المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم



الاهلي الراقي
10-12-2014, 01:10 PM
اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين؟ اَللَّهُمَّ اِنَّا نَسْاَلُكَ عِلْماً نَافِعاً وَقَلْباً خَاشِعاً وَلِسَاناً ذَاكِراً وَعَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُنَا اِلَيْكَ زُلْفَى وَحُسْنَ مَآب؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ بَدَاْنَا فِي الْمُشَارَكَةِ السَّابِقَة فِي بَحْثِ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ وَكَانَتْ بِعُنْوَان{مَاآتَاكُ مُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَانَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا(وَقُلْنَ ا اَنَّهَا مَصْدَرٌ اَسَاسِيٌّ مِنْ مَصَادِرِ التَّشْرِيع؟ وَاَنَّ مَايُقَالُ وَيُرْجَفُ بِاَنَّنَا لَسْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى السُّنَّةِ وَاِنَّمَا يَكْفِينَا الْقُرْآن؟ هُوَ قَوْلٌ فِيهِ هَدْمٌ لِلدِّينِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْخُذَ بِكَثِيرٍ مِنَ الْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْقُرْآنِيَّةِ تَفْصِيلِيّاً وَبِالتَّفْصِيلِ اِلَّا مِنْ خِلَالِ سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ وَاَمَّا الْقُرْآنُ فَلَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْخُذَ مِنْهُ هَذِهِ الْاَحْكَامَ اِلَّا مُجْمَلَةً اَوْ جُمْلَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْجُمْلَةَ وَالتَّفْصِيلَ مَعاً لِهَذِهِ الْاَحْكَام لَا نَفْهَمُهَا اِلَّا مِنْ خِلَالِ السُّنَّةِ الشَّرِيفَة؟ وَنَحْنُ مَاْمُورُونَ اَنْ نُطِيعَ رَسُولَ اللهِ فِي كُلِّ مَاجَاءَنَا بِهِ مِنْ قُرْآنٍ وَمِنْ سُنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقُلْنَا اَيْضاً اَنَّ السُّنَّةَ مِنْ حَيْثُ تَعْرِيفِ اُصُولِ الْفُقَهَاءِ لَهَا؟ اَنَّهَا كُلُّ مَاصَدَرَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ غَيْرِ الْقُرْآنِ مِنْ قَوْلٍ اَوْ فِعْلٍ اَوْ تَقْرِير؟ نَعَمْ اَخِي؟ فَحِينَمَا نَقُولُ يَجِبُ الْعَمَلُ بِالسُّنَّة؟ فَلَا بُدَّ لَنَا مِنَ الدَّلِيلِ الشَّرْعِيِّ عَلَى وُجُوبِ عَمَلِنَا بِهَذِهِ السُّنَّة؟ فَمَاهِيَ هَذِهِ الْاَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِالسُّنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ هُنَاكَ اَدِلَّةٌ مِنَ الْقُرْآن؟ وَاَدِلَّةٌ مِنَ السُّنَّة؟ وَاَدِلَّة عَقْلِيَّة اَيْضاً؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ الَّذِي يُنْكِرُ السُّنَّة؟ لَايَقْبَلُ اَنْ نَقُولَ لَهُ هَذَا دَلِيلٌ مِنَ السُّنَّة؟ لِاَنَّهُ اَنْكَرَ اَصْلَهَا؟ وَلَكِنْ نَقُولُ لَهُ مِنْ بَابِ الْعَقْلِ وَالْمَنْطِقِ كَمَا سَيَاْتِي وَمِنْ بَابِ التَّفَكُّرِ وَلَوْ كَانَ بَسِيطاً؟ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنَ الْعَمَلِ بِالسُّنَّة؟ نعم اَيُّهَا الْاَفَّاكُون؟ اَنْتُمْ تَقُولُونَ اَنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآنِ وَلَاتُؤْمِنُونَ بِالسُّنَّة؟ اُوكِّيْ يَامَنْ تَزْعُمُ اَنَّكَ قُرْآنِي؟ هَلْ اَنْتَ تُصَلّي؟ فَاِذَا قُلْتَ لِي لَااُصَلّي؟ فَلِمَاذَا اَنْتَ مُتَحَمِّسٌ لِلْقُرْآنِ بِهَذَا النِّفَاقِ الْفَاضِحِ وَتَرْفُضُ الْعَمَلَ بِالسُّنَّةِ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ اللهَ كَرَّرَ اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ مَرَّةً فِي اَكْثَرِ مِنْ ثَمَانِينَ مَوْضِعاً فِي الْقُرْآنِ قَوْلَهُ تَعَالَى{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ؟ وَآتُوا الزَّكَاة( وَاَمَّا اِذَا قُلْتَ لِي اَنَّكَ تُصَلّي وَتُحَافِظُ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ؟ فَبِاللهِ عَلَيْك؟ اُرِيدُ اَنْ اَسْاَلَكَ سُؤَالاً تُحَكِّمُ فِيهِ ضَمِيرَك؟ كَمْ تُصَلّي فَرْضَ الصُّبْحِ؟ طَبْعاً سَتَقُولُ لِي اُصَلّي الصُّبْحَ رَكْعَتَيْن؟ وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثَ رَكَعَاتٍ؟ وَالظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ اَرْبَعَ رَكَعَاتٍ؟ طَيِّبْ مِنْ اَيْنَ جِئْتَ بِهَذَا؟ مِنْ اَيْنَ جِئْتَ بِعَدَدِ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ؟ اَتَحَدَّاكَ اَنْ تَاْتِيَ لِي بِآيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ فِيهَا اَنَّ الصُّبْحَ رَكْعَتَان؟ وَالْمَغْرِبَ ثَلَاثاً؟ وَالظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْعِشَاءَ اَرْبَعَ رَكَعَاتٍ لِكُلِّ وَقْتٍ مِنْ هَذِهِ الْاَوْقَاتِ الثَّلَاثَة؟ وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً اَنَّ اللهَ ذَكَرَ ذَلِكَ كُلَّهُ فِي السُّنَّةِ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ؟ فَاِذَا كُنْتَ لَاتَقْبَلُ وَلَاتَرْضَى اَنْ تَاْخُذَ بِعَدَدِ هَذِهِ الرَّكَعَاتِ مِنَ السُّنَّة؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا؟ اَنْ يُصَلّيَ عَلَى هَوَاهُ بِالْعَدَدِ الَّذِي يَرَاهُ مُنَاسِباً وَيَتَّفِقُ مَعَ هَوَاه؟ وَهَلْ يَقُولُ بِهَذَا الْكَلَامِ عَاقِلٌ اَيُّهَا الْاَفَّاكُون؟ نَعَمْ نَحْنُ لَانُنْكِرُ وُجُودَ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْقُرْآن{اِرْكَعُوا وَاسْجُدُوا(لَكِنْ هَلْ يُوجَدُ فِي الْقُرْآنِ عَدَدٌ لِهَذِهِ الرَّكَعَات؟ وَبِالتَّالِي هَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنْ يَاْتِيَ هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيُّونَ بِحُجَّةِ اَنَّهُمْ يُنْكِرُونَ السُّنَّةَ اِلَى اَيِّ اِنْسَانٍ يُرِيدُ اَنْ يُصَلّيَ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ يَقُولُونَ لَهُ صَلِّ وَاسْجُدْ وَارْكَعْ كَمَا يَحْلُو لَكَ فَلَيْسَ هُنَاكَ فِي الْقُرْآنِ عَدَدٌ مُحَدَّدٌ لِرَكَعَاتِ الصَّلَاة؟ فَلَوْ رَضِينَا بِاِفْكِهِمْ وَكَذِبِهِمْ فِي اِنْكَارِ السُّنَّة؟ لَقُلْنَا اِنَّ صَلَاةَ هَذَا الْاِنْسَانِ فِي بَيْتِهِ اَوْلَى مِنْ صَلَاتِهِ فِي الْمَسْجِدِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ لَامَعْنَى وَلَافَائِدَةَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ(لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اِقَامَةَ الصَّلَاةِ جَمَاعَةً اَوْ اَفْرَاداً لَنْ تَتَحَقَّقَ كَمَا اَرَادَهَا اللهُ فِي الْبَيْتِ اَوْ فِي الْمَسْجِدِ اَوْ فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً الَّتِي جَعَلَهَا اللهُ مَسْجِداً وَطَهُوراً؟ وَبِالتَّالِي فَاِنَّ مُرَادَ الشَّارِعِ الْحَكِيمِ سُبْحَانَهُ مِنْ اِقَامَتِهَا فَرْداً اَوْ جَمَاعَةً كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ لَنْ يَتَحَقَّقَ هُوَ اَيْضاً؟ فَاِذَا اَرَادَ كُلُّ اِنْسَانٍ اَنْ يُصَلّيَ كَمَا يَحْلُو لَهُ وَعَلَى هَوَاهُ وَبِغَيْرِ عَدَدٍ مِنَ الرَّكَعَاتِ مُوَحَّدٍ لِلْجَمِيعِ؟ فَلَامَعْنَى لِقَوْلِ الْاِمَامِ لِلْمُصَلّينَ سَوُّوا صُفُوفَكُمْ وَسُدُّوا الْخَلَلَ فَاِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ اِقَامَةِ الصَّلَاة؟ وَلَامَعْنَى لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّ اللهَ لَايَنْظُرُ اِلَى صَفٍّ اَعْوَج( فَاِذَا اَرَادَ كُلُّ اِنْسَانٍ اَنْ يُصَلّيَ كَمَا يَحْلُو لَهُ؟ فَلَيْسَ مُضْطّرّاً اِلَى{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ(مِنْ اَجْلِ تَقْوِيمِ اعْوِجَاجِهِ فِي صَلَاتِهِ وَلَا فِي اَخْلَاقِهِ؟ بَلْ يَفْعَلُ مَايَحْلُو لَهُ اَيْضاً مِنْ هَذِهِ الْاَخْلَاقِ بِحُسْنِهَا وَقُبْحِهَا لِاَنَّنَا نَسْمَعُ بَعْضَ الْاَفَّاكِينَ حِينَ خُرُوجِهِمْ مِنَ الْمَسْجِدِ يَقُولُون صَلِّ الْعِشَاءَ وَافْعَلْ مَاتَشَاء؟ وَبِالتَّالِي اَيْضاً لَامَعْنَى لِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اِنَّمَا جُعِلَ الْاِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ(وَباِلتَّالِي مَاهُوَ مَحَلُّ هَذَا الْاِمَامِ مِنَ الْاِعْرَابِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيِّينَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ عَلَى هَوَاهُمْ؟ بِالتَّاكِيدِ لَامَحَلَّ لَهُ مِنَ الْاِعْرَاب؟ بَلْ لَامَحَلَّ لِلْمَسْجِدِ الَّذِي يُصَلّي فِيهِ اَيْضاً؟ وَعَلَيْنَا اَنْ نُغْلِقَ اَبْوَابَ الْمَسَاجِدِ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَم؟ وَبِالنَّتِيجَةِ لَاحَاجَةَ لَنَا اَيْضاً اِلَى شَدِّ الرِّحَالِ عِنْدَ الْمَسَاجِدِ الثَّلَاثَةِ الْحَرَامِ وَالنَّبَوِيِّ وَالْاَقْصَى؟ فَهَلْ اَدْرَكْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْآن هَذَا الْخَطَرَ الْعَظِيمَ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَجُرَّنَا اِلَيْهِ هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيُّونَ شَيْئاً فَشَيْئاً بِسَبَبِ اِنْكَارِهِمْ لِسُنَّةِ اللهِ الَّتِي اَجْرَاهَا سُبْحَانَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ وَفِعْلِهِ وَتَقْرِيرِه؟ وَلَكِنَّنَا نُبَشِّرُ هَؤُلَاء ِالْقُرْآنِيِّين؟ اَنَّ اللهَ حَبَكَ الْقُرْآنَ حَبْكَةً رَبَّانِيَّةً هَائِلَةً بَلِيغَةً مُعْجِزَةً لَامَجَالَ بَعْدَهَا لِاَعْدَاءِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ اِلَى اِنْكَارِ شَيْءٍ مِنَ الْقُرْآنِ اَوْ مِنَ السُّنَّةِ اِلَّا عَنَاداً وَتَعَنُّتاً وَاسْتِكْبَاراً؟ وَاِنِّي وَاللِه الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّاهُوَ؟ لَاَشُمُّ رَائِحَةً خَبِيثَةً جِدّاً مِنَ التَّشَيُّعِ الْخَبِيثِ الْبَغِيضِ الْحَقِير اَكَادُ اَخْتَنِقُ وَاَمُوتُ مِنْهَا مِنْ خِلَالِ مَااَشُمُّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الْخُبَثَاءِ الْقُرْآنِيِّينَ اَعْدَاءِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ الَّذِينَ لَايُرِيدُونَ اَنْ يَفْهَمُوا الْقُرْآنَ بِفَهْمِ رَسُولِ اللهِ وَصَحَابَتهِ وَاَزْوَاجِهِ وَآلِ بَيْتِهِ وَعُلَمَاءِ الْاُمَّةِ مِنَ السَّلَفِ وَالْخَلَف؟ وَلِذَلِكَ هُمْ يَنْكِرُونَ السُّنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى مَوْضُوعِ الْاَمْوَالِ الْوَاجِبِ اِخْرَاجُهَا فِي الزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ اِذَا حَالَ عَلَيْهَا الْحَوْلُ وَمَلَكَ الْمُسْلِمُ نِصَابَهَا وَبِالشُّرُوطِ الْمَعْرُوفَة؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلاَء ِالْقُرْآنِيِّين؟ اَللهُ تَعَالَى يَقُولُ لَكُمْ{اَقِيمُوا الصَّلَاةَ؟ وَآتُوا الزَّكَاة(طَيِّبْ؟ مَاهُوَ نِصَابُ هَذِهِ الْاَمْوَالِ بِالنِّسْبَةِ لِلزَّكَاةِ الَّتِي فَرَضَهَا اللهُ عَلَى الْقَادِرِينَ عَلَيْهَا؟ هَلْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ آيَةٌ وَاحِدَةٌ تَتَحَدَّثُ عَنْ نِصَابِ الْنَّقْدَيْنِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَمَامَاثَلَهُمَا اَيْضاً مِنَ الْاَوْرَاقِ النَّقْدِيَّة؟ هَلْ يُوجَدُ وَلَوْ آيَةٌ وَاحِدَةٌ تَتَحَدَّثُ عَنْ هَذَا النِّصَاب؟ وَاَنَّهُ بِمِقْدَارِ رُبْعِ الْعُشْرِ؟ فَاِذَا حَالَ عَلَيْهِ الْحَوْلُ فَيَجِبُ اِخْرَاجُ الزَّكَاةِ اِلَى مُسْتَحِقّيهَا مِنَ الْاَصْنَافِ الثَّمَانِيَةِ الْفَقِيرَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي سُورَةِ الْفَاضِحَة؟ نَعَمْ اَخِي لَوْ بَحَثُوا فِي جَمِيعِ آيَاتِ الْقُرْآنِ؟ فَلَنْ يَجِدُوا مِثْلَ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي قُلْنَاه؟ فَكَيْفَ نُقَدِّرُ مِثْلَ هَذَا النِّصَابِ يَااَخِي؟ وَكَيْفَ نُقَدِّرُ الْاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ الْمُتَعَلّقَةَ بِالزَّكَاةِ اِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سُنَّةٌ صَرِيحَةٌ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تُبَيِّنُ لَنَا ذَلِك؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ سُنَّة؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا يَسْتَطِيعُ هُنَا اَيْضاً اَنْ يُخْرِجَ الزَّكَاةَ عَلَى حَسَبِ مَزَاجِهِ وَهَوَاه؟ وَلَنْ يَرْضَى بِقِسْمَةِ اللهِ فِي الزَّكَاة؟ بَلْ لَنْ يَرْضَى اَيْضاً بِقِسْمَةِ اللِه فِي الْمِيرَاثِ فِيمَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ الَّذِي يَزْعُمُ الْقُرْآنِيُّونَ اَنَّهُمْ لَايَبْغُونَ سِوَاهُ اسْتِنْبَاطاً لِلْاَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة؟ فَهَلْ هُمْ حَقّاً مُلْتَزِمُونَ بِمَا فِيهِ مِنْ اَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ تَتَعَلَّقُ بِمَا قَسَمَ اللهُ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ مِنَ الْمِيرَاث؟ اَمْ اَنَّهُمْ يَنْهَقُونَ كَالْحَمِيرِ لَيْلَ نَهَارَ مُنَادِينَ بِحُقُوقِ الْمَرْاَةِ وَالدَّعْوَةِ اِلَى مُسَاوَاتِهَا مَعَ الرَّجُلِ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي الْمِيرَاث؟ اَرَاَيْتَ اَخِي اِلَى هَؤُلَاءِ الْاَفَّاكِينَ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ اُمَّةُ الْقُرْآنِ وَلَاشَيْءَ غَيْرَ الْقُرْآن؟ اَرَاَيْتَ كَيْفَ اَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ اَيْضاً لَمْ يَسْلَمْ مِنْ تَجَاهُلِهِمْ لِمَا فِيهِ مِنْ حَلَالٍ وَحَرَامٍ وَكَيْفَ اَنَّهُمْ ضَرَبُوا بِهِ عُرْضَ الْحَائِطِ وَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً قَبْلَ اَنْ يَنْبُذُوا السُّنَّةَ الشَّرِيفَة بَعْدَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَنْتَ هُنَا فِي آيَاتِ الْقُرْآنِ عَلَيْكَ اَنْ تُطِيعَ اللهَ فِي الْاِجْمَالِ؟ وَاَنْ تُطِيعَ رَسُولَهُ اَيْضاً فِي التَّفْصِيل؟ بِمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكَ اَنْ تُطِيعَ اللهَ فِي مُجْمَلِ قًوْلِهِ سُبْحَانَهُ{آَتُوا الزَّكَاة( وَعَلَيْكَ اَيْضاً اَنْ تُطِيعَ رَسُولَهُ فِي الْمُفَصَّلِ وَهُوَ تَفْصِيلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِهَذِهِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَام؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ وَمَافِيهَا مِنْ غَيْبِيَّات؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تُطِيعَ اللهَ فِي الْمُجْمَلِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى مَثَلاً عَنِ الْمُؤْمِنِينَ اَنَّهُمْ يَجِبُ عَلَيْهِمْ اَنْ يَكُونُوا مِنْ اَهْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ( وَاَنْ تُطِيعَ رَسُولَهُ جِبْرِيلَ فِي الْمُفَصَّلِ وَاِنْ كَانَا غَائِبَيْنِ عَنْ نَاظِرَيْكَ؟ وَاِنْ لَمْ يَكُونَا حَاضِرَيْنِ اَمَامَكَ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَعَلَيْكَ اَنْ تُطِيعَ رَسُولَ اللهِ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي شَرْحِهِ شَرْحاً مُفَصَّلاً{لِذَلِكَ الْكِتَابِ لَارَيْبَ فِيهِ هُدَىً لِلْمُتَّقِين؟ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ؟ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ؟ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُون(اَيْ اَنَّهُمْ يُنْفِقُونَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَالنَّافِلَةَ وَالتَّطَوُّعَ مِنْ بَعْضِ مَارَزَقْنَاهُمْ؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تُطِيعَ رَسُولَ اللهِ الْغَيْبِيَّ جِبْرِيلَ فِيمَا شَرَحَهُ لَكَ تَفْصِيلاً مِنْ قَضِيَّةِ اِيمَانِكَ بِالْغَيْبِ وَلَوْ كُنْتَ لَاتَرَى هَذَا الْغَيْب؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَهَلْ مِنْ الْعَدْلِ اَنْ اَعْبُدَ شَيْئاً لَا اَرَاهُ وَهُوَ اللهُ سَبْحَانَه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِنَّ اللهَ اَعْدَلُ الْعَادِلِينَ؟ يُرِيدُ مِنْكَ الْعَدْلَ اَيْضاً فِي عِبَادَتِهِ وَلَوْ كُنْتَ لَاتَرَاهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ مِنْكَ الْعَدْلَ وَزِيَادَةً عَلَى هَذَا الْعَدْلِ اَيْضاً وَهُوَ الْاِحْسَان لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ يَاْمُرُكَ بِقَوْلِهِ{اَحْسِنْ كَمَا اَحْسَنَ اللهُ اِلَيْكَ(بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَاْمُرُكَ اَنْ تُحْسِنَ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ فِي عِبَادَتِكَ اِيَّاهُ كَمَا اَحْسَنَ هُوَ اِلَيْكَ فِي نِعَمٍ هَائِلَةٍ لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى فِي كُلِّ نِعْمَةٍ مِنْهَا عَلَى حِدَى{وَهَلْ جَزَاءُ الْاِحْسَانِ اِلَّا الْاِحْسَان(فَمَا هُوَ هَذَا الْاِحْسَانُ الْمَطْلُوبُ مِنْكَ اَخِي اِلَى خَالِقِك؟ يَقُولُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام[اَلْاِحْسَانُ اَنْ تَعْبُدَ اللهَ كَاَنَّكَ تَرَاه؟ فَاِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَاِنَّهُ يَرَاك(وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[رَاْسُ الْحِكْمَةِ مَخَافَةُ الله(نَعَمْ اَخِي؟ هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ تَعْبُدَ شَيْئاً لَاتَرَاه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ لِاَنَّكَ كَمَا قَالَ رَجُلٌ صَالح؟ تَرَاهُ وَلَايَرَاك؟ بِمَعْنَى اَنَّكَ تَرَاهُ سَبْحَانَهُ حِينَمَا تَشْكُرُهُ بِطَاعَتِكَ اِيَّاهُ فِي زِيَادَةِ نِعْمَتِهِ وَتَفَضُّلِهِ عَلَيْكَ بِدَلِيل{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَاَزِيدَنَّكُمْ(فِي الْحَسَنَةِ الْوَاحِدَةِ بِعَشْرِ اَمْثَالِهَا؟ وَلَكِنَّهُ لَايَرَاكَ سُبْحَانَهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَسْتُرُ عَلَيْكَ السَّيِّئَةَ الَّتِي تَعْمَلُهَا وَلَايَرَاهَا بِهَذَا الْحَجْمِ الْكَبِيرِ كَمَا يَرَى الْحَسَنَة؟ بَلْ{مَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَايُجْزَى اِلَّا مِثْلَهَا(وَقَدْ يَمْحُوهَا اللهُ بِدَلِيل[اَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا(وَقَدْ يُبَدِّلُهَا اللهُ لَكَ حَسَنَاتٍ بِدَلِيل{فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآَتِهِمْ حَسَنَات(بِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ ذَلِكُمْ اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ رَبُّكُمْ؟ اَلَا يَسْتَحِقُّ الْعِبَادَةَ وَلَوْ لَمْ تَرَوْهُ بِاُمِّ اَعْيُنِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ تَرَوْنَ آثَارَ قُدْرَتِهِ وَنِعْمَتِهِ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ لَهُ آيَةٌ تَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ وَاحِدُ؟ وَكَيْفَ سَتَتَمَكَّنُونَ مِنْ رُؤْيَتِهِ وَلَمْ يَصْمُدِ الْجَبَلُ عِنْدَ رُؤْيَتِهِ حِينَمَا قَالَ مُوسَى{رَبِّ اَرِنِي اَنْظُرْ اِلَيْكَ؟ قَالَ لَنْ تَرَانِي؟ وَلَكِنِ انْظُرْ اِلَى الْجَبَلِ؟ فَاِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي؟ فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً؟ وَخَرَّ مُوسَى صَعِقَا(نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ هَذَا الْجَبَلُ اَيْضاً اَنْ يَصْمُدَ عِنْدَ سَمَاعِ كَلَامِهِ اَيْضاً؟ بَلْ مَااسْتَطَاعَ مَاهُوَ اَعْلَى مِنَ هَذَا الْجَبَلِ وَهُوَ القَمَرُ اَنْ يَصْمُدَ اَمَامَ هَذَا الْقُرْآنِ وَهُوَ كَلَامُ الله بِدَلِيل{لَوْ اَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَاَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ الله{اِقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَر(وَقَدْ بَعَثَ اِلَيَّ اَحَدُ الْاِخْوَةِ بِرِسَالَةٍ يَقُولُ فِيهَا؟ اِذَا كَانَ الْجَبَلُ لَايَسْتَطِيعُ اَنْ يَصْمُدَ اَمَامَ كَلَامِ الله؟ فَكَيْفَ يَسْتَطِيعُ الْاِنْسَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ يَسْتَطِيعُ الصُّمُودَ نَعَمْ؟ لِاَنَّ اللهَ رَبَطَ عَلَى قَلْبِهِ بِرِبَاطٍ اَقْوَى مِنَ الرِّبَاطِ الَّذِي رَبَطَهُ عَلَى الْاَرْضِ بِرِبَاطِ هَذِهِ الْجِبَالِ الرَّاسِيَاتِ مُنْذُ خَلَقَهَا اللهُ وَامْتَنَّ بِهَا عَلَيْنَا فِي قَوْلِهِ{اَلَمْ نَجْعَلِ الْاَرْضَ مِهَادَا؟ وَالْجِبَالَ اَوْتَادَا(حَتَّى لَاتَمِيدَ بِنَا هَذِهِ الْاَرْضُ وَتَضْطَّرِبَ؟ فَاَمَّا الْمُؤْمِنُ فَتَاْتِي اِلَى قَلْبِهِ صَعْقَةٌ قَوِيَّةٌ مِنْ هَذَا الْقُرْآنُ لَايَتَصَدَّعُ لَهَا بِسَبَبِ هَذَا الرِّبَاطِ الْقَوِيّ بدليل{وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ( لَكِنَّهَا مَاتَلْبَثُ اَنْ تَتَوَزَّعَ عَلَى بَقِيَّةِ اَنْحَاءِ جِسْمِهِ لِتَشْحَنَهُ بِقَشْعَرِيرَةِ الْخُشُوعِ بِدَلِيل{اَللهُ نَزَّلَ اَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ؟ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ اِلَى ذِكْرِ الله(نَعَمْ اَخِي وَحَتَّى الْمَاءُ فَاِنَّهُ اِذَا نَزَلَ عَلَى الْجَبَلِ فَاِنَّهُ يَتَصَدَّعُ وَتَخْرُجُ مِنْهُ الْيَنَابِيعُ وَلَايُوجَدُ رِبَاطٌ رَبَّانِيٌّ مِنْ اِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ (اِلَّا بِاِذْنِهِ) لِيَمْنَعَ الْجَبَلَ مِنَ الِانْفِجَارِ بِالْمَاءِ ؟ وَاَمَّا الْمُؤْمِنُ اِذَا نَزَلَ عَلَيْهِ النُّعَاسُ اَوِ الْمَاء؟ فَاِنَّهُ لَايَتَصَدَّعُ وَلَايَنْفَجِرُ كَمَا يَنْفَجِرُ الْجَبَل؟ بَلْ يَرْبِطُ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ لِيَصْمُدَ وَلَايَنْفَجِر بِدَلِيل{اِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ اَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْاَقْدَام( نَعَمْ اَخِي؟ وَاَمَّا الَّذِينَ لَايَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ؟ فَاِنَّهُمْ تَقْسُو جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللهِ بِدَلِيل {فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ الله{وَلَيْسَ الْعَيْبُ مِنْ اَجْهِزَةِ الْاِرْسَالِ فِي الْقُرْآنِ الَّذِي لَايَزِيدُ مَنْ يَسْمَعُهُ مِنْ هَؤُلَاءِ الظَّالِمِينَ اِلَّا خَسَارَاً وَلَكِنَّ الْعَيْبَ مِنْ اَجْهِزَةِ الِاسْتِقْبَالِ الَّتِي عَطَّلُوهَا عِنْدَهُمْ فِي نُفُوسِهِمُ الَّتِي لَايُرِيدُونَ تَغْيِيرَهَا اِلَى مَايُرْضِي الله؟ وَاللهُ تَعَالَى{لَايُغَيِّر ُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ( نعم اخي وَمِنْهُمُ الْمُنَافِقُونَ الَّذِينَ{لَايَذْكُر ُونَ اللهَ اِلَّا قَلِيلَا(وَمِنْهُمُ الْمُتَطَرِّفُونَ الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ ذِكْراً كَثِيراً؟ وَلَكِنَّهُمْ يُؤْذُونَ النَّاسَ بِحَقٍّ وَبِغَيْرِ حَقّ؟ وَيُؤْذُونَ جِيرَانَهُمْ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ امْرَاَةٌ كَثِيرَةُ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالذّكْرِ مِنْ اَذِيَّةِ جِيرَانِهَا؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ لَاخَيْرَ فِيهَا هِيَ فِي النَّارِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَنْ لَايَشْكُرِ النَّاسَ لَايَشْكُرُ اللهَ بِدَلِيل{اَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ{وَبِ الْوَالِدَيْنِ اِحْسَانَا(وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْاِحْسَانُ عَلَى الْوَالِدَيْنِ فَقَطْ اَيُّهَا الْمُتَطَرِّفُون؟ اَمْ لَابُدَّ مِنَ الْاِحْسَانِ اَيْضاً اِلَى اللهِ{وَبِذِي الْقُرْبَى(وَتَشْمَل ُ صِلَةَ الْاَرْحَامِ لِلْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً مِنْ عَهْدِ اَبِينَا آَدَمَ اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ لِاَنَّنَا جَمِيعاً مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ اِخْوَةٌ مِنْ آدَمَ وَآدَمُ مِنْ تَرْاب؟ ثُمَّ يَقُولُ تَعَالَى مُسْتَمِرّاً فِي مُسَلْسَلِ اِحْسَانٍ لَايَنْقَطِعُ اَبَداً مِنْهُ سُبْحَانَه{وَالْيَتَ امَى؟ وَالْمَسَاكِينِ؟ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى؟ وَالْجَارِ الْجُنُبِ(وَهُمْ جِيرَانُكُمْ يَادَاعِشْ اَلْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ مِنَ الْعِرَاقِيِّينَ وَالسُّورِيِّينَ وَالْاَتْرَاكِ وَبَقِيَّةِ دُوَل ِالشَّرْقِ الْاَوْسَطِ وَالْعَالَم؟ ثم يقول تعالى{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ؟ وَابْنِ السَّبِيلِ؟ وَمَامَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ(وَهَلْ يَقْتَصِرُ الْاِحْسَانُ عَلَى هَؤُلَاءِ فَقَطْ؟ اَمْ لَابُدَّ اَيْضاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(اَيْ تَعَامَلُوا مَعَهُمْ بِلُغَةِ الْاِحْسَانِ وَالرَّحْمَةِ؟ وَلَيْسَ بِلُغَةِ الذَّبْحِ وَالسَّكَاكِينِ اَيُّهَا الدَّوَاعِشُ الْخَوَنَةُ لِلْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين؟ يَامَنْ تَذْبَحُونَ مِنَ النَّاسِ بِحَقٍّ وَبِغَيْرِ حَقّ؟ وَحَتَّى وَلَوْ كُنْتُمْ تَذْبَحُونَ بِحَقّ؟ فَاِنَّ ذَبْحَكُمْ بَاطِلٌ؟ لِعَدَمِ وُجُودِ مَحَاكِمَ شَرْعِيَّةٍ تُصَادِقُ عَلَى هَذَا الذَّبْح؟اَيْنَ مَحَاكِمُ النَّقْضِ عِنْدَكُمْ؟ اَيْنَ مَحَاكِمُ الِاسْتِئْنَاف؟ اَيْنَ هَذِهِ الْمَحَاكِمُ الَّتِي اَقَرَّهَا الدِّينُ الْاِسْلَامِيُّ مِنْ اَجْلِ عَدَمِ التَّسَرُّعِ فِي اِصْدَارِ الْاَحْكَامِ؟ فَرُبَّمَا يَكُونُ الْمُتَّهَمُ الَّذِي تُسَارِعُونَ فِي ذَبْحِهِ بَرِيئاً بَرَاءَةَ الذّئْبِ مِنْ دَمِ يُوسُف؟ وَاِلَّا فَلَا مَعْنَى لِقَوْلِهِ عليه الصلاة والسلام[اِدْرَؤُوا الْحُدُودَ بِالشُّبُهَاتِ مَااسْتَطَعْتُمْ( اَلَا تَخَافُونَ اللهَ الَّذِي سَيَتَفَرَّغُ لِحِسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ{سَنَفْرُغُ لَكُمْ اَيُّهَا الثَّقَلَان( لِمَاذَا لَاتَتَفَرَّغُونَ اَنْتُمْ اَيْضاً لِحِسَابِ النَّاسِ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ فِي مَحَاكِمَ شَرْعِيَّةٍ يَرْضَاهَا اللهُ وَرَسُولُه{اَلَيْسَ فِيكُمْ رَجُلٌ رَشِيد(اَلَيْسَ بَيْنَكُمْ مُحَامُونَ مُتَفَرِّغُون؟ اَلَيْسَ بَيْنَكُمْ قُضَاةٌ فُقَهَاءُ مُخْتَصُّون مُتَفَرِّغُون؟ اَلَيْسَ بَيْنَكُمْ مُحَقّقُونَ مُتَفَرِّغُون؟ اَلَيْسَ بَيْنَكُمْ وُكَلَاءُ نَيَابَةٍ بَارِزُون؟ اَلَا تَجِدُونَ وَقْتاً مِنْ اَجْلِ التَّفَرُّغِ لِمِثْلِ هَذِهِ الْاُمُورِ الَّتِي يُحَذّرُكُمْ مِنْهَا الْمُنْتَقِمُ الْجَبَّارُ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْكُمْ اَنْ تَحْصَلَ فِي اَرَاضِيكُمْ بِشَكْلٍ تَعَسُّفِيٍّ ظَالِمٍ وَمِنْ دُونِ مُحَاكَمَاتٍ عَادِلَة؟ لِمَاذَا لَاتَعْرِضُونَ هَذِهِ الْمُحَاكَمَاتِ الْعَادِلَةِ عَلَناً عَلَى مَوَاقِعِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِي؟ لِمَاذَا لَاتَجْلِبُونَ مَعَكُمْ شُهُودَ الْاِثْبَاتِ وَشُهُودَ النَّفْيِ وَمُحَامِي الدِّفَاعِ وَوَكِيلَ النِّيَابَةِ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ الْعَدَالَةِ وَالْاِحْسَانِ اَمَامَ النَّاسِ جَمِيعاً؟ اَلَيْسَ فِي دِينِنَا مَايَدْعُو اِلَى الْعَفُو؟ اَلَيْسَ فِي دِينِنَا مَايَدْعُو اِلَى الدِّيَة؟ هَلْ يَقْتَصِرُ دِينُنَا الْاِسْلَامِيُّ عَلَى الْقِصَاصِ فَقَطْ؟ لِمَاذَا لَاتُنْشِئُونَ مَحَاكِمَ اسْتِئْنَافٍ مُتَخَصِّصَةً بِالدِّيَةِ وَاُخْرَى مُتَخَصِّصَةً بِالْعَفْوِ تَحُضُّ وَتُشَجِّعُ عَلَيْهِ كَمَا اَمَرَ اللهِ وَسَمُّوهَا مَحَاكِمَ الْاِحْسَانِ كَمَا تُسَمُّونَ مَحَاكِمَ الْقِصَاصِ بِمَحَاكِمِ الْعُدْلِ وَتَحْقِيقِ الْعَدَالَة؟ طَيِّبْ؟ هَذَا الْاِنْسَانُ الَّذِي يَتَّهِمُهُ اَهْلُ الْقَتِيلِ بِقَتْلِ وَلَدِهِمْ رُبَّمَا يَكُونُ بَرِيئاً فِعْلاً وَلَكِنْ مِنْ سُوءِ حَظّهِ اَنَّ الْاَدِلَّةَ قَدِ اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِ بِاِدَانَتِهِ فِي قَتْلِ وَلَدِهِمْ فَلِمَاذَا لَاتَكُونُ هُنَاكَ مُحَاكِمُ مُتَخَصِّصَةٌ تُلْزِمُ اَهْلَ الْقَتِيلِ بِدَفْعِ الدِّيَةِ اِلَى اَهْلِ هَذَا الَّذِي يَتَّهِمُونَهُ ظُلْماً فِي حَالِ ثَبَتَتْ بَرَاءَتُهُ لَاحِقاً بَعْدَ اَنْ قَامُوا بِاِعْدَامِهِ خَطَاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اَهْلَ الْقَتِيلِ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مَعْذُورِينَ بِسَبَبِ مَاعِنْدَهُمْ مِنَ الْاَدِلَّةِ الْقَاطِعَةِ عَلَى اِدَانَةِ هَذَا الْاِنْسَان؟ فَاِنَّ ذَلِكَ لَايُعْفِيهِمْ مِنَ الْمَسْؤُولِيَّةِ اَمَامَ اللهِ اِذَا قَامُوا بِالْقِصَاصِ مِنْهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَافَعَلُوهُ بِحَقِّ هَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي اَعْدَمُوه؟ هُوَ الْقَتْلُ الْخَطَاُ الَّذِي يُوجِبُ عَلَيْهِمْ وَعَلَى مَنْ اَخْطَاَ فِي شَهَادَتِهِ فِي الْمَحْكَمَةِ عَلَى الْمُتَّهَمِ اَنْ يَدْفَعُوا الدِّيَةَ رَغْماً عَنْهُمْ جَمِيعاً وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنْ وُجُودِ مَحَاكِمَ مُتَخَصِّصَة؟ نَعَمْ يَادَاعِشْ وَالنُّصْرَة والقاعدة والميليشيات الشيعية المتطرفة واليمين الاسرائيلي المتطرف والبوذيون المتطرفون وَغَيْرُهَا مِنَ الْحَرَكَاتِ الْمُتَطَرِّفَة؟ لِمَاذَا لَاتَتَفَرَّغُونَ لَهَذِهِ الْمُحَاكَمَاتِ الْعَادِلَة؟ لِمَاذَا لَاتُعْطُونَهَا شَيْئاً مِنْ وَقْتِكُمْ؟ لِمَاذَا تُخَصِّصُونَ مُعْظَمَ اَوْقَاتِكُمْ مِنْ اَجْلِ التَّدَرُّبِ عَلَى اسْتِعْمَالِ السَّكَاكِينِ وَشَحْذِهَا؟ لِمَاذَا لَاتَشْحَذُونَ هِمَمَكُمْ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ اللهِ وَرَسُولِهِ؟ اَلَمْ تَعْلَمُوا اَنَّ مِدَادَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْقُضَاةِ وَالْمُحَامِينَ وَوُكَلَاءِ النِّيَابَةِ اَفْضَلُ عِنْدَ اللهِ مِنْ دِمَاءِ الشَّهَدَاء لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُمْ يَبْذُلُونَ مَجْهُوداً جَبَّاراً فِي التَّحْقِيقِ فِي قَضَايَا هَؤُلَاءِ الْمُتَّهَمِين؟ فَاِنْ اَصَابُوا فَلَهُمْ اَجْرَان؟ بَلْ لَهُمْ اَيْضاً اَجْرُ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعَا(لِاَنَّهُمْ اَنْقَذُوا هَذَا الْمُتَّهَمَ الْبَرِيءَ مِنْ حَبْلِ الْمِشْنَقَةِ وَالْاِعْدَامِ وَالذَّبْحِ بِسَكَاكِينِكُمْ؟ وَحَتَّى وَلَوْ اَخْطَؤُوا بَعْدَ مِشْوَارٍ طَوِيلٍ مَعَ مَحَاكِمِ النَّقْضِ وَالِاسْتِئْنَافِ فَلَهُمْ اَجْرٌ وَاحِدُ اِنْ لَمْ يَكُونُوا مُتَعَمِّدِينَ فِي قُلُوبِهِمْ لِهَذَا الْخَطَاِ وَمُسْتَهْتِرِينَ فِي التَّحْقِيقِ فِي قَضِيَّةِ الْمُتَّهَم وَبِشَرْطٍ آَخَرَ اَيْضاً اَلَّا يَكُونَ هُنَاكَ ضَغْطٌ مِنْ رِئَاسَةِ الْجُمْهُورِيَّةِ عَلَى الْقُضَاةِ لِيَحْكُمُوا بِغَيْرِ مَااَنْزَلَ اللهُ مِنَ الْعَدْلِ وَالْاِحْسَان وَاِلَّا فَالْوَيْلُ لِلْجَمِيعِ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَالُوا رَبَّنَا اِنَّا اَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَاَضَلُّونَا السَّبِيلَا؟ رَبَّنَا آَتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيرَا{قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَكِنْ لَاتَعْلَمُون(وَهَنِ يئاً لِلْقَاضِي وَالْمُحَامِي وَوَكِيلِ النِّيَابَةِ الَّذِي يَجْتَهِدُ فِي الْقَضِيَّةِ وَلَوْ اَخْطَؤُوا جَمِيعاً فِي اِصَابَةِ الْهَدَفِ فَاَدَانُوا مُتَّهَماً خَطَاً اَوْ اَطْلَقُوا سَرَاحَهُ خَطَاً بِشَرْط؟ اَنْ يَكُونَ هَذَا الْخَطَاُ غَيْرَ مَقْصُود؟ نعم اخي؟ وَيَاتَعَاسَتَهُ وَيَا شَقَاوَتَهُ عِنْدَ اللهِ مَنْ تَعَلَّمَ اِصَابَةَ الْهَدَفِ مِنْ قَاضِي اَوْ مُحَامِي اَوْ وَكِيلِ نِيَابَةٍ ثٌمَّ نَسِيَهُ اَوْ تَنَاسَاهُ وَلَمْ يُعْمِلْ عَقْلَهُ وَلَااجْتِهَادَهُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَان بَلِ احْتَالَ عَلَى الْقُانُونِ لِيَجِدَ مِنْهُ ثَغْرَةً يُبَرِّىءُ بِهَا مُتَّهماً لَايَسْتَحِقُّ الْبَرَاءَة اَوْ يَدِينُ بِهَا مُتَّهَماً بَرِيئاً لَايَسْتَحِقُّ الْاِدَانَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ تَعَلَّمَ الرَّمْيَ ثُمَّ نَسِيَهُ فَلَيْسَ مِنَّا(وَالرَّمْيُ هُوَ اِصَابَةُ الْهَدَفِ بِدِقَّةٍ مُمْتَازَة؟ وَلَايَقْتَصِرُ عَلَى الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ فَقَطْ؟ بَلْ لَابُدَّ مِنْهُ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ اَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ(اَيْ اَنْ تُصِيبُوا الْهَدَفَ في حُكْمِكُمْ وَهُوَ تَحْقِيقُ الْعَدَالَةِ وَالْاِحْسَان؟نعم اخي اِذَا اَرَدْتَّ اَنْ تَتَعَلَّمَ الرَّمْيَ حَتَّى تُتْقِنَ اِصَابَةَ الْهَدَفِ اَوْ اَرَدْتَّ اَنْ تَتَعَلَّمَ قِرَاءَةَ الْقُرْآن فَاِنَّ اللهَ لَايَحْرِمُكَ مِنَ الْاَجْرِ وَالثَّوَابِ وَلَوْ اَخْطَاْتَ فِي مَرْحَلَةِ التَّدْرِيب بِدَلِيل[اَلْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة وَالَّذِي يَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ شَاقُّ عَلَيْهِ لَهُ اَجْرَان( وَكَذَلِكَ الْقَاضِي وَالْمُحَامِي وَوَكِيلُ النِّيَابَةِ الَّذِينَ يَتَتَعْتَعُونَ وَيُعَانُونَ وَيَبْذُلُونَ مَجْهُوداً جَبَّاراً فِي التَّحْقِيقِ فِي الْقَضِيَّةِ وَهِيَ شَاقَّةٌ عَلَيْهِمْ فَلَهُمْ اَجْرَانِ كَمَا لِقَارِىءِ الْقُرْآنِ؟ وَاَمَّا الْمَاهِرُونَ مِنْهُمْ وَالْبَارِعُونَ فِي التَّحْقِيقِ وَاِصَابَةِ هَدَفِهِمْ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ فِي اِدَانَةِ الْمُتَّهَمِ اَوْ بَرَاءَتِهِ فَاِنَّهُمْ يَحْصَلُونَ عَلَى الْاَجْرِ الْاَوْفَى وَتُظَلّلُهُمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَنِ مِنَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَة؟؟ ( نَعَمْ اَخِي؟ وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى قَضِيَّةِ الْقَتْلِ الْعَمْدِ؟ وَشِبْهِ الْعَمْدِ؟ وَالْخَطَاِ؟ وَمَاهُوَ الْمَطْلُوبُ مِنْ دِيَةِ هَذَا الْقَتْلِ الْخَطَاِ؟ وَمَاهُوَ الْمَطْلُوبُ اَيْضاً مِنْ دِيَةِ قَتْلِ الْعَمْدِ اِذَا عَفَا اَهْلُ الْقَتِيلِ عَنِ الْقَاتِلِ وَرَضُوا بِالدِّيَة؟ نعم اخي؟ فَلَوْ بَحَثَ الْقُرْآنِيُّونَ فِي الْقُرْآنِ كُلّهِ؟ فَلَنْ يَجِدُوا مَعْلُومَةً وَاحِدَةً عَنْ مِقْدَارِ هَذِهِ الدِّيَة؟ وَلَنْ يَجِدُوا اَنَّهَا بِمِقْدَارِ مِائَةٍ مِنَ الْاِبِلِ؟ وَلَاعَشْرَةِ آلَافِ دِينَار؟ وَلَا كَذَا مِنَ الْحُلِيّ؟ وَلَنْ يَجِدُوا جَوَاباً شَافِياً عَنْ ذَلِكَ كُلّهِ؟ وَلَا عَمَّنْ هُوَ الْمَسْؤُولُ عَنْ دَفْعِ هَذِهِ الدِّيَةِ بِالضَّبْطِ؟ وَاِنَّمَا هِيَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ الَّتِي بَيَّنَتْ ذَلِكَ كُلَّهُ؟ وَاَلْزَمَتْ عَاقِلَةَ الْقَاتِلِ الْخَطَاِ بِدَفْعِهَا؟ وَاَلْزَمَتْ اَيْضاً عَاقِلَةَ الْقَاتِلِ الْعَمْدِ بِدَفْعِهَا فِي حَالِ عَفَا اَهْلُ الْقَتِيل؟ نعم اخي؟وَالْعَاقِلَة هُمْ وَرَثَةُ قَاتِلِ الْعَمْدِ اَوْ قَاتِلِ الْخَطَاِ فِي حَالِ مَوْتِهِمَا؟ وَقَدْ ثَبَتَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ ذَهَبَ اِلَى الْيَهُودِ مِنْ اَجْلِ الِاسْتِعَانَةِ بِهِمْ عَلَى دَفْعِ الدِّيَةِ اِلَى اَهْلِ الْقَتِيلِ الْخَطَاْ؟ وَالظَّاهِرُ وَاللهُ اَعْلَمُ اَنَّ قَاتِلَ الْخَطَاِ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَرَثَةٌ يُعِينُونَهُ عَلَى دَفْعِهَا؟ فَاسْتَعَانَ بِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ اَلْزَمَ نَفْسَهُ بِدَفْعِهَا بِقَوْلِهِ[اَنَا وَلِيُّ مَنْ لَاوَلِيَّ لَه(وَالْقَاضِي اَيْضاً اَخِي وَلِيُّ مَنْ لَاوَلِيَّ لَهُ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الدَّوْلَةَ مُلْزَمَةٌ بِتَاْمِينِ هَذِهِ الدِّيَةِ لِاَهْلِ الْقَتِيلِ قَرْضاً وَاجِباً عَلَيْهَا؟ وَعَلَى الْاَغْنِيَاءِ اَنْ يُعِينُوا هَذِه ِالدَّوْلَةَ صَدَقَةً وَاجِبَةً عَلَيْهِمْ فِي مَصَارِفِ الزَّكَاةِ الثَّمَانِيَةِ وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْغَارِمِين(وَدَفْ عُ الدِّيَةِ اِلَى اَهْلِ الْقَتِيلِ يَنْدَرِجُ تَحْتَ قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{اِنَّمَا الصَّدَقَاتُ فِي سَبِيلِ اللهِ(لِمَاذَا؟ حَقْناً لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَمِنْ اَجْلِ الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَهُمْ وَفِيمَا بَيْنَ النَّاسِ جَمِيعاً اَيْضاً {وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا{اِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ اِخْوَةٌ فَاَصْلِحُوا بَيْنَ اَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا الله(فَذَهَبَ عليه الصلاة والسلام اِلَى الْيَهُودِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُقْرِضُوهُ هَذِهِ الدِّيَةَ قَرْضاً حَسَناً اِلَى اَجَلٍ مُسَمّىً بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَعِينَ بِهَا عَلَى الِاْصِلْاحِ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ اَنْفُسِهِمْ؟ وَعَلَى الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِين؟ وَعَلَى الْاِصْلَاحِ فِيمَا بَيْنَ الْيَهُودِ اَنْفُسِهِمْ بِدَلِيل{وَمَااَرْسَ لْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين( وَلِذَلِكَ اخْتَارَ رَسُولُ اللهِ اَنْ يَذْهَبَ اِلَى الْيَهُودِ؟ لِيُعَدِّلَ مِنْ قَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ عَلَى بَعْضِهِمُ الْبَعْض؟ لِاَنَّكُمْ اَيُّهَا الْيَهُود كُنْتُمْ لَاتَقْبَلُونَ الدِّيَةَ فِي شَرْعِ الله؟ بَلْ لَاتَقْبَلُونَ اِلَّا الْقِصَاص؟ بَلْ اَنْتُمْ فِي اَيَّامِنَا لَاتَكْتَفُونَ بِالْقِصَاص؟ بَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَاْخُذُوا اَكْثَرَ مِنْ حُقُوقِكُمْ؟ وَلِذَلِكَ اَنْتُمْ تُدَمِّرُونَ الْبُيُوتَ عَلَى رُؤُوسِ سَاكِنِيهَا اِنْ لَمْ يَخْرُجُوا مِنْهَا؟ فَاِذَا كَانَ قَاتِلُ الْكِنِيس مُذْنِباً؟ فَمَا هُوَ ذَنْبُ اَهْلِ الْقَاتِلِ الَّذِينَ تَقْتُلُونَهُمْ اَوْ تَقُومُونَ بِتَشْرِيدِهِمْ وَتُدَمِّرُونَ بُيُوتَهُمْ؟ لِمَاذَا تَتَعَامَلُونَ بِظُلْمٍ تَعَسُّفِيٍّ لَاحُدُودَ لَهُ مَعَ الْعَرَب؟ بَلْ مَعَ اَنْفُسِكُمْ اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّكُمْ كُنْتُمْ{تَقْتُلُونَ اَنْفُسَكُمْ(وَاَنْت ُمْ وَالْعَرَبُ كَنَفْسٍ وَاحِدَة؟ لِانَّكُمْ اَبْنَاءُ عُمُومَةٍ لِاِسْحَاقَ وَاِسْمَاعِيل؟ وَهُمَا مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ اَيْضاً وَهِيَ اِبْرَاهِيم؟ فَلِمَاذَا تَظْلِمُونَ اَنْفُسَكُمْ يَهُوداً وَعَرَبَا؟ وَلِمَاذَا{تُخْرِجُو نَ فَرِيقاً مِنْكُمْ(وَالْعَرَبُ مِنْكُمْ فَلِمَاذَا تُخْرِجُونَهُمْ{ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونُ عَلَيْهِمْ بِالْاِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاِنْ يَاْتُوكُمْ اُسَارَى تُفَادُوهُمْ(بَلْ اِنَّكُمْ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ لِلْعَرَبِ تُفَادُونَ عَدَداً كَبِيراً مِنْهُمْ بِاَسِيرٍ اِسْرَائِيلِيٍّ وَاحِدٍ فَقَطْ؟ وَلَكِنَّ حُبَّكُمْ اَعْمَى؟ وَلَكِنَّ مِنَ الْحُبِّ مَاقَتَلَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ فِي اَصْلِ شَرِيعَتِكُمْ{هُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ اِخْرَاجُهُمْ{اَفَتُ ؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ(بَلْ اِنَّكُمْ تَكْفُرُونَ بِاَصْلِ شَرِيعَتِكُمْ{فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ اِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا؟ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ اِلَى اَشَدِّ الْعَذَاب؟ وَمَااللهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون(وَلِذَلِك َ اَرَادَ رَسُولَ اللهِ اَنْ يُخَفّفَ مِنْ قَسْوَةِ قُلُوبِكُمْ عَلَى اَنْفُسِكُمْ وَعَلَى النَّاس؟ فَاسْتَعَانَ بِكُمْ بِهَذِهِ الدِّيَةِ؟ لِيُرَغّبَكُمْ بِهَا حَتَّى تَسْتَعِينُوا بِهَا اَنْتُمْ اَيْضاً عَلَى اَنْفُسِكُمْ فِي قَتْلَاكُمْ حَقْناً لِدِمَائِكُمْ؟؟؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَاَبْدَاُ مَعَكَ بِالْاَدِلَّةِ مِنَ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ عَلَى وُجُوبِ الْعَمَلِ بِالسُّنَّة؟ وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاء {يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُم؟ فَاِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ اِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ اِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ؟ ذَلِكَ خَيْرٌ وَاَحْسَنُ تَاْوِيلَا( بِمَعْنَى اَنَّ اجْتِمَاعَ الْقُرْآنِ مَعَ السُّنَّة هُوَ اجْتِمَاعُ اللهِ مَعَ الرَّسُولِ وَالَّذِي يَنْتُجُ عَنْهُ اَحْسَنُ تَاْوِيلٍ لِهَذَا الْقُرْآن؟ نَعَمْ اَخِي؟ يُنَادِينَا اللهُ فِي هَذِهِ الْآيَة وَهُوَ اَقْرَبُ اِلَيْنَا مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد؟ بِنِدَاءٍ بَعِيدٍ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ بَعِيدٌ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا اَنْ يَصِلَ اِلَى مَنْزِلَتِهِ وَجَلَالِهِ وَقَدْرِهِ سُبْحَانَه؟ نَعَمْ اَخِي؟ يُنَادِينَا اَنْ نُطِيعَهُ سَبْحَانَهُ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيم؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَكِتَابُهُ الْكَرِيمُ اَمَرَنَا بِطَاعَةِ نَبِيِّهِ بِقَوْلِهِ{اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُول( يَقُولُ عُلَمَاءُ الْاُصُولِ الْفِقْهِيَّة{اَطِيع ُوا اللهَ(بِمَعْنَى اِعْمَلُوا بِمَا فِي كِتَابِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لِاَنَّنَا لَانَعْلَمُ مُرَادَ اللهِ اِلَّا بِالرُّجُوعِ اِلَى كِتَابِه؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَفِي حَيَاتِهِ كَانَ هُوَ الْمَرْجِعَ الَّذِي يَرْجِعُ اِلَيْهِ النَّاسُ فِي كُلِّ اُمُورِهِمْ وَفِي كُلِّ شُؤُونِهِمْ؟ لَكِنْ بَعْدَ اَنِ انْتَقَلَ اِلَى الرَّفِيقِ الْاَعْلَى؟ بَقِيَ السُّنَّةُ وَالْقُرْآنُ؟ وَاَكْمَلَ اللهُ بِهِمَا لَنَا دِينَنَا؟ نَعَمْ اَخِي؟ لَكِنْ هُنَاكَ سُؤَالٌ يَطْرَحُ نَفْسَهُ الْآن؟ هَلِ السُّنَّةُ اَعَمُّ؟ اَمِ الْحَدِيثُ اَعَمُّ مِنْهَا؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهَا السُّنَّة؟ لِاَنَّ الْحَدِيثَ الشَّرِيفَ هُوَ جُزْءٌ مِنَ السُّنَّة؟ نَعَمْ اَخِي؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلُام؟ اِنْتَقَلَ اِلَى جِوَارِ رَبِّهِ؟ فَبَقِيَتْ لَنَا سُنَّتُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام مُشِيراً اِلَيْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ(وَاُولُو الْاَمْرِ هُنَا تَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْن؟ اَلْمَعْنَى الْاَوَّل؟ هُوَ الْعُلَمَاءُ الَّذِينَ اِذَا اَجْمَعُوا عَلَى اَمْرٍ وَجَبَتْ طَاعَتُهُمْ وَهَذَا مَايُسَمَّى بِالْاِجْمَاع؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْعُلَمَاءَ اِذَا اَجْمَعُوا عَلَى شَيْءٍ؟ فَيَجِبُ اَنْ يُطَاعُوا؟ وَاَمَّا الْمَعْنَى الثَّانِي؟ فَهُوَ بِمَعْنَى{اُولِي الْاَمْرِ(وَهُمُ الْاِدَارِيُّونَ وَالْحُكَّامُ؟ فَهَؤُلَاءِ كَذَلِكَ يُطَاعُونَ اِذَا لَمْ يَاْمُرُوا بِمَعْصِيَة؟ قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَاطَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ الْخَالِق( نَعَمْ اَخِي؟ وَانْظُرْ اِلَى الْقُرْآنِ وَبَلَاغَتِهِ فِي قَوْلِهِ{اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُول(فَحِينَمَا جَاءَ اِلَى{اُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ(لَمْ يَقُلْ وَاَطِيعُوا؟ بَلْ تَرَكَهَا لِتَقْدِيرِنَا لِكَلَامِهِ سُبْحَانَهُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ اَرَادَ اَنْ يَلْفِتَ انْتِبَاهَنَا اِلَى اَنَّ طَاعَةَ غَيْرِ اللهِ تَعَالَى وَغَيْرِ رَسُولِهِ؟ لَايَقْبَلُهَا اللهُ فِي مَعْصِيَةٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَ الْوَالِدَانِ هُمَا الْآمِرَانِ بِهَذِهِ الْمَعْصِيَة بِدَلِيل{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمْا وَصَاحِبْهُمْا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا{اَطِيعُوا اللهَ وَاَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاُولِي الْاَمْرِ مِنْكُمْ(فَهَذِهِ اَخِي ثَلَاثَةُ مَصَادِرَ تَشْرِيعِيَّة؟ وَهِيَ الْقُرْآنُ وَمَصْدَرُهُ مِنَ الله؟ وَالسُّنَّةُ وَمَصْدَرُهَا مِنَ الرَّسُول؟ وَالْاِجْمَاعُ وَمَصْدَرُهُ مِنْ اُولِي الْاَمْرِ{فَاِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ(بِمَعْنَى اِنِ اخْتَلَفْتُمْ فِي شَيْءٍ مِنَ الْاَشْيَاءِ وَلَيْسَ فِيهِ نَصٌّ صَرِيحٌ مِنْ اَجْلِ الْاِجَابَةِ عَلَيْهِ بِفَتْوَى قَاطِعَة صَرِيحَة لَا فِي الْقُرْآنِ وَلَافِي السُّنَّة؟ فَهُنَا مَاذَا نَفْعَلُ اَخِي؟ طَبْعاً نَسْتَعْمِلُ مَايُسَمَّى بِالْقِيَاسِ لِمَا اخْتَلَفْنَا فِيهِ مِنْ مَسَائِلِنَا عَلَى مَسَائِلَ مُشَابِهَةٍ لِمَا فِي الْقُرْآن وَعَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَاقَتَلَ مِنَ النَّعَم(وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَرُدُّوهُ اِلَى اللهِ وَالرَّسُول(فَمَثَلا ً حِينَمَا نَقُولُ حَرَّمَ اللهُ الْخَمْرَ لِعِلَّةِ الْاِسْكَار اَيْ لِاَنَّهَا تُسْكِر؟ فَلَمَّا اسْتُحْدِثَ مَايُسَمَّى بِالْمُخَدِّرَاتِ كَالْحَشِيشِ وَالْاَفْيُونِ وَغَيْرِ ذَلِك؟ لَمْ نَجِدْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ نَصّاً صَرِيحاً وَلَافِي السُّنَّةِ عَلَى تَحْرِيمِ هَذِهِ الْمُخَدِّرَات؟ فَمَاذَا فَعَلَ الْعُلَمَاءُ هُنَا؟ قَاسُوا الْمُخَدِّرَاتِ عَلَى الْخَمْرِ لِوُجُودِ الْعِلَّةِ نَفْسِهَا فِي هَذِهِ الْمُخَدِّرَاتِ اَلَا وَهِيَ الْاِسْكَارُ وَالتَّوَهَانُ بضَرَرٍ اَكْثَرَ مِنْ ضَرَرِ الْخَمْرِ؟ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ قِيسَ التَّدْخِينُ فِي اَيَّامِنَا عَلَى الْخَمْرِ وَعَلَى الْمُخَدِّرَاتِ فِي تَحْرِيمِهِ وَتَحْرِيمِهَا جَمِيعاً؟ نعم اخي؟ فَاللهُ تَعَالَى يَاْمُرُنَا بِطَاعَتِهِ عليه الصلاة والسلام؟ ثُمَّ يُحَذّرُنَا اَنَّ مُخَالَفَتَهُ عليه الصلاة والسلام؟ فِيهَا خَطَرٌ عَظِيم؟ اَلَا وَهُوَ وُقُوعُ الْفِتْنَة؟ قَالَ تَعَالَى {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم( وَالْمَعْنَى كُونُوا اَيُّهَا الْمُسْلِمُون؟ كُونُوا اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ؟ عَلَى حَذَرٍ؟ مِنْ اَنْ تُخَالِفُوا اَمْرَ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام؟ لِاَنَّكُمْ اِذَا خَالَفْتُمْ اَمْرَهُ؟ وَقَعْتُمْ فِي الْفِتْنَةِ وَمَايَنْتُجُ عَنْهَا مِنْ عَذَابٍ يُصِيبُكُمُ اللهُ تَعَالَى بِهِ بِاَيْدِيهِ اَوْ بِاَيْدِيكُمْ؟ لِاَنَّهُ قًادِرٌ عَلَى اَنْ يَسْلُبَ مِنْكُمْ حُرِّيَّةَ الِاخْتِيَارِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ الَّتِي اَعْطَاكُمْ اِيَّاهَا فِي اَيِّ لَحْظَة؟ ثُمَّ يَجْعَلُكُمْ كَالدُّمَى الَّتِي يُحَرِّكُهَا بِيَدَيْهِ كَيْفَ يَشَاءُ لِتَقْتُلُوا بَعْضَكُمْ بَعْضَا؟ نعم اخي؟ وَهَذَا هُوَ فِعْلاً عَيْنُ الْوَاقِعِ الَّذِي نَعِيشُه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الِانْحِرَافَ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ سبحانه وتعالى الَّذِي هُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ الشَّرِيفَة؟ يُودِي بِنَا اِلَى الْفِتَنِ وَاِلَى الْعَذَابِ الَّذِي لَهُ اَوَّل وَلَيْسَ لَهُ آخِر؟ اِلَّا اِذَا عُدْنَا اِلَى اللهِ* سبحانه وتعالى وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَمَااقْتَبَسَ مِنْ هَدْيِهِمَا اَهْلُ البيت من الازواج وآل البيت من الذرية والصحابة وعلى راسهم الخلفاء الراشدين *عَوْداً سَرِيعاً جَمِيلَا؟ نعم اخي؟ فَهَذِهِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ؟ تُوجِبُ عَلَيْنَا اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ الرَّسُولِ وَمَعَ سُنَّتِهِ؟ كَمَا نَتَعَامَلُ مَعَ الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ آيَةٌ اُخْرَى اَيْضاً فِي سُورَةِ النِّسَاء؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ؟ نُوَلّهِ مَاتَوَلَّى؟ وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرَا(نعم اخي؟ وَكَلِمَة يُشَاقِق؟ مَاْخُوذَةٌ مِنَ الشَّقّ؟ وَهُوَ الطَّرِيق{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ( اَيْ مَنْ يَتَّخِذُ شَقّاً اَوْ طَرِيقاً؟ اَوْ يَشُقُّ طَرِيقَهُ مُخَالِفاً لِطَرِيقِ رَسُولِ اللهِ وَطَرِيقَتِه؟ نعم اخي؟ وَيَقُولُ النَّاسُ عَنِ الَّذِينَ يَتَقَاتَلُونَ وَيَتَخَاصَمُونَ وَيَتَشَاحَنُونَ؟ بِاَنَّهُمْ حَصَلَ بَيْنَهُمْ شِقَاق لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَاْخُذُ طَرِيقاً مُخَالِفاً لِطَرِيقِ الْآخَرِ وَيَقُولُ لَهُ اَنْتَ مِنْ طَرِيق وَاَنَا مِنْ طَرِيق؟ وَكَاَنَّهُ يَحْتَقِرُ الطَّرِيقَ الَّذِي يَمْشِي بِهِ غَرِيمُهُ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي اِذَا كَانَ هَذَا الشِّقَاقُ الْحَقِيرُ مَعَ اللهِ وَمَعَ الرَّسُول؟ بِالتَّاْكِيدِ فَاِنَّ اللهَ سَيَحْتَقِرُ مَنْ يُشَاقُّهُ وَيُشِاقِقُ رَسُولَهُ؟ لِاَنَّ عَبْدَهُ الْحَقِيرَ هَذَا؟ يَحْتَقِرُ طَرِيقَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَطَرِيقَتَهُمَا؟ وَلِذَلِكَ{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَاتَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِين(وَلَيْ سَ الْمَقْصُودُ بِالْمُؤْمِنِينَ هُنَا اَخِي عَامَّةُ النَّاس؟ بَلْ هُمُ الْعُلَمَاء؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءَ اِذَا اَجْمَعُوا عَلَى اَمْرٍ؟ وَجَبَتْ طَاعَتُهُمْ؟ نعم اخي؟ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ وَشَاقَّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ وَاتَّخَذَ طَرِيقاً غَيْرَ طَرِيقِهِ؟ وَانْحَرَفَ عَنْ اِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِين؟ فَمَا هُوَ مَصِيرُه{نُوَلّهِ مَاتَوَلَّى( بِمَعْنَى نَتْرُكُهُ وَشَاْنَهُ يَتَخَبَّطُ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا اِلَى مَاشَاءَ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَنُصْلِهِ جَهَنَّم(اَيْ نُحْرِقُهُ فِي جَهَنَّم{وَسَاءَتْ مَصِيرَا( نعم اخي؟ فَهَذِهِ اَدِلَّةٌ كَثِيرَةٌ لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ يُنْكِرُونَ سُنَّةَ رَسُولِ اللهِ وَيُسَمُّونَ اَنْفُسَهُمْ قُرْآنِيِّين؟ تُثْبِتُ اَنَّ اللهَ سَيُحْرِقُ فِي جَهَنَّمَ مَنْ يُخَالِفُ اِجْمَاعَ الْعُلَمَاء؟ وَالْحَالُ اَنَّهُمْ اَدْنَى مَرْتَبَةً وَشَاْناً مِنْ رَسُولِ الله؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَايَجُوزُ لِاَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ اَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ اِجْمَاعَهُمْ؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ يَرُدُّ السُّنَّةَ الشَّرِيفَةَ عَلَى رَسُولِ اللهِ قَوْلاً وَفِعْلاً وَتَقْرِيراً؟ وَالْحَالُ اَنَّ رَسُولَ اللهِ وَحْدَهُ هُوَ اُمَّة؟ وَقَدِ اجْتَمَعَ فِيهِ عُلُومُ جَمِيعِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ حَذَّرَ اللهُ مِنْ مُخَالَفَةِ اِجْمَاعِهِمْ؟ وَكَيْفَ لَايَكُونُ اُمَّة بَلْ هُوَ الْاُمَمُ الْكَثِيرَةُ الَّتِي اجْتَمَعَتْ فِي شَخْصٍ وَاحِد؟ وَمَا اُوتِي جَدُّهُ اِبْرَاهِيمُ الْخَلِيلُ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الصُّحُفِ؟ مِعْشَارَ مَااُوتِيَ مُحَمَّدٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّة عليهما الصلاة والسلام وَمَعَ ذَلِكَ قَالَ الله{اِنَّ اِبْرَاهِيمَ كَانَ اُمَّة( فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ الَّذِي جَمَعَ اللهُ الْاُمَمَ فِيهِ بَلْ جَمَعَ الْاَخْلَاقَ كُلَّهَا فِيهِ بَلْ عَلَا عَلَى هَذِهِ الْاَخْلَاقِ وَجَعَلَهَا مَطِيَّةً لَهُ لِيَرْكَبَهَا وَيُوَجِّهَهَا كَيْفَ يَشَاءُ خَالِقُهُ بِدَلِيلِ قَوْلِ خَالِقِهِ{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم( فَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ بَعْدَ هَذَا كُلِّهِ اَنَّهُ لَمْ يَتَخَرَّجْ مِنْ مَدْرَسَةِ اَخْلَاقِهِ اِلَّا شَرُّ الْاَصْحَابِ يَاشِيعَةَ الْكُفْرِ بِاَخْلَاقِهِ وَالضَّلَال؟ وَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ تَجْرِبَةٍ فَاشِلَةٍ فِي التَّرْبِيَةِ بِهَذِهِ الْاَخْلَاقِ عَلَى مُسْتَوَى النَّاسِ جَمِيعاً بَلْ عَلَى مُسْتَوَى اَصْحَابِهِ مِنْ اَقْرَبِ الْمُقَرَّبِينَ اِلَيْهِ وَالسَّابِقِينَ فِي تَصْدِيقِه؟ وَهَلْ مِنَ الْمَعْقُولِ اَنَّ الْاَخْلَاقَ الِاشْتِرَاكِيَّةَ وَالرَّاْسَمَالِيَّة َ وَالْاِقْطَاعِيَّةَ وَالْبُورُجْوَازِيَّ ةَ وَالصِّنَاعِيَّةَ وَالتِّجَارِيَّةَ وَالزِّرَاعِيَّةَ وَالْعَلْمَانِيَّةَ وَاللِّيبْرَالِيَّةَ وَالشُّيُوعِيَّةَ وَالْمَاسُونِيَّةَ قَدْ كُتِبَ النَّجَاحُ لَهَا جَمِيعاً وَالْمَجْدُ وَالشُّهْرَةُ وَ الرَّوَاجُ وَالْقَبُولُ عَلَى يَدِ مَنْ وَضَعَ قَوَانِينَهَا الْوَضْعِيَّةَ الْاَرْضِيَّةَ وَاَنَّ اَخْلَاقَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ لَمْ يُكْتَبْ لَهَا النَّجَاحُ عَلَى يَدِ مَنْ وَضَعَ قَوَانِينَهَا السَّمَاوِيَّةَ وَالْاَرْضِيَّة مَعاً سُبْحَانَهُ{وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ اِلَهٌ وَفِي الْاَرْضِ اِلَهٌ(فَاَصْبَحَ اَصْحَابُ مُحَمَّدٍ بِذَلِكَ شَرَّ الْاَصْحَابِ كَمَا تَزْعُمُونَ اَيُّهَا الْاَوْغَاد؟ نعم اخي؟ اَدِلَّةٌ كَثِيرَة؟ تَدْحَضُ مَزَاعِمَ هَؤُلَاءِ الْمُنْكِرِينَ لِلسُّنَّةِ؟ وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ؟ اِنَّمَا يُبَايِعُونَ الله؟ يَدُ اللهِ فَوْقَ اَيْدِيهِمْ؟ فَمَنْ نَكَثَ فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ؟ وَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ؟ فَسَيُؤْتِيهِ اَجْراً عَظِيمَا{اِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ(اَيْ يُعَاهِدُونَك؟ نعم اخي؟ وَالْاِنْسَانُ مِنَّا؟ حِينَمَا يَدْخُلُ فِي سِلْكِ الْاِيمَانِ؟ فَهَذَا الْاِيمَانِ هُوَ عَهْدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللهِ؟ وَعَهْدٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِهِ اَيْضاً{فَمَنْ نَكَثَ(هَذَا الْعَهْدَ(فَاِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ(بِمَعْنَى اَنَّ ذَلِكَ النَّكْثَ لِعَهْدِهِ؟ لَايَعُودُ ضَرَرُهُ اِلَّا عَلَى نَفْسِهِ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سَيَتَسَبَّبُ فِي ظُلْمِ نَفْسِهِ؟ بِعَذَابٍ اَلِيمٍ فِي الْجَحِيمِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ اللهَ اَعْطَاهُ عَهْداً اَنْ يُنْجِيَهُ مِنْ هَذَا الْعَذَابِ الْاَلِيمِ بِطَاعَتِهِ؟ فَلَمْ يَكْتَفِ هَذَا الْعَبْدُ اللَّئِيمُ بِعَدَمِ قَبُولِهِ لِهَذَا الْعَهْدِ وَهُوَ هَدِيَّةٌ مِنَ الله؟ بَلْ نَكَثَهُ بِمَعْصِيَتِهِ؟ كَمَا فَعَلَ اَحْفَادُ الْقِرَدَةِ الْيَهُودُ وَالْخَنَازِيرُ الصُّلْبُانُ الْخَوَنَةُ مَعاً؟ حِينَمَا نَكَثُوا كَلَامَ اللهِ بِعَهْدَيْهِ الْقَدِيمِ وَالْجَدِيد؟ فَحَرَّفُوا كَلِمَهُمَا عَنْ مَوْضِعِهِ الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ؟ وَفِي الْمَعْنَى الَّذِي نَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ اَيْضاً؟ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً مِنْ مَتَاعِ الدُّنْيَا وَهُوَ مَايَاْكُلُونَهُ مِنْ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله؟ وَنَسْاَلُ اللهَ الْهِدَايَةَ لِلطَّيِّبِينَ مِنْهُمْ؟ نعم اخي؟ {وَمَنْ اَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ(اَيْ مَنْ اَوْفَى بِعَهْدِ اللهِ وَعَهْدِ رَسُولِهِ وَلَمْ يَنْكُثْهُمَا؟ وَلَمْ يَنْبُذْهُمَا؟ فَاِنَّ اللهَ سَيُؤْتِيهِ الْاَجْرَ الْعَظِيم؟ نعم اخي؟ وَعَهْدُ اللهِ لَايَقْتَصِرُ عَلَى طَاعَتِهِ سُبْحَانَهُ فَقَطْ؟ بَلْ عَلَى طَاعَةِ رَسُولِهِ فِي سُنَّتِهِ اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ فَخَّمَ اللهُ لَفْظَ الْجَلَالَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟ بِضَمِّ آخِرِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلِمَةِ الَّتِي قَبْلَهَا عِوَضاً عَنِ الْكَسْرَة؟ لِاَنَّ عَهْدَكَ اَخِي مَعَ الرَّسُولِ؟ اِذَا اجْتَمَعَ مَعَ عَهْدِكَ مَعَ الله؟ اَصْبَحَ رَفْعاً لِشَاْنِكَ؟ وَعَظَمَةً وَفَخَامَةً لَاحُدُودَ لَهَا عِنْدَ الله؟ وَكَيْفَ لَايَكُونُ ذَلِكَ وَاَنْتَ تُبَايِعُ مَنْ قَالَ اللهُ فِيهِ{وَاِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم(نعم اخي؟ اَلرَّسُولُ عليه الصلاة والسلام؟ يُخْبِرُنَا بِاُمُورٍ غَيْبِيَّة؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ اَيَّ رَسُولٍ لَايَعْلَمُ الْغَيْبَ مِنْ ذَاتِهِ؟ وَاِنَّمَا يَعْلَمُ الْغَيْبَ بِاِخْبَارِ اللهِ لَهُ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْجِنّ{وَلَايُظْهِر ُ عَلَى غَيْبِهِ اَحَدَا؟ اِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُول(فَاللهُ تَعَالَى لَايُطْلِعُ عَلَى غَيْبِهِ اَحَداً؟ لَكِنْ رُسُلُ اللهِ صلى الله عليهم وسلم؟ يُعْطِيهِمُ اللهُ تَعَالَى بَعْضَ الْغَيْبِيَّات؟ وَمِنْ هَذِهِ الْغَيْبِيَّات؟ مَارَوَاهُ الْمِقْدَامُ بْنُ مَعْدِ كَرِبٍ قَال؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم[ اُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ(وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ مِنَ الْحِكْمَةِ وَهِيَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَة[لَيُوشِكَنَّ اَنْ يَجْلِسَ اَحَدُكُمْ مُتَّكِئاً عَلَى اَرِيكَتِهِ شَبْعَانَ؟ يَقُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ الله؟ فَمَا اَحَلَّهُ اللهُ تَعَالَى اَحْلَلْنَاه؟ وَمَاحَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى حَرَّمْنَاه؟ اَلَا؟ وَاِنَّ مَاحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ؟ كَمَا حَرَّمَ الله؟ اَلَا؟ وَاِنَّ اللهَ حَرَّمَ الْحُمُرَ الْاَهْلِيَّةَ؟ وَحَرَّمَ كُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ وَكُلَّ ذِي مَخْلَبٍ مِنَ الطَّيْر(نعم اخي[اُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ(وَالْمِثْلِيّ َةُ هُنَا اَخِي بِمَعْنَى السُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ الَّتِي يُنْكِرُهَا مَنْ يُسَمَّوْنَ فِي اَيَّامِنَا بِالْقُرْآنِيِّين؟ وَقَدْ ظَهَرُوا فِي هَذَا الْعَصْرِ؟ وَضَحِكُوا عَلَى الْعَامَّةِ مِنَ النَّاسِ وَعَلَى بُسَطَاءِ الْعُقُولِ بِقَوْلِهِمْ؟ اَنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ اَنْ يَعْمَلُوا بِالْقُرْآنِ فَقَطْ؟ وَاَنْ يَتَجَاهَلُوا هَذِهِ السُّنَّةَ؟ بِسَبَبِ مَافِيهَا مِنْ صَحِيحٍ وَمَكْذُوبٍ وَمَوْضُوعٍ وَقَوِيٍّ وَضَعِيفٍ اِلَى آخِرِ مَاهُنَالِك؟ فَلَاحَاجَةَ لَنَا اِلَيْهَا بِزَعْمِهِمْ؟ وَاِنَّمَا مَرْجِعُنَا هُوَ الْقُرْآنُ وَحْدَهُ بِزَعْمِهِمْ؟ لِاَنَّهُ قَطْعِيُّ الدَّلَالَة؟ وَاَمَّا السُّنَّةُ؟ فَهِيَ ظَنِّيَّة؟نعم اخي؟ اِنَّهُ كَلَامٌ كَالسُّمِّ الزُّعَافِ الَّذِي يُدَسُّ فِي الْعَسَل؟ فَفِي ذَلِكَ هَدْمٌ لِلدِّين؟ وَبِذَلِكَ يُصْبِحُ الدِّينُ مُسْتَنْبَطاً وَمَعْمُولاً بِهِ حَسَبَ رُؤَى النَّاسِ وَتَصَوُّرَاتِهِمْ وَاَهْوَائِهِمْ كَمَا سَنَقُولُ ذَلِكَ وَنُبَيِّنُهُ اِنْ شَاءَ الله وَنَحْنُ نَبْحَثُ فِي هَذَا الْبَحْث؟ اَللَّهُمَّ يَارَبّ؟ نَوِّرْ قُلُوبَنَا وَعُقُولَنَا؟ مِنْ اَجْلِ تَوْفِيقِنَا مِنْ بِدَايَةِ اِلَى نِهَايَةِ هَذَا الْبَحْثِ؟ بِمَا تَفْتَحُ عَلَيْنَا يَارَبّ؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاء؟ وَمَاذَا عَنِ الْآيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ فِي الْقُرْآن؟ فَهَذِهِ اَيْضاً هِيَ ظَنِّيَّةُ الدَّلَالَةِ وَلَيْسَتْ قَطْعِيَّة؟ كَمَا اَنَّ السُّنَّةَ فِيهَا مَاهُوَ قَطْعِيُّ الدَّلَالَةِ وَلَيْسَ كَمَا تَزْعُمُون؟ وَفِيهَا مَاهُوَ ظَنِّيٌّ اَيْضاً لَكِنْ لَايُؤْخَذُ عَلَى اِطْلَاقِه؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَاْمُرُكُمْ اَنْ تَقُولُوا عَنِ الْقَطْعِيِّ وَالظَّنِّيِّ مَعاً فِي الْقُرْآنِ وَفِي السُّنَّة{آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا(نعم اخي؟ فَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ قُرْآنِيُّونَ؟ ضَرَبُوا بِعَرْضِ الْحَائِطِ؟ جَمِيعَ الْآيَاتِ الَّتِي تَفْرِضُ عَلَى النَّاسِ اَنْ يَتَّبِعُوا سُنَّةَ رَسُولِ الله؟ فَاسْتَحَقُّوا اَشَدَّ الْعَذَابِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ الْبَقَرَة{اَفَتُؤْم ِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ؟ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ(نعم اخي؟ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ يُخْبِرُالرَّسُولَ عليه الصلاة والسلام؟ بِاَنَّهُ سَيَاْتِي عَلَيْنَا زَمَانٌ؟ يَظْهَرُ فِيهِ اِنْسَانٌ شَبْعَان[يُوشِكُ(وَكَلِمَةُ يُوشِكُ مِنْ اَوْشَكَ؟ وَكَلِمَةُ اَوْشَكَ هِي فِعْلٌ مَاضِي؟ وَمِثْلُهَا اَيْضاً كَلِمَةُ طَفِقَ؟ وَاخْلَوْلَقَ؟ وَكُلُّهَا اَخِي مِنْ اَفْعَالِ الْمُقَارَبَة؟ وَالْمَعْنَى هُوَ التَّالِي؟ يَقْتَرِبُ الْوَقْتُ الَّذِي يَحْدُثُ فِيهِ الْآتِي؟ وَهُوَ اَنَّ رَجُلاً مُتْخَماً بِالطَّعَامِ شَبْعَان؟ وَقَدْ اَكَلَ مِنْ كُلِّ اَلْوَانِ الطَّعَام؟ وَهُوَ الْآنَ مُتَّكِىءٌ عَلَى اَرِيكَتِهِ؟ يُرِيدُ الرَّاحَةَ مِنْ هَذِهِ التُّخْمَةِ الَّتِي اَتْخَمَ بِهَا بَطْنَهُ؟ وَبِالتَّالِي فَهُوَ لَايُرِيدُ اَنْ يُتْخِمَ نَفْسَهُ وَلَاعَقْلَهُ اَيْضاً بِمَزِيدٍ مِنَ التُّخْمَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَثْرَةَ الْمَرْعَى تُعْمِي قَلْبَ الدَّابَّة؟ وَبِالنَّتِيجَةِ{فَا ِنَّهَا لَا تَعْمَى الْاَبْصَارُ؟ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور(لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ دَخَلَ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَاتُسْرِفُوا اِنَّهُ لَايُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ(لِمَا ذَا؟ لِاَنَّهُ مَااَبْقَى مَكَاناً فِي جِسْمِهِ يُتْخِمُ بِهِ قَلْبَهُ بِمَا يَعْقِلُ بِهِ وَيَفْهَمُهُ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ الله؟ فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ الْخَطِيرَةُ جِدّاً عَلَيْهِ وَعَلَى الْاُمَّة؟ اَنَّهُ مَازَالَ يَتَّبِعُ خُطُوَاتِ الشَّيْطَان؟ ثُمَّ يَقُولُ عَلَى اللهِ مَالَا يَعْلَمُ حَتَّى فِي الْقُرْآنِ الَّذِي يُرِيدُ اَنْ يَقْتَصِرَ عَلَيْهِ؟ ضَارِباً بِمُلْحَقِهِ مِنَ السُّنَّةِ الشَّرِيفَةِ؟ عُرْضَ الْحَائِط؟ نعم اخي؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرُّ؟ اَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ يُسَمُّونَ اَنْفُسَهُمْ كَذِباً وَزُوراً بِالْقُرْآنِيِّين؟ كَمَا يُسَمِّي بَعْضُ الطَّوَائِفِ مِنَ الْخَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْخَوَنَةِ اَنْفُسَهُمْ كَذِباً وَزُوراً بِالْاِنْجِيلِيِّين؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّ كِلَا الْفَرِيقَيْنِ؟ اَبْعَدُ مَايَكُونُ عَن ِالْقُرْآنِ وَعَنِ الِاْنْجِيل؟ نعم اخي؟ وَنَحْنُ نَرَى فِي اَيَّامِنَا مُفْتِينَ كَثِيرِينَ؟ يَقُولُونَ عَلَى اللهِ مَالَايَعْلَمُونَ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَاْكُلُوا اَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِل؟ نعم اخي؟ تَرَاهُ قَاعِداً فِي الْمَجَالِسِ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ؟ وَعَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ؟ ثُمَّ يُفْتِيكَ وَكَاَنَّهُ عَالِمٌ مِحْرِيرٌ يُحَرِّرُ مَسَائِلَ الْعِلْمِ وَ يَسْتَنْبِطُ الْاَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ وَمَايَتَعَلَّقُ بِكُلِّ ذَلِكَ مِنْ حَلَالٍ اَوْ حَرَام؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ؟ كُنْتُ اَتَنَزَّهُ فِي الْحَدَائِقِ الْعَامَّةِ عِنْدَنَا في طرطوس؟ فَسَمِعْتُ رَجُلاً يَقُولُ لِوَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاء؟ طَلَّقْتُ زَوْجَتِي ثَلَاثَ مَرَّات؟ فِي ثَلَاثًةِ مَجَالِسَ مُتَفَرِّقَة؟ فَقَالَ لَهُ هَلْ كُنْتَ غَضْبَانَ لَاتَعِي مَاتَقُولُ مِنْ هَذَا الطَّلَاق؟ فَقَالَ لَا لَقَدْ طَلَّقْتُهَا وَاَنَا بِكَامِلِ قُوَايَ الْعَقْلِيَّة؟ فَقَالَ لَهُ لَقَدْ دَخَلَ شَيَاطِينُ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ بَيْنَكُمَا فَتَعَلَّمْتَ{مِنْهُ مَا مَايُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ(مِنْ هَذَا الطَّلَاق؟ فَقَالَ لَهُ مَاذَا اَفْعَلُ الْآن؟ اُرِيدُ اَنْ اَسْتَعِيدَ زَوْجَتِي؟ فَقَالَ الْمُشَعْوِذُ الدَّجَّال؟ اَعْطِنِي 5000 لَيْرَة سُورِيَّة مِنْ اَجْلِ اَنْ اُرْضِيَ بِهَا اَسْيَادَكَ مِنَ الْجِنِّ الشَّيَاطِينِ الْكَفَرَة وَسَيِّدَيْكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ الْمُؤْمِنِين وَهُمَا هَارُوتَ وَمَارُوت وَاذْهَبْ اِلَى زَوْجَتِكَ فَقَدْ اَصْبَحَتْ حَلَالاً زَلَالاً لَكَ لَكِنْ تَرَيَّثْ قَلِيلاً حَتَّى اُرْضِيَ اَسْيَادَكَ وَلَاتَقْرَبْهَا اِلَّا بَعْدَ اُسْبُوع؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ قُرْآنِيُّون؟ هَلْ هُمْ حَقّاً قُرْآنِيُّون؟ هَلْ قَرَؤُوا آيَةً مِنَ الْقُرْآنِ يَقُولُ اللهُ فِيهَا{اَلطَّلَاقُ مَرَّتَانِ؟ فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ؟ اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَان؟ وَلَايَحِلُّ لَكُمْ اَنْ تَاْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئاً اِلَّا اَنْ يَخَافَا اَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ الله؟ فَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِه؟ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا(اَيُّهَ ا الْمُشَعْوِذُونَ الدَّجَّالُونَ يَامَنْ تُفْتُونَ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَتَتَّبِعُونَ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ لِتَقُولُوا عَلَى اللهِ مَالَاتَعْلَمُون{وَم َنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَاِنَّهُ يَاْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر{اِنَّمَ ا يَاْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَاَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَالَاتَعْلَمُون(نَع َمْ هَذَا الشَّيْطَانُ الْاِنْسِيُّ الدَّجَّالُ الَّذِي اَمَرَهُ اَنْ يَعُودَ اِلَى زَوْجَتِهِ لِيُعَاشِرَهَا بِالْحَلَالِ بِزَعْمِهِ؟ هُوَ شَيْطَانٌ دَجَّالٌ كَاذِبٌ اَفَّاكٌ اَثِيم لِمَاذَا؟ لِاَنَّهُ تَعَدَّى حُدُودَ الله؟ وَبِالتَّالِي فَاِنَّهُ اَمَرَهُ اَنْ يَعُودَ اِلَى زَوْجَتِهِ لِيُعَاشِرَهَا بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ مِنَ الزِّنَى الْحَرَام بِدَلِيل{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَاُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون(لِمَاذَ ا؟ لِاَنَّهُ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ صحيح بِفَتْوَى غَيْرِ صَحِيحَة سَيَلْعَنُهُ بِسَبَبِهَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْر؟ وَاَمَّا الْفَتْوَى الصَّحِيحَة فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ فَاِنْ طَلَّقَهَا فَلَاتَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ؟ فَاِنْ طَلَّقَهَا فَلَاجُنَاحَ عَلَيْهِمَا اَنْ يَتَرَاجَعَا اِنْ ظَنَّا اَنْ يُقِيمَا حُدُودَ الله( بِمَعْنَى اِنْ تَاَكَّدَا اَنَّهُمَا سَيُقِيمَانِ حُدُودَ الله*(وهنا وقفة لابد منها مع علماء التوحيد) *اَوْ بِمَعْنَى اِنْ تَرَجَّحَ الْيَقِينُ عَلَى الشَّكِّ عِنْدَهُمَا فِي ظَنِّهِمَا اَنَّهُمَا سَيُقِيمَانِ حُدُودَ اللهِ كَمَا تَرَجَّحَ الْيَقِينُ عَلَى الشَّكِّ عِنْدَ اِبْرَاهِيمَ فِي قُدْرَةِ اللهِ تَعَالَى عَلَى اِحْيَاءِ الْمَوْتَى وَلَكِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام اَرَادَ اَنْ يُزِيلَ الشَّكَّ نِهَائِيّاً مِنْ قَلْبِهِ فَقَالَ{رَبِّ اَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى؟ قَالَ اَوَلَمْ تُؤْمِنْ؟ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لَيَطْمَئِنَّ قَلْبِي(وَلِذَلِكَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى بِالظَّنِّ الْيَقِينِيِّ الْمُتَرَجِّحِ عَلَى الشَّكِّ لِبَنِي اِسْرَائِيلَ فِي سُورَةِ الْبَقَرَة{اَلَّذِين َ يَظُنُّونَ اَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَاَنَّهُمْ اِلَيْهِ رَاجِعُون(وَاَمَّا اِنْ تَرَجَّحَ الشَّكُّ عَلَى الْيَقِينِ فِي قَلْبِكَ اَخِي فِي قَضِيَّةِ التَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ الَّذِي تَاَكَّدَ مِنْهُ تَمَاماً اِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِمُعَايَنَتِهِ لِاِحْيَاءِ الْمَوْتَى بِعَيْنِ يَقِينِهِ؟ فَاِذَا اسْتَمَرَّ مَعَكَ ذَلِكَ الشَّكُّ مُتَاَرْجِحاً مَعَ الْيَقِينِ مُسَاوِياً لَهُ اَوْ مُتَرَجِّحاً عَلَيْهِ حَتَّى مَمَاتِكَ فَقَدْ خَرَجْتَ عَنْ دِينِ الْاِسْلَام وَلَايُنْقِذُكَ مِنَ النَّارِ الْاَبَدِيَّةِ اِلَّا اَنْ يَكُونَ يَقِينُكَ بِاللهِ وَبِوَحْدَانِيَّتِهِ وَبِبَعْثِهِ وَنُشُورِهِ مُتَرَجِّحاً عَلَى الشَّكّ؟ وَدَلِيلِي عَلَى هَذَا الْكَلَام هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ لَايَغْفِرُ اَنْ يُشْرَكَ بِهِ(وَلَايَغْفِرُ اَيْضاً لَكَ اَخِي اَنْ تُنْكِرَ شَيْئاً مَعْلُوماً مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ كَقَضِيَّةِ الْبَعْثِ مَثَلاً؟ وَلَامُجَامَلَةَ فِي هَذِهِ الْاُمُورِ عِنْدَ اللهِ اَبَداً؟ نَعَمْ اَللهُ تَعَالَى يُجَامِلُكَ فِي حَالَةِ الشَّكّ وَلَكِنَّهُ لَايَعْفُو عَنْكَ اِلَّا اِذَا تَرَجَّحَ يَقِينُكَ عَلَى شَكِّك؟ وَاَمَّا اِذَا تَغَلَّبَ الشَّكُّ عِنْدَكَ عَلَى الْيَقِينِ اِلَى اَنْ فَاضَتْ رُوحُكَ فَلَايَعْفُو عَنْكَ اَبَداً سُبْحَانَهُ فِي قَضِيَّةِ التَّوْحِيدِ اَوِ الْبَعْثِ بَعْدَ الْمَوْتِ اَوْ اِنْكَارِ شَيْءٍ مَعْلُومٍ مِنَ الدِّينِ بِالضَّرُورَةِ اَوْ تَحْلِيلِ حَرَامٍ اَوْ تَحْرِيمِ حَلَال عَنْ غَيْرِ جَهْلٍ بِهِمَا اَوْ مَوْتِكَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَام وَاِنْ كَانَ سُبْحَانَهُ عَفَا* فِي غَيْرِ قَضِيَّةِ التَّوْحِيدِ وَالْبَعْثِ وَفِي غَيْرِ هَذِهِ الْقَضَايَا قَاصِمَةِ الظَّهْرِ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا *عَمَّنْ قَتَلَ مِائَةَ نَفْسٍ وَقَدْ كَانَ الشَّكُّ وَالْيَقِينُ مُتَاَرْجِحاً عِنْدَهُ فِي اَنَّ اللهَ سَيَغْفِرُ لَهُ جَرَائِمَهُ بِدَلِيلِ اَنَّهُ حِينَمَا مَاتَ وَاخْتَصَمَتْ فِيهِ مَلَائِكَةُ الْعَذَابِ وَالرَّحْمَةِ كَانَ اَقْرَبَ اِلَى اَرْضِ الْاَشْرَارِ وَبَعِيداً عَنْ اَرْضِ الْاَخْيَارِ جَزَاءً رَبَّانِيّاً وِفَاقاً لَهُ عَلَى اَنَّهُ سَاوَى بَيْنَ شَكِّهِ وَيَقِينِهِ وَلَمْ يَزِدْ بِيَقِينِهِ عَلَى شَكِّهِ ذَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ اِيمَانِهِ وَعِلْمِهِ بِاَنَّ لَهُ رَبّاً كَرِيماً يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً وَمَعَ ذَلِكَ مَاذَا فَعَلَ اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ سُبْحَانَه؟ عَامَلَهُ كَمَا سَيَتَعَامَلُ سَبْحَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ قَوْمٍ ذَكَرَتْهُمْ سُورَةُ الْاَعْرَافِ تَسَاوَتْ حَسَنَاتُهُمْ مَعَ سَيِّآتِهِمْ وَمَعَ ذَلِكَ اَدْخَلَهُمُ اللهُ الْجَنَّةَ فَضْلاً مِنْهُ سُبْحَانَهُ وَنِعْمَة وَغُفْرَاناً وَرَحْمَة وَكَذَلِكَ تَعَامَلَ مَعَ هَذَا الْقَاتِلِ فَاَوْحَى اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ سُبْحَانَهُ اِلَى اَرْضِ الْاَشْرَارِ اَنْ تَبَاعَدِي وَاِلَى اَرْضِ الْاَخْيَارِ اَنْ تَقَارَبِي فَاَخَذَتْهُ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ اِلَى الْجَنَّة؟ نعم اخي فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا عُلَمَاءُ التَّوْحِيدِ بِاَنَّ الشَّكَّ لَايَنْفَعُ فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ وَاَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى{اَلَّذِينَ يَظُنُّونَ اَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ(هُوَ بِمَعْنَى يَثِقُونَ وَيُوقِنُونَ وَاَنَّهُ لَايَنْفَعُ اِلَّا الْيَقِينُ بِدُونِ اَدْنَى ذَرَّةٍ مِنَ الشَّكّ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ نَعَمْ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ وَلَكِنَّ الْيَقِينَ يَنْفَعُ اَيْضاً بِوُجُودِ الشَّكِّ بِشَرْط؟ اَنْ يَتَغَلَّبَ عَلَى الشَّكّ بِدَلِيلِ قَوْلِ الرُّسُلِ لِاَقْوَامِهِمُ الْمُعَانِدِين{قَالَ تْ رُسُلُهُمْ اَفِي اللهِ شَكٌّ(وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ اَنَّ مَنْ آمَنَ بِهَؤُلَاءِ الرُّسُلِ كَانُوا فِي حَالَةِ شَكٍّ قَبْلَ اَنْ يُؤْمِنُوا وَلَكِنَّ يَقِينَهُمْ تَغَلَّبَ عَلَى شَكِّهِمْ حِينَمَا آمَنُوا مَعَ بَقَاءِ شَيءٍ مِنَ الشَّكّ رُبَّمَا نَتَجَ عَنْ قُصُورٍ فِي عُقُولِهِمْ وَاَفْهَامِهِمْ وَتَبَلُّدٍ فِي اَذْهَانِهِمْ كَمَا حَدَثَ مَعَ الْحَوَارِيِّينَ حِينَمَا طَلَبُوا مِنْ رَسُولِ اللهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام بِلَهْجَةٍ وَقِحَةٍ غَيْرِ مَقْصُودَةٍ مِنَ الْبَعْضِ مِنْهُمْ حِينَمَا قَالُوا{هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ اَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاء( نَعَمْ اَخِي هَؤُلَاءِ هُمْ اَصْحَابُ عِيسَى؟ وَاَمَّا كُفَّارُ قُرَيْش فَقَدْ تَغَلَّبَ شَكُّهُمْ عَلَى يَقِينِهِمْ فِي قَوْلِهِمْ لِاَصْحَابِ مُحَمَّد؟ اَلَمْ تَسْمَعْ يَااَبَا بَكْرٍ اِلَى مَايَقُولُهُ صَاحِبُكَ مُحَمَّد؟ يَزْعُمُ اَنَّهُ اُسْرِيَ بِهِ اللَّيْلَةَ اِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ؟ فَهَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّهُ اَنْ يُسْرِيَ بِهِ مِنْ مَكَّةَ اِلَى الْمَدِينَة؟ فَقَالَ لَهُمْ اَبُو بَكْرٍ بَلْ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُسْرِيَ وَيَعْرُجَ بِهِ اَيْضاً اِلَى السَّمَوَاتِ الْعُلَى وَاَنَا اُصَدِّقُهُ فِيمَا هُوَ اَبْعَدُ مِنَ السَّمَوَاتِ الْعُلَى؟ اُصَدِّقُهُ فِي خَبَرِ السَّمَاءِ الَّذِي يَاْتِيهِ مِمَّنِ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ سُبْحَانَه؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى اَصْحَابِ عِيسَى وَقَارِنْ بَيْنَ اِيمَانِهِمْ وَبَيْنَ اِيمَانِ اَصْحَابِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ يَقُولُ عَنْهُمُ الشِّيعَةُ قَبَّحَهُمُ الله اَنَّهُمْ شَرُّ الْاَصْحَاب؟ نَعَمْ اَخِي ثُمَّ تَغَلَّبَ الشَّكُّ عَلَى الْيَقِينِ عِنْدَ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فِي قَوْلِهِمْ عَنِ الْقُرْآنِ مُوقِنِينَ بِهِ اَنَّ لِطَعْمِهِ حَلَاوَة وَاَنَّهُ يَعْلُو وَلَايُعْلَى عَلَيْه؟ فكفروا به وقال قائلهم{اَسَاطِيرُ الْاَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَاَصِيلَا(وَكَذَلِك َ الْكُفَّارُ فِي عَهْدِ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَام تَغَلَّبَ يَقِينُهُمْ عَلَى شَكِّهِمْ فِي قَوْلِهِمْ مُوقِنِينَ اَنَّ اَصْنَامَهُمْ لَاتَضُرُّ وَلَاتَنْفَع{فَرَجَع ُوا اِلَى اَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا اِنَّكُمْ اَنْتُمُ الظَّالِمُون(وَلَكِن َّهُمْ مَالَبِثُوا اَنْ تَغَلَّبَ شَكَّهُمْ عَلَى يَقِينِهِمْ مِنْ جَدِيد بِدَلِيل{ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَاهَؤُلَاءِ يَنْطِقُون(وَنَحْنُ نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِقَوْلِ رَسُولِ الله{نَحْنُ اَحَقُّ بِالشَّكِّ مِنْ اِبْرَاهِيم(وَلِذَلِ كَ جَاءَ قَوْلُهُ تَعَالَى لِنَبِيِّنَا مُحَمَّد رَسُولِ الله{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاْتِيَكَ الْيَقِين(اَيْ حَتَّى يَذْهَبَ الشَّكُّ مِنْ قَلْبِكَ تَمَاماً؟ فَاِنْ قُلْتُمْ اَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام قَالَهَا مِنْ بَابِ التَّوَاضُعِ لِاِبْرَاهِيم فَاِنَّهَا حُجَّةٌ ضَعِيفَة لِاَنَّنَا سَنَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ اَيْضاً بِقَوْلِهِ تَعَالَى مُخَاطِباً رَسُولَهُ{فَاِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا اَنْزَلْنَا اِلَيْكَ فَسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ اَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُون( نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ يَجُوزُ لِلْقَاضِي اِطْلَاقُ سَرَاحِ الْمُتَّهَمِ اِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَوَرِّطاً بِجُرْمٍ آخَرَ اِذَا تَرَجَّحَ عِنْدَهُ الْيَقِينُ عَلَى الشَّكِّ فِي بَرَاءَتِهِ مِنَ التُّهْمَةِ الْمَنْسُوبَةِ اِلَيْه؟ وَاَمَّا اِذَا تَرَجَّحَ الشَّكُّ عَلَى الْيَقِينِ عِنْدَ الْقَاضِي فَلَايَجُوزُ اِقَامَةُ الْحُدُودِ عَلَى الْمُتَّهَمِ حَتَّى يُزِيلَ الشَّكَّ مِنْ قَلْبِهِ تَمَاماً بَلْ عَلَيْهِ اَنْ يَتَمَسَّكَ بِقُوَّةٍ وَاِصْرَار وَلَوْ بِخَيْطٍ رَفِيعٍ جِدّاً يُؤَدِّي بِهِ اِلَى بَرَاءَةِ الْمُتَّهَم؟؟ نعم اخي فَاَيْنَ هُوَ هَذَا الْقُرْآنُ الَّذِي يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَقْتَصِرُوا عَلَيْه؟ وَاَيْنَ الْتِزَامُهُمْ بِاَحْكَامِهِ الشَّرْعِيَّة(اِنَّه ُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَتَجَاهَلُوهُ اَيْضاً كَمَا تَجَاهَلُوا السُّنَّة فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ(مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ[ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْر( وَهُنَا وَقْفَةٌ لَابُدَّ مِنْهَا ايضا مع القرآنيين؟ وَاَرْجُو اَنْ تَنْتَبِهَ اَخِي جَيِّداً اِلَى مَا سَاَقُولُ حَتَّى تَفْهَمَهُ جَيِّداً؟ وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين؟ مَاذَا تَقُولُونَ فِي الطَّلَاق؟ اَيْنَ تَفَاصِيلُ الطَّلَاقِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ هَلْ تَجِدُونَ فِي الْقُرْآنِ شَرْحاً وَافِياً كَافِياً فِي مَوْضُوعِ الطَّلَاق؟ نعم اخي؟ لَوْ بَحَثَ الْقُرْآنِيُّونَ فِي تَفَاصِيلِ الطَّلَاقِ كَامِلَةً؟ فَلَنْ يَجِدُوهَا فِي الْقُرْآن؟ وَاِنَّمَا الْقُرْآنُ يَقُول{اَلطَّلَاقُ مَرَّتَانِ؟ فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَان(اِلَى اَنْ يَقُول{فَلَاتَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَه( وَاُرِيدُ مِنْكَ الْآنَ اَخِي اَنْ تُرَكِّزَ مَعِي وَتُضِيءَ بِذِهْنِكَ اِضَاءَةً قَوِيَّةً جِدّاً عَلَى كَلِمَةِ{تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَه(نَعَمْ اَخِي؟ فَلَوْ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ سُنَّةٌ صَرِيحَةٌ مَوْجُودَة؟ لَكَانَ النِّكَاحُ هُنَا بِالنِّسْبَةِ لِهَذِهِ الْمَرْاَة؟ حُكْماً شَرْعِيّاً ظَنِّيّاً؟ يُبِيحُ لِهَذِهِ الْمَرْاَةِ الْعَوْدَةَ اِلَى الزَّوْجِ الْاَوَّلِ بِمُجَرَّدِ عَقْدِهَا عَلَى الثَّانِي وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الثَّانِي اِيلَاجٌ لِعُضْوِهِ الذَّكَرِي فِي الْمَكَانِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{ فَاْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ اَمَرَكُمُ الله( وَلَوْ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ سُنَّةٌ صَرِيحَةٌ مَوْجُودَةٌ اَيْضاً؟ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وُجُودٌ لِحُكْمٍ شَرْعِيٍّ قَطْعِيٍّ فِي الْقُرْآن يُحَرِّمُ عَلَى هَذِهِ الْمَرْاَةِ الْعَوْدَةَ اِلَى الزَّوْجِ الْاَوَّلِ اِلَّا بِشُرُوطٍ صَارِمَةٍ صَعْبَةٍ جِدّاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ{تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ(مَاْخُوذَةٌ مِنَ النِّكَاح؟ وَالنِّكَاحُ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ كَمَا يُطْلَقُ عَلَى الْجِمَاعِ الْمَعْرُوفِ وَهُوَ الْمُعَاشَرَةُ الْجِنْسِيَّةُ الْمَعْرُوفَة؟ فَاِنَّهُ اَيْضاً يُطْلَقُ كَذَلِكَ عَلَى الْعَقْدِ وَهُوَ عَقْدُ النِّكَاحِ اَوْ عَقْدُ الْقِرَانِ اَوْ عَقْدُ الزَّوَاجِ الْمَعْرُوفِ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ بَيْنَهُمَا اِيلَاج بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ اَنْ تَمَسُّوهُنَّ؟ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا؟ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلَا( نعم اخي(فَهَذِهِ الْآيَة هِيَ اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اَنَّ مُرَادَ اللهِ فِي النِّكَاحِ هُنَا هُوَ الْعَقْدُ وَلَيْسَ الْجِمَاع؟ وَ لِذَلِكَ نَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين؟ اِذَا كَانَ مُرَادُ اللهِ هُنَا مِنَ النِّكَاحِ هُوَ الْعَقْدُ وَلَيْسَ الْجِمَاع؟ فَمِنْ اَيْنَ سَنَدْرِي اَنَّ مُرَادَ اللهِ هُنَاكَ مِنَ نِكَاحِهَا زَوْجاً غَيْرَهُ هُوَ الْجِمَاع وَلَيْسَ الْعَقْد لَوْ لَمْ تُنَبِّهْنَا اِلَى ذَلِكَ السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ فِي حَدِيثِ هَدْبَةِ الثَّوْبِ كَمَا سَيَاْتِي؟ نَعَمْ اَخِي وَلِذَلِكَ فَاِنَّ السُّنَّةَ الصَّرِيحَةَ؟ بَيَّنَتْ لِلزَّوْجَةِ وَ زوْجِهَا الْاَوَّلِ الَّذِي طَلَّقَها ثَلَاثاً مُتَفَرِّقَاتٍ غَيْرَ مُتَتَابِعَات؟ اَنَّهُ لَابُدَّ مِنْ عِدَّةِ شُرُوطٍ تَتَحَقَّقُ حَتَّى تَحِلَّ لَهُ مَجَدَّداً طَلِيقَتُهُ الَّتِي طَلَّقَهَا ثَلَاثاً؟ وَمِنْهَا اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ دُخُولٌ حَقِيقِيٌّ لِلزَّوْجِ الثَّانِي عَلَى طَلِيقَةِ الزَّوْجِ الْاَوَّلِ بَعْدَ انْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنَ الْاَوَّلِ وَبِنَاءِ الثَّانِي بِهَا بِعَقْدِ قِرَانِهِ عَلَيْهَا اَوّلاً ثُمَّ بِجِمَاعٍ جِنْسِيٍّ مَعْرُوفٍ يَفْعَلُهُ الزَّوْجُ الثَّانِي وَهُوَ الْاِيلَاج؟ وَلَا يُشْتَرَطُ اَنْ يَحْصَلَ اِنْزَالٌ لِلشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ مِنَ الزَّوْجِ الثَّانِي؟ بَلْ تَحِلُّ لِهَذَا الْاَوَّلِ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ اِنْزَالٌ مِنَ الثَّانِي اِذَا تَحَقَّقَتْ بَقِيَّةٌ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَةِ وَمِنْهَا الْخَلْوَى الصَّحِيحَة بِهَا وَاِيلَاجُ عُضْوِهِ الذَّكَرِي بِهَا فِي رَحِمِهَا وَلَيْسَ فِي شَرْجِهَا؟ فَلَوْ اَوْلَجَ عُضْوَهُ فِي شَرْجِهَا وَلَمْ يُولِجْهُ فِي رَحِمِهَا؟ فَلَا تَحِلُّ لِلْاَوَّلِ فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ لِاَنَّ الثَّانِي فَعَلَ حَرَاماً؟ وَالْحَرَامُ لَايُحِلُّ الْحَلَال؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى قِيمَةِ هَذَا الْعُضْوِ الذَّكَرِيِّ عِنْدَ اللهِ وَذَلِكَ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مِنْ اَحْكَامٍ شَرْعِيَّةٍ هَائِلَةٍ وَمَصِيرِيَّة تَسْمَحُ لِلْمَرْاَةِ اَنْ تَعُودَ اِلَى اَحْضَانِ زَوْجِهَا الْاَوَّلِ وَاَوْلَادِهِمَا مَعاً مُجْتَمِعِينَ مِنْ جَدِيدٍ فِي اُسْرَةٍ وَاحِدَةٍ اِذَا رَغِبَتْ بِذَلِك؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا لَمْ نَشْتَرِطْ اِنْزَالَ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ مِنَ الثَّانِي لِتَحِلَّ لِلْاَوَّل؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لِاَنَّ قَوْلَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام كَمَا سَيَاْتِي وَهُوَ التَّالِي[حَتَّى تَذُوقِي عُسَيْلَتَهُ(يَحْتَم ِلُ الْمَعْنَيَيْنِ مَعاً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا بِاِمْكَانِهَا اَنْ تَذُوقَ مِنَ الثَّانِي عُسَيْلَتَهُ بِاِنْزَالٍ لِلشَّهْوَةِ مِنْهُ وَمِنْ دُونِ اِنْزَال؟ نعم اخي لَكِنْ عَلَيْكَ اَنْ تَنْتَبِهَ جِيِّداً اِلَى اَنَّ الْخَلْوَى وَلَوْ كَانَتْ صَحِيحَة بِهَا مَعَ هَذَا الزَّوْجِ الثَّانِي مِنْ دُونِ اِدْخَالِ عُضْوِهِ الذَّكَرِيِّ اَبَداً فِي رَحِمِهَا؟ لَاتَكْفِي حَتَّى تَحِلَّ لِلْاَوَّلِ وَلَوْ تَوَافَرَتْ بَقِيَّةُ الشُّرُوطِ الْمَطْلُوبَة؟ نعم اخي؟ وَاَزِيدُكَ عِلْماً هُنَا اَخِي بِمُدَاخَلَاتٍ لَابُدَّ مِنْهَا فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةَ مَعَ الْفُقَهَاءِ لِاَنَّهَا حُجَّةٌ قَوِيَّةٌ عَلَى الْقُرْآنِيِّين وَهِيَ اَنَّ الْخَلْوَةَ عِنْدَهُمْ تَكُونُ صَحِيحَة وَلَوْ لَمْ يُدْخِلْ عُضْوَهُ الذَّكَرِيَّ اَبَداً فِي رَحِمِهَا بَلْ وَلَوْ لَمْ يَمْسَسْ رَحِمَهَا اِطْلَاقاً بِعُضْوِهِ الذَّكَرِيّ وَاِنَّمَا يَشْتَرِطُ لَهَا الْفُقَهَاءُ حَتَّى تَكُونَ خَلْوَى شَرْعِيَّةً صَحِيحَةً لِلرَّجُلِ مَعَ زَوْجَتِهِ اَنْ تَكُونَ فِي مَكَانٍ مُغْلَق؟ وَاَلَّا يَكُونَ هُنَاكَ مَانِعٌ شَرْعِيٌّ يَمْنَعُ صِحَّةَ هَذِه ِالْخَلْوَى كَاَنْ تَكُونَ الْمَرْاَةُ صَائِمَةً فِي نَهَارِ رَمَضَان اَوْ تَكُونَ حَائِضاً اَوْ نُفَسَاء ثُمَّ يَخْلُو بِهَا زَوْجُهَا فَهَذِهِ لَاتُسَمَّى خَلْوَى صَحِيحَة؟ وَاَزِيدُكَ عِلْماً اَخِي {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً( اَنَّ الْخَلْوَى الصَّحِيحَةَ اِذَا تَحَقَّقَتْ بِهَذِهِ الشُّرُوطِ وَهِيَ عَدَمُ الْحَيْضِ وَالنِّفْاسِ؟ وَعَدَمُ الصِّيَامِ فِي نَهَارِ رَمَضَانَ كَاَنْ تَكُونَ الْمَرْاَةُ مَرِيضَةً اَوْ مُسافِرَةً؟ فَاِنَّ اَكْثَرَ الْفُقَهَاءِ هُنَا يُثْبِتُونَ لَهَا الْمَهْرَ كَامِلاً فِي حَالِ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا الْاَوَّلُ اَوِ الثَّانِي فِي لَيْلَةِ الدُّخْلَةِ وَ لَوْ لَمْ يَمْسَسْهَا وَ لَوْ لَمْ يُجَامِعْهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْخَلْوَةَ الصَّحِيحَةَ؟ تُوجِبُ الْمَهْرَ كَامِلاً عَلَى الزَّوْجِ؟ وَتُوجِبُ اَيْضاً عِدَّةَ الطَّلَاقِ عَلَى الْمَرْاَةِ؟ وَعِدَّةَ الْوَفَاةِ اَيْضاً فِي حَالِ مَاتَ زَوْجُهَا قَبْلَ اَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ مُجَامَعَتِهَا وَلَكِنَّهُ خَلَا بِهَا خَلْوَى صَحِيحَة تَقُومُ مَقَامَ الْمُجَامَعَةِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ الفقهاء؟ وَكَذَلِكَ اَخِي عِنْدَ اَكْثَرِ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء فَاِنَّ هَذِهِ الْخَلْوَى الصَّحِيحَة الَّتِي تَقُومُ مَقَامَ الْمَسِّ وَهُوَ الْجِمَاع؟ تُوجِبُ الْمَهْرَ كَامِلاً وَتُوجِبُ عِدَّةَ الْوَفَاةِ اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَعَشْراً وَلَكِنَّهَا لَاتُوجِبُ فِي عِدَّةِ الطَّلَاقِ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ مِنَ الْحَيْضِ اَوِ الطُّهْرِ مِنْهُ عَلَى مَنْ لَايَحِيضُ مِنَ النِّسَاءِ مِنَ{اَللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ اِنِ ارْتَبْتُمْ(بَلْ تُوجِبُ اَنْ تَكُونَ{عِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ اَشْهُرٍ وَ(عَلَى{اللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ(اَيْضاً ثلاثة اشهر؟ وَلَكِنَّهَا اَيْضاً لَاتُوجِبُ عِدَّةَ الْوَفَاةِ اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَعَشْراً عَلَى {اُولَاتُ الْاَحْمَالِ(بَلْ{اَ جَلُهُنَّ اَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ(بِمَعْنَى اَنَّ اَجَلَ عِدَّتِهِنَّ يَنْتَهِي بِوَضْعِ حَمْلِهِنَّ الَّذِي فِي بُطُونِهِنّ مَهْمَا طَالَتْ مُدَّةُ الْحَمْلِ اَوْ قَصُرَتْ(وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين لَقَدِ اخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ فَمِنْ اَيْنَ سَنَدْرِي عِدَّةَ الْوَفَاةِ مِنْ عِدَّةِ الطَّلَاقِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَوْ لَمْ تُنَبِّهْنَا السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ اِلَى ذَلِك؟ طَيِّبْ مَااَدْرَاكُمْ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{ثَلَاثَةَ اَشْهُر(هَلْ هَذِهِ الْمُدَّةُ هِيَ عِدَّةُ وَفَاة؟ اَمْ عِدَّةُ طَلَاق؟ فَلَوْ لَمْ تُنَبِّهْنَا السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ اِلَى اَنَّهَا عِدَّةُ طَلَاق؟ لَظَنَنَّا اَنَّهَا عِدَّةُ وَفَاة بِدَلِيلِ مَابَعْدَهَا مُبَاشَرَةً وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَجَلُهُنَّ اَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنّ(وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا سَنَدْخُلُ فِي مَحْظُورِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَعْزِ مُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ اَجَلَه(وَالْاَجَلُ هُوَ نِهَايَةُ الْمُدَّةِ الَّتِي قَرَّرَهَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي الْوَفَاة وَهِيَ{اَرْبَعَةَ اَشْهُرٍ وَعَشْراً( لِمَنْ تَحِيضُ ولَمْ تَكُنْ حَامِلاً وَلِمَنْ لَمْ تَحِضْ بَعْدُ وَلِمَنْ يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ اَيْضاً وَلَيْسَ{ثَلَاثَةَ اَشْهُر(وَلَوْ لَمْ تُنَبِّهْنَا السُّنَّةُ الشَّرِيفَةُ اِلَى مَنْ كَانَتْ حُبْلَى اَوْ حَامِلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{اَجَلُهُنَّ اَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ(اِلَى اَنَّهُ عِدَّةُ وَفَاةٍ وَطَلَاقٍ مَعاً؟ لَاخْتَلَطَ الْحَابِلُ بِالنَّابِلِ عَلَيْنَا وَظَنَنَّا اَنَّهُ عِدَّةُ وَفَاةٍ فَقَطْ؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ يَجُوزُ لِرَجُلٍ آخَرَ اَنْ يَنْكِحَهَا بِمُضِيِّ ثَلَاثَةِ قُرُوءٍ بِحَيْضِهَا اَوْ بِطُهْرِهَا عَلَى عَادَتِهَا الْقَدِيمَةِ قَبْلَ اَنْ تَحْمِلَ فِي بَطْنِهَا لِمَنْ كَانَتْ مُطَلَّقَةً وَهِيَ حَامِل؟ اَوْ بِمُضِيِّ اَرْبَعَةِ اَشْهُرٍ وَعَشْراً لِمَنْ مَاتَ زَوْجُهَا وَهِيَ حَامِلٌ قَبْلَ اَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا مِنْ زَوْجِهَا الْمُتَوَفّى؟ وَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا سَنَدْخُلُ فِي مَحْظُورٍ خَطِيرٍ جِدّاً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَاتَعْزِ مُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ اَجَلَه وَاعْلَمُوا اَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَافِي اَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوه(وَهَذَا مُخَالِفٌ لِلْقُرْآنِ لِاَنَّ الْقُرْآنَ اَوْجَبَ الْقُرُوءَ الثَّلَاثَةَ عَلَى مَنْ تَحِيض؟ وَالْحَامِلُ الْحُبْلَى الْمُطَلَّقَة لَاتَحِيض؟ وَلَذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ لِمَنْ اَرَادَ اَنْ يَتَقَدَّمَ لِنِكَاحِهَا بَعْدَ طَلَاقٍ رَجْعِيٍّ اَنْ يَنْتَظِرَهَا حَتَّى تَضَعَ حَمْلَهَا مَهْمَا طَالَتْ مُدَّتُهُ اَوْ قَصُرَت؟ وَاَنْ يَنْتَظِرَهَا اَيْضاً حَتَّى تَكُونَ اَحَقَّ بِنَفْسِهَا لِعَدَمِ قِيَامِ زَوْجِهَا السَّابِقِ بِمُرَاجَعَتِهَا بَلْ تَرَكَهَا حَتَّى انْقَضَتْ عِدَّتُهَا بِوَضْعِ حَمْلِهَا دُونَ اَنْ يَرَاجِعَهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهُ مَازَالَ اَحَقَّ بِهَا اِذَا رَاجَعَهَا؟ وَلَايَسْتَطِيعُ رَجُلٌ آخَرُ اَنْ يَنْكِحَهَا حَتَّى تَضَعَ حَمْلَهَا لِمَا وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ بِمَا مَعْنَاه[لَايَزْرَعُ اَحَدُكُمْ زَرْعَهُ(اَيْ شَهْوَتَهُ فِي رَحِمِهَا[ عَلَى زَرْعِ اَخِيه(وَهُوَ هَذَا الْحَمْلُ الَّذِي زَرَعَهُ اَخُوهُ زَوْجُهَا السَّابِقُ فِي رَحِمِهَا اِلَى اَنْ تَضَعَ حَمْلَهَا هَذَا مِنْ زَوْجِهَا السَّابِق؟ فَاِذَا وَضَعَتْ حَمْلَهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا زَوْجُهَا السَّابِقُ هَذَا فَهِيَ مُخَيَّرَةٌ بَيْنَ؟ اَنْ تَعُودَ اِلَى زَوْجِهَا السَّابِقِ بِمَهْرٍ وَعَقْدٍ جَدِيدَيْنِ؟ اَوْ تَنْكِحَ رَجُلاً آخَرَ بِمَهْرٍ وَعَقْدٍ جَدِيدَيْنِ بَعْدَ اَنْ تَطْهُرَ مِنْ نِفَاسِهَا؟ وَلَانُرِيدُ اَنْ نَدْخُلَ الْآنَ فِي اَحْكَامِ الرَّضَاعِ وَفِي حَضَانَةِ وَلَدِهَا هَلْ هِيَ اَحَقُّ بِهَا اَمْ زَوْجُهَا السَّابِقُ؟ فَهَذَا لَهُ بَحْثٌ آخَرُ رُبَّمَا نَتَعَرَّضُ لَهُ فِي مُشَارَكَاتٍ قَادِمَةٍ اِنْ شَاءَ الله تعالى؟ نعم اخي؟لَكِنْ قَدْ يَقُولُ قَائِلٌ مِنْ هَؤُلَاءِ الْقُرْآنِيِّين مَاهُوَ دَلِيلُ هَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء عَلَى اَنَّ السُّنَّةَ تُخَصِّصُ عُمُومَ الْقُرْآن؟ وَنَقُولُ لِلْقُرْآنِيِّين لَوْ اَنَّ السُّنَّةَ لَمْ تُخَصِّصْ عُمُومَ الْقُرْآنِ؟ لَاحْتَرَقَ الْمُسْلِمُونَ الْمُوَحِّدُونَ جَمِيعاً فِي نَارِ جَهَنَّمَ اِلَى اَبَدِ الْآبِدِين بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى