المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل أنتـ (نصف بـــار) أمـ (نصف عــاق)...؟!



بصمتــي اذلـك
10-11-2008, 11:06 PM
(>(…ماتت أمي اليوم والصلاة في جامع الملك فهد…)<) هكذا جاءت رسالة قريبيـ...


تأثرت لهذه الرسالة أشد التأثير لعلمي بعظيم حب قريبي لأمهـ… وحرصه على برها وطاعتها..

ولأن المرض لم يمهلها كثيراً…..

ذهبت للمقبرة للقيام بالواجبـ…..( طبعاً هذا الواجب أصبح للأقارب والأصدقاء مع أنه حق عليك لكل مسلمـ)

كانت الجموع كثيرة…

والحزن قد كسى الوجوه الذاهلة حرقة وألماً…

كان قريبي مع بعض الرجال في وسط القبر…

يجهز المكان لأمه الغالية…

يضع الحجار الكبيرة ويرص الأحجار الصغيرة… في مشهد مؤثر تتفطر له القلوب كمداً

بالأمس القريب كان يدني منها اللحاف الدافئ… ويختار لها الوسادة اللينة..

وهو اليوم يتقرب لله بهذا التراب الذي يجمعه لها… وبهذه الأحجار التي يرصها حول قبرها…

هو الآن …. يقدم لأمه أقصى ما يقدر عليه من صنوف البر …. والطاعة…

لأنه يعلم أنها بعد لحظات يسيرة سوف تغيب عن الأنظار..

سوف يتسابق الناس في إخفائها عنهـ ...

لن يبقى لذكرى هذه الأم إلا قبراً يتساوى مع مئات القبور التي حولهـ...


ولن يلمح حين زيارتها يوماً من الأيام سوى هذه المعالم التي سوف تبلى وتزولـ...

لن يرى كما اعتاد.... وجهً بساما... وعينأ متلهفةً..

لن يسمع دعاءً صادقاً.... وشوقاً عارماً..

وكل الذي سيسمعه عند زيارته صدى دعائهـ....... السلام عليكم دار قوم مؤمنينـ...

لن يسمعها تقول له يوماً من الأيامـ:


ولدي أطالع في جبينك لوعتيـ

وارى بوجهك شقوتي وعنائيـ

يا ليت أني قد سبقتك للثرى

ومشيت أنت مع الرجال ورائيـ

ولدي فقدت به الحياة وطيبها

ومن العجيب فناؤه وبقائيـ


لن يسمع ذلكـ... لأن هذه الأمنية قد تحققتـ...

ومشى خلفها ... بحزنهـ.. وألمهـ... وقلبه الذي شعر بغربة

قاسية تقدم عليه من بعيد... تسقيه كأس اليتم والجوى...


لا أخفيكمـ..... أنني شعرت بألم يطعن قلبيـ..... حين لمحت الأخ الأصغر لقريبي وهو يبكيـ....


كان يحاول إخفاء دموعهـ (بشماغهـ) .... لأن من يبكي في المقبرة لابد أن توجه له السهام

ويناله من التوبيخـ .. وطلب الصبر...فعلاً أصبح البكاء في المقابر مستغرباً....!!!!


رجعت للحي وقبل أن ادلف للشارع الموصل للبيت توجهت للمطعم القريب من منزليـ ..

أبو عبد الله صاحب المطعم سألني عن سبب خروجي المبكر من العملـ...

فأخبرته أين كنتـ... وعن وفاة أم قريبيـ.... وذهابنا لدفنها....


فقال سبحان اللهـ...... أغلق على أولادها اليوم باب للجنة...!!


اخترقت هذه الكلمات كل حواجز الغفلة ..و استقرت في قلبيـ...


وجدت لها رغم بساطتها مكاناً خالياً... فاستوطنت فيهـ..


قبل لحظات إذن أغلق باب للجنة.....


كان مشرعاً مفتوحاً ينادي العابرينـ..... هو الآن مغلقـ!!


خلقت عبارات ( أبو عبد الله ) في داخلي عشرات الأسئلة.... التي سبحت في فضائي ولم تجد لها أجوبة...


يا ترى هل استمعت لنداء هذا البابـ...


الذي ظل يناديني عشرات السنينـ..

هل أنا من الذين بروا أمهاتهمـ....هل أنا من الذين قدموا رغبات الأم على ما سواها...


هل أنا من الذين استشعروا هذه المنة من الله تعالى ...

هل أغضبتها في يوم من الأيامـ...؟؟

هل نامت في يوم من الأيام وهي ساخطة عليـ؟؟

ثم ما هو تقييم الناس لي..... هل أنا بار...أم أنا عاقـ...؟؟


ويحك يا أبا عبد الله ماذا صنعت بيـ..؟؟


عصفت بي هذه الأسئلة طوال يومي ذاكـ...


وخرجت بتقييم لبعض أحوالنا..... أسأل الله لنا التوبة...


مشكلتنا أننا ...إما نصف بار... أو نصف عاقـ...


لا نرفض طلبات الأم والأب.... ولكن نقدم لهم( بعض) الذي يريدونـ...


لا نقول لهم ( أف) ... ولكن نقول لهم..... ( طيب)...( بعدين)...عندما يطلبون منا شيئاً


لا نسهر على راحتهمـ.... ولكن إذا طلبوا المستشفى أوصلناهمـ...

لا نسخر من آرائهمـ.... ولكن نقدم رأينا على رأيهمـ....


وهكذا .....


أشعرنا أنفسنا أننا بارين بهمـ....

وفي نفس الوقتـ....أبعدنا الهاجس الذي يطاردنا بأننا عاقين بهمـ...


وهكذا عشنا... في منطقة ليست خضراء مورقة...

وليست كالحة معتمة....


ولن ندرك هذا الخطأ الفادحـ....



إلا بكلمات تشبه كلماتـ ( أبو عبد الله)


أغلق اليوم باب للجنة.... لن يفتح بعد ذلك أبداً....



منـــ قـــ ــوــولــ،،


بصمتــــي اذلـك

جميل الثبيتي
10-11-2008, 11:39 PM
فأخبرته أين كنتـ... وعن وفاة أم قريبيـ.... وذهابنا لدفنها....
فقال سبحان اللهـ...... أغلق على أولادها اليوم باب للجنة...!!

الله أكبر
من أين اتي ابو عبدالله هذا بهذا وفي اي حديث او آية ما زعم
لم اسمع ولم يمر علي بحياتي ولن يقبله عقل
أن يقال عند موت أم اي شخص اغلق اليوم باب الجنة عن اولادها
ماهذا إلا محض إفتراء
الجنة والنار لله جل وعلى ولا ينبغي لنا ولا حتى على سبيل التقريب او التهويل
أن نحكم بها لأحد او نمنعها لأحد
فمن ييأس ويقنط من رحمة الله إلا القوم الجاهلين ونعوذ بالله أن نكون منهم
موضوع به الخير ودس بأخر السم كما يدس بالعسل
نسأل الله صلاح الحال