المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كريم .. ولئيم



الامر الواقع
28-05-2008, 04:54 PM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. وبعد فإن الإنسان بطبيعته يعاشر الناس ويأنس بصحبتهم ويتخذ منهم إخوانا وأحبابا يفرح بهم ويركن إليهم إذا نزلت به الخطوب بعد الله ويودعهم أسراره ويبث إليهم همومه ويشاورهم في أموره وقد يحتاج إلى خدمتهم ومعونتهم ويكون لهم أيضا عونا لهم يحسن إليهم.والناس فيهم الكريم واللئيم فيهم من إذا أحسنت إليه شكرك وعرف لك الجميل وذكرك بالذكر الحسن وكافأك على المعروف متى ما سنحت له فرصة ولو بكلمة طيبة متبعا هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى تروا أن قد كافأتموه). رواه أبوداود.
إن الشخص الكريم بطبعه محب للإحسان والفضل إلى الغير برأيه ووقته وجهده وعلمه وشفاعته وماله لكن كثيرا من الكرماء لا يميزون بين الناس بين من يستحق الإحسان ومن لا يستحق ولذلك تقع لهم مشاكل وتواجههم عقبات في حباتهم العملية مما تصيبهم بالإحباط أو تسبب لهم الانقطاع عن بذل الخير أو غير ذلك من الآثار النفسية. قال علي بن عبد الله بن عباس : (وزهدني في كل خير صنعته إلى الناس ما جربت من قلة الشكر). وإن نكران الجميل وقلة الوفاء من الأخلاق الذميمة التي نهى عنها الشرع وحذر منها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) رواه أحمد. وهو يدل على سوء الخلق وقلة المروءة وفساد الرأي وأنانية النفس وضعف الإيمان وغيره من صفات السوء. إنه إنكار للفضل وجحود بالإحسان الذي من الله به على عباده وفتح عليهم به وكفران للنعم كما في الترمذي: (من صنع إليه معروف فوجده فليجز به فإن من أثنى فقد شكره ومن كتم فقد كفره). ومن كانت عادته كفران نعم الخلق وترك شكرهم كانت عادته كفران نعم الله وترك شكره. فلا يليق بالعاقل أبدا أن ينكر الإحسان ويتنكر له. إن اعتراف الإنسان بفضل الغير ومعروفه لا ينقص من قدره ولا يحط من منزلته بل يعلي قدره عند الله وفي عيون الخلق.
إن نكران الجميل له صور مشاهدة في حياتنا تتكرر مع الأيام مع الولد والزوج والزوجة والجار والقريب والبعيد وتروى في هذا الباب قصص غريبة وأحوال عجيبة وبعض المحسنين يشتكون أهل زمانهم في قلة الشكر والنكران للجميل وعدم الوفاء فإلى هؤلاء أقدم لهم وصايا نافعة:
أولا: إذا أحسنت فاجعله لله وتعامل مع الله ولا تتعامل مع الخلق ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا.
ثانيا: إحرص على اختيار الشخص المناسب من أهل المروءة والفضل الذي يستحق الإحسان والبذل.
ثالثا: إتق شر من أحسنت إليه وكن على حذر منه.
رابعا: وطن نفسك على تغير أحوال من أحسنت إليهم وتوقع منهم النكران والجفاء.
خامسا: لا تجعل إحسانك للناس وعطائك على حساب أهلك ونفسك مما يلحق الضرر بك ويسبب لك الحرج إلا إذا تيقنت أن إحسانك في موضعه وأن معروفك في أهل العلم والفضل ممن يتقرب إلى الله بخدمتهم وإيثارهم.
سادسا: عند بذلك للإحسان والفضل كن واثقا بالله معتمدا عليه ثم على قرارك المناسب ورأي أهل الحكمة ولا تلتفت أبدا إلى أقاويل الناس وإشاعاتهم التي تسفه الكريم على بذله وإحسانه وتذمه على منعه وإمساكه فإن من أرعى سمعه لكلام الناس اختلطت عليه الأمور وتوقف عن عمل الخير والناس لا يرضيهم شيء.
----

( منقول ومختصر )

جميل الثبيتي
28-05-2008, 07:22 PM
أخي الفاضل

الأمر الواقع

بارك الله بكم منقول جميل وإختصار وافي ومعاني للأسف نجدها بيننا ومعنا ومن أقرب المقربين لنا

ولكن عزؤنا هذا القول من منقولكم :

إذا أحسنت فاجعله لله وتعامل مع الله ولا تتعامل مع الخلق ولا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا.