المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألاَ تُدافعُ عنْ حِياضِ قلبِكَ



بندر النايف
06-10-2008, 05:11 AM
تجمَّدتْ قدماهُ .. وكادَ قلبُهُ يتوقَّفُ مِنْ شدَّةِ الفَرحِ ..

لا يكادُ يُصدِّقُ ما قالتهُ الطبيبَةُ .. يا إلهي .. أأحلُمْ !!

(( مُباركٌ .. زوجَتُكَ حاملٌ ))

ما استطاعَ أنْ يتمالَكَ دُموعَهُ .. أبعْدَ سنواتِ الحِرمانِ .. ورحلةِ العِلاجِ الطويلَةِ..

أَبعْدَ كلِّ ذلِكَ العَناءِ الجسَديِّ والنَّفسيِّ .. سيَتحقَّقُ الحُلُمُ ..؟؟

::

كانَ يَعدُّ للمولُودِ الثَّوانِي حتّى يرَى النورَ .. ليضُمّهُ .. ويشُمّهُ .. ويُقبِّلهُ ..

وجاءَ الابنُ بعدَ طولِ انتظارٍ ..

وبعدَ أشهُرٍ قلِيلةٍ .. أُصيبَ الطفلُ بمَرضٍ خطيرٍ .. طارَ الأبُ بابنهِ لأبْعدِ البُلدانِ .. قاصِدًا أفضلَ أماكِنِ العلاجِ ..

تَملَّكَ قلبَهُ الخوفُ .. أيُمكنُ أنْ أخْسرهُ بهذهِ السُّهولَةِ .. وأنَا الذي تجرَّعتُ مرارَةَ أيامٍ كُنتُ أشْتهي فيها كلِمةَ أبِي ..

لنْ أبْخلَ علَيكَ بروحِي إنْ لزِمَتْ لشِفائِكَ ..

أنتَ الأملُ الذي انتظرتُهُ .. وذُقتُ حلاوةَ الدنيا معَهُ .. وأصبحَ للحياةِ لونٌ بوجودِهِ ..

http://alfadela.net/fup/uploads/images/9544f8850f.png

وآخرُ ..


خرجَ للسُّوقِ بمالٍ يَسيرٍ .. وجُهدٍ وهِمَّةٍ تُحطّمُ المُستحيلَ ..

تَحمّلَ ما لا يتحمّلُه بشَرٌ ..

قضَى ساعاتٍ تحتَ الشمسِ المُحرقَةِ .. ومرَّتْ أيّامٌ عانى فيها قَسوَةَ زَمْهريرِ الشتاءِ ..

لمْ يتوانَ ولمْ ينْثنِ.. وقرَّرَ أنْ يـُصَيِّـرَ منْ يسيرِ المالِ ثَرْوةً ..

وكانَ لهُ ما أرادَ .. فكما يُقالُ: (( مَنْ صَبرَ ظفرَ ))

وفي لَحظةِ سوءِ تدبيرٍ .. كادَ أنْ يخسرَ مالَهُ جميعًا .. بصفْقةٍ وَضعَ فيها كلَّ ما يَملكُ ..

وأصْبحتْ أموالُهُ على حافَّةِ الهاويَةِ .. وأصبحَ بينَهُ وبينَ أنْ يعودَ كأوّلِ ما بَدأَ خُطواتٍ يسيرَةٍ ..

فَراحَ كالمجْنونِ .. يُجري اتّصالاتِهِ .. يُقابلُ منْ بيدِهِ حلٌّ ولوْ يسيرٌ ..

وهاجِسُ الفقرِ والعوْدةِ للصّفرِ يُطارِدُهُ كشبحٍ مُخيفٍ .. مُميتٍ ..

اِستقْتلَ في تَحرُّكاتِهِ .. واستَبْسلَ في الدفاعِ عنْ أموالهِ ..

وأخيرًا .. كانَ لهُ ما يُريدُ .. حيْثُ استطاعَ أنْ يُحافظَ على ثَروتِهِ ..

http://alfadela.net/fup/uploads/images/9544f8850f.png

أيُّها المُباركُ ..

أيُعقلُ أنْ يُفرِّطَ المرءُ بما نَالَهُ بعدَ طولِ عناءٍ ..!!

أتَرى رجُلا حازَ على ما يتمنَّاهُ بصُعوبةٍ .. يتنازلُ عنهُ بسهولةٍ ..!!

إنْ كانَ أهلُ الدنيا يتقاتلونَ للحفاظِ على ما يحصُلونَ عليهِ وهو منَ الدّنيا وللدُّنيا .. وآخرَتُهُ للفناءِ

فما تَقولُ فيمنْ حازَ علَى ما هُو أنفَسُ منَ الدنيا بأَسْرِها .. بِنعِيمِها .. ولذَّاتِها ..؟

أتُراهُ يتنازلُ عنْهُ ببساطةٍ ..!!؟

::

أتدْري منْ الرجلُ .. ؟!

إنَّهُ أنتَ .. نعمْ .. أنْتَ يا منْ أسألُ اللهَ أنْ يرزُقَهُ الفِردوسَ الأعلى ..

أتدْري ما الذي حُزتَهُ وكانَ أغلَى منْ نعيمِ الدنيا ..

إنّهُ قلبُكَ الذي خرجتَ بهِ منْ رمضانَ ..

قلبُكَ الذي سَطعَ نورُهُ .. وعلتْ هِمّتُهُ .. ولانَ وخشعَ لذكرِ ربِّهِ ..

قلبُكَ.. المُشتاقُ للجِنانِ

المُفعمُ بحُبِّ الرّحمنِ ..


http://alfadela.net/fup/uploads/images/2292381dd5.png

يا حفِظَكَ اللهُ ..

باللهِ عليكَ .. أهُناكَ ما هُو أغْلى مِمَّا حازَهُ قلبُكَ منْ خيرٍ في الدنيا ؟

أتذْكُرُ تلكَ اللحظاتِ .. وأنتَ ساجدٌ بينَ يَديْ المَولَى .. وقدْ سجدتْ معكَ روحُكَ وجوارِحُكَ ؟

أتذكُرُ تلكَ الدّمعةَ التِي أشرقَ لها وجْهُكَ يومَ كنتَ تُناجي مولاكَ في أعْظمِ موقفٍ ..؟

موقفِ العبْدِ الذليلِ .. أمامَ سيّدِهِ الرّحيمِ الوَدودِ ؟

أشَعرْتَ يومًا وأنْت في موقِفٍ ما منْ مواقفِ الدنيا .. براحةٍ كتلكَ الراحةِ التي ذُقتها ..

وتمنّيتَ لوْ مكثتْ بقلبِكَ بقيَّةَ عُمرِكَ؟

أتذكُرُ يومَ أنْ تملَّككَ ذلكَ الإحساسُ الجميلُ ؟ كانَ إحساسًا بالقُربِ والرضا .. منَ اللهِ المولَى العظيمِ ..

لقدْ كانَ شُعورًا راقيًا ! .. سمتْ به نفسُكَ للعليَاءِ ..و تعالتْ عنِ الأرضِ قاصِدةً للسماءِ

يا منْ سَعيْتَ واجتهدتَ في أيامٍ خلَتْ ..

لقدْ حُزتَ في شهرِكَ على مطلَبِكَ ومطلبِ كلِّ عبدٍ ..

فقدْ آمنَ قلبُكَ .. وسكنتْ جوارِحُكَ .. وعلتْ رُوحُكَ لأعلى المقاماتِ ...

وبعدَ أن نِلتَ ما نِلتَ منَ الخيرِ .. وحُزتَ ما حُزتَ منَ الفضلِ ..

=======

أتُراهُ تاركُكَ ؟!

كلا واللهِ .. لنْ يترُكَ جُهدَ أحدَ عشرَ شهرًا .. يضيعُ في شهرٍ واحدٍ ..


أخي الفاضلُ ..

كُنْ مُتيقِّظًا .. واحرُسْ نعمتَكَ .. وذُدْ عنْها بِما لديكَ منْ قُوةٍ .. مُتكِلا على اللهِ ..

ولتَعلَمْ وليكُنْ الأمرُ جليًّا أمامَكَ .. أنَّ عدُوَّكَ لنْ يأتيَكَ بطريقٍ واضِحٍ .. أو مطْلبٍ مُباشِرٍ ..


لا .. فهُوَ أشدُّ خُبثًا .. وأكثرُ دهاءً منْ هذا ..

أتدْري ما سيفعَلُ ؟,,

سيُزيِّنُ لكَ الحرامَ ويُغريكَ للوُقوعِ فيهِ .. سيُحاولُ أنْ يسْلُبَ منكَ إيمانَكَ بطُرقٍ لا حصرَ لها ..

فهُوَ لنْ يأمُرَكَ بتركِ الصلاةِ .. ولكنَّ السهوَ فيهَا وعنْها سيكُونُ دَيْدنُهُ ..

ولنْ يُحاولَ معكَ لتُكذّْبَ القُرآنَ .. لكنَّ هجرَكَ لهُ عِلمًا وعملا وتَدبُّرا يُرضيهِ ..

كما سيُزيِّنُ لكَ الشبُهاتِ ويدعُوكَ لاقترافِها بدعْوَى أنَّها لا ترتقي لدرجةِ (( الحرامِ )) ..

وقدْ كتَمَ خُبثَهُ وعلمَهُ أنَّ الشُبهاتِ منْ أقصرِ الطرُقِ وأسرعِها للحرامِ ..


http://alfadela.net/fup//uploads/images/fupbd3dd69dd3.gif


يا من التزَمتَ بالصيامِ .. وحرَصتَ على القِيامِ ..

لقدْ كانَ ما كانَ منْكَ أيامَ الطاعةِ .. كسلاحٍ لأيام ستكونُ نفسُكَ الأمَّارةُ بالسوءِ وشيطانُكَ ألدَّ أعدائِكَ ..

فلا تُسلِمْ سلاحكَ منْ أوّلِ جولَةٍ .. وتقْضي بقيَّةَ أيَّامِكَ أعْزلا مهزُومًا مُنكسرًا أسيرًا لهُما ..

بل استبْسِلْ .. فما في قلبِكَ يستحِقُّ لأجلِهِ أنْ تسْتَقتِلَ ..

واعلمْ .. أنَّ منْ أهمِّ أسبابِ التوفيقِ والنَّصرِ علَى عدُوِّكَ والنجاةِ منْ مَكرِهِ.. أنْ تتَّخِذَ لكَ دِرعًا يرُدُّ كيدَهُ .. ويَدحَرُ مكرَهُ ..

ذلكَ هُو الدعاءُ .. وسُؤالُ اللهِ ما لا نَقْدِرُ عليهِ إلا بتوفيقِهِ..

فابتهِلْ إلى اللهِ أنْ يُعينَكَ .. وأنْ يمنحكَ القوّةَ والصبْرَ .. ويُقوّي شوكَتكَ .. ويَدحَرَ كيْدَ منْ أرادَ بقلبِكَ سُوءًا ..

ودُمتَ بربِّك مُتعلِّقا .. عنْ حِياضِ قلبِكَ مُدافِعًا .. ولِشيْطانِكَ وهواكَ قاهِرًا



مما أعجبني كثيرا ......

هادي2006
06-10-2008, 02:03 PM
جزاك الله خيرا
وبارك الله فيك
على النقل الرائع

أبو أمجاد
06-10-2008, 02:13 PM
مشكووور أخوي بدر
على طرحك هذا الموضوع
و جزاك الله بألف خير عنا
و تقبل تقديري

بندر النايف
06-10-2008, 04:28 PM
حياكما الله هادي 2006 وأبو أمجاد

وشاكر لكما المرور العطر ..

جميل الثبيتي
06-10-2008, 09:45 PM
أخي بندر النايف

جزاكم الله خير الجزاء

وثبتنا وإياكم على دين الحق واحسن عملنا وختامنا

وكل عام وأنتم بخير

بندر النايف
07-10-2008, 05:19 AM
حياك الله يا جميل وشاكر لك مرورك الكريم

Aqua Butterfly
07-10-2008, 05:25 AM
سبحان الله
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

ينابيع الأمل
07-10-2008, 07:14 AM
http://sfsaleh.com/9war/uploads/472f60b3df.gif (http://sfsaleh.com/9war/)

بندر النايف
07-10-2008, 05:40 PM
نور التقى مرحبا فيك وشاكر لك مرورك

ينابيع الأمل هلا فيك وشاكر لك مرورك

(قلب طاهر)
08-10-2008, 08:51 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك

بارك الله فيك اخي الفاضل

*الفارس*
08-10-2008, 01:42 PM
قلبُكَ الذي خرجتَ بهِ منْ رمضانَ ..

قلبُكَ الذي سَطعَ نورُهُ .. وعلتْ هِمّتُهُ .. ولانَ وخشعَ لذكرِ ربِّهِ ..

قلبُكَ.. المُشتاقُ للجِنانِ

المُفعمُ بحُبِّ الرّحمنِ ..

اللهم وفقنا للعمل الصالح بعد رمضان

وأعنا على المحافظة على أعمالنا فيه


حفظك الله

وتقبل منا ومنك

بندر النايف
09-10-2008, 01:10 AM
اللهم آمين وشاكر لكما المرور العطر

قلب طاهر

والفارس


هلا فيكم

ركود ركود الغنامي موجود
09-10-2008, 11:22 PM
جزاك الله خير

بندر النايف
15-10-2008, 11:56 PM
ولك كل خير وعافيه وشاكر لك مرورك يا يالغنامي