المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معلوماتٌ تهُم الأئمةَ والمُصلِّين بخصوص قراءة سورتي "السجدة" و"الإنسان" في صـلاة فجر يوم الجمعـة .



أهــل الحـديث
06-11-2014, 03:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم


➊ مما جاء في قراءة النبي ﷺ لسورتي "السجدة ، والإنسان" في صلاة الفجر من يوم الجمعة :

عن أبي هريرة وابن عباس - رضي الله عنهما - أنهما قالاَ : (كان النبي ﷺ يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ****: ﴿الم ۞ تَنْزِيلُ﴾ "سورة السجدة" ، و ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ﴾ "سورة الإنسان") .

رواه البخاري في «صحيحه» ، برقم : «891 ، 1068» من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - .

ورواه مسلم برقم «879» من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - .


--- ✺✺✺ ---

➋ حكمةٌ متوقعة من قراءتي سورتي "السجدة" و "الإنسان" فجر يوم الجمعة :
قال الإمامُ ابن القيم - رحمه الله تعالى - : ( وسمعتُ شيخَ الإسلامِ ابن تيميَّة يقول : (إنّمَا كَانَ النّبِيّ ﷺ يَقْرَأُ هَاتَيْنِ السّورَتَيْنِ فِي فَجْرِ الْجُمُعَةِ لأَنّهُمَا تَضَمّنَتَا مَا كَانَ وَيَكُونُ فِي يَوْمِهَا ، فَإِنّهُمَا اشْتَمَلَتَا عَلَى خَلْقِ آدَمَ ، وَعَلَى ذِكْرِ الْمَعَادِ ، وَحَشْرِ الْعِبَادِ ، وَذَلِكَ يَكُونُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَكَانَ فِي قِرَاءَتِهِمَا فِي هَذَا الْيَوْمِ تَذْكِيرٌ لِلأُمّةِ بِمَا كَانَ فِيهِ وَيَكُونُ ، وَالسّجْدَةُ جَاءَتْ تَبَعًا لَيْسَتْ مَقْصُودَةً حَتّى يَقْصِدَ الْمُصَلّي قِرَاءَتَهَا حَيْثُ اتّفَقَتْ) انتهى .

* المَصدر : «زاد المعاد في هدي خير العباد» ، لابن القيِّم ، 364/1 .


--- ✺✺✺ ---

➌ العلاَّمة "عبد العزيز بن باز" - رحمه الله تعالى - يُفتي بأن على الأئمة قراءة سورتي "السجدة و"الإنسان" في صلاة فجر الجمعة (وإن كره ذلك بعض الجماعة لكسلهم) - على حد تعبيره - :

* المَصدر : «فتاوى ابن باز» ، 393/12 ؛ ومن موقعه الرسمي :

http://www.binbaz.org.sa/mat/1339

➍ وهنا فتوى أخرى له بأن مِن السُّنَّة (المداومة) على قراءتهما فجر كل جمعة .

* المَصدر : «فتاوى ابن باز» ، 398/12 ؛ ومن موقعه الرسمي :

http://www.binbaz.org.sa/mat/1342


--- ✺✺✺ ---

➎ وسُئل العلامة "محمد بن صالح العثيمين" عن إمامٍ مسجد شُوهِد وهو يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة سورة "السجدة" من المصحف ، وينصفها نصفين بين الركعتين ، فما حكم عمله هذا ؟ .

فأجاب - رحمه الله تعالى - : ( فجر يوم الجمعة السُّنة أن يقرأ الإنسان في الركعة الأولى :****﴿ الم ۞ تَنزِيلُ﴾ السجدة كاملة ، وفي الركعة الثانية : ﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا ﴾ كاملة ، ولا بأس أن يقرأ في المصحف عند الحاجة إلى ذلك ، ولكن لا يقسم****﴿ الم ۞ تَنزِيلُ﴾ السجدة نصفين ؛ لأنه إذا قسمها نصفين فقد رغِب عن سُنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وليس هو أعلم بمصالح الأمَّة من النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، وإذا كان يريد التأسي بالنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فلْيتبع السُّنة ، أما أن يشطر ما جعله النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قسماً واحداً فهذا غلطٌ عظيم ، فنقول : اقرأ ﴿ الم ۞ تَنزِيلُ﴾ السجدة في الركعة الأولى كاملة ، واقرأ :****﴿هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ .. ﴾ في الركعة الثانية كاملة ، فإن لم تفعل فاقرأ سُوَراً أخرى ، أمَّا أن تأتي بالسنة وتشطرها فهذا فيه نظرٌ ظاهر .

قد يقول : «إن الجماعة إذا قرأت بهم بسورة "السجدة" كاملة في الركعة الأولى وبسورة "الإنسان" كاملة في الركعة الثانية تعِبُوا ومَلُّوا» ، نقول : الحمد لله ، مَن تعب وشق عليه القيام فلْيجلس ، ولا يُمكن لأحدٍ أن يكره سُنة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؛ لأن كراهة السُّنة - أعاذنا الله وإياكم من ذلك - ليست بالأمر الهيِّن ) انتهى .

* المَصدر : «فتاوى نور على الدرب» ، 2/8 - حسَب ترقيم "المكتبة الشاملة" الإلكترونية .


--- ✺✺✺ ---

✿ الصبر على طاعة الله أعلى أنواع الصبر :

قال الله تعالى آمرًا عباده بالصبر على عبادته سبحانه : ﴿ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ "سورة مريم ، آية : 65" .

وقد بيَّن الشيخُ العلاَّمة "عبد الرحمن السَّعدي" - رحمه الله تعالى - في «تفسيره ، ص : 475 ، وتفسير آية : 28 ، من سورة الكهف» على أن الصبر على طاعة الله عز وجل هو أعلى أنواع الصبر ؛ وبتمامه تتم باقي الأقسام وهما "الصبر عن معصية الله ، والصبر على أقداره المؤلمة" .

ولذلك فإنه ينبغي للمؤمن الموفَّق أن يصبر على قراءة هاتين السورتين العظيمتين فجر الجمعة طاعةً لله وابتغاء وجهه الكريم ، لعله أن يحظى بالأجر الجزيل من ربِّه الكريم - سبحانه وبحمده - الذي قال - وقوله الحق ووعده الصدق - : ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ "سورة الزمر ، من آية : 10" .


[COLOR=DarkRed]والحَمدُ لله رَب العالَمين