المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علم النفس الرياضي(خبرات النجاح والفشل)



shikon_85
16-05-2008, 11:40 AM
خــــبرات النجـــاح والفشــــل
- مقدمة:
تعتبر خبرات النجاح وخبرات الفشل فى عمليات التدريب الرياضى والمنافسات الرياضية من أهم الدوافع التى لها بالغ الأثر على المستوى الرياضى للفرد. ويظهر ذلك جلياً واضحاً فى رياضات المستويات العالية التى يشتد فيها الكفاح والنضال لإحراز الفوز وتسجيل أحسن النتائج.
فالحالة الإنفعالية الإيجابية السارة التى تستدعيها خبرات النجاح تعتبر من أهم الأسس للنهوض بمستوى قدرات الفرد. وعلى العكس من ذلك فإن السلوك الذى يصطبغ بالحزن والقلق والضيق كنتيجة خبرات الفشل التى يعيشها الفرد الرياضى تعتبر من النواحى التى تؤثر بصورة سلبية على قدراته ومستواه.
وقد تناولت البحوث منذ عشرات السنين مختلف الموضوعات النفسية المرتبطة بخبرات النجاح والفشل من نواحى السيكولوجية العامة، وسيكولوجية الفروق الفردية، وسيكولوجية التعلم ويرجع الفضل - بصفة خاصة - إلى التجارب التى قامت بها مدرسة "ليفين" لعلم النفس، إذ استطاعت التوصل إلى بعض القوانين والمبادئ الهامة عن كيفية نشأة خبرات النجاح والفشل وعن أثرها فى شخصية الفرد.
وقد تناول علم النفس الرياضى نتائج هذه البحوث بالدراسة، كما أضافت إليها المزيد من النتائج التى أسفرت عنها البحوث التجريبية فى مجال النشاط الرياضى، الأمر الذى ساعد على التطبيق العمل للكثير من القوانين والمبادئ المرتبطة بخبرات النجتح والفشل فى المجال الرياضى.
2 - علاقة النجاح والفشل بالفوز والهزيمة:
ينظر البعض إلى الفوز الرياضى - بغض النظر عما إذا كان ذلك الفوز قد جاء نتيجة بذل أقصى الجهد أو دون أدنى مشقة أو تعب - بإعتباره مستدعياً بالضرورة لخبرات حقيقية للنجاح لدى الفرد الرياضى. وبالقياس على ذلك فإنه يعتبر فشلاً عندما يحرز الفرد مركزاً متأخراً أو فى حالة هزيمته فى إحدى المنافسات الرياضية.
ومثل هذا التفسير لمعنى خبرات النجاح والفشل يعتبر - من وجهة نظرنا - تفسيراً غير موفقاً. إذ أن ذلك لن يساعدنا على خلق خبرات النجاح الحقيقية فى نفوس اللاعبين، وكذلك لن يمكننا من محاولة التغلب على الحلات المتشائمة لخبرات الفشل.
وعلى ذلك يجب علينا أن نضع محل الإعتبار أن مل فوز رياضى لا يستدعى بالضرورة خبرات النجاح، كما أن كل هزيمة لا تعتبر خبرة فشل بالنسبة للفرد الرياضى.
ويطيب لى فى هذا المقام أن أنقل ما كتبه الناقد الرياضى (نجيب المستكاوى) فى سلسلة مقالاته عن دورة المكسيك الأولمبية علم 1968 بعنوان (فورونين بطل الجمباز الفاشل ذو الميداليات السبع)، مما يسهم فى إلقاء بعض الضوء علىعلاقة خبرات النجاح والفشل بالفوز والهزيمة.
"الحديث عن دورة المكسيك - من الناحية الفنية - لا ينتهى، وهو على كل حال حديث مفيد، لأن لقاء القمة الرياضى ينطوى على نواحى إعجاز ودروس وعبر ومفارقات وقصص نجاح وفشل ليس لها آخر. واليوم أقطع الحديث عن نجوم الدورة أو قصص النجاح الأولمبى لا تناول قصة من أعجب قصص الدورة التى تدفع للتأمل. قصة فورونين السوفيتى نجم الجمباز العالمى، وهى تدل علىأن النجاح أو الفشل مسألة نسبية!
فقد فاز فورونين فى دورة المكسيك بسبع ميداليات، وإعتبر مع ذلك فى مقدمة الفاشلين! ولعل وقع المفارقة يزيد عليك إذ علمت أنه البطل الوحيد فى الدورة الذى أحرز هذا العدد من الميداليات! ولم يحرز 6 ميداليات فى الدورة سوى، "فيراكاسلافيسكا" بطلة الجمباز التشيكية و "نكاياما" بطل الجمباز اليابانى ومن يليهما من الأبطال أحرز 4 ميداليات على الأكثر!
وقد عشت الجمباز بكل جماله وإنفعاله، وشهدت "نكاياما" يرقص فرحاً بنجاحه ,"فورونين" يبكى حزناً على فشله، حتى وهو يتسلم ميدالياته السبع التى لم يحرز قدرها بطل آخر. لكن الحكاية تستحق بعض التفصيل.
* فاز بالميدالية الذهبية لحصان الوثب مسجلاً 19.000 نقطة وراءه اندو اليابانى بطل دورة طوكيو 18.950 نقطة.
* فاز بالميدالية الذهبية لجهاز العقلة بالتعادل مع نكاياما اليابانى وسجل كلاهما 19.550 نقطة يليهما كينوتسو اليابانى 19.375.
* فاز بالميدالية الفضية لجهاز الحلق مسجلاً 19.325 وراء نكايما الذى سجل 19.450.
* فاز بالميدالية الفضية لجهاز المتوازى مسجلاً 19.425 وراء نكاياما الذى سجل 19.475.
* فاز بالميدالية الفضية للترتيب الفردى العام مسجلاً 115.85 نقطة وراء سادوكاتو اليابانى الذى سجل 115.90 نقطة.
* فاز بالميدالية الفضية مع زملائه أعضاء الفريق السوفيتى ثانى بطولة الفرق بعد اليابان.
* فاز بالميدالية البرونزية لجهاز حصان الحلق مسجلاً 19.200 نقطة بعد سيرار اليوجوسلافى بطل الجهاز وسجل 9.325%، ولايهو الفلندى وسجل 19.225.
وقد قصدت أن أذكر الأرقام بالتفصيل لتدرك الفارق الضئيل الذى يبلغ 5 من المائة فىالترتيب الفردى العام، و 5 من ألف فى الأخيرة، وهو فارق غير محسوس خفى فى الأداء.
وكان الفارق أثناء الأداء كبيراً. فأبطال اليابان وعلى رأسهم كاتو ونكاياما يؤدون حركاتهم فى معبد برين عليه الصمت ويشيع فيه جو الجلال ويتيح فرصة التركيز الشديد والأبطال السوفيت يؤدون حركاتهم فى مولد يشع فيه للغط، والضجيج ويدفع الفكر والحواس إلى الشرود ويحول دون أى تركيز، ولا يخلو من الصفير المزعج.
ذلك أن صالة الجمباز تضم 16 ألف متفرج نصفهم من الأمريكيين الذين لا يقدرون حرمة الفن فى ذروته، ولا يرعون حق البطل فى التركيز تعبيراً عن ذاته وقدراته، وتحركهم النزعات السياسية نحو إزعاج أى سوفيتى فى أدائه، بصرف النظر عن قلة من الأمريكيين الرياضيين بحق، كانت تقدر البطل بقيمته وليس بإنتمائه.
وكا قلت لك فإن المسألة نسبية! بعثة بأكملها - طويلة عريضة - كانت فى عرض ميدالية برونزية واحدة لتتغنى بالنجاح، وفرد واحد يكسب 7 ميداليات، ويبكى لأن زروف المنافسة لم تسمح له أو لآن أداءه كان أقل من مستواه، أو لأن ما أحرزه من ميداليات - حتى لو لم يحرز مثلها بطل آخر - كان دون ما يقدر!".
3- العوامل المسببة لخبرات النجاح والفشل:
مما سبق يتضح لنا أن النجاح لا يعنى الفوز، كما أن الفشل لا يقصد به الهزيمة. إن حدوث خبرات النجاح والفشل - بغض النظر عن الفوز والهزيمة يرتبط بعاملين هما:
1- المقدار الحقيقى للشئ المطلوب من الفرد تحقيقه.
2- المستوى الذى يتوقعه الفرد لنفسه.
1- المقدار الحقيقى للشئ المطلوب من الفرد تحقيقه:
عندما يطلب من ناشئ تخطى إرتفاع 190 سم فى الوثب العالى فإن هذا الناشئ يعيش هذه اللحظة بدرجة تختلف كل الاختلاف عن اللحظة التى يعيشها بطل عالمى فى الوثب العالى يحاول تخطى مثل هذه العقبة. فالناشئ عندما لا يستطيع تخطى مثل هذا الارتفاع بنجاح فإنه لا يحيا فى حالة فشل حقيقية نظراً لأن ارتفاع 190 سم فى الوثب العالى ليس هو المقدار الحقيقىالمطلوب من الناشئ تحقيقه بل هو عبارة عن مستوى يزيد عن قدراته واستطاعاته.

وعلى العكس من ذلك فإن نجاح البطل العالمى فى تخطى مثل هذا الارتفاع لن يستدعى لديه خبرة نجاح حقيقية لأن هذا الارتفاع لا ينطبق مع المقدار الحقيقى للمستوى المطلوب من هذا البطل تحقيقه، إذ أنه عبارة عن مستوى يقل عن قدراته واستطاعاته.
إن خبرات النجاح أو الفشل تنشأ فقط فى حالة قدرة الفرد الرياضى على التغلب أو عدم التغلب على العقبات التى تقع فى حدود أو نطاق قدرة مسئوليته الحالية، والتى يعتبرها مطابقة لذلك.
وهذا الشرط الهام لا تتوافر أركانه فى حالة زيادة أو قلة مقدار الشئ المطلوب من الفرد تحقيقه عن الواقع، أى أنه عبارة عن قياس نسبى لمقدار مستوى الفرد ومقدار ما يستطيع تحقيقه. وبطبيعة الحال يتدرج المقدار الحقيقى للشئ المطلوب فى الزيادة كلما ازدادت قدرة مستوى الفرد الرياضى.
وقد استطاع (هوبه) فى أبحاثه التجريبية من إثبات أن الإحساس بالنجاح لا يظهر أثره على الفرد فى حالة نجاحه فى التغلب على عقبة تتميز بسهولته المتناهية، وكذلك الإحساس بالفشل لا يظهر أثره علىالفرد فى حالة فشله فى تخطى عقبة تتسم بالصعوبة البالغة، مع إدراكه لطبيعة العقبة ودرجة صعوبتها فى كلتا الحالتين.
وهذه النتيجة العامة التى أمكن إثباتها واستخلاصها تنطبق تمام الإنطباق على خبرات النجاح والفشل فى مختلف مجالات النشاط الرياضى. فالهزيمة من منافس يتميز بارتفاع مستواه بدرجة كبيرة عن مستوى الفرد، وعدم القدرة على إحراز أو تسجيل نتائج تفوق بدرجة كبيرة قدرة ومستوى الفرد، وكذلك الفوز على منافس يشتهر بضعف مستواه أو القدرة على تخطى عقبة سهلة هينة، فإن ذلك كله لا يستدعى بالضرورة خبرات النجاح أو خبرات الفشل لدى الفرد الرياضى.
2- المستوى الذى يتوقعه الفرد لنفسه:
إن العامل الثانى الهام لإستدعاء خبرات النجاح والفشل يتمثل فى مقدار المستوى الذاتى الذى يتوقعه الفرد لنفسه. فكل رياضى يدرك مستواه الحقيقى، ويقوم أو مدربه قبل المنافسات الرياضية بحساب الفرص والنتائج المتوقعة أو المحتملة.
فكثير من الذين اشتركوا فى دورة المكسيك الأولمبية سافروا وهم يدركون اإلإدراك أنهم - بمقارنتهم بالأبطال الآخرين فى هذه الدورة الأولمبية - لن يستطيعوا إحراز أية فوز، ولن يكون فى مقدورهم الحصول على مراكز شرفية متقدمة، ولكن بالرغم من ذلك فقد سافروا وهم يتوقعون نتائجهم مقدماً. وأشتركوا وكافحوا فى سبيل تقديم أحسن ما لديهم ليس بغرض الفوز ولكن فى سبيل محاولة نيل الثقة التى وضعتها فيهم بلادهم عندما وقع عليهم اختيارها لتمثيلها فى هذا المعترك الأوليمبى.
خلاصة القول أن خبرات النجاح والفشل لا تستدعى بطريقة آلية كنتيجة للفوز أو الهزيمة. ولكنها تحدث فى حالة وجود اختلاف أو عدم مطابقة بين المستوى المتوقع وبين المستوى أو النتيجة المسجلة.
فإذا تجاوزت النيجة المسجلة المستوى المتوقع أو تساوت معه فإن ذلك يولد فى نفس الفرد الرياضى خبرات النجاح. وعلى العكس من ذلك فإن الفرد الرياضى يتملكه الإحساس والشعور بالفشل فى حالة قصور نتيجته عما كان يتوقعه.
وعلى ذلك فإن الحد الفاصل فى مقدار قوة خبرات النجاح والفشل هو ما يتعلق بالمستوى المتوقع من الفرد وما يتعلق بدرجة الاختلاف بين المستوى المتوقع وبين ما أمكن تحقيقه.
4- أثر خبرات النجاح والفشل فى الشخصية الرياضية:
بعد أن قمنا بتفسير خبرات النجاح والفشل بأنها ليست بالضرورة ظاهرة معادلة أو مماثلة للفوز والهزيمة ولكنها عبارة عن وجود اختلاف أو عدم مطابقة بين المستوى الحقيقى المتوقع من الفرد وبين النتيجة التى يسجلها. سنحاول فيما يلى أن نتناول بالشرح أثر خبرات النجاح والفشل فى الشخصية الرياضية.
1- الأثر الإنفعالى لخبرات النجاح والفشل:
إن التعبيرات الواضحة لخبرات النجاح الحقيقية هى المزاج الإيجابى والإحساس بالفرح والسرور والحماس للعمل والاستعداد لبذل الجهد وما إلى ذلك من الانفعالات الإيجابية السارة. وعلى العكس من ذلك فإن الفشل يسبب انحرافاً فى الحالة الزاجية للفرد ويولد الإحساس والشعور بالحزن والملل والفتور وعدم الرضا والضجر والكآبة وما إلى ذلك من الانفعالات السلبية غير السارة. وفى بعض الأحيان تسبب خبرات الفشل العميقة حالات الخوف واليأس والقنوط وعدم الإقبال والانقباض الداخلى.
2- أثر خبرات النجاح والفشل على مستوى الطموح:
تؤثر خبرات النجاح والفشل على مستوى طموح الفرد الرياضى بدرجة كبيرة و"مستوى الطموح" يقصد به المستوى الذى يضعه الفرد لنفسه كى يبلغه مستقبلاً فى نوع النشاط الرياضى الذى يمارسه. وتلعب خبرات النجاح والفشل دوراً هاماً فى تحديد مستوى طموح الفرد الرياضى. ومن ناحية أخرى يؤثر مستوى الطموح على المستوى الذى يتوقعه الفرد لنفسه وبالتالى يسبب نجاح أو فشل الفرد.
وقد استطاع (ليفين) وتلاميذه من إثبات أن مستوى الطموح يتأثر تأثراً واضحاً كنتيجة لخبرات النجاح والفشل، إذ أن نتائج البحوث التى توصل إليها (هوبه) و (ميللر) والتى تعضدها الخبرات المستمدة من التطبيق العملى فى مجال النشاط الرياضى قد أظهرت بوضوح أن النجاح الدائم، يرفع من مستوى طموح الفرد وأن طثرة الفشل تعمل على خفض مستوى الطموح.
ومن الأهمية معرفة الاختلاف بين مستوةى طموح الفرد الرياضى وبين قدرة مستواه الحقيقية. فإذا زاد مستوى الطوح عن المستوى الحالى للفرد بدرجة معقولة دون أدنى مغالاة فعندئذ نطلق عليه "مستوى الطموح الإيجابى". وهذا النوع من مستويات الطموح الإيجابية نجدها بين الأفراد الذين يتميزون بمحاولة تحسين مستواهم ويبذلون قصارى جهدهم، ويثابرون على التدريب لمحاولة تحقيق مستوى طموحهم.
أما مستوى الطموح المغالى فيه وهو ما يعرف "بمستوى الطموح السلبى" والذى يتمثل فىالمستوى الذى يضعه الفرد لنفسه والذى يزيد بدرجة كبيرة عن مستواه العادى ولا يتناسب مع قدراته واستعدادته الحالية، فإن ذلك يكون نتيجة لغرور الفرد ويؤدى غالباً إلى الفشل.
أما الأفراد الذين يتميزون بمطابقة مستوى طموحهم مع مستوى قدراتهم الحالية فغالباً ما يتصفون بالقناعة والاعتدال ولا يظهر عليهم فى كثير من الأحيان التصميم والمبادأة والايتعداد لبذل أقصى الجهد.
وأخيراً نجد بعض الأفراد الذين يقللون من مستوى طموحهم عن قدرة مستواهم الحقيقية كنتيجة لفشلهم المتكرر. ومثل هذه الظاهرة تحتاج من المربى الرياضى إلىالمزيد من الاهتمام والرعاية، نظراً لارتباط هذه الحالة ببعض المظاهر السلبية مثل الملل والإحجام أمام بذل الجهد العنيف وعدم المبالاة بتحسين المستوى.
3- أثر خبرات النجاح والفشل على الثقة بالنفس:
تؤثر خبرات النجاح والفشل بدرجة كبيرة على ثقة الفرد الرياضى بنفسه. فالنجاح يسهم بدرجة كبيرة فى تقوية وتثبيت الثقة بالنفس ويبعث فى النفس الأمان والطمأنينة مما يؤثر بالتالى على المستوى الرياضى للفرد.
وعلى العكس من ذلك تؤثر خبرات الفشل بصورة سلبية على ثقة الفرد الرياضى بقدراته، إذ تزعزع ثقته بنفسه ويتملكه الشعور بالنقص والنطوص والأحجام الأمر الذى يسهم فى هبوط مستواه بدرجة كبيرة.
4- الأثر الإيجابى والسلبى لخبرات النجاح والفشل:
أثبتت التجارب والخبرات المتعددة أن خبرات النجاح لا تؤثر دائملً فى الفرد الرياضى بصورة إيجابية، كما أن خبرات الفشل لا تؤثر فى جميع الحالات علىالفرد بصورة سلبية. إذ أن خبرات النجاح والفشل يمكن أن تؤثر فى الشخصية الرياضية إيجاباً أو سلباً. ويرجع ذلك إلىمدى فاعلية العوامل التربوية التى تستهدف التأثير على شخصية الفرد الرياضى.
هنا يبرز الدور الهام الملقى على عاتق المربى الرياضى لإمكان العمل على الاستفادة لأقصى درجة من خبرات النجاح ومن خبرات الفشل حتى يمكن بذلك الارتقاء بمستوى الفرد لأقصى درجة. بالإضافة إلى ذلك فإن الخصائث وةالمسات التى يتميز بها الفرد تلعب دوراً هاماً فى هذاالمجال أيضاً.
ويمكن تلخيص مختلف الآثار الإيجابية والسلبية لخبرات النجاح والفشل بالنسبة للفرد الرياضى فى مجالات الحالة الزاجية، ومستوى الطموح، والثقة بالنفس وتوقع الفرد لمستواه كما يلى:

مجال التأثير خــــــــبرة النجــــــاح خـــــــــبرة الفشــــــل
ناحية إيجابية ناحية سلبية ناحية إيجابية ناحية سلبية
الحالة المزاجية الإحساس والشعور بالسرور والفرح والمرح والسعادة واللذة والتفتح التهور والطيش - الإحساس والشعور بالكآبة والحزن والملل وعدم الرضا والضجر
مستوى الطموح محاولة السعى لتحسين المستوى والمثابرة علىالتدريب مع الاستعداد لبذل الجهد التعجرف والتكبر والغطرسه التواضع وعدم المغلاة عدم الطمأنينة والكبت (الكف) والتكاسل.
الثقة بالنفس تثبيت الثقة بالنفس والطمأنينة والأمان المغالاة فى الثقة بالنفس النقد الذاتى تزعزع الثقة بالنفس والإحساس بالنقص والنكوص والأحجام.
توقع المستوى التفاؤل وتقدم المستوى الاستهتار بمستوى المنافس العمل على زيادة قوة الإرادة التشاؤم وتأخر المستوى


5- كيف يمكن يمكن خلق خبرات النجاح وتلافى خبرات الفشل:
لإمكان خلق خبرات النجاح الحقيقية الثابته فى نفوس الأفراد، ومحاولة تجنب خبرات الفشل المعوقة للمستوى الرياضى يجب على المربين أن يتفهموا جيداً شخصية الأفراد الذين يقومون بتعليمهم وتدريبهم حتى يمكن أن يكتب لعلمهم التربوى كل تقدم وأزدهار. وفى هذا الصدد نوصى بما يلى:
1- ينبغى مراعاة عدم تكليف التلاميذ أو اللاعبين بالمهام أو الواجبات التى تزيد أو تقل بدرجة كبيرة عن قدراتهم ومستواهم. إذ أن ذلك يولد لدى الفرد السلوك الخاطئ ويعمل كعائق فى سبيل ظهور السمات الحميدة لدى الفرد.
ولذا يجب على المربى الرياضى عدم الإكثار من الزج بتلاميذه أو بلاعبيه مع منافسين يتفوقون عليهم بدرجة كبيرة. كما يجب عليه الحذر من تملك الغرور فى حالة فوزهم على منافسين يتميزون بضعف مستواهم، إذ أن الغرور هو العدو اللدود للرياضة ويتنافى مع الخلق الرياضى.
وعلىالمربى أن يقوم بتخطيط واضح لعمليت التعليم والتدريب والمنافسات الرياضية، وأن يراعى التقسيم الصحيح للفترات التى تتطلب زيادة الحكل، والفترات التى تتطلب الراحة الإيجابية النشطة. كما يراعى التوزيع العادل للمنافسات التى تتميز بصعوبتها وقوتها وغيرها من المنافسات التى لا تتطلب بذلك الجهد العنيف.
وينبغى علىالمربى الرياضى مراعاة تكليف تلاميذه ولاعبيه بالمهام والواجبات التى يكون فى مقدورهم القيام بها والتى تتطلب منهم فى نفس الوقت بذل الجهد ومضاعفة القوى لتحقيقها. فلن نستطيع الارتقاء بمستوى الأفراد وتحقيق أقصى فائدة تربوية إلا عندما يصل المستوى المطلوب منهم تحقيقه إلى مستوى طموحهم الحقيقى (الإيجابى).
فالمهام الصعبة التى تتناسب مع قوى وطاقات الأفراد تعمل كحافز فى سبيل التغلب عليها وتقوم برفع مستوى طموحهم وتقوى استعداتهم ورغبتهم فى القيام بمهام أشد قوة وصعوبة.
2- من المؤكد أن الفرد الرياضى فى حاجة إلى أن حفزه النجاح. فالنجاح يثبت الأداء ويطلق مزيداً من الطاقة، ويساعد على تكوين اتجاهات الإقبال علىالنشاط الرياضى. أما تكرار الفشل فإنه يجعل النشاط الرياضى مهمة ثقيلة ويثبط العزيمة ويقضى على الاهتمام والشغف ويولد عدم الاكثرات والمقاومة، والشعور بالنقص.
وعلى ذلك فمن واجب المربى الرياضى أن يعاون الأفراد على اكتساب خبرات النجاح ومن الأساليب الفعالة التى تعاونه على ذلك هو أن يطلع الأفراد على مدى تقدم مستواهم أولاً بأول. وأن يقوم بالثناء على كل من يتقدم بمستواه، وكل من ينجح فى تحقيق الهدف الذى يسعى لتحقيقه. وقد دلت كثير من التجارب على أ،ه من المستحسن الثناء علىالنتائج التى يحققها الفرد من وقت لأخر فإن ذلك يكون بمثابة طاقات جديدة حافزة لبذل الجهد ومواصلة التقديم.
3- يعتبر الأعداد الصحيح للاعبين للمنافسات عامل هام لخلق خبرات حقيقة ولتجنب خبرات الفشل التى تؤثر على المستوى الرياضى إذ أن ذلك يسمح بتكوين الحكم الصادق علىالمستوى المتوقع للفرد.
4- يعتبر التقويم الصادق الدقيق لنتائج الأداء والسلوك التلاميذ واللاعبين جزءاً هاماً من العمل التربوى الذى يقع على كاهل المربى الرياضى وهذه الطريقة تسمح بمعرفة أسباب الفوز أو الهزيمة ومحاولة الاستفادة لأقصى درجة من عوامل الفوز وتلافى مسببات الهزيمة.
وينبغى على المربين الرياضين الاهتمام بحالات الأفراد الذين ينتابهم التأثر الشديد من جراء ظهورهم بمستوى يقل كثيراً عن قدراتهم الحقيقية والذين أصيبوا بهزيمة غير متوقعة، فعليهم أن يمدوا لهم يد العون وذلك بالتخفيف عليهم، واستخدام المناقشة الهادفة لتحديد الأسباب التىأدت لذلك ومحاولة تلافيها مستقبلاً.
5- يجب علىالمربى الرياضى أن ينظر بعين الاهتمام إلى حالات بعض الأفراد الذين يفقدون الثقة بأنفسهم من جراء هزائمهم المتكررة أو بسبب عدم قدرتهم علىالتقدم بمستواهم وهنا سيبرز دور المربى الرياضى لمحاولة إعادة ثقة الفرد بنفسه ومحاولة العمل علىالتقدم بمستواه.
ومن المستحسن عدم زيادة جرعة التدريب أو على الأقل عدم بقاؤها ثابته بالنسبة لمثل هذا اللاعب حتى لا يسبب ذلك زيادة الحمل الواقع هلى كهل الفرد، وحتى لا تعطى الفرصة لتفكير اللاعب فى احتمال حدوث خبرات جديدة للفشل. وفى كثير من الحالات يؤدى الإقلاق من عنف التدريب وكذلك من عدد المباريات الشاقة القوية، ومحاولة التبارى مع منافسين لا يتميزون بارتفاع مستواهم إلى استعادة اللاعب لثقته فى نفسه واستعادة الارتفاع التدريجى العادى لمستوى طموح الفرد.
ومن المحاولات التى صادفت النجاح تلك التى قام بها بعض المدربين الأكفاء لمحاولة علاج مثل هذه الحالات وذلك بقيامهم بافتعال مستويات غير حقيقية فى أثناء التدريب الرياضى. ومن الأمثلة على ذلك أن أحد مدربى الجمباز خاطب أحد اللاعبين عقب الانتهاء من التدريب على إحدى حركات حصان الحلق (وكان هذا اللاعب قد أحرز فى البطولة الأخيرة مركزاً متأخراً بسبب بعض الأخطاء الفنية التى ارتكبها وكان من جراء ذلك أن فقد ثقته فى نفسه بالنسبة للتمرينات المختلفة على حصان الحلق) إذ قال له المدرب: "أحسن .... أنت الآن أحسن بكثير ..... إنك تستحق 9 درجات، وتستطيع أن تنال مثل هذه الدرجة فى المنافسة القادمة إذا استطعت القيام بمثل هذا الأداء وأنا أعتقد أن ذلك فى إمكانك".
وفى الواقع كان آداء اللاعب لتلك الحركة لا يقدر بأكثر من 8.5 درجة ولكن المدرب اسطاع بالنتيجة المفتعلة "9 درجات" أن يخلق فى نفس لاعبه النجاح المطلوب ويوقظ فيه ثانية المرح والرغبة والحماس للتدريب على الجهاز حصان الحلق وأن يعيد إلى نفسه الثقة التى افتقدها. ولكن يجب علينا استخدام مثل هذه الطريقة بمنتهى الحذر والاحتراس.
6- يحتل النشاط الرياضى فى حياة الفرد بجانب النواحى الأخرى المتعددة حيزاً صغيراً، ويمكن حدوث مسببات خبرات النجاح والفشل للأفراد خارج نطاق النشاط الرياضى. فمثلاً فى محيط العمل أو الأسرة أو المدرسة. فيكون لها من الأثر النفسى الذى يؤثر على مستوى الفرد الرياضى ما يعادل الهزيمة فى المحيط الرياضى. وعلى ذلك يجب علىالمدربين الرياضيين توجيه اهتمامهم إلىالمشاكل والمتاعب التى يصادفها مختلف الأفراد خارج نطاق النشاط الرياضى حتى لا يتأثر مستوى اللاعبين بهذه العوامل.

shikon_85
16-05-2008, 11:42 AM
الاخوة اعضاء القسم
اقدم بين ايديكم الموضوع
الاول من مواضيع علم النفس الرياضي
وارجو ان يفيدكم وينفعكم وتستفيدوا منه
واسال الله النفع للجميع

طيبه عجام
16-05-2008, 12:33 PM
shikon_85

جزاك الله خير

تحيتي

أ- منصور
16-05-2008, 12:34 PM
بارك الله فيك ويعطيك العافية

لمياء الديوان
16-05-2008, 06:23 PM
http://www.3tt3.net/up4/get-4-2008-td0zspwl.gif (http://www.3tt3.net/up4)



جزاك الله كل خير على هذا النقل

يعطيك العافيه يارب

تقبل اعذب تحيه

عباس العتابي
16-05-2008, 07:12 PM
§¤~¤§¤~¤§الاخ shikon


عطاء كبير


حماك الله§¤~¤§¤~¤§

shikon_85
17-05-2008, 01:57 AM
طيبة
مرور بموضوعي
اسعدني كثيرا
شكرا لكي
جزاكي الله خير
تحياتي

shikon_85
17-05-2008, 02:03 AM
ا منصضور
اشكرك علي مرورك
جزاك الله خير
تحياتي

shikon_85
17-05-2008, 02:06 AM
د لمياء
اشكرك علي مرورك
بموضوعي جزاكي الله خير
تحياتي

shikon_85
17-05-2008, 02:07 AM
ا عباس
شكرا للك
علي مرورك بالموضوع
جزاك الله خير
تحياتي للك