المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " سيد قطب " رحمه الله لدى شيخ جليل منصف ..!!



ميمون
30-03-2004, 07:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

سيد قطب رحمه الله


--------------------------------------------------------------------------------

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله :
كثرت الأقوال في سيد قطب رحمه الله ، فهذا ينزهه من كل خطأ، وذاك يجعله في عداد الفاجرين بل الكافرين فما هو الحق في ذلك ؟

الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد
فإن المفكر الأديب سيد قطب رحمه الله له أعداء كثيرون، يختـلفون في كيفية النقد وأهدافه والغايات منه، ويتـفـقون في مصالح مشتركة، وقبل أن أكشف بطلان مثالب الجراحين والمطاعن الموجهة إلى سيد رحمه الله ، أبين أولا لماذا يستهدف سيد قطب خاصة ؟ ومن المستفيد من إسقاطه ؟

إن سيدا رحمه الله يعد في عصره علما من أعلام أصحاب منهج مقارعة الظالمين والكفر بهم ، ومن أفذاذ الدعاة إلى تعبيد الناس لربهم والدعوة إلى توحيد التحاكم إلى الله ، فلم يقض إلا مضاجع أعداء الله ورسوله كجمال عبدالناصر وأمثاله .. وما فرح أحد بقتله كما فرح أولئك، ولقد ضاق أولئك الأذناب بهذا البطل ذرعا، فلما ظنوا أنهم قد قتلوه إذا بدمه يحيي منهجه ويشعل كلماته حماسا، فزاد قبوله بين المسلمين وزاد انتشار كتبه، لأنه دلل بصدقه وإقدامه على قوة منهجه، فسعوا إلى إعادة الطعن فيه رغبة منهم لقتل منهجه أيضا وأنى لهم ذلك.

فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين .

وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته، ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } , فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة "تغمس أخطاؤه في بحر حسناته" وقالوا "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث" وغير ذلك، وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله ) سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات .

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن سيدا رحمه الله قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله .

وله رحمه الله من المواقف والأقوال التي لا يشك عارف بالحق أنها صادرة عن قلب قد مليء بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وحب التضحية لدينه، نسأل الله أن يرحمنا ويعفو عنا وإياه.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


قاله / حمود بن عقلاء الشعيبي
16/5/1421هـ

http://www.saaid.net/Warathah/hmood/

ميمون
30-03-2004, 10:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى الشيخ فيمن حكم بالقوانين الوضعية


--------------------------------------------------------------------------------

فضيلة شيخنا الشيخ حمود بن عبدالله بن عقلاء الشعيبي حفظه الله تعالى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد

فقد كثر في هذا العصر اعتماد الحكام في العالم الإسلامي والعربي وغيرهم على تحكيم القوانين الوضعية بدلا من تحكيم شرع الله فما هو الحكم على هؤلاء الحكام ؟

نرجوا أن يكون الجواب مدعما بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة وأقوال العلماء .

الجواب ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين ، أما بعد .......

فإن الله سبحانه وتعالى عندما بعث نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بهذا الدين القويم الذي أخرج البشرية من الظلمات إلى النور ، وكان الناس إذ ذاك يهيمون في ظلمات الجهل والضلال ، غارقين في بحر الخرافات والتقاليد البالية ، التي ورثوها عن آبائهم وأسلافهم في جميع أمورهم ، في المعتقدات والعبادات والتقاضي والمحاكمات ، فكانت معتقداتهم وعباداتهم قائمة على الشرك بالله سبحانه وتعالى ، فيجعلون له شركاء وأندادا من شجر وحجر وملائكة وجن وبشر وغير ذلك ، يتقربون إليهم بشتى أنواع القرب التي لا يجوز صرفها لغير الله ، كالذبح والنذر وغير ذلك .

أما التقاضي والمحاكمات فهي لا تقل ضلالا وفسادا عن طريقتهم في العبادة ، إذ كانوا ينصبون الطواغيت والكهان وعرافين ، يتولون القضاء بين الناس في جميع ما ينشأ بينهم من خلاف وخصومة في الأموال والدماء والفروج وغير ذلك ، يقيمون في كل حي واحدا من هؤلاء الطواغيت ، وإذا صدر الحكم فهو نافذ لا يقبل النقض ولا التعقيب ، على الرغم من كونه جائرا ظالما ، فلما بعث الله محمدا صلى لله عليه وسلم بهذه الشريعة المطهرة أبطل هذه العادات ، والتقاليد وقضى عليها ، وقصر العبادة على الله سبحانه وتعالى ، وقصر التقاضي والتحاكم على شرع الله ، قال تعالى ( إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ) الآية ، وقوله ( إن الحكم إلا لله ) قصر الحكم على شرع الله ، و ( ألا تعبدوا إلا إياه ) : قصر العبادة لله سبحانه وتعالى على عبادته سبحانه وتعالى بطريقة هي أبلغ طرق القصر وهي النفي والاستثناء .

ثم إن المستقرئ لكتاب الله يجد في الآيات الكثيرة التي تنص على وجوب التحاكم إلى ما أنزله الله من الشرع المطهر على نبيه صلى الله عليه وسلم :

1 - قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ، فهذه الآية الكريمة نص في كفر من عدل عن حكم الله ورسوله إلى غيره .

وقد حاول الجهلة من مرجئة العصر أن يصرفوا دلالة هذه الآية عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله فقالوا : الآية نزلت في اليهود ، فلا يشملنا حكمها .

وهذا يدل على مدى جهلهم بالقواعد الأصولية التي وضعها علماء التفسير والحديث وأصول الفقه ، وهي أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب ، فإذا نزل حكم على سبب معين فإنه لا يقتصر على سببه ، بل يتعداه ، فيشمل كل من يدخل تحت اللفظ ، و ( مَنْ ) في الآية صيغة عموم ، فلا يكون الحكم مقصورا على سببه إلا إذا اقترن به نص من الشرع يقصر الحكم على سببه ، كقوله صلى الله عليه وسلم لما سأله أحد الصحابة رضي الله عنه : يا رسول الله إنه كانت لي عناق أحب إلىّ من شاة فضحيت بها فهل تجزئني ؟ فقال عليه الصلاة والسلام : تجزئك ولا تجزئ أحدا بعدك .

وقالوا أيضا (أي المرجئة ) قد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن تفسير هذه الآية ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) فقال ابن عباس : كفر دون كفر ، وفي رواية : ليس الكفر الذي يذهبون إليه .

والجواب عن هذا أن نقول : هشام بن حجير راوي هذا الأثر عن طاووس عن ابن عباس متكلم فيه من قبل أئمة الحديث كالإمام أحمد و يحي بن معين وغيرهما ، وقد خالفه في هذه الرواية عن طاووس من هو أوثق منه وهو عبدالله بن طاووس ، وقد روى عن أبيه أن ابن عباس لما سئل عن تفسير هذه الآية قال : هي به كفر .

2 – قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .

هذه الآية نص في انتفاء الإيمان عمن لم يحكّم شرع الله ، لأن الله أقسم فيها على انتفاء الإيمان عن المرء حتى توجد منه غايات ثلاث :
أ – التحاكم إلى شرع الله .
ب – إلا يجد في نفسه حرجا في ذلك ، بل يرضى به .
ج _ أن يسلم لحكم الله ويرض به .

وكما حاول المرجئة صرف دلالة الآية السابقة عن كفر الحاكم بغير ما أنزل الله ، فقد حاولوا أيضا صرف دلالة الآية عن انتفاء الإيمان ، فقالوا : إن النفي لكمال الإيمان ، لا لنفي حقيقته ، وما علم هؤلاء الجهلة أن الأصل في الكلام العربي الحقيقة ، ولا يصار إلى المجاز إلا إذا اقترن به قرينة توجب صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح ، فأي دليل وأي قرينة توجب صرف هذه الآية عن نفي حقيقة الإيمان إلى نفي كماله .

3 – قال تعالى ( ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا * وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) ، هذه الآية الكريمة نص في أن من يتحاكم إلى الطاغوت أو يحكمه فقد انتفى عنه الإيمان بدليل قوله تعالى (يزعمون أنهم آمنوا ) ، إذ لو كانوا مؤمنين حقا لما عبر عن ادعائهم الإيمان بالزعم ، فلما عبر بالزعم دل على انتفاء حقيقة الإيمان بالله ، كما أن في قوله تعالى ( وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا ) دليل أيضا على انتفاء حقيقة الإيمان عنهم ، ويتضح كفر من تحاكم إلى الطاغوت أو حكّمه بمعرفة سبب نزول هذه الآية ، وقد ذكر المفسرون أن سبب نزول الآية أنها كانت بين رجل من اليهود وآخر من غير اليهود خصومة ، فقال اليهودي : نترافع إلى رسول الله ، وقال الآخر : بل نترافع إلى كعب بن الأشرف اليهودي ، فنزلت هذه الآية ، وقال الشعبي : كان بين رجل من المنافقين ورجل من اليهود خصومة ، فقال اليهودي : نترافع إلى محمد ، عرف أنه لا يأخذ الرشوة ، وقال المنافق : نتحاكم إلى اليهود ، لعلمه أنهم يأخذون الرشوة ، فاتفقا أن يأتيا كاهنا في جهينة ، ويتحاكما إليه ، فنزلت ( ألم تر إلى الذين يزعمون .. ) الآية ، وهذا الأثر المروي عن الشعبي وإن كان فيه ضعف إلا أن له شواهد متعددة تعضده وتقوية ، ووجه الاستشهاد بسبب نزول هذه الآية على كفر وردة من ذكروا فيها : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل الرجل الذي لم يرض بحكم النبي صلى الله عليه وسلم ، فلو لم يكن مرتدا لما قتله .

كما روي عن عروة بن الزبير أنه قال : اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فقضى لأحدهما ، فقال الذي قضى عليه : ردنا إلى عمر رضي الله عنه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : نعم انطلقوا إلى عمر ، فانطلقا ، فلما آتيا عمر ، قال الذي قضى له : يا ابن الخطاب : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى لي ، وإن هذا قال : ردنا إلى عمر فردنا إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال عمر : أكذلك ؟ للذي قضى عليه ، فقال نعم ، فقال عمر : مكانك حتى أخرج فأقضي بينكما ، فخرج مشتملا على سيفه فضرب الذي قال ردنا إلى عمر فقتله .

وهذا الاختلاف الحاصل في سياق القصة لا يقدح في ثبوتها لاحتمال التعدد ، كما أن في قوله تعالى : ( وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا ) دلالة على أن من صد عن حكم الله ورسوله وأعرض عنه فحكّم غيره أنه منافق ، والمنافق كافر .

وكما أن المحكم للقوانين الوضعية كافر كما تقدم ، فإن المشرع للقوانين والواضع لها كافر أيضا ، لأنه بتشريعه للناس هذه القوانين صار شريكا لله سبحانه وتعالى في التشريع قال تعالى ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) وقال تعالى ( ولا يشرك في حكمه أحدا ) وقال عز وجل ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) ، ولهذا لما سمع عدي بن حاتم هذه الآية قال يا رسول الله : إنا لسنا نعبدهم ، فقال صلى الله عليه وسلم : أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلون ما حرم الله فتحلونه ، قال : بلى ، قال : فتلك عبادتهم .

فتبين من الآية الكريمة من حديث عدي بن حاتم أن التحليل والتحريم والتشريع من خصائصه سبحانه وتعالى ، فمن حلل أو حرم أو شرع ما يخالف شرع الله فهو شريك لله في خصائصه .

ومما تقدم من الآيات الكريمة وتعليقنا عليها يتبين أن من حكم بغير ما أنزل الله وأعرض عن شرع الله وحكمه أنه كافر بالله العظيم خارج من الإسلام ، وكذلك مثله من وضع للناس تشريعات وضعية ، لأنه لو لم يرض بها لما حكم بها ، فإن الواقع يكذبه ، فالكثير من الحكام لديه من الصلاحيات في تأجيل الحكم ، وتغيير الدستور والحذف وغيرها .

وإن تنـّزلنا وقلنا إنهم لم يضعوها ويشرعوها لشعوبهم فمن الذي ألزم الرعية بالعمل بها ومعاقبة من خالفها ؟

وما حالهم وحال التتار الذي نقل ابن تيمية وابن كثير رحمهما الله الإجماع على كفرهم ببعيد ، فإن التتار لم يضعوا ولم يشرعوا ( الياسق ) ، بل الذي وضعه أحد حكامهم الأوائل ويسمى ( جنكز خان ) ، فصورة هؤلاء كحال أولئك .

وبذلك يتبين أن الحاكم بغير ما أنزل الله تعالى يقع في الكفر من جهة أو جهتين :
الأولى : من جهة التشريع إن شرع .
الثانية : من جهة الحكم إن حكم .

وحيث قد فرغت من ذكر النصوص الدالة على كفر من يحكّم القوانين الوضعية فسأذكر الآن أقوال العلماء والأئمة على كفر محكّمي القوانين :

أولا : قال شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية كما في الفتاوى ( 3 / 267 ) :
والإنسان متى حلل الحرام المجمع عليه أو حرم الحلال المجمع عليه أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافرا باتفاق الفقهاء .

وقال في الفتاوى ( 35 / 372 ) :
ومتى ترك العالم ما علمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتدا كافرا ، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة .

ثانيا : قال ابن كثير في البداية والنهاية ( 13 / 119 ) :

من ترك الشرع المحكّم المنـّزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر ، فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه ، ومن فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين .

ثالثا : قال شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله بعد أن ذكر النصوص الدالة على كفر محكّمي القوانين :

وبهذه النصوص السماوية التي ذكرنا يظهر غاية الظهور أن الذين يتبعون القوانين الوضعية التي شرعها الشيطان على ألسنة أوليائه مخالفة لما شرعه الله جل وعلا على ألسنة رسله صلى الله عليهم وسلم ، أنه لا يشك في كفرهم وشركهم إلا من طمس الله بصيرته وأعماه عن نور الوحي مثلهم .

رابعا : شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في تعليقه على قوله تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون .. ) الآية ، قال : وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من لم يحكموا النبي صلى الله عليه وسلم فيما شجر بينهم ، نفيا مؤكدا بتكرار أداة النفي بالقسم . هذا ما قاله رحمه الله في تعليقه على هذه الآية .

وحيث إنني لازمت حلقته رحمه الله سنوات عدة فقد سمعته أكثر من مرة يشدد في هذه المسألة ويصرح بكفر من حكم غير شرع الله ، كما أوضح ذلك في رسالة تحكيم القوانين .

خامسا : شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في رسالته ( نقد القومية العربية ص 39 ) قال عمن اتخذ أحكاما وضعية تخالف القرآن : وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة كما قال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) وقال تعالى ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) .. إلى أن قال الشيخ رحمه الله : وكل دولة لا تحكم بشرع الله ولا تنصاع لحكم الله فهي دولة جاهلية كافرة ظالمة فاسقة بنص هذه الآيات المحكمات ، يجب على أهل الإسلام بغضها ومعاداتها في الله ، وتحرم عليهم مودتها وموالاتها حتى تؤمن بالله وحده وتحكم شريعته . اهـ

وما ذكرته من نصوص وأقوال للعلماء كاف في بيان أن تحكيم القوانين الوضعية كفر ، وأن المحكم لها كافر بالله العظيم ، ولو نقلت ما قاله علماء الأمة وأئمتها في هذا الباب لطال الكلام ، وبما ذكرته كفاية لإجابة السائل على سؤاله وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
10 / 2 / 1422

http://www.saaid.net/Warathah/hmood/

ميمون
30-03-2004, 10:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
في العمليات الاستشهادية


--------------------------------------------------------------------------------

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء
يقوم المجاهدون في فلسطين والشيشان وغيرهما من بلاد المسلمين بجهاد أعدائهم والإثخان بهم بطريقة تسمى العمليات الاستشهادية .. وهذه العمليات هي ما يفعله المجاهدون من إحاطة أحدهم بحزام من المتفجرات، أو ما يضع في جيبه أو أدواته أو سيارته بعض القنابل المتفجرة ثم يقتحم تجمعات العدو ومساكنهم ونحوها ، أو يظهر الاستسلام لهم ثم يقوم بتفجير نفسه بقصد الشهادة ومحاربة العدو والنكاية به .

فما حكم مثل هذه العمليات ؟ وهل يعد هذا الفعل من الانتحار ؟ وما الفرق بين الانتحار والعمليات الاستشهادية ؟ جزاكم الله خيرا وغفر لكم ..

الجواب ..
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

قبل الإجابة على هذا السؤال لابد أن تعلم أن مثل هذه العمليات المذكورة من النوازل المعاصرة التي لم تكن معروفة في السابق بنفس طريقتها اليوم ، ولكل عصر نوازله التي تحدث فيه ، فيجتهد العلماء على تنـزيلها على النصوص والعمومات والحوادث والوقائع المشابهة لها والتي أفتى في مثلها السلف ، قال تعالى : ( ما فرطنا في الكتاب من شيء ) وقال عليه الصلاة والسلام عن القرآن : ( فيه فصل ما بينكم ) ، وان العمليات الاستشهادية المذكورة عمل مشروع وهو من الجهاد في سبيل الله إذا خلصت نية صاحبه وهو من انجح الوسائل الجهادية ومن الوسائل الفعّالة ضد أعداء هذا الدين لما لها من النكاية وإيقاع الإصابات بهم من قتل أو جرح ولما فيها من بث الرعب والقلق والهلع فيهم ،ولما فيها من تجرئة المسلمين عليهم وتقوية قلوبهم وكسر قلوب الأعداء والإثخان فيهم ولما فيها من التنكيل والإغاضة والتوهين لأعداء المسلمين وغير ذلك من المصالح الجهادية .

ويدل على مشروعيتها أدلة من القرآن والسنة والإجماع ومن الوقائع والحوادث التي تنـزّل عليها وردت وأفتى فيها السلف كما سوف نذكره إن شاء الله .

أولا : الأدلة من القرآن :
1 – منها قوله تعالى : ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤف بالعباد ) ، فإن الصحابة رضي الله عنهم أنزلوها على من حمل على العدو الكثير لوحده وغرر بنفسه في ذلك ، كما قال عمر بن الخطاب وأبو أيوب الأنصاري وأبو هريرة رضي الله عنهم كما رواه أبو داود والترمذي وصححه ابن حبان والحاكم ، ( تفسير القرطبي 2 / 361 ) .

2 – قوله تعالى : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويُقتلون .. ) الآية ، قال ابن كثير رحمه الله : حمله الأكثرون على أنها نزلت في كل مجاهد في سبيل الله .

3 – قوله تعالى : ( واعدوا لهم ما استطعتم من قوة من رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) ، والعمليات الاستشهادية من القوة التي ترهبهم .

4 – قال تعالى في الناقضين للعهود : ( فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون ) .

ثانيا : الأدلة من السنة :
1 – حديث الغلام وقصته معروفة وهي في الصحيح ، حيث دلهم على طريقة قتله فقتلوه شهيدا في سبيل الله ، وهذا نوع من الجهاد ، وحصل نفع عظيم ومصلحة للمسلمين حيث دخلت تلك البلاد في دين الله ، إذ قالوا : آمنا برب الغلام ، ووجه الدلالة من القصة أن هذا الغلام المجاهد غرر بنفسه وتسبب في ذهابها من أجل مصلحة المسلمين ، فقد علّمهم كيف يقتلونه ، بل لم يستطيعوا قتله إلا بطريقة هو دلهم عليها فكان متسبباً في قتل نفسه ، لكن أُغتفر ذلك في باب الجهاد ، ومثله المجاهد في العمليات الاستشهادية ، فقد تسبب في ذهاب نفسه لمصلحة الجهاد ، وهذا له أصل في شرعنا ، إذ لو قام رجل واحتسب وأمر ونهى واهتدى الناس بأمره ونهيه حتى قتل في ذلك لكان مجاهدا شهيدا ، وهو مثل قوله عليه الصلاة والسلام :( افضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر ) .

2 – فعل البراء بن مالك في معركة اليمامة ، فإنه اُحتمل في تُرس على الرماح والقوة على العدو فقاتل حتى فتح الباب ، ولم ينكر عليه أحد من الصحابة ، وقصته مذكورة في سنن البيهقي في كتاب السير باب التبرع بالتعرض للقتل ( 9 / 44 ) وفي تفسير القرطبي ( 2 / 364 ) أسد الغابة ( 1 / 206 ) تاريخ الطبري .

3 – حمل سلمة ابن الأكوع والأخرم الأسدي وأبي قتادة لوحدهم على عيينة بن حصن ومن معه ، وقد أثنى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : ( خير رجّالتنا سلمة ) متفق عليه.، قال ابن النحاس : وفي الحديث الصحيح الثابت : أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده وان غلب على ظنه انه يقتل إذا كان مخلصا في طلب الشهادة كما فعل سلمة بن الأخرم الأسدي ، ولم يعب النبي عليه الصلاة والسلام ولم ينه الصحابة عن مثل فعله ، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله فإن النبي عليه الصلاة والسلام مدح أبا قتادة وسلمة على فعلهما كما تقدم ، مع أن كلاً منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأنّ إلى أن يلحق به المسلمون اهـ مشارع الأشواق ( 1 / 540 ) .

4 – ما فعله هشام بن عامر الأنصاري لما حمل بنفسه بين الصفين على العدو الكثير فأنكر عليه بعض الناس وقالوا : ألقى بنفسه إلى التهلكة ، فرد عليهم عمر بن الخطاب وأبو هريرة رضي الله عنهما وتليا قوله تعالى ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله .. ) الآية ، مصنف ابن أبي شيبة ( 5 / 303 ، 322 ) سنن البيهقي ( 9 / 46 ) .

5 – حمل أبي حدرد الأسلمي وصاحيبه على عسكر عظيم ليس معهم رابع فنصرهم الله على المشركين ذكرها ابن هشام في سيرته وابن النحاس في المشارع( 1 /545 ).

6 – فعل عبدالله بن حنظلة الغسيل حيث قاتل حاسراً في إحدى المعارك وقد طرح الدرع عنه حتى قتلوه ، ذكره ابن النحاس في المشارع ( 1 / 555 ) .

7 – نقل البيهقي في السنن ( 9 / 44 ) في الرجل الذي سمع من أبي موسى يذكر الحديث المرفوع : الجنة تحت ظلال السيوف . فقام الرجل وكسر جفن سيفه وشد على العدو ثم قاتل حتى قتل .

8 – قصة أنس بن النضر في وقعة أحد قال : واهاً لريح الجنة ، ثم انغمس في المشركين حتى قتل . متفق عليه

ثالثا : الإجماع :
نقل ابن النحاس في مشارع الأشواق ( 1 / 588 ) عن المهلب قوله : قد أجمعوا على جواز تقحم المهالك في الجهاد ، ونقل عن الغزالي في الإحياء قوله : ولا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل .

ونقل النووي في شرح مسلم الاتفاق على التغرير بالنفس في الجهاد ، ذكره في غزوة ذي قرد ( 12 / 187 ) .

هذه الحوادث السبع السابقة مع ما نُقل من الإجماع هي المسألة التي يسميها الفقهاء في كتبهم مسألة حمل الواحد على العدو الكثير ، وأحيانا تسمى مسألة الانغماس في الصف ، أو مسألة التغرير بالنفس في الجهاد .

قال النووي في شرح مسلم باب ثبوت الجنة للشهيد ( 13 / 46 ) قال : فيه جواز الانغمار في الكفار والتعرض للشهادة وهو جائز بلا كراهة عند جماهير العلماء . اهـ ، ونقل القرطبي في تفسيره جوازه عن بعض علماء المالكية ( أي الحمل على العدو ) حتى قال بعضهم : إن حمل على المائة أو جملة العسكر ونحوه وعلم وغلب على ظنه أنه يقتل ولكن سينكي نكاية أو يؤثر أثرا ينتفع به المسلمون فجائز أيضا ، ونقل أيضا عن محمد بن الحسن الشيباني قال : لو حمل رجل واحد على الألف من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو ، تفسير القرطبي ( 2 / 364 ) .

ووجه الاستشهاد في مسألة الحمل على العدو العظيم لوحده وكذا الانغماس في الصف وتغرير النفس وتعريضها للهلاك أنها منطبقة على مسألة المجاهد الذي غرر بنفسه وانغمس في تجمع الكفار لوحده فأحدث فيهم القتل والإصابة والنكاية .

وقائع وحوادث تنـزل عليها العمليات الاستشهادية :

أولا مسألة التترس :
فيما لو تترس جيش الكفار بمسلمين واضطر المسلمون المجاهدون حيث لم يستطيعوا القتال إلا بقتل التُرس من المسلمين جاز ذلك ، قال ابن تيمية في الفتاوى ( 20 / 52 ) ( 28 / 537، 546) قال : ولقد اتفق العلماء على أن جيش الكفار إذا تترسوا بمن عندهم من أسرى المسلمين وخيف على المسلمين الضرر إذا لم يقاتلوا فإنهم يقاتلون وإن أفضى ذلك إلى قتل المسلمين الذين تترسوا بهم .. اهـ ، وقال ابن قاسم في حاشية الروض ( 4 / 271 ) قال في الإنصاف : وإن تترسوا بمسلم لم يجز رميهم إلا أن نخاف على المسلمين فيرميهم ويقصد الكفار وهذا بلا نزاع . اهـ

ووجه الدلالة في مسألة التترس لما نحن فيه أنه يجوز للتوصل إلى قتل الكفار أن نفعل ذلك ولو كان فيه قتل مسلم بسلاح المسلمين وأيدي المسلمين ، وجامع العلة والمناط أن التوصل إلى قتل العدو والنكاية به إنما يكون عن طريق قتل التُرس من المسلمين فحصل التضحية ببعض المسلمين المتترس بهم من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به ، وهذا أبلغ من إذهاب المجاهد نفسه من العمليات الاستشهادية من أجل التوصل إلى العدو والنكاية به ، بل إن قتل أهل التُرس من المسلمين أشد لأن قتل المسلم غيره أشد جرما من قتل المسلم لنفسه ، لأن قتل الغير فيه ظلم لهم وتعدٍ عليهم فضرره متعد وأما قتل المسلم نفسه فضرره خاص به ولكن اُغتفر ذلك في باب الجهاد وإذا جاز إذهاب أنفس مسلمة بأيدي المسلمين من أجل قتل العدو فإن إذهاب نفس المجاهد بيده من أجل النكاية في العدو مثله أو أسهل منه ، فإذا كان فعل ما هو أعظم جرما لا حرج في الإقدام عليه فبطريق الأولى ألا يكون حرجا على ما هو أقل جرما إذا كان في كليهما المقصد هو العدو والنكاية لحديث : إنما الأعمال بالنيات .

وفي هذا رد على من قال في مسألة الانغماس والحمل على العدو أن المنغمس يُقتل بأيدي الكفار وسلاحهم ! فنقول ومسألة التترس يقتل بأيدي المسلمين وسلاحهم ومع ذلك لم يعتبروا قتل المسلمين المتترس بهم من باب القتل الذي جاء الوعيد فيه .

ثانيا : مسألة البيات :
ويقصد بها تبيت العدو ليلا وقتله والنكاية فيه وإن تضمن ذلك قتل من لا يجوز قتله من صبيان الكفار ونسائهم ، قال ابن قدامة : يجوز تبييت العدو ، وقال أحمد : لا بأس بالبيات وهل غزو الروم إلا البيات ، وقال : لا نعلم أحداً كره البيات . المغني مع الشرح ( 10 / 503 ) .

ووجه الدلالة أنه إذا جاز قتل من لا يجوز قتله من أجل النكاية في العدو وهزيمته فيقال : وكذلك ذهاب نفس المجاهد المسلم التي لا يجوز إذهابها لو ذهبت من أجل النكاية جائز أيضا ، ونساء الكفار وصبيانهم في البيات قتلوا بأيدي من لا يجوز له فعله لولا مقاصد الجهاد والنيات .

الخلاصة ..
دل ما سبق على أنه يجوز للمجاهد التغرير بنفسه في العملية الاستشهادية وإذهابها من أجل الجهاد والنكاية بهم ولو قتل بسلاح الكفار وأيديهم كما في الأدلة السابقة في مسألة التغرير والانغماس ، أو بسلاح المسلمين وأيديهم كما في مسألة التترس أو بدلالةٍ تسبب فيها إذهاب نفسه كما في قصة الغلام ، فكلها سواء في باب الجهاد لأن باب الجهاد لما له من مصالح عظيمة اُغتفر فيه مسائل كثيرة لم تغتفر في غيره مثل الكذب والخداع كما دلت السنة ، وجاز فيه قتل من لا يجوز قتله ، وهذا هو الأصل في مسائل الجهاد ولذا أُدخلت مسألة العمليات الاستشهادية من هذا الباب .

أما مسألة قياس المستشهد في هذه العمليات الاستشهادية بالمنتحر فهذا قياس مع الفارق ، فهناك فروق بينهما تمنع من الجمع بينهما ، فهناك فرق بين المنتحر الذي يقتل نفسه جزعا وعدم صبر أو تسخطا على القدر أو اعتراضا على المقدور واستعجالا للموت أو تخلصا من الآلام والجروح والعذاب أو يأسا من الشفاء بنفس خائفة يائسة ساخطة في غير ما يرض الله وبين نفس المجاهد في العملية الاستشهادية بنفس فرحة مستبشرة متطلعة للشهادة والجنة وما عند الله ونصرة الدين والنكاية بالعدو والجهاد في سبيله لا يستوون، قال تعالى ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون ) وقال تعالى ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ) وقال تعالى ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) .

نسأل الله أن ينصر دينه ويعز جنده ويكبت عدوه وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
2/2/1422هـ

http://www.saaid.net/Warathah/hmood/

ميمون
30-03-2004, 10:44 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

فتوى الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
على تأكيد مقاطعة أعداء الإسلام ،
ورد على فتوى بعض العلماء في تحريم ذلك .


--------------------------------------------------------------------------------

فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد
فقد حضرتُ درسا في الحرم المكي لبعض العلماء وقد سئل عن حكم مقاطعة الأمريكان واليهود فأجاب : بأن مقاطعة هؤلاء لا تجوز شرعا ، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاطع اليهود الذين كانوا في المدينة .

ولأن لدي إلمام ببعض الأحكام الشرعية فقد أشكل علي جواب هذا الشيخ ، فما حكم مقاطعة اليهود والنصارى حسب ما تقتضيه الشريعة الإسلامية ؟

الجواب :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد

أولا : إن كنت متأكدا من أن هذا الشيخ أجاب بهذا الجواب الذي ذكرته فهو لا يعدو أحد رجلين :

إما أن يكون جاهلا بتاريخ الشريعة الإسلامية وأحكامها وحِكَمِها ، وإما أن يكون له قصد واتجاه هو أدرى به .

وعلى كلٍ فالنبي عليه الصلاة والسلام لم يقاطع اليهود في أول الأمر حين كانوا مسالمين لأنهم لم تظهر لهم نوايا ضد الإسلام والمسلمين ، فلما علم صلى الله عليه وسلم نواياهم وخاف من شرهم وضررهم وقد نقضوا عهودهم قاطعهم وحاصر قراهم ، فقد حاصر بني النظير وقاطعهم وقطّع أشجارهم ونخيلهم ، واستمر حصاره لهم صلى الله عليه وسلم إلى أن سلّموا وطلبوا الجلاء عن المدينة ، وقد ذكر الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه قصتهم ، وذلك أنهم لما نقضوا العهد حاصرهم صلى الله عليه وسلم وقطّع نخيلهم وحرقها ، فأرسلوا إليه أنهم سوف يخرجون ، فهزمهم بالحرب الاقتصادية ، وفيها نزل قوله تعالى ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين ) .

فكانت المحاصرة وإتلاف مزارعهم ونخيلهم التي هي عصب قوة اقتصادهم من أعظم وسائل الضغط عليهم وهزيمتهم وإجلائهم من المدينة .

وكذلك فعل صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة لما علم خيانتهم وتمالئهم مع الأحزاب ، حاصرهم حصارا محكما حتى نزلوا على حكم الله ، فقتل مقاتلتهم وسبا نسائهم و ذراريهم .

ثم إن قياس حالة الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم في وقتنا الحاضر على يهود المدينة الذي هم قلة بالنسبة للمسلمين ، مع أنهم لم يعلنوا الحرب قياس فاسد ، لأن الأمريكان واليهود والنصارى وشركاتهم لا يفتأون يشنون الحروب على الشعوب المسلمة في فلسطين وفي العراق ، ويدعمون أعداء الإسلام في حروبهم ضد المجاهدين ، كدعمهم الروس في قتالهم ضد المجاهدين في الشيشان ، وكدعمهم الفلبين في قتالهم ضد المسلمين هناك ، وكدعمهم للمقدونيين في قتالهم ضد الألبان المسلمين .

فهؤلاء حربيون لوقوفهم مع أعداء المسلمين الصهاينة في فلسطين ، فهم يدعمونهم بالمال والسلاح والخبرات ، ولولا دعمهم المتواصل منذ خمسين عام لدولة الصهاينة لما ثبتت لهم قدم في فلسطين ، لأن اليهود من أجبن خلق الله كما حكى الله سبحانه وتعالى عنهم ذلك في كتابه العزيز ، حيث قال ( لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر .. ) الآية ، وكذلك حكى سبحانه وتعالى عنهم أنهم لما قال لهم موسى عليه الصلاة والسلام ( ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) ذكر الله سبحانه انهم أجابوه فقالوا ( يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون . . ) إلى قوله تعالى ( قالوا يا موسى إنا لن ندخلها ماداموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) الآية .

فلولا دعم الأمريكان والإنجليز والشركات اليهودية والنصرانية للصهاينة لما تمكنوا من الإقامة في فلسطين .

إذن قياس هؤلاء المحاربين للإسلام الحاقدين على المسلمين على حفنة من اليهود كانوا في المدينة تحت موادعة المسلمين قياس فاسد كما تقدم .

فإذا كانت الشعوب الإسلامية في الوقت الحاضر ليس لديها قوة في الجهاد المسلح ضدهم بسبب الخلاف القائم بين حكام المسلمين وتخاذلهم عن إعلان الجهاد وارتباط أكثرهم بالدول الكافرة فلا أقل من المقاطعة الاقتصادية ضدهم وضد شركاتهم وبضائعهم .

وبناءا على ما قدمته فإنني أحث إخواننا المسلمين في المثابرة والمصابرة على هذا الجهاد ، قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا .. ) الآية ، وأن لا يملوا أو يتكاسلوا فإن النصر مع الصبر ، وأن يجتهدوا في مقاطعة الشركات والبضائع الأمريكية والبريطانية واليهودية مقاطعة صارمة وقوية وشاملة ، قال تعالى ( وتعاونوا على البر والتقوى .. ) الآية ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( المؤمنون تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ) رواه أحمد من حديث علي بن أبي طالب .

وقد لمسنا ولله الحمد فيما سبق وفيما تناقلته وسائل الإعلام أثر المقاطعة الشعبية السابقة على الاقتصاد الأمريكي والبريطاني واليهودي .

والحاصل أن أمريكا وبريطانيا وراء محاربة الجهاد في كل مكان ، وهم وراء دعم الصهاينة في فلسطين ، ووراء الحصار الاقتصادي على دولة طالبان الإسلامية في أفغانستان ، ووراء دعم الروس ضد المجاهدين الشيشان ، ودعم النصارى ضد إخواننا المجاهدين في الفلبين وإندونيسيا وكشمير وغيرها ، وهم وراء دعم أي توجه لإضعاف الجهاد الإسلامي وإضعاف المسلمين ، ووراء محاصرة شعب العراق المسلم وشن الغارات اليومية عليه منذ أكثر من عشر سنين ظلما وعدوانا ، مع قطع النظر عن حكامه .

وقد صدق فيهم وفي غيرهم قوله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) الآية .

اللهم عليك بالأمريكان والبريطانيين واليهود والنصارى وأعوانهم وأشياعهم ، اللهم اشدد وطأتك عليهم واجعلها سنين كسني يوسف ، كما أسأله سبحانه أن يوفق علماء المسلمين إلى أن يصدعوا بالحق وألا يخشوا في الله لومة لائم .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
4 / 4 / 1422 هـ

http://www.saaid.net/Warathah/hmood/h32.htm

الرئيسة
31-03-2004, 12:11 PM
هذا ماقاله علمائنا عن سيد قطب


وقد سئل الإمام ابن عثيمين رحمه الله عن مخالفات سيد قطب فقال : مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل ، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير " ظلال القرآن " ، ملاحظات عليه : مثل ما كتبه الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله ، وكتب أخونا ربيع المدخلي ملاحظات عليه ؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره . فمن أحب أن يراجعها فليراجعها .

كما قال رحمه الله في جواب له عن تفسير سيد قطب : من كان ناصحا لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين ، أما تفسير سيد قطب رحمه الله ففيه طوام لكن نرجو الله أن يعفو عنه ، فيه طوام : كتفسيره للاستواء ، وتفسيره سورة " قل هو الله أحد " وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به .


كما قال رحمه الله :لم أطلع على هذا الكتاب بكامله وإنما قرأت تفسيره لسورة الإخلاص : وقد قال قولا عظيما فيها مخالفا لما عليه أهل السنة والجماعة ؛ حيث أن تفسيره يدل على أنه يقول بوحدة الوجود .


وقال الشيخ / صالح الفوزان حفظه الله تعالى تعليقا على ما ورد في كتاب في ظلال القرآن من كلام سيد بأن الإسلام لا يقر الرق : هذا كلام باطل وإلحاد والعياذ بالله ؛ هذا إلحاد واتهام للإسلام ، ولولا العذر بالجهل ؛ لأن هؤلاء نعذرهم بالجهل لا نقول إنهم كفار ؛ لأنهم جهال أو مقلدون ، نقول هذا القول من غير تكفير فنعذرهم بالجهل ، وإلا هذا الكلام خطير لو قاله إنسان متعمد ارتد عن دين الإسلام ، ولكن نقول هؤلاء جهال لأنهم مجرد أدباء أو كتاب ما تعلموا ...

كما سئل حفظه الله : هل يقال إن سيد قطب إن كان مجتهدا فهو مأجور على ذلك ؟
فأجاب حفظه الله : ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك ، لكن يقال جاهل يعذر بجهله .


فمن هو شيخك ياميمون
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

صدقني لو سئلت أي مصري لقال عند سيد قطب طوام في العقيدة
و لكان أحسن منا في تعريف سيد قطب

أمل عبدالعزيز
02-04-2004, 12:52 AM
شيخ جليل منصف؟

ميمون هل بك هذيان؟

أيعني ذاك أن علماءنا الثقات يارجل غير ثقات؟

هل بعد كلام هذا الرجل وقوله الخبيث في الصحابة تزكية؟

من هو العقلاء بجوار الصحابة؟ والسلف؟ والخلف الصاللح؟

أصلحك الله ودع هذا المبتدع فما أراك اليوم إلا صاحِب هوى هداك الله ورفع عنك بلاء هذه الفرقة الخبيثة.................

ميمون
02-04-2004, 03:43 AM
بسم الله ، والحمد لله ،،،

أنت ِ تحملين الكلام مالا يحتمل وتوجهينه إلى غير وجهته لغرض في نفسك مريب ..؟!

بل وتؤولين الأمور وتتصورينها وتفترضين إفتراضات مفترية ذات بهتان ..!؟

وتقفزين المراد قفزاً وكأنه غير موجود ..؟!

لقد قال الشيخ الجليل رحمه الله ( ولعلمك هو شيخ شيخك الذي تدرسين على يديه ) ...!!

وإليك ماقفزتيه في قراءتك التي كانت على عجل وبجهد المقل ..؟!

1 ) : ((( فاستهداف سيد قطب رحمه الله لم يكن استهدافا مجردا لشخصه، فهو ليس الوحيد من العلماء الذي وجدت له العثرات، فعنده أخطاء لا ننكرها، ولكن الطعن فيه ليس لإسقاطه هو بذاته فقد قدم إلى ربه ونسأل الله له الشهادة، ولكن الذي لا زال يقلق أعداءه وأتباعهم هو منهجه الذي يخشون أن ينتشر بين أبناء المسلمين ))).

2 ) : ((( والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله ))).

3 ) : ((( وختاما لا يسعني إلا أن اذكر أنني أحسب سيدا والله حسيبه يشمله قوله عليه الصلاة والسلام ( سيد الشهداء حمزة، ورجل قام عند سلطان جائر فأمره ونهاه فقتله ) فنحسب أن " سيدا رحمه الله " قد حقق ذلك الشرط حيث قال كلمة حق عند سلطان جائر فقتله .. )))

4 ) : ((( وأنقل كلمة له رحمه الله قبل إعدامه بقليل عندما أعجب أحد الضباط بفرح سيد قطب وسعادته عند سماعه نبأ الحكم عليه بالإعدام "الشهادة" وتعجب لأنه لم يحزن ويكتئب وينهار ويحبط فسأله قائلا : أنت تعتـقد أنك ستكون شهيدا فما معنى شهيد عندك؟ أجاب رحمه الله قائلا : الشهيد هو الذي يقدم شهادة من روحه ودمه أن دين الله أغلى عنده من حياته، ولذلك يبذل روحه وحياته فداء لدين الله ))) .

5 ) : ((( وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك ...
لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته ))).

[color=FF0000]ولكن الذي يثير الاستغراب هو فعل أولئك القوم الذين يدّعون اتباع الحق
ومع ذلك ينقصون الميزان ولا يزنون بالقسطاس المستقيم ...

والله يقول: { ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } .

فأولئك إذا أرادوا مدح أحد عليه من المآخذ ما يفوق سيدا بأضعاف قالوا كلمتهم المشهورة

" تغمس أخطاؤه في بحر حسناته " .

وقالوا " إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث " .

وغير ذلك ...

وإذا أرادوا ذم آخر كسيد رحمه الله الذي يعد مجددا في باب ( إن الحكم إلا لله )
سلكوا معه طريق الخوارج وكفروه بالمعاصي والزلات ...!!؟



[[[ ( أخوكم ميمون ) ]]]

:eek: :( :بفكر:

الرئيسة
02-04-2004, 12:22 PM
كاتب الرسالة الأصلية ميمون

بسم الله ، والحمد لله ،،،



25 ) : ((( وإني إذ اسمع الطعن في سيد قطب رحمه الله لا أستغرب ذلك ...
لقوله الله تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا } فكل من معه نور من النبوة أيضا له أعداء من أهل الباطل بقدر ما معه من ميراث نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ، فما يضير سيدا طعن الطاعنين، بل هو رفعة له وزيادة في حسناته ))).






[color=0000FF]
[[[ ( أخوكم ميمون ) ]]]

:eek: :( :بفكر:


سبحان الله ياميمون هل بعد هذا غلو ( وصل سيد قطب لدرجة النبوة )

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب اليك

الرئيسة
02-04-2004, 05:50 PM
تعددت الأسماء والشخص واحد

إذا نطق ،،،،،،،،، :(

ميمون
02-04-2004, 07:21 PM
كاتب الرسالة الأصلية الرئيســـــــة
سبحان ياميمون هل بعد هذا غلو ( وصل سيد قطب لدرجة النبوة )

سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب اليك


سبحان الله ، وليس سبحان ياميمون .. استغفر الله ...

أتألهيني ، معاذ الله ...

إنما أن عبد لله فقط ... فقولي ياعبد الله ياأيها الفقر لله ياميمون ...!!

:(


( ومن لم يجعل الله له نوراً فماله من نور ) ..!!

( الكلمة من نور النبوة ) ..!!؟

مشكلتك العي في الفهم ؟؟!!


ياأيتها الرئيسة ، ياتابعة الرهيبة ، وفكر " طه والطبله " ..!!؟

أمل عبدالعزيز
02-04-2004, 07:35 PM
الأخ ميمون تعلم أدب الحوار ..........

ومن تسمى بالبركان فليتأدب قبل أن يُؤَدَب........


ض ما قيل في سيد الضلالة سيد قطب لتكون شاهدا على نهجه وفكره التكفيري الأعوج وفكر من اهتدى بافكاره وضلالاته .

قال عنه الامام العلامة ابن باز يرحمه الله في تفسيره سورة طه(4/2328) عند قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى ) ... يقول سيد قطب :" وهو المهيمن على الكون كله (على العرش استوى) والاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة والاستعلاء".فقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله معلقاً على كلامه:

(((معناه إنكار الاستواء المعروف وهو العلو على العرش وهذا باطل يدل على أنه مسكين ضائع في التفسير". (من شريط أقوال العلماء في مؤلفات سيد قطب: تسجيلات منهاج السنة بالرياض))).


ويشهد على سيد قطب بتكفيره المجتمعات الإسلامية الدكتور يوسف القرضاوي ( وهو من جماعة الأخوان المسلمين ) في كتابه أولويات الحركة الإسلامية " ص110حيث قال: " في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره الذي تنضح بتكفير المجتمع.......وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة ".

و يقول فريد عبدالخالق أحد قادة الإخوان في كتابه " الإخوان المسلمين في ميزان الحق" ص115:" إن نشأة فكرة التكفير بدأت بين بعض شباب الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات و بداية الستينات و أنهم تأثروا بفكر سيد قطب و كتاباته وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية و أنه قد كفر حكَّامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ومحكوميهم إذا رضوا بذلك".

كما قال علي عشماوي في كتابه " التاريخ السري للإخوان المسلمين " ص80: " و جاءني أحد الإخوان و قال لي إنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً, فذهبت إلى سيد قطب و سألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب (!!)".

و قال علي عشماوي في نفس الكتاب ص 112 و هو يصف زيارته لسيد قطب و مقابلته له:" و جاء وقت صلاة الجمعة فقلت لسيد قطب دعنا نقم و نصلي و كانت المفاجأة أن علمتُ – ولأول مرة- أنه لا يصلي الجمعة(!!), وقال إنه يرى أن صلاة الجمعة تسقط إذا سقطت الخلافة و أنه لا جمعة إلا بخلافة ".

واخيرا وليس آخرا يشهد على نفسه حين قال في كتابه "معركة الإسلام والرأسمالية" ص52: " والإسلام عدو التبتل باسم العبادة والتدين, فالعبادة ليست وظيفة حياة, وليس لها إلا وقتها المعلوم"
...

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:34 PM
دراسه نقديه في منهج سيد قطب


أهل البدع أضر على الإسلام من الكفار والملحدين

قال الإمام الشوكاني ـ في تفسيره عند قوله تعالى ( ولئن اتبعت أهواءهم ) :

" .. وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل؛ فإن المبتدعة ينتمون

إلى الإسلام، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه، وهم على العكس من ذلك، والضد لما هنالك، فلا

يزالون ينقلون من يميل إ‘لى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ..، حتى يسلخوه من الدين ويخرجوه منه، وهو يظن أنه منه

في الصميم، هذا إن كان من جملة الجاهلين.

وإن كان من أهل العلم والفهم..، كان في اتباعه لأهويتهم ممن أضله الله على علم، وختم على قلبه وصار نقمة على

عباد الله ... لأنهم يعتقدون أنه في علمه وفهمه، لا يميل إلا إلى الحق، فيضلون بضلالة، فيكون عليه إثمه وإثم من

اقتدى به إلى يوم القيامة "ا.هـ. [1/169 البقرة آية ( 145)].

رحمك الله يا إمام، وسبحان من أنطقك بالحكمة، نعم والله إن الاغترار بأهل الأهواء من المبتدعة والملحدين أشد

ضرراً من الإنصياع إلى من اتضح كفره كاليهود والنصارى، وخير شاهد مانعايشه في واقعنا، فما قتل المسلمين

إلا هذه الحزبيات المقينة والشعارات المتمسحة بهدي الإسلام وليست منه في شيء ( إن الذين فرقوا دينهم وكانوا

شيعاً لست منهم في شيء )

أهم الأسباب التي وقع بسببها الإغترار بأهل البدع


قال الشيخ عبد الله بن يوسف في كتابه (( العقيدة السلفية )) ص 447:ـ

1- دعواهم ـ أي أهل البدع ـ الإنتساب إلى أهل السنة .. وتأكيد ذلك باشتغالهم بعلوم السنة، وإسناد الروايات، مما هو
شعار السلف.

2 - اشتهار الكثير منهم بالديانة والصلاح والجهاد في سبيل الله.

3 - اشتغالهم بالرد على الطوائف المخالفة لشريعة الإسلام كردودهم على الفلاسفة واليهود والنصارى وأمثالهم.

4 - كثرة الموافقين لهم على مر الأزمان.

هذه أهم الأسباب التي اغتربها كثير من الناس، فهونوا من بدع هؤلاء بل إنهم جعلوها ستراً يسترون به فضائح أهل

البدع، وغفل هؤلاء عن كون الضلال في الإعتقاد من أعظم الضلال ... فصاحب البدعة قد يكون فاضلاً لمعانٍ من

الفضل فيه، ولكن لكون ما وقع فيه عظيماً .. ـ بغض النظر عن قصدة ومراده ـ لتعلقه بأصول الدين ، وجب التنبيه

على خطره نصحاً للأمة، خاصة إن كان من ذوي الفضائل المشهورة والخصال المحمودة، لأن تأثّر الناس بمن هذا

وصفه أشد من غيره، ويبقى قصده ومراده فيما بينه وبين الله تعالى .. وهذا كله في حق العالم إذا لم تغلب عليه البدع

والأهواء، وعلمنا منه حرصه على متابعة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتحري الحق.


أما إذا غلبت عليه الأهواء، ومخالفة صريح الشريعة.. فليس له توقير ولا حرمة ولا كرامة ..)) اهـ.



بعض مواقف السلف مع أهل البدع

1 - الجعد بن درهم، عداده في التابعين، مبتدع خالف صريح الكتاب والسنة فقال:ـ ( إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا،

ولم يكلم موسى تكليما ) وكان والي العراق آنذاك هو:ـ خالد بن عبد الله القسري، فقبض عليه، وخطب الناس في

عيد الأضحى وقال في آخرها:ـ " أيها الناس ضحوا تقبل الله صخاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم، فإنه زعم أن

الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تلكيما. فنزل من المنبر وذبحه بالسكين. [ انظر لوامع الأنوار 1/164].

فشكر سلف الأمة على صنيعه، فقال ابن القيم:ـ

شكر الضحية كل صاحب سنة لله درك مـن أخـي قربـان

فلم يقل السلف ( نوازن بين الحسنات والسيئات ) أو: كيف يترك اليهود والنصارى ويقتل هذا الرجل ؟!! وغير

هذه من الحيل الشيطانية.

2 - غيلان بن أبي غيلان الدمشقي، كان يدعو إلى القدر، فقتله هشام بن عبد الملك، فكتب إليه رجاء حيوه:ـ " وأقسم

لك يا أمير المؤمنين أن قتله أفضل من قتل ألفين من الروم والترك ".

3 - وجاء في رسالة أسد بن موسى إلى أسد بن الفرات:ـ ( إعلم أي أخي إنما حملني على الكتابة إليك ما ذكر أهل

بلادك، من إظهارك السنة، وعيبك لأهل البدع، وكثرة ذكرك لهم، وطعنك عليهم، فقمعهم الله بك، وشدبك ظهر أهل

الحق، وقواك عليهم بإظهار عيبهم والطعن عليهم، فأذلهم الله بذلك.. فأبشر يا أخي بثواب ذلك، واعتد به أفضل

حسناتك ..) [البدع والنهي عنها ص6].

4 - وقال الإمام القحطاني في نونيته ـ في معرض هجائه للأشعرية:ـ

لأقطعـن بمعولي أعـراضكم ما دام يصحب مهجـتي جثماني
ولأهجـونكمُ وأثلب حزبكم حتى تغيب جثتي جثمــانــي
ولأهتك بمنطقـي أستـاركم حتـى أبلـغ قـاصيـاً أو دانِ
ولأكتبن إلى البـــلاد بسبكم فيسير سير البزل بـالـركبـان

أين نحن من هذه المواقف المشرِّفة لسلف الأمة مع أهل البدع، والله لو فعل أحدنا كفعلهم أو نصفه، لقامت نفوس

وقعدت، وقالوا: عميل للدولة، ترك الكفار والعلمانيين وحارب هؤلاء المساكين إلى غير ذلك من الحجج التي

يستحي ـ والله ـ أن يبديها إبليس فضلاً عن غيره، أقول لهؤلاء وأمثالهم أين نحن عن السلف الصالح وجهادهم

المستميت لأهل الأهواء حماية للعقيدة عن كل دخيل، أين نحن من كتاب السنة لعبد الله بن أحمد، وشرح السنة

للخلال والبربهاري، والطحاوية، وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية كالواسطية والتدمرية وكتب ابن القيم كالصواعق ا

المرسلة على الجهمية المعطلة .... وغيرها كثير وكثير.

فهل يجب السكوت عن الأفكار الهدامة، التي لبست لباس السنة وقد حوت البدع والضلالات ـ وقد حارب السلف

الصالح ما هو أهون منها بكثير؟! ـ فهل السكوت عن كل هذا من النصيحة والأمانة، ومن الإعتصام الكتاب

والسنة، أو هو من الغش والخيانة؟!.

إذا كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد قال لرجل كان يبيع حباً فأصابته السماء وابتل أسفله، واعتذر البائع بهذا

السبب قال له: ـ ( هلا أبديته في أعلاه، من غشنا فليس منا ) هذا في الحب والذرة، فكيف الغش في الدين، وقد قال

الرسول - صلى الله عليه وسلم - (.. ومن أشار على أخيه بأمر يعلم الرشد في غيره فقد خانه ) أبو داود.

قد يعذر من لا يعرف الشر ولم يدركه، أما أنا وقد عرفته فقد آليت على نفسي لأقومن بذلك الواجب، فراراً من

جريمة الغش وفراراً من جريمة الكتمان في قوله تعالى ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما

بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ..) وعملاً بقوله:ـ ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب

لتبيننه للناس ولا تكتمونه ..).


إنني والله أنطلق في عملي هذا من منطلق النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم، ومتأسياً بالسلف

الصالح في جهادهم ونصحهم.

أقول ذلك وإن ساءت ظنون المبطلين المخذلين، وإن كثرت إشاعات المرجفين، فهذه سنة الله في خلقه، صراع بين

الحق والباطل، وبين الهدى والضلا جاعلاً نصب عيني قوله تعالى ( ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ..)،

وقوله ( ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا..).

وما أجمل ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال:ـ ( .. قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف،

أَحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو

للمسلمين هذا أفضل ). [ الفتاوى 28/ 231].

فهذه بعض أقوال السلف الصالح، أهل الديانة والتقى، وأهل الزهد والورع، جاءت مصرحة بجواز الطعن على أهل

البدع، وبيان حالهم للناس، بل عدهم ذلك من الواجبات التي لا يقوم الدين إلا بها، ولهذا كان يحث بعضهم بعضا

على تأدية هذا الواجب، ويتواصون به فيما بينهم، ويرجون فيه من الأجر والثواب ما لا يقدره إلا الله سبحانه.

وقفه لابد منها:

إن الرد على المخالف أصل من أصول أهل السنة والجماعة، وأَول من قام بهذا رب العزة سبحانه فرد على أهل

الشرك والإلحاد، وفضح المنافقين، ودافع عن المؤمنين والمؤمنات، ثم فعل ذلك رسول -صلى الله عليه وسلم-

والصحابة من بعده، بل إن الرسول -صلى الله عليه وسلم-كان يرد الخطاء الصادر من صحابته بمايناسبة من قول

أو فعل، ففي الصحيح والسنن أن سبيعه الأسلمية مات عنها زوجها وهي حامل، فلما وضعت حملها تزينت

للخطاب فأفتاها أبو السنابل أن عليها عدة المتوفي عنها زوجها فانطلقت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تخبره

فقال لها -صلى الله عليه وسلم- " كذب أبو السنابل ". فبين خطأَه في ذلك ولم يتردد .

فهذا من المواقف التي لا تحصر، بل رد على المخالف في أمور بسيطة، فلما قيل لناقة رسول الله -صلى الله عليه

وسلم- ( خــلأت القصواء، قال: ـ " ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق " كل ذلك يريد تبيين أن المخالف يجب

أن يرد عليه كي يتضح الحق، ففي السكوت تلبيس وخيانة.

وهكذا سار الصحابة والسلف الصالح، فهذا ابن مسعود رضي الله ـ ينكر على أهل الصُفة طريقة تسبيحهم الله

بالحجارة، وابن عمر يبرأ من القدرية، وابن عباس يرد على الخوارج، وسار على ذلك الأئمة من بعدهم فهذا الإمام

أحمد بن حنبل يؤلف كتاباً اسمه ( الرد على الجهمية )، وهكذا ابن تيمية؛ فما الحموية، والتدمرية، ودرء

التعارض، إلا ردود على المخالفين، وكذا ابن القيم أيضاً فلم يكتف بمجرد الرد والدفاع عن السنة بل ارتضى الهجوم

عليهم فألف كتاب:ـ ( اجتماع الجيوش الإسلامية في غزو المعطلة الجهمية ) وكتاب:ـ ( الصواعق المرسلة على

الجهمية المعطلة) وكذا الإمام محمد بن عبد الوهاب وتلاميذه رحمهم الله إلى عصرنا الحاضرن فترى الردود على

الصابوني الأشعري حتى بلغت الردود عليه أكثر من عشرين رداً، والغزالي كذلك، وأبي غدة ... الخ.



يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:35 PM
سبب هذه الدراسة

سمعت لبعض الدعاة محاضرة قال في آخرها داعياً الله سبحانه:ـ

" اللهم اجعلنا مثل أئمة الإسلام المجددين كشيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وسيد قطب "!!!. وكنت

أظن هذا زلة لسان منه حتى وجدته في شريط آخر يدافع عن سيد قطب ورد على بعض الشبهات التي أثيرت حوله.

فتعجبت كل العجب كيف يقارن سيد قطب بمحمد بن عبد الوهاب وابن تيمية رحمهما الله تعالى، إذ هؤلاء أعلام

مجددين للدين ومجتهدين، أما سيد قطب فهو كاتب أديب كثيراً ما يتبع الظن وليس عنده علم شرعي حتى يُصَفّ مع

العلماء وفاقد الشيء لا يعطيه.

ولما أن بينت حال ( سيد ) في أحد المجالس، اعترضني شخص بتكذيب مقالي وبدأ ينسج من الهالات على سيد

قطب وكأنه يتحدث عن أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما.

وزدت عجباً على عجب !! كيف يُجعل سيد قطب إماماً ومجدداً لدين ؟!! وهو قد ارتكب كثيراً من أنواع الظلم فقد

هون من الشرك بالله، وعطل صفات الله سبحانه، وقال بخلق القرآن، واضطرب في وحدة الوجود، وأنكر رؤية الله

يوم القيامة، وهون من شأن المعجزات التي جاء بها الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وكفر الأمة بأجمعها،

واعتبر مساجدها معابد جاهلية، وسب صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .. وأخرج بعضهم من

الإسلام ...الخ

إلى غير ذلك من الضلالات العقائدية والفكرية التي وقع فيها بل حتى مظهرة الخارجي كحلق اللحية، ولبسه زي

الأعاجم في الوقت الذي تميز أهل العلم بلباس خاص لهم ... فعلى أي أساس إسلامي اتخذوه إماماً واعتبروه مجدداً،

وقد قال في كتابــــــة ( الظلال ) عند قوله تعالى ( لا ينال عهد الظالمين ) [ 1/ 112] .

( .. ومن ظلم أي لون من الظلم فقد جرّد نفسه من حق الإمامة وأسقط حقه فيها بكل معنى من معانيها ) ا.هـ.

ولا تعجب ـ يا أخي ـ أن سيد قطب يقول بكل هذا، فسوف ترى في هذه الرسالة من كلام لسيد ما يجعل المسلم الغيور

على دينه يتقيأ مرارة وأسفا أن قال بمثل هذا رجل ينتسب للإسلام.

ومن أعجب العجب أن كل هذا لا يحط من قدر سيد قطب عند محبيه والغالين فيه، ولا يهز مكانته، لماذا؟!! وما

سر هذه الخصوصية؟ أَنزل من عند الله وحي بخصوصيته من بين أهل البدع !!، لا، ولكنه والله الغلو المفرط في

الأشخاص وقد قال تعالى ( يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ) وقال ابن عباس عند قوله تعالى ( وقالوا لا تذرن

آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا) قال: هذه أَسماء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا

أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصاباً، وسموها بأسمائهم، ففعلوا ولم

تعبد، حتى إذا هلك أولئك ونسي العلم عبدت ) رواه البخاري.

يا إخوتاه:ـ أين نحن من سلف الأمة، فهذا خالد القسري يذبح الجعد بن درهم في عيد الأضحى كما يذبح أحدنا شاةً

لأنه خالف صريح الكتاب والسنة في مسألتين فقط، فكيف بمن خالف الكتاب والسنة في مسائل متعددة !!!.

فإذا قال غيره بخلق القرآن خرج من دائرة أهل السنة وأسلك في عداد المبتدعة كائناً من كان وفي أي زمان ولو في

القرون المفضلة أما إذا قال (سيد) بخلق القرآن، وكفر المجتمعات و .. و .. الخ. فمن أعظم المستحيلات أن يقال:ـ

إنه مبتدع. لماذا ؟!!

إنني في هذه الصفحات لن أكون واصماً لسيد قطب بشيء لم يقله ـ حاشا وكلاـ فهذه كتبه ناطقة بما أقول، وهؤلاء

محبوه انتقدوه قبلي منهم:ـ يوسف القرضاوي، والعلامة عبد الله الدويش رحمه الله، والشيخ سليم الهلالي، وأبو الحسن

الندوي، وفريد عبد الخالق في قضايا التكفير والتهوين من الشرك، والشيخ محمد ناصر الدين الألباني في وحدة

الوجود، والشيخ محمود شاكر في طعنه في الصحابة وانتقده عبد الرحمن المغراوي والشيخ محمد النجدي ..

وغيرهم كثير.


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:36 PM
قول الشيخ ابن باز في الموازنة


سُئل الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي : بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم ؛

هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم ، أم فقط مساوئهم ؟

فأجاب رحمه الله :


المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير ، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها ، أما الطيب

معروف ، مقبول الطيب ، لكن المقصود التحذير من أخطائهم ، الجهمية .. المعتزلة .. الرافضة .. وما أشبه

ذلك.فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق ؛ يُبين ، وإذا سأل السائل : ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه

أهل السنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك ؛ يُبين ، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل ؛ ليحذره السائل

ولئلا يميل إليهم .

فسأله آخر : فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته

حتى لا تظلمه ؟


فأجاب الشيخ رحمه الله : لا ؛ ما هو بلازم ، ما هو بلازم ، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة ؛ وجدت المراد التحذير

، اقرأ في كتب البخاري " خلق أفعال العباد " ، في كتاب الأدب في " الصحيح " ، كتاب " السنة " لعبدالله ابن

أحمد ، كتاب " التوحيد " لابن خزيمة ، " رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع " .. إلى غير ذلك.

يوردونه للتحذير من باطلهم ، ما هو المقصود تعديد محاسنهم .. المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لا قيمة

لها بالنسبة لمن كفر ، إذا كانت بدعته تكفره ؛ بطلت حسناته ، وإذا كانت لا تكفره ؛ فهو على خطر ؛ فالمقصود

هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها ،اهـ.



وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف ، وقد

نقله الشيخ ربيع المدخلي ـ حفظه الله ـ في مقدمة كتابه " منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب

والطوائف " الطبعة الثالثة ص 4 ـ 6 ، كما أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله منقول بصوته في شريط " الكلمات

النافعة في الفتن الواقعة " لمجموعة علماء.



قول ابن عثيمين في الموازنة

قال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين حفظه الله في " لقاء الباب المفتوح "(61 ـ70 (ص153 ) :

عندما نريد أن نقوم الشخص ، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ ، لأن هذا هو الميزان العدل وعندما نحذر من

خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تحذير ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن ، لأنك

إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً ، فلكل مقام مقال ، اهـ.

و سئل الإمام محمد بن صالح بن عثيمين في شريط " الأسئلة السويدية " : ما تقولون في منهج الموازنة بين

الإيجابيات والسلبيات والحسنات والسيئات فإن

بعض الناس يقولون بالموازنة مطلقا حتى في أهل البدع على اختلاف مراتبهم ويقولون إذا ذكرت بدعة شخص ل

للتحذير منها والنصيحة فإن لم تذكر وتعدد محاسنه فإنك تكون قد ظلمته ، فما هو قولكم حفظكم الله ؟

فأجاب الإمام ابن عثيمين حفظه الله :

قولنا في هذا إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له يعني ليقيمه كما يقولون فالواجب ذكر الحسنات والسيئات

وحينئذٍ إما أن تطغى السيئات على الحسنات فيكون من قسم أهل الذم والقدح وإما أن يكون بالعكس فيكون من قسم

أهل المدح ،هذا إذا أردت أن تقوم الرجل أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر

حسنه ، فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه ، ويقول المخاطب أو القارئ يقول إذاً هذا يقابل

هذا والحمد لله ، فلكل مقام مقال .فالتقويم له شيء أو له حال وحكم والرد على الباطل له حال وحكم …

ثم قال السائل : إذا يعني في موضع البيان بيان أوهام الشخص أو أخطاءه أو بدعه في موضع التحذير والنصيحة لا

يلزم الموازنة ؟

فقال الإمام ابن عثيمين حفظه الله : ولا يحسن أيضاً كما قلت لك ، لأنك لو ذكرت حسنات له أوهن جانب الرد على

باطله ولهذا نجد العلماء الذين يردون على أهل البدع وغيرهم لا يذكرون محاسنهم ، لكن إذا أردت أن تقوم الرجل

فهذا لابد من ذكر الحسنات والسيئات ثم تنظر وعلى هذا درج المحدثون أيضاً في كتب الرجال، اهـ.


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:36 PM
قول الألباني في الموازنة

سئل الإمام العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في شريط رقم ( 850) من سلسلة الهدى والنور وهو بعنوان " الأجوبة

الألبانية على أسئلة أبي الحسن الدعوية " س : الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة

، من ذلك قولهم : لابد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لم يكن كذلك لكنه أخطأ في

مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد إلا من ذكر بقية حسناته ، وما يسمونه بالقاعدة في

الموازنة بين الحسنات والسيئات ، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي ، بأنه لابد

منهج الأولين في النقد ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات ، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواضع لا ي
يطلق فيها هذا الأمر ؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذا الأمر.

فأجاب الشيخ الألباني :

التفصيل هو : وكل خير في اتباع من سلف ، هل كان السلف يفعلون ذلك ؟فقال الشيخ أبو الحسن المصري : هم

يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع ، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلاً ، فلان ثقة في الحديث ، رافضي

خبيث ، يستدلون ببعض هذه المواضع ، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص

التي فيها كذاب ، متروك ، خبيث ؟

فقال الشيخ الألباني : هذه طريقة المبتدعة ، حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح وعالم وفقيه ، يقول عنه :

سيئ الحفظ ، هل يقول إنه مسلم ، وإنه صالح ، وإنه فقيه وإنه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية ، الله أكبر ،

الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جداً ، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان.من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت

مناسبة لبيان خطأ مسلم ، إن كان داعية أو غير داعية ؛ لازم ما يعمل محاضرة ويذكر محاسنه من أولها إلى

آخرها ، الله أكبر ، شيء عجيب والله ، شيء عجيب.

فقال الشيخ أبو الحسن المصري : وبعض المواضع التي يستدلون بها مثلاً : من كلام الذهبي في " سير أعلام

النبلاء " أو في غيرها ، تُحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون ، مثل الحديث ؟

فقال الشيخ الألباني : هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر ، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: "

من رأى منكم منكراً فليغيره " هل تنكر المنكر على المنكر هذا ، وتحكي إيش محاسنه ؟

فقال الشيخ أبو الحسن المصري : أو عندما قال : بئس الخطيب أنت ، ولكنك تفعل وتفعل ، ومن العجائب في هذا

قالوا : ربنا عز وجل عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها ؟فقال الشيخ الألباني : الله أكبر ، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه

ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، سبحان الله ، أنا شايف في عندهم ما عندنا نحن ، اهـ .

وقال أيضاً الشيخ الألباني في شريط " من حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر " :

ما يطرح اليوم في ساحة المناقشات بين كثير من الأفراد حول ما يسمى أو حول هذه البدعة الجديدة المسماة (

الموازنة ) في نقد الرجال .أنا أقول : النقد إما أن يكون في ترجمة الشخص المنتقد ترجمة تاريخية فهنا لا بد من

ذكر ما يحسن وما يقبح بما يتعلق بالمترجم من خيره ومن شره ، أما إذا كان المقصود بترجمة الرجل هو تحذير

المسلمين وبخاصة عامتهم الذين لا علم عندهم بأحوال الرجال ومناقب الرجال ومثالب الرجال ؛ بل قد يكون له

سمعة حسنة وجيدة ومقبولة

عند العامة ، ولكن هو ينطوي على عقيدة سيئة أو على خلق سيئ ، هؤلاء العامة لا يعرفون شيئاً من ذلك عن هذا

الرجل .. حين ذاك لا تأتي هذه البدعة التي سميت اليوم بـ ( الموازنة )ذلك لأن المقصود حين ذاك النصيحة وليس

هو الترجمة الوافية الكاملة ، ومن درس السنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو (

الموازنة ) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يذكر السيئة المتعلقة بالشخص

للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه ، والأحاديث في

ذلك أكثر من أن تستحضر في هذه العجالة ، ولكن لا بأس من أن نذكر مثالاً أو أكثر إن تيسر ذلك ، ثم ذكر-

الشيخ الألباني - قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " بئس أخو العشيرة " وقول الرسول صلى الله عليه

وسلم : " أما معاوية فرجل صعلوك ، وأما أبو جهم فلا يضع العصا على عاتقه " وأنهما دليلان على عدم وجوب

الموازنات ، ثم قال : ) ولكن المهم فيما يتعلق بهذا السؤال أن أقول في ختام الجواب : إن هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة

الموازنات هم بلا شك يخالفون الكتاب ويخالفون السنة ، السنة القولية والسنة العملية ، ويخالفون منهج السلف الصالح

، من أجل هذا رأينا أن ننتمي في فقهنا وفهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى السلف الصالح ، لم ؟

لا خلاف بين مُسلمَيْن فيما اعتقد أنهم أتقى وأورع وأعلم و.. الخ ممن جاؤوا من بعدهم.

الله عز وجل ذكر في القرآن الكريم وهي من أدلة الخصلة الأولى ـ يقصد في الأمثلة التي ذكرها ـ ) متظلم ) ( لا

يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم) فإذا قال المظلوم فلان ظلمني ، أفيقال له : اذكر له محاسنه يا أخي ؟

والله هذه الضلالة الحديثة من أعجب ما يطرح في الساحة في هذا الزمان ، وأنا في اعتقادي أن الذي حمل هؤلاء

الشباب على إحداث هذه المحدثة واتباع هذه البدعة هو حب الظهور ، وقديماً قيل : ( حب الظهور يقصم الظهور )

وإلا من كان دارساً للكتاب ودارساً للسنة ولسيرة السلف الصالح ، هذه كتب أئمة الجرح والتعديل ، حينما يترجم

للشخص يقول فيه ضعيف يقول فيه كذاب وضاع سيئ الحفظ ، لكن لو رجعت إلى ترجمته التي ألمحت إليها في

ابتداء جوابي لوجدت الرجل متعبداً زاهداً صالحاً ، وربما تجده فقيهاً من الفقهاء السبعة ، لكن الموضوع الآن ليس

موضوع ترجمة هذا الإنسان ، ترجمة تحيط بكل ما كان عليه من مناقب أو من مثالب كما ذكرنا أولاً.لذلك

باختصار أنا أقول ولعل هذا القول هو القول الوسط في هذه المناقشات التي تجري بين الطائفتين : هو التفريق بين ما

إذا أردنا أن نترجم للرجل فنذكر محاسنه ومساويه ، أما إذا أردنا النصح للأمة أو إذا كان المقام يقتضي الإيجاز

والاختصار فنذكر ما يقتضيه المقام من تحذير من تبديع من تضليل وربما من تكفير أيضاً إذا كان شروط التكفير

متحققة في ذاك الإنسان ، هذا ما أعتقد أنه الحق الذي يختلف فيه اليوم هؤلاء الشباب . وباختصار أقول :

إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع والذين يردون عليه لا

يردون عليه بعلم أبداً ، والعلم معه وإن كنت أقول دائماً وقلت هذا الكلام له هاتفياً أكثر من مرة أنه لو يتلطف في

أسلوبه يكون أنفع للجمهور من الناس سواء كانوا معه أو عليه ، أما من حيث العلم فليس هناك مجال لنقد الرجل

إطلاقاً إلا ما أشرت إليه آنفاً من شيء من الشدة في الأسلوب ، أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد

رجلين : إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم ، وإلا رجل مغرض ، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه

سواء الصراط.

هذا هو جواب السؤال ، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين، اهـ .


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:37 PM
عدم وضوح التوحيد عند سيد قطب
قال سيد:ـ ( ..فالألوهية قلَّما كانت موضع جدل في معظم الجاهليات وبخاصة في الجاهلية العربية، إنما الذي كان

موضع جدل هو قضية الربوبية ... والتي هي مفرق الطرق بين الإسلام والجاهلية وبين التوحيد والشرك في عالم

الواقع.ـ ) [ الظلال 4/2111].

أقول:ـ مسكين أنت يا سيد، فإن توحيد الربوبية كان يؤمن به أبو جهل وأبولهب وجميع الكافرين قال تعالى :(ولئن

سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله )، وإنما الخلاف كان في الألوهية، فقال تعالى:ـ ( وإذا قيل لهم لا إله

إلا الله يستكبرون )وسبب استكبارهم عنها يبنيه قوله تعالى عنهم ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً ...‎)فقد فهموا من كلمة

التوحيد هو توحيد الألوهية وأنه لا إله حق إلا الله وحده. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم - ( أمرت أن أقاتل

الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ..) فعلى ذلك فلا تستغرب ـ يا أخي ـ تهافت كثير من الجهلة على قبر البدوي

في مصر حاجين أو معتمرين إليه إذا كان سيد قطب يُعلِّم الناس التوحيد.

بل إن عدم وضوح التوحيد في ذهن سيد جعله يهون من شرك القبور، وأنه ليس الشرك الدقيق الغامض بل هو شرك

ساذج ، مع أن هناك طبقه عليا ـ في كثير من المجتمعات ـ تعبد الأصنام وتستغيث بالمقبورين .

تهوين سيد من شرك القبور

قال: (إن عبادة الأصنام التي دعا إبراهيم عليه السلام ربه أن يجتنبه هو وبنيه إياها لا تتمثل فقط في تلك الصورة

الساذجة التي كان يزاولها العرب في جاهليتهم أو التي كانت تزاول شتى الوثنيات في صور شتى مجسمة في أحجار

أو أشجار ... إن هذه الصورة الساذجة كلها لا تستغرق صورة الشرك بالله، ولا تستغرق كل صور العبادة للأصنام

من دون الله، والوقوف بمدلول الشرك عند هذه الصورة الساذجة يمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا

نهاية لها، ويمنعنا من رؤية صور الشرك الأخرى التي لا نهاية لها، ويمنعنا من الرؤية الصحيحة الحقيقية ما

يعتور البشرية من صور الشرك والجاهلية الجديدة ) [ الظلا 4/2114 ]. انظر كيف يردد سيد وصف الشرك

الذي وقعت فيه غالب الأمم ـ بأنه صورة ساذجة.

ولا نستغرب هذا الكلام من سيد لأنه أصلاً لم يعرف معنى ****ـ ( لا إله إلا الله ..) فراح يبتدع تفسيراً لها من عنده

وقول على الله بغير علم.


شذوذ سيد في تفسير كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله ) عن أهل العلم

قال: ( .. لا إله إلا الله ) كما كان يدركها العربي العارف بمدلولات لغته:ـ لا حاكمية إلا لله، ولا سلطان لأحد

على أحد، لأن السلطان كله لله ..).

هذا كلام الذي يقولون عنه الإمام والمجدد!! على ماذا يجدد إذا كان أبو جهل وأبولهب أعلم منه بتفسير ( لاإله

إلا الله ).

فلما قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قولوا ( لا إله إلا الله ) رفضوا ذلك وانفضوا من عنده يوصي كل

واحد منهم أن يتمسك بآلهته متعجبين من قوله إذ دعاهم إلى عبادة واحد فقط ( وانطلق الملاء منهم أن امشوا

واصبروا على آلهتكم إن هذا لشــيء يراد ) وقالوا ـ مستنكرين لقوله ( أجعل الألهة إلهاً واحداً إن هذا لشي عجاب )

فعلموا أن معنى هذه الكلمة هي إفراد الله سبحانه بالعبودية، وأن معناها: ـ أنه لاإله معبود بحق إلا الله سبحانه لا

شريك له



يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:38 PM
قول ( سيد) بعقيدة:ـ ( وحدة الوجود ) واضطرابه فيها:ـ
[الظلال 4002].


فقال عند قوله تعالى (قل هو الله أحد ) : ( لا شيء غير معه، وأن ليس كمثله شيء، إنها أحدية الوجود، فليس

هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده، وكل موجود آخر فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود

الحقيقي، ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية ـ إلى أن قال ـ فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي، ولا حقيقة

لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية ...‎).

ثم قال ( ... ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله، فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل

وجود آخر انبثق عنها، وهذه الدرجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه، ووراء ها الدرجة التي لا يرى فيها

شيئاً في الكون إلا الله، لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله ) ومن ثم واصل كلامه في إثبات وحده الوجود

واستدل على ذلك بالأدلة والشبهات، وأن كل شيء نراه أمامنا فهو الله. فعلى قوله:ـ الجدار هو الله، والسيارة هي الله،

والبعير، والحمام والزاني ... الخ فتعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.

وقال في تفسيره عنده قوله تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن ) قال (... ويتلفت القلب البشري فلا يجد

كينونة لشيء إلا الله ) ثم قال: ( فهذا الوجود هو الوجود الحقيقي الذي يستمد فيها كل شيء حقيقته، وليس وراءها

حقيقة ذاتيه ولا وجود ذاتي لشيء في هذا الوجود ) ثم قال: ( ... ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية

الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى، بعضهم قال إنه يرى الله في كل شيء في الوجود، وبعضهم

قال:ـ إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود، وبعضهم قال: إنه يرى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود ...

وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال، إلا أن ما يؤخذ عليهم ـ على

وجه الإجمال ـ هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور. والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه

الحقيقة ويعيش بها ولها ...) [ص3480 الظلال ].


قلت: انظر كيف يثني على الصوفية بهذه العقيدة ولا ينتقد عليهم سوى أنهم تركوا الدنيا وأهملوا العمل والدعوة. بل

يؤكد أن هذا هو الإسلام بقوله:ـ (والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلــب البشــري أن يــدرك هذه الحقيقة

ويعيش بــها ولها ...).

ولا عجب أن يقول هذا سيد قطب وهو الإمام المجدد !! والدليل على ذلك:ـ

أ- أن هذه العقيدة عقيدة قد ضربت أطنابها في العالم الإسلامي إلا من رحم الله فكثير من الناس يعتقدها ( وحرك ترى ).

ب ـ أن سيد قد اضطرب فيها، ففي سورة البقرة نفي وحدة الوجود فلما وصل إلى تفسير الحديد والصمد قرر "وحده

الوجود" بالأدلة ومدح أصحابها ولم يعبهم إلا في شيء واحد هو عدم تحركهم للدين .

جـ ـ ما يقال:ـ إن سيد قد أعاد التفسير مرة أخرى فتراجع عن ما وقع فيه من خلل وتراجع عن "وحدة الوجود"

ولكنه مات قبل أن يتمه،. قأقول:ـ ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) فإن محبيه وأتباعه قد ذكروا أن مراجعه

سيد للظلال لم تكن لإصلاح ما وقع فيه من خلل في المعتقد بل كان لإثبات المنهج الحركي في القرآن، مصداق ذلك

أن في هذه الأجزاء العشرة الأولى من الخبط والتكفير للمجتمعات ما الله به عليم، فاستمع ماذا يقول صلاح الخالدي

عن تفسير سيد قطب ومراحل تأليف.

إذ قال ما ملخصه:ـ ( وقد مر الظلال بأربع مراحل:ـ

المرحلة الأولى:ـ لما طلب سعيد رمضان من سيد قطب أن يشاركه بمقال في مجلة ( المسلمون)، إختار سيد أن

يبدأ الكتابة في تفسير القرآن تحت عنوان ( في ظلال القرآن )، واستمرت هذه المشاركة على هيئة حلقات حتى

وصل آية [103] من البقرة ثم توقف.

المرحلة الثانية:ـ توقف سيد عن إصدار هذه الحلقات من التفسير في مجلة المسمون، ووعد أن سيظهر التفسير في

كتب مستقلة، على عدد أجزاء القرآن، كل جزءٍ من القرآن في جزء من الظلال، ووفى سيد بوعده حيث أصدر ستة

عشر جزءاً من الظلال.

المرحلة الثالثة:ـ أدخل سيد السجن، وحكم عليه بالسجن خمسة عشر عاماً، فلم يصدر أجزاءً جديدة من الظلال في

أول الأمر، ولكن بعد ذلك واصل المسيرة في تأليف الظلال حتى أكمل سيد الظلال في السجن في نهاية

الخمسينيات ...

المرحلة الرابعة:ـ كان سيد في تفسير لا يعدو أن يكون تسجيلاً لخواطرة حول الآيات، ولكنه في سجنه طالت حياته

مع القرآن حتى اكتشف المفتاح الحركي الذي فتح به كنوز القرآن الحركية، ووقف به على المنهج الحركي في الدعوة

والحركة، وعلى الطبيعة الحركية للقرآن الكريم .

وقف على ذلك وهو يفسر الأجزاء الثلاثة الأخيرة من الظلال، فسجل في تلك الأجزاء بعض مفهوماته الحركية

الجديدة. وكان هذا في أواخر الخمسينات كما قلنا. ولذلك دعت الحاجة إلى أن يعيد تفسير القرآن على أساس هذا

المنهج الحركي الجديد، وأن يعيد كتابة الظلال ليضمنه هذه المعاني الجديدة).

قلت: إذاً إعادة سيد للظلال لم تكن لاستدراك ما وقع فيه من خلل في العقيدة وتصويبه ـ كما يقال ـ وإنما كان لإثبات

المنهج الحركي كما أثبته في الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن.

ثم واصل صلاح الخالدي حديثه قائلاً :ـ ( كتب سيد الأجزاء العشرة الأولى من الطبعة المنقحة، على ضوء منهجه

الحركي الجديد، في فهم القرآن وتفسيره .... ولما أفرج عنه بعفو صحي عام 1964م، تابع كتابة الأجزاء، فنشر

الأجزاء:ـ الحادي عشر، والثاني عشر والثالث عشر، وبذلك يكون قد وصل في الطبعة المنقحة من الظلال إلى آخر

الجزء الثالث عشر، الذي تنتهي به سورة إبراهيم عليه السلام. وكان سيد يريد أن يكمل باقي الأجزاء من الرابع

عشر حتى السابع والعشرين على أساس منهجه الحركي الجديد في التفسير، ولكن الطغاة عجلوا بإعدامه قبل تحقيق

أمنية ) [هذا ملخص ما قاله صلاح الخالدي في كتابه:ـ سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهار ص 548].

د ـ أن سيد كان يومن بعقيدة وحدة الوجود في صباه وقد أشربها، يصدِّق ذلك أبياته التي قالها:ـ

إلى الشاطيء المجهـول والعالم الـذي حننت لمرآه إلى الضفة الأخـــرى
إلى حيث لا تـدري إلى حيث لا ترى معالم للأزمان الكـون تستقـــرا

إلى حيث (لاحيث) تميــز حـدوده إلى حيث تنسى الناس والكون والدهر
وتشعـر أن الجـزء والكل واحــد وتمرج في الـحس البداهـة والفكـر
فليس هنـا أمس وليس هنا غـــد ولا اليوم فالأزمان كالحلقة الكـبرى

وليس هـنا (غير) وليس هنـا (أنــا) هنا الوحدة الكبرىالتي احتجبت سرا

[انظر: ديوان الشاطيء المجهول (11)] فانظر إلى قوله ( وتشعران الجزء والكل واحد) و ( فليس هنا غير

وليس هنا أنا ) وهذه من الألفاظ الصريحة عند أهل وحدة الوجود .

قال الشيخ حمد بن عتيق ـ عن مذهب وحدة الوجود الذين يقولون إن كل حقيقة هي الله :ـ ( ومذهب هذه الطائفة

الملعونة أن الرب تعالى وتقدس هو عين الوجود، ويصرحون في كتبهم .. إن الرب هو المربي وغيره ليس له

حقيقة ـ إلى أن قال ـ (وأما وجه تبيعهم وتكفيرهم، فإن الله تعالى قال ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن

مريم ) .. فإذا كان الله قد كفر من قال: إن الله هو المسيح بن مريم ومن قال إن الله ثالث ثلاثة فكيف لا يكفر من

جعل جميع الخلق أربابا وقال إن كل مخلوق هو الله ... ولقد أحسن من قال من السلف:ـ إن كفر هو هؤلاء أغلظ من

كفر اليهود والنصارى وقد قال ابن القيم عنهم:ـ

حاشا النصارى أن يكونوا مثلهم وهم الحمير أئمة الكفــران

هـم خصصوه بـالمسيح وأمـه وألاء ما صانوه عـن حيـوان

[ الدرر 3/ 346 - 356 ].

قال شيخ الإسلام: ( القائل:ـ ماثَمَّ إلا الله؛ إن أراد ما يقوله أهل الاتحاد: أن ما ثم موجود إلا الله، والذي يقول:ـ إن

الله بذاته في كل مكان، يستتاب فإن تاب وإلا قتل ..) [حاشية ابن قاسم 7/400]

هـ ـ أن سيد يستعمل الألفاظ الفظفاظة التي ترضي الفريقين ـ بزعمه ـ كي لا تسلط عليه سهام السنة ، وأمور العقيدة

يجب الجزم فيها، إذا المتردد والشاك يحمل قوله على الباطل.

و ـ لو كانت هذه المراجعة لإصلاح ما وقع فيه من خطأ ـ كما يقال ـ لبين ذلك ورد على الشبهات التي أثارها في

سورتي الحديد والإخلاص .

ز ـ وقد وجدت له كلاماً في كتابة ( التصور الإسلامي ) ينفي فيه عقيدة وحدة الوجود وأن الخالق شيء والمخلوق

شيء آخر، فتحصل من هذه النقولات أن الرجل مضطرب في هذه المسألة التي هي من أوضح الواضحات، فكيف

يجعل من كان مضطرباً بعقيدة (وحدة الوجود ) إماما ومجدداً؟ وعلى أي أساس كان ذلك ؟ !!!


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:39 PM
سيد قطب يقول بخلق القرآن

قال سيد:ـ ( ولكنهم لا يملكـــون أن يؤلفوا مثــل هــذا الكتــاب، لأنه من صنع الله لا من صنع الإنســـــان ) [

الظلال 5/ 2719 ].

وقال عن القرآن:ـ ( والشأن في هذا الإعجاز هو الشأن في خلق الله جميعاً، وهو مثل صنع الله في كل شيء ).

وكفى بهذا الكلام حجة على مذهبه بخلق القرآن، ومما يزيدك يقيناً بذلك عدة أمور:ـ

أولاً / أن سيداً من معطلة صفات الله عزوجل، ولا يمت لأهل السنة المثبتين بأي صلة في هذا الباب.

أ ـ فقد عطل صفة الأستواء لله سبحانه على عرشه، فقال عند قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى)

[ طه 4/ 2328] قال: (الاستواء على العرش كناية عن غاية السيطرة) وهو بذلك قد وافق الجهمية والأشاعرة

حينما قالوا عن صفة الاستواء أي:ـ استولي.

ب ـ وعطل صفة مجيئة سبحانه يوم القيامة، فقال عند قوله تعالى (وجاء ربك والملك ..) [ الظلال 3906].

قال:ـ ( فأما مجيء ربك والملائكة صفاً صفاً، فهي أمر غيبي ) إلى أن قال:ـ (فأما حقيقة ما يقع وكيفيته فهي من

غيب الله المكنون) فأنكر الحقيقة والكيفية وهذا مذهب المفوضة، أما أهل السنة فهم يثبتون الحقيقة ويكلون علم

الكيفية إلي الله سبحانه.

جـ ـ وأنكر العرش وأنكر حمل الملائكة له:ـ

فقال عند قوله سبحانه ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة ... إلى قوله سبحانه ـ والملك على أرجائها ويحمل عرش

ربك فوقهم يومئذٍ ثمانية ...) قال: ( ونحن لا ندري على وجه التحقيق ما السماء المقصودة بهذا اللفظ في

القرآن ... والملائكة على أرجاء هذه السماء المنشقة وأطرافها، والعرش يحمله ثمانية، ثمانية أملاك أو ثمانية

صفوف أو ثمانية طبقات من طبقاتهم أو ثمانية مما يعلم الله .. لا ندري نحن من هم ولا ماهم ، كما لا ندري نحن

ما العرش ولا كيف يحمل .. وأخذ الكتاب باليمين وبالشمال ومن وراء الظهر قد يكون حقيقة مادياً وقد يكون

تمثالاً لغوياً جارياً على اصطلاح اللغة العربية ). [ الظلال :ـ ].


إذا كنا لا ندري عن كل هذا فكيف نتدبر القرآن إذاً، وكيف يكون قراناً عربياً مبين ونحن لا ندري ولا نفهم منه ما

يقول، إن كلام سيد هو كلام أهل التفويض، الذين لا يثبتون معنى الصفة ولا كيفيتها، فيقولون في قوله تعالى مثلا

(ثم استوى على العرش) الاستواء:ـ لا ندري ما معناه ولا كيفيته، والله أعلم بالمراد، فينخدع بهذا الكلام الجاهل

بعقيدة السلف الصالح، خاصة إن قيل هذا مذهب السلف.

أما أهل الحق ( أهل السنة والجماعة أتباع السلف الصالح ) فيقولون في الاستواء:ـ أي:ـ علا وارتفع وصعد واستقر،

أما كيف علا؟ فهذا علمه إلى الله سبحانه، لذلك لما سئل الإمام مالك، عن قوله تعالى "استوى" كيف استوى؟ قال:ـ

الاستواء معلوم، والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة. ورويت هذه القصة عن شيخه ربيعة

الرأي.

فقول مالك :ـ ( الاستواء معلوم) أي نفهم معناه أنه بمعنى صعد وارتفع وعلا واستقر،ولا نقول لا ندري ما

الاستواء، وكذا في سائر الصفات.

وقول مالك:ـ ( الكيف مجهول) أي لا نعلم كيفية صفة الله سبحانه فلانعلم كيف استوى أو كيف نزل ...الخ.

فالسلف الصالح يثبتون المعنى ويفوضون أمر الكيفية إلى الله سبحانه، فيعرفون السماء والملائكة والعرش ما هو؟

وحملته وأخذ الكتاب باليمين أو بالشمال فكلها عندهم معلومة وليس في شيء منها مجازاً أبداً قال الشيخ ابن عثيمين

في تقريب التدمرية 73.

( تتمة:ـ بهذا التقرير تبين به أنه لا يمكن أن يكون في القرآن شيء لايعلم معناه إلا الله وتبين بضلال مذهب

المفوضة الذين يفوضون علم معاني آيات الصفات ويدّعون أن هذا هو مذهب السلف، وقد ضلّوا فيما ذهبوا إليه،

وكذبوا، فيما نسبوه إلى السلف، فإن السلف يفوضون علم الكيفية دون علم المعنى، وقد تواترت النقول عنهم بإثبات

معاني هذه النصوص إجمالاً أحياناً، وتفصيلاً أحياناً، فمن الإجمال قولهم:ـ "أمروها كما جاءت بلا كيف" ومن

التفصيل ما سبق عن مالك في الاستواء.

قال شيخ الإسلام [...في العقل والنقل 1/ 16 ـ:] ( وأما التفويض فمن المعلوم أن الله أمرنا بتدبر القرآن وحضنا

على عقله وفهمه، فكيف يجوز مع ذلك أن يراد منا الإعراض عن فهمه وعقله ـ إلى أن قال ـ فعلى قول هؤلاء:ـ

أ ـ يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون

الأولون، وحينئذ فيكون ماوصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل

يقولون كلاماً لا يعقلون معناه).

ب ـ ثم قال ( ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء إذ كان الله أنزل القرآن وأخبر أنه جعله هدىً وبياناً للناس،

وأمر الرسولَ أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم .. ومع هذا فأشرف ما فيه وهو ما أخبر به الرب

عن صفاته، أو عن كونه خالقاً لكل شيء .. أو عند كونه أمر ونهي، ووعد ووعيد، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر

لا يعلم أحد معناه فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس مانزل إليهم... وعلى هذا التقدير فيقول كل

ملحد ومبتدع:ـ الحق في نقس الأمر ما علمته برأيي وعقلي، وليس في النصوص ما يناقض ذلك، لأن تلك

النصوص مشكلة متشابهة، ولا يعلم أحد معناها ومالا يعلم أحد معناه لا يجوز أن يستدل به ـ إلى أن قال ـ فتبين أن

قول أهل التفويض الذين يزعمون أنهم متبعون للسنة والسلف من شر أقوال أهل البدع والإلحاد ) ا.هـ.

ثانياً :/ أنه يستعمل الألفاظ الفظفاظة في القضايا التي يخالف فيها أهل السنة حتى لا تتوجه إليه سهام النقد، فنراه

يستعمل كلمة (صنع) وهي كلمة لا تحتمل في اللغة العربية إلا معنى الخلق.

ولقد رمى أهل السنة والجماعة أقواماً بالابتداع لما استعملوا لفظاً مجملاً في القرآن [ انظر لوامع الأنوار حاشية ابن

سحمان 1/183].، ولم ينتظروا حتى يصرح بأن القرآن مخلوق.


قال الإمام أحمد:ـ ( من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع ) [ كتاب السنة

لعبد الله بن أحمد 1/165 ] مع أن هذا الكلام يحتمل احتمالين، فلم يتردد في الحكم عليه بأنه مبتدع حتى وإن صرح

بأن : القرآن كلام الله.

فرحمك الله يا إمام المسلمين يابن حنبل، كيف بك لو رأيت من يقول:ـ القرآن من صنع الله، ولم يفصل عن مراده في

جميع كتبه، ولم يقل ولو مرة واحدة إن القرآن كلام الله غير مخلوق.

قال الشيخ حسن بن حسين بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ( والقرآن كلام الله الذي تكلَّم به، ليس بمخلوق ، فمن

زعم أن القرآن مخلوق، فهو جهمي، كافر، ومن زعم أن القرآن كلام الله ووقف، فلم يقل ليس بمخلوق فهو أخبث من

القول الأول ) [ الدرر 1/352]. فإذا قال قائل: القرآن كلام الله ولم يتبعها بقوله غير مخلوق كان مثل من قال:ـ

القرآن مخلوق، فكيف بمن لم يقل لاهذا ولا هذا بل قال (صنع الله) وقال عن القرآن ( والشأن في هذا الإعجاز هو

الشأن في خلق الله جميعاً).

ثالثاً: / إنه لا يتصور أن سيداً على ثقافته لم يسمع بفتنة وقعت بين أهل السنة والمعتزلة في أن القرآن كلام الله

غير مخلوق، أو هومخلوق كما يقوله المعتزلة، وهذا خبر منتشر حتى بين الصبيان.

رابعاً: /أن سيداً قد تربي على كتاب الكشاف للزمخشري وهو معتزلي محترق وينقل منه كثيراً، فليس بعيداً أن

يكون تأثربه.

خامساً: / أن سيداً ينكر أن الله يتكلم، ويرى أن كلام الله سبحانه هو مجرد الإرادة فقط دون أن يتكلم. فقال عند

قوله تعالى: (وإذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون) قال:ـ ( لقد صدر الكون عند خالقه عن طريق توجه

الإرادة المطلقة القادرة (كن) فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن ) [ الظلال: ـ ]. فإذا

كان ينكر الكلام لله فكيف يقول: إن القرآن كلام الله، سيكون بذلك متناقضاً ولا بد.

سلوك ( سيد ) في إثبات الميزان مذهب المفوضة

فقال عند تفسيره قوله تعالى ( والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ) قال:ـ ( ولا ندخل هنا

في طبيعة الوزن وحقيقة الميزان كما دخل المتجادلون بعقلية غير إسلامية في تاريخ الفكر الإسلامي ... فحسبنا

تقرير الحقيقة التي يقصد إليها السياق من أن الحساب يومئذٍ بالحق، وأنه لا يظلم أحد مثقال ذرةٍ ) [3/1261].


ولو رجع سيد للسنة لوجد الميزان وصفته وكيفية الوزن فيه مفصلة، ولكنه لم يرجع والقرآن إنما يفسر بالقرآن أو

بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم - أو بتفسير من شهد التنزيل من الصحابة رضي الله عنهم، فأعرض عن كل

هذا وسلك مذهب التفويض وقد قال الرسول-صلى الله عليه وسلم - :ـ (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من

النار ) وكثير من تفسير الظلال إنما هو تفسير بالرأي وليس له سلف في كثير من الآيات والسور. وهذا مزلق

خطير. لذلك خشي الصحابة من القول في القرآن بغير علم أو سلف، فهذا أبو بكر رضي الله عنه لما سئل عن آيةٍ

قال:ـ "أي أرضى تُقلني وأي سماء تظلني إن قلت في آية من كتاب الله برأيي أو بما لا أعلم".


وقال عمر بن الخطاب:ـ "إياكم والرأي؛ فإن أصحاب الرأي أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يعوها وتفلتت منهم

أن يحفظوها، فقالوا في الدين برأيهم ـ وفي رواية ـ فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا".

قال ابن القيم:ـ وأسانيد هذه الآثار عن عمر في غاية الصحة [ أعلام الموقعين 1/44].


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:40 PM
موقف سيد قطب من معجزات النبي – صلى الله عليه وسلم –
قال:ـ (... إن الإسلام لم يشأ أن تكون وسيلته إلى حمل الإسلام على اعتناقه هي القهر والإكراه في أي صورة من

الصور، حتى القهر العقلي عن طريق المعجزة لم يكن من وسائل الإسلام كما كان في الديانات قبله ).

أقول:ـ ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) فعلى أي أساس أو دليل قال هذا الكلام وعلى أي شيء اعتمد عليه؟ سوى

التخرص والرجم بالغيب، فمراد الله سبحانه من قوله ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن

لا يأتون بمثله..) وقوله تعالى ( وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله ) وغيرها من

الآيات كل هذا عبث لا دعي له في فكر سيد قطب الإمام المجدد !!!


يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:41 PM
سيد قطب لا يقبل أخبار الآحاد الصحيحة في العقيدة

قال في تفسيره بعد رده على الروايات التي تذكر سحر اليهود للنبي - صلى الله عليه وسلم - (... وقد وردت

روايات بعضها صحيح ولكنه غير متواتر، وأحاديث الآحاد لا يؤخذ بها في أمر العقيدة، والمرجع هو القرآن،

والتواتر شرط للأخذ بالأحاديث في أصول الاعتقاد) [ الظلال 6/4008].

وقد سئل الشيخ محمد بن عثيمين عمن يرى أن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة؟ فقال:ـ هذا رأي غير صواب

لأنه مبني على غير صواب وذلك من عدة وجوه:ـ

1 - القول بأن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن ليس على إطلاقه، بل في أخبار الآحاد ما يفيد اليقين إذا دلت القرائن

على صدقة، كما إذا تلقته الأمة بالقبول مثل حديث عمر بن الخطاب ( إنما الأعمال بالنيات ...) فإنه خبر آحاد

ومع ذلك فإننا نعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قاله، وهذا ما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية والحافظ ابن

حجر وغيرهما.

2 - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يرسل الآحاد بأصول العقيدة "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً

رسول الله" وإرساله حجة ملزمة، كما بعث معاذاً إلى اليمن واعتبر بعثه حجة ملزمة لأهل اليمن بقبوله.

3 - إذ قلنا بأن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد أمكن أن يقال:ـ والأحكام العملية لا تثبت بأخبار الآحاد، لأن الأحكام

العملية يصحبها عقيدة أن الله تعالى أمر بهذا أو نهى عن هذا، وإذا قُبِل هذا القول تعطل كثير من أحكام الشريعة،

وإذا رُدّ القول ـ أي القول الملزم ـ فليرد القول بأن العقيدة لا تثبت بخبر الآحاد إذ لا فرق كما بينا والحاصل أن خبر

الآحاد إذا دلت القرائن على صدقة أفاد العلم وثبتت به الأحكام العملية والعلمية، ولا دليل على التفريق

بينهما ...الخ. [ مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 1/31 - 34].

وهذا جواب من إمام وعالم يرد فيه هذا القول المبتدع، إذ ما قاله سيد هو قول المبتدعة الذين أنكروا خبر الآحاد

وعليه أنكروا كثير من الصفات وصفة الميزان الخ. وهذا القول هو بداية الإنكار السنة .


إذ السنة إما آحاد أو متواتر وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن في آخر الزمان يأتي أقوام من أمته ينكرون

السنة جميعها فقال - صلى الله عليه وسلم - ( لا ألفين أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري فيقول بيننا

وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال حللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا إني أوتيت الكتاب ومثله

معه ) في السنن.


سوء أدب ( سيد ) مع كليم الله موسى عليه السلام

قال:ـ ( لنأخذ موسى، إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج ...) وقال عن موسى عنـــد ما استــــغاثه الذي من

شيعــته:ـ ( وهنا يبدوا التعصب القومي كما يبدوا الانفعال العصبي) وقال ( وسرعان ما تذهب هذه الدفعة

العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين أيضاً...).

بهذا الأسلوب الساقط الهابط يترجم لنبي الله موسى القوي الأمين، ولو وصف بهذا الوصف أحط إنسان لا ستشاط

غضباً وأنفة لرجولته، وجعل نصر موسى لمن استغاث به أنها عصبية قومية أي ليست دينية وقد قال تعالى (يا

أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله ) وفي البخاري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ـ

(يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر). كل هذه الطعون من سيد وسوء الأدب مع أنبياء الله عند الغلاة فيه

لا يضر ولا يهز مكانته، بل يوصف كلامه فيها بالسمو الأدبي والتجديد في عالم التفسير.



يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:42 PM
طعون سيد في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أ - طعنه في عثمان رضي الله عنه:

وقبل أن أذكر طعنه في عثمان، أود أن تعرف ـ أخي الكريم ـ نبذة يسيرة عن هذا الصحابي الجليل، فأقول؛ هو عثمان

بن عفان القرشي الأموي، تزوج رقية بنت رسول - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة وما تت عنده ، ولما ماتت

رقية زَوَّجه النبي - صلى الله عليه وسلم - أختها أم كلثوم وتوفيت عنده أيضاً، ولا يعرف أحد تزوج ابنتي نبي

غير عثمان رضي الله، ولذلك سمي ذو النوري، فهو من السابقين الأولين وأول من هاجر، وأحد العشرة المشهود لهم

بالجنة، وأحد الستة الذين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو عنهم راض، وأحد الصحابة الذين جمعوا

القرآن، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لابنته أم كلثوم لما زوجها عثمان : ( إن بعلك أشبه الناس بجدك

إبراهيم وأبيك محمد ) رواه ابن عدي.


وقال عنه النبي- صلى الله عليه وسلم -:ـ ( إن لكل نبي رفيق في الجنة ورفيقي فيها عثمان ) أخرجه الترمذي

وصححه وأخرج أحمد بسنده أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعثمان ( يا عثمان إن الله مُقمِّصُك قميصاً فإن

أرادوك على خلعه فلا تخلعه حتى يخلعوه ) ـ وفي لفظ ـ (فلا تخلعه حتى تلقاني) [والقميص هو الملك، ولقد اندس

في صفوف المسلمين رجل يهودي تسمى بالإسلام يقال له عبد الله بن سبأ فألب الناس على عثمان بحجة إنكار

المنكر، فبث معائب عثمان المفتراة بين المسلمين حتى ملاء قلوب كثير من الناس الغيظ على عثمان رضي الله

عنه، فانبرى جماعة من المنافقين ومن بينهم بعض المسلمين المغرر بهم لقتل عثمان رضي الله عنه حتى حاصروه

في بيته أياماً ثم دخلوا عليه وقتلوه صابراً يقرأ القرآن، وأخرج الترمذي وصححه، أن عثمان قال يوم الدار:ـ (إن

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي عهداً فأنا ممتثل له وصابر عليه إن شاء الله فصبر حتى قتل رضي

الله عنه شهيداً) وأخرج الترمذي عن ابن عمر قال:ـ ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - فتنة فقال:ـ (يقتل فيها

هذا مظلوماً) وأشار إلى عثمان، وأخرج الترمذي وحسنه النسائي عن ثمامة ـ أنه لما جاءت ثلة المنافقين إلى دار

عثمان وحاصروه في داره ومنعوه الخروج حتى إلى الصلاة في المسجد يريدون قتله ـ أشرف عليهم عثمان فقال:ـ

ائتوني بصاحبيكم الذين اللبا عَليَّ فجيء بهما فقال:ـ أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

قدم المدينة وليس بها ماء يتسعذب إلا بئر رومة فقال - صلى الله عليه وسلم - ( من يشتريها ويجعل دلوه فيها مع

دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة) فاشتريتها من مالي، وأنا اليوم أمنع أن اشرب منها حتى أشرب من ماء

الملح؟ قالوا: اللهم نعم، قال أنشدكم الله أتعلمون أن المسجد ضاق بأهله فقال - صلى الله عليه وسلم - ( من يشتري

بقعة آل فلان فيزدها في المسجد بخير له منها في الجنة فاشتريتها من صلب مالي، وأنا اليوم أمنع أن أصلي فيه

ركعتين؟ قالوا اللهم نعم. قال:ـ أنشدكم الله هل تعلمون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من جهز جيش

العسرة وجبت له الجنة وجهزته؟ قالوا: اللهم نعم. قال وأنشدكم الله هل تعلمون أني كنت على ثبير مكة مع رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر فتحرك الجبل حتى تساقطت حجارته بالحضيض فركضه رسول

الله - صلى الله عليه وسلم - برجله وقال:ـ أسكن ثبير فإنما عليك نبي وصديق وشهيد، قالوا اللهم نعم فقال:ـ الله

أكبر شهدوا لي بالجنة ورب الكعبة.

طعن سيد في عثمان رضي الله عنه ـ وجعل خلافته فجوة في الخلافة الإسلامية فقال:ـ

( ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي رضي الله عنه امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة

بينهما) [ لعدالة الاجتماعية 206 ط 5].


وقال عن الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه ( وليس بالقليل، ما يشيع في نفوس الرعية إن حقاً وإن باطلاً أن الخليفة

يؤثر أهله ويمنحهم مئات الألوف ويعزل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليولي أعداء رسول الله،

ويبعد مثل أبي ذر لأنه أنكر الترف الذي يخب فيه الأثرياء ... فكانت النتيجة أن تثور نفوس ... الذين أشربت

نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثماً، وتنحل نفوس الذين لبسوا الإسلام رداء، ولم تخالط بشاشته قلوبهم، والذين تجرفهم

مطامع الدنيا) [ العدولة الاجتماعية 161 ط 12 ].


فانظر يا أخ العقيدة والدين كيف تجرأ سيد على خليفة المسلمين بأنه يوزع المال ويصرفه لأهله وأرحامه دون بقية

المسلمين، واتهمه أنه يعزل أصحاب رسول الله ليولي أعداء رسول الله !! ومن هم الذين ولاّهم ؟ّ إنهم علي بن أبي

طالب، ومعاوية، وعمرو بن العاص، وهم من خيرة أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - .ثم نراه يتهم

عثمان بأنه؛ هو الذي أبعد أبا ذر مع أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - هو الذي أمره بالعزلة قبل موته، وفي

الوقت الذي يصم فيه الصحابة الذين ولا هم عثمان - رضي الله عنه - بأنهم أعداء رسول الله، نراه يمدح المنافقين

الذين قتلوا عثمان بقوله:ـ (الذين أشربت نفوسهم روح الدين إنكاراً وتأثماً). والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول

لعثمان ( تقتلك فئة المنافقين) مع علمه ـ أي سيد أن الذين قتلوا عثمان هم أتباع عبد الله بن سبأ اليهودي، ثم يختم

كلامه باتهام خطير لأصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا مع عثمان بأنهم من الذين ( لبسوا

الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبهم) فيصف علي ، ومعاوية، وعمر بن العاص .. ومن معهم من الصحابة بأن

دخولهم في الإسلام كان تستراً وإلا لم تخالط بشاشته قلوبهم، وفيهم ممن هو من العشرة المبشرين بالجنة.


ويواصل "سيد" الطعون في ثالث الخلفاء الراشدين قائلا في حكم عثمان (... ولقد كان الصحابة يرون هذا

الانحراف عن روح الإسلام فيتداعون إلى المدينة لا نقاذ الإسلام، وإنقاذ الخليفة من المحنة، والخليفة في كبرته

وهرمه لا يملك أمره من مروان، وإنه لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان، ولكن من الصعب كذلك

أن نعفيه من الخطأ الذي هو خطأ المصادفة السيئة في ولا يته الخلافة وهو شيخ موهون تحيط به حاشية سوء من

أمية). [ العدالة 159 - 160 ص 12].


لقد رمى سيدُ عثمانَ بالانحراف عن روح الإسلام، ثم خاف ردة فعل الغيورين فاضطر إلى المخادعة بقوله (وإنه

لمن الصعب أن نتهم روح الإسلام في نفس عثمان ) ثم أصر على معاقبته بالانحراف عن روح الإسلام بقوله:ـ

ولكن من الصعب كذلك أن نعفيه من الخطأ ...) ثم ختم مقالته بسب الصحابة الذين هم حول عثمان بقول ( ...

تحيط به حاشية سوء من أمية ..) من هم حاشية السوء؟!! ( سبحانك هذا بهتان عظيم).


ولقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - عثمان بأنه ثقلة فئة المنافقين فاندس عبد الله بن سبأ اليهودي، وحرض

بعض المسلمين وأكثرهم من المنافقين على قتل عثمان – رضي الله عنه - فيقول سيد في هذه الحادثة الشعواء:ـ


( وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان، واختلط فيها الحق بالباطل، والخير بالشر، ولكن لا بد لمن ينظر إلى الأمور

بعين الإسلام، ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقرب إلى روح الإسلام

واتجاهه من موقف عثمان، أو بالأدق من موقف مروان ومن ورائه بنو أمية) . [ العدالة 189].

هكذا يصدر الحكم على عثمان، بأن الثورة الجاهلية الهمجية التي قادها ابن سبأ اليهودي في عمومها أقرب إلى

روح الإسلام واتجاهه لأنه هو والسبأيُّون والروافض ينظرون بعين الإسلام. والصحابة والتابعون وعلماء الإسلام

لم ينظروا بعين الإسلام ـ بزعمه ـ ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا ).


يا أخوة الدين والعقيدة؟ ألا ترون أن سيداً قد وقع في هوة عميقة بإسقاطه خلافة عثمان ـ كما سبق ذكره ـ وهو الخليفة

الراشد، ضارباً بإجماع الصحابة وأهل السنة عرض الحائط، أتظن ـ يا أخي ـ أن هذا سهلاً على نفوس المؤمنين

الصادقين؟ كلا كلا كلا !! والله إنه لا يسهل إلا على نفوس الخوارج والروافض، وإن تبحجوا بالإسلام والجهاد، ثم

نجد من يقول:ـ إن هذا علوٌ في الأسلوب وسهولة في القلم !!! فلاحول ولا قوة إلا بالله.

ب- طعن سيد بمعاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما.

قال سيد:ـ ( إن معاوية وزميله عمْرواً لم يغلبا علياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منه بالتصرف النافع

في الظرف المناسب. ولكن لأنهما طليقان في استخدام كل سلاح، وهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل

الصراع.وحين يركن معاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعة والنفاق والرشوة وشراء الذمم لا يملك علي أن

يتدلى إلى هذا الدرك الأسفل. فلا عجب ينجان ويفشل، وأنه لفشل أشرف من كل نجاح ...)

[كتب وشخصيات ص 242] فانظر يا أخي إلى هذا الذي يقال عنه إمام ومجدد!! كيف يصم خيره صحابة

رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بالكذب والغش والخديعة، والنفاق، والرشوة وشراء لذمم، والله إن هذه الطعون

لو قيلت في احط الناس خلقاً وديناً لاحمر أنفه وانتفخت أوداجه فكيف يقال هذا لخير الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة

والسلام، ثم نجد من يقول:ـ إن هذا علو في الأسلوب وسلاسة في التعبير !!.


تكفير سيد لخلفاء بني أميه وبني العباس

قال سيد: بعد حكايته خطبتين مكذوبتين على معاوية رضي الله عنه ـ والمنصور قال بعدهما ـ: ( وبذلك خرجت

سياسة الحكم نهائياً عن دائرة الإسلام وتعاليم الإسلام ) [ العدالة ص 167 - 168].

هكذا يجر سيد علو أسلوبه إلى الوقيعة في عثمان ومعاوية رضي الله عنه والطعن في حكام بني أمية و بني العباس،

وهكذا تشرئب أعناق الروافض كي يدخلوا على أهل السنة من هذا الباب، فنرى ذلك الإباضي الخارجي الخبيث (


أحمد خليلي) مفتي عمان، الحاقد على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - يقول مجيباً على انتقاد وجّه له

في سبه لأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في جواب طويل له قال:ـ ( ... وإذا جئنا إلى أعلام الفكر

الإسلامي لعصرنا الحاضر نجد كثيراً منهم تناول هذه الفتنة ـ يعني فتنة عثمان، ومقتله ـ وتحدثوا عما جرى فيها

بكل جرأة، ومن هؤلاء شهيد الإسلام سيد قطب في كتابه ( العدالة الاجتماعية ) فلنستمع مقاطع من هذا الكتاب في

طعنه على عثمان ومعاوية وبعض صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم - الخ. [ مجلة جبرين 29 رجب 1404هـ].

فانظر ـ يا أخي ـ كيف دخل أهل الرفض والخوارج على أهل السنة من هذا الباب بكتب سيد قطب، والسبب في ذلك

أن هناك من جعل كتب هذا الرجل منارة هدى وجعله مجدداً وإماماً !!! ووالله إنها لوصمة عار في جبين أهل السنة

أن يجعل من يطعن في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - ويكفر بعضهم إماماً ومجدداً !! فهل هذا الطعن

في عثمان ومعاوية .. و..و ... رضي الله عنهم مما يشرف سيد قطب حتى يحتج هذا الخارجي على صحة مذهبه

بكتب سيد قطب، نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن العمى بعد الهدى.



يتبع

عبدالمحسن
02-04-2004, 08:43 PM
ما ورد من النهي عن سب الصحابة رضي الله عنهم:ـ
1 - قال -صلى الله عليه وسلم - ـ ( لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما أدرك

مد أحدهم ولا نصيفه) متفق عليه.

2 - وأخرج الترمذي بسنده أن النبي -صلى الله عليه وسلم - قال:ـ الله الله في أصحابي، لا تتخذوهم غرضاً من

بعدي، من أحبهم فقد أحبني، ومن أبغضهم فقد أبغضني، ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذاى الله ومن آذى الله

يوشك أن يأخذه ) وله شواهد أخرى.

حكم سب الصحابة أو بعضهم:ـ


يجب عن ذلك الشيخ محمد بن العثيمين حفظه الله في شرحه على لمعة الإعتقاد (ص 152) :

سب الصحابة على ثلاثة أقسام :

الأول : أن يسبهم بما يقتضي كفر أكثرهم أو أن عامتهم فسقوا : فهذا كفر لأنه تكذيب لله ورسوله بالثناء عليهم

والترضي عنهم ، بل من شك في كفر مثل هذا فإنه كفره متعين ، لأن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب أو السنة

كفار أو فساق .

الثاني : أن يسبهم باللعن والتقبيح ففي كفره قولان لأهل العلم ، وعلى القول بأنه لا يكفر يجب أن يجلد ويحبس حتى

يموت أو يرجع عما قال .


الثالث : أن يسبهم بما لا يقدح في دينهم كالجبن والبخل فلا يكفر ، ولكن يعزر بما يردعه عن ذلك ، ذكر معنى

ذلك شيخ الإسلام في كتاب (الصارم المسلول) ونقل ‘عن احمد قوله : لا يجوز لأحد أن يذكر شيئاً من مساوئهم

ولا يطعن على أحد منهم بعيب أو نقص فمن فعل ذلك أدب فإن تاب وإلا جلد في الحبس حتى يموت أو يرجع .

إنتهى .


فانظر ـ يا أخي ـ إلى أي الأقسام يكون سب سيد قطب للصحابة ، وقد كفر مجموعة كبيرة من صحابة رسول الله -

صلى الله عليه وسلم - ووصم معاوية وعمر بن العاص رضي الله عنهما بالنفاق . واتهم الصحابة الذين ولاهم

عثمان بأنهم أعداء رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فقال عن عثمان "يعزل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه

وسلم - ليولي أعداء رسول الله" بل تعدى ذلك كله وطعن في نياتهم التي زكاها الله سبحانه وتعالى فقال سيد

عنهم "الذين لبسوا الإسلام رداء ولم تخالط بشاشته قلوبهم" (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا)


أقول :لقد ارتقيت ياسيد مرتقاً صعباً حتى جعلت من نفسك حكماً على أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم -

وقد قال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ) وقال :(والسابقون الأولون من

المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) قال : السفاريني في لوامع الأنوار 2/388

عن الصحابة : (فقد أثنى الله سبحانه عليهم في عدة آيات من كتابه العزيز ، على أنه لو لم يرد عن الله ولا عن

رسوله -صلى الله عليه وسلم - فيهم شيء لأوجب الحال التي كانوا عليها من الهجرة والجهاد ونصرة الدين وقوة

الإيمان واليقين القطع بتعديلهم ...وأنهم أفضل جميع الأمة بعد نبيهم ، هذا مذهب كافة الأمة ومن عليه المعول من

الأئمة ، وأما من شذ من أهل الزيع والابتداع ممن ضل وأضل فلا التفات إليهم ولا معول عليهم ولهذا قال أبو

زرعة : "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم - فاعلم أنه زنديق ، وذلك أن

القرآن حق والرسول حق وما جاء به حق وما أدى إلينا ذلك كله إلا الصحابة فمن جرحهم إنما أراد إبطال الكتاب

والسنة فيكون الجرح به أليق ، والحكم عليه بالزندقة والضلال أقوم وأحق " وقال ابن حزم :" .. والحاصل أنه لا

يهجر الصحابة ويعاديهم إلا عدو لله مبعدٌ من رحمة الله خبيث زنديق والله ولي التوفيق) .


سيد يُكَفِّرْ المجتمعات الإسلامية قاطبةً !

قال:ـ ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه

الإسلامي. [ الظلال 4/ 2122]. ( فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان، ونكصت عن لا إله إلا

الله، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعني هذا المدلول وهو

يرددها) وقال: ( البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات

لا إله إلا الله بلا مدلول، ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما

تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله ‎). [ الظلال 2/1057].


أرأيت ـ أخي الحبيب ـ كيف يتجرأ سيد قطب على تكفير أمة قائمة مصلية صائمة مزكية موحدة لله مجتنبة للشرك،

والرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: ( إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ) [ متفق عليه ]. ألا

ما أعظم الضلال الذي يجر بصاحبه إلى هوة عميقة سحيقة، ومما يزيدك يقينا على أن سيد يكفر المجتمعات إنكار

محبيه عليه ذلك، فهذا ( يوسف القرضاوي) ـ وهو من المعجبين بسيد ـ يقول ‎:ـ (فحديثي... حول ما يتعلق بالشهيد

العظيم سيد قطب، وأفكاره، وقضية المنهج عنده خاصة في كتاب ( المعالم ) والحقيقة أن الأمر ليس أمر كتاب

( المعالم ) فما المعالم إلا قبسات من (الظلال) ... ولكن المسألة هنا تتعلق باتجاهات، وهذا اتجاه، والرجل صاحب

اتجاه وصاحب مدرسة، وهذا الاتجاه يجب أن يقوم ولا تستطيع أن تهمش إلا إذا كانت المسألة جزئية .. الأمة

الإسلامية انقطعت من الوجود .. وهو له رأيه المتطرف في مسألة بني أمية وعثمان وغيره. ورد عليه الأستاذ


محمود شاكر من قديم في مسألة الصحابة ولا تسبوا أصحابي، ورأيه في المجتمع الإسلامي على طوال التاريخ،

ورأيه في المجتمع الحاضر، وأنه لايوجد على وجه الأرض مجتمع مسلم قط في أي بلد من البلدان، حتى المجتمع

الذي يعلن ارتباطه بلإسلام، ويقول إن المجتمع جاهلي، وكنت أظن أن كلمة مجتمع جاهلي، تعني مثلاً:ـ جاهلية

التبرج ، أو جاهلية الحمية لا كما يقول الشرك والكفر، وهذا في الظلال في عشرات المواضع، ودعونا نتكلم

بصراحة وأن من حق الأجيال المسلمة أن تعرف هذا الأمر على حقيقته .. ـ إلى أن قال ـ وسيد قطب في هذه الكتب

مرحلة أخرى، ولذلك حكى بعض الناس أنه لو استقبل من أمره ما استدبر ما كتب كتبه القديمة، وأن أحدهم قال:ـ

إذاً فأنت كالشافعي لك مذهبان جديد وقديم، قال:ـ نعم، ولكن الشافعي غير في الفروع وأنا غيرت في الأصول،

أصول التفكير.


لأنه بدأ يفكر أن المجتمع الآن غير مسلم مجتمع جاهلي، والناس غير مسلمين، ولذلك يقول:ـ ( وإن كانوا

يدعون أنفسهم مسلمين أو يسمون أنفسهم مسلمين، أو ما يسمونه العالم الإسلامي).


فمثل هذه التعبيرات موجودة ومنتشرة في كتبه التي كتبت في تلك المرحلة، وراح الذي تتلمذوا عليه يرددون

التعبيرات نفسها). [راجع ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر ص 557 وما بعدها].


وقال أيضاً:ـ ( يجب أن تعرف أن الفترة الماضية ـ وخصوصاً في الخمسينات والستينات كانت مجالاً خصباً

لانتشار نوع من الأفكار السوداء في الساحة الإسلامية، فقد غلب الفكر الذي ينزع إلى الرفض، والتشاؤم، والاتهام،

وسوء الظن بالآخرين ... أجل راجت فكرة التفسيق والتبديع بل التكفير .. وفي هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد

قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المتجمعات، وتأجيل الدعوة إلى النظام

الإسلامي ....) [انظر:ـ أولويان الحركة الإسلامية ص 110].


وخذ شاهداً آخر وهو:ـ جعفر شيخ إدريس ـ أحد المعجبين بسيد قطب ـ يقول:ـ ( أما مسألة المجتمع الإسلامي (فسيد

قطب) يعتقد أن الشيء المثالي هو الذي يذكره القرآن، وأنه هو الصورة الوحيدة وكل ما نقص عنها فليس بإسلام،

وهو بذلك علق الشباب بصورة مثالية، لا يستطيعون أن يصلوا إليها، وأعطاهم صورة للمجتمع الإسلامي، أو نظام

الحكم الإسلامي لا زالت مؤثرة في كثير من الناس، وكل شيء ينقص عنها فهو ليس إسلامياً، وبذلك لا توجد

حكومات إسلامية ولا مجتمع إسلامي منذ عهد الخلفاء الراشدين كما يرى كثير من الناس.

وأقول:ـ إن هذا ضار من ناحية المنهج، لأن سؤالاً ميئساً وملحاً سيظل يسأله الإنسان لنفسه، من أنت؟ ومن هؤلاء

الذين يستطيعون أن يحققوا في القرآن الخامس عشر مالم تستطع أن تحققه كل أجيال المسلمين طوال هذه المدة مع كل

ما تعرف فيها من قمم شامخة في العلم والسلوك؟


وأظن أن الذي نهتم به ينبغي أن لا يكون تبرئة سيد قطب مما قال. مع أني لا أدري ما ذا كان يعني بالضبط، ولكن

كلماته إذا أخذناها على ظاهرها تدل على ما قلت، وأهم من ذلك أن الناس فهموا من هذه الكلمات هذه المعاني التي

ننتقدها. وفهموها على غير تواطؤ بينهم. فقامت عندنا جماعات في السودان في الستينات تقول مثلما قالت جماعات

في مصر وفي اليمن من غير اتصال بينهم، ولا تعارف، وكان الجامع بينهم هو هذا الكتاب ـ أي معالم على الطريق

ـ أما مسألة (معابد الجاهلية) فأذكر أن بعض هؤلاء الذين كانوا يأتونني، كانت أهم قضية يتحدثون معي فيها، هي

اعتزال معابد الجاهلية يعني (المساجد).


فقلت لهم:ـ والله إنكم شياطين. فأرجى عمل عندي هو أن أذهب إلى المسجد. وأنتم لا تقولون لي:ـ أترك الجامعة أو

أترك السوق وإنما تقولون:ـ أترك المسجد باعتباره من معابد الجاهلية، فتلك ظاهرة فهمها الناس من فكر سيد قطب

وتهمنا في تصحيح مسار الحركة الإسلامية ـ ثم قال ـ فسيد قطب لا يقول فقط إن المجتمع الذي يستحل ما حرم الله

كافرٌ لأن هذه مسألة معروفة وما كانت تثير جدلاً ولكنه يقول كلاماً خطيراً خاصة إذا أخذنا كلماته بظاهرها.

[انظر ندوة اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر ص 557 وما بعدها].


وهذه شواهد على أن سيد يكفر المجتمعات الإسلام لتصور في رأسه، وهذا مفهوم يدركه من قراء كتب سيد قطب

بدليل ظهور تلك الجماعات التي تكفر ليس بينها رابط إلا كتاب المعالم كما قال شيخ إدريس وهذا ما نسمع فحيحه

هذه الأيام من تكفير لولاة الأمر المسلمين بل وتكفير العلماء الذين ينصحون الناس بالالتفاف حول ولاة الأمر، فإن

لم يستطيعوا ذلك سعوا إلى تنفير الناس عنهم بتهم يلصقونها بهم من وحي الشيطان:ـ " أنهم عملا" لا يفقهون

الواقع !!




انتهى

أمل عبدالعزيز
02-04-2004, 08:53 PM
أتيت بالإنصاف رعاك الله ياعبد المحسن..............

وفقك الله لما يحبه ويرضاه وليس بعد ماسطرت هنا أى تعليق سوى هدى الله صاحب الموضوع ومن يؤازره إلىسواءِ الصِراط...............

البركان
02-04-2004, 09:49 PM
جزاك الله خير اخي عبدالمحسن

المسكت
02-04-2004, 11:21 PM
الزلزال

كيف تجرؤ على وصف السلفيه بهذا الوصف

الا لا بارك الله في من هم على مثل نهجك وفكرك

اذ تقدحون في العلماء وتنسبون اي قول لهؤلاء العلماء

حتى انكم جعلتموهم فرق شتى

وجزاك الله خيرياعبدالمحسن على هذا الرد

وهداك الله ياليمون آسف ميمون:p

نظـــرة أمـــل
03-04-2004, 09:02 PM
أصبح هناك فرقه عجيبه هذا قول علمائنا فأتوا بقول علمائكم !!

الشيخ الشعيبي رحمه الله درس التوحيد على يد الشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله وإيضاً أخذ العلم من الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله وقد كان مفتي للبلاد
وتتلمذ على يده:
المفتي عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ
الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي وزير الشؤون الإسلامية سابقا
ومعالي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل
وفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء
وفضيلة الشيخ قاضي تمييز عبدالرحمن بن صالح الجبر
الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى
الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله
الشيخ سلمان بن فهد العودة
الشيخ علي بن خضير الخضير

وأشرف على تقويم أعمال بعض المشايخ لترقيتهم
من الجامعة الإسلامية
الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
أبو بكر الجزائري
الشيخ محمد أمان الجامي الصومالي
الشيخ ربيع بن هادي مدخلي
الشيخ محمد بن عثيمين عن طريق جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية .


فهل هو خارج دائرة علمائنا الثقات؟!!!!!

على العموم السيد قطب جاهد وحتى ولو كان بالخطأ
فعبد الناصر كان من الضباط الأحرار الذين حرروا مصر من طغيان الملكية والسلطنة وصفق وطبل له الشعب كله الذي أعياه الفساد ...
وسيد قطب كان من المناضلين الذين أرادوا تحرير مصر من حكم وضعي مزري فتبعه الغيورين على دينهم من أبناء مصر
يعني الناس قامت على سيد قطب وأمتنعت عن جمال عبدالناصر وأفعاله على الأن الهدف واحد



المممممممممهم

أتمنى أن تنقلوا سيرة الشيخ العقلاء قبل أن يأتي شخص ما ويفهم الموضوع خطأ ويبدأ في التعرض للشيخ رحمه الله بسوء والموضوع كله أن الشيخ قال رأيه في سيد قطب كما قال الشيخ أبن باز رأيه وكما قال الشيخ المدخلي رأيه
قال الإمام مالك ** إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكلّ ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه .
وقال أيضا ليس أحدٌ بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم .

*************************
سؤال وجه للشيخ الشعيبي رحمه الله :
ما رأيكم ـ ر عاكم الله ـ في الانتساب للجماعات الإسلامية ؟
المسلمون جماعة واحدة وحزب واحد وهم الذين على الكتاب و السنة ، ولكن هذه الجماعات الحادثة هي التي أضعفت الدعوة وفرقت الأمة إلى فرق وأحزاب ، فهذه جماعة التبليغ وهذه جماعة السلفيين ـ الذين يتسمون بالسلفيين زورا ـ وهذه جماعة الإخوان وغيرها ، والذي يوافق الكتاب والسنة ومن هذه الجماعات هو الحق أما من حيث التفرق والتجزء والإفتراق فهذا شر حدث من أعداء المسلمين ، لأن أعداء الإسلام يدركون أن الإسلام الصحيح خطر عليهم لذلك هم يبذلون جهودا ليفرقوا بين المسلمين حتى لا يقوم للمسلمين قائمة ، وهذا التفرق لا يجوز وهو يضعف الأمة ، ويجب على الجميع الإجتماع على الكتاب والسنة والنصرة بين المسلمين أما كل جماعة تسب الأخرى وتعيرها فهذا خطأ ولا يجوز ، قال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا .." وقال تعالى : " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " واتحاد المسلمين هو أصل القوة والعزة وهو سبب النصر .


تحياتي لكم

ميمون
04-04-2004, 12:10 AM
بسم الله أبدأ ...

سؤال وجه للشيخ الشعيبي رحمه الله :
ما رأيكم ـ رعاكم الله ـ في الانتساب للجماعات الإسلامية ؟
ج / المسلمون جماعة واحدة وحزب واحد وهم الذين على الكتاب و السنة ، ولكن هذه الجماعات الحادثة هي التي أضعفت الدعوة وفرقت الأمة إلى فرق وأحزاب ، فهذه جماعة التبليغ وهذه جماعة السلفيين ـ الذين يتسمون بالسلفيين زورا ـ وهذه جماعة الإخوان وغيرها ، والذي يوافق الكتاب والسنة ومن هذه الجماعات هو الحق أما من حيث التفرق والتجزء والإفتراق فهذا شر حدث من أعداء المسلمين ، لأن أعداء الإسلام يدركون أن الإسلام الصحيح خطر عليهم لذلك هم يبذلون جهودا ليفرقوا بين المسلمين حتى لا يقوم للمسلمين قائمة ، وهذا التفرق لا يجوز وهو يضعف الأمة ، ويجب على الجميع الإجتماع على الكتاب والسنة والنصرة بين المسلمين أما كل جماعة تسب الأخرى وتعيرها فهذا خطأ ولا يجوز ...

قال تعالى : " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا .."

وقال تعالى : " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " ..!!

واتحاد المسلمين هو أصل القوة والعزة وهو سبب النصر .

خاطرة :

سياسة الأعداء يطبقها هؤلاء ..!!

( فـرِّق تـَسُـــدْ ) ...!!!

وينتهجون أسلوب :

" كلمة حق ٍ إريد بها باطل " ...!!؟

ميمون
04-04-2004, 12:35 AM
بسم الله ، والحمد لله ،،،

وسيد رحمه الله لا ندعي له العصمة من الخطأ، بل نقول إن له أخطاء ليس هذا مجال تفصيلها، ولكنها لا تخل بأصل دعوته ومنهجه، كما أن عند غيره من الأخطاء التي لم تقدح في منـزلتهم وعلى سبيل المثال ابن حجر والنووي وابن الجوزي وابن حزم، فهؤلاء لهم أخطاء في العقيدة إلا أن أخطاءهم لم تجعل أحدا من أبناء الأمة ولا أعلامها يمتـنع من الاستفادة منهم أو يهضمهم حقهم وينكر فضائلهم ، فهم أئمة إلا فيما أخطئوا فيه، وهذا الحال مع سيد رحمه الله فأخطاؤه لم تقدح في أصل منهجه ودعوته لتوحيد الحاكمية وتعبيد الناس لربهم.

والقاعدة التي يجب أن تقرر في مثل هذه الحالات هي ما يستفاد من قول الله تعالى { يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما } فكل من حقق ما يجب تحقيقه من أصل الدين، ينظر بعد ذلك في سائر منهجه فإن كان خطؤه أكثر من صوابه وشره يغلب على نفعه فإنه يهمل قوله وتطوى كتبه ولا تروى ، وعلى ذلك فالقول الفصل في سيد رحمه الله أن أخطاءه مغمورة في جانب فضائله ودفاعه عن ( لا إله إلا الله )، لا سيما أنه حقق أصول المعتقد الصحيح ، وإن كان عليه بعض المآخذ وعبارات أطلقها لا نوافقه عليها رحمه الله .

((( ميمون )))

اتركوا عنكم التأويلات والتصنيفات والإسقاطات فكل ماأريده هو تفسير هذا الكلام على ظاهره ومالمراد منه ؟

لا تخرجون من السياق بأقوالكم الأخرى ..!!؟
والتي تسبح وتسرح وتمرح في باطنه وبواطنه !!؟
والرجم والتخريص والظنون السيئة والدخول بالنيات !!؟
بل تتعدى وتفتري وتبهت ، وتؤذي وتقدح ..؟!

أو بالأحرى ماذا فهمتم من أقوال الشيخ الجليل " حمود بن عقلا " رحمه الله ؟

وأما أسلوب " شطح ، وقدح بغيره ونطح ، ثم للعلمنة والعولمة تعامى وسكت ومدح وانبطح ..؟!

فلا يجدي معنا شيئاً البتة ، وهونوا من غلوائكم قليلاً هونوا ..!!؟

فكما يقال " الشجر يسمع ، والحيطان لها آذان " ..!!؟

وحبذا لو يكون النصح للنفس والسهم في النقد يتجه للداخل ويتوجه ..!!
ونحو تصحيح وترميم البيت الزجاجي الداخلي ، وعدم رمي الناس بالحجارة ..؟!

فكما تدين تدان ..؟!

ومن كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجر ..!!؟

وكما قال تعالى : " ادعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن " ...!!!

وقال تعالى : " ياأيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ، ولا تتعبوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ، إنما يأمركم بالسوء والفحشاء ، وأن تقولوا على الله مالا تعلمون " ...

وقال تعالى : " ياأيها الناس قد جاءتكم موعظة ٌمن ربكم وشفاء ٌ لما في الصدور ، وهدى ً ورحمة ٌ للمؤمنين ، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " ...!!!

سبحانك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ،،،،

[[[[[ ( ميمون ) ]]]]]

|513| :اموه: |513|