زاد الركب
11-07-2008, 12:44 AM
اشتريت عباءة أمي!
صفحة (الرأي) صحيفة الرياض الخميس10/7/2008
مروة بنت عبدالله الخريف
لم يخل هذا اليوم من الأحاديث الكثيرة عن الأسواق والمراكز التجارية والصيف والمناسبات والمشتريات ولم تتوقف (سارة) كما الأخريات عن الحديث فالجميع كن يتحدثن دون ان اجد منصتة واحدة في طبيعة نسائية فريدة ومتميزة (!).
الذي لفت نظري كثيرا هو الطابع العام للاهتمامات وثقافة الاستهلاك والشراء دون استخدام اية كوابح اقتصادية او اجتماعية او ثقافية فضلا عن الدينية في مظهر اجتماعي (بل ظاهرة) تدعو الى التوقف والبحث رغم كثرة الاصوات التي تشكو من الغلاء وحمى الأسعار وضعف الميزانيات الأسرية عن القيام بالحاجات الضرورية كما نسمع ونقرأ.
كانت سارة ترتدي نوعا جديدا ومميزا من العباءات (تجاوزا) فلقد كانت تلك العباءة مزركشة بعبارات مذهبة من الخلف فيما نجحت انامل المصمم في اظهار القوام الجميل لسارة والإسهام في اخفاء العيوب الجسدية عن الأنظار وكان ذلك هو السر خلف اقتناء سارة والأخريات لهذا النوع تحديدا.
"الجميع في السوق كان ينظر الي وكنت مميزة.."
هكذا تحدثت احدى الزميلات عن تجربتها المثيرة والأولى ليلة البارحة وهي تتهادى بخطوات قلقة - كبداية - في عباءتها الجديدة ولأن الجميع كن يتحدثن فقد كنت الظافرة بتلك الجملة المبهرة!.
ان هذا المعنى تحديدا هو المسؤول عن الكثير من التجاوزات التي تحصل ولكن يا ترى من المسؤول عن انتشار هذا المعنى بين عدد كبير من الفتيات؟
لم اشعر ابدا ان تلك المتحدثة كانت تبحث عن معنى الستر والحجب والتغطية بحسب المفهوم الشرعي والدور العملي الذي يحصل نتيجة ارتداء الحجاب.
ورأيت اننا اصبحنا نوقف الكثير من الصفوف الطويلة لمسميات تدعي انها تحمل شرف ذلك الاسم ولكنها حقيقة لا يمكن ان تقوم بذلك.
ظهرت الكثير من (الفساتين) التي ادعت انها عباءة وحجاب وانتشرت بين الكثير من الفتيات اللاتي تنافسن على البحث عن الجديد في كل مرة.
لن ترتدي (أم عبدالله) وهي جدة صديقتي تلك العباءات ايام شبابها امام النساء فضلا عن ان تخوض بها صفوف الرجال في الأسواق والتجمعات العامة!.
ولن تجد فتاة لا تضحك لو طرحت هذه الفكرة فزمن الجدة قد انتهى كما يتم ترديد ذلك.
عندما فكرت في الأمر وجدت ان هناك بعض الأمور يمكن ان تتطور وتتبدل وتتغير.. فأنواع الملابس والفساتين وطريقة اللبس والموضات متغيرة ومتسارعة وأعمارها تحسب بالساعات ولا مشكلة في ذلك عند مراعاة بعض الجوانب ولكن الذي سألت نفسي حوله وبإلحاح طويل:
هل كل شيء قابل للتغيير والتطوير والتبديل..؟ بما في ذلك تلك الأمور المتعلقة بالمبادئ الشرعية والواجبات وهل التوقف عن اللحاق بالموضات فيما يخص انواع العباءات يعتبر تخلفا وقصورا تعير به الفتاة وهل هذه القائمة الطويلة والمتجددة من العباءات التي تصمم في دول بعيةد لأهداف تجارية هي الوريث الشرعي (للعباءة التقليدية) وهل الفتاة ملزمة بنوع واحد ام انها ستجد العديد من الفتاوى ايضا التي ستدخلها في دوامة اخرى!.
لم اتفق الى الآن مع عقلي ولم اوقع حتى مذكرة تفاهم!.
انه يجبرني على النظر الى الأمر من زاوية واحدة: زاوية الستر والحجب ويخبرني ن تلك القوائم ليست الا الوانا من التبرج الكاذب الذي يحمل معنى الستر ولكنه يشي بدهاء بالعري والكشف في مظهر مخادع يبرز الحسن ويخفي القبيح وهذا ما لن يدعي عاقل فضلا عن عالم انه المعنى المطلوب من وراء الأمر بالحجاب!.
كل الفتيات اللاتي يلبسن (فساتين العباءات او عباءة الفستان) يبحثن من خلف ذلك عنم التجمل والظهور بالمظهر الحسن وبذلك تعطلت تماما كل معاني الإخفاء والستر واصبحت من ترتدي ذلك كمن ستدخل الى حفلة لكنها حفلة تنكرية تبحث عن معاني الإغراء.
لا أفهم ابدا ان فتاة تقوم (ولنبدأ من الأعلى) تقوم بعملية حمية قاسية للحاجبين ثم بعملية تسمين للرموش واشباع بالكحل للعينين وتبييض لما سيظهر من اعلا الخدين ثم ارتداء العباءة المخصرة التي ستخفي كل الترهلات وتصنع قواما ممشوقا ثم تخبر زوجها او من ينتظرها عند السيارة انها سترتدي الحجاب وتأتي!! ثم هو يرافقها بكل فخر لأنها محجبة!.
لنكن اكثر وضوحا مع انفسنا ومع الآخرين ولنتوقف عن كل الأساليب التي تظهرنا مخادعين ومتملقين وناقصين ولنتوقف ايضا عن التمظهر المزيف بكل ما هو اسلامي ثم نمارس خلاف ذلك.
(مروة.. مروة..) توقفت عن المزيد من تلك الأفكار وانتهت كل المفاوضات بيني وبين عقلي الصغير ويد تهزني وعيون شرهة تنظر الي وسؤال كبير يتردد في مسامعي: أية عباءة اشتريت يا مروة؟؟
قاومت بكل صبر دمعة حارة الا تخرج من عيني.. ورفعت رأسي لحمايتها من السقوط.. وقلت بصوت واضح وبشكل محدد.
لقد اشريت عباءة امي
ولا ادري.. فلربما تكون طاقة خفية خرجت من بين جوانحي اوقفت ما كنت انتظره من ضحكات او تهكم فقد صمت الجميع..
واتجهت النظرات الى الأرض.. وقمت ابحث عن مكان ادفن فيه عبراتي على ما رأيت وسمعت.
صفحة (الرأي) صحيفة الرياض الخميس10/7/2008
مروة بنت عبدالله الخريف
لم يخل هذا اليوم من الأحاديث الكثيرة عن الأسواق والمراكز التجارية والصيف والمناسبات والمشتريات ولم تتوقف (سارة) كما الأخريات عن الحديث فالجميع كن يتحدثن دون ان اجد منصتة واحدة في طبيعة نسائية فريدة ومتميزة (!).
الذي لفت نظري كثيرا هو الطابع العام للاهتمامات وثقافة الاستهلاك والشراء دون استخدام اية كوابح اقتصادية او اجتماعية او ثقافية فضلا عن الدينية في مظهر اجتماعي (بل ظاهرة) تدعو الى التوقف والبحث رغم كثرة الاصوات التي تشكو من الغلاء وحمى الأسعار وضعف الميزانيات الأسرية عن القيام بالحاجات الضرورية كما نسمع ونقرأ.
كانت سارة ترتدي نوعا جديدا ومميزا من العباءات (تجاوزا) فلقد كانت تلك العباءة مزركشة بعبارات مذهبة من الخلف فيما نجحت انامل المصمم في اظهار القوام الجميل لسارة والإسهام في اخفاء العيوب الجسدية عن الأنظار وكان ذلك هو السر خلف اقتناء سارة والأخريات لهذا النوع تحديدا.
"الجميع في السوق كان ينظر الي وكنت مميزة.."
هكذا تحدثت احدى الزميلات عن تجربتها المثيرة والأولى ليلة البارحة وهي تتهادى بخطوات قلقة - كبداية - في عباءتها الجديدة ولأن الجميع كن يتحدثن فقد كنت الظافرة بتلك الجملة المبهرة!.
ان هذا المعنى تحديدا هو المسؤول عن الكثير من التجاوزات التي تحصل ولكن يا ترى من المسؤول عن انتشار هذا المعنى بين عدد كبير من الفتيات؟
لم اشعر ابدا ان تلك المتحدثة كانت تبحث عن معنى الستر والحجب والتغطية بحسب المفهوم الشرعي والدور العملي الذي يحصل نتيجة ارتداء الحجاب.
ورأيت اننا اصبحنا نوقف الكثير من الصفوف الطويلة لمسميات تدعي انها تحمل شرف ذلك الاسم ولكنها حقيقة لا يمكن ان تقوم بذلك.
ظهرت الكثير من (الفساتين) التي ادعت انها عباءة وحجاب وانتشرت بين الكثير من الفتيات اللاتي تنافسن على البحث عن الجديد في كل مرة.
لن ترتدي (أم عبدالله) وهي جدة صديقتي تلك العباءات ايام شبابها امام النساء فضلا عن ان تخوض بها صفوف الرجال في الأسواق والتجمعات العامة!.
ولن تجد فتاة لا تضحك لو طرحت هذه الفكرة فزمن الجدة قد انتهى كما يتم ترديد ذلك.
عندما فكرت في الأمر وجدت ان هناك بعض الأمور يمكن ان تتطور وتتبدل وتتغير.. فأنواع الملابس والفساتين وطريقة اللبس والموضات متغيرة ومتسارعة وأعمارها تحسب بالساعات ولا مشكلة في ذلك عند مراعاة بعض الجوانب ولكن الذي سألت نفسي حوله وبإلحاح طويل:
هل كل شيء قابل للتغيير والتطوير والتبديل..؟ بما في ذلك تلك الأمور المتعلقة بالمبادئ الشرعية والواجبات وهل التوقف عن اللحاق بالموضات فيما يخص انواع العباءات يعتبر تخلفا وقصورا تعير به الفتاة وهل هذه القائمة الطويلة والمتجددة من العباءات التي تصمم في دول بعيةد لأهداف تجارية هي الوريث الشرعي (للعباءة التقليدية) وهل الفتاة ملزمة بنوع واحد ام انها ستجد العديد من الفتاوى ايضا التي ستدخلها في دوامة اخرى!.
لم اتفق الى الآن مع عقلي ولم اوقع حتى مذكرة تفاهم!.
انه يجبرني على النظر الى الأمر من زاوية واحدة: زاوية الستر والحجب ويخبرني ن تلك القوائم ليست الا الوانا من التبرج الكاذب الذي يحمل معنى الستر ولكنه يشي بدهاء بالعري والكشف في مظهر مخادع يبرز الحسن ويخفي القبيح وهذا ما لن يدعي عاقل فضلا عن عالم انه المعنى المطلوب من وراء الأمر بالحجاب!.
كل الفتيات اللاتي يلبسن (فساتين العباءات او عباءة الفستان) يبحثن من خلف ذلك عنم التجمل والظهور بالمظهر الحسن وبذلك تعطلت تماما كل معاني الإخفاء والستر واصبحت من ترتدي ذلك كمن ستدخل الى حفلة لكنها حفلة تنكرية تبحث عن معاني الإغراء.
لا أفهم ابدا ان فتاة تقوم (ولنبدأ من الأعلى) تقوم بعملية حمية قاسية للحاجبين ثم بعملية تسمين للرموش واشباع بالكحل للعينين وتبييض لما سيظهر من اعلا الخدين ثم ارتداء العباءة المخصرة التي ستخفي كل الترهلات وتصنع قواما ممشوقا ثم تخبر زوجها او من ينتظرها عند السيارة انها سترتدي الحجاب وتأتي!! ثم هو يرافقها بكل فخر لأنها محجبة!.
لنكن اكثر وضوحا مع انفسنا ومع الآخرين ولنتوقف عن كل الأساليب التي تظهرنا مخادعين ومتملقين وناقصين ولنتوقف ايضا عن التمظهر المزيف بكل ما هو اسلامي ثم نمارس خلاف ذلك.
(مروة.. مروة..) توقفت عن المزيد من تلك الأفكار وانتهت كل المفاوضات بيني وبين عقلي الصغير ويد تهزني وعيون شرهة تنظر الي وسؤال كبير يتردد في مسامعي: أية عباءة اشتريت يا مروة؟؟
قاومت بكل صبر دمعة حارة الا تخرج من عيني.. ورفعت رأسي لحمايتها من السقوط.. وقلت بصوت واضح وبشكل محدد.
لقد اشريت عباءة امي
ولا ادري.. فلربما تكون طاقة خفية خرجت من بين جوانحي اوقفت ما كنت انتظره من ضحكات او تهكم فقد صمت الجميع..
واتجهت النظرات الى الأرض.. وقمت ابحث عن مكان ادفن فيه عبراتي على ما رأيت وسمعت.