المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (036) الإيمان هو الأساس - الفصل السادس: الإيمان بالقدر.



أهــل الحـديث
03-11-2014, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



[لا أريد الدخول في مباحث القدر العويصة، ولعل في هذين المبحثين: إثبات الإيمان بالقدر، وبيان فساد الاحتجاج به على رضا الله بالمعاصي. كفاية لطالب الحق. ومن أراد التوسع في مباحثه فليرجع إلى الكتب التي ألفت فيها خاصة مثل كتاب شفاء العليل في القضاء، والقدر والتعليل وهو يقع في مجلد.]http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/editor/menupop.gif

وفيه مبحثان:

المبحث الأول: الإيمان بالقدر داعي سعي وعمل، وليس جالب اتكال وكسل.

المبحث الثاني: فساد الاحتجاج بالقدر على رضا الله بالفساد في الأرض.

المبحث الأول: الإيمان بالقدر داعي سعي وعمل، وليس جالب اتكال وكسل

1 ـ النصوص الدالة على الإيمان بالقدر.

2 ـ معنى الإيمان بالقدر والحذر من شبه المبتدعة.

3 ـ القدر سر الله في خلقه.

4 ـ وضوح النجدين.

5 ـ ويهدي الله لنوره من يشاء.

6 ـ لا يشرع ترك الأسباب لتخلف بعض المسببات.

7 ـ مواقف الناس من الأسباب.

8 ـ الإيمان بالقدر لا يقتضي الاتكال وترك العمل.

9 ـ القرآن والسنة يدحضان هذا الظن.

10 ـ واقع المسلمين الملتزمين بالإسلام يخالف هذا الظن.

11 ـ شبهة قديمة وجواب شاف كاف.

1 ـ النصوص الدالة على الإيمان بالقدر:

الإيمان بقدر الله ومراتبه: علماً، وكتابةً، و مشيئةً كونية قدرية، وخلقاً [هذه الأربعة هي مراتب القدر التي دلت عليها نصوص القرآن والسنة، وحققها علماء الإسلام من أهل السنة. راجع كتاب: (شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل) لابن قيم الجوزية رحمه الله: (صفحة: 63 ـ 109) نشر دار التراث القاهرة.].و هو أحد أركان الإيمان الستة التي من أنكرها أو أنكر بعضها كفر، وقد وردت بإثبات هذا الركن - كغيره من الأركان الأخرى - نصوص كثيرة، في الكتاب والسنة، وأجمع على وجوب الإيمان به سلف الأمة، من الصحابة والتابعين لهم بإحسان.

وقد دلت نصوص القرآن والسنة الكثيرة على هذه المراتب الأربع..

فالنصوص الدالة على المرتبة الأولى، وهي كمال علمه وإحاطته بكل شيء، لا تحصى كثرة، من ذلك قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ(30)} [البقرة]. وقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(216)} [البقرة]. وقوله تعالى: {وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ(35)} [النور]. وقال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ(59)} [الأنعام].

ومن النصوص كذلك على المرتبة الثانية، وهي كتابته تعالى الأشياء في الأزل، قوله تعالى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ(22)} [الحديد].

وقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ(12)} [يس]. وقوله تعالى: {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ(52)} [القمر]. وفسر بعض السلف الزبر باللوح المحفوظ، الذي قال الله تعالى فيه: {بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ(22)} [البروج].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة، رضي الله تعالى عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام، قال: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العينين النظر، وزنا اللسان النطق، والنفس تمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك و يكذبه) [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (صفحة: 720) المطبعة العصرية الكويت.].

وفي حديث عمران بن حصين، رضي الله تعالى عنه، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام ، قال: (..كان الله ولم يكن شيء غيره، وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء..) [البخاري، بشرح فتح الباري: (6/286).].

قال ابن القيم، رحمه الله: "وأجمع الصحابة والتابعون وجميع أهل السنة والحديث، أن كل كائن إلى يوم القيامة فهو مكتوب في أم الكتاب.." [شفاء العليل: (صفحة: 89).].

ومن النصوص الدالة على المرتبة الثالثة من مراتب الإيمان بالقدر، وهي مشيئته تعالى، فمنها قوله تعالى: {يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ(39)} [الرعد]. وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ(4)} [إبراهيم]. وقوله تعالى: {قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(26)}[آل عمران] وقوله تعالى: {إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ(29)}[التكوير].

ومن النصوص الدالة على المرتبة الرابعة، وهي خلقه كل شيء وإيجاده وتكوينه، قوله تعالى: {ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ(102)} [الأنعام]. وقوله تعالى: {أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ(96)} [الصافات]. وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(82)} [يس].

وكل شيء في الكون من أعيان وصفات وحركات وسكنات، يدل على أن الله تعالى هو خالقه ومقدره ومدبره، لا إله إلا هو.

فله تعالى الملك التام على كل شيء كما قال : {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(1)} [الملك]

وقال: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)} [البقرة].

وقد عدالرسول عليه الصلاة والسلام، القدر من أصول الإيمان التي سأله عنها جبريل فقال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره) [مسلم (1/37).].

2 ـ معنى الإيمان بالقدر، والحذر من شبه أهل البدع

ومعنى الإيمان بالقدر أن يعتقد المؤمن أن الله تعالى علم كل ما هو كائن، قبل أن يكون، وكتبه كذلك، وهو الذي يوجده على ما هو عليه، بحسب مقتضى علمه، وأنه لا قدرة لأحد أن يخرج عن مشيئة الله وقدره، وهذا هو مقتضى النصوص مثل قوله تعالى: {إن الله على كل شيء قدير}، وقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (وتؤمن بالقدر خيره وشره).

وقد مضى على هذا الإيمان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتبعهم على ذلك الصالحون من التابعين لهم بإحسان، وهو الحق الذي لا يجوز خلافه؛ لأنه مقتضى النصوص القرآنية، والسنة الصحيحة [الإيمان بالقدر على ما ورد به القرآن والسنة، هو الواجب، وفيه السلامة من سلوك أهل البدع، وأول البدع ظهوراً، كانت بدعة القائلين: إن الأمر أنف، أي إن الله تعالى وتقدس عما يقولون، لا يعلم الأشياء، إلا بعد وقوعها، وقد قال فيهم عبد الله بن عمر، رضي الله عنهـما: "فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني بريء منهم، وأنهم برآء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهباً، فأنفقه ما قبل الله منه، حتى يؤمن بالقدر"، ثم ذكر حديث أبيه عمر، في قصة سؤال جبريل الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أركان الإيمان والإسلام. راجع شرح النووي على مسلم (1/156).].

3 ـ القدر سر الله في خلقه:

ويجب أن يعلم أن ما يقدره الله، هو من الغيب الذي لا يعلمه قبل وقوعه إلا هو سبحانه، إلا ما أطلع عليه هو أحداً من خلقه، كإعلامه الملَك برزق المخلوق وأجله وكونه شقياً أو سعيداً، وهو لا يزال في رحم أمه، وكإخباره بعض رسله ببعض المغيبات، كما قال تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26) إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ..(2)} [الجن].

فلا علم للعبد بما قدره الله تعالى، من صحة ومرض، وفقر وغنى، وعز وذل، وشقاوة وسعادة، إلا بعد وجود ما يقدره تعالى.

4 ـ وضوح النجدين:

وقد منح الله الإنسان ما يفرق به بين الحق والباطل، فمنحه العقل الذي يقيس به الخير والشر، ويزن به النافع من الضار، في كثير من شؤون حياته، وهذا يكون فيما اتفق عقلاء بني آدم على مدحه من جلب المنافع ودفع المضار، كالصدق والعدل وأداء الأمانات، وترك الظلم، وغير ذلك مما يرون أن مصالحهم لا تتم إلا به، وإن اختلفوا في التفاصيل [وليس المراد به التحسين والتقبيح على الوجه المتنازع فيه، بل ما اتفق عليه المسلمون وغيرهم، في الجملة، لا في التفصيل. راجع مجموع الفتاوى، لابن تيمية (20/66) وما بعدها.].

ولعلمه تعالى أن هذا العقل له قدرات محدودة في مجالات معينة، إذا تجاوزها تاه واختلت أحكامه، منح الله خلقه ما يهدي تلك العقول إلى ما ينفعهم ويضرهم، فأنزل عليهم كتبه وبعث إليهم رسله.

فقد منح الله العبد ما يفرق به بين ما ينفعه وما يضره في حياته، وخلق له قدرة على فعل ما ينفعه وترك ما يضره، وأمره سبحانه بفعل ما يحبه ويرضاه - وهو الذي ينفعه في دنياه وآخرته - من الأعمال الصالحة، ووعده عليها بالإثابة، ونهاه عما يسخطه تعالى ويأباه - وهو ما يضره في دنياه وآخرته - من الأعمال الفاسدة، وتوعده عليها بالعقاب، ووعده تعالى أن يعينه - إذا استعان به - على فعل الخير وترك الشر.

وعِلْمُ الإنسان بأنه قادر على السعي في جلب ما ينفعه ودفع أو رفع ما يضره، من البدهيات التي لا ينكرها إلا مكابر، ولذا ترى الناس يكدحون ويجتهدون في جلب أرزاقهم وصحة أبدانهم، وترى الساعي في جلب رزقه وصحة بدنه يصل إلى مقصده في الغالب، كما ترى القاعد عن طلب الرزق وصحة البدن، يناله من الضنك والفقر والمرض والأوجاع بمقدار قعوده وإهماله.

والذي يريد السيادة والملك يسعى في سبيل ذلك بتعاطي الأسباب المناسبة لهذا الغرض، والذي يريد رضا الله و ثواب الآخرة ونعيمها يتعاطى الأسباب الموصلة له إلى ذلك، وهكذا، بل إنك لترى الكفيف الذي فقد بصره، يتعلم كيف يقرأ، وينجح في قصده، وترى الأصم الذي فقد سمعه يتعلم كيف يفهم ما يريده غيره بالإشارة، وترى الناس رائحين غادين في قضاء حوائجهم، بناء على معرفتهم الفطرية بأن الأسباب تترتب عليها مسبباتها غالباً، وهذه المعرفة يشترك فيها البشر كلهم، مسلمهم وكافرهم، فهي بديهة فطرية لا ينازع فيها عاقل.

5 ـ ويهدي الله لنوره من يشاء:

والمؤمن إضافة إلى ذلك يعلم أن الله القادر على كل شيء، قد أمره بالسعي في عمل ما يرضيه تعالى، من الإيمان الصادق والعلم النافع والعمل الصالح، ونهاه عما يسخطه تعالى ويأباه من الكفر والفسوق والعصيان، وكلاهما - الأمر والنهي - يحقق له المصالح ويدفع عنه المضار في الدنيا والآخرة، ويعلم أن الله تعالى لا يمكن أن يأمره وينهاه إلا بما هو قادر على فعله وتركه؛ لأن رحمة الله وحكمته تقتضيان أن لا يكلف عبده ما لا يطيق ولا يقدر، فالقدرة مناط التكليف {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا(286)} [البقرة]

فإذا أمر الله عبده المؤمن بطاعة أو نهاه عن معصية، علم العبد المأمور أن الله يحب له الصلاح، ويكره له الفساد، فيجتهد في فعل ما أمره الله به، طلباً لرضاه، وفي ترك ما نهاه عنه اتقاء لسخطه، ويستعين بربه الذي أمره ونهاه على فعل الطاعة وترك المعصية، لعلمه أنه تعالى على كل شيء قدير، والله يعينه إذا علم صدق نيته، ولذا شرع الله للمسلم أن يقول في كل صلاة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}. فهو يستعين الله تعالى على عبادته.

ويعلم المؤمن أن الله تعالى استخلف الإنسان في الأرض لعمارتها مادياً ومعنوياً، على مقتضى هداه، فكما يعمر المسجد بالبناء والذكر والصلاة وغيرها طاعة لله، فهو كذلك يعمر المصانع والقلاع والحصون، ويصنع السلاح لرد العدوان وحماية الدعوة وتحرير الناس من عبودية العباد إلى عبادة الله رب العباد، ويشق الطرق ويحيك الملابس ويفلح الأرض لينفع نفسه وغيره من الناس..

يفعل كل ذلك وهو يعلم أن الله القادر على كل شيء هو الذي أمره بما فعل، وأن تمكين الله له في هذه الأرض يقتضي القيام بأمر الله، كما قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنْ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ(41)} [الحج].

وأن الله القادر على كل شيء هو الذي قال له: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ..(31)} [ىل عمران].

ولولا أن الله تعالى القادر على كل شيء عالم أن عبده الذي أمره بعمارة الأرض وأمره بطاعته وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام، قادر على فعل ما أمره به، لما كلفه ذلك.