المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ألم الغربة، والمرض، والتضحيات - من دروس الهجرة



أهــل الحـديث
06-11-2014, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ألم الغربة، والمرض، والصبر عليهما - من دروس الهجرة المباركة
عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، وعك أبو بكر، وبلال، قالت: فدخلت عليهما فقلت: يا أبه، كيف تجدك ؟ويا بلال، كيف تجدك؟
قالت: وكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
كل امـرئ مصـبح في أهــــله *** والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى، يرفع عقيرته، ويقول:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة *** بواد وحولي إذخـر وجليل
وهل أرِدن يوماً مياه مجنة *** وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة رضي الله عنها: ثم دنوت من عامر، فقلت له: كيف تجدك يا عامر ؟ قال:
لقد وجدت الموت قبل ذوقه *** إن الجبان حتفه من فوقه
كل امرئ مــجاهد بطوقه *** كالثور يحمي جلده بروقه
قالت عائشة رضي الله عنها: فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبرته، فقال: ((اللهم حبب إلينا المدينة، كحبنا مكة، أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها، فاجعلها بالجحفة)).
وقد وصل بهم الأمر، من المرض، والألم، وشدة الحمى، أنهم لا يستطيعون الصلاة إلا وهم قعود...
فقد دفعوا الثمن باهظا، وقدموا التضحيات العظيمة، ووصلوا إلى حالة يرثى له، كل هذا من أجل العقيدة، والدين، والمبادئ، والقيم...
_____________
الدرس المستفاد:
إذا كان النصر دون تضحيات دليلا على حب الله لعباده، فمن أحق بالنصر من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإذا كانت الرفاهية في الدنيا، دليلا على محبة الله تعالى، فمن أحق بهذه الرفاهية من الصحابة الكرام..
وفي المقابل، إذا اعتبرنا أن الهجرة ذل، وتشريد، وإهانة، فهل اختار الله لحبيبه صلى الله عليه وسلم، وللصحابة الكرام رضوان الله عليهم، هذا الذل، والتشريد، والإهانة...
كلا والله...فالدين لا بد له من تضحيات، ولا يكون النصر بدون هذه التضحيات، وإن نصرا بلا تضحيات، هو نصر رخيص، لا قيمة له..
كلا والله...لم تكن الرفاهية دليلا على حب الله لأحد في يوم من الأيام...
كلا والله...ليس الهجرة ذلا، ولا تشريدا، ولا إهانة، لكنها امتحان، من صبر عليه، ظفر وانتصر، وهذا ما حققه الله تعالى للصحابة رضوان الله عليهم، بعد أن نجحوا في هذا الامتحان...