المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 028)السباق إلى العقول النموذج الرابع: قساة الوثنيين.



أهــل الحـديث
30-10-2014, 06:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم









قسوة الوثنيين الهنود.


والوثنيون-ومنهم الهندوس والبوذيون وغيرهم-لا تقل وحشيتهم وغلظتهم عن اليهود والنصارى والشيوعيين.

فالهندوس في الهند بتواطؤ مع النصارى الإنجليز، أذاقوا المسلمين من العذاب والتشريد والقتل وسوء المعاملة ما يصعب وصفه، واعتدوا على أموالهم ومنازلهم ومساجدهم، ولا يخلو عام من الأعوام من الاعتداء عليهم، حتى اضطروا المسلمين على الانقسام: قسم منهم سئم العيش تحت الذل والقهر الهندوسي، فقرروا الهجرة إلى ما سمي في حينه بباكستان الشرقية وباكستان الغربية، حيث تفصل بينهما مساحات شاسعة من الهند ثم تدخلت الهند وحليفتها روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) للتحريش بين الباكستانيين فحصل الانشقاق والقتال الذي راح ضحية الآلاف من المسلمين، وعلى أثره انفصلت باكستان الشرقية وسميت باسم قومي انفصالي: "بنغلادش" فضعف بذلك المسلمون في الجناحين، وضعف المسلمون كذلك في الهند الذين يبلغ عددهم الآن ما يقارب 150 مليونا في كل أنحاء الهند وهم اليوم يواجهون حربا وثنية شرسة، حيث نظمت جمعيات هندوسية لمحاربتهم تحت سمع وبصر الحكومة الهندية التي تزعم أنها دولة ديمقراطية علمانية، وتشير الإحصاء ت إلى أن الاعتداء الهندوسي على المسلمين بلغ حدا خطرا لا يطاق، يتعاون عليهم في ذلك الاعتداء المنظمات المذكورة وقوات الشرطة، بل والجيش أحيانا.

وعلى سبيل المثال فإن الهندوس قتلوا خمسة عشرة ألف مسلم في مجزرة "أحمد أباد" باعتراف رئيسة الوزراء أنديرا غاندي سنة 1970م وأحرقوا ثلاثمائة امرأة مسلمة بالنار وهن أحياء، وفي مذبحة آسام قتل الهندوس 50 ألف مسلم [راجع حاضر العالم الإسلامي لجميل المصري ص420.].

وفي هذه الأيام تجمع جماهير الهندوس وهدموا مسجد ,, البابري،، وقتلوا الآلاف من المسلمين، في أنحاء متفرقة من الهند وأحرقوا ممتلكاتهم وهدموا منازلهم وطردوهم من ديارهم [راجع على سبيل المثال مجلة المجتمع عدد1029 20جمادى الآخرة سنة 1413هـ-ص20.] ، واستولوا على كثير من مساجدهم وحولوها إلى معابد وثنية.

وكل الفظائع التي يرتكبها الهندوس في حق المسلمين لا يوجد أي مسوغ لها، فالمسلمون مسالمون، لا يريدون إلا العيش بطمأنينة في ديارهم، يقيمون شعائر دينهم ويعلمون أبناءهم دين الإسلام دون أن يحركوا ساكنا ضد الهندوس ابتداء، وإنما يضطرون أن يدافعوا عن أنفسهم عندما يعتدي عليهم هؤلاء، مع قلتهم وفقدهم آلة الدفاع على عكس الوثنيين الهندوس، والمتتبع لوحشية هؤلاء الهندوس وقسوتهم ضد المسلمين، يتضح له أنهم قوم قد نزعت الرحمة من قلوبهم وحلت محلها الغلظة والشراسة والوحشية.


قسوة الوثنيين في سيريلانكا.


وهكذا يلاقي المسلمون في سيريلانكا قسوة بالغة من الهندوس والسنهال والشيوعيين، ومن الحكومة البوذية من اغتيالات ومذابح جماعية ونهب أموال ومتاجر وإحراق منازل وأسواق [راجع مجلة المجتمع الكويتية. عدد 957 في 9شعبان 1410ه-ص40 ومجلة رابطة العالم الإسلامي عدد 319ص7.].

وفي " بورما" لا تنقطع مذابح المسلمين وتشريدهم ونهب أملاكهم والاعتداء على أعراضهم، يقوم بذلك الوثنيون البوذيون فقد قتلوا منهم عشرات الآلاف، وشردوا ملايين، وهدموا المساجد، وأغلقوا المدارس، واغتصبوا المسلمات وأجهضوا الحوامل منهن، وفي يوم عيد من أعياد الفطر قتلوا مائتي مسلم، وكثير من المسلمين يموتون جوعا في مخيمات الموت في "بنغلادش" أو في الطريق بين حدود بورما وبنغلادش وهم فارون بأنفسهم من القتل الجماعي[راجع: العالم الإسلامي (جريدة تصدرها رابطة العالم الإسلامي) 24ربيع الأول-1ربيع الثاني 1413ه- ص4، و6 محرم 1412ه-ومجلة المجتمع عدد 993 ص 10 وعدد 989ص16.].


قسوة الوثنيين في تايلاند.


وفي تايلاند أذاقت الحكومة الوثنية البوذية المسلمين، أهوالا من العذاب والقتل والتدمير والاغتيال والتشريد، وأذلت المسلمين في جنوب البلاد، وأصبحت فطاني المسلمة تحت سيطرة الجيش ووزارة الداخلية، وقد قسمتها تقسيمات إدارية جديدة، حيث أصبحت محافظات صغيرة، وحشدت أعدادا كبيرة من البوذيين من شمال تايلاند ووسطها للهجرة إلى بلاد المسلمين، وملكتهم أراضيهم ويسرت لهم إقامة الشركات والمشاريع المتنوعة، ليستولوا على البلاد المسلمة، ويكونوا أكثرية ينشرون الفساد الخلقي والاجتماعي، من أجل إذابة المسلمين وتحاول الحكومة تغيير مناهج المدارس الإسلامية وكتبها وحروف لغتها[راجع كتاب: في المشارق والمغارب: الكتاب الثامن. الجزء الثاني (تايلاند) للكاتب. مخطوط ص240 وما بعدها.].


قساة أهل الباطل من المنتسبين الإسلام!


مرت فترة على المسلمين ضعفت فيه دولتهم، بل اضمحلت وهوت، فتأخروا في كل شؤون الحياة الدينية والاقتصادية والعلمية-علم الشرع وعلم المادة-والسياسية والعسكرية والاجتماعية، وتقدم غير المسلمين في الحضارة المادية، فأصيب المسلمون بالهوان وكبر في صدورهم تقدم غيرهم، وانقسموا قسمين:

القسم الأول: رأى أن تقدم البلدان الإسلامية مرهون باتباع خطوات الغرب حذو القذة بالقذة، وذلك بتنحية الدين الإسلامي عن أن يكون منهج حياة للشعوب الإسلامية، والفصل التام بينه وبين تدبير شؤونها، بحيث يكون الدين أمرا يتعلق بالأفراد بأشخاصهم فيما بينهم وبين ربهم، يصلون ويصومون ويحجون ويقرؤون القرآن، دون أن يتدخل الإسلام في الشؤون السياسية والاجتماعية-ما عدا بعض الأحوال الشخصية-والاقتصادية والعسكرية وغيرها من مناهج الإعلام والتعليم وهلم جرا... وذلك على غرار ما فعله أهل الغرب بالدين النصراني المحرف، حيث نحوه عن شؤون الحياة التي وضعت لها الدساتير والقوانين البشرية، اتقاء التصرفات الكنسية ورجالها الذين كانوا يزاولون تدبير شؤون الشعوب تدبيرا ظالما، وينسبون تصرفاتهم تلك إلى الله، ويتلخص ذلك كله فيما يقال له: "العلمانية" التي تعني فصل الدين عن الدولة.

وقد أوهم أهل الغرب هذا القسم من أبناء المسلمين، أن الدين هو سبب التأخر عندما يتدخل في حياة البشر، بدليل أن الغرب عندما فصل الدين عن الدولة تقدم حضاريا وأصبح يقود العالم،وأنه لا يمكن للمسلمين أن يتقدموا إلا إذا فعلوا كما فعل الغرب، ففصلوا الدين الإسلامي عن الدولة.

وتتلمذ أبناء المسلمين هؤلاء على أساتذة الغرب في العلوم المتنوعة: الإنسانية والتطبيقية واقتنعوا بتلك الفكرة، بسبب جهلهم بالإسلام الذي جعلهم يساوون بينه وبين الدين النصراني، ويقفون من دينهم كما وقف أهل الغرب من الدين النصراني، وبسبب فقدهم العلماء الذين يجمعون بين فقه النصوص الواردة في القرآن والسنة الصحيحة والمقاصد الشرعية من جهة وبين فقه العصر والواقع من جهة أخرى، فانطلق هذا القسم من أبناء المسلمين، وقد أحرز شيئا من الثقافة التي تؤهله لقيادة الشعوب الإسلامية وإدارتها مغرورا بنفسه وبثقافته، متجاهلا أولئك العلماء، بل مذلا لهم ضاربا بآرائهم وراء الحائط [وسبب هذا سبق غير المسلمين الى عقول أبناء المسلمين وكسبهم في صفهم.].

والقسم الثاني: رأى في حضارة الغرب المادية وما رافقها أفكارا فاسدة وأخلاقا سيئة وعقائد ملحدة وهجوما على الإسلام وأهله، فانزوى عن علوم الغرب كلها، ودعا الشعوب إلى مقاطعتها والبعد عنها والاكتفاء بما تجود به كتاتيب المعلمين الذين يلقنون التلاميذ تلاوة القرآن الكريم ويعلمونهم بعض مبادئ الفقه والتوحيد والكتابة وشيئا من الحساب، فكان نصيب هذا القسم البعد عن ممارسة إدارة شؤون الأمة والمشاركة فيها، فاستبد القسم الأول بالحكم والإدارة وغيرها، وأخذ يكبت كل صوت يخالف منهجه ومسيرته، يسنده في ذلك ما تحت يده من إمكانات الدولة في الداخل ومؤازرة الدول والمؤسسات الغربية في الخارج.

وبعد أن مضت فترة ليست بالقصيرة على هذه الحالة المزرية، هيأ الله للمسلمين من صحا منهم من نومه، وتنبه من غفلته، فرأى بنور من الله وبصيرة تلك الهاوية التي تردى فيها المسلمون والأسباب التي أدت إلى ذلك التردي، والواجب الذي لا بد من القيام به لانتشال الأمة الإسلامية من وهدتها، إلى قمة مجدها وعزها، فظهرت دعوات المفكرين الإسلاميين بصفة فردية هنا وهناك، ولم يمض وقت غير طويل نسبيا حتى أثمرت تلك الدعوات، ونتج عنها قيام حركات إسلامية تعتمد التعليم والتربية وبيان شمول الإسلام، وأنه منهج لحياة البشر يجب أن يعود ليحكم حياتهم.

فأزعج ذلك تلاميذ الغرب الذين كان الجو قد خلا لهم، فتربعوا على كراسي الحكم وأمروا ونهوا دون منازع لهم إلا من أمثالهم، كما أزعج ذلك الغرب الذي طن أن الإسلام قد مات وقبر، فاتفق السيد في الغرب والعبد في الشرق على القضاء على الإسلام دون هوادة ولا رحمة، فكان أن حصل من أعداء الإسلام المنتسبين إليه مثل ما حصل من أعداء الإسلام من اليهود والنصارى والملحدين والوثنيين، من الهجوم على الإسلام وتشويهه، ومحاولة القضاء على دعاته بالسجون والمعتقلات والتعذيب الوحشي والتشريد، وانتهاك الأعراض ومصادرة الأموال والتضييق عليهم في لقمة العيش وإيذاء أسرهم وأقربائهم وأصدقائهم، وبالقتل والاغتيالات، حصل ذلك في أغلب بلدان الإسلام في شمال إفريقيا، وفي الصومال، واليمن، والعراق، وسوريا، وباكستان، وأفغانستان، وإندونيسيا، وتركيا، وبنغلادش، وألبانيا وغيرها.


قسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه أشد من قسوة غيرهم !


ولعل قسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه من أبناء المسلمين، أشد من قسوة غير المسلمين على المسلمين وذلك لأمور ثلاثة:

الأمر الأول: أن عدو الإسلام المنتسب إلى الإسلام، يعد من أبناء البلد وليس أجنبيا عنه، وتصرفاته الظالمة لا ينظر إليها عامة الناس-وبخاصة الجهلة-نظرتهم إلى تصرفات العدو الأجنبي الظالم، ولذلك تجد العدو الأجنبي غير المسلم يخفف من طغيانه وظلمه، إذا لم يتعرض العلماء والدعاة لمصالحه تعرضا مباشرا، بخلاف الطاغية من أبناء البلد، فإنه يوسع دائرة ظلمه وقسوته، لتشمل المعارض الصريح والساكت الذي لم يظهر تأييده لظلمه وقسوته.

الأمر الثاني: أن عدو الإسلام المنتسب إليه من أبناء المسلمين، يجد المؤيدين له ولظلمه وقسوته، من أبناء البلد من أقربائه وقبيلته والمنتفعين بحكمه، ما لا يجده غير المسلم الظالم، لأن تأييد غير المسلم يعد منقصة يعير بها المؤيد، بخلاف من يؤيد الظالم من أبناء البلد، وبخاصة عندما يدعي الوطنية والقومية والتقدمية والثورية-مع ادعائه الإسلام!-.

الأمر الثالث: أن عدو الإسلام المنتسب إليه، يستغل إمكانات البلد البشرية والمادية والإعلامية والتعليمية والاقتصادية والسياسية والعسكرية، في ضرب الإسلام والمسلمين، وهو ينعت بالوطني القومي والثوري والراعي والحامي، وليس بالمستعمر المغتصب والعدو والمحتل.

لذلك تجد قسوة هذا العدو على دعاة الإسلام من أبناء بلده تفوق قسوة اليهود والنصارى والملحدين والوثنيين أحيانا.

ولو أردنا أن نذكر نماذج لقسوة أعداء الإسلام من المنتسبين إليه على دعاة الإسلام وعلمائه في كل بلد ومن كل طاغية لاحتاج ذلك إلى كتاب مستقل، وندع الأمر للمسلمين في شعوبهم، فكلهم يعاين ما يقوم به طغاتهم من القسوة والتنكيل بدعاة الإسلام الذين ينبهون العقول إلى أفعالهم.