الحزنّ الأكيدّ
04-04-2004, 04:35 AM
هل تشعر بالتوتر حال جلوسك بمفردك؟ هل تستمع للموسيقى.. أو التليفزيون.. أو تفتح الأدراج وتغلقها دونما سبب حين تكون وحيداً؟ هل تشعر أحياناً بأنك تتحدث رغم أن الآخرين يبدون غير مستمتعين بحديثك.. أم تستمع إلى الآخرين وتبقى معهم رغم عدم انسجامك مع أحاديثهم؟
هل تهرب من التفكير حين تكون بمفردك.. وترى أن غرفة النوم هي ملاذك الأخير حين تبدأ عيونك في الإغفاء؟
إجابتك على أي من الأسئلة السابقة بنعم تعني بكل تأكيد أنك تعاني من خوف الوحدة.. فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، وجميعنا نشعر بدعم الآخرين لنا، والإحساس بحبهم وتقديرهم وإعجابهم والاستفادة منهم جميعها مسببات منطقية تجعل وجودنا مع الآخرين أمراً ضرورياً، كما أن وجودنا مع أنفسنا هو الآخر أمر ضروري وحاجة ملحة في ذات الوقت، ولا شك أن عدم الرغبة في البقاء وحيداً والإحساس بعدم الأمن جراء ذلك قد يعكس أموراً شتى في مقدمتها إدمان الناس: فمدمن الناس نجده أحياناً مدمناً لكل الناس، إذ لا يمانع في مصاحبة المثقف، السطحي، العدواني والمسالم، فالمهم لديه هو إشباع إدمانه ولا شيء سواه، وأحياناً نلمس لديه نوعاً من الانتقائية كأن يصاحب المهرجين، أو المشاغبين أو غيرهم، فالأمر عنده لا يختلف عن أمر مدمن الطعام الذي يلتهم كل ما يجده أمامه دون النظر لنوعية الطعام.
إن إدمان التواجد مع الناس لا يختلف عن أي إدمان آخر، فالمدمن يحتاجه بشدة، ويسعى إليه بإلحاح، وبأي شكل وطريقة، وحين يجده يشعر براحة تامة، أليس هذا هو ذات إحساس مدمن الكحول والمخدرات وغيرهما؟!
وهناك أمر آخر قد يعكسه عدم الرغبة في البقاء وحيداً وهو الهروب من الذات، فإدمان الناس في أحايين كثيرة، أو حتى مجرد الإكثار من التواجد مع الآخرين.. أياً كانوا يُعد دلالة على الهروب من الذات، ولنبين ذلك أكثر دعوني أروي لكم هذه القصة: لي صديقة عزيزة جعلت من بيتهاجنة تسر الناظرين، غير أنها لا تستطيع المكوث فيه بمفردها لأكثر من ساعتين، حتى غدا بيتها مثل فندق لسائح جوال يتخذ منه مكاناً للنوم.. وصديقتي تلك حين لا تجد من تصاحبه أو تزوره تلقي بنفسها في زحمة الأسواق أو أي مكان آخر يكثر فيه الناس، وهذه لا شك حالة نموذجية للهروب من الذات.
وشكرا للجميع وتحياتي لكم
تحياتي
اخوكم
الحزنّ الأكيدّ
هل تهرب من التفكير حين تكون بمفردك.. وترى أن غرفة النوم هي ملاذك الأخير حين تبدأ عيونك في الإغفاء؟
إجابتك على أي من الأسئلة السابقة بنعم تعني بكل تأكيد أنك تعاني من خوف الوحدة.. فالإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه، وجميعنا نشعر بدعم الآخرين لنا، والإحساس بحبهم وتقديرهم وإعجابهم والاستفادة منهم جميعها مسببات منطقية تجعل وجودنا مع الآخرين أمراً ضرورياً، كما أن وجودنا مع أنفسنا هو الآخر أمر ضروري وحاجة ملحة في ذات الوقت، ولا شك أن عدم الرغبة في البقاء وحيداً والإحساس بعدم الأمن جراء ذلك قد يعكس أموراً شتى في مقدمتها إدمان الناس: فمدمن الناس نجده أحياناً مدمناً لكل الناس، إذ لا يمانع في مصاحبة المثقف، السطحي، العدواني والمسالم، فالمهم لديه هو إشباع إدمانه ولا شيء سواه، وأحياناً نلمس لديه نوعاً من الانتقائية كأن يصاحب المهرجين، أو المشاغبين أو غيرهم، فالأمر عنده لا يختلف عن أمر مدمن الطعام الذي يلتهم كل ما يجده أمامه دون النظر لنوعية الطعام.
إن إدمان التواجد مع الناس لا يختلف عن أي إدمان آخر، فالمدمن يحتاجه بشدة، ويسعى إليه بإلحاح، وبأي شكل وطريقة، وحين يجده يشعر براحة تامة، أليس هذا هو ذات إحساس مدمن الكحول والمخدرات وغيرهما؟!
وهناك أمر آخر قد يعكسه عدم الرغبة في البقاء وحيداً وهو الهروب من الذات، فإدمان الناس في أحايين كثيرة، أو حتى مجرد الإكثار من التواجد مع الآخرين.. أياً كانوا يُعد دلالة على الهروب من الذات، ولنبين ذلك أكثر دعوني أروي لكم هذه القصة: لي صديقة عزيزة جعلت من بيتهاجنة تسر الناظرين، غير أنها لا تستطيع المكوث فيه بمفردها لأكثر من ساعتين، حتى غدا بيتها مثل فندق لسائح جوال يتخذ منه مكاناً للنوم.. وصديقتي تلك حين لا تجد من تصاحبه أو تزوره تلقي بنفسها في زحمة الأسواق أو أي مكان آخر يكثر فيه الناس، وهذه لا شك حالة نموذجية للهروب من الذات.
وشكرا للجميع وتحياتي لكم
تحياتي
اخوكم
الحزنّ الأكيدّ