المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل عرف المسلمون العرب (( النظّارات )) قبل أوروبة؟ (موضوع يهم كل لابس نظارات وغير لابس!)



أهــل الحـديث
29-10-2014, 09:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



هل عرف المسلمون العرب (( النظّارات )) قبل أوروبة؟
(موضوع يهم كل لابس نظارات وغير لابس!)


قال د. صلاح الدين المنجد ( 1920 – 2010 م ) : سألني الاستاذ عبد الفتاح صقر: إذا كان المسلمون توصّلوا إلى اكتشاف النظارات الطبية واستعملوها، أم أخذوها من أوروبة؟

قلتُ: هذا سؤال جيد . لم أجد أحداً ممّن كتب عن العلوم عند العرب فصَّل الكلام فيه، وكان العلامة الكبير المرحوم أحمد تيمور باشا كتب مقالاً نفيساً عن هذا الموضوع منذ ستين سنة في مجلة (( الهلال ))، ولم يستفد منها أولئك الذين ألّفوا عن العلوم عند العرب.

أورد تيمور باشا شواهد كثيرة تدلّ على معرفتهم المكبّرات والنظارات:

1 – فقد ورد في شعر ابن حمديس الصقلي المتوفى سنة 527 هـ / 1132 م وصفٌ للنظارة المكبّرة، في قوله:


وجدولٍ جامدٍ في الكفِّ تحملُهُ ....يغوصُ فيه على دُرِّ النّهى النَّظَرُ
يكسو السطورَ ضياءً عند ظُلْمَتها ......كأن ينبوعَ نورٍ منهُ ينفجرُ
يشفُّ للعينِ عن خطِّ الكتابِ كما ...... شفّ الهواءُ، ولكن جسمه حَجَرُ
ترى به صُوَرَ الأسطار قد عَظُمَتْ ...... كَعُنْصُرِ الماءِ فيه يَعظمُ الوَبَرُ
نعم المعين لشيخٍ كَلَّ ناظرُهُ ...... وصغّرَ الخطَّ في ألحاظه الكِبَرُ

قال تيمور باشا رحمه الله: وقد جاء في ديوان ابن حمديس المطبوع برومية ( وهو الذي نشره المستشرق الإيطالي سكيابا ؟؟؟ ريللي ؟؟؟؟ - قال أبو معاوية البيروتي: هكذا قرأت الاسم، وسأراجعه - سنة 1897 م ) أنه يصف ( في هذه الأبيات ) القلم. وليس فيها شيءٌ من وصفه كما ترى، بل هي في وصف نظّارة مكبّرة، غير أنّها ليست ممّا يوضَع على العيون بل من نوع ما يُحمَل باليد، ويُسَمَّى الآن بـ ( لوب ). انتهى كلامه.

وقد أعاد صديقنا العلامة إحسان عباس نشر ديوان ابن حمديس، فلم ينتبه إلى مضمون هذه الأبيات، وأثبت أيضاً أنها في وصف القلم.

وابن حمديس توفي – كما ذكرنا – في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، وهذا يدلّ على أنّ المسلمين كانوا يعرفون هذه المكبّرات في ذلك القرن.

وقد سمّى المسلمون (( النظارات )) بأسماء مختلفة، سمُّوها عيون من زجاج، ورد هذا الاسم في شعر شهاب الدين ابن العطار المصري في قوله:


أتى بعد الصّبا شيبي، ودهري ....... رمى بعد اعتدالي باعوجاجِ
كفى أنْ كان لي بَصر حديد ....... وقد صارت عيوني من زجاج

....................


الكناشة البيروتية ( المجموعة الثالثة )