المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تماسك الجماعة الرياضية



dr_mahmoud
09-06-2008, 02:39 AM
تماسك الجماعة الرياضية :
يقصد بالتماسك فى أى فريق رياضى مجموعة العلاقات المتبادلة بين أعضائه داخل الملعب وخارجه . حيث أن سلوك كل فرد منهم يتوقف على سلوك الآخرين ، وهذا التفاعل يتم على الجانب الحركى والاجتماعـى عن طريق الإدراك والاستجابة المؤسسة على هذا الإدراك ولأن اللاعب فى الفريق هـو عضو فى مجموعة وهو بحكم تكوينه العصبى والبدنى مستعد وقـادر على متابعة سلوك زملائه فى الفريق ويستطيع أن يربط بين هذه المتابعة للسلوك وردود أفعاله .ويمكن القول بأن التماسك قد تحقق بين اللاعب وباقى أفراد الفريق عندما يبدأ فى استخدام تكوينه البدنى والنفسى فى ملاحظة زملائه وحدوث اسـتجابة بينهم نتيجة الملاحظة واستجابة الزملاء له .

وللتماسك شقان (حركى – اجتماعى ) ويمكن عن طريق (التفاعل) التعرف على قوة بناء الفريق ، لأن الدور والمكانة لكل لاعب يتحددان فى ضوء العلاقات المتبادلة سواء كانت حركية أو اجتماعية ، كما أن الظواهر المختلفة من تعاون وتنافس وتآلف وسيطرة وخضوع وتحالف فى تظهر أيضا فى ضوء التفاعل الذى يحدث بين أفراد الفريق .وجميع هذه الظواهر هى دليل على النظام الاجتماعى داخل الفريق ولابد أن يكون المدرب أو
الإدارى على دراية بهذا النظام حتى يتم توظيف قواعده مع الفريق .

كما أن التماسك الحركى هو الأساس المحرك للفريق وعن طريقه يكون الاتصال بين اللاعبين بواسطة أداة اللعب (الكرة مثلا) أو التحركات . كما أن التفاعل والاتصال بين اللاعبين يأتى من خلال حركة الفريق حيث أن ارتفاع مستوى التفاعل فى الفريق يؤدى إلى ارتفاع المسئولية الجماعية ، كما أن إنجاز الفريق هو محصلة لاتصال وتفاعل أعضائه.

مفهوم التماسك :
تندرج دراسة الجماعات تحت اسم ديناميكيات الجماعة – وهو مصطلح قدمه "كيرت لوين " ( 1935 ) ليمثل عمليتين رئيسيتين تحدثان داخل الجامعة وإحدى هذه العلميات – وهى التماسك – تهتم بتطوير والمحافظة على الجماعة والثانى وهى التحرك – وهى نشاط تسعى من خلاله الجماعة لتحقيق الأهداف وأشار " كاتل " ( 1948 ) إلى أن وظائف هاتين العمليتين الرئيسيتين تعتبر جوهرية ( أي دون المحافظة على الجماعة لا يمكن أن يكون هناك تحرك للجماعة ) ويمكن جوهر التماسك فى تعريفها ، حيث يفترض " كارون " ( 1982 ) أن التماسك عملية ديناميكية كانت تنعكس فى ميل الجماعة إلى الالتصاق معا والبقاء متحدين لتحقيق أهدافها وأغراضها .
فالتماسك يساهم بصورة مباشرة فى المحافظة على الجماعة ، وبالتالى بصورة غير مباشرة فى تحرك الجماعة . وحيث نضع فى الإعتبار أهمية هذه الوظائف فليس من المثير للدهشة أن بعض العلماء الاجتماعيين " جولمبى ويسكى " ( 1962 ) " لوت لوت "( 1965 ) اعتبروا التماسك أكثر متغيرات الجماعة الصغيرة أهمية وبالتالى تعتبر الدراسات التى تتناول أحداث ونتائج التماسك سائدة فى مجال المقالات الخاصة بديناميكيات الجماعة ، وعلم النفس والصناعة والرياضة .
ويشير سعد جلال ( 1992 ) إلى أن التماسك يتوقف على وجود شئ مشترك بين الأعضاء . إذ أن الاختلافات تولد فقدان الأمن وعدم وحدة الهدف ، ومن الملاحظ أن الأفراد ذوى الخبرات المشتركة يكونون أكثر ترابطاً ، كما أن أولئك الذين يشتركون فى معايير وقيم واحدة يكونون أكثر ترابطاً إذ تحكم هذه المعايير وهذه القيم سلوك الأفراد وتحدد قواعد الثواب والعقاب التى تضعها الجماعة ، فالجماعة المتماسكة هى الجماعة التى ترتفع فيها الروح المعنوية وهى الجماعة التى تكون جابيتها إيجابية للأعضاء وهى الجماعة التى تكون لها فاعلية ، والواقع أن الفاعلية والجاذبية والتماسك كلها عناصر متداخلة تتخللها الروح المعنوية .
وفى هذا الصدد يرى فاروق السيد غازى ( 1983 ) نقلاً عن " لويس مليكة " ( 1959 ) أن موضوع تماسك الجماعة أصبح من الميادين الهامة والتى جذبت الكثير من أنظار الباحثين وخاصة فى مجال علم الاجتماع ، وبين مجالاً خصياً لدراسة التفاعل الديناميكى بين أعضاء الجماعة .


ففى حياتنا اليومية وفى كافة المجالات نجد أن هناك اختلافات واضحة بين الجماعات المختلفة من حيث انتظام أفرادها فى أوجه نشاطها وتمسكها بعضويتها لها والدفاع والتضحية من أجل الجماعة والبقاء فى عضويتها ، كما نلاحظ أيضاً هذا الاختلاف فى شعور الأفراد بالرضا فى اجتماعهم وفى سهولة تفاهمهم ووصولهم إلى قرار بصورة اجتماعية .

فقد قام " فستنجر وأخرون " Festinger & et,el ( 1950 ) بتعريف التماسك على أنه المجال الكامل للقوى التى تساعد الأفراد لكى يظلوا فى الجماعة ، ولقد أوضحنا أن هناك قوتان هامتان تؤثران على الأعضاء لكى يظلوا فى الجماعة وهما : الانجذاب إلى الجماعة وسائل الضبط، حيث يشير النوع الأول من القوى إلى رغبة الفرد فى التفاعلات الشخصية مع الأعضاء الآخرين والمشاركة فى أنشطة الجماعة ، بينما يشير النوع الثانى من القوى وهو " وسائل الضبط " فهو يشير إلى المزايا التى يمكن للعضو أن يحصل عليها لكونه مرتبطاُ بالجماعة .
كذلك قام كلاً من " كارتراين وذاندر " Cartrunight & Zander ( 1953 ) بتعريف التماسك على أنه مفهوم يشير إلى جاذبية الجماعة لأعضائها .
وفى الفترة ما بين عامى ( 1950 ، 1970 ) ظهر العديد من التعريفات الأخرى لتماسك الجماعة ، وتشير هذه التعريفات إلى أن تماسك الجماعة يتكون من بعدين أساسين هما: ( تماسك المهمة والتماسك الاجتماعى ) ، حيث يعكس " تماسك المهمة " المدى الذى يعمل من خلاله أعضاء الجماعة معاً لتحقيق الأهداف العامة أو على الجانب الأخر ، فإن " التماسك الاجتماعى " يعكس الدرجة التى يحب أعضاء الفريق بعضهم البعض واستمتاعهم بصحبة بعضهم البعض .
وفى عام ( 1982 ) قدم " كارون " Carron تعريفاً للتماسك ، حيث وضح أن التماسك هو عملية ديناميكية تظهر بشكل واضح فى الجماعات التى تميل إلى البقاء متحدة فى متابعة الأهداف والأغراض ، وبالنظر إلى هذا التعريف نجده يتضمن نقطتان أساسيتان هما : العملية الديناميكية ، والاتحاد ومتابعة الأهداف والأغراض .
وتذكر إخلاص عبد الحفيظ ( 2001 ) أنه قد تعددت معانى تماسك الجماعة فنجد أن هذا المفهوم يتضمن شعور الأفراد بانتمائهم إلى الجماعة والولاء لها والتمسك بمعاييرها وعضويتها، وتحدثهم عنها بدلاً من تحدثهم عن أنفسهم ، وعملهم معاً فى سبيل تحقيق هدف مشترك، واستعدادهم لتحمل المسئولية والدفاع عن الجماعة ، كما يتضمن تماسك الجماعة أيضاً والروح المعنوية والعمل بروح الفريق والاندماج فى العمل وجاذبية الجماعة.

ولكى يحقق أفراد الجماعة هدفهم المشترك يجب التصدى أولاً لمشكلتين : المشكلة الأولى تتضمن ضرورة التفاعل الاجتماعى الناجح فيما بينهم ، والثانية ضرورة قيامهم بنجاح بالنشاط الذى يؤدى إلى بلوغ الهدف . فلبد من تحقيق التفاعل الاجتماعى أولاً قبل التصدى لتحقيق الهدف ، ولهذا يرى بعض العلماء أنه قبل التصدى لعملية جديدة على المجموعة أدائها أن تكون هناك فترة تمهيدية للتعرف على المشكلة وتبادل الأعضاء لوجهات النظر لتخطيط سبل التفاعل والعلاقات المتبادلة بينهم والتحول التدريجى إلى التنفيذ ، ولابد من تهيئة الظروف المناسبة كتمهيد للأداء .
فإذا كانت العملية ( المباراة أو المنافسة ) تتطلب درجة عالية من التنسيق والتعاون فإن إتمامها بفاعلية لن يتم قبل تحقيق التفاعل بفاعلية ، وأما إذا كان أداء العملية لن يتطلب إلا قليلاً من التفاعل بين الأفراد أو لا يتطلب تفاعلاً فإن العلماء يتشككون فى وجود ما يسمى بالجماعة أو روح الجماعة . وتتحول العملية إلى عملية يقوم بها أفراد متفرقون لا تربط بينهم روابط الجماعة فإذا تم التوصل إلى تحقيق التفاعل المناسب بين الأعضاء ، والطرق الموصلة إلى الهدف بنجاح تحققت الفعالية بشرط أن يكون الهدف المطلوب وليس غيره . إذ أن الفاعلية لن تقاس إلا بالإنتاجية . وتتفق الإنتاجية مع الهدف المقصود
ويعتبر موضوع التماسك هو المحدد الذى تدور حوله معظم الإجراءات مع الفرق الرياضية خاصة تلك الفرق الناجحة ، فالمدربون الناجحون يؤمنون بأن تماسك الفريق هو العامل الحاسم في نتائجه ، وأشار السيكولوجيون و السسيولوجيون أن الفرق عالية التماسك تؤدى أداءات أفضل عن الفرق منخفضة التماسك وذلك من خلال إشاراتهم التالية :
أن الفرق عالية التماسك لا تنفق الكثير من وقتها وجهدها لتدعيم الفريق ، حيث أنها لديها الكثير من الطاقة التى تكرسها لأداء العمل أكثر من الفرق منخفضة التماسك .
أن زيادة معدل الاتصال والتفاعل داخل الفرق المتماسكة يمكنها من تنسيق مواردها ونشاطها بصورة أفضل من الفرق غير المتماسكة وهكذا يتحسن الأداء فى الفرق المتماسكة.
والفرق المتفاعلة تمتلك إدارة التفاعل ، ومن ثم تكون مواردها من السهل الحصول عليها وتوظيفها بدرجة لا تتمتع بها الفرق الأقل تماسكاً .
الأعضاء اللذين يطلق عليهم أنهم متماسكون يعملون بجهد لإنجاز أهداف الفريق عن أهدافهم الشخصية .
أن الفرق الرياضية التى تسجل درجات عالية من مطلب التماسك لديها نسبة مئوية أعلى من إحراز النصر .

طيبه عجام
12-06-2008, 02:35 PM
دكتور محمد

جزاك الله خير

ودي وتقديري

أ- منصور
07-07-2008, 06:38 PM
ألله يعطيك الصحة والعافية على هالجهد الراقي

لك خالص شكري وتقديري وفائق احترامي

shikon_85
11-07-2008, 05:00 PM
د محمود
مجهود عظيم
جزاك الله خير
تحياتي

لمياء الديوان
20-07-2008, 07:18 AM
http://up4.m5zn.com/photos/00033/0DMNYW582KXX.jpg

بارك الله كل جهودك المميزة

الله يعطيك الصحة والعافية

لك خالص تحياتي