المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسائل هامة متعلقة بالنية



أهــل الحـديث
06-11-2014, 06:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرَّحمن الرَّحيم



الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه



وبعد



فهذه بعض المسائل الهامة المتعلقة بالنية



أسأل الله أن ينفعنى بها وعموم المسلمين



معنى النية



النية لغة : القصد ، قال الإمام النووى : النية القصد ، وهو عزيمة القلب . أ هـ .



والنية شرعاً : قصد الشئ مقترناً بفعله



أو العزم علىٰ فعلِ العِبادة تقرُّبًا إلى اللهِ تَعَالَىٰ .



أقسام النية



تنقسم النية إلى قسمين :



1- نية العمل



ويُقصد بها شيئين هما :



= تمييز العبادات عن العادات ، مثل تمييز الغسل للتبرد عن غسل الجنابة مثلاً



= وتمييز العبادات بعضها عن بعض ، مثل تمييز الظهر عن العصر



2- نية المعمول له



ويُقصد بها تمييز هل العمل لله وحده ، أم لغيره ، أم لله وغيره .



محل النية



النية محلها القلب ولا يجوز النطق بها ،

قال شيخ الإسلام ابن تيمية :نيةالطهارة من وضوء أو غسل أو تيمم أو صلاة أو صيام أو كفارات وغير ذلك منالعبادات، لا تفتقر إلى نطق اللسان باتفاق أئمة الإسلام ؛ بل النية محلهاالقلب باتفاقهم ، فلو لفظ بلسانه غلطـاً خلاف ما في قلبه فالاعتبار بما ينـويلا بما لفظ. أ هـ .
وقال الشيخ ابن عثيمين : واعلم أن النية محلها القلب، ولايُنْطَقُ بها إطلاقاً ، لأنك تتعبّد لمن يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله تعالى عليم بما في قلوب عباده ، ولست تريد أن تقوم بين يدي من لا يعلم ، حتى تقول أتكلم بما أنوي ليعلم به ، إنما تريد أن تقف بين يدي من يعلم ماتوسوس به نفسك ، ولهذا لم يَرِدْ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولاعن أصحابه رضوان الله عليهم أنهم كانوا يتلفّظون بالنيّة ، ولهذا فالنّطق بها بدعة يُنهى عنه سرّاً أو جهراً. أ هـ .
حكم النية
النية واجبة فى كل العبادات ، لقوله صلى الله عليه وسلم : إنما الأعمال بالنيات
فلابد من وجودها حتى يُعتد بالعمل ،
ولكنها تكون فى بعض العبادات شرطاً ، وتكون فى بعضها ركناً على خلاف فى ذلك بين الفقهاء .
فتُشترط النية لحصول الثواب فى سائر العبادات ،
ولكن هناك بعض الأعمال تقع صحيحة بغير اشتراط النية ، وتشترط النية فيها من أجل الثواب فقط
مثل :
1- التروك ، كترك الزنا والربا وعموم المعاصى ،
فالناس فى ترك المعاصى على صنفين :
الصنف الأول :من تركها رغبة في الأجر والثواب، فيستحق الأجر والثواب.
الصنف الثاني :من تركها بدون نية ، لا ينوي بذلك التقرب للهعز وجل ، وإنما تركها لأنه لا يرد على ذهنه ، أو تركها من أجل الأضرار البدنية والصحية والمالية المترتبة عليها؛ ولم يتركها لله ، فحينئذ هذا لا يستحق الأجر والثواب ؛ لأنه لم يتركهالله ، فالأجروالثواب إنما يكون بالنية ؛ لقولهصلى الله عليه وسلم :وإنما لكل امرئ ما نوى (http://**********%3Cb%3E%3C/b%3E:OpenHT%28%27Tak/Hits24002929.htm%27%29). (http://**********%3Cb%3E%3C/b%3E:OpenHT%28%27Tak/Hits24002929.htm%27%29)
2- قضاء الدين ، ورد المغصوب .
3- إزالة النجاسات ، كالاستنجاء والاستجمار ،
فهذه الأعمال لاتحتاج إلى النية حتى تكون صحيحة،
ولكن لا يُثاب عليها إلى من نوى التقرب إلى الله بها
شروط النية
هناك عدد من الشروط يجب توفرها حتى تكون النية صحيحة معتبرة وهى :
الشرط الأول : العلم بالمنوي، فإذا أردت أن تنوي شيئا فلا بد أن تكون عالما به ، وما لم تكن عالما به لا يصح أن تنويه ، فالعلم شرط النية .
والشرط الثانى :الجزم بالمنوي؛ لأنه لا يمكن أن تنوي شيئاوتقصده إلا إذا كنت جازما، وبعض العلماء يجعل الجزم ركنا من أركان النية ،ولا يجعله شرطا لها.
والشرط الثالث:التمييز ، فالصبي غير المميِّز ليس بمكلف شرعاً ،ولا يتمكن من تعيين قصد صحيح ، فلا يصح اعتبار النية منه .
الشرط الرابع : العقل ؛ فالنائم والمجنون والسكران لا تعتبر نياتهم ، إن كانت لهم نيات.
وهناك شرط خامس يذكره بعض الفقهاء: وهو الإسلام، قالوا: لأن الكافرلا تصح عباداته،
ولكن لا يصح أن نجعل الإسلام شرطا في النية ؛وذلك لأن الكافر تعتبر نيته في عدد من الأمور مثل طلاقه ،
وبيعه ونذره ، ويمينه ، فدل ذلك على أن النية معتبرة من الكافر، وأن النية تصح ،وإن كانت من غير المسلم.
والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه .