تحدث من عقوق وقطيعة –

فلا زالوا به حتى تخاصم مع زوجته وأكثر عليها الكلام وهي صرفت عليه قالت: كيف تتهمني في عرضي، قال نعم أتهمك اعترفي، ما أعترف..... كثر الكلام فذهبت إلى بيت أهلها..

لبثت عند أهلها أياما فلم يرضهم ذلك!

أقبلوا إليه قالوا: يا أخي ترى السيارات نفسها الآن تقف عند بيت أهلها، بكرى البنت تحمل وبعدين تقول هذا ولدك. أنت لست رجلا أنت ما عندك مروءة أنت تلعب بعقلك الفتاة والله لو كنت رجل لو أنك.... الخ.............. فلم يزالوا يعينون الشيطان عليه بالوساوس حتى تغلب عليه الشيطان في ليلة من الليالي فخرج من بيته ومضى إلى بيت أهلها وقفز من فوق السور ودخل إلى البيت والكل النائم، مضى إلى المطبخ وأخذ سكيناً ثم مضى إلى غرفتها ودخلها بهدوء وإذا الفتاة نائمة في أمان الله قد نامت على بطنها في أمان الله على فراشها فأقبل من خلف رقبتها وأبعد شعرها قليلا وذبح حتى قطع أوداجها.. انتفضت قليلا وماتت.. مسح السكين بثيابه وتركها وذهب إلى الشرطة وقال أنا قتلت فلانة! أدري أني سأتعب لو هربت وسوف ألاحق في كل مكان من الآن أنا قتلتها لكن بردت ما في قلبي! ..
وحكم عليه بالقصاص.. النفس بالنفس..

شاب يا جماعة لو ترونه يعني من أحسن الشباب خلقة وأقواهم بدنا لكن بكثرة ما وقع من ألسنة أولئك الظلمة الفجرة
أنظر كيف تحولت الأمور، قد هُتكت بها أعراض وهدمت بيوت بسبب ما يخرج من هذا اللسان
( يا أيها الذين ءامنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )

وهؤلاء الظلمة غير أنهم اكتسبوا اثما عظيما اثم الغيبة والنميمة فإنهم أيضا فرقوا بين زوجين وهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن من فرق بين زوجين لا ينظر الله إليه يوم القيامة. وكذلك قذفوا المسلمة المحصنة بالزنا والعياذ بالله من ذلك
-- قذف المحصنات من كبائر الذنوب --
قذف المحصنات من كبائر الذنوب (http://saaid.net/Doat/Najeeb/f89.htm)

لما أقبل موسى الأشعري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحاً قال: يا رسول الله أي المسلمين أفضل؟
وفي رواية أي المسلمين خير؟
- ما قال صلى الله عليه وسلم خير المسلمين قوام الليل ولا قال خير المسلمين صوام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمعتمرون أو المجاهدون لا ، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها وقال: ( خير المسلمين من سلم المسلمون من لسانه ويده )
وفي البخاري قال عليه الصلاة والسلام: (إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا) رواه الترمذي.

كان السلف يدققون على كلامهم المباح فضلاً عن الكلام المحرم
جلست عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها يوماً قبيل صلاة المغرب وهي صائمة وأذن لصلاة المغرب فأقبلت إليها الجارية قالت فيما معنى قولها: يا أم المؤمنين أقرب إليك المائدة وكانت عائشة ليست بجائعة ولا عطشانة وهذا يقع أحيانا لبعض الصائمين....
فقالت عائشة: والله ما لي بالطعام حاجة لكن قربي المائدة نلهو بها
ثم قالت عائشة أستغفر الله أستغفر الله ألهو بنعمة الله!
مع أنها تقصد " ألهو" يعني آخذ من هنا قليلا، من هذا قليلا فقط لأجل أن أفطر عليه
قالت: أستغفر الله ألهو بنعمة الله ثم بكت ثم جعلت تجمع ما عندها من مال واشترت به عبدين مملوكين وأعتقتهما لوجه الله توبة من هذه الكلمة!
وهذه يا جماعة وهي ما اغتابت أحد ولا سبّت ولا لعنت ولا كفرت بكلمة.. مجرد تقول تسلى بالطعام..

والإمام أحمد رحمه الله دخل مرة يزور مريضا فلما زاره سأل الإمام أحمد هذا الرجل قال: يا أيها المريض هل رآك الطبيب؟
قال: نعم ذهبت إلى فلان الطبيب
فقال أحمد: اذهب إلى فلان الآخر فإنه أطب منه " يعني أعلم بالطب منه"
ثم قال الإمام أحمد: أستغفر الله أراني قد اغتبت الأول أستغفر الله أستغفر الله
- المفروض أنه ما يقال إنه أفضل منه فيقال: جرّب فلانا -

بتصرف من شريط" قصة سجين " للشيخ العريفي حفظه الله
طـريـق الإيـمـان (http://www.emanway.com/play_droos.php?cid=12&id=1017)

newone_01
07-12-2008, 01:41 AM
بواعث الغيبة

يقول ابن تيمية رحمه الله في بواعث الغيبة :

(1) إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم لقطع المجلس واستثقله أهل المجلس .

(2) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح ويقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير، ولا أحب الغيبة والكذب، وإنما أخبركم بأحواله، والله إنه مسكين، ورجل جيد، ولكن فيه كذا وكذا، وربما يقول : دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وقصده من ذلك استنقاصه .

(3) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستصغاره المستهزأ به .

(4) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت، ومن فلان كيف فعل كيت وكيت .

(5) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام، فيقول: مسكين فلان غمَّني ما جرى له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف، وقلبه منطوٍ على التشفي به .

(6) ومنه من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر وقصده غير ما أظهر .


الأمور التي تساعد على النميمة:

إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:

1_جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.

2_ما في النفس من غل وحسد.

3_مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.

4_ أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.

من صفات النمام:

قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم .

الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.

الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.

الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.

الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.

الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.

السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.

السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.

الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.

التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.

قصة في النميمة :

أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

newone_01
07-12-2008, 01:42 AM
بواعث الغيبة

يقول ابن تيمية رحمه الله في بواعث الغيبة :

(1) إن الإنسان قد يغتاب موافقة لجلسائه وأصحابه مع علمه أن المغتاب بريء مما يقولون أو فيه بعض ما يقولون، لكن يرى أنه لو أنكر عليهم لقطع المجلس واستثقله أهل المجلس .

(2) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب ديانة وصلاح ويقول : ليس لي عادة أن أذكر أحداً إلا بخير، ولا أحب الغيبة والكذب، وإنما أخبركم بأحواله، والله إنه مسكين، ورجل جيد، ولكن فيه كذا وكذا، وربما يقول : دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وقصده من ذلك استنقاصه .

(3) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره بمحاكاته واستصغاره المستهزأ به .

(4) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب تعجب فيقول : تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت، ومن فلان كيف فعل كيت وكيت .

(5) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب الاغتمام، فيقول: مسكين فلان غمَّني ما جرى له وما تم له، فيظن من يسمعه أنه يغتم له ويتأسف، وقلبه منطوٍ على التشفي به .

(6) ومنه من يظهر الغيبة في قالب غضب وإنكار منكر وقصده غير ما أظهر .


الأمور التي تساعد على النميمة:

إن مما يدفع الناس إلى النميمة بواعث خفية منها:

1_جهل البعض بحرمة النميمة وأنها من كبائر الذنوب وأنها تؤدي إلى شر مستطير وتفرق بين الأحبة.

2_ما في النفس من غل وحسد.

3_مسايرة الجلساء ومجاملتهم والتقرب إليهم وإرادة إيقاع السوء على من ينم عليه.

4_ أراد التصنع ومعرفة الأسرار والتفرس في أحوال الناس فينم عن فلان ويهتك ستر فلان.

من صفات النمام:

قال تعالى: ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم مناع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم .

الأولى: أنه حلاف كثير الحلف ولا يكثر الحلف إلا إنسان غير صادق يدرك أن الناس يكذبونه ولا يثقون به فيحلف ليداري كذبه ويستجلب ثقة الناس.

الثانية: أنه مهين لا يحترم نفسه ولا يحترم الناس في قوله، وآية مهانته حاجته إلى الحلف، والمهانة صفة نفسية تلصق بالمرء ولو كان ذا مال وجاه.

الثالثة: أنه هماز يهمز الناس ويعيبهم بالقول والإشارة في حضورهم أو في غيبتهم على حد سواء.

الرابعة: أنه مشاء بنميم يمشي بين الناس بما يفسد قلوبهم ويقطع صلاتهم ويذهب بمودتهم وهو خلق ذميم لا يقدم عليه إلا من فسد طبعه وهانت نفسه.

الخامسة: أنه مناع للخير يمنع الخير عن نفسه وعن غيره.

السادس: أنه معتدٍ أي متجاوز للحق والعدل إطلاقاً.

السابعة: أنه أثيم يتناول المحرمات ويرتكب المعاصي حتى انطبق عليه الوصف الثابت والملازم له أثيم.

الثامنة: أنه عتل وهي صفة تجمع خصال القسوة والفضاضة فهو شخصية مكروهة غير مقبولة.

التاسعة: أنه زنيم وهذه خاتمة صفاته فهو شرير يحب الإيذاء ولا يسلم من شر لسانه أحد.

قصة في النميمة :

أن رجلا باع غلاما عنده فقال للمشتري: ليس فيه عيب إلا أنه نمام، فاستخفّه المشتري فاشتراه على ذلك العيب فمكث الغلام عنده أياما ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يحبك وهو يريد أن يتسرى عليك، أفتريدين أن يعطف عليك؟ قالت: نعم، قال لها: خذي الموس واحلقي شعرات من باطن لحيته إذا نام، ثم جاء إلى الزوج، وقال: إن امرأتك اتخذت صاحبا وهي قاتلتك أتريد أن يتبين لك ذلك. قال: نعم، قال: فتناوم لها، فتناوم الرجل، فجاءت امرأته بالموس لتحلق الشعرات، فظن الزوج أنها تريد قتله، فأخذ منها الموس فقتلها، فجاء أولياؤها فقتلوه، وجاء أولياء الرجل ووقع القتال بين الفريقين.

newone_01
07-12-2008, 01:42 AM
ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟

عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وقوله عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .

عقابها:
جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.

قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.

النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب".

علاج النَّميمة:

يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.

واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات (

أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت((

قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.


ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟

أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:

أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.

ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.

ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.

رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.

خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.

سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.

سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.

ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.

تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .

newone_01
07-12-2008, 01:43 AM
ماذا نفعل اذا سمعنا أشخاص يسعون في النميمة؟

عدم الجلوس معهم ؛ لقول الله سبحانه وتعالى : وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ.
وقوله عز وجل : وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ .
وقول النبي صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.( خرجه الإمام مسلم في صحيحه .

عقابها:
جاء في الحديث: " لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ" رواه البخاري ومسلم.

قال تعالى : (وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ . هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ) (سورة القلم:10،11)
النَّمَّامُ شُؤْمٌ لَا تَنْزِلُ الرَّحمة على قوم هو فيهم.

النميمة من الأسباب التي توجب عذاب القبر لما روى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة متفق عليه .
في حديث أحمد: " شِرَارُ عباد الله المشَّاءون بالنَّميمة المُفرِّقون بين الأحبَّة البَاغون للبرآء العَيْب".

علاج النَّميمة:

يكون بتوعية النمَّام بخُطورة النميمة، بمثل ما سبق من الآيات والأحاديث والحكم، والتنفير منها بأنها صِفَة امرأة لوط، التي كانت تَدُل الفاسقين على الفجور، فعذَّبها الله كما عذَّبهم.

واجب السامع عدمُ تصْديق النَّميمة؛ لأنَّ النمَّام فاسق والفاسق مردود الشهادة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (سورة الحجرات:6) كذلك يجب عليه أنْ يَنْصَحَهُ قِيامًا بالأمر بالمعروف والنهْي عن المنكر، وأن يَبْغضه لوجه الله؛ لأنه مبغوض من الله والناس، وألا يَظن سوءًا بمَن نَقل عنه الكلام، فالله يقول: (يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) ( سورة الحجرات (

أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاما تظهر المصلحة فيه، ومتى استوى الكلام وتركه في المصلحة، فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير وغالب في العادة وفي الحديث المتفق على صحته قال عليه الصلاة والسلام: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت((

قال الإمام الشافعي: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكّر قبل كلامه فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم حتى يظهر.


ماذا يفعل الشخص اللذي به صفة النميمة والعياذ بالله ؟ وكيف يتخلص منها؟

أن يشغل لسانه ومجلسه بذكر الله وبما ينفع ويتذكر أمورا:

أولا: أنه متعرض لسخط الله ومقته وعقابه.

ثانيا: أن يستشعر عظيم إفساده للقلوب وخطر وشايته في تفّرق الأحبة وهدم البيوت.

ثالثا: أن يتذكر الآيات والأحاديث الواردة وعليه أن يحبس لسانه.

رابعا: عليه إشاعة المحبة بين المسلمين وذكر محاسنهم.

خامسا: أن يعلم أنه إن حفظ لسانه كان ذلك سببا في دخوله الجنة.

سادسا: أن من تتبع عورات الناس تتبع الله عورته وفضحه ولو في جوف بيته.

سابعا: عليه بالرفقة الصالحة التي تدله على الخير وتكون مجالسهم مجالس خير وذكر.

ثامنا: ليوقن أن من يتحدث فيهم وينمّ عنهم اليوم هم خصماؤه يوم القيامة.

تاسعا: أن يتذكر الموت وقصر الدنيا وقرب الأجل وسرعة الانتقال إلى الدار الآخرة .

newone_01
07-12-2008, 01:46 AM
الغيبة وخطرها
في آخرها قال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {ومَن قال في مؤمن ما ليس فيه حبسه الله في ردغة الخبال حتى يأتي بالمخرج مما قال } وردغه الخبال هي: عصارة أهل النار.

وقد جاء الوعيد فيها لاثنين هما: شارب الخمر؛ فإنه يُسقى يوم القيامة من هذه العصارة.. وصاحب الغيبة، وبهذا يكون النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد قرن حد مدمن الخمر بالذي يفتري على المؤمنين ما ليس فيهم، بسبب ظنه السيئ بهم.

وقد حذر الله ونهى عن ذلك أعظم النهي، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً [الحجرات:12] ولم يقل إن كثيراً من الظن إثم، ومع ذلك حذَّر من كثيره لأنك لا تعرف أيها الإثم، وأيها ليس بإثم، إلا إذا اجتنبت كثيراً من الظن، وهذا الظن السيئ تأتي معه شبهاتٌ وأدلة لا أصل لها في الحقيقة.

فكيف إذا كان الأمر اختلاق وافتراء ومجازفة بغير علم وبغير برهان وبغير بينة؟!

فكان جزاؤه أن يحبس في ردغة الخبال، وهي عصارة أهل النار.

والنار كلها عذاب، وكلها نتن، وكلها ظلمة وقسوة وشدة، لكن طينتها وعصارتها أخبث وأنتن وأجيف!

إذاً الأمر خطير، والمسألة ليست كما يظن الناس؛ فلا يجوز للإنسان أن يقول في الناس ما يشاء، وأن ينسبهم إلى الضلال أو البدع أو الكبائر، فإنه يقول الكلمة لا يلقي لها بالاً فتهوي به في النار سبعين خريفاً كما في الحديث، ومثل هذه الكلمة التي يقولها الإنسان لا يكفرها إلا أن يستعفي ممن قال فيه، وأن يستغفر من ذلك، وأن ينشر ذلك كما نشر هذه الرذيلة، وهنا يكون الأمر في غاية الصعوبة.

ولقد كان السلف الصالح في هذه القضية على ضربين: فمنهم من نظر إلى حال من اغتابه وافترى عليه وتكلم فيه، ونال من عرضه نظرة الإشفاق والعطف، وقال: هذا مؤمن وهذا مسلم، ولا أريد أن أقف يوم القيامة بين يدي ربي مع مؤمن ولو ساعة أو لحظة، فقال: كل من تكَّلم في عرضي من المؤمنين فهو في حل.

ومنهم من كان على النقيض من ذلك، ومنهم سعيد بن المسيب كان يقول: 'والله لا أحل ما حرَّم الله، فالله حرَّم عرضي وحرم غيبتي فلا أحلها لأحد، فمن اغتابني فأنا أقاصه يوم القيامة ' .

ولا سيما مع شدة حاجة الإنسان يوم القيامة إلى الحسنات، وربما كان هؤلاء المغتابون والطاعنون والمفترون من ذوي العبادة والجهاد والصلاة، ولكن وقعوا في أعراض الناس ولم يتنبهوا لهذه الديون، وهذا الخطأ الذي لا يتنبه إليه كثيرٌ من الناس، ولذلك يقول: أنا أولى بأن آخذ من حسناتهم مقابل ما أخذوا من عرضي في هذه الدنيا.

فلذا نرجو من الله أن نكون من أهل العفو والصفح، كما أمر الله تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا [النور:22] وهو ما يحثنا إليه.

ويحببنا إليه ولكن في مقام التحذير من الوقوع في أعراض المسلمين نقول لأنفسنا: من يضمن أن من اغتبناه أو افترينا عليه أو جرحناه يعفو عنا، فهو لا يدري أصلاً، فيأتي يوم القيامة وله حسنات مثل الجبال من أعمال الذين اغتابوه وهو لا يدري بذلك، فلذلك هو أمرٌ جلل وخطير، نسأل الله أن يعافينا منه.

newone_01
07-12-2008, 01:47 AM
وهذا خطبة في الغيبة والنميمة


الغيبة والنميمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . وأشهد أن لا إله إلا الله القائلوَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) .
وأشهد أن سيدنا ومولانا وقائدنا محمداً رسول الله القائل : ((وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ ، الَّذِى يَأْتِى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ ، وَيَأْتِى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ )) .
اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغُرِّ المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله:
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله العظيم ، وأحثكم على طاعته وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره ، وأستفتح بالذي هو خير(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .

أما بعد :
فيا أيها الإخوة المؤمنون : إن داء الغيبة والنميمة داء من أفسد وأفتك الأدواء التي تبتلى بها الأفراد والجماعات، ومن ثَمَّ حذَّرنا اللهُ تبارك وتعالى من هذا الداء في كتابه العزيز فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) .
إن أشد ما يكرهه الإنسان وينفر منه طبعه أن يتناول لحم ميت ليأكله، وأشد منه غلظة وأكثر منه بشاعةً أن يكون ذلك الميت أخاه ، بهذه الصورة البشعة المستقذرة شَبَّه الله الغيبة وما يتناوله المغتاب من أخيه المُستغاب، وشبه الله الغيبة بهذه الصورة لينفر الناس منها كما ينفرون من ذلك ولتستقر في نفوسهم بشاعتُها. والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يَكْره، قال صلى الله عليه وسلم : (( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ))؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ )). قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (( إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) .

فالغيبة إذاً هي ذكرك أخاك بما يكره سواء كان ذلك فيه أو لم يكن فيه، على أن ذكرك ما فيه تتناوله حرمة الغيبة، وذكرَك ما ليس فيه تتناوله حرمة البهتان والعياذ بالله تعالى.

وسواء كان ذلك بحضوره أو بغيابه، أو كان ذلك في خُلُقهِ أو خَلْقهِ كل ذلك اعتداء على حرمة المسلم ونيلٌ من عرضه وشخصه.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) .

والنميمة هي نقل الحديث من قوم إلى قومٍ، أو من إنسان إلى إنسانٍ آخر على وجه الإفساد، فهي خصلة ذميمة تجلب الشر وتدعو إلى الفرقة، وتوغرُ الصدور، وتثير الأحقاد وتحطُّ بصاحبها إلى أسفل الدركات، وتنفر الناس منه، فيصبح ولا أنيس له ولا جليس، والعاقل من تبرَّأ من تلك الخصال الدنيئة ، وتطهر من أدرانها الخبيثة ، وعمل على محاربتها بكل ما في وسعه، قال تعالى وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ)) .
فالغيبة والنميمة يا عباد الله داءان خطيران يسببان عذاب القبر وشدة الحساب، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: (( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ)) .

والغيبة والنميمة انتهاك لحرمة المسلم التي أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم صونها، وحفظها، فقد خطب صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: (( فَإِنَّ اللَّهَ حرَّمَ عَلَيْكُمْ دِماءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا)) .

فالغيبة خيانة وهتك ستر وغدرٌ وإيذاءٌ للمسلمين، وهي زادُ الخبيث، وطعامُ الفاجر، ومرعَى اللئيم، وضيافةُ المنافق، وفاكهةُ المجالس المحرمة.
ولقد بَيَّنَ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطر الغيبة والنميمة وإثمهما وسوء عاقبة أصحابهما فقال عليه الصلاة والسلام: ((لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) . وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ بعض الرواة: تَعْنِى قَصِيرَةً. فَقَالَ: (( لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ )) .

إن كلمة السيدة عائشة رضي الله عنها على ما فيها بالنسبة لما نحن اليوم عليه من نيل من أعراض المسلمين وذكر عيوبهم ومثالبهم ونقائصهم لا تُعتبر شيئاً.

عباد الله:
لما عَلِمَ سلفُنا الصالح حرمة الغيبة وأدركوا خطرها على المجتمعات، وخطورتها على المغتاب في يوم العرض على الله تعالى أمسكوا ألسنتهم عن التكلم في عرض أحد أو طعنه أو شتمه، وشغلوها بذكر الله وطاعته، والأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإذا جاءهم فاسق بنبأ لامُوهُ على نقله الحديث، وحذروه من مغبة سوء فعله، فقد جاء رجل إلى عمرو بن عبيد فقال له: إن الأسواريَّ ما زال يذكرك في مجالسه بشرٍّ، فقال عمرو: ياهذا ما راعيت حقَ مجلس الرجل حين نقلت إلينا حديثه، ولا أديتَ حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن قل له : إن الموت يعمنا، والقبر يضمنا ، والقيامة تجمعنا، والله يحكم بيننا، وهو خير الحاكمين. ورُوِيَ أن رجلاً قال لعبد الملك بن مروان: إني أريد أن أُسِرَّ إليكَ حديثاً، فأشار الخليفة إلى أصحابه بالانصراف ، فلما أراد الرجل أن يتكلم قال الخليفة: قِفْ، لا تَمْدحني، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تَكْذِبْني فأنا لا أعفو عن كذوب، ولا تَغْتَبْ عندي أحداً فلستُ أسمع إلى مغتاب فقال الرجل: هل تأذن لي في الخروج؟ فقال الخليفة : إن شئت فاخرج.

أيها المسلمون:
هذه مخاطر الغيبة وطرقُ علاجها ، ولا تباح إلا لغرض شرعي كأن يعلن المظلوم عن ظلمه ، أو يُدعى إنسان للشهادة، أو يشهدَ من غير أن يُدعى لإثبات حق قد يضيعُ.
قال تعالىوَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) .
فإحقاق الحقوق والسعيُ في إيصالها لأهلها مما هو مطلوب ومأمور به شرعاً. فقد سألتْ هِنْدُ زوجة أبي سفيان رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ ، وَلَيْسَ يُعْطِينِى مَا يَكْفِينِى وَوَلَدِى ، إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهْوَ لاَ يَعْلَمُ فَقَالَ: (( خُذِى مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ)) .
كما تجوز الغيبة عندما يسألك إنسان عن مصاهرة إنسانٍ أو مشاركته أو معاملته فإنه يجوز لك أن تبين مِنْ حاله وواقِعه بقدر الحاجة وبنية النصيحة لا التشفي. كما أن المجاهر في المعاصي لا تحرم غيبته إن أُمِنَ شَرُّهُ، وكذا الفاسق والمنافق والمارق من الدين. كي يجتَنَبْ الناس شرورهم.

عباد الله:
أما النميمة فهي أشد خطراً من الغيبة ، لأنها نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والفتنة، وهي تورث الفتنة والضغينة وتفرق بين المتآلفين، وتفضي إلى كثير من المفاسد والشرور ، والنمام بنميمته يباعد ويفرق بين المتآلفين ، ويفصم عقدة النكاح بين الزوجين، ويسبب الحرب بين الأهلين، ثم إن النمام يجمع إلى قبح النميمة قبح الغيبة لأنه يهتك ستر أخيه وبذكر عيوبه، وهو حين يسعى بين الناس بالإفساد يقترف جريمة الغدر والخيانة ، ولقد حذر الله عز وجل المؤمنين شر النمام ونهاهم عن تصديق قوله وصرح لهم بفسقه فقال جل شأنه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) .

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه ، واعلم أخي المسلم أن من نَمَّ لك نَمَّ عليك ومن نقل لك خبر سوء سينقل عنك مثله.

أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

newone_01
07-12-2008, 01:48 AM
وهذا خطبة في الغيبة والنميمة


الغيبة والنميمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسترشده ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يُضلل فلن تجد له ولياً مرشداً . وأشهد أن لا إله إلا الله القائلوَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) .
وأشهد أن سيدنا ومولانا وقائدنا محمداً رسول الله القائل : ((وَتَجِدُونَ شَرَّ النَّاسِ ذَا الْوَجْهَيْنِ ، الَّذِى يَأْتِى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ ، وَيَأْتِى هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ )) .
اللهم صل وسلم وبارك على هذا الرسول الكريم صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه الغُرِّ المحجلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

عباد الله:
أوصيكم وأوصي نفسي بتقوى الله العظيم ، وأحثكم على طاعته وأحذركم وبال عصيانه ومخالفة أمره ، وأستفتح بالذي هو خير(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ، وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .

أما بعد :
فيا أيها الإخوة المؤمنون : إن داء الغيبة والنميمة داء من أفسد وأفتك الأدواء التي تبتلى بها الأفراد والجماعات، ومن ثَمَّ حذَّرنا اللهُ تبارك وتعالى من هذا الداء في كتابه العزيز فقال: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) .
إن أشد ما يكرهه الإنسان وينفر منه طبعه أن يتناول لحم ميت ليأكله، وأشد منه غلظة وأكثر منه بشاعةً أن يكون ذلك الميت أخاه ، بهذه الصورة البشعة المستقذرة شَبَّه الله الغيبة وما يتناوله المغتاب من أخيه المُستغاب، وشبه الله الغيبة بهذه الصورة لينفر الناس منها كما ينفرون من ذلك ولتستقر في نفوسهم بشاعتُها. والغيبة هي أن تذكر أخاك بما يَكْره، قال صلى الله عليه وسلم : (( أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ ))؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (( ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ )). قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ؟ قَالَ: (( إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)) .

فالغيبة إذاً هي ذكرك أخاك بما يكره سواء كان ذلك فيه أو لم يكن فيه، على أن ذكرك ما فيه تتناوله حرمة الغيبة، وذكرَك ما ليس فيه تتناوله حرمة البهتان والعياذ بالله تعالى.

وسواء كان ذلك بحضوره أو بغيابه، أو كان ذلك في خُلُقهِ أو خَلْقهِ كل ذلك اعتداء على حرمة المسلم ونيلٌ من عرضه وشخصه.

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول(كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)) .

والنميمة هي نقل الحديث من قوم إلى قومٍ، أو من إنسان إلى إنسانٍ آخر على وجه الإفساد، فهي خصلة ذميمة تجلب الشر وتدعو إلى الفرقة، وتوغرُ الصدور، وتثير الأحقاد وتحطُّ بصاحبها إلى أسفل الدركات، وتنفر الناس منه، فيصبح ولا أنيس له ولا جليس، والعاقل من تبرَّأ من تلك الخصال الدنيئة ، وتطهر من أدرانها الخبيثة ، وعمل على محاربتها بكل ما في وسعه، قال تعالى وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ، مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ) .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ)) .
فالغيبة والنميمة يا عباد الله داءان خطيران يسببان عذاب القبر وشدة الحساب، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرَيْنِ يُعَذَّبَانِ فَقَالَ: (( إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِى كَبِيرٍ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِى بِالنَّمِيمَةِ)) .

والغيبة والنميمة انتهاك لحرمة المسلم التي أوجب رسول الله صلى الله عليه وسلم صونها، وحفظها، فقد خطب صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فقال: (( فَإِنَّ اللَّهَ حرَّمَ عَلَيْكُمْ دِماءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِى شَهْرِكُمْ هَذَا، فِى بَلَدِكُمْ هَذَا)) .

فالغيبة خيانة وهتك ستر وغدرٌ وإيذاءٌ للمسلمين، وهي زادُ الخبيث، وطعامُ الفاجر، ومرعَى اللئيم، وضيافةُ المنافق، وفاكهةُ المجالس المحرمة.
ولقد بَيَّنَ لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطر الغيبة والنميمة وإثمهما وسوء عاقبة أصحابهما فقال عليه الصلاة والسلام: ((لما عُرج بي مررتُ بقوم لهم أظفار من نُحاس يخمشون وجوههم وصدورهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم )) . وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قُلْتُ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا، قَالَ بعض الرواة: تَعْنِى قَصِيرَةً. فَقَالَ: (( لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ )) .

إن كلمة السيدة عائشة رضي الله عنها على ما فيها بالنسبة لما نحن اليوم عليه من نيل من أعراض المسلمين وذكر عيوبهم ومثالبهم ونقائصهم لا تُعتبر شيئاً.

عباد الله:
لما عَلِمَ سلفُنا الصالح حرمة الغيبة وأدركوا خطرها على المجتمعات، وخطورتها على المغتاب في يوم العرض على الله تعالى أمسكوا ألسنتهم عن التكلم في عرض أحد أو طعنه أو شتمه، وشغلوها بذكر الله وطاعته، والأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر ، وإذا جاءهم فاسق بنبأ لامُوهُ على نقله الحديث، وحذروه من مغبة سوء فعله، فقد جاء رجل إلى عمرو بن عبيد فقال له: إن الأسواريَّ ما زال يذكرك في مجالسه بشرٍّ، فقال عمرو: ياهذا ما راعيت حقَ مجلس الرجل حين نقلت إلينا حديثه، ولا أديتَ حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن قل له : إن الموت يعمنا، والقبر يضمنا ، والقيامة تجمعنا، والله يحكم بيننا، وهو خير الحاكمين. ورُوِيَ أن رجلاً قال لعبد الملك بن مروان: إني أريد أن أُسِرَّ إليكَ حديثاً، فأشار الخليفة إلى أصحابه بالانصراف ، فلما أراد الرجل أن يتكلم قال الخليفة: قِفْ، لا تَمْدحني، فأنا أعلم بنفسي منك، ولا تَكْذِبْني فأنا لا أعفو عن كذوب، ولا تَغْتَبْ عندي أحداً فلستُ أسمع إلى مغتاب فقال الرجل: هل تأذن لي في الخروج؟ فقال الخليفة : إن شئت فاخرج.

أيها المسلمون:
هذه مخاطر الغيبة وطرقُ علاجها ، ولا تباح إلا لغرض شرعي كأن يعلن المظلوم عن ظلمه ، أو يُدعى إنسان للشهادة، أو يشهدَ من غير أن يُدعى لإثبات حق قد يضيعُ.
قال تعالىوَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ ) .
فإحقاق الحقوق والسعيُ في إيصالها لأهلها مما هو مطلوب ومأمور به شرعاً. فقد سألتْ هِنْدُ زوجة أبي سفيان رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ رَجُلٌ شَحِيحٌ ، وَلَيْسَ يُعْطِينِى مَا يَكْفِينِى وَوَلَدِى ، إِلاَّ مَا أَخَذْتُ مِنْهُ وَهْوَ لاَ يَعْلَمُ فَقَالَ: (( خُذِى مَا يَكْفِيكِ وَوَلَدَكِ بِالْمَعْرُوفِ)) .
كما تجوز الغيبة عندما يسألك إنسان عن مصاهرة إنسانٍ أو مشاركته أو معاملته فإنه يجوز لك أن تبين مِنْ حاله وواقِعه بقدر الحاجة وبنية النصيحة لا التشفي. كما أن المجاهر في المعاصي لا تحرم غيبته إن أُمِنَ شَرُّهُ، وكذا الفاسق والمنافق والمارق من الدين. كي يجتَنَبْ الناس شرورهم.

عباد الله:
أما النميمة فهي أشد خطراً من الغيبة ، لأنها نقل الحديث من قوم إلى قوم على جهة الإفساد والفتنة، وهي تورث الفتنة والضغينة وتفرق بين المتآلفين، وتفضي إلى كثير من المفاسد والشرور ، والنمام بنميمته يباعد ويفرق بين المتآلفين ، ويفصم عقدة النكاح بين الزوجين، ويسبب الحرب بين الأهلين، ثم إن النمام يجمع إلى قبح النميمة قبح الغيبة لأنه يهتك ستر أخيه وبذكر عيوبه، وهو حين يسعى بين الناس بالإفساد يقترف جريمة الغدر والخيانة ، ولقد حذر الله عز وجل المؤمنين شر النمام ونهاهم عن تصديق قوله وصرح لهم بفسقه فقال جل شأنه يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) .

فاتقوا الله عباد الله واعلموا أن المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهي الله عنه ، واعلم أخي المسلم أن من نَمَّ لك نَمَّ عليك ومن نقل لك خبر سوء سينقل عنك مثله.

أقول قولي هذا وأستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

newone_01
07-12-2008, 01:49 AM
الغيبة والنميمة وخطرها

يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يدخل الجنة نمام) ويقول الله تعالى (أيحب أحدكم أن يأكل لحمه اخيه ميتا فكرهتموه) ولا يخفى عليكم خبر النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه عندما كان يتمشى معهم ووجدهم يتحدثون عن اخيهم بشيء هو فيه لا بافتراء فمروا معه على جيفة فقال لهم أيحب أحدكم أن يأكل هذه الجيفة ,فقالوا :لا ,فقال :قد أكلتم ما هو أسوء منه

مسألة الغيبة والنميمة يا اخوه مسائل كبيره ينبغي على المسلم الانتباه منها, فالمشي بين الناس بغيبة فلان والتحدث عن عيوب فلان وانتقاص فلان ,وفلان قد يكون في نفس الوقت نائم او يصلي بين يدي الله او قد تستغرب يدعو لك....لإكيف ستواجه الله؟؟ يوم القيامة وانت تأكل لحم اخيك ألم تعلم بأن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه وكله,قال كله حرام,فكيف جعلت من سمعة اخيك طريقا تمشي وتروح وتعود فيه متى ما شئت (ألم تعلم بأن الله يرى ) والاحلى لماذا حرم الله هاتين الصفتين؟

تخيل مجتمعنا لا احد يتكلم عن احد ولا احد يمشي ينشر الفتنه والنميمة بين الناس لاغراض شخصية لمصلحه هو يراها وقد يكون مخطئ وقد يكون مصيب ومن ثم لا تكون الا المصائب كما هو المعلوم في حادثة الافك عندما ادعوا عن عائشة رضي الله عنها امي وامك انها قد زنت وكان وقع هذا الخبر كبير على النبي صلى الله عليه وسلم ...كان ذلك بسبب النميمة والغيبة وانتشار الاخبار ,فنزلت براءتها من فوق 7 سموات ولكن قد سببت اشكال في المجتمع الاسلامي وكذلك الغيبه والنميمة تنشر الاحقاد وتغلي الصدور وما الفائدة؟؟

يدعي البعض انه اشاره الى منكر واريد الاصلاح ...فاقول لك قد حرمت على عمومها هذه الغيبه فلما تخصصها وتفصلها على مزاجك؟ وحتى في علم الجرح والتعديل يقول عبدالله بن المبارك امام الائمة :من كانت حسناته اكثر من سيئاته سُكت عن سيئاته,انظر الى الميزان والى فهم الاسلام والحرص على الوحده

وفي النهاية انت ميت واخوك سيموت ,فانتظر حسابك وترى في صفحة اعمالك يوم القيامه ....فلان فعل وفلان قال وفلان ذهب وفلان ...وكله مبني على سوء الظن واقل كلامك لا اله الا الله...فماذا سينفعك .....(ولا تزر وزره وزره اخرى )كل واحد سيأتي يوم القيامة ربه فردا...لا صاحب ولا ولي ولا صاحب الجلسه ولا احد وكلهم سيتبرأون منك (يا ليتني لم اتخذ فلان خليلا )وستبقى مع يبتك فهل ستنفعك؟

ان الغيبه والنميمه مصدرها الحسد والحقد فهل علمت ان الحقد يأكل من صاحبه كما تأكل النار من الخشب؟تبقى مهموما ماذا يفعل اين يكون بماذا يفكر ...ألم يكن الاولى والاجدر ان نقول اللهم اغفرني وعافني واعفو عني....بدلا من ان نقول فلان قال عن فلان كذا وننشرها أما علمت انك لن تدخل الجنه هل تعلم خطرها جرمها؟؟فاتق الله في نفسك اتق الله في عرض اخيك وان لم تحبه فالحب ليس مقياسا للمعامله يقول النبي (الارواح جنود مجندة ما تعارف منها إتلف وما تناكر منها اختلف )ولكنه قال جنود بمعنى ان الجنود سيقاتلون لنفس الهدف وان لم يتجانسوا ...وهدفنا هداية الناس فاتق الله واعلم انه يعلم بما تخفي النفوس فاحذر الله ولا تجعله اهون الناظرين اليك ...ان كنت تظن ان فلان لن يسمع فان الله يسمع وانت بذلك قد ظلمت اخاك وقد قال سبحانه في الحديث القدسي (وعزتي وجلالي لا اقعدن حتى اقتص من الظالم للمظلوم)... وسامحوني على الاطاله

newone_01
07-12-2008, 01:55 AM
النميمة طاعون المجتمع





ورد أن رجلاً باع عبداً، فقال للمشتري: ما فيه عيب إلا النميمة، قال: رضيت، فاشتراه، فمكث الغلامُ أياماً، ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يُحبكِ، وهو يريد أن يتسرى عليك، وأَنا أسحره لك في شعره، فقالت: كيف أقدِر على أخذ شعره ؟ فقال: إذا نام فخذي الموسى واحلقي من قفاه عند نومه شعرات، ثم قال للزوج: إن امرأتك اتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك، فتناوم لها حتى تعرف. فتناوم فجاءَته المرأة بالموسى فظنّ أنها ستقتله، فقام وقتلها، فجاء أهلها وقتلوا الزوج، فوقع القتال بين القبيلتين، وطال الأمر بينهم.

ورويَ عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن رجلاً أتاه يسعى بِرَجُل، فقال علي: (يا هذا، نحن نسأل عما قلت، فإن كنت صادقاً مقتناك، وان كنت كاذباً عاقبناك، فإن شئت أن نقيلك أقلناك).

وجاء في العهد القديم أَنه أصاب بني إسرائيل قحط، فاستسقى موسى عليه السلام مرات فما اجيب، فأوحى الله تعالى اليه: أَنّي لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمام قد أصر على النميمة. فقال موسى: يارب من هو حتى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمّاماً، فتابوا بأجمعهم، فسقوا (أي سقاهم غيث السماء).

وقال رجلٌ لاحد الصالحين: إنّ فلاناً يقول فيك ويقول. فقال له: (والله ما حفظت حق أخيك؛ إذ خنته وقد استأمنك، ولا حفظت حرمتنا إذ أسمعتنا مالم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت أن نَقَلَةَ النميمة هم كلاب النار؟ قل لأخيك: انّ الموت يعمّنا، والقبر يضمّنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا).

وقال الحسن البصري رحمه الله:

(يُحشَرُ العبد يوم القيامة وما ندا دماً، فيدفع اليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان. فيقول: ياربّ، انك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً. فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا، فرويتها عليه فنقلت حتى صارت الى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه).

ذكر العلماء جملة من التدابير التي ينبغي الالتزام بها عند مواجهة النمام للحدّ من خَطرهِ، وللخروج من تلك المواجهة بموقفٍ يضمن الأجر والسلامة من الإثم، ومنها عدم تصديقه فيما يقول، لأنه فاسق، وقد قال تعالى:

“يا أيّها الذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُم فاسِقٌ بِنَبأ فَتَبَينُوا أن تُصيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلى مَا فَعلتُم نَادِمين” (سورة الحجرات الآية: 6).

ثم نهيه عن فعله ذلك وردعه عند الامكان، لأنه منكر وينبغي النهي عنه، قال تعالى:

“وَأمر بِالمَعرُوفِ وَأنهَ عَنِ المُنكَرِ”. (سورة لقمان، الآية: 17).

وعدم ترتيب أَثرٍ سلبيّ على ما يُسمَعُ منه، من قبيل اساءة الظن بالغير ومقاطعته، أو التحري والتجسسِ لكشف الأمر وكتمِ ما سُمِعَ منه وعدم حكايته للغير واظهار البغض له والابتعاد عنه، ما لم يتب وَيَظهَرُ صَلاَحُهُ.


آثار النميمة

وللنميمة آثار خطيرة جداً، وتكمن خطورتها في أَنها تجعلُ المرء فاسداً في نفسه مفسداً لغيره؛ أما فاسداً في نفسه فلأن مقترفها لا ينفك من أن يكون كذّاباً، مغتاباً، غدّاراً، خائناً، حاسداً، منافقاً، مفسداً بين الناس، قاطعاً لما أمر الله به أن يوصل، ومن المعلوم أن مَن تصدر عنه هذه الرذائل هو في غاية الفساد. وأمّا مفسداً لغيرهِ؛ فَبِما يثير من العداوة والبغضاء والفرقة بين الناس، وما يتأتى بسبب ذلك.

وهذه الآثار تنعكس عليه في الدنيا، وفي الآخرة فُتلبِسَهُ ثَوبَ المذلةَ والعار، وتُدخِلَهُ النار.

أما آثار النميمة على المجتمع فهي اشد وأخطر من جهتين الأُولى: العدوى، فهي كمرضٍ أخلاقي يشبه الامراض العضوية ذات القابلية للانتقال من المصابين الى الاصحاء عند تهيّؤ الظروف المناسبة لذلك. فمتى ما توفرت الشرائط المناسبة للعدوى انتقلت النميمة من الفرد المصاب بها الى الفرد الصحيح، لذلك فالمجتمع مهدد بخطر تفشي هذا المرض الخطير إن لم تؤخذ التدابير الوقائية اللازمة لذلك.

الثانية: وهي ما يتسبب عنها من دَمَار في بنية المجتمع، فهي تصيب أقوى عرى المجتمع وأَحكمها التي أكد الشارع المقدس مِراراً وتكراراً على حفظها ورعايتها كأَشد ما يكون عليه الحفظ والرعاية وحذرَ من الإخلال والتفريط بها، ألا وهي وحدته وترابطه التي تكسبه العِزةَ والمنعَةَ أَمام أَعدائهِ في الداخل والخارج.

فالنميمة تستأصل مظاهر تلك الوحدة من الودّ والإلفة والإخاء والتعاون والإيثار وكلّ ما أمرَ الله به أن يوصل، وتُحِل محلها العداوةَ والبغضاء والتنافر والتناحر، فتتركه مجتمعاً ضعيفاً متفككاً مطمعاً لأعدائه، حتى أنها تعمل ذلك كالسحر العظيم، قال الإمام جعفر الصادق: (إن من أَكبر السّحر النميمة، يُفرّقُ بها بين المتحابين ويجلبُ العداوة على المتصافين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدّور، ويكشف بها الستور، والنمام أشر من وطئ على الأرض بقدم).


السعاية وبواعثها

إن ضحايا هذه الموبقة غالباً ما يكونون من أهل العلم والشرف والوجاهة في المجتمع المحسودين على مقاماتهم وما امتازوا به من الشرف والسؤدد، فيكيدهم حسّادُهُم بالسعاية وهي أحد أشكال النميمة إشفاء لغيظ نفوسهم الحاسدة وإطفاءً لغليلها المستَعِر. ومن هنا يعلم أن الساعي من أشرّ الناس وأفسدهم؛ لانه بسعايته لا ينفكّ يمارس أرذل الموبقات من الكذب والخيانة والزور والغدر والحسد والنفاق والإفساد بين الناس، التي توعد الله تعالى عليها بسوء الدار والطرد من رحمته، قال عزّ وجلّ:

“وَيَقطَعوُنَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أن يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ فِي الأرضِ أولئِكَ لَهُمُ اللعنَةُ وَلَهُم سُوء الدارِ” سورة الرعد، الآية: 25).

ويستهدف الساعي إهلاك أو أذية من سعى به والمسعي اليه هنا عادةً ما يكون مِمن يُخاف جانبه وتُحذر سطوته، كالملوك والرؤساء والأُمراء وذوي النفوذ واشباههم، وهي أبشع صور النميمة وأقبحها وقد تناولتها الأخبار بالخصوص وحذرت منها ووصفت مرتكبها بأرذلِ الصفات.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:

(الساعي بالناس الى الناس لغير رشده) يعني ليس بولد حلال.

وقال الإمام علي: رضي الله عنه

(شرّ الناس من سعى بالاخوان ونسي الإحسان).

فالنميمة هي من الكبائر والموبقات العظيمة ذات الأثر الهدام والمدمر للفرد والمجتمع، ويمكن اجمال بواعثها بالنقاط التالية: التقرّب للمنقول اليه وإظهار الحبّ والودّ اليه والايقاع بالمنقول عنه وإرادة السوء به أو إيقاع العداوة والقطيعة بين الأطراف ذات العلاقة بالحديث المنقول واللهو بالحديث والتفكه به والخوض في الفضول.


المفسدون في الارض

النمام قاطع لما أمر اللّه به أن يوصل من تأليف قلوب المؤمنين وبسط المحبة فيما بينهم. وفيه أنّ ظاهر أمر اللّه بصلته وجوبها. فلا دلالة للآية على حرمة النميمة في غير مورد الصلة الواجبة.

وبعبارة أخرى فإن غاية ما يستفاد من توجيه القرآن هو حرمة النميمة بين شخصين أو أشخاص يكون كل منهما أو منهم مكلفاً بالصلة مع الآخر أو الآخرين.

ويستدل أيضاً على حرمة النميمة بقوله سبحانه: “ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم”.

ان النميمة تتحقّق بنقلِ حديث أو فعلِ قومٍ الى آخرين، ويكون من شأن ذلك النقل، إفساد المودّة والترابط والتواصل، واحلال العداوة والبغضاء والتنافر محلها وسواء تحقّق هذا أم لم يتحقّق، فمرتكب ذلك النقل مقترفٌ لموبقة النميمة ويترتّب عليه ما يترتب على مقترفها ، ولا يقتصر تحقق ذلك النقل على الكلام، بل بكل ما يمكن أن يكون واسطة فيه، من قبيل الكتابة والرّمز والإيماء وغيرها.

“لا يدخل الجنة قتات”



نطقت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بذمّ النميمة وذمّ مقترفها كأشد ما يكون عليه الذم، وأبانت مالها من دورٍ هدّامٍ في حياة الفرد والمجتمع، ووصفت المقترف لها بأخس الصفات وأقبحها ووعدته النار، وحذرت المؤمنين أشدّ التحذير من هذه الجريمة النكراء، المعدودة في أرذل الافعال القبيحة وأشنعها، ومن كبائرها، وما ورد في ذمها من الآيات والأخبار لا يحصر كثرة:

قال تعالى: “ولا تُطِعْ كُل حلاف مهِينٍ هَمازٍ مشاء بِنَمِيمٍ مَناعٍ للْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُل بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (سورة القلم الآيات:10 13).

والمهين هو: الكذّاب، والهمّاز: الوقّاع في الناس، المغتاب. والمشاء النميم: الساعي بالنميمة بين الناس، والمنّاع للخير: البخيل. والمعتدِ: المتجاوز عن الحق، الغشوم، الظلوم. والأثيم: الفاجر. والعُتُلّ: القوي في كفره، الجاني الشديد الخصومة بالباطل. والزنيم: الدعي الملصق الى قوم ليس منهم.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم:

(لا يدخل الجنةَ نمام)

وفي حديث آخر (لا يدخل الجنةَ قتّات) والقتات: هو النمام (صحيح الترمذي).

وورد في الاثر (شراركم المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبة).

وقال علي رضي الله عنه (لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرم الله عليه الجنّة، وجَعَل مأواه النار، فإن النمّام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس

فقد قال الله تعالى:

“يا أيّها الذِينَ آمنوا إن جَآءَكُم فَاسقٌ بِنَبَأ فَتَبَينُوا أَن تُصيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ” (الحجرات: 6).

وقال رضي الله عنه ايضا في رسالة للنجاشي: (إياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد، ولا يراك الله يوماً وليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً، فيسخط الله عليك ويهتك سترك).

وقال صلى الله عليه وآله وسلّم في الحديث القدسي:
(إن الله تعالى لمّا خلق الجنّةَ، قال لها: تكلّمي، فقالت: سَعدَ من دخلني. قال الجبّار جلّ جلاله: وعِزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس: لا يسكنك مدمن خمر، ولا مصر على الزنى، ولا قتّات وهو النّمام ، ولا ديّوث، ولا شرطيّ، (أي: الذي يعين الظالم على ظلمه) ولا مُخنث، ولا قاطع رحم، ولا الذي يقول عليّ عهد الله أن أفعل كذا وكذا ولم يفعل).



كلاب النار

قال رجل لأحد الصالحين: “إن فلاناً يقول فيك ويقول”، فقال له:

“والله ما حفظت حق أخيك، إذ خنته وقد أستأمنك. ولا حفظت حرمتنا، إذ أسمعتنا ما لم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت ان نقلة النميمة هم كلاب النار؟ قل لأخيك: إن الموت يعمنا، والقبر يضمنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا”.

newone_01
07-12-2008, 01:55 AM
النميمة طاعون المجتمع





ورد أن رجلاً باع عبداً، فقال للمشتري: ما فيه عيب إلا النميمة، قال: رضيت، فاشتراه، فمكث الغلامُ أياماً، ثم قال لزوجة مولاه: إن زوجك لا يُحبكِ، وهو يريد أن يتسرى عليك، وأَنا أسحره لك في شعره، فقالت: كيف أقدِر على أخذ شعره ؟ فقال: إذا نام فخذي الموسى واحلقي من قفاه عند نومه شعرات، ثم قال للزوج: إن امرأتك اتخذت خليلاً وتريد أن تقتلك، فتناوم لها حتى تعرف. فتناوم فجاءَته المرأة بالموسى فظنّ أنها ستقتله، فقام وقتلها، فجاء أهلها وقتلوا الزوج، فوقع القتال بين القبيلتين، وطال الأمر بينهم.

ورويَ عن أمير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه أن رجلاً أتاه يسعى بِرَجُل، فقال علي: (يا هذا، نحن نسأل عما قلت، فإن كنت صادقاً مقتناك، وان كنت كاذباً عاقبناك، فإن شئت أن نقيلك أقلناك).

وجاء في العهد القديم أَنه أصاب بني إسرائيل قحط، فاستسقى موسى عليه السلام مرات فما اجيب، فأوحى الله تعالى اليه: أَنّي لا أستجيب لك ولمن معك وفيكم نمام قد أصر على النميمة. فقال موسى: يارب من هو حتى نخرجه من بيننا؟ فقال: يا موسى أنهاكم عن النميمة وأكون نمّاماً، فتابوا بأجمعهم، فسقوا (أي سقاهم غيث السماء).

وقال رجلٌ لاحد الصالحين: إنّ فلاناً يقول فيك ويقول. فقال له: (والله ما حفظت حق أخيك؛ إذ خنته وقد استأمنك، ولا حفظت حرمتنا إذ أسمعتنا مالم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت أن نَقَلَةَ النميمة هم كلاب النار؟ قل لأخيك: انّ الموت يعمّنا، والقبر يضمّنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا).

وقال الحسن البصري رحمه الله:

(يُحشَرُ العبد يوم القيامة وما ندا دماً، فيدفع اليه شبه المحجمة أو فوق ذلك، فيقال له: هذا سهمك من دم فلان. فيقول: ياربّ، انك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً. فيقول: بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا، فرويتها عليه فنقلت حتى صارت الى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه).

ذكر العلماء جملة من التدابير التي ينبغي الالتزام بها عند مواجهة النمام للحدّ من خَطرهِ، وللخروج من تلك المواجهة بموقفٍ يضمن الأجر والسلامة من الإثم، ومنها عدم تصديقه فيما يقول، لأنه فاسق، وقد قال تعالى:

“يا أيّها الذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُم فاسِقٌ بِنَبأ فَتَبَينُوا أن تُصيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلى مَا فَعلتُم نَادِمين” (سورة الحجرات الآية: 6).

ثم نهيه عن فعله ذلك وردعه عند الامكان، لأنه منكر وينبغي النهي عنه، قال تعالى:

“وَأمر بِالمَعرُوفِ وَأنهَ عَنِ المُنكَرِ”. (سورة لقمان، الآية: 17).

وعدم ترتيب أَثرٍ سلبيّ على ما يُسمَعُ منه، من قبيل اساءة الظن بالغير ومقاطعته، أو التحري والتجسسِ لكشف الأمر وكتمِ ما سُمِعَ منه وعدم حكايته للغير واظهار البغض له والابتعاد عنه، ما لم يتب وَيَظهَرُ صَلاَحُهُ.


آثار النميمة

وللنميمة آثار خطيرة جداً، وتكمن خطورتها في أَنها تجعلُ المرء فاسداً في نفسه مفسداً لغيره؛ أما فاسداً في نفسه فلأن مقترفها لا ينفك من أن يكون كذّاباً، مغتاباً، غدّاراً، خائناً، حاسداً، منافقاً، مفسداً بين الناس، قاطعاً لما أمر الله به أن يوصل، ومن المعلوم أن مَن تصدر عنه هذه الرذائل هو في غاية الفساد. وأمّا مفسداً لغيرهِ؛ فَبِما يثير من العداوة والبغضاء والفرقة بين الناس، وما يتأتى بسبب ذلك.

وهذه الآثار تنعكس عليه في الدنيا، وفي الآخرة فُتلبِسَهُ ثَوبَ المذلةَ والعار، وتُدخِلَهُ النار.

أما آثار النميمة على المجتمع فهي اشد وأخطر من جهتين الأُولى: العدوى، فهي كمرضٍ أخلاقي يشبه الامراض العضوية ذات القابلية للانتقال من المصابين الى الاصحاء عند تهيّؤ الظروف المناسبة لذلك. فمتى ما توفرت الشرائط المناسبة للعدوى انتقلت النميمة من الفرد المصاب بها الى الفرد الصحيح، لذلك فالمجتمع مهدد بخطر تفشي هذا المرض الخطير إن لم تؤخذ التدابير الوقائية اللازمة لذلك.

الثانية: وهي ما يتسبب عنها من دَمَار في بنية المجتمع، فهي تصيب أقوى عرى المجتمع وأَحكمها التي أكد الشارع المقدس مِراراً وتكراراً على حفظها ورعايتها كأَشد ما يكون عليه الحفظ والرعاية وحذرَ من الإخلال والتفريط بها، ألا وهي وحدته وترابطه التي تكسبه العِزةَ والمنعَةَ أَمام أَعدائهِ في الداخل والخارج.

فالنميمة تستأصل مظاهر تلك الوحدة من الودّ والإلفة والإخاء والتعاون والإيثار وكلّ ما أمرَ الله به أن يوصل، وتُحِل محلها العداوةَ والبغضاء والتنافر والتناحر، فتتركه مجتمعاً ضعيفاً متفككاً مطمعاً لأعدائه، حتى أنها تعمل ذلك كالسحر العظيم، قال الإمام جعفر الصادق: (إن من أَكبر السّحر النميمة، يُفرّقُ بها بين المتحابين ويجلبُ العداوة على المتصافين، ويسفك بها الدماء، ويهدم بها الدّور، ويكشف بها الستور، والنمام أشر من وطئ على الأرض بقدم).


السعاية وبواعثها

إن ضحايا هذه الموبقة غالباً ما يكونون من أهل العلم والشرف والوجاهة في المجتمع المحسودين على مقاماتهم وما امتازوا به من الشرف والسؤدد، فيكيدهم حسّادُهُم بالسعاية وهي أحد أشكال النميمة إشفاء لغيظ نفوسهم الحاسدة وإطفاءً لغليلها المستَعِر. ومن هنا يعلم أن الساعي من أشرّ الناس وأفسدهم؛ لانه بسعايته لا ينفكّ يمارس أرذل الموبقات من الكذب والخيانة والزور والغدر والحسد والنفاق والإفساد بين الناس، التي توعد الله تعالى عليها بسوء الدار والطرد من رحمته، قال عزّ وجلّ:

“وَيَقطَعوُنَ ما أَمَرَ اللهُ بِهِ أن يُوصَلَ وَيُفسِدُونَ فِي الأرضِ أولئِكَ لَهُمُ اللعنَةُ وَلَهُم سُوء الدارِ” سورة الرعد، الآية: 25).

ويستهدف الساعي إهلاك أو أذية من سعى به والمسعي اليه هنا عادةً ما يكون مِمن يُخاف جانبه وتُحذر سطوته، كالملوك والرؤساء والأُمراء وذوي النفوذ واشباههم، وهي أبشع صور النميمة وأقبحها وقد تناولتها الأخبار بالخصوص وحذرت منها ووصفت مرتكبها بأرذلِ الصفات.

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم:

(الساعي بالناس الى الناس لغير رشده) يعني ليس بولد حلال.

وقال الإمام علي: رضي الله عنه

(شرّ الناس من سعى بالاخوان ونسي الإحسان).

فالنميمة هي من الكبائر والموبقات العظيمة ذات الأثر الهدام والمدمر للفرد والمجتمع، ويمكن اجمال بواعثها بالنقاط التالية: التقرّب للمنقول اليه وإظهار الحبّ والودّ اليه والايقاع بالمنقول عنه وإرادة السوء به أو إيقاع العداوة والقطيعة بين الأطراف ذات العلاقة بالحديث المنقول واللهو بالحديث والتفكه به والخوض في الفضول.


المفسدون في الارض

النمام قاطع لما أمر اللّه به أن يوصل من تأليف قلوب المؤمنين وبسط المحبة فيما بينهم. وفيه أنّ ظاهر أمر اللّه بصلته وجوبها. فلا دلالة للآية على حرمة النميمة في غير مورد الصلة الواجبة.

وبعبارة أخرى فإن غاية ما يستفاد من توجيه القرآن هو حرمة النميمة بين شخصين أو أشخاص يكون كل منهما أو منهم مكلفاً بالصلة مع الآخر أو الآخرين.

ويستدل أيضاً على حرمة النميمة بقوله سبحانه: “ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم”.

ان النميمة تتحقّق بنقلِ حديث أو فعلِ قومٍ الى آخرين، ويكون من شأن ذلك النقل، إفساد المودّة والترابط والتواصل، واحلال العداوة والبغضاء والتنافر محلها وسواء تحقّق هذا أم لم يتحقّق، فمرتكب ذلك النقل مقترفٌ لموبقة النميمة ويترتّب عليه ما يترتب على مقترفها ، ولا يقتصر تحقق ذلك النقل على الكلام، بل بكل ما يمكن أن يكون واسطة فيه، من قبيل الكتابة والرّمز والإيماء وغيرها.

“لا يدخل الجنة قتات”



نطقت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة بذمّ النميمة وذمّ مقترفها كأشد ما يكون عليه الذم، وأبانت مالها من دورٍ هدّامٍ في حياة الفرد والمجتمع، ووصفت المقترف لها بأخس الصفات وأقبحها ووعدته النار، وحذرت المؤمنين أشدّ التحذير من هذه الجريمة النكراء، المعدودة في أرذل الافعال القبيحة وأشنعها، ومن كبائرها، وما ورد في ذمها من الآيات والأخبار لا يحصر كثرة:

قال تعالى: “ولا تُطِعْ كُل حلاف مهِينٍ هَمازٍ مشاء بِنَمِيمٍ مَناعٍ للْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُل بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (سورة القلم الآيات:10 13).

والمهين هو: الكذّاب، والهمّاز: الوقّاع في الناس، المغتاب. والمشاء النميم: الساعي بالنميمة بين الناس، والمنّاع للخير: البخيل. والمعتدِ: المتجاوز عن الحق، الغشوم، الظلوم. والأثيم: الفاجر. والعُتُلّ: القوي في كفره، الجاني الشديد الخصومة بالباطل. والزنيم: الدعي الملصق الى قوم ليس منهم.

وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم:

(لا يدخل الجنةَ نمام)

وفي حديث آخر (لا يدخل الجنةَ قتّات) والقتات: هو النمام (صحيح الترمذي).

وورد في الاثر (شراركم المشّاؤون بالنميمة، المفرّقون بين الأحبة).

وقال علي رضي الله عنه (لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرم الله عليه الجنّة، وجَعَل مأواه النار، فإن النمّام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس

فقد قال الله تعالى:

“يا أيّها الذِينَ آمنوا إن جَآءَكُم فَاسقٌ بِنَبَأ فَتَبَينُوا أَن تُصيبُوا قَوماً بِجَهَالَةٍ فَتُصبِحُوا عَلَى مَا فَعَلتُم نَادِمِينَ” (الحجرات: 6).

وقال رضي الله عنه ايضا في رسالة للنجاشي: (إياك والسعاة وأهل النمائم فلا يلتزقن منهم بك أحد، ولا يراك الله يوماً وليلة وأنت تقبل منهم صرفاً ولا عدلاً، فيسخط الله عليك ويهتك سترك).

وقال صلى الله عليه وآله وسلّم في الحديث القدسي:
(إن الله تعالى لمّا خلق الجنّةَ، قال لها: تكلّمي، فقالت: سَعدَ من دخلني. قال الجبّار جلّ جلاله: وعِزتي وجلالي لا يسكن فيك ثمانية نفر من الناس: لا يسكنك مدمن خمر، ولا مصر على الزنى، ولا قتّات وهو النّمام ، ولا ديّوث، ولا شرطيّ، (أي: الذي يعين الظالم على ظلمه) ولا مُخنث، ولا قاطع رحم، ولا الذي يقول عليّ عهد الله أن أفعل كذا وكذا ولم يفعل).



كلاب النار

قال رجل لأحد الصالحين: “إن فلاناً يقول فيك ويقول”، فقال له:

“والله ما حفظت حق أخيك، إذ خنته وقد أستأمنك. ولا حفظت حرمتنا، إذ أسمعتنا ما لم يكن لنا حاجة بسماعه، أما علمت ان نقلة النميمة هم كلاب النار؟ قل لأخيك: إن الموت يعمنا، والقبر يضمنا، والقيامة موعدنا، والله يحكم بيننا”.

newone_01
07-12-2008, 01:57 AM
النميمة حالقة المودة وناشرة البغض

النميمة هي نقل الكلام بين طرفين بغرض الإفساد وتعني ما يجري بين اثنين أو أكثر من حديث يراد به التفريق وإغاظة المقابل من الغائب أو الغائبين الذين أكلت لحومهم.



يجلس أحدهم إلى صاحبه أو أصحابه ويقول: انتبهوا سأحكي لكم كلاما خطيرا عن فلان وهو سرّي للغاية وأرجو أن تتحفظوا على اسمي وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ولولا محبتكم ما سقت هذا الكلام، ثم يأخذ العهود والمواثيق على كتمان اسمه خوف الفضيحة وخشية اهتزاز علاقته بالغائب من الناس.



ربما يكون ناصحا فعلا أو محذرا أو منكرا والله يعلم ما في قلبه، وأقول: هل كل الناس كذلك؟ ثم إن كان ناصحا فللنصح قنوات عديدة ولها أساليبها التي لا تبغّضك بأخيك المسلم، ولكنها الآفة المنتشرة في مجالس الناس ومنتدياتهم، وشعارها: “سأحكي لك أمرا لكن ارجوك لا تذكر اسمي” فينفث سمومه ويوغر صدر أخيه على أخيه، فماذا نفعل إذا؟



يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف إلى مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمحاولة مقابلته بالغائب وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة التي أنّت منها البيوت والمجتمعات واكتوى بنارها الزوجان والإخوان والأصدقاء والخلان لأننا كنّا آذانا صاغية لكل من يباعد بيننا وبين من نحب، ألم نعلم أننا أربحنا بضاعتهم وجعلنا سوقهم رائجة؟ إذاً احذروا ثم احذروا ودققوا ومحّصوا وتابعوا وقابلوا وتحققوا ولا تتعجلوا ولا تصدروا حكما ظالما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من حسناتكم التي تعبتم في جمعها وقبل ذلك مواقف الذل التي تقفونها.



النميمة.. هي الكلمة التي تخرج من فم قائلها فتؤذي الناس، وتسبب المشاحنات، والتباغض وعدم التواصل فيما بينهم، ولا يقدم على قولها إلا ضعاف النفوس، والإسلام الحنيف الذي صان كرامة الإنسان من الأذى وأمر بالأخوة، والرفقة الطيبة، حرم قول النميمة ونهى أشد النهي عنها، فقد ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يدخل الجنة نمام.



آثار خطيرة



وسبب تحريم قول النميمة أنها مرض خبيث اذا انتشر في المجتمع فرق الأحبة، وقطع الأرحام، ومنع التواصل،وهدم البيوت.



ويجب على الإنسان في هذه الحياة دائماً إذا أراد الكلام أن يفكر فيه قبل النطق، فإن كان فيه خير تكلم، وإذا شك فيه فلا يتكلم.. لأنه قد ينجر في الكلام إلى كلام مكروه كما جرت العادة، وأيضاً يجب عدم تقبل كلام أهل النميمة من أصحاب القلوب المريضة، وصدق المثل السائد (من قال لك قال عليك ومن نقل اليك نقل عنك).



ويقول الإمام الشافعي:



لسانك لا تذكر به عورة امرئ



فكلك عورات وللناس ألسن



والنميمة مرض أخلاقيّ له آثاره الخطيرة؛ إن هي تُركت بلا علاج استشرت وأخذت في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس؛ فضلاً عن أنها تنم عن شكل ذميم من أشكال الضعف النفسي، والنفاق الاجتماعي الذي يقلب موازين الأخلاق بين المسلمين، ويضفي على المجتمع ظلالاً كئيبة تقلّص روح السلام والوئام والحب والتآخي، والتي أقام الإسلام بنيانها على تقوى من الله ورضوان، فإذا تسرّبت آفة (النميمة) نخرت في هذا الأساس حتى تصل قيم التواصل والتراحم بين الناس إلى درجة الانهيار.



فهل أصبحت النميمة مرض العصر الذي يستعصي على العلاج؟ وهل تحوّلت إلى ظاهرة تتفشى في المجتمعات ليس بين النساء فقط بل بين الرجال أيضاً؟



إن الأسباب التي تقف وراء النميمة متعددة فالأمر غير مقتصر على الفراغ، بالرغم من أنه سبب رئيسي، وإنما يرجع أيضاً إلى عدم التنشئة السوية، وأحياناً لعدم التعليم، كما أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً مهماً من خلال البطالة ووجود مساحة واسعة من الوقت للاهتمام بتجميع أخبار الآخرين والزيادة عليها، وهي مرض معدٍ؛ حيث إن الاستماع دون المشاركة في الحديث يعد نقيصة في مجتمعاتنا العربية.



تكفير الذنب



في صحيح البخاري باب بعنوان (باب العلم قبل القول والعمل).



فاذا علمنا ان النميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وانها كبيرة من كبائر الذنوب، فإن على الإنسان إذا رأى من نفسه إيذاء لأخيه المسلم أو أخته المسلمة بالغيبة أو بالسبّ أو بالكذب أو غير هذا، أن يعرف أن في إيمانه نقصاً وفي أخلاقه ضعفاً، وأن قلبه قد داخله مرض.



ومن آثار النميمة التفرقة بين الناس، وقلق القلب، وعارٌ للناقل والسامع، وهي حاملة على التجسس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق الناس.



والتكفير عن ذنب النميمة ليس بالأمر السهل فقد اختلف العلماء في توبة القاذف في حق الآخرين؛ فاشترط بعضهم لكي تصح توبته أن يعلم صاحب الحق بما ارتكبه في حقه ويطلب صفحه عنه.



وقال بعضهم: إنه يجب عليه أن يعلمه بكل ما قذف به في حقه ويطلب عفوه، وقال آخرون: بل يخبره بغير تعيين لما قاله ضده أو تفصيل كأن يقول له: سامحني فيما اغتبتك فيه أو سببتك به. وقال علماء غيرهم: إن إعلام المقذوف في حقه لا يحقق أي مصلحة؛ لأن علمه بما أوذي به لن يزيده إلا أذى وحنقاً وغماً، وقد كان مستريحاً من كل ذلك من قبل، وربما كان ما يعرفه عن ذلك سبباً للعداوة بينه وبين من اقترفه ضده فلا يصفو له.



ولذلك فقد يكون الأفضل لحفظ الحرمات هو انتهاء المرء عما فعل، على أن ينتهز الفرصة لطلب الصفح ممن قذف في حقه دون تحديد لما سبق أن آذاه فيه.



تشخيص المرض



وترجع هذه النقيصة إلى اللغة الدارجة في (قعدة المسطبة) أو الشلة أو التجمعات في النوادي، فيتم في هذه الجلسات النبش في أسرار الناس، وللأسف هذه العادة غير مرتبطة بالوجود في مكان معين أو الانتماء إلى طبقة معينة. وإنما ترجع لبيئة الفرد نفسه، فقد سلك هذا السلوك كنوع من التسلية، وإن كان جانب كبير منه سلوكاً مكتسباً أو من منطلق أن الآخر يعرف فلا بد أن أظهر معرفتي بأشياء جديدة.



وقد تُكتسب هذه العادة من الأصدقاء أو الجيران أو من نطاق العمل أي أن الأسرة ليست شرطاً في توريدها، وبالطبع هي ظاهرة لها مخاطرها التي لا يُستهان بها؛ فمعروف أن الفتنة أشد من القتل، فهي تشوّه العلاقات بين الناس وتسبب العداوة والمشاجرات.



وعلى الجانب الآخر قد يعرف الشخص أو يستشعر ما يُقال عنه بشكل أو بآخر مما يسبب له الأذى، فتزيد العداوة.



قال أحد الحكماء أتدرون من أذل من اليتيم؟ قالوا: من؟ قال: النمّام إذا بان أمره بين الناس، وفضح حاله أذلّ من اليتيم، فالنّمام يكره التحابّ، ويشعل الفتن، وينقل الميكروبات ويترجم عن هذا الفساد النفسي بما ينقله من علل وتخاذل. ويقول تعالى: “يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إلا مَنْ أتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء: 88-89).



والأمر الذي يبدو أكثر خطورة هو أن هذه العادة أكثر انتشاراً بين السيدات اللاتي هن أمهات يحملن أمانة التربية الصالحة، وبالتالي سوف تكون النميمة من الأمراض الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء.



ان النمام يتصف بإحدى صفات المنافقين، والمنافق شخصية ملتوية غير سويّة، لا يستقيم لك على أمر، ولذا فهو يقوم بعملية تعويض ذاتي، تسمى (الانتفاخ الذاتي) أي المبالغة في الأمور، من أجل الدفاع عن النفس أثناء لحظة الافتضاح أو في وقت الإفساد بين الناس بالنميمة، لذا يقول الله تعالى في سورة القلم: “وَلا تُطِعْ كُل حَلافٍ مَهِينٍ هَمازٍ مَشاءٍ بِنَمِيمٍ” (القلم:10-11) ولنلاحظ كلمات (حلاف هماز مشاء) وكلها من ألفاظ المبالغة التي تدل على كثرة الإتيان بتلك الأفعال.



“ملعون ذو الوجهين”



وورد في كتاب “العقلاء” لابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: “ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم” (القلم: 10 13) أن العتل هو الفاحش السيئ الخلق، قال ابن عباس رضي الله عنهما، العتل الفاتك الشديد المنافق. وقيل: العتل الشديد الخصومة بالباطل، والزنيم هو الذي لا يعرف من أبوه و قال الشاعر:



زنيم ليس يعرف من أبوه



بغي الأم ذو حسب لئيم



وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ملعون ذو الوجهين ملعون ذو اللسانين ملعون كل شغاز، ملعون كل قتات، ملعون كل نمام، ملعون كل منان).



والشغاز: المحرش بين الناس يلقي بينهم العداوة، والقتات: النمام، والمنان: الذي يعمل الخير ويمن به. وأما السعاية إلى السلطان وإلى كل ذي قدرة فهي المهلكة والحالقة التي تجمع الخصال الذميمة، من الغيبة وشؤم النميمة والتغرير بالنفوس والأموال في النوازل والأحوال، وتسلب العزيز عزه وتحط الرفيع عن مكانته والسيد عن مرتبته، فكم دم أراقه سعي ساع، وكم حرم استبيح بنميمة نمام، وكم من صفيين تباعدا وكم من متواصلين تقاطعا، وكم من محبين افترقا، وكم من إلفين تهاجرا وكم من زوجين تطالقا، فليتق الله ربه عز وجل، رجل ساعدته الأيام وتراخت عنه الأقدار.. يصغي لساع أو يستمع لنمام.



ووجد في حكم القدماء أن أبغض الناس إلى الله المثلث.. قال الأصمعي: هو الرجل يسعى بأخيه إلى الإمام فيهلك نفسه وأخاه وإمامه، وقال بعض الحكماء: احذروا أعداء العقول ولصوص المودات وهم السعاة والنمامون، إذا سرق اللصوص المتاع سرقوا هم المودات.



وفي المثل السائر: من أطاع الواشي ضيع الصديق، وقد تقطع الشجرة فتنبت، ويقطع اللحم السيف فيندمل، واللسان لا يندمل جرحه.



دفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم وكان مالاً كثيراً، فكتب إليه على ظهرها: والنميمة قبيحة وإن كانت صحيحة، والميت رحمه الله واليتيم جبره الله والساعي لعنه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

newone_01
07-12-2008, 01:57 AM
النميمة حالقة المودة وناشرة البغض

النميمة هي نقل الكلام بين طرفين بغرض الإفساد وتعني ما يجري بين اثنين أو أكثر من حديث يراد به التفريق وإغاظة المقابل من الغائب أو الغائبين الذين أكلت لحومهم.



يجلس أحدهم إلى صاحبه أو أصحابه ويقول: انتبهوا سأحكي لكم كلاما خطيرا عن فلان وهو سرّي للغاية وأرجو أن تتحفظوا على اسمي وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت ولولا محبتكم ما سقت هذا الكلام، ثم يأخذ العهود والمواثيق على كتمان اسمه خوف الفضيحة وخشية اهتزاز علاقته بالغائب من الناس.



ربما يكون ناصحا فعلا أو محذرا أو منكرا والله يعلم ما في قلبه، وأقول: هل كل الناس كذلك؟ ثم إن كان ناصحا فللنصح قنوات عديدة ولها أساليبها التي لا تبغّضك بأخيك المسلم، ولكنها الآفة المنتشرة في مجالس الناس ومنتدياتهم، وشعارها: “سأحكي لك أمرا لكن ارجوك لا تذكر اسمي” فينفث سمومه ويوغر صدر أخيه على أخيه، فماذا نفعل إذا؟



يجب أن نتحقق ونتثبت ونتعرّف إلى مقصود الناقل ونحاول أن نقطع الطريق أمامه ونختبر صدقه بمحاولة مقابلته بالغائب وجها لوجه قطعا للشائعات المغرضة التي أنّت منها البيوت والمجتمعات واكتوى بنارها الزوجان والإخوان والأصدقاء والخلان لأننا كنّا آذانا صاغية لكل من يباعد بيننا وبين من نحب، ألم نعلم أننا أربحنا بضاعتهم وجعلنا سوقهم رائجة؟ إذاً احذروا ثم احذروا ودققوا ومحّصوا وتابعوا وقابلوا وتحققوا ولا تتعجلوا ولا تصدروا حكما ظالما تندمون عليه أشد الندم وتدفعون الثمن غاليا من حسناتكم التي تعبتم في جمعها وقبل ذلك مواقف الذل التي تقفونها.



النميمة.. هي الكلمة التي تخرج من فم قائلها فتؤذي الناس، وتسبب المشاحنات، والتباغض وعدم التواصل فيما بينهم، ولا يقدم على قولها إلا ضعاف النفوس، والإسلام الحنيف الذي صان كرامة الإنسان من الأذى وأمر بالأخوة، والرفقة الطيبة، حرم قول النميمة ونهى أشد النهي عنها، فقد ذكر الرسول (صلى الله عليه وسلم) أنه لا يدخل الجنة نمام.



آثار خطيرة



وسبب تحريم قول النميمة أنها مرض خبيث اذا انتشر في المجتمع فرق الأحبة، وقطع الأرحام، ومنع التواصل،وهدم البيوت.



ويجب على الإنسان في هذه الحياة دائماً إذا أراد الكلام أن يفكر فيه قبل النطق، فإن كان فيه خير تكلم، وإذا شك فيه فلا يتكلم.. لأنه قد ينجر في الكلام إلى كلام مكروه كما جرت العادة، وأيضاً يجب عدم تقبل كلام أهل النميمة من أصحاب القلوب المريضة، وصدق المثل السائد (من قال لك قال عليك ومن نقل اليك نقل عنك).



ويقول الإمام الشافعي:



لسانك لا تذكر به عورة امرئ



فكلك عورات وللناس ألسن



والنميمة مرض أخلاقيّ له آثاره الخطيرة؛ إن هي تُركت بلا علاج استشرت وأخذت في تدمير العلاقات الاجتماعية بين الناس؛ فضلاً عن أنها تنم عن شكل ذميم من أشكال الضعف النفسي، والنفاق الاجتماعي الذي يقلب موازين الأخلاق بين المسلمين، ويضفي على المجتمع ظلالاً كئيبة تقلّص روح السلام والوئام والحب والتآخي، والتي أقام الإسلام بنيانها على تقوى من الله ورضوان، فإذا تسرّبت آفة (النميمة) نخرت في هذا الأساس حتى تصل قيم التواصل والتراحم بين الناس إلى درجة الانهيار.



فهل أصبحت النميمة مرض العصر الذي يستعصي على العلاج؟ وهل تحوّلت إلى ظاهرة تتفشى في المجتمعات ليس بين النساء فقط بل بين الرجال أيضاً؟



إن الأسباب التي تقف وراء النميمة متعددة فالأمر غير مقتصر على الفراغ، بالرغم من أنه سبب رئيسي، وإنما يرجع أيضاً إلى عدم التنشئة السوية، وأحياناً لعدم التعليم، كما أن العامل الاقتصادي يلعب دوراً مهماً من خلال البطالة ووجود مساحة واسعة من الوقت للاهتمام بتجميع أخبار الآخرين والزيادة عليها، وهي مرض معدٍ؛ حيث إن الاستماع دون المشاركة في الحديث يعد نقيصة في مجتمعاتنا العربية.



تكفير الذنب



في صحيح البخاري باب بعنوان (باب العلم قبل القول والعمل).



فاذا علمنا ان النميمة محرمة بإجماع المسلمين، وقد تظاهرت على تحريمها الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة وإجماع الأمة، وانها كبيرة من كبائر الذنوب، فإن على الإنسان إذا رأى من نفسه إيذاء لأخيه المسلم أو أخته المسلمة بالغيبة أو بالسبّ أو بالكذب أو غير هذا، أن يعرف أن في إيمانه نقصاً وفي أخلاقه ضعفاً، وأن قلبه قد داخله مرض.



ومن آثار النميمة التفرقة بين الناس، وقلق القلب، وعارٌ للناقل والسامع، وهي حاملة على التجسس لمعرفة أخبار الناس، حاملة على القتل، وعلى قَطْع أرْزَاق الناس.



والتكفير عن ذنب النميمة ليس بالأمر السهل فقد اختلف العلماء في توبة القاذف في حق الآخرين؛ فاشترط بعضهم لكي تصح توبته أن يعلم صاحب الحق بما ارتكبه في حقه ويطلب صفحه عنه.



وقال بعضهم: إنه يجب عليه أن يعلمه بكل ما قذف به في حقه ويطلب عفوه، وقال آخرون: بل يخبره بغير تعيين لما قاله ضده أو تفصيل كأن يقول له: سامحني فيما اغتبتك فيه أو سببتك به. وقال علماء غيرهم: إن إعلام المقذوف في حقه لا يحقق أي مصلحة؛ لأن علمه بما أوذي به لن يزيده إلا أذى وحنقاً وغماً، وقد كان مستريحاً من كل ذلك من قبل، وربما كان ما يعرفه عن ذلك سبباً للعداوة بينه وبين من اقترفه ضده فلا يصفو له.



ولذلك فقد يكون الأفضل لحفظ الحرمات هو انتهاء المرء عما فعل، على أن ينتهز الفرصة لطلب الصفح ممن قذف في حقه دون تحديد لما سبق أن آذاه فيه.



تشخيص المرض



وترجع هذه النقيصة إلى اللغة الدارجة في (قعدة المسطبة) أو الشلة أو التجمعات في النوادي، فيتم في هذه الجلسات النبش في أسرار الناس، وللأسف هذه العادة غير مرتبطة بالوجود في مكان معين أو الانتماء إلى طبقة معينة. وإنما ترجع لبيئة الفرد نفسه، فقد سلك هذا السلوك كنوع من التسلية، وإن كان جانب كبير منه سلوكاً مكتسباً أو من منطلق أن الآخر يعرف فلا بد أن أظهر معرفتي بأشياء جديدة.



وقد تُكتسب هذه العادة من الأصدقاء أو الجيران أو من نطاق العمل أي أن الأسرة ليست شرطاً في توريدها، وبالطبع هي ظاهرة لها مخاطرها التي لا يُستهان بها؛ فمعروف أن الفتنة أشد من القتل، فهي تشوّه العلاقات بين الناس وتسبب العداوة والمشاجرات.



وعلى الجانب الآخر قد يعرف الشخص أو يستشعر ما يُقال عنه بشكل أو بآخر مما يسبب له الأذى، فتزيد العداوة.



قال أحد الحكماء أتدرون من أذل من اليتيم؟ قالوا: من؟ قال: النمّام إذا بان أمره بين الناس، وفضح حاله أذلّ من اليتيم، فالنّمام يكره التحابّ، ويشعل الفتن، وينقل الميكروبات ويترجم عن هذا الفساد النفسي بما ينقله من علل وتخاذل. ويقول تعالى: “يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إلا مَنْ أتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ” (الشعراء: 88-89).



والأمر الذي يبدو أكثر خطورة هو أن هذه العادة أكثر انتشاراً بين السيدات اللاتي هن أمهات يحملن أمانة التربية الصالحة، وبالتالي سوف تكون النميمة من الأمراض الوراثية التي تنتقل من الآباء إلى الأبناء.



ان النمام يتصف بإحدى صفات المنافقين، والمنافق شخصية ملتوية غير سويّة، لا يستقيم لك على أمر، ولذا فهو يقوم بعملية تعويض ذاتي، تسمى (الانتفاخ الذاتي) أي المبالغة في الأمور، من أجل الدفاع عن النفس أثناء لحظة الافتضاح أو في وقت الإفساد بين الناس بالنميمة، لذا يقول الله تعالى في سورة القلم: “وَلا تُطِعْ كُل حَلافٍ مَهِينٍ هَمازٍ مَشاءٍ بِنَمِيمٍ” (القلم:10-11) ولنلاحظ كلمات (حلاف هماز مشاء) وكلها من ألفاظ المبالغة التي تدل على كثرة الإتيان بتلك الأفعال.



“ملعون ذو الوجهين”



وورد في كتاب “العقلاء” لابن الجوزي في تفسير قوله تعالى: “ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم عتل بعد ذلك زنيم” (القلم: 10 13) أن العتل هو الفاحش السيئ الخلق، قال ابن عباس رضي الله عنهما، العتل الفاتك الشديد المنافق. وقيل: العتل الشديد الخصومة بالباطل، والزنيم هو الذي لا يعرف من أبوه و قال الشاعر:



زنيم ليس يعرف من أبوه



بغي الأم ذو حسب لئيم



وروى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ملعون ذو الوجهين ملعون ذو اللسانين ملعون كل شغاز، ملعون كل قتات، ملعون كل نمام، ملعون كل منان).



والشغاز: المحرش بين الناس يلقي بينهم العداوة، والقتات: النمام، والمنان: الذي يعمل الخير ويمن به. وأما السعاية إلى السلطان وإلى كل ذي قدرة فهي المهلكة والحالقة التي تجمع الخصال الذميمة، من الغيبة وشؤم النميمة والتغرير بالنفوس والأموال في النوازل والأحوال، وتسلب العزيز عزه وتحط الرفيع عن مكانته والسيد عن مرتبته، فكم دم أراقه سعي ساع، وكم حرم استبيح بنميمة نمام، وكم من صفيين تباعدا وكم من متواصلين تقاطعا، وكم من محبين افترقا، وكم من إلفين تهاجرا وكم من زوجين تطالقا، فليتق الله ربه عز وجل، رجل ساعدته الأيام وتراخت عنه الأقدار.. يصغي لساع أو يستمع لنمام.



ووجد في حكم القدماء أن أبغض الناس إلى الله المثلث.. قال الأصمعي: هو الرجل يسعى بأخيه إلى الإمام فيهلك نفسه وأخاه وإمامه، وقال بعض الحكماء: احذروا أعداء العقول ولصوص المودات وهم السعاة والنمامون، إذا سرق اللصوص المتاع سرقوا هم المودات.



وفي المثل السائر: من أطاع الواشي ضيع الصديق، وقد تقطع الشجرة فتنبت، ويقطع اللحم السيف فيندمل، واللسان لا يندمل جرحه.



دفع إنسان رقعة إلى الصاحب بن عباد يحثه فيها على أخذ مال يتيم وكان مالاً كثيراً، فكتب إليه على ظهرها: والنميمة قبيحة وإن كانت صحيحة، والميت رحمه الله واليتيم جبره الله والساعي لعنه الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لمياء الديوان
10-12-2008, 08:37 AM
مشرفنا القدير

بارك الله فيك ربي يجعل ما قدمت في ميزان حسناتك

اللـــــيث
15-12-2008, 03:35 AM
newone_01

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ...

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .