المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كأس العالم للأندية 2014 :- مقالات :- باوزا:لا شيء أفضل من المشاركة في مونديال الأندية



عميد اتحادي
28-10-2014, 08:30 PM
في أواخر عام 2013، تلقى نادي سان لورينزو ضربة قاضية تشبه لكمة أسطورة الملاكمة، محمد علي. حيث استيقظ النادي المتوج حديثاً بلقب الدوري الأرجنتيني والذي كان يفكر في الفوز أخيراً بكأس ليبرتادوريس 2014 على خبر الاستقالة المفاجئة للمدرب خوان أنطونيو بيتزي. وبعد استيعاب الصدمة، كان على مسؤولي النادي التفكير والتصرف بسرعة. لهذا راسلوا نادي كيتو وقبل إدجاردو العرض. وهكذا استعاد النادي توازنه ليسدد ضربة قوية: كانت هذه هي الخطوة الكبيرة الأولى التي مكنته من الفوز بلقب كوبا ليبرتادوريس الذي طال انتظاره والمشاركة في كأس العالم للأندية fifa.

وأكد باوزا الذي ينتظر بفارغ الصبر أن يصل يوم 17 ديسمبر/كانون الأول الذي سيلعب فيه فريقه المباراة الأولى في المغرب 2014 لنا قائلاً "إنها أعظم بطولة يمكن أن يلعبها فريق كرة قدم في العالم. ليس هناك بطولة أفضل منها. ولا شك بأن مباراة النهائي هي المباراة التي يرغب أن يلعبها جميع اللاعبين والمدربين. ستكون هذه هي مشاركتي الثانية وأنا فخور جداً بذلك."

لقد كانت إمكانية المشاركة مرة أخرى في سن الـ56 في بطولة كأس العالم للأندية، كما سبق أن فعل عام 2008 رفقة ليجا دي كيتو، وقبول التحدي المتمثل في الفوز بكأس ليبرتادوريس مع الفريق الوحيد من الفرق الخمسة الأرجنتينية الكبرى الذي لم يفز بهذا اللقب عاملين حاسمين لرفض عروض من فرق عربية والانتقال إلى بوينوس آيريس. كما أن خبرته الدولية الواسعة بعد تتويجه رفقة ليجا دي كيتو بكوبا سودامريكانا عام 2010 وخوضه نصف نهائي كأس ليبرتادوريس مع روساريو سينترال عام 2001 جعلت نادي سان لورينزو يفكر فيه أولاً ليحل محل بيتزي.

الذكاء والعمل الجاد والمتواصل
يمتلك باوزا، الملقب بـ "باتون" منذ صغره لدرجة أنه لا ينظر خلفه إذا ناداه أحدهم باسم إدجارجو، سمعة مدرب متطلب جداً. حيث وصف نفسه ذات يوم في مجلة إل جرافيكو قائلاً "أنا لست خفيف الظل ومتطلب جداً عندما يتعلق الأمر بالعمل." ولكن نقطة قوته لا تقتصر فقط على العمل الدؤوب والمطالبة بالمزيد. فهو يمتلك أيضاً القدرة على معرفة ما يجب القيام به لتحقيق ما يريده. ففي سن الـ13 ذهب لإجراء اختبار في نادي روساريو سينترال كلاعب خط وسط. كان هناك 500 طفل. وعندما جاء وقت اختبار لاعبي خط الوسط تم تسجيل 50 مشاركاً، لهذا قرر الانتظار حتى رأى أن مركز الدفاع ليس عليه إقبال كبير فقرر التسجيل في ذلك المركز. ومع مرور الوقت، أصبح رابع مدافع في العالم يسجل أكبر عدد من الأهداف (108) خلف رونالد كومان ودانييل باساريلا وفرناندو هييرو.

وبهذا الذكاء ذاع صيته أيضاً كمدرب في أمريكا الجنوبية وواصل تألقه في سان لورينزو، حيث اعترف اللاعبون أنهم تعلموا منه كيف يجب اللعب في كأس ليبرتادوريس. وقد حلل المدرب قائلاً "فاز هذا الفريق بالدوري الأرجنتيني وهو يلعب أسلوباً هجومياً، يتقدم جميع اللاعبين إلى الأمام... كان لديه قوة هجومية كبيرة، ولكنه لم يكن صلباً في الخط الخلفي. ولكننا بعد ذلك وجدنا التوازن المطلوب. بالنسبة لي كان ذلك هو مفتاح النجاح." لم يستقبل فريقه داخل الديار سوى هدف واحد في جميع مباريات البطولة.

في نهائي محتمل ضد ريال مدريد، سيحتاج باوزا أكثر من أي وقت مضى إلى توازن جيد في صفوف الفريق. وقد علق عن الأمر قائلاً "يمتلك الفريق الملكي مؤهلات فردية من الصعب إيقافها. كما أن المهاجمين ولاعبي الوسط يمكنهم مراوغة الخصم بسهولة كبيرة. من الصعب جداً العثور على كل هذه المؤهلات في فريق واحد. هذا هو أكثر ما يقلقني، لهذا علينا أن نقلص المساحات."

فقط بهذه الطريقة يمكن إيقاف فريق كبير مثل فريق أنشيلوتي؟ بالطبع لا، فالمدرب باوزا يرى أن عقلية اللاعبين لا تقل أهمية في هذا الصدد "من المشجع البحث عن تحفيز اللاعبين من هذا الجانب: ستلعبون ضد أفضل اللاعبين في العالم ولكي نكون في المستوى علينا الاعتماد على شراسة اللاعب الأرجنتيني والتحفيز الكبير للعب ضدهم. وهذا هو ما فعلناه مع ليجا دي كيتو عام 2008. عندما كنا نشاهد مانشستر يونايتد كنا نجد لاعبين من حجم روني وكريستيانو وتيفيز. لقد فازوا علينا (1-0) في مباراة صعبة كنا فيها قريبين من تحقيق التعادل. فقط يمكننا تحقيق ذلك عن طريق إيجاد الحافز الداخلي الذي يقودهم لتقديم كل ما في جعبتهم."

يبدو أن الرغبة في مواجهة بطل أوروبا أصبحت كبيرة لدرجة أن محيط النادي يراها حقيقة واضحة، وهذا ما يحاول باوزا محاربته بقوله "عندما يحدثني الجميع عن ريال مدريد أقول لهم إنه يجب علينا الفوز أولاً في مباراة الدور قبل النهائي. أقول وأكرر هذا للاعبين. يجب علينا اللعب أولاً ضد بطل أفريقيا فيتا كلوب الكونجولي أو وفاق سطيف الجزائري اللذين تعادلا 2-2 في ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا caf. لا شك بأننا سندرس الخصم جيداً، ولكن المباراة ستكون قاسية من الناحية البدنية."

تحدي تحسين الأداء
على عكس التوقعات، يبدو أن حاضر سان لورينزو ليس جيداً، فهو يحتل المركز 14 في الدوري الأرجنتيني بعد أن فاز بأربع مباريات فقط من أصل 13 مباراة. فقد غادر الفريق الذي لعب وفاز بكأس ليبرتادوريس لاعبون مهمون مثل المهاجم أنخيل كوريا ولاعب خط الوسط إيجناسيو بياتي والمدافعين كارلوس فالديس وسانتياجو خينتيليتي.

"لا أحاول التهرب من المسؤولية، ولكن غياب كوريا وبياتي يعني حرماننا من تسجيل 30 هدفاً. فمن الصعب جداً تعويض هذين اللاعبين. هناك ظروف كروية تختلف عن تلك التي لعبنا فيها نهائي الكأس، وهذا ما يكلفنا إنهاء الهجمات."

هل يمكن أن يكون اللاعبون يحتفظون بقواهم لمواجهة تحد كبير مثل ذلك الذي سيواجهونه في المغرب؟ أجاب باوزا قائلاً "لا يحتفظون بشيء،" مضيفاً "ولكن هناك مسألة اللاوعي. فدرجة التحفيز والتركيز التي لعبنا بها نهائي كأس ليبرتادوريس من الصعبة جداً الحفاظ عليها في هذا الوقت. يبدو أن ذلك غير صحيح، ولكن عندما يتراجع المستوى بنسبة 10-15 في المئة لدى ستة أو سبعة لاعبين في الفريق، بالإضافة إلى الغيابات، يحدث ما يحدث الآن. نهدف الآن إلى تعزيز معنويات اللاعبين والتركيز على الجانب البدني حتى نصل في أفضل أحوالنا في ديسمبر/كانون الأول، وذلك دون أن ننسى العمل على الجانب التكتيكي لإيجاد طريقة لتحسين الأداء."

على الرغم من أنه لم يبقى سوى شهر ونصف عن انطلاق البطولة بالنسبة لفريقه، يبدو أن "باتون" واثق من قدرات لاعبيه "لا شك بأن كأس العالم للأندية هي بطولة تحفيزية بامتياز ومجرد اللعب فيها سيرفع من مستوى تركيز اللاعبين وتحفيزهم. نأمل أن نصل إلى المباراة النهائية لأننا نراهن كثيراً على هذه البطولة ولأننا نمثل اتحاداً لديه تاريخ غني مثل اتحاد conmebol."